حـرف الـحـاء: باب الحاء والراء وما يليهما

باب الحاء والراء وما يليهما

حرا: بالضم ثم التشديد والقصر، موضع. قال نصر أظنه في بادية كلب.

حِراءَ: بالكسر والتخفيف والمد، جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال وهو معروف ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه.
قال جرير:

ألسنا أكرَمَ الثقلـين طُـرا

 

وأعظمهم ببطن حراءَ نارَا

 

فلا يصرفه لأنه ذهب به إلى البلدة التي حراءُ بها. وقال بعضهم للناس فيه ثلاث لغات يفتحون حاءه وهي مكسورة ويقصرون ألفه وهي ممدودة ويميلونها وهي لا تَسُوغُ فيها الإمالة لأن الراء سبقت الألف ممدودة مفتوحة وهي حرفٌ مكرر فقامت مقام الحرف المستعلى مثل راشد ورافع فلا تمال وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قبل أن يأتيه الوحيُ يتعبد في غار من هذا الجبل وفيه أتاه جبرائيل عليه السلام. وقال عرام بن الأصبغ ومن جبال مكة ثبير وهو جبل شامخ يقابل حراء وهو جبل شامخ أرفع من ثبير في أعلاه قُلة شامخة زلوج ذكرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارتقى فروَته ومعه نفر من أصحابه فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكن يا حراءُ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" وليس بهما نباتٌ ولا في جميع جبال مكة إلاشيء يسيرمن الضهياء يكون في الجبل الشامخ وليس في شيء منها ماء ويليها جبال عرفات ويتصل بها جبال الطائف وفيها مياه كثيرة.


الحرار: جمع حرة وهي كثيرة في بلاد العرب وكل واحدة مضافة إلى اسم آخر تذكر متفرتة إن شاء الله تعالى.


حُرَار: بالضم وراءَين مهملتين، هضاب بأرض سلول بين الضباب وعمرو بن كلاب وسَلول.


حَرَازُ: بالفتح وتخفيف الراء وآخره زاي، مخلاف باليمن قرب زبيد سمي باسم بطن من حمير وهو حراز ويكنى أبا مَرثد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير ويقال لقريتهم حرازة وبها تُعمل الأطباق الحرازية.


حُرَاضَان: بالضم والضاد معجمة، واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي بن وهاس يقال جمل حُرضان وناقة حرضان أي ساقطة لا خير فيها.


حُرَاض: فُعال من الحرض وهو الهلاك، موضع قرب مكة بين المشاش والغُمَير و هناك كانت العُزى فيما قيل. قال أبو المنذر أول من اتخذ العزى ظالم بن أسعد وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له حُراض بإزاء الغمير عن يمين المصعد من مكة إلى العراق و ذلك ذوق ذات عِرق إلى البستان بتسعة أميال. قال الفضل بن العباس اللهبي:

أتعهد من سُلَيمـىذات نـؤي

 

زمانَ تحللَتْ سلمى المرَاضا

كأن بيوت جيرَتهم فأبـصِـر

 

على الأزمان تحتل الرياضا

كوَقف العاج تحرقه حـريق

 

كما نحلت مُغربَلَه رُحاضـا

وقد كانت ولـلأيام صـرف

 

تدمن من مَرَابعها حُرَاضـا

 

حُرَاضَةُ: بالضم، سوق بالكوفة يباع فيها الحُرُض وهو ا لأشنان.


حَرَاضَةُ: بالفتح ثم التخفيف قد ذكرنا أن الحرض الهلاك وحراضة، ماء لجشم بن معاوية من بني عامر قريب من جهة نجد وقد روي بالضم. قال كثير عَزة:

فأجمَعنَ بيناً عاجلا وتركنَني

 

بفَيفا خُرَيم واقفـاَ أتـلـدد

كما هاج ألف سانحات عشية

 

له وهو مصفود اليدَين مقـيد

فقد فُتنني لما وردنَ خَفَينـنـاً

 

وهن على ماءِ الحَرَاضة أبعَدُ

 

قال ابن السكيت في "تفسيره" الحراضة- أرض، ومعدن الحراضة بين الحَوراءِ وبين شغب وبداً ويَنبعُ قريب من الحوراء.


حَرَام: بلفظ ضذ الحلال، محلة وخطة كبيرة بالكوفة يقال لهم بنو حرام مسماة ببطن تميم وهو حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. منهم عيسى بن المغيرة الحرامي روى عن الشعبي وغيره روى عنه الثوري. قال أبو أحمد العسكري وهم الأحارب. قال ابن حبيب ومن بني كعب بن سعد الأحارب وهم حرام وعبد العزى ومالك وجشم وعبد شمس والحارث بنو كعب سمها بذلك لأنهم أحربها من حاربوا، وبنو حرام خطة كبيرة بالبصرة تنسب إلى حرام بن صعد بن عدي بن فزارة بن ذُبيان بن بَغيض ومنهم رؤساءُ وشعراءُ وأجواد. وقد نسب أبو سعد إلى هذه الخطة أبا محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري الحرامي صاحب المقامات والمعروف أنه من أهل المشان من أهل البصرة. وبنو حرام في البصرة كثير وأنا شاك في خطة البصرة هل هي منسوبة إلى ما ذكرنا أو إلى غيرهم وإنما كلب الظن أنها منسوبة إلى هؤلاء لأني وجدت في بعض الكتب أن بني حرام بن سعد بالبصرة، وحرام أيضاً موضع بالجزيرة وأظنْه جبلا. وأما المسجد الحرام فيذكر في المساجد إن شاء الله تعالى.


الحَرَامية: منسوب، ماء لبني زِنباع من بني عمرو بن كلاب وهي إلى قبل النسير.


حرانُ: بتشديد الراء وآخره نون يجوز أن يكون فعالاً من حرَن الفرس إذا لم ينقذ ويجوز أن يكون فَعلان من الحريقال رجل حران أي عطشان وأصله من الحر وامرأة حرى وهو حرَان يَرانُ والنسبة إليها حرناني بعد الراءِ الساكنة نون على غير قياس كما قالها مناني في النسبة إلى ماني والقياس ما نوي وحزاني والعامة عليهما. قال بطليموس طول حران اثنتان وسبعون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها سبع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وهي في الإقليم الرابع طالعها القوس ولها شركة في العواءِ تسع درج ولها النسر الواقع كله ولها بنات نعش كلها تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. وقال أبو عون في زيجه طول حران سبع وسبعون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي: مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور وهي قصبة ديار مُضر بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان وهي على طريق الموصل والشام والروم. قيل سميت بهارَان أخي إبراهيم عليه السلام لأنه أول من بناها فعربت فقيل حران. وذكر قوم أنها أول مدينة بُنيت على الأرض بعد الطوفان وكانت منازل الصابئة وهم الحرانيون الذين يذكرهم أصحاب كتب "الملل والنحل". وقال المفسرون في قوله تعالى: "إني مهاجر!لى ربي" العنكبوت: إنه أراد حرَان وقالها في قوله تعالى: "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فها للعالمين" الأنبياء هي حرانُ. وقول سدَيف بن مَيمون:

قد كنت أحسبُني جلداَ فَضَعْضَعَنِي

 

قبر بحرَان فيه عِصـمَةُ الـدين

 

يريد إبراهيم بن الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وكان مروان بن محمد حبسه بحران حتى مات بها بعد شهرين في الطاعون وقيل بل قتل و ذلك في سنة 232. حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد السرخسي النحوي. قال حدثني ابن النبيه الشاعر المصري قال مررت مع الملك الأشرف بن العادل بن أيوب في يوم شديد الحر بظاهر حران على مقابرها ولها أهداف طوال على حجارة كأنها الرجال القيام وقال لي الأشرف بأيّ شيء تشبه هذه فقلتُ ارتجالاً:

هَوَاءُ حرَانكم غـلـيط

 

مُكدر مُفرط الحـرارة

كأن أجدَاثهـا جـحـيم

 

وَقودها الناس والحجارَهْ

 

 وفتحت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عياض بن غنم نزل عليها قبل الرها فخرج إليه مقدموها فقالها له ليس بنا امتناع عليكم ولكنا نسألكم أن تمضها إلى الرها فمهما دخل فيها أهل الرها فعلينا مثله فأجابهم عياض إلى ذلك ونزل على الرها وصالحهم كما نذكره في الرها فصالح أهل حران على مثاله. وينسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم ولها تاريخ، منهم أبو الحسن علي بن علان بن عبد الرحمن الحراني الحافظ صنف "تاريخ الجزيرة" روى عن أبي يَعلَى الموصلي وأبي بكر محمدبن أحمد بن. شيبة البغدادي وأبي بكر محمد بن علي الباغندي ومحمد بن جرير وأبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحراني وغيرهم كثير روى عنه تمام بن محمد الدمشقي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الطبير عبد الرحمن بن عبد العزيز وغيرهم وتوفي يوم عيد الأضحى سنة355 وكان حافظاً ثقة نبيلاً. وأبو عروبة الحسن بن محمد بن أبي معشر الحراني الحافظ الإمام صاحب "تاريخ الجزيرة" مات في ذي الحجة سنة 318 عن ست وتسعين سنة وغيرهما كثير، وحران أيضاً من قرى حلب، وحران الكبرى وحران الصغرى قريتان بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وحران أيضاً قرية بغوطة دمشق.


