حـرف الـحـاء: باب الحاء والميم وما يليهما

باب الحاء والميم وما يليهما

الحما: مقصور. ذكر في آخر هذا الباب لأنه يُكتب بالياء.

حَمَاتا: بالفتح وبين الألفين تاء فوقها نقطتان. موضع في قول النابغة:

كأن التاجَ معقود عـلـيه

 

بأغنام أخذن بـذي أبـان

وأديار صوادر عن حَماتـا

 

لبين الكَفر والبُرَق الدواني

 

الحمَاتانِ: موضع بنواحي المدينة. قال كثير:

وقد حال من حَزم الحماتَين دونهمِ

 

وأعرَضَ من وادي بُليد شُجُونُ

 

الحمادَةُ: بالفتح والدال. ناحية باليمامة لبني عدي بن عبد مناة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.


حِمارُ: بلفظ الحمار من الدواب. واد باليمن.


حَمارُ: بالفتح وتشديد الميم بوزن عطار. موضع بالجزيرة.


الحمَارَةُ: تأنيث الحِمار من الدواب. حرة في بلادهم.


حِمَاساءُ: بالفتح والمد. موضع واشتقاقه بعده.


حِماسُ: بالكسر جمع حَميس وهو المكان الصلب وهو موضع.


حَماقاطانُ: بالفتح. جبل من الرمل من جبال الدهناءِ.


قال:

يا دار سَلمى في حَماطانَ اسلمي

 

وحماطانُ موضع فيما قيل: حَماط: بالفتح وهو في اللغة شجر غليظ على البادية.
 

قال:

كأمثال العُصَي من الحماط

 

قال أبو منصور حَماط. موضع ذكره ذو الرُمة، فقال:

فلما لحِقنا بالحُمُول وقد عَـلَـت

 

حَماط وحرباءُ الضحى متشاوسُ

 

وفي كتاب هُذيل خرجت غازية من بني قُرَيم من هذيل يُريدرن فَهماً حتى أصبحوا على ماء يقال له ذر حَماط من صدر الليث وخرجت غازية من فَهم يريدون بني صاهلة حتى طلعوا بذي حماط فالتقاهم بنو قُرَيم وهم رهطُ تأبط شراً بنو عمي فقتلتهم بنو قريم فلم يبق منهم غير رجل واحد أعجز عُرياناً، فقال سَلمى بن المُقعَد القُرَمي:

فأفْلَتَ منا العلقمي تـزخُـفـاً

 

وقد خَفَقَت بالظهر واللمةِ اليَدُ

جريضاً وقد ألقى الرداءَ وراءَه

 

وقد ندر السيف الذي يتقـلـدُ

بطعن وضرب واعتناق كأنمـا

 

يَلقُهُمُ بين الحـمـائط أبـرُدُ

 

الحماط: ضجر وجمعه حمائط.


حَماكُ: بالفتح والتخفيف وآخره كاف. حصن لبني زبيد باليمن.


حَمالُ: بالفتح وتشديد الميم وألف ولام. جبل في ديار بني كلاب من يناصيب.


حُمامٌ : بالضم والتخفيف والحُمام في اللغة حُمى الابل. قال نصر ذات الحُمام. موضع بين مكة والمدينة ، والحُمام أيضاً ماء في ديار قُشير قرب اليمامة، والحُمام ماء جاهلي بضرية. وغَمِيسُ الحمام مضاف إلى الحمام الطير المعروف وهو من من بين ملَل وصُخَيرات اليمام اجتاز به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وحُمامٌ موضع بالبحرين قطعه ثور بن عَزرة القُديري والحُمامُ صنم في بني هند بن حَرَام بن ضِنّة بن عبد بن كبير بن عُذرة سُمع منه صوت بظهور الإسلام.
حَمامٌ : بالفتح وتخفيف الميم. موضع في قول جرير:

عفا ذو حَمام بنا وحفـيرُ

 

بالسر مَبدى منهُمُ ومَصيرُ

 

حَمامُ أعيَنَ: بتشديد الميم. بالكوفه ذكره في الأخبار مشهور منسوب إلى أعيَنَ مولى سعد بن أبي وَقاص.


حَمامُ بَلج: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وجيم. بالبصرة من ذكره في بلج.


حَمامُ سَعد: موضع في طريق الحاجّ بالكوفة.


حَمًامُ علي: باصطلاح أهل الموصل وهي بين الموصل وجُهينة قرب عين القار غربي دجلة وهي عين ماؤها حار كبريتية يقول أهل الموصل إن بها منافع والله أعلم.


