حـرف الـحـاء: باب الحاء والدال وما يليهما

باب الحاء والدال وما يليهما

حَداء: بالفتح ثم التشديد وألف ممدودة، واد فيه حصن ونخل بين مكة وجدة يسمونه اليوم حدة. قال أبو جُندب الهذلي:

بغيتهم ما بين حداء والحشـا

 

وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما

 

حدابَ: بالكسر وآخره باء موحدة وهو جمع حَدَب وهي الأكمة. ومنه قوله تعالى: "وهم من كل حدب ينسلون"، الأنبياء: 96، وقيل الحدَبُ حدورٌ في صبب ومن ذلك حدب الريح وحدب الرمل وحدب الماء ما ارتفع من أمواجه، وحداب موضع في حزن بني يربوع كانت فيه وقعة لبكر بن وائل على بني سليط فسبها فساءهم فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع فاستنقذها منهم نساءهم وجميع ما كان في أيديهم من السبي. قال جرير:

لقد جردت يوم الحداب نساؤهم

 

فساءت مجاليها وقلت مهورها

 

 الحَدّادَةُ: بالفتح والتشديد وبعد الألف دال آخرى، قرية كبيرة بين دامغان وبسطام من أرض قومس بينها وبين الدامغان سبعة فراسخ ينزلها الحافي، ينسب إليها محمد بن زياد الحدادي ويقال له القومسي روى عن أحمد بن منيع وغيره وعلي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد أبو الحسن وقيل أبو الحسين القومسي الحدادي مولى بني هاشم سمع ببيروت العباس بن الوليد وبحمص أبا عمرو أحمد بن المعمر وبعسقلان محمد بن حماد الطهرَاني وأبا قرفاصة محمد بن عبد الوهاب وأحمد بن زيرك الصوفي وسمع بقيسارية والرملة ومنبج وأيلة وسمع بمصر الربيع بن سليمان المُرَادي وغيره وسمع بمكة وغيرها من البلاد وكان ! صدوقاً روى عنه أبو بكر الإسماعيلي ووصفه بالصدق. وقال حمزة بن يوسف الشهمي مات في شهر رمضان سنة 322.


الحداديةُ: منسوبة، قرية كبيرة بالبطيحة من أعمال واسط لها ذكر في الآثار رأيتها.


حَدَاره: بالراء المضمومة المشددة وهي أعجمية أندلسية نسبت على ألسنة أهل المشرق وبعض أهل الأندلس. يقول هدره بفتح الهاء والدال وضم الراء المضمومة المشددة وهو: نهر غرناطة بالأندلس ذكر في غرناطة: الحدَالَى: بفتح أوله والقصر ويروى الحدال بغير ألف وهو: اسم شجر بالبادية. موضع بين الشام وبادية كلب المعروفة بالسماوة وهي بادية لكلب ذكِره المتنبي. فقال:

ولله سيري مـا أقـل تـثـية

 

عشية شرقي الحدالى وغرب

 

وأنشد ثعلَب للراعي:

يا أهل ما بال هذا الليل في صفَر

 

يزداد طولاً وما يزداد من قصر

في إثر من قطعت مني قرينتـه

 

يوم الحدَالى بأسباب من القـدر

 

حَدانُ: بالفتح ثم التشديد وألف ونون ذو حدان، موضع.


حدانُ: بالضم، إحدى محال البصرة القديمة يقال لها بنو حدان سميت باسم قبيلة وهو حدان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نور بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نور بن الأزد وسكنها جماعة من أهل العلم ونسبها إليها. منهم أبو المغيرة القاسم بن الفضل الحداني روى عنه مسلم بن إبراهيم وحدث السلفي عن حاتم بن الليث قال حدثنا علي بن عبد الله هو ابن المديني قال قاسم بن الفضل الحداني لم يكن حدانياً وكان ينزل حدان وكان رجلاً من الأزد قال ومات سنة 166 وقال محمد بن محبوب سنة 167وقال يحيى بن مُعين سنة 166. نقلته من الفيصل.
الحدباءُ: تأنيث الأحدَب، اسم لمدينة الموصل سميت بذلك لاحتداب في دجلتها واعوجاج في جريانها وذكر ذلك في الشعر كثير.