الحران: بالضم تثنية الحر، وواديان بالجزيرة وواديان بالجزيرة أو على أرض الشام.

 

حُرَانُ: بالضم وتخفيف الراء سكة معروفة بأصبهان ويروى بتشديد الراء أيضاً.


نسب إليها قوم، منهم عبد المنعم بن نصر بن يعقوب بن أحمد بن علي المقري أبو المطهر بن أبي أحمد الحراني الجوباري الشامكاني من أهل أصبهان من سكة حُران من محلة جوبار وشامكان من قرى نيسابور وكان شيخاً صالحاً من المعمرين من أهل الخير سمع جده لأمه أبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي سمع منه أبو سعد وكانت ولادته في سنة 451 ومات في رجب سنة535. وأبو الشكر أحمد بن أبي الفتح بن أبي بكر الحراني الأصبهاني شيخ صالح سمع أبا العباس أحمد بن محمد بن الحسين الخياط وأبا القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه بن مندة وأبا المظفر محمود بن جعفر الكوسج وغيرهم. قال السمعاني كتبتُ عنه بأصبهان وبها توفي في رجب سنة 543.


حرب: بالفتح ثم السكون وباء موحدة، بلمة بين يبنبم وَبيشةً على طريق حاج صنعاءَ ويقال أيضاً بنات حرب، وباب حرب ببغداد محلة تجاور قبر أحمد بن حنبل رضي الله عنه. ينسب إليها حربى ذكرت في الحربية بعدهذا.


حربث: بالضم ثم السكون وباء موحدة مضمومة وثاء مثلثة وهو في كلامهم نبت من أطيب المراتع يقال أطيب اللبن ما رعى الحربث والسَعدانَ والحربُث، فلاة بين اليمن وعُمان.


حربنفسا: بالفتح ثم السكون وفتح الباءِ الموحدة وفتح النون وسكون الفاءِ وسين مهملة مقصور، من قرى حمص. ذكرها في مقتل النعمان بن بشير كما ذكرناه في بيرين.


حربَنُوشُ: بالفتح ثم السكون وفتح الباءِ وضم النون وسكون الواو وشين معجمة، قرية من قرى الجَزْر من نواحي حلب، قال حمدان بن عبد الرحيم الجزري:

ألا هل إلى حث المطايا إليكم

 

وشم خزامى حَرْبَنوش سبيلُ

 

في أبيات ذكرت في الديرة: حربة: بلفظ الحربة التي يطعن بها، قال نصر: حرب رملة منقطعة قرب وادي واقصة من ناحية القف من الرغام. وقال ثعلب حربة رملة كثيرة البقر كأنها في بلاد هذَيل قال أبو ذؤيب الهذلي:

في ربرب يلَق حُورِ مدَامِعُها

 

كأنهن بجنبَي حربة البـردُ

 

وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

وكأنها وسط النسـاء غـمـامة

 

فَرَعَت بريقِها نشىء نشـاصِ

أو جَأبَة من وحش حَربَةَ فـردَة

 

من ربرب مرجٍ ألاتَ صياصي

 

قال السكري: مَرَج- لا يستقر في موضع واحد وألجابة الغليظة من بقر الوحش وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:

فدَع عنك لَيلَى إن لَيلى وشأنَها

 

إذا وَعدتكَ الوعدَ لا يتـيسـر

وقد أتناسى الهم عند احتضاره

 

إذا لم يكن عنه لذي اللب معبَرُ

بأدماء من سِرً المهارى كأنهـا

 

بَحربَةَ موشي القوائم مقـفـر

 

وخطة بني حربة بالبصرة يسرة بني حصن وهم حي من بني العنبر و هناك بنو مُرمض وليس في كتاب أبي المنذر حربة في بني العنبر.


 الحربية: منسوبة، محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب قرب مقبرة بشر الحافي أحمد بن حنبل وغيرهما. تنسب إلى حرب بن عبد الله البلخي ويعرف بالراوندي أحد قواد أبي جعفر المنصور وكان يتولى شرطة بغداد وولى شرطة الموصل لجعفر بن أبي جعفر المنصور وجعفر بالموصل يومئذِ وقَتَلَت الترك حرباً في أيام المنصور سنة 147 و ذلك أن اشترخان الخوازمي خرج في تُرك الخَزَر من الدربند فأغار على نواحي أرمينية فقتل وسبى خلقاً من المسلمين ودخل تفليس فقتل حرباً بها. وخرب جميع ما كان يجاور الحربية من المحال وبقيت وبقيت وحدها كالبلدة المفردة في وسط الصحراء فعمل عليها أهلُها سوراً وجيرُوها وبها أسواق كل شيءِ ولها جامع تقام فيه الخطبة والجمعة وبينها وبين بغداد اليوم نحو ميلين. وقال أبو سعد سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول إذا جاوزت جامع المنصور فجميع تلك المحال يقال لها الحربية مثل النصرية والشاكرية ودار بطيخ والعباسيين وغيرها. وينسب إليها طائفة من أهل العلم. منهم إبراهيم بن إسحاق الحربي الإمام الزاهد العالم النحوي اللغوي الفقيه أصله من مرو وله تصانيف منها "غريب الحديث" روى عن أحمد بن حنبل وأبي نُعيم الفضل بن دكين وغيرهما روى عنه جماعة وكانت ولادته سنة198 ومات في ذي الحجة سنة285.


حربى: مقصور والعامة تتلفظ به ممالاً، بليدة في أقصى دُجَيل بين بغداد وتكريت مقابل الحظيرة تنسج فيها الثياب القطنية الغليظة وتُحمَل إلى سائر البلاد. وقد نسب إليها قوم من أهل العلم والنباهة. منهم أبو الحسن علي بن رشيد بن أحمد بن محمد بن حسين الحربَوي سمع أبا الوقت السجزي وشهد بغداد وأقام بها وصار وكيل الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيءِ وكان حسن الخط على طريقة أبي عبد الله بن مقلَةَ وكتب الكثير وكان محباً للكُتُب مات ببغداد في ثامن عشر شوال سنة605 وبباب حرب دفن.