حَمامُ فِبلٍ : بكسر الفاء وياءِ ساكنة ولام. بالبصرة نسب إلى فيل مولى زياد ابن أبيه وكان حاجبه وكان أهل البصرة يضربون المثل بحمامه وركب فيل يوماً ومعه أبو الأسود المولي وكان فيل على بِرْذوْنٍ هِمْلاج، فقال:

لعمر أبيك ما حمام كسرى

 

على الثلثين من حمام فيل

 

فقال أبو الأسود:

ولا إرقاصُنا خلف الموالي

 

بسُنتنا على عهد الرسول

 

وقال يزيد بن مُفَزغ لطلحة الطلحات:

تُمَنيني طليحة ألـف ألـف

 

لقد مَنيتَني أمـلاً بـعـيدا

فلستَ لماجدٍ حُر ولـكـن

 

لسَمراءَ التي تَلِدُ العـبـيدا

ولو أدخِلتَ في حمام فـيل

 

وألبست المطارف والبرودا

 

حَمامُ مِنجاب: بكسر الميم. بالبصرة. ينسب إلى مِنْجاب بن راشد الضبي قرأتُ بخط ابن برد الخيار الصولي الموصلي. قال ابن سيرين مرت امرأة برجل فقالت: يا رجل كيف الطريق إلى حمام منجاب فقال: ههنا وأرشدها إلى خربة ثم قام في أثرها وراودها عن نفسها فأبت فلم يلبث الرجل أن حضرته الوفاة فقيل له قل لا اله الا الله فأنشدأ يقول:

يا رُب قائلة يوماً وقد لَـغِـبَـتْ

 

كيف الطريق إلى حمام منجاب

 

ذاتُ الحَتام: بلد بين الإسكندرية وأفريقية له ذكر في الفتوح وهو إلى إفريقية أقربُ.


حمامَةُ: بالفتح واحد الحَمَام من الطيور. ماء لبني سُلَيم من جانب العلياء القبلي. قال ابن السكيت ذلك في تفسير قول كثير عَزةَ:

مُوَلية أيسارَها قُطُر الحـمـى

 

تَوَاعدنَ شرباً من حَمَامَةَ معلما

 

وإتاه عنى فيما أحسب حاجب بن ذُبيان المازني مازن بن عمرو بن تميم، بقوله:

هل رام نَهيُ حمامتَين مكانـه

 

أم هل تغيرَ بعدنا الأحـفـارُ

يا ليت شعري غير مُنية باطل

 

والحمر فيه عواطف أطوارُ

هل ترزسُمَن بي المطيةُ بعدما

 

يحدي القطين وترفَعُ الأخدارُ

 

وقيل حَمَامَةُ ماء لبني سعد بن زيد مناة بن تميم بالعَرَمة، وينشد قول جرير:

أما الفؤادُ فلا يزال موكـلا

 

بهَوَى حَمَامة أو برَيا العاقر

 

والمشهور بهوى جُمانة وقد تقدم.


حمانُ: بالكسر وتشديد الميم وألف ونون. محلة بالبصرة سميت بالقبيلة وهم بنو حِمان بن سعد بن زيد مناة بن تميم واسم حمان عبد العُزى وقد سكن هذه المحلة من نُسب إليها وإن لم يكن من القبيلة.


حماةُ: بالفتح بلفظ حماة المرأة وهي أمُ زوجها لا لغة فيه غير هذه وكل شيءٍ من قبل الزوج نحو الأب والأخ فهمٍ الأحماءُ واحدهم حَماً وفيه أربع لغات حَماً مثل قَفاً وحَمُو مثل أبو وحمءٌ ساكنة الميم بعدها همزة وحَم بغير همزة وحماة أيضاً عصبة الساق وحماة مدينة كبيرة عظيمة كثيرة الخيرات رخيصة الأسعار واسعة الرقعة حفلة الأسواق يحيط بها سور محكم وبظاهر السور حاضر كبير جداً فيه أسواق كثيرة وجامع مفرد مشرف على نهرها المعروف بالعاصي عليه عدة نواعير تستقي الماء من العاصي فتسقي بساتينها وتصب إلى بركة جامعها ويقال لهذا الحاضر: السوق الأسفل لأنه منحط عن المدينة ويسمون المسور السوق الأعلى وفي طرف المدينة قلعة عظيمة عجيبة في حصنها واتقان عمارتها وحفر خندقها نحو مائة ذراع وأكثر للملك المنصور محمد بن تقي الحين عمر بن شاهناه بن أيوب وهي مدينة قديمة جاهلية ذكرها أمرؤ القيس في شعره، فقال:

تقطعَ أسباب اللـبـانة والـهـوى

 

عشية رُحنا من حَمَـاةَ وشَـيزرا

بسَير يضجُ العَودُ مـنـه يَمُـنُـه

 

أخو الجهد لا يلنوى على من تعذرا

 

إلا أنها لم تكن قديماً مثل ما هي اليوم من العظم بسلطان مفرد بل كانت من عمل حمص. قال أحمد بن الطيب فيما ذكره من البقاع التي شاهدها في مسيره من بغداد مع المعتضد إلى الطواحين فقال بعد ذكره حمص وحماة قرية عليها سور حجارة وفيها بناء بالحجارة واسع والعاصي يجري أمامها ويسقي بساتينها ويدير نواعيرها وكان قوله هذا في سنة 271 فسماها قرية. وقال المنجمون طول حماة اثنتان وستون درجة وثلثان وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلثان وربع، وقال أحمد بن يحيى بن جابر ولما افتتح أبو عبيدة حمص وفرغ في سنة 17 خلف بها عُبادة بن الصامت ومضى نحو حماة فتلقاه أهلها مذعنين فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج على أرضهم ومضى إلى شَيزَرَ فكان حالها حال حماة، وقال عبد الرحمن بن المستخف يهجو الملك المنصور محمد بن تقي الدين صاحب حماة.