الحَدَثانُ: بالتحريك. وقد ذكرنا في أجأ أن، الحدثان أحد إخوة سلمى لحق بموضع الحرة فأقام به فسمي الموضع باسمه. قال ابن مُقبل:

تمنيت أن يلقى فوارس عامر

 

بصحراء بين السود والحدثان

 

والحدثان في كلام العرب الفأس وجمعه حدثان وحدثان الدهر معروفة.


 الحدث: بالتحريك وآخره ثاء مثلثة، قلعة حصينة بين ملطية وسُمَيساط ومَرعش من الثغور ويقال لها الحمراء لأن تُربتها جميعاً حمراءُ وقلعتها على جبل يقال له الأحدب وكان الحسن بن قحطبة قد غزا الثغور وأشج العدو فلما قدم على المهدي لخبره بما في بتاء طرسوس والمصيصة من المصلحة للمسلمين فأمر ببناء ذلك وأن يكون بالحدث وذلك في سنة 162. وفي كتاب أحمد بن يحيى بن جابر كان حصن الحدث مما فتح في أيام عمررضي الله عنه فتحه حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عياض بن غنم وكان معاوية يتعاهده بعد ذلك وكانت بنو أمية يسمون درب الحدث درب السلامة للطيرة لأن المسلمين أصيبها به وكان ذلك الحدث الذي سمي به الحدث فيما يقول بعضهم وقال آخرون لقي المسلمين على درب الحدث غلام حدث فقاتلهم في أصحابه قتالاً استظهر فيه فسمي الحدث بذلك الحدث ولما كان في فتنه مروان بن محمد خرجت الروم فقدمت مدينة الحدث وأجلَت عنها أهلها كما فعلت بملطية فلما كان سنة 161 خرج ميخائيل إلى عمق مَرعش ووجه المهدي الحسن بن قحطبة فساح في بلاد الروم حتى ثقلت وطأته على أهلها وحتى صوروه في كنائسهم وكان دخوله من درب الحدث فنظر إلى موضع مدينتها فأخبر أن ميخائيل خرج منه فارتاد الحسن موضع مدينة هناك فلما انصرف كلم المهدي في بنائها وبناء طرسوس فأمر بتقديم بناء مدينة الحدث وكان في غزوة الحسن هذه مندل العنزي المحدث ومعتمر بن سليمان البصري فأنشأها علي بن سليمان وهو على الجزيرة وقنسرين وسميت المحمدية والمهدية بالمهدي أمير المومنين ومات المهدي مع فراغهم من بنائها وكان بناؤها باللبن وكانت وفاته سنة 169 واستخلف ابنه موسى الهادي فعزل علي بن سليمان وولى الجزيرة وقنسرين محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس وكان فرض علي بن سليمان بمدينة الحدث لأربعة آلاف فأسكنهم اإياها ونقل إليها من أهل ملطية وسُميساط وشمشاط وكيسوم ودلوك ورَعبان ألفَي رجل وفرض لهم في أربعين من العطاء. قال الواقدي ولما بُنيت مدينة الحدث هجم الشتاء وكثرت الأمطار ولم يكن بناؤها وثيقاً فهدم سور المدينة وشعثها ونزل بها الروم فتفرق عنها من كان نزلها من الجند وغيرهم ولما بلغ الخبر مومس الهادي فقطع بَعثاً مع المسيب بن زهير وبعثاً مع روح بن حاتم وبعثا مع عمرو بن مالك فمات قبل أن ينفذوا. ثم ولي الخلافة الرشيد فدفع عنها الروم وأعاد عمارتها وأسكنها الجند وكانت عمارتها على يد محمد بن إبراهيم آخر البلاذري. ثم لم ينته إلى شيءِ من خبره إلا ما كان في أيام سيف الدولة بن حمدان وكان له به وقعات وخربته الروم في أيامه وخرج سيف الدولة في سنة 343 لعمارته فعمره وأتاه الدمستق في جموعه فردهم سيف الدولة مهزومين فقَال المتنبي عند ذلك:

هل الحدث الحمراءُ تَعرف لونَها

 

وتعلم أي الساقـيين الـغـمـائمُ

بناها فأعلى والقَنا يقرع القَـنـا

 

وموجُ المنايا حولها متـلاطـمُ

طريدةُ دهر ساقها فـرددتـهـا

 

على الدين بالخطي والأنفُ راغمُ

تفيت الليالي كل شيءٍ أخـذتـه

 

وهن لما يأخذْن منـك غـوارمُ

 

وقال أبو الحسين بن كوجك النحوي وكان ملك الروم عاد لخراب الحدث ثانياً فهزمهم سيف الدولة:

رامَ هدم الإسلام بالحدث المؤ

 

ذنُ بنيانها بهدم الـضـلال

نكلت عنك منه نفس ضعيف

 

سلبته القوى رؤوس العوالي

فتوقى الحمامَ بالنفس والمـا

 

ل وباع المقام بالارتـحـال

ترك الطير والوحوش سِغاباً

 

بين تلك السهول والأجبـال

ولكم وقعة قريت عفـاة ال

 

طير فيها جماجم الأبطـال

 

وينسب إلى الحدث عمر بن زُرارة الحدثي روى عن عيسى بن يونس وشريك بن عبد الله روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي وموسى بن هارون. وعلي بن الحسن الحدثي روى عن عيسى بن يونس روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي. وأبو الوليد أحمد بن جنَاب الحدثي روى عن عيسى بن يونس أيضاً روى عنه فهد بن سليمان ذكره في الفيصل.


حدثةُ: بزيادة الهاء، واد أسفله لكنانة والباقي لهذيل عن الأصمعي. حدَدُ: بالتحريك وهو في اللغة المنع، وهو جبل مطل على تيماء، وقال ابن السكيت حدد أرض لكلب عن الكلبي قال في شرح قول النابغة:

ساق الرفيدات من جوش ومن حدد

 

وماش من رهطِ ربعِي وحجـارٍ

 

حدرُ: بالضم ثم الفتح والتشديد وراءٍ مهملة، من محال البصرة عند خطة مزينة وحدر في اللغة جمع حادر وهو المجتمع الخلق من الرجال وغيرهم.


حدسُ: بفتحتين وسين مهملة الحدس الرميُ ومنه أخذ الحدس وهو الظن وحدس، بلد بالشام يسكنه قوم من لخم عن نصر.


حدس: بضمتين يوم في حدس، من أيام العرب من خط أبي الحسين بن الفرات.


حدَمَة: بوزن همزة والحدم في الأصل شدة إحماء حر الشمس للشيء وهو، موضع.


حدوداءُ: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة وهي في كلامهم الريح الشمال لأنها تحدو السحاب أي تسوقه، قال:

حدواءُ جاءت من بلاد الطور

 

حدواءُ: اسم موضع.


حدَوداءُ: بفتحتين وسكون الواو ودال آخرى وألف مممدودة، موضع في بلاد عذرة ويروى بالقصر.


حدورةُ: أرض لبني الحارث بن كعب عن نصر.


الحدَةُ: بالفتح ثم التشديد، حصن باليمن من أعمال الحبية وهي من أعمال حب، وحدة أيضاً منزل بين جدة ومكة من أرض تهامة في وسط الطريق وهو واد فيه حصن ونخل وماءٍ جارٍ من عين وهو موضع نزه طيب والقدماء يسمونها حداء بالمد وقد ذكر.


الحدَيبَاءُ: بلفظ تصغيرالحدباء بالباء الموحدة، ماءٌ لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قُعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودوان بن أسد فوق غدير الصلب وهو جبل محدد.