حرث: بفتح أوله ويضم وثانيه ساكن وآخره ثاء مثلثة فمن فتح كان معناه الزرع وكسب المال ومن ضم كان مرتجلاً، وهو موضع من نواحي المدينة . قال قيس بن الخطيم:

فلما هبطنا الحرث قال أميرنـا

 

حرامٌ علينا الخمرُ ما لم نضارب

فسامَحَهُ مـنـا رجـال أعـزة

 

فما رجعها حتى احلت لشارب

 

وقال أيضاً:

وكأنهم بالحرث إذ يعلوهم

 

غنِم يعبطها غواة شَرُوب

 

حُرث: بوزن عُمَر وزُفر يجوز أن يكون معدولاً عن حارث وهو الكاسب ذكر أبو بكر محمد بن الحسن بن درَيد عن السكن بن سعيد الجُرمُوزي عن محمد بن عباد عن هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال كان ذو حرث الحميري وهو أبو عبد كلال مثوب ذو حَرث وكان من أهل بيت الملك وهو ذو حرث بن الحارث بن مالك بن غيدان بن حجر بن ذي رُعَين واسمه يريم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغَوث بن جَيدان بن قَطَن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيسَع بن حمير صاحبَ صَيد ولم يملك ولم يعل وثاباً ولم يلبس مصيراً الوثاب السرير والمصير: التاج بلغة حمير وكان سياحاً يطوف في البلاد ومعه ذؤبان من ذؤبان اليمن يغير بهم فيأكل ويؤكل فأوغل في بعض أيامه في بلاد اليمن فهجم على بلد أفيحَ كثير الرياض في أوداة ذات نخل وأغيال فأمر أصحابه بالنزول وقال يا قوم إن لهذا البلد لشأناً وإنه ليرغب في مثله لما أرى من غياضه ورياضه وانفتاق أطرافه وتقاذف أرجائه ولا أرى أنيساً ولستُ برائم حتى أعرف لأية علة تحامَته الرواد مع هذا الصيد الذي قد تجنبه الطراد ونزل وألقى بقاعه وأمر قناصه فبثُها كلابه وصُقوره وأقبلت الكلاب تتبع الظباءَ والشاء من الصيران فلا يلبث أن ترجع كاسعة بأذنابها تُضيءُ وتلوذ بأطراف القُناص وكذلك الصقور تحُومُ فإذا كسرَت على صيد انثنَتْ راجعة على ما والاها من الشجر فتكتبت فيه فعجب من ذلك وراعه فقال له أصحابه أبيتَ اللعن إننا ممنوعون وإن لهذه الأرض جماعة من غير الإنس فارحل بنا عنها فَلج وأقسم بآلهته لا يريم حتى يعرف شأنها أو يخترم دون ذلك. فبات على تلك الحال فلما أصبح قال له أصحابه أبيت اللعن أنا قد سمعنا ألوتَكَ وأنفُسنا دون نفسك فأذن لنا أن ننفُض الأرض لنَقف على ما آليت عليه فأمرهم فتفرقوا  ثلاثاً في رجالهم- تنفضه: تَقِصُه- وركب في ذوي النجدة منهم وأمرهم أن تعشها بالإحلال فإذا أمسها شبها النار فخرج مشرقاً فآَب وقد طفل العشي ولم يحس رِكزاً ولا أبنَ أثراً فلما أصبح في اليوم فعل فعله بالأمس وخرج مغرباً فسار غير بعيد حتى هجم على عين عظيمة يطيف بها عَرينٌ وغاب وتكتنفها ثلاثة أنداد عظام. والأنداد جمع ند وهو الأكمة لا تبلغ أن تكون جبلاَ. وإذا على شريعتها بيت رضيم بالصخر وحوله من مُسُوك الوحوش وعظامها كالتلال فهُن بين رميم وصليب وغريض فبينما هو كذلك إذ أبصر شخصاً كجماءِ الفحل المُقرم قد تجلل بشعره وذلاذلَهُ تنوسُ على عطفه وبيده سيف كاللجة الخضراء فنكصَتْ عنه الخيل وأصرت بآذانها ونفضت بأبوالها قال ونحن محرنجمون فنادَينا وقلنا من أنت فأقبل يلاحظنا كالقرم الصول ثم وثب كوثبة الفهد على أدنانا إليه فضربه ضربة قط عجز فرسه وثنى بالفارس وجزله جزلتين فقال القَيل يعني الملك ليلحق فارسان برجالنا فليأتيا منهم بعشرين رامياَ فإنا مُشفقون على فَلَتٍ من هذا فلم يلبث أن أقبلت الرجال ففرقهم على الأنداد الثلاثة وقال حُشوه بالنبل فإن طلع عليكم فدهدهها عليه الصخر وتحمل عليه الخيل من ورائه ثم نزقنا خيلنا للحملة عليه وإنها لتشمئز عنه وأقبل يدنو ويختل وكلما خالطه سهمٌ أمر عليه يده فكسره في لحمه ثم درأ فارساً آخر فضربه فقطع فخذه بسرجه وما تحت السرج من فرسه فصاح القيل بخيله افترقها ثلاث فرق وأحملها عليه من أقطاره ثم صاح به القيل من أنت ويلك فقال بصَوت كالرعد أنا حُرث لا أراعُ ولا أحاث ولا ألاع ولا أكرث فمن أنت فقال أنا مثوب فقال وإنك لهو قلا نعم قهقَر ثم قال أم يوم انقضت أم مدة وبلغت نهايتها أم عدة لك كانت هذه أم سرارة ممنوعة. هذه لغة لبعض اليمن يبدلون اللام وهو لام التعريف ميماَ يريد اليوم انقضت المدة وبلغت نهايتها العدة لك كانت هذه السرارة. ممنوعة. ثم جلس ينزع النبل من بدنه وألقى نفسه فقال بعضنا للقيل قد استسلم فقال كلا ولكنه قد اعترف دعوه فإنه ميت فقال عهد عليكم لتحفرنني فقال القيل آكد عهد ثم كبا لوجهه فأقبلنا إليه فإذا هو ميت فأخذنا السيف فما أطاق أحد منا أن يحمله على عاتقه وأمر مثوب فحُفر له أخدود وألقيناه فيه واتخذ مثوب تلك الأرض منزلاَ وسماها: حُرث وهو ذو حُرث. قال هشام ووجدها صخرة عظيمة على ند من تلك الندود مزبور فيها بالمسند باسمك أم لهم إله من سلف ومن غير إنك الملك أم كُبار أم خالق أم جبار ملكنا هذه أم مدرة وحمى لنا أقطارها وأصبارها وأسرابها وحيطانها وعيونها وصيرانها إلى انتهاء عدة وانقضاء مدة ثم يظهر عليها أم غلام ذو أم باع أم رحب وأم مضاء أم عضب فيتخذها معمراً أعصراً ثم تجوز كما بدت وكل مرتقب قريب ولا بد من فقدان أم موجود وخراب أم معمور وإلى فناء ممار أم أشياء هلك عوار. وعاد عبد كلال. وهذا الخبر كما تراه عزوناه إلى من رواه والله أعلم بصحته.


خرجُ: بالضم ثم السكون وجيم يجوز أن يكون جمع حَرَجة مثل بدُن وبدنة وهو الملتف من السدر والطلح والنبغ عن أبي عبيدة وقال غيره الحرجة كل شجر ملتف وأكثرهم يجمعونه على حِرَاج، وهو غدير في ديار فزارة يقال له ابنُ حُزج وابن دريد يرويه بفتح الراءِ وإسقاط ابن.


الحرجلةُ: بضم أوله والجيم وتشديد اللام وهو من صفات الطويلة، من قرى دمشق ذكرها في حديث أبي العَمَيطَر السفياني الخارج بدمشق في أيام محمد الأمين.


حَرَجَةُ: بالتحريك قد ذكرنا أن حَرَجة الموضع الذي يلتف شجره، وهي كورة صغيرة في شرقي قوص بالصعيد الأعلى كثيرة الخيرات. حدثني الثقة أن شمس الدولة توران شاه بن أيوب أخا الملك الصالح الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب كان يقول ما أعرف في الدنيا أرضاً طولها شَوط فرس في مثله يستغل ثلاثين ألف دينار غير الحرجة، والحرجة أيضاً من قرى اليمامة عن الحفصي قال وهي قرية من الهجرة مُوَيهة لبني قيس.


حرحارُ: بتكرير الحاء وفتحهما، موضع في بلاد جُهينة من أرض الحجاز. حردانُ: بالضم ثم السكون والدال مهملة، من قرى دمشق. نسب إليها غير واحد من المحدثين. منهم أبو القاسم عبد السلام بن عبد الرحمن الحرداني روى عن أبيه وشعيب بن شعيب بن إسحاق روى عنه يحيى بن عبد الله بن الحارد القرشي وإبراهيم بن محمد بن صالح مات سنة 290 عن أبي القاسم الدمشقي.


حردْ: بالفتح ثم السكون والدال مهملة والحردُ القصدُ. وقال أبو عمر الزاهد في كتاب العشرات والحرد القصد والحرد المنع والحرد الغضب والحرد المباعد. عن الأمعاء قال ابن خالوَيه فقلت له وقد قيل في قوله عز وجل: "وغدها على حرد قادرين" القلم قال: اسم للقرية فكتبها أبو عمر عني وأملاها في الياقوتة.