ما كان يصلح أن يكون محمد

 

يسوى حماة لقلة فـي دينـه

وقد اشبهت منه الصفاة فهرها

 

من جنسه وقرونها كقرونـه

 

قُرُونُ حماة: قلتان متقابلتان جبل، يشرف عليها ونهرها العاصي وبين كل واحد من حماة وحمص والمَعرة وسَلَمية وبين صاحبه يوم وبينها وبين شَنزَر نصف يوم وبينها وبين دمشق خمسة أيام للقوافل وبينها وبين حلب أربعة أيام، وقد نسب إليها جماعة من العلماء. منهم قاضي القضاة ببغداد أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران بن عبد الصمد بن سلمان الحموي المعروف بالشامي وكان من صالحي القضاة تفقّه على القاضي أبي الطيب الطبري وكان لا يخاف في الله لومة لأم روى عن أبي القاسم بن بدران وأبي طالب بن عَيلان وغيرهما روى عنه عبد الواحد بن المبارك وغيره ومولده بحماة سنة 400 ومات ببغداد في شعبان سنة 488.


الحَمَائرُ: جمع حِمَار نحو شِمال وشَمائل وإفال وأفائل وهي حجارة تُجعل حول الحوض ترد الماء إذا طغى. وأنشد ابن الأعرابي:

كأنما الشحط في أعلا حمائره

 

سائبُ القَز من رَيط وكَتـان

وهو علم لموضع كذا قيل.

 

 

 

الحَمَائم: قال: الحفصي ومن قِلات العارض يعني عارض اليمامة المشهورة، الحمائم والحجائز.


حمتا الثوير والمنتضى: تثنية الحَمَة وستفسر معانيها بعد هذا إن شاء الله، والثُوَير تصغير الثور وهما جبلان، والثوير أبيرق أبيض وهما لبني كعب بن عبد الله بن أبي بكر.


حمدَانُ: فعلان من الحمد، قال: العمراني، مدينة حواليها مائة وعشرون قرية.


حَمرَاءُ الأسد: الأسد أحد الأسد بالمد والإضافة وهو، موضع على ثمانية أميال من المدينة إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في طلب المشركين، والحمرَاءُ اسم لمدينة لبلَة بالأندلس وهي مدينة قديمة فيها آثار عجيبة وهي على نهر طنتس وبها عين الشب وعين الزاج، والحمرَاءُ أيضاً حصن من نواحي بيت المقدس، والحمرَاءُ أيضاً موضع بفسطاط مصر، والحمراءُ أيضاً من قرى مصر وتعرف بحمراء السنبلاوَين بكسر السين المهملة وسكون النون وكسر الباءِ الموحدة وفتح الهاو وياءٍ ساكنة وكسر النون بلفظ التثنية من كورة الشرقية، والحمراءُ أيضاً وتعرف بالحمراءِ الشرقية وبحمراءِ شَروِين من كورة الغربية، والحمراءُ أيضاً وتعرف بالحمراء الغربية من كورة الغربية و إلى إحدى هذه، ينسب إلياس بن الفرج بن ميمون الحمراوي روى عن يونى بن عبد الأعلى ومات سنة 307، والحمراءُ أيضاً من قرى سِنجان باليمن.


حُمرَاندز: بالضم ثم السكون وراء وألف ونون ساكنين وكسر الدال المهملة وزاي معناه بالفارسية، قلعة حُمران وهي بخراسان وذكرها في الفتوح فتحها عبد الله بن عامر بن كُرَيز في سنة 31 عَنْوَةً.


حُمرَانُ: بالضم أيضاً، قصر حُمرَانَ في البادية بين العقبة والقاع بقرب الجادة يطؤه الحاج متياسراً قليلاً، قال ربيعة بن مقروم الضبي:

أمن آل هند عرفتَ الرسُوما

 

بحمرَانَ قصراً أبت أن تريما

تَخال معارفهـا بـعـد مـا

 

أتت سنتان عليها الوشـومـا

 

وقصر حُمرَانَ أيضاً قرية قرب المعشوق في غربي سامراءَ بينها وبين تكريت مرحلة، وحمرَانُ أيضاً ماء في ديار الرِباب كان مالك بن الريب المازني ورفيق له يقال: له أبو حردَب يلصان ويقطعان الطريق فأستعمل رجل من الأنصار عليهم فأخذ مالكاً وأبا حردب وتخفف مالك مع الأنصاري فأمر غلاماً له فجعل يسوق مالكاً فتغفلَ مالكاً غلامَ الأنصاري فأنتزع منه سَيفه فقتله به ثم شد على الأنصاري فقتله ثم هرب إلى البحرين ومنها إلى فارس فلمٍ يزل مقيماً بها إلى أن قدم سعيد بن عثمان بن عفان والياً على خراسان فأستصحبه، وقال مالك:

سرت في دُجا ليل فأصبح دونهـا

 

مفاوزُ حمرَانَ الريف وغُـرب

تطالع من وادي الكُلاب كأنـهـا

 

وقد أنجدت منه فـريدة ربـرب

على دماءُ البدن إن لم تفـارقـي

 

أبا حردَب يوماً وأصحابَ حردَب

 

وحمرَانُ أيضاً موضع بالرقة.