قال الشاعر:

إن الحديباء شحم إن سبقتَ بـه

 

من لم يسامِنْ عليه فهو مسمونُ

 

الحديبية: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباءٍ موحدة مكسورة وياء. اختلفها فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها فروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الصواب تشديد الحديبية وتخفيف الجِعرانة وأخطأ من نص على تخفيفها وقيل: يثقلونها وأهل العراق يخففونها وهي: قرية متوسطة ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها. وقال الخطابي في أماليه سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع. وبين الحديبية ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل وفي الحديث أنها بئر وبعض الحديبية في الحل وبعضها في الحرم وهو أبعد الحل من البيت وليس هو في طول الحرم ولا في عرضه بل هو في مثل زاوية الحرم فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم وعند مالك بن أنس أنها جميعها من الحرم. وقال محمد بن موسى الخوارزمي اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية ووداع المشركين لمضي خمس سنين وعشرة أشهر للهجرة النبوية.


الحديثةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وياءٍ ساكنة وثاءً مثلثة كأنه واحد الحديث أو تأنيثه ضد العتيق سميت بذلك لما أحدث بناؤها ثم لزمها فصار علماً، وهي في عدة مواضع ينسب إلى كل واحدة منها حديثي وحدثاني منها.


حديثة الموصل: وهي بليدة كانت على دجلة بالجانب الشرقي قرب الزاب الأعلى. وفي بعض الآثار أن حديثة الموصل كانت هي قصبة كورة الموصل الموجودة الآن وإنما أحدثها مروان بن محمد الحمار وقال حمزة بن الحميد الحديثة تعريب نوكرد وكانت مدينة قديمة فخربت وبقي آثارها فأعاداها مروان بن محمد بن مروان إلى العمارة وسأل عن اسمها فأخبر بمعناه فقال سموها الحديثة. وقال ابن الكلبي أول من مصر الموصل هرثمة بن عرفجة البارقي في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأسكنها العرب ثم أتى الحديثة وكانت قرية فيها بيعتان ويقال إن هرثمة نزل المدينة أولاً فمصرها واختطها قبل الموصل وإنها إنما سميت الحديثة حين تحول إليها من تحول من أهل الأنبار لما ولي ابن الرفيل صاحب النهر ببادورياً أيام الحجاج بن يوسف فعسفهم وكان فيهم قوم من أهل الحديثة التي بالأنبار فبنها بها مسجداً وسمها المدينة الحديثة. وينسب إلى هذه الحديثة جماعة. منهم أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن بابويه السمنجاني الفقيه نزل أصبهان ومات بها. قال أبو الفضل المقدسي سمعت أبا المظفر الأبيوردي يقول سمعته يقول نحن من حديثة الموصل وكان إذا روى عنه نسبة الحديثي. فلت وسمنجان بلد من أعمال طخارستان من وراء بلخ. حدِيثَةُ الفُرات: وتعرف بحدِيثَةِ النورة، وهي على فراسخ من الأنبار وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماءُ يحيط بها. قال أحمد بن يحيى بن جابر وجهَ عمار بن ياسر أيام ولايته الكوفة من قِبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً يستقري ما فوق الفرات عليهم أبو مدلاج التميمي فتولى فتحها وهو الذي تولى بناء الحديثة الذي على الفرات وولده بهيت. وحكى أبو سعد السمعاني أن أهل الحديثة نصيرية وحكى عن شيخه أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي اليزيدي النحوي مؤلف شرح اللمع أنه قال اجتزت بالحديثة عند عودي من الشام فدخلتها فقيل لي ما اسمك فقلت عمر فأرادها قتلي لو لم يدركني من عرفهم أنني علوي. وينسب إليها جماعة. منهم سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد الهروي الحدثاني. قال أبو بكر الخطيب سكن الحديثة حديثة النورة على فرسخ من الأنبار فنسب إليها سمع مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد وحفص بن ميسرة وعلي بن مسهر وشريك بن عبد اللّه القاضي ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة وغيرهم روى عنه يعقوب بن شيبة ومحمد بن عبد الله بن مطير ومسلم بن الحجاج في صحيحه وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. وقال البخاري فيه نظر كان عَمي فتلَقّنَ بما ليس في حديثه. وقال سعد بن عمرو البرذعىِ رأيت أبا زرعة يسيءُ القول فيه وقال رأيت فيه شيئاً لم يعجبني فقيل ما هو فقال لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده فقلت له إن عندي أحاديث ابن وهب عن ضمام ليست عندك فقال ذاكزني بها فآخرجتُ الكُتُب أذاكره وكنت كلما ذكرتُه بشيءٍ قال حدثنا به ضِمام وكان يدلّس حديث حريز بن عثمان وحديث ابن مكرم وحديث عبد الله بن عمرو زرغِبا تَزدد حباً فقلت أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة الأحاديث من هؤلاء فغضب فقلت لأبي زرعة فأيش حاله فقال أما كتبَه فصحاح وكنت أتبع أصوله فأكتب منها وأما إذا حدث من حفظه فلا مات في شوال سنة 240 عن مائة سنة وكان ضريراً. ومنها سعيد بن عبد الله الحدثاني أبو عثمان حدث عن سويد بن سعيد الحديثي روى عنه أبو بكر الشافعي وأحمد بن محمد أبرون وذكر الشافعي أنه سمع منه بحديثة النورة. وعبد الله بن محمد بن الحسين أبو محمد بن أبي طاهر الليثي سمع أبا عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبا القاسم بن بشران روى عنه أبو القاسم السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي ومات في سنة 487. وهلال بن إبراهيم بن نجاد بن علي بن شريف أبو البدر النميري الخزرجي الشاعر قدم دمشق. قال القاسم بن أبي القاسم الدمشقي فيما كتب في تاريخ والده إملاءً على هلال وكتبتُ من لفظه:

أطعتُ الهوى لما تملكَني قَسـراً

 

ولم أدر أنْ الحب يستعبد الحـرا

فأصبحتُ لا أصغي إلى لَوم لائم

 

ولا عاذلِ بالعذل مستتراً مُغْـرَا

إذا ما تذكرتُ الحديثة والـشـرَا

 

وطيبَ زماني بادرَت مُقلَتي تَترا

أشرَخ شبابي بالفرات وشرتـي

 

وميدان لهوي هل لنا عودة آخرا

 

ومنها أيضاً روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي أصلأ البغدادي مولداً أبو طالب قاضي القضاة ببغداد وكان يشهد أولاً عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي سنة 524في شهر رمضان ثم رتب نائباً في الحكم بمدينة السلام وأذن له في القعود والمطالبات والحبس والإطلاق من غير سماع بينة ولا إسجال في خامس عشررجب سنة 563 وفي ربيع الآخر سنة 564أذن له في سماع البينة وأنشأ قضيته بإذن المستنجد وكان على ذلك ينوب في الحكم إلى أن مات المستنجد بالله وولي المستضيءُ فولاه قضاءَ القضاة بعد امتناع منه وإلزام له فيه يوم الجمعة حادي عشر شهر ربيع الأخر سنة 566واستناب ولده أبا المعالي عبد الملك على القضاء والحكم بدار الخلافة وما يليها وغير ذلك من الأعمال ولم يزل على  ولايته حتى مات. وقد سمع الحديت من جماعة. قال عمربن علي القزويني سألتُ روح بن الحديثي عن مولده فقال سنة 502ومات في خامس عشر محرم سنة 570. وأبو جعفر النفيس بن وهبان الحديثي السلمي روى عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلال وأبي الفضل محمد بن عمر الأرمَوى في آخرين ومات في ثالث عشر صفر سنة 599. وابنه صديقنا ورفيقنا الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن النفيس بن وهبان اصطحبنا مدة ببغداد ومرو وخوارزم في السماع على المشايخ وكانت بيننا مودة صادقة وكان عارفاً بالحديث ورجاله وعلومه عارفاً بالأدب قيما باللغة جداً وخصوصاً لغة الحديث وكان مع ذلك فقيهاً مناظراً وكان حسن العِشرة متودداً مأمون الصحبة صحيح الخاطر مع دين متين خلفته بخوارزم في أول سنة 617 فقتلَته التتر بها شهيداً وما روى إلا القليل.


والحديثةُ: أيضاً، من قرى غوطة دمشق ويقال لها حديثة جرش بالشين المعجمة ذكر لي ابن الدخميسي عن الشريف البهاءِ الشروطي أنه بالسين المهملة. سكن الحديثة هذه أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو العباس الأكار النهربيني أخو أبي عبد الله المقري من سواد بغداد سمع أبا الحسين بن الطيوري وسكن بهذه القرية من غوطة دمشق سمع منه بها الحافظ أبو القاسم وذكره وقال مات في سنة 527. ومحمد بن عنبسة الحديثي حدث عن خالد بن سعيد العرضي. الحديجاءَ: بلفظ تصغير حدجاءَ ممدودة والحَدَجُ بالتحريك في كلام العرب الحنظل إذا اشتد وصَلُبَ والحدجُ بالكسر الحمل ومركبُ النساء وحدَيجاءُ، قرية بالشام. نسب إليها عدي بن الرقاع الخمر المَقدية. فقال:

أمِيدُ كأني شـارب لـعِـبَـتْ بـه

 

عُقار ثوَت في دنها حِجَجاَ سبـعـاً

مَقديةٌ صهباءُ يثـخـن شـربُـهـا

 

إذا ما أرادها أن يروحها بها صَرعا

عُصَارَةُ كرم من حُديجاءَ لـم يكـن

 

منابتُها مستحـدثـات ولا قـرعـا

 

الحدَيقا: يجوز أن يكون تصغير جمع حَديقة مقصور وهي البستان، وهو موضع في خيشوم حزن الخُصا له ذكر في أيام العظالى وهو والذي بعده واحد جمعوه بما حوله على عادتهم في أمثال ذلك.


الحديقة: كأنه تصغير حدقة، موضع في قلة الحزن من ديار بني يربوع لبني حمير بن رياح منهم وهما حديقتان بهذا المكان.
الحَدِيقَةُ: بالفتح ثم الكسر وياءِ ساكنة وقاف وهاءٍ بلفظ واحدة الحدائق وهي البساتين والحديقة، بستان كان بقَنَا حجر من أرض اليمامة لمسيلمة الكذاب كانها يسمونه حديقة الرحمن وعنده قُتل مسيلمة فسموه حديقة الموت. والحديقة أيضاً قرية من أعراض المدينة في طريق مكة كانت بها وقعة بين الأوس والخزرَج قبل الإسلام وإياها أراد قيس بن الخطيم. بقوله:

أجالدهم يويم الحديقة حـاسـراً

 

كأن يدي بالسيف مِخراق لاَعِب

حدَيلاءُ: مصغر يقال رجل أحدل وامرأة حدلاءُ إذا كانا مائلي الشق والحدلُ الميلُ، وهو موضع عن أبي الحسن المهلبي ورواه بعضهم بالذال معجمة.

حدَيلَةُ: مصغر أيضاً واشتقاقه من الذي قبله، وهي مدينة باليمن سميت بذي حديلة واسم حديلة معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار عن شباب العُصفري. وقال أبو المنذر معماوية بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه حدَيلة بنت مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بها يُعرفون. ومن بني حديلة ابي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو الذي تنسب إليه القراءة وشهد بدراً. وأبو حبيب زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد بن معاوية بن عمرو شهد بدراً وقال أبو إسحاق حديلة هو عمرو بن مالك بن النجار ولهم هناك قصر.

وقال نصر حديلة محلة بالمدينة بها دار عبد الملك بن مروان.