حردفنهُ: بالضم ثم السكون وضم الدال وسكون الفاءِ وفتح النونٍ وهاء من قرى منبج من أرض الشام بها كان مولد أبي عبادة الوليد بن عبيد البُحتري الشاعر في سنة 200 في أول أيام المأمون وهو بخراسان ذكر ذلك أبو غالب همام بن الفضل بن المهذب المعري في تاريخ له قال فيه وحدثني أبو العلاء المعَرّي عمن حدثه أن البحتري كان يركب برذوناَ له وأبوه يمشي قدامه فإذا دخل البحتري على بعض من يقصده وقف أبوه على بابه قابضاً عنان دابته إلى أن يخرج فيركب ويمضي. وقال غير ابن المهذب ولد البحتري في سنة 205 ومات سنة 284 حردفنين: بعد النون المكسورة ياء ساكنة ونون آخرى، قرية بينها وبين حلب ثلاثة أميال وجدت ذكرها في بعض الأخبار.


حردَةُ: بالفتح، بلد باليمن له ذكر في حديث العنسي وكان أهله ممن سارَعَ إلى تصديق العنسي.


حُر: بلفظ ضد العبد، بلدة بالموصل، منسوبة إلى الحر بن يوسف الثقفي، والحُر أيضاً واد بالجزيرة يقال له ولواد الحران، والحُر أيضاً واد بنجد.


حَرْزَمُ: بالفتح ثم السكون وزاي مفتوحة وميم، اسم بليدة في واد ذات نهر جارٍ وبساتين بين ماردين ودُنَبسر من أعمال الجزيرة. ينسب إليها الفراند الحرزمية وهم يجيدون حَبرَها وأكثر أهلها أرمن نصارى.


حَرَسُ: بالتحريك، قرية في شرقي مصر. وقال الدارقطني محلة بمصر والحَرَسُ في اللغة حرسُ السلطان وهو اسم جنس واحدة حرسي ولا يجوز حارِس إلا أن يذهب به إلى مَعنى الحِرَاسة. وقال الأزهري يقال حارس وحرس كما يقال خادم وخدم وعاشٌ وعَسس. وقد نسب إلى هذا الموضع جماعة كثيرة مذكورة في تاريخ مصر. منهم أبو يحيى بن زكرياء بن يحيى بن صالح بن يعقوب القُضاعي الحرسي كاتب عبد الرحمن بن عبد الله العمري يروي عن المفضل بن فضالة وابن وهب مات في شعبان سنة 242. وابنه أبو بكر أحمد حدث ومات في ذي القعدة سنة 254. وأحمد بن رزق الله بن أبي الجراح الحرسي روى عن يونس بن عبد الأعلى ومات سنة 246 وغيرهم.


حرس: ثانيه ساكن والحرسُ في اللغة سرقة الشيء من المرعى والحرس الدهر. قال بعضهم.

في نعمة عشنا بذاك حرسا

 

وهو من مياه بني عُقَيل بنجد عن أبي زياد وفيها. يقول مزاحم العقيلي الشاعر:

نظرت بمفضي سيل حَرسَين والضحى

 

يلوحُ بأطراف الـمـخـارم آلُـهـا

 

قال وهما ما اَن اثنان يسميان حرسَين و هناك مياه عدة تسمى الحروس. قال ثعلب في قول الراعي:

رجاؤكَ أنساني تذكرَ إخوتي

 

ومالك أنساني بحرسين ماليا

 

إنما هو حرس ماء بين بني عامر وغطفان بين بلدَيهما وإنما قال بحرَسين لأن الإسمين إذا اجتمعا وكان أحدهما مشهوراً غلب المشهور منهما كما قالها العُمَرَان والزهدان. وقال ابن السكيت في قول عروة بن الورد:

أقيمها بني أمي صدور ركابـكـم

 

فإن منايا الناس خير من الهـزل

فإنكم لَن تَبلُغها كـل هِـمـتـي

 

ولا أرَبي حتى تَرَها منبتَ الأثـل

فلو كنت مثلوج الـفـؤاد إذا بـدا

 

بلاد الأعادي لا أمر ولا أخـلـي

رجعتُ على حرسَين إذ قال مالك

 

هلكت وهل يلحى على بغية مثلي

لعل انطلاقي في البلاد ورحلتـي

 

وشدي حيازيمَ المطية بالـرحـل

سَيدفعُـنـي إلـى رب هـجـمة

 

يدافع عنها بالعُقُوق وبالـبـخـل

 

وحرسٌ واد بنجد فأضاف إليه شيئاً آخر فقال حرسين. وقال لبيد:

وبالصًفح من شرقي حرس محارب

 

شجاع وذو عقد من القوم مخبـر

وقال زهيَر:  

هُمُ ضربها عن فرجها بـكـتـيبة

 

كبيضاء حرس في طوائفها الرجلُ

 

قال الحرث: جبل، وقال طُفَيل الغَنَوِي:

فنحن منعنا يوم حرس نساءكم

 

غداةَ دعَونا دعوَةَ غير موئل

 

قالها في تفسيره حرس ماءَ لغني.
حَرستَا: بالتحريك وسكون السين وتاء فوقها نقطتان قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ. منها شيخنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إمام فاضل مدرس على مذهب الشافعي ولي القضاء بدمشق في كهولته ثم تركه ثم وليه وقد تجاوز التسعين عاماً من عمره بإلزام العادل أبي بكر بن أيوب إياه ومات وهو قاضي القضاة بدمشق وكان ثقة محتاطاً وكان فيه عسر وملل في الحديث والحكومة ومولده سنة 525 تكثر به والده فسمع من علي بن أحمد بن قبيس الغساني وعبد الكريم بن حمزة والخضر السُلَمي وطاهر بن سهل الأسفراييني وعلي بن المسلم وتفرد بالرواية عن هؤلاء الأربعة زماناً وسمع من غيرهم فأكثر ومات في خامس ذي الحجة سنة 614 عن 94 سنة. وينسب إليها- المتقدمين حماد بن مالك بن بسطام بن درهم أبو مالك الأشجَعي الحرستاني روى عن الأوزاعي وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد بن نفيع وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن بدير وعبد العزيز بن حصي وإسماعيل بن عياش روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وهشام بن عمار ويعقوب بن سفيان ومحمد بن إسماعيل الترمذي مات سنة 228. وحَرستا المنظَرة 3 قرى دمشقى أيضاً بالغوطة في شرقيها. وحرستا أيضاً قرية من أعمال رَعبان من نواحي حلب وفيها حصن ومياه غزيرة.


حُرشَانِ: بالضم ثم السكون وشين معجمة تثنية حرش قال أبو سعد الضرير يقال دراهم حُرش جياد قريبة العهد بالسكة وأصله من الحرش وهو الخشن وحُرشان جبلان. قال مزاحم العُقَيلي:

نظرت بمفضي سيل حرشَين والضحى

 

يسيل بأطراف الـمـخـارم آلُـهـا

بمُنقَبَة الأجفـان أنـفـدَ دمـعـهـا

 

مفـارقة الآلاف ثـم زِيالُـهـــا

فلما نهاها اليأسُ أن تؤنس الحـمـى

 

حمس النيرِ خلى عبرة العين جالهـا

 

وقد تقدم هذا الشاهد في حرس بالسين المهملة وقد رواه بعضهم هكذا.


حرص: بالفتح ثم السكون والصاد مهملة والحرص في اللُغة الشق، وحرص جبل بنجد وقيل هو بالسين.