حِمِر: بكسرتين وتشديد الراءِ بوزن حِبر وفلز، موضع بالبادية.


حمزانُ: بكسرتين وتشديد الزاي وألف ونون، قرية بنجران اليمن.


 حمزَةُ: بالفتح ثم السكون وزاي، مدينة بالمغرب، قال: البكري الطريق من أشير إلى مرسى الدجاج، تخرج من مدينة أشير إلى شعبة وهي قرية ومنها إلى مضيق بين جبلين ثم تفضي إلى فحص أفيح تجمع فيه عروق العاقر قرحاً ومن هذا الموضع تحمل إلى الآفاق و هناك مدينة تسمى حَمزَة نزلها وبناها حمزة بن الحسن بن سليمان بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأبوه الحسن بن سليمان هو الذي دخل المغرب وكان له من البنين حمزة هذا وعبد الله إبراهيم وأحمد ومحمد والقاسم وكلهم أعقب هناك وتسير من حمزة إلى بلياس وهي في جبل عظيم ومن بلياس إلى مرسى الدجاج، ينسب إليها أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الحمري المغربي كان فقيهاً صالحاً سمع ببغداد أبا نصر الزينبي وبالبصرة أبا علي الستري روى عنه أبو القاسم الدمشقي وقال: توفي سنة 527، وسوقُ حمزة بلد آخر بالمغرب وهي مدينة عليها سور ينزلها صنهاجة منسوبة أيضاً إلى حمزة بن حسن بن سليمان وهي أقرب من الأولى.


حمصُ: بالكسر ثم السكون والصاد مهملة، بلد مشهور قديم كبير مسور وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تل عالٍ كبيرة وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق يذكر ويؤنث، بناه رجل يقال: له حمص بن المهر بن جان بن مكنف وقيل حمص بن مكنف العمليقي، وقال: أهل الاشتقاق حَمَصَ الجرحُ يحمص حُمُوصاً وأنحَمَصَ ينحمص انحماصاً إذا ذهب ورمُه، وقال: أبو عون في زيجه طول حمص إحدى وستون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان وهي في الاقليم الرابع وفي كتاب "الملحمة" مدينة حمص طولها تسع وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة من الإقليم الرابع ارتفاعها ثمان وسبعون درجة تحت ثماني درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، قال: أهل السير حمص بناها اليونانيون وزيتونُ فلسطين من غرسهم، وأما فتحها فذكر أبو المنذر عن أبي مِخنفَ أن أبا عبيدة بن الجراح لما فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحَان بن زيار الطائي ثم أتبعهما فلما توافوا بحمص قاتلهم أهلها ثم لجؤا إلى المدينة وطلبها الأمان والصلح فصالحوه على مائة ألف وسبعين ألف دينار، وقال: الواقدي وغيره بينما المسلمون على أبواب دمشق إذ أقبلت خيل للعدو كثيفة فخرج إليهم جماعة من المسلمين فلقوهم بين بيت لِهيَا والثنتة فولوا منهزمين نحو حمص على طريق قارا حتى وافوا حمص وكأنها متخوفين لهرب هرقل عنهم فأعطها ما بأيديهم وطلبها الأمان فأمنهم المسلمون فأخرجها لهم النزل فأقامها على الأرنْط وهو النهر المسمى بالعاصي وكان على المسلمين السمط بن الأسود الكندي فلما فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق أستخلف عليها يزيد بن أبي سفيان ثم قدم حمص على طريق بعلبك فنزل بباب الرستَن فصالحه أهل حمص على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثنى عليهم ربع كنيسة يُوحنّا للمسجد واشترط الخراج على من أقام منهم، وقيل بل السمط صالحهم فلما قدم أبو عبيدة أمضى الصلح وإن السمط قسم حمص خططاً بين المسلمين وسكنوها في كل موضع جلاً أهله أو ساحة متروكة، وقال: أبو مِخنَف أول راية وافت للعرب حمص ونزلت حول مدينتها راية ميسرة بن مسرور العبسي وأول مولود ولد في الإسلام بحمص أدهم بن مُحرز وكان أدهم يقول: إن أمه شهدت صفين وقاتلت مع معاوية وطلبت دم عثمان رضي الله عنه وما أحد أن لي بذلك حُمر النعم، قالها: ومن عجائب حمص صورة على باب مسجدها إلى جانب البيعة على حجر أبيض أعلاه صورة إنسان وأسفله صورة العقرب إذا أخذ من طين أرضها وخُتم على تلك الصورة نفع من لدع العقرب منفعة بينة وهو أن يشرب الملسوع منه بماءٍ فيبرأ لوقته، وقال عبد الرحمن:

خليلي إن حانت بحمص مـنـيتـي

 

فلا تدفناني وارفعاني إلى نـجـد

ومرا على أهل الجناب بأعظُـمـي

 