حُرُضُ: بالضم وثانيه يضم ويفتح والضاد معجمة فمن رواه على وزن جرَذ بفتح الراءِ فهو معدول عن حارض أي مريضٌ فاسد ومن رواه بالضم فهو الأشنان يقال حُرَض وحُرُض. وهو واد بالمدينة عند أحُد له ذكر. قال حكيم بن عِكرمة الديلمي يتشوق المدينة:

لعمرك للـبـلاطُ وجـانـبـاه

 

وحرة واقـم ذات الـمـنـار

فجَمعَاءُ العقيق قعـرصـتـاه

 

فمفضي السيل من تلك الحرار

إلى أحُد فذي حُرُض فمبـنـى

 

قباب الحي من كنفي صـرار

أحب إلي من فج بـبـصـرى

 

بلا شك هنـاك ولا ائتـمـار

ومن قريات حمصَ وبَعلَـبـك

 

لو أنْي كنت أجعل بالـخـيار

 

ولما استولى اليهود في الزمن القديم على المدينة وتغلبها عليها كان لهم ملك يقال له الفِطيون وقد سن فيهم سُنهَّ أن لا تدخل امرأة على زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها قبله فبلغ ذلك أبا جُبيلة أحد ملوك اليمن فقصد المدينة وأوقع باليهود بذي حُرُض وقتلهم، فقالت سارة القرَظية تذكر ذلك:

بأهلي رمة لم تُغْـن شـيئاً

 

بذي حُرُض تُعفيها الرياحُ

كهول من قُرَيظة أتلَفتهـم

 

سيوف الخزْرجية والرماحُ

ولو أذنها بحربهم لحـالـت

 

هنالك دونهم حرب رداحُ

 

وقال ابن السكيت في قول كثير:

إربع فحي معارف الأطـلال

 

بالجزع من حرُض فهن بوال

 

حرض: ههنا واد من وادي قناة من المدينة على ميلين. وذو حرَض أيضاً واد عند النقرة لبني عبد الله بن غطفان بينه وبين معدن النقرة خمسة أميال وإياه أراد زهير فقال:

أمِنْ آل سلمى عرفت الطُلولا

 

بذي حرض مائلات مثُـولاَ

بَلين وتـحـسـب آياتـهـن

 

على فرط حولَين رقاً مُحيلاَ

 

 حَرَضُ: بفتحتين وهو في اللغة الذي أذابه الحزنُ، وهو بلد في اها ئل اليمن من جهة مكة نزله حَرَض بن خولان بن عمرو بن مالك بن حمير فسمي به وهو اليوم بين خولان وهمدان.


حرفُ: بالضم ثم السكون والفاء وهو في اللغة حب الرشاد والاسم من الحرفة ضد السعادة. وهو رستاق من نواحي الأنبار. ينسب إليه أبو عمران موسى بن سهل بن كثير بن سيار الوشا الحُرْفي حدث عن إسماعيل بن غُلبة ويزيد بن هارون وغيرهما روى عنه ابن السماك أبو بكر الشافعي ومات في ذي القعدة سنة 278. والحرف أيضاً آرام سود مرتفعات. قال نصر أحسبها في منازل بني سُلَيم.


الحُرُقاتُ: بضمتين وقاف وآخره تاء فوقها نقطتان، موضع.


حَرَقَمُ: بالفتح ثم السكون وفتح القاف وميم وهو في اللغة الصوف الأحمر موضع.


الحُرَقَةُ: بالضم ثم الفتح والقاف، ناحية بعُمان. ينسب إليها أبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الأزدي الحُرَقي أحد أئمة السنة من أصحاب عبد الله بن عباس أصله من الحُرَقة قالها ويقال له الجَوفي بالجيم والواو والفاءِ لأنه نزل البصرة في الأزد في موضع يقال له درب الجوف روى عن ابن عباس وابن عمرو روى عنه عمرو بن دينار وتوفي سنة 93.
حرك: بالفتح ثم السكون وكاف، موضع قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

إنّ شيباً من عامر بن لـؤي

 

وفُتها منهم رِقاق النـعـال

لم ينامها إذ نام قوم عن الوت

 

ر بحركٍ فعرعرٍ فالسحال

 

حرلاَنُ: آخره نون، ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدة قرى بها قوم من أشراف بني أميةَ.


الحرمَليةُ: الحرمل نبت، قرية من قرى أنطاكية.


الحَرَمُ: بفتحتين، الحرمان مكة والمدينة. والنسبة إلى الحرم حرمي بكسر الحاءِ وسكون الراء والأنثى حرمية على غير قياس ويقال حرمي بالضم كأنهم نظرها إلى حرمة البيت عن المبرد في الكامل وحَرمي بالتحريك على الأصل أيضاً. وأنشد راوي الكسر:

لا تأوينشن لحرمِي مررتَ بـه

 

يوماً ولو ألقي الحرميُ في النارِ

 

قال صاحب كتاب العين إذا نسبها غير الناس قالها ثوب حرمي بفتحتين فأما ما جاءَ في الحديث إن فلاناً كان حرمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أشراف العرب الذين يتحمسون كانها إذا حج أحدهم لم يدل إلا طعام رجل من الحرم ولم يطف إلا في ثيابه فكان لكل شريف من أشراف العرب رجل من قُريش فكل واحد منهما حرمي صاحبه كما يقال كري للمُكري والمكتري وخصم للمخاصمين والحرَمُ بمعنى الحرام مثل زمَنَ وزمان فكأنه حرام انتهاكه وحرام صيده ورفثه وكذا وكذا. وحرمُ مكة له حدود مضروبة المنار قديمة وهي التي بينها خليل الله إبراهيم عليه السلام وحده نحو عشرة أميال في مسيرة يوم وعلى كله منار مضروب يتميز به عن غيره وما زالت قريش تعرفها في الجاهلية والإسلام لكونهم سُكانَ الحرم وقد علمها أن ما دون المنار من الحرمٍ وما وراءها ليس منه ولما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم أقرَ قريشاً على ما عرفوه من ذلك وكتب مع زيد بن مربع الأنصاري إلى قريش أن قرها قريشًا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرد إبراهيم فما دون المنار فهو حرم لا يحل صيده ولا يقطع شجره وما كان وراء المنار فهو حل إذا لمن يكن صائده محرماً فإن قال قائل من الملحدة في قول الله عز وجل: "أولم يرها أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم"، العنكبوت: 67، كيف يكون حرماً آمناً وقد اختلفها وقتلها في الحرم فالجواب أنه جل وعز جعله حرماً آمناً أمراً وتعبداً لهم بذلك لا اختياراً فمن آمن بذلك كف عما نهى عنه اتباعاً وانتهاءَ إلى ما أمر به ومن ألحدَ وأنكر أمرَ الحرم وحرمته فهو كافر مباح الدم ومن أقر وركب المنهي وصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفارة فيما قتل من الصيد فإن عاد فإن الله ينتقم منه. فأما المواقيت التي سُهل منها للحج فهي بعيدة من حدود الحرم وهي من الحل ومن أحرم منها للحج في أشهر الحج فهو محرم مأمور بالانتواء ما دام محرماً عن الرفث وماوراء من أمر النساء وعن التطيب بالتطيب وعن صيد الصيد. المخيط وعن صيد الصيد. وقول الأعشى:

بأجياد غربي الصفا فالمحرم

 

 هو الحرم تقول أحرمَ الرجل فهو محرم وحر والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام كله يراد به مكة قال البشاري ويَحدق بالحرم أعلام بيض وهو من طريق الغرب التنعيم ثلاثة أميال ومن طريق العراق تسعة أميال ومن طريق اليمن سبعة أميال ومن طريق الطائف عشرون ميلاً ومن طريق الحادة عشرة أميال وحَرَم أيضاً واد في عارض اليمامة من وراء أكمة هذا بينها وبين مهب الجنوب. وقال الحازمي يروى بكسر الراء أيضاً وقال غيره كان أسد ضارِ انحدر في حرم على أهله سنة. وقال الراجز:

تعلم أن الفاتك الغشَمشَمَـا

 

واحد أم لم تلـده تـوأمـا

أضحى ببطن حرم مسوما

 

 

 

مسوم: أفي سائم، وحرَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.


حَرِمً: بكسر الراء، بوزن كَبدٍ وهو في اللغة مصدر حرمةَ الشيء يَحرمه حرِماً مثال سَرَقَهُ سرِقاً والحرِمُ أيضاً الحرمانُ، قال زهير:

يقول لا غائبٌ مالي ولا حرِمُ

وقال نصر حَرِم بكسر الراء واد باليمامة فيه نخل وزرع ويقال بفتح الراء، وقال أبو زياد حرم فلج. أفلاج اليمامة ورواه ابن المعلى الأزدي حَرُم وحرم بفتح الراء وضمها جميع ذلك في موضع باليمامة في قول ابن مقبل:

حي دار الحي لا دار بها

 

بأثال فسِخالٍ فـحـرم

حرم: بالكسر ثم السكون وهو في اللغة الحرم وقرئ وحرم على قرية أهلكناها، قال الكسائي معناه واجب، والحرم أحد الحرمين وهما واديان ينبتان السدر والسلَم يصبان في بطن الليث في أول أرض اليمن.