وإن لم يَكن أهل الجناب على القَصد

وإن أنتما لم تَرفعانـي فـسـلـمـا

 

على صارة فالقور فالأبلق الفـرد

لكيما أرى البرق والذي أومَضت له

 

ذُرى المزن علوياً وماذا لنـا يُبـدي

وبحمص من المزارات والمشاهد مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيه عمود فيه موضع إصبعه راَه بعضهم في المنام وبها دار خالد بن الوليد رضي الله عنه وقبره فيما يقال وبعضهم يقول: إنه مات بالمدينة ودفن بها وهو الأصح وعند قبر خالد قبر عياض بن غنم القُرَشي رضي الله عنه الذي فتح بلاد الجزيرة وفيه قبر زوجة خالد بن الوليد وقبر ابنه عبد الرحمن، وقيل: بها قبر عبيد الله بن عمر بن الخطاب والصحيح أن عبيد الله قُتل بصفين فإن كان نُقلت جثته إلى حمص فالله أعلم، ويقال: إن خالد بن الوليد مات بقرية على نحو ميل من حمص وإن هذا الذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية وهو الذي بنى القصر بحمص وأثار هذا القصر في غربي الطريق باقية، وبحمص قبر سَفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم سفينة مهران وبها قبر قَنْبَر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويقال: إن قَنبَر قتله الحجاج وقتل إبنه وقتل ميثماً التمَار بالكوفة، وبها قبور لأولاد جعفر بن أبي طالب وهو جعفر الطيار وبها مقام كعب الأحبار ومشهد لأبي الدرداءِ وأبي ذر وبها قبر يونان الحارث بن عطيف الكندي وخالد الأورق الغاضري والحجاج بن عامر وكعب وغيرهم، وينسب إليها جماعة من العلماء، ومن أعيانهم محمد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي الحافظ، قال: الإمام أبو القاسم الدمشقي قلم دمشق في سنة 217 وروى عن أبيه وعن محمد بن يوسف القبرَياني وأحمد بن يونس وآدم بن أبي إياس وأبي المغيرة الحمصي وعبد السلام بن عبد الحديث السكُوني وعلي بن قادم وخلق كثير من هذه الطبقة روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر وعبد الرحمن بن أبي حاتم ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو زرعة الدمشقي وخلق كثير من هذه الطبقة، قال عبد الصمد بن سعيد القاضي سمعت محمد بن عوف بن سفيان يقول: كنتُ ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث فدخلت الكُرَةُ المسجدَ حتى وقعت بالقرب من المعافى بن عمران فدخلت لآخذها فقال لي: يا فتى ابن من أنت قلت: أنا ابن عوف. قال: ابن سفيان قلت: نعم فقال: أما إن أباك كان من إخواننا وكان ممن يكتب معنا الحديث والعلم والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك فصرت إلى أمي فأخبرتها فقالت: صدق يا بني هو صديق لأبيك فألبستني ثوباً من ثيابه وإزاراً من أزُره ق جئت إلى المعافى بن عمران ومعي محبرة وورق فقال لي: اكتب حدثنا إسماعيل بن عبد ربه بن سليمان قال: كتبت إلي أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني اطلبو العلمٍ صغاراً تعلموه كباراً قال: فان لكل حاصد مازرع خيراً كان أو شراً فكان أول حديث سمعته، وذُكر عند يحيى بن معين حديث من حديث الشام فرده وقال ليس هو كذا قال فقال: له رجل في الحلقة يا أبا زكريا إن ابن عوف يذكره كما ذكرناه قال: فإن كان ابن عوذ ذكره فإن ابن عوف أعرف بحديث بلده، وذُكر ابن عوف عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في سنة 173 فقال: ما كان بالشام منذ أربعين سنة مثل محمد بن عوف، وذكر ابن قانع أنه توفي سنة 269، وقال ابن المنادي: مات في وسط سنة 272، ومحمد بن عبيد الله بن الفضل يعرف بابن أبي الفضل أبو الحسن الكلاعي الحمصي حدث عن مصيفي وجماعة كثيرة من طبقته روى عنه القاضي أبو بكر الميانجي وأبو حاتم محمد بن حِتان البُستي وجماعة كثيرة من طبقتهما وكان من الزهاد ومات في أول يوم رمضان سنة 309 ومات ابنه أبو علي الحسن لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة 351، ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل إن أشد الناس على علي رضي الله عنه بصفين مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضاً عليه وجداً في حربه فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صارها من غلاة الشيعة حتى إن في أهلي كثيراً ممن رأى مذهب النصيَرية وأصلهمٍ الإمامية الذين يسبون السلفَ فقد التزموا الضلال أولا وأخيراً فليس لهم زمان كأنها فيه على الصواب، وحمصُ أيضاً بالأندلس وهم يسمون مدينة إشبيلية حمص و ذلك أن بني أمَية لما حصلوا بالأندلس ملكوها سموا عدة مدن بها بأسماء مدن الشام، وقال: ابن بسام دخل جند من جنود حمص إلى الأندلس فسكنوا إشبيلية فسميت بهم، وقال محمد بن عبدون يذكرها:  

هل تذكر العهد الذي لم أنـسـه

 

ومودة مـخـدومة بـصـفـاءِ

ومبيتنا في أرض حِمصِ والحجى

 

قد حل عقدَ حُباه بالصـهـبـاءِ

ودموع طل الليل يخلق أعـينـاً

 

تَرنوا إلينا من عـيون الـمـاءِ

 

حمص: بكسرتين وتشديد الميم والصاد مهملة أيضاً، دار الحمصِ بمصر عند المربغة.