حرمةُ: بالفتح ثم السكون، موضع في جانب حمى ضرية قريب من النسار.


حرنَقُ: بالفتح ثم السكون وفتح النون وقاف، من مدن أرمينية.


حرنةُ: بكسرتين وفتح النون وتشديدها ووجدت بخط بعض العلماء بالزاي، قرية باليمامة في وسط العارض لبني عدي بن حنيفة نخيلات. قال جرير:

من كل مبسمة العجان كأنـه

 

جرف تقصفَ من حِرنةَ جارِ

 

حروراء: بفتحتين وسكون الواو وراء آخرى وآلف ممدودة يجوز أن يكون مشتقاً من الريح الحرور وهي الحارة وهي بالليل كالسموم بالنهار كأنه أنث نظراً إلى أنه بقعة قيل هي قرية بظاهر الكوفة وقيل موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فنُسبها إليها. وقال ابن الأنباري حَروراء كورة، وقال أبو منصور الحرورية منسوبون إلى موضع بظاهر الكوفة نسبت إليه الحرورية من الخوارج وبها كان أول تحكيمهم واجتماعهم حين خالفها عليه قال ورأيت بالدهناء، رملة وعِثة يقال لها رملة حروراء.


الحَرَورية: منسوب في قول النابغة الجعدي حيث قال:

أيا دار سلمى بالحرورية أسلمي

 

إلى جانب الصمان فالمتثـلـم

أقامت به البردين ثم تـذكـرَت

 

منازلها بين الدخول فجـرثـم

حروسُ: بالفتح ثم الضم والواو ساكنة والسين مهملة، موضع، قال عَبيد بن الأبرص:

لمن الديار بصاحة فحـروس

 

درست من الأقعار أي دروس

ذكر الحرارِ في ديار العربِ قال صاحب كتاب العين، الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار والجمع الحرات الأرض التي البستها الحجارة السود فإن كان فيها نجوة الأحجار فهي الصخرة وجمعها صخر فإن استقدم منها شيء فهو كراع. وقال النضر بن شميل: الحرة الأرض مسيرة ليلتين سريعتين أو ثلاث فيها حجارة أمثال الإبل البروك كأنها تشطب بالنار وما تحتها أرض غليظة من قاع ليس بأسود وإنما سوّدها كثرة حجارتها وتدانيها، وقال أبو عمرو تكون الحرة مستديرة فإذا كان فيها شيءٌ مستطيل ليس بواسع فذلك الكُراع واللآبَة والحرّة بمعنى ويقال للظلمة الكبيرة وهي الخبزة التي تنضج بالملة حرةُ والحرة أيضاً البثرة الصغيرة والحرة أيضا العذاب الموجع. والحرار في بلاد العرب كثيرة وأكثرها حوالي المدينة إلى الشام وانا أذكرها مرتبة على الحروِف التي في اها ئل ما اضيفت الحرة إليه.

حَرةُ أوطاس: قد ذكر أوطاس في موضعه، ويوم حرة أوطاس من أيام العرب.

حَرةُ تَبوكَ: وهو الموضع الذي غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أيضاً.

حرةُ تُقدَةَ: بضم التاء المعجمة بادنتين من فوق ويروى بالنون وسكون القاف والدال مهملة. قال بعضهم التقدَة بالكسر الكُزْبُرة والنقدة بكسر النون الكَرَاويَا.

قال الراجز:  

لكن حياً نزلها بـذي بِـين

 

فما حوَت تقدَةَ ذات حرين

 

حرَةُ حَقل: بفتح الحاء وسكون القاف، بالمُنْصف، وقد ذكر حَقل في موضعه، ويوم حرة حقل من أيام العرب.
 

حَرةُ الحَمارَة: لا أعرف موضعها وقد جاءَت في أخبارهم.
 

حرَةُ راجلِ: بالجيم في بلاد بني عبس بن بغيض عن أحمد بن فارس، وقال الزمخشري حرة راجل بين السر ومشارف حوران، قال النابغة:

يؤمُ بربـعِـي كـأن زهـاءه

 

إذا هبط الصحراءَ حرَة راجلِ

 

حرة راهِصٍ: قال الأصمعي ولبني قريط بن عبد بن كلاب راهص، وهي حرة سوداءُ وهي آكام منقادة متصلة تسمى نعل راهص وقيل هي لفزارة.


الحرةُ الرجلاء: قال ابن الأعرابي الحرة الرجلاء الصلبة أبيض وقال الأصمعي يقال للطريق الخشن رجيل ويقال حرة رجلاء للغليظة الخشنة، وهو علم لحرة في ديار بني القين بن جَسر بين المدينة والشام وقد ذكرت في الرجلاء، قال الأخنس بن شهاب:

وكلب لها خبت فرمـلةُ عـالـج

 

إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب

وقال الرا عي:

يا أهل ما بالُ هذا الليل في صَفَر

 

يزداد طولاً وما يزداد من قصر

في إثر مَن قطعت مني قرينتُـه

 

يوم الحدَالي بأسباب من الـقـدر

كأنما شُقّ قلبي يوم فـارقـهـم

 

قسمين بين أخي نجد ومُنْـحـدر

هم الأحبة أبكي الـيوم إثـرهـم

 

وكنت أطرب نحو الحيرة الشُطُر

فقلت والحرة الرجلاء دونـهـم

 

وبطن لجانَ لما اعتادني ذكـري

صلى على عزةَ الرحمنُ وابنتهـا

 

ليلى وصلى على جاراتها الآخر

هن الحرائرُ لا ربات أخـمـرة

 

سودُ المحاجر لا يقرأنَ بالسـورِ

 

حرةُ رُماح: بضم الراء والحاء مهملة، بالدهناء. قالت أعرابيةً:

 

سلامَ الذي قد ظـن أن لـيس رائياً

 

رُماحاً ولا من حرتيه ذرى خضراً

 

وقد ذكر في رماح.


حَزةُ سُلَيم: هو سليم بن منصور بن عِكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، قال أبو منصور حرةُ النار لبني سليم وتسمى أم صبّار وفيها معدن الدهنج وهو حجر أخضرُ يحفر عنه كسائر المعادن. وقال أبو منصور حرة ليلى وحرة شورانَ وحرة"بني سليم في عالية نجد. وأنشد لبشر بن أبي خازم:

مُعالية لا همَ إلا مُـحَـجـر

 

وحرة ليلى السهلُ منها فلوبها

 

حرةُ شرج: بفتح الشين وسكون الراء وجيم ذكر في موضعه قال ابن مقبل:

زارَتك من دونها شرج وحرتُه

 

وما تجَشمتَ من دانٍ ولا أون

 

حرةُ شَوْرانَ: بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وراء والف ونون، قال عزام عَيَر جبلان أحمران من عن يمينك وانت ببطن العقيق تريد مكة وعن يسارك شوران وهو، جبل مطل على السد.


حرةُ ضارجٍ : بالضاد المعجمة والجيم، ذكره ابن فارس وضارج يذكر في موضعه، وأنشد لبشر بن أبي خازم:

بكل فضاءٍ بين حرة ضـارج

 

وخل إلى ماء القُصيبة موكب

 

قال ويقال إنما هو أثلة ضارج: حرةُ ضرغَدَ: بفتح الضاد والغين المعجمة، في جبال طيء. وقال ابن الأنباري ضَرغد في بلاد غطفان ويقال ضرغد مقبرة فهو يصرف من الأول ولا يصرف من الثاني، وأنشد لعامر بن الطفيل:

فلأبغينكم قَناً وعُـوارِضـاًَ

 

ولأوردن الخيلَ لابةَ ضرغَد

 

وقال النابغة في بعض الروايات:

يا عام لا أعرفك تنكـرُ سـتةً

 

بعد الذين تتابعها بالمـرصَـد

لو عاينتك كُماتنـا بـطـوالة

 

بالحرورية أو بلاَبة ضرغَـد

لثوَيتَ في قد هنالك موثـقـا

 

في القوم أو لثوَيت غير موسد

 

اللابة والحرة واحد.


حَرةُ عبادٍ : حرة، دون المدينة . قال عبيد الله بن ربيع:

إلى الله أشكو أن عثمان جـائرؤ

 

علي ولم يعلم بـذلـك خـالـدُ

أبيت كأني من حذار قـضـائه

 

بحرة عبـاد سـلـيم الأسـاود

تكلفتُ أجوازَ الفيافي وبعـدهـا

 

إليك وعظمي خشية الموت بارد

 

حرةُ عذرَةَ: وتسمى كرتوم ذكرت في موضعها.


حَرَّةُ عَشعَسَ: العسعس اسم الذئب لأنه يعسعس بالليل أي يطوف وهي حرة معروفة، قال الغامدي:

طاف الخيال وصحبتى بالأوعس

 

بين الزقاق وبين حرة عسعس

 

 حرةُ غَلاسٍ: بفتح الغين المعجمة وتشديد اللام والسين مهملة. قال الشاعر:

لدنْ غدوَةً حتى استغاث شريدهم

 

بحرة غلاس وشلو مـمـزق

 

حرةُ قُباءَ: قبلي المدينة لها ذكر في الحديث.


حرةُ القَوس: قال عرعرة النميري:

بحرة القَوس وجَنْبي محفل

 

بين ذراه كالحريق المشعل

 

حرةُ لبن: بضم اللام وتسكين الباء الموحدة واللبن جمع اللبون من النوق. قال ابن الأعرابي اللبن ا!لأكل الكثير والضرب الشديد وقد ذكر لُبن في موضعه. قال الشاعر:

بحرة لُبن يَبرُق جانباهـا

 

رَكُودٌ ما تهد من الصياح

 

حرةُ لقلَف: قال ابن الأعرابي لفلف الرجل بنا استقصى في الأكل والعلف، وقد ذكر لفلف.


حرةُ لَيلى: لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذُبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان يطؤها الحاج في طريقهم إلى المدينة. وعن بعضهم أن حرة ليلى من وراء وادي القرى من جهة المدينة فيها نخل وعيون. وقال السكري حرة ليلى معروفة في بلاد بني كلاب بعث الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى الرماح بن يزيد وقيل ابن أبرد المُري يعرف بابن ميادة حين استخلف فمدَحه فأمره بالمقام عنده فأقام ثم اشتاق إلى وطنه. فقال:

ألا ليت شعري هـل أبـيتَـن لـيلة

 

بحرة لَيلى حيث ربتنـي أهـلـي

بلاد بها نيطت عـلـي تـمـائمـي

 

وقُطعنَ عني حين أدركني عقلـي

وهل أسمعن الدهر أصوات هجـمة

 

تطالع من هجل خصيب إلى هجلي

تحن فأبكـي كـلـمـا ذر شـارق

 

وذاك على المشتاق قبل من القبـل

فإن كنت عن تلك المواطن حابسـي

 

فأفش علي الرزق وأجمع إذاً شملي

 

فقال الوليد اشتاق الشيخ إلى وطنه فكتب إلى مصدق كلب أن يعطيه مائة ناقة دهماء جعداء فأتى المصدق فطلب أبيه أن يعفيه من الجعودة ويأخذها دهماًً فكتب الرماح إلى الوليد:

 

ألم تعلم بأن الحي كلـبـاً

 

أرادها في عطيتك ارتداداً

 

فكتب الوليد إلى المصدق أن يعطيه مائة ناقة دهماءَ جعداء ومائة صهباء فأخذ المائتين وذهب بها إلى أهله قال فجعلتْ تضيءُ هذه من جانب وتظلم هذه من جانب حتى أوردها حوض البَرَدان فجعل يرتجل، ويقول:

ظلت بحوض البردان تغتسل

 

تشرب منها نهلات وتَعُـل

 

وقال بشر بن أبي خازم:

عفَت من سُلَيمى رامة فكثيبهـا

 

وشطت بها عنك النوى وشعوبها

وغيرها ما غير الناس بعـدهـا

 

فباتت وحاجات النفوس نصيبها

معالـيةَ لا هـم إلا مـحـجـر

 

وحرَةُ ليلى السهل منها فلوبهـا

 

أي وباتت معالية أي مرتفعة إلى أرض العالية وليس لها هم إلا أن تأتي محجراً بناحية اليمامة.


حَرةُ معشر: والمعشر كل جماعة أمرهم واحد. وأنشد ابن درَيد:

أنامها منهمُ ستين صرعى

 

بحرة معشر ذات القتاد

 

حرةُ ميطَانَ: جبل يقابل الشوْرَانَ من ناحية المدينة قال:

تذكُر قد عفا منها فمـطـلـوب

 

فالسفح من حرتي ميطَانَ فاللوبُ

 

حرةُ النار: بلفظ النار المحرقة، قريبة من حرة لَيلى قرب المدينة وقيل هي حرة لبني سليم وقيل هي منازل جذَام وبلي وبَلْقَين وعذْرة. وقال عياض حرة النار المذكورة في حديث عمر هي من بلاد بني سليم بناحية خيبر. قال بعضهم:

ما إن لمرة من سهل تحُل به

 

ولا من الحزن إلا حرة النار

 

وفي كتاب نصر حرة النار بين وادي القُرى وتيماء من ديار غطفان وسكانها اليوم عنزة وبها معدن البورَق وهي مسيرة أيام، قال أبو المَهند بن معاوية الفزاري:

كانت لنا أجبالُ حِسمى فاللوى

 

وحرة النار فهذا المستَـوَى

ومن تميم قد لقينا بالـلـوى

 

يوم النسارِ وسقيناهـم رِوَى

 

وقال النابغة:

فإن عصيتُ فإني غيرمنفَلِـت

 

مني اللصافُ فجنبا حرة النار

تدافع الناس عنا حين نركبهـا

 

من المظالم تدعى أم صبـار

 

 قال وأم صبار اسم الحرة، وفي الحديث أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر: ما اسمكً؟ قال: حمزة، قال: ابن مَن؟ قال: ابن شهاب قال: ممن أنت؟ قال: من الحرَقَة. قال: أين تسكن قال حرة النار. قال: أيها؟ قال: بنات اللظى. قال عمر: أدرك الحيَ لا تحترقها ففي رواية أن الرجل رجع إلى أهله فوجد النار قد أحاطت بهم.


حرةُ واقِم: إحدى حرَتي المدينة، وهي الشرقية. سميت برجلً من العماليق اسمه واقم وكان قد نزلها في الحمر الأول. وقيل واقم اسمه أطُم من آطام المدينة إليه تضاف الحرة وهو من قولهم وَفمتُ الرجل عن حاجته إذا رددته فأنا واقم. وقال المرار:

بحرّة واقم والعيس صعر

 

ترى لِلُحَى جماجمها تبيعا

 

وفي هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية في سنة 63 وأمير الجيش من قبل يزيد مسلم بن عقبة المري وسموه لقبيح صنيعه مسرفاً قدم المدينة فنزل حرة واقم وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالي ثلاثة اَلاف وخمسمائة رجل ومن الأنصار ألفاً وأربعمائة وقيل ألفاً وسبعمائة ومن قريش ألفاً وثلاثمائة ودخل جنده المدينة فنهبها الأموال وسبها الذرية واستباحها الفروج وحملت منهم ثمانمائة حرة وولدن وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة ثم أحضَرَ الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية فمن تَلكأ أمر بضرب عنقه وجاؤها بعلي بن عبد الله بن العباس فقال الحصين بن نمير يا معاشر اليمن عليكم ابن أختكم فقام معه أربعة ألاف رجل فقال لهم مسرف أخلعتم أيديكم من الطاعة فقالها أما فيه فنعم فبايعه علي على أنه ابن عم يزيد بن معاوية. ثم انصرف نحو مكة وهو مريض مدنف فمات بعد أيام وأوصى إلى الحصين بن نمير وفي قصة الحرة طول وكانت بعد قتل الحسين رضي الله عنه ورمي الكعبة بالمنجنيق من أشنع شيءٍ جرى في أيام يزيد وقال محمد بن بحرة الساعدي:

فإن تقتلـونـا يوم حـرة واقـم

 

فنحن على الإسلام أول من قَتَل

ونحن تركنـاكـم بـبـدر أذلة

 

وأبْنا بأسياف لنا منكـم نَـفَـل

فإن ينج منكم عائذُ البيت سالمـاً

 

فما نالنا منكم وإن شفنا جَـلَـل

 

عائذ البيت: عبد الله بن الزبير، وقال عبيد الله بن قيس الرُقيات:

وقالت لَوَ آنا نستطـيع لـزَاركـم

 

طبيبان منا عالـمـان بـدائكـا

ولكن قومي أحدثها بجد عهـدنـا

 

وعهدك أضعافاً كلفن نسـائكـا

تذكرني قتـلـى بـحـرة واقـم

 

أصبنَ وأرحاماً قُطِعنَ شـوائكـا

وقد كان قومي قبل ذاك وقومهـا

 

قروما زَوَت عَودا من المجد نائكا

فقُطع أرحام وقصـت جـمـاعة

 

وعادت روايا الحلم بعد ركائكـا

 

حرةُ الوَبرة: بثلاث فتحات مضبوط في كتاب مسلم وقد سكنَ بعضهم الباء، وهي على ثلاثة أميال من المدينة ذكرها في حديث أهبان في أعلام النبوة.