ينسب إليها عبدالله بن منير الحِمصي المصري ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: كان يسكن دار الحمص التي عند المربغة فنسب إليها وهو مولى لبعض آل أبي غشيم مولى مسلمة بن مخلد الأنصاري كان موثقاً عند القضاة.


حمصُ: بالفتح ثم الكسر والتخفيف والصاد مهملة، قرية قرب خلخَال من أعمال الشار في طرف أذربيجان من جهة قزوين.


حمض: بالفتح ثم السكون والضاد معجمة وهو في اللغة كل نبت فيه ملوحة ترعاه الابل، وادي حمض قريب من اليمامة له ذكر في شعرهم.


حمض: بفتحتين حَمض وعُرَيقٌ بالتصغير، موضعان بين البصرة والبحرين، وقال نصر: حَمض منزل بين البصرة والبحرين في شرقي الدهناء، وقيل: هو بين الدو وسودة وهو منهل وقرية عليها نخيلات لبني مالك بن سعد، قال الراجز:

يارب ببضاء لهـا زوج حـرَض

 

حلالة بين عُرَيق وحَمض

 

ترميك بالطرف كما ترمي الغرض

 

حمضة: بالفتح ثم الكسرِ، من قرى عَثرَ من أرض اليمن منِ جهة قبلتها.


حمضى: بثلاث فتحات مقصور بوزن جَمرى، يوم حَمضى من أيام العرب وهو يوم قُرَاقر.


الحمنقَتان: قال سيف عقد أبو بكر رضي الله عنه لخالد بن سعيد بن العاص وكان قدم من اليمن وترك عمله وبعده إلى الحمقتين، من مشارف الشام.


حملاَن: موضع باليمن من أرض قدُم المغرب، قال: الصليَحي يذكر خيلاً.

حتى أستَوَت رأسَ حُملان عوائرها

 

يَحملن من يعرب العرباءِ آسـادا

 

حَمُلُ: بفتح أوله وضم ثانيه ولام، من قرى اليمن ثم من حازة بني شهاب.


حَمَل: بفتحتين بلفظ الحمل من الشاء قال: أبو منصور هو اسم، جبل فيه جبلان يقال: لهما طِمران، وأنشد للراجز.

كأنهما وقد تدلى نَـسـران

 

ضمهما من حمَل طمران

صَعبان من شمائل وأيمان

 

 

 

وقال: غيره حَمل في أرض بلقَين بن جَسر بالشام يذكر مع أعفر فيقال حمل وأعفر، وقال: العمراني حمل بالشام في شعر امرىء القيس ورواه السكري عن الكلبي بالجيم فقال:

تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت

 

على جمل منا الركاب وأعفَرا

 

وحمل أيضاً جبل قرب مكة عند نخلة اليمانية، وحمل أيضاً اسم نقاً من رمل عالج.


حُم: بالضم الحمَمَ في اللغة مصدر الأحم والجمع الحُم وهو الأسوَد من كل شيء وبه سمي هذا الموضع، وهي أجبل سود بنجد في ديار بني كلاب، قال رجل منهم:

هل تعرف المار عفَتْ بالحُمً

 

قفراً كخط النقش بالقـلـم

لم يبق غير نؤيها الأثـلَـمً

 

 

 

حم: بالكسر، اسم واد في بلاد طيءٍ .


حُمَمُ: بالضم ثم الفتح، يوم في حمم من أيام العرب.


حمنان: بالفتح ثم السكون ونونان بينهما ألف، موضع باليمن والحَمنان صقعان يمانيان ولا أدري حمنان الذي تقدم أحدهما أم غيره وواحد الحمنين حَمن لا حَمنا هكذا قال نصر.


حَمورِتةُ: بالفتح وتشديد الميم وضمها، قرية بالغوطة من دمشق، قال ابن منير:

سقاها وروى من النير بين

 

إلى الغيضتَين وحمورِيَة

إلى بيت لهيا إلى بـرزة

 

دلاح مكفكـفة الأوعـيَة

 

حمة: بالفتح ثم التشديد، قال: ابن شُميل الحمة حجارة سوداءُ تراها لازقة بالأرض تغور في الليلة والليلتين والثلاث والأرض تحت الحجارة تكون جلداً وسهولة والحجارة تكون متدانية ومتفرقة وتكون مُلساً مثل الجمع ورؤوس الرجال والجمع الحمام وحجارتها منقلعة ولازمة بالأرض تنبت نبتاً لذلك ليس بالقليل ولا الكثير والحمةُ أيضاً ما يبقى من الألية بعد الذوب والحمة العين الحارة يستشفي بها الأعِلأءُ والمرضى وفي الحديث العالم كالحمة تأتيها البعداءُ ويتركها القرباءُ فبينما هي كذلك إذ غار ماؤها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يتفكنون لي يتندمون، وفي بلاد العرب حمات كثيرة، منها حمة أكيمة في بلاد كلاب وحَمتا الثوَير لبني كلاب أيضاً، وحمة البرقة، وحمة خِتزَر، وحمة المنتضى، وحمة الهودرَا، هذه الست في بلاد كلاب، فأما حمة المنتضى فهي حمة فاردة ليس بقربها جبل، قال: الأصمعي هي جبل صغير كأنه قطع من حرة لبني كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وحمة الثوير أبيرق وهذا كله في مصادر المضارعة، وقال: عبد العزيز بن زرارة بن جِنْ بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب.

 

ورحنا من الوَعساء وَعساء حمة

 

لأجرَد كذا قبـلـه بـنـعـيم

 

والحمة أيضاً جبل بين ثور وسميراءَ عن يسار الطريق به قباب ومسجد، وحمة ماكسين في ديار ربيعة، قال نفيع بن صَفار:

فحمة ماكسين إذا التقينا

 

وقد حم التوَعُدُ والزئيرُ

 

والحمة أيضاً قرية في صعيد مصر، والحمة مدينة بإفريقية من عمل قُسطنطينية من نواحي بلاد الجريد، والحمة أيضاً قرية من أودية العلاة من أرض اليمامة، والحمة أيضاً عين حارة بين إسعِرت وجزيرة ابن عمر على دجلة تقصد من النواحي البعيدة يُستشفى بمائها ولها موسم والحمة الأسود من كل شيء والحمة المنية، وقال: نصر الحمة، جبل أو واد بالحجاز.


حُمَّيان: بالضم وتشديد الميم وفتحها وياء مشددة، جبل من جبال سَلمى على حافة وادي رك.
الحُمَيرَاءُ: تصغير حمراء موضع من نواحي المدينة نخل، قال ابن هَرمة:

ألا إن سَلمس اليوم جدت قوى الحبـلِ

 

وأرضت بنا الأعداء من غير ما دخلِ

كأن لم تجاورنا بأكنـاف مـثـعَـر

 

وأخزم أو خيف الحُمَيراء ذي النخلِ

 

حميرُ: بالكسر ثم السكون وياءٍ مفتوحة وراء . قال ابن أبي الدمنة الهمذاني حمير بن الغوث بن سعد بن عوف بن علي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبأ الأصغر بن لهيعة بن حمير بن سبأ بن يشجب وهو حمير الأكبر وحمير الغوث هو حمير الأدنى ومنازلهم باليمن، بموضع يقال له حمير غربي صنعاءَ وهم أهل غُتمة ولُكنة في الكلام الحميري، قال: ولذلك يقول أهل صنعاءَ إذا أراد غتمياً من أغتام بادية صنعاء وكل حميري يريدون من حمير بن الغوث ولا يريدون حمير الأكبر ولا حمير بن سبأ الأصغر وهم يعلمون أن فيهم الفصاحة والشعر و إلى حمير بن الغوث هذا يُنسب أكثر هذه اللغة الحميرية.


الحِميرَيون: محلة بظاهر عنق على القَنَوات لها ذكر في خبر شبيب العُقَيلي الذي ذكره المتنبي في مدحه لكافور، وقال: الحافظ أبو القاسم الدمشقي جُنادة بن قضاعة الضبي من أهل قرية الحميريّين حدث عن سليمان بن داود الخولاني الداراني روى عنه عمرو بن سلمة الدمشقي نزل تِنيس.


حميضُ: بالفتح ثم السكون وياءٍ والضاد معجمة، ماء لعائذة بن مالك بقاعة بني سعد.


حُمَيط: بالضم ثم الفتح وياءِ مشملة مكسورة وهو تصغير الحماط، وهو شجر كبار ينبت في بلادهم تألفه الحيات قال:

كأمثال العُصي من الحماط

وهو رملة بالدهناء، قال ذر الرمة:

إلى مُستوى الوعساء بين حميط

 

وبين جبال الأشيَمَين الحـوادر

 

أي المتنكزات وقد ذكر ذو الرمة في شعره حماط لعله هذا وقد صغره وقد مر.
الحُميلِيةُ: مصغر منسوب، قرية من قرى نهر الملك من نواحي بغداد. ينسب إليها منصور بن أحمد بن أبي العز بن سعد المقري الضرير الحميلي سمع دَعوان بن علي بن حماد الجنائي وعلي بن عبد العزيز بن السماك سمع منه ابن نقطة. وقال: مات سنة 612. الحُميمَةُ: بلفظ تصغير الحمة وقد مر تفسيرها، بلد من أرض السراة من أعمال عمان في أطراف الشام كان منزل بني العباس، أيضاً قرية ببطن مر من نواحي مكة بين سَرُوعة و البُريراء فيها عين ونخل وفيها يقول: محمد بن إبراهيم بن قربة العثري شاعر عصري أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي المعروف بابن الريحاني بمصر قال أنشدني محمد بن قربة لنفسه:

مرتعي من بلاد نخلة في الصي

 

ف بأكنـاف سُـولة والـزيمَة

وإذا ما نـجـعـتُ وادي مـر

 

لربيع وَرَدتُ ماءَ الحـمـيمة

رُب ليل ساريه يمطرنا الـمَـا

 

وردَ والند فيه يعـقـد غَـيمة

بين شُم الأنوف زَزتْ علـيهـم

 

جالبات السرور أطناب خَـيمَة

 

الحِمَى: بالكسر والقصر وأصله في اللغة الموضع فيه كلاءٌ يحمى من الناس أن يرعوه أي يمنعونهم يقال: حميتُ الموضع إذا منعتَ منه وأحميتُه إذا جعلته حمى لا يقرب والحمى يُمد ويقصر فمن مده جعله من حامَي يحامي مُحاماة وحِماءً، وقال الأصمعي: الحمى من حمى ثوبه وحجة من مدة قولهم نفسي لك الفداءُ والحماءُ ويكتب المقصور منه بالياءِ والألف لأنه قد حكي في تثنيته حِمَوان وهو الربذة، وقال: الأصمعي الحمى حميان حِمى ضردةَ وحمى الزَبذَة، قال: المؤلف ووجدت أنا حمى فيد وحمى النير وحمى في الشرى وحمى النقيع، فأما، حمى ضرية فهو أشهرها وأ سَيرُها ذكراً وهو كان حمى كليب بن وا ئل فيما زعم لي بعض أهل بادية طيىٍ قال ذلك مشهور عندنا بالبادية يرويه كابرنا عن كابر، قال: وفي ناحية منه قبر كليب معروف أيضاً إلى اليوم وهو سهلُ الموطىء كثير الخلة وأرضه صلبة ونباته مسمنة وبه كانت ترعى إبل الملوك، وحمى الربذة أيضاً أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لنعم المنزل الحمى لولا كثرة حياته وهو غليظ الموطىء كثير الحموض تطول عنه الأوبار وتنفتق الخواصر ويرهل اللحم، وحمى فيد قال: ثعلب الحمى حمى فيد إذا كان في أشعار أسد وطىءٍ فأما في أشعار كلب فهو حما بلادهم قريب من المدينة بينها وبين عَرب، وقال أعرابي:

سقى اللّه حيّاَ بين صارة والحمـى

 

حمى فيدَ صَوبَ المدجنات المواطر

أمينَ ورد الله من كـان مـنـهـم

 

إليهم ووَقاهم صروفَ المـقـادر

كأني طريف العين يومَ تطالـعـت

 

بنا الرمل سُلاَف القِلاص الضوامر

أقول لفَقـام بـن زيد أمـا تـرى

 

سَنا البرق يبدو للعيون النـواظـر

فإن تبك للوجد الذي هَيجَ الـجـوى

 

أعِنْك وإن تصبرْ فلستُ بصـابـر

 

وحِمى النير بكسر النون وقد ذكر في موضعه، قال الخطيم العُكلي:

وهل أرَيَنْ بين الحفيرة والـحـمـى

 

حمى النير يوماً أو بأكثبة الـشـعـر

جميع بني عمرو الكـرام وإخـوتـي

 

و ذلك عصر قد مضى قبل ذا العصر

 

ويروى حمى بن عوى وكلاهما بالدهناءِ، حمى الشرى ذكر في الشرى، حمى النقيع بالنون ذكر في النقيع، قال: الشافعي رضي الله عنه في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا حمى إلا لله ولرسوله كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا نزل بلداً في عشيرته آستَعوَي كلباً لخاصة به مدى عوائه فلم يَرْعه معه أحد وكان شريكاً في سائر المرابع حوله قال: فنهى أن يحمى على الناس حمى كما كان في الجاهلية وقوله: إلا لله ولرسوله يقول: إلا لخيل المرسلين وركابهم المرصدة للجهاد كما حمى عمر النقيع لنعم الصدقة والخيل المعدة في سبيل الله، وللعرب في الحمى أشعار كثيراً ما يعنون بها حمى ضرية. قال أعرابي:

ومن كان لم يعرض فإني وناقتي

 

بنجد إلى أرض الحمى عرضان

أليفاً هوىً مثلان في سر بينـنـا

 

ولكننا في الجهر مخـتـلـفـان

تحن فتبدي ما بها مـن صـبـابة

 

وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني

 

وقال أعرابي آخر:

ألا تسألان الله أن يسقي الحـمـا

 

بلى فسقى الله الحما والمطالـيا

فإني لأستسقي لثنتين بالـحـمـا

 

ولو تملكان البحر ما سـقـيَانـيا

وأسأل من لاقيتُ هل مطر الحما

 

وهل يسألن أهل الحما كيف حاليا

وقال أعرابي آخر:  

خليلي ما في العيش عيب لوأننا

 

وجدنا لأيام الحمى من يعيدها

لياليَ أثواب الصبا جدد لـنـا

 

فقد أنهجت هذي عليها جديدها