حررةُ بني هلال: هو هلال بن عامر بن صعصعة، بالبُرَيك والبُرَيْك في طريق اليمن التهامي من دون ضَنكانَ.


حريات: بالضم وتشديد الراءِ وياءٍ خفيفة، موضع في قول القتال:

وأقفرَ منها حريَات فما يُرى

 

بها ساكنٌ نبح ولا متنـور

 

حريداءُ: بلفظ التصغير ممدود، رُميلة في بلاد أبي بكر بن كلاب، قال:

لياح لها بطنُ الروَيل مجنْة

 

ومنه بأبقاء الحريداء مكنسُ

 

الحرَيْرَةُ: براءين مهملتين كأنه تصغير حرة، موضع بين الأبواء ومكة قرب نخلة وبها كانت الوقعة الرابعة من وقعات الفِجار. قال بعضهم:

أرعى الأراك قَلوصي ثم أوردها

 

ماءَ الحَريرة والمِطلى فأسقيهـا

وقـال خـداش بـن زهـير:

 

 

وقد بلوكم فأبلوكم بلاءهم

 

يوم الحريرة ضرباً غير تكذيب

 

حرير: بالفتح ثم الكسر وياءِ وزاي. قال أبو سعد، قرية باليمن ورواه الحازمي بزايين ونسب إليه كما نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.


 الحريشُ: الشين معجمة وهو في اللغة دابة لها مخالب كمخالب الأسد ولها قرن واحد في هامتها ويسميها الناس كركدن والحريش الضب المحروش أي المصاد وهي: قرية من كورة الفرج من أعمال الموصل وأظنها سميت بالقبيلة وهو الحريش واسمه معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكرَ بن هوازن.


الحُرَيضةُ: كأنه تصغير حرضة بالضاد المعجمة، موضع في بلاد هذَيل فيه قتل تأتط شراً فقامت أمه ترثيه.
فقالت:

قتيل ما قتيلُ بنـي قُـرَيم

 

إذا ضنتْ جمادىَ بالقطار

فتى فهم جميعاً غـادروه

 

مقيما بالحريضة من نمار

حُرَيمٌ : تصغير حرم، حصن من أعمال تَعَز باليمن.

الحرَيمُ: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ساكنة وميم أصله من حريم البئر وغيرها وهوماحولها من حقوقها ومرافقها ثم اتسع فقيل لكل ما يتحرم به ويمنع منه حريم وبذلك سمي: حريم دار الخلافة ببغداد ويكون بمقدارثلث بغداد وهو في وسطها ودورُ العامة محيطة به وله سور يتحيز به ابتداؤه من دجلة وانتهاؤه إلى دجلة كهيئة نصف دائرة وله عدة أبواب وأولها من جهة الغرب باب الغَرَبة وهو قرب دجلة جداً ثم باب سوق التمر وهو باب شاهقُ البناء أغلق في أول أيام الناصر لدين الله بن المستضيء واستمرغلقه إلى هذه الغاية ثم باب البدرية ثم باب النوبي وعنده باب العتبة التي تقبلها الرسل والملوك إذا قدمها بغداد ثم باب العامة. وهو باب عمورية أيضاً ثم يمتدُ قرابة ميل ليس فيه باب إلى باب بستان قرب المنظرة التي تنحر تحتها الضحايا ثم باب المراتب بينه وبين دجلة نحو غلوتي سهم في شرقي الحريم وجميع ما يشتمل عليه هذا السور من دور العامّة ومحالها وجامع القصر وهو الذي تقام فيه الجمعة ببغداد يسمى الحريم وبين هذا الحريم المشتمل على منازل الرعية وخاص دار الخلافة التي لا يشركه فيه أحد سور آخر يشتمل على دور الخلافة وبساتين ومنازل نحو مدينة كبيرة، وقرأت في كتاب بغداد تصنيف هلال بن المحسن الصابي حدثني خواشاذه خازن عضد الدولة قال طفت دار الخلافة عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها فكان مثل شيراز قال وسمعت هذا القول من جماعة آخرين أولي خبرة.

 الحريمُ الطاهريُ: بأعلى مدينة السلام بغداد في الجانب الغربي منسوب إلى طاهر بن الحسين بن مصعَب بن زُرَيق وبه كانت منازلهم وكان من لجأ إليه أمن فلذلك سمي الحريم وكان أول من جعلها حريما عبد الله بن طاهر بن حسين وكان عظيماً فى دولة بنى العباس، ولا أعلم أحدا بلغ مبلغه فيها حديثاً ولا قديما وكان أديباً شاعراً شجاعا جَواداً ممدحاً وكانت إليه الشرطة ببغداد وهي أجل ما يلي يومئذِ وكان يلي خراسان وبها نُوابة والجبال وبها نوابه وطبرستان وبها نوابه والشام ومصر وبها نوابه ولما أراد عمارة قصره ببغداد وهو الحريم هذا وقد كانت العمارات متصلة وهو في وسطها وأما الآن فقد خرب جميع ما حوله وبقي كالبلدة المفردة في وسط الخراب وهو عامر فيه دور وقصور مطل متصل به شارع دار الرفيق وبعضه عامر وفيه أسواق وله سور بحيزه روي أنه بصر برجل يستغيث وبيده قصة فأمر من أخذها منه فقرأها فإذا فيها أن وكيله أخذ داره غصباَ وهدمها وادخلها في قصره فأحضر الوكيل وسأله عن القصة فقال إن تربيع القور لا يتم إلا بها وقيمتها ثلاثمائة دينار فبذلتها له فامتنع فبلغنا ألف دينار فأخبرتُ قاضي المسلمين خبره فرأى الحجر عليه ونصب أميناً فباع الدار واقبضناه المال وهو عنده. فقال عبد الله: أتعرف موضع الدار. قال: نعم. فإذا هي قد وقعت في شمالي حجرة فأمر عبد الله بهدم البنيان فلما رأى صاحبها الجد منه في الهدم قال لا حاجة لي في ذلك وقد أذنتُ في البيع فقال هيهات بعد الشكوى والمطالبة. ولم يزل جالساً والشمس تبلغ إليه وينتقل عنها وينفُضُ التراب عن وجهه وموكبه واقف حتى كشف عن العرصَة وجرد الأساس القديم وأمر برد بناء الدار وتأديب الوكيل واستحل الرجل بماله وبقيت الدار طاعنةً في داره إلى الان ترى برُوزها من البناء، ثم رأى يوماَ دخاناً مرتفعاً كريهَ الرائحة فتأذى به فسأل عنه فقيل له إن الجيران يخبزون بالبعر والسرجين فقال إن هذا لمن اللؤم أن نقيم بمكان يتكلف الجيران شراءَ الخبز ومعاناته اقصدها الدور واكسرها التنانير واحصها جميع من بها من رجل وامرأة وصبي وأجرها على كل واحد منهم خبزه وجميع ما يحتاج إليه فسميت أيامه الكفاية، والحريم أيضاً موضع بالحجاز كانت به وقعة بين كنانة وخزاعة، والحريم أيضاً قرية لبني العنبر باليمامة، والحريم أيضاً واد في ديار بني نُمَنرفيه مياه لهم، والحريم أيضاً موضع في ديار بني تَغلب قريب من ذي بهذا.

حرِين: بالضم ثم الكسر والتشديد وآخره نون، بلد قرب امد.

حَريوَينِ: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ساكنة والواو مفتوحة وياءٍ آخرى ساكنة ونون لفظة مثنى من حصون جبال صنعاءَ مما استولى عليه عبد الله بن حزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب.