حـرف الـخـاء: باب الخاء والألف وما يليهما

باب الخاء والألف وما يليهما

خابَرَانُ: بعد الألف باءٌ ثم راءْ وأخره نون، ناحية ومدينة فيها عدة قرى بين سرخس وأبيورد من خراسان ومن قراها مِيهنة وكانت مدينة كبيرة خرب أكثرها، والخابران كورةبا لأهواز.

خابورَاءُ: بعد الألف باء موحدة بوزن عاشوراء. موضع قاله ابن الأعرابي وقال ابن دُرَيد أخبرني بذلك حامد ولاأدري ما هو ولعله لغة في الخابور.

الخابورُ: بعد الألف باءٌ موحدة وأخره راءْ وهو فاعول من أرض خَبرة وخَبراء وهو القاع الذي ينبت السدر أو من الخبار وهو الأرض الرَخْوَة ذات الحجارة وقيل: فاعول من خابرت الأرض إذا حرثتها . وقال ابن بزرج لم يسمع اسم على فاعولاء إلا أحرفا الضاروراء الضرُ والساروراء السرُ والدالولاءُ الدَلُ وعاشوراءُ اسم لليوم العاشر من المحرم. قال ابن الأعرابي والخابوراءُ اسم موضع. قلت أنا ولا أدري أهو اسم لهذا النهر أم غيره، فأما الخابور فهو اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة ولاية وأسعة وبُلدان جمة غلب عليها اسمه فنسبت إليه من البلاد قرقيسياء وماكسين والمجمَل وعَرَبان وأصل هذا النهر من العيون التي برأس عين وينضاف إليه فاضل الهرماس ومد وهو نهر نصيببن فيصير نهراً كبيراً ويمتد فيسقي هذه البلاد ثم يتتهي إلى قرقيسياء فيصب عندها في الفرات، وفيه من أبيات أخت الوليد بن طريف ترثي أخاها.

 

أيا شجر الخابور مالك مورقـاً

 

كأنك لم تجزعْ على ابن طريف

فتى لا يحدث الزاد إلا من التقى

 

ولا المال إلا من قَناً وسـيوف

 

وقال الأخطل:

أراعتك بالخابور نوق وأجمال

 

ورسم عَفَته الريحُ بعدي بأذيال

 

وقال الربيع بن أبي الحُقَيق اليهودي من بني قُرَيظة:

دور عَفَت بقرَى الخابور غيرهـا

 

بعد الأنيس سوافي الريح والمطر

إن تمس دارك ممن كان يسكنهـا

 

وحشاً فذاك صروف الدهر والغير

حلت بها كل مبـيض تـرائبـهـا

 

كأنها بين كثبان النقـا الـبـقـرُ

 

وأنشد ابن الأعرابي:

رأت ناقتي ماء الفرات وطيبَـه

 

أمر من الدفلى اللذعاف وأمقرا

وحنت إلى الخابور لما رأت به

 

صياح النبيط والسفينَ المقَـيرا

فقُلتُ لها بعض الحنين فإن بـي

 

كوجدك إلا أنني كنت أصبَـرا

 

والخابور خابور الحسنية من أعمال الموصل في شرقي دجلة وهو نهر من الجبال عليه عمل وأسع وقرى في شمالي الموصل في الجبال له نهر عظيم يسقى عمله ثم يصب في دجلة ومخرجه من أرض الزوزَان. وقار المسعودي مخرجه من أرض أرمينية ومصبه في دجلة بين بلاد باسورين وفيسابور من بلاد قَردىَ من أرض الموصل.


خاجر: بعد الألف جيم قال العمراني: موضع.


خَاخ: بعد الألف خاءٌ معجمة أيضاً، موضع بين الحرَمين ويقال له: روضة خاخ بقرب حمراء الأسد من المدينة وذكر في أحماءِ المدينة جمع حمى والأحماءُ التي حماها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاءُ الراشدون بعده خاخ وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تاتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخفره فأتوني به. قالوا وخاخ مشترك فيه منازل أحمد بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى الرضا وغيرهم من الناس وقد أكثرت الشعراءُ من ذكره. قال مصعب الزبيري: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال لما قال الأحوص:

يا موقد النار بالعلـياء مـن إضـم

 

أوقد فقد هجتَ شوقاً غير مضطرم

ياموقد النار أوقدهـا فـإن لـهـا

 

سَناً يهيج فؤاد العاشـق الـسـدِم

نار يضيءُ سناها إذ تشـب لـنـا

 

سعدية وبها تشفى من الـسـقـم

وما طربتَ بشَخـو أنـت نـائلـه

 

ولا تنورت تلك النار مـن إضـم

ليست لياليك مـن خـاخ بـعـائدة

 

كما عـهـدت ولا أيام ذي سـلـم

 

غنى فيه معبد وشاع الشعر بالمدينة فأنشدت سُكينة وقيل عائدة بنت أبي وقاص قول الشاعر في خاخ فقالت: قد أكثرت الشعراءُ في خاخ ووصفه لا والله ما أنتهي حتى أنظر إليه فبعثت إلى غلامها فند فجعلته على بغلة وألبسته ثياب خز من ثيابها وقالت: امض بنا نقف على خاخ فمضى بها فلما رأته قالت: ما هو إلا ما قال ما هو إلا هذا فقالت: لا والله لا أريم حتى أوتى بمن يهجوه فجعلوا يتذاكرون شاعراً قريياً منهم يرسلون إليه إلى أن قال: فند والله أنا أهجوه قالت: أنت قال: أنا قالت: قُل فقال: خاخ خاخ أخ بقو ثم تفل عليه كأنه تنَخَع فقالت: هجوتَه ورب الكعبة لك البغلة وما عليها من الثياب. روى أبو عُوانة عن البخاري خاخ بالجيم في آخره وهو وهم منه على البخاري. وحكى العصائدي أنه موضع قريب من مكة والأول أصحُ وكانت المرأة التي أدركها علي والزبير رضي الله عنهما وأخذا منها الكتاب الذي كتبه حاطب بن أبي بَلْتَعَة إنما أدركاها برَوضة خاخ وذكره ابن الفقيه في حدود العقيق وقال: هو بني الشوطَى والناصفة. وأنشد للأحوَص بن محمد يقول:

طربت وكيف تطربَ أم تصابا

 

ورأسك قد تَوَشحَ بالقـتـير

لغانية تحل هـضـاب خـاخ

 

فأسقُف فالدوافع من حَضير

 

خاخَسْر: بفتح الخاءِ الثانية وسين مهملة وراء قرية من قرى درغم على فرسخين من سمرقند. ينسب إليها أبو القاسم سعد بن سعيد الخاخسري خادم أبي علي اليوناني الفقيه يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، وعتيق بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن وهارون بن عطاء بن يحيى الدرغُمي الخاخسري السمرقندي أبو بكر النيسابوري الأديب كان والده من خاخسر إحدى قرى سمرقند سكن نيسابور وولد عتيق بها وكان أديباً شاعراً حسن النظم يحفظ الكُتُب في اللغة سمع أبا بكر الشيروي وأبا بكر الحسين بن يعقوب الأديب كتب عنه أبو سعد بخوارزم وكانت ولادته في رابع عشر رجب سنة 477 ومات بخوارزم سنة 560 خَار: آخره راء موضع بالري، منه أبو إسماعيل إبراهيم بن المختار الخاري الرازي سمع محمد بن إسحاق بن بشار وشُعيب بن الحجاج روى عنه محمد بن سعيد الأصبهاني ومحمد بن حميد الرازي قاله الحاكم أبو أحمد.


خاربان: من نواحي بلخ، منها أحمد بن محمد الخارباني حدث عن محمد بن عبد الملك المروزي قاله ابن مندة حكاه عن علي بن خلف.


خارِجَةُ: بعد الألف راء مكسورة وجيم، قرية بإفريقية من نواحي تونس، ينسب إليها أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الخارجي الفقيه على مذهب مالك بن أنس مات قبل الستمائة، وأخوه عبد الله بن محمد كان رئيساً مقدماً في دولة عبد المؤمن ذا كرم ورياسة توفي سنة 603 الخارفُ: من قرى اليمن من أعمال صنعاء من مخلاف صُداءَ.


خاززنج: بعد الألف راءْ ثم زاي ثم نون ثم جيم، ناحية من نواحي نيسابور من عمل بشت بالشين المعجه والعجم يقولون خارزنك بالكاف، وقد نسبها إليه على هذه النسبة أبا بكر محمدبن إبراهيم بن عبد الله.


النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي روى عنه أبو أحمد محمد بن الفضل الكرابيسي ويجوز أن يقال إن أصله مركب من خار أي ضعف وزنج أي هذا الصنف من السودان، وقد خرج من هذه الناحية جماعة من أهل العلم والأدب، منهم أحمد بن محمد صاحب كتاب التكملة في اللغة، ويوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجي كان أحد الفضلاءِ أخذ الكلام وأصول الفقه من أصحاب أبي عبد الله ثم اختلف إلى درس الجُوَيني أبي المعالي وعلق عنه الكثير ثم مضى إلى مروَ وأشتغل بها على أبي المظفر السمعاني وأبي محمد عبد الله بن علي الصَفار وعاد إلى نيسابور وصنف في عشرين نوعاً من العلم وقصد بغداد وسمع الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وكان مولده سنة445. خارَكُ: بعد الألف راء وأخره كاف، جزيرة في وسط البحر الفارسي وهي جبل عال في وسط البحر إذا خرجت المراكب من عبادان تريد عُمان وطابت بها الريح وصلت إليها في يوم وليلة وهي من أعمال فارس يقابلها في البر جَنابة ومهرُوبان تنظر هذه من هذه للجيد النظر فأما جبال البر فإنها ظاهرة جئا وقد جئتُها غير مرة ووجدت أيضاً قبراً يُزار وينذر له يزعم أهل الجزيرة أنه قبر محمد بن الحنفية رضي الله عنه والتواريخ تأبى ذلك. قال أبو عبيدة وكان أبو صفرة والد المهلب فارسياً من أهل خارك فقطع إلى عمان وكان يقال له: بسخره فعرب فقيل أبو صفرة وكان بها حائكاً ثم قدم البصرة فكان بها سائساً لعثمان بن أبي العاصي الثقفي فلما هاجرت الأزد إلى البصرة كان معهم في الحروب فوجدوه نبلاً في الحروب فاستلاطوه وكان ممن استلاطت العرب كذلك كثير. فقال كعب الأشقري يذ كرهم:

أنتم بشاشٍ وهبوذان مختـبـراً

 

وبسخره وبنوس حَشوها القُلَفُ

لم يركبها الخيل إلا بعد ما كبروا

 

فهم ثقال على كتافها عُـنُـفُ

 

وقال الفَرَزْدَق:

وكائن لابن صفرة من نسـيب

 

ترى بلبـانِـهِ أثـرَ الـزيار

بِخَارَكَ لم يَقُذ فرسـاً ولـكـن

 

يقود السفن بالمَرَسِ المُغـار

صرارون يَنْضِحُ في لِحـاهـم

 

نفي الماء من خشـب وقـار

ولو رُدَّ ابنُ صفرة حيث ضَمتْ

 

عليه الغافَ أرضُ أبي صفار

 

وقد نسب إليها قوم، منهم الخاركي الشاعر في أيام المأمون وما يقاربها وهو القائل:

من كل شيء قَضَت نفسي مآربها

 

إلا من الطعن بالبتار بـالـتـين

لا أغرس الزهرَ إلا في مُسَرقنة

 

والغرسُ أجوَد ما يأتي بسِرقِـينِ

 

وأبو همام الصلتُ بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة البصري ثم الخاركي يروي عن سفيان بن عُيينة وحماد بن زيد روى عنه أبو إسحاق يعقوب بن إسحاق الفلُوسي ومحمد بن إسماعيل البخاري. وأبو العبامس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي البصري. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن عليّ الأتروني القاضي.


خَازِرُ: بعد الألف زاي مكسورة كذا رواه الأزهري وغيره ثم راءٌ، وقد حكي عن الأزهري أنه رواه بفتح الزاي ولم أجد أنا كذلك بخطه كأنه مأخوذ من خزر العين وهو انقلاب الحدقة نحو اللحاظ، وهو نهر بين أربل والموصل ثم بين الزاب الأعلى والموصل وعليه كورة يقال لها: نخلاً وأهل نخلاً يسمون الخازر بريشوا مبدأع من قرية يقال لها: أربون من ناحية نخلا ويخرج من بين جبل خلبتا والعمرانية وينحدر إلى كورة المرج من أعمال قلعة شوش والعقر إلى أن يصب في دجلة، وهو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد الله بن زياد وأبراهيم بن مالك الأشتر النخعي في أيام المختار ويومئذ قُتل ابن زياد الفاسق وذلك في سنة 66 للهجرة.


خاست: بسين مهملة وتاءٍ مثناة وفيه جمع بين ثلاث سواكن لفظ عجمي. قال أبو سعد هي: بليدة من نواحي بلخ قرب أندراب، ينسب إليها أبو صالح الحكم بن المبارك الخاستي روى عن مالك بن أنس رضي الله عنه روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي مات سنة 213.


خاشت: مثل الذي قبله إلا أن شينه معجمة. قال أبو سعد هي: بليدة من نواحي بلخ أيضاً ويقال لها: خَوشت أيضاً. ينسب إليها بهذا اللفظ، أبو صالح الحكم بن المبارك الخاشتي البلخي حافظ حدث عن مالك وحماد بن زيد وكان ثقة ومات بالري سنة 213 كذا ذكره السمعاني وهو الذي قبله ولعله وهم.


خاشتي: قال العمراني هو اسم موضع ولعله الذي قبله.


خاشَك: مدينة مشهورة من مُدن مُكران وفيها مسجد يزعمون أنه لعبد الله بن عمر.


خاص: قال ابن إسحاق وكان واديا خَيبرَ وادي السُرَير ووادي خاص وهما اللذان قسمت عليهما خيبر ووادي الكتيبة الذي خرج في خمس الله ورسوله وذوي القربى وغيرهم.


الخافِقَينِ: بلفظ الخافقَين وهواءان محيطان بجانبَي الأرض جميعاً. قال الأصمعي: الخافقان طرف السماء والأرض وقيل الخافقان المشرق والمغرب لأن المغرب يقال له الخافق لأن الخافق هو الغائب فغلْبها المغرب على المشرق فقالوا: الخافقان كما قالوا المغربان وكما قالوا: الأبوان والخافقان، موضع معروف.


خاكساران: بعد الكاف سين مهملة وبعد الألف راء وأخره نون، موضع. خاكَةُ: واد من بلاد عُذْرة كانت به وقعة عن نصر عن العمراني.


خالبرزَن:. بفتح اللام والباء الموحدة ثم راءٌ ساكنة وأخره نون، من قرى سرخس عن أبي سعد، منها جعفر بن عبد الوهاب خال عمر بن علي المحدث يروي عن يونس بن بُكير وغيره.


خالداباذ: من قرى سَرخس أيضاً منسوبة إلى خالد وهذه آباذ معناه عمارة خالد، والمشهور منها إمام الدُنيا في عصره، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخالداباذي المروزي صنف الأصول وشرح المختصر للمزني وقصده الناس من البلاد وأنتشر عنه علم الفقه وخرج من عنده سبعون من مشاهير العلماءِ وكان يدرس ببغداد ئم انتقل عنها إلى مصر فأجلس مجلس الشافعي في حلقته وأجتمع الناس عليه ومات بمصر سنة 340، وخالداباذ من قرى الري مشهورة.


الخالِديةُ: قرية من أعمال الموصل. ينسب إليها أبو عثمان سعيد وأبو بكر محمد ابنا هاشم بن وَعلة بن عُرام بن يزيد بن عبد الله بن عبد منتبه بن يثربي بن عبد السلام بن خالد بن عبد منبه الخالديان الشاعران المشهوران كذا نسبهما السريُ الرفاءُ في شعره.

ولقد حَميتُ الشعر وهو بمعشر

 

رَقم سوى الأسماءِ والألقـاب

وضربتُ عنه المدعين وإنمـا

 

عن جودة الآداب كان ضرابي

فغدَت نبيط الخالدية تـدعـي

 

شعري وتَزفُلُ في حَبير ديابي

 

وقال أيضاً:

ومن عجب أن الغنـيين أبـرقـا

 

مغيرين في أقطار شعري وأرعدا

فقد نقلاه عن بياض منـاسـبـي

 

إلى نسب في الخـالـدية أسـودا

 

وقد نسب بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن أحمد. الخالدي الشاهد منسوب إلى سكة خالد بنيسابور سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ولم يقتصر عليه فخلط به غيره فضعفه الحاكم.


خالِدٌ: سكة خالد بنيسابور، ينسب إليها أبو الحسن محمد بن أحمد الخالدي الشاهد سمع أبا بكر محمد بن خزيمة ولم يقتصر عليه فحدث عن شيوخ أخيه.


الخالِصُ: اسم كورة عظيمة من شرقي بغداد إلى مصر بغداد وهذا اسم محدث لم أجده في كُتُب الأو ئل ولا تصنيف وإنما هو اليوم مشهور ولعلي أكشف عن سببه إن شاء الله تعالى، ووجدت في كتاب الديرة أن نهر الخالص هو نهر المهدي.


الخالِصَةُ: قال أبو عبيد السكوني: بركة خالصة بين الأجفُر والخُزَيمية بطريق مكة من الكوفة على ميلين من الأغر وبينها وبين الأجفر أحد عشر ميلاً. وأظن خالصة التي نسبت هذه البركة إليها هي الجارية السوداءُ التي كان بعض الخلفاءِ يكرمها ويلبسها الحَليَ الفاخر.


فقال بعض الشعراءِ:

 

لقد ضاع شعري على بابكم

 

كما ضاعَ دُر على خالصة

فبلغ الخليفة ذلك فأمر بإحضاره وأنكر عليه بما بلغه منه فقال يا أمير المؤمنين كذبوا إنما قلت:

لقد ضاء شعري على بابكم

 

كما ضاء دُو على خالصة

 

فاستحسن الخليفة تخلصه منه وأمر له بجائزة حسنة بعد أن أراد أن يفتك به وبلغني أن هذه الحكاية حوضر بها في مجلس القاضي أبي علي عبد الرحيم النيسابوري فقال: هذا بيت قلعتُ عينه فأبصر وهذا من لطيف الاختراع، وخالصة مدينة بصقلية ذات سور من حجارة يسكنها السلطان وأجناعه وليس بها سوق ولا فنادق وهي على نحر البحر ولها أربعة أبواب ذكر ذلك ابن حَوقل وحدثني أبو الحسن علي بن باديس أنها اليوم محلة في وسط بَلَرم وبلرم محيط بها.


الخالُ: الخال في لغتهم ينصرف إلى معان كثيرة تفوت الحصر، والحال اسم جبل تلقاءَ الدثينة لبني سُلَيم وقيل في أرض غطفان، وأنشد.

أهاجك بالخال الحمولُ الدوافـعُ

 

فأنت لمَهواها من الأرض نازعُ

 

واللخال أيضاً موضع في شق اليمن، وذات الخال موضع آخر. قال عمرو بن معدي كرب:

وهم قتلوا بذات الخال قيسـاً

 

وأشعث سلسلوا في غير عهد

 

فكتب ما في أخبارأبي الطيب من أسماءِ الخال.


خالَةُ: هو موؤث الذي قبله، وهو ماء لكعب بن وَبَرَة في بادية الشام. قال النابغة:

بخالة أو ماءِ الفنابة أو سَوَى

مظتة كلب أو مياه المها طرا

 

وتروى بالحاءِ المهملة وكلهن مها ضع، ق الأبو عمرو: اشسقى علتئ بن الرقاع بني بحر من بني زُهَير بن جناب الكلبيين وهم على ماءٍ لهم يق الله خالة وفيه جفزيق الله: القُنَيني كانت بنوتغلب قد رَعَتْ فيه ذوقع قعب في القنيني صزعم أنه وجد القَغب في التراب  اخ ا-. ة، الأه الحف شه تغلص حتى، كادت تتفأنس فم فموضع القنيني من خالة معروف ويق اللما حوله القنينه ات ق العلي بن الرقاع:

غابت سَرَاةُ بني بحر ولو شهـدوا

 

يوماً لأعطيت ما أبغي وأطـلـب

حتى وردنا القنـينـيات ضـاحـية

 

في ساعة من نها ر الصيف تلتهب

فجاءَ بالبارد العذب الـزلال لـنـا

 

مادام يمسـك عـوداً ذاويا كَـرَبُ

من ماء ِخـالة جـياش بـذمـتـه

 

مما تواثه الأوحـاد والـعَـتَـب

 

الأوحاد: عوف بن سعد وكعب بن سعد من بني تغلب والعتب: عتبة بن سعد وعتاب بن سعد وعِتبان بن سعد.


خَامِر: جبل بالحجاز بارض عَك، قال الطاهر بن أبي هالة:

قتلناهمُ مـا بـين قُـنة خـامِـرِ

 

إلى القيعة الحمراءِ ذات العثاعث

 

خانُ أم حكيم: موضع قريب من الكُسوة من أعمال حَوران قريب من دمشق ينسب إلى أم حكيم بنت أبي جهل بن هشام.


خانجَاه: لا أدري أين هو إلا أن شيرُوَيه قال: قال محمد بن عبد الله بن عبدان الصوفي أبو بكر يعرف بالحافظ الخانجاهي روى عن ابن هلال وأبن تركان وغيرهما ماأدركته لصغر سنّي ومحدثني عنه عبدوس وكان صدوقاً أحد مشايخ الصوفية في وقته ذكره في الطبقة الحادية عشر من أهل همذان فالظاهر أنه: محلة بهمذان أو قرية من قراها والله أعلم.


خَانِسَار: بكسر النون والسين مهملة، قرية من قرى جَزباذقان، ينسب إليها أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن الخصيب أبو سعد الخانساري سمع من أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم وغيره قاله يحيى بن مندة.


خَانِقُ: قال أبو المنذر يقال: إن إياد بن نزار لم تزل مع إخواتها بتهامة وما والاها حتى وقعت بينهم حرب ظاهرت مُضَر وربيعة ابنا نزار على إياد فالتقوا بناحية من بلادهم يقال لها: خانق وهي اليوم من بلاد كنانة بن خزيمة فهزمت إياد وظهرها عليهم فخرجوا من تهامة، فقال أحد بني خصفة بن قيس بن عيلان في ذم إياد.

إياداً يوم خـانـق قـد وطـئنـا

 

بخيل مضمـرات قـد بُـرينـا

تَرَادىَ بـالـفـوارس كـل يوم

 

غضاب الحرب تحمي المحجرينا

فأبنا بالنـهـاب وبـالـسـبـايا

 

وأضحوا في الديار مجـدلـينـا

 

الخانِقَانُ: موضع بالمدينة وهو مجمع مياه أوديتها الكبار الثلاثة بُطحان والعقيق وقَنَاة.


الخانِقَةُ: بعد الألف نون مكسورة وقاف تأنيث الخانق، وهو متعبدٌ للكرَامية بالبيت المقدس عن العمراني.


خانقين: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد بينها وبين قصر شيرين ستة فراسخ لمن يريد الجبال ومن قصر شيرين إلى حلوان ستة فراسخ. قال مسهَر بن مُهلهل وبخانقين عين للنفط عظيمة كثيرة الدخل، وبها قنطرة عظيمة على واديها تكون أربعة وعشرون طاقاً كل طاق يكون عشرين ذراعاً عليها جادة خراسان إلى بغداد وتنتهي إلى قصر شيرين، قال عتبة بن الوعل التغلبي:

كأنك يابن الـوعـل لـم تـر غـارة

 

كورد القطا النهْيَ المعيف المكـدرا

على كل محبوك الـسـراة مـفـزع

 

كميت الأديم يستـخـفَ الـحـزورا

ويوم ببـاجـسـري كـيوم مَـقـيلة

 

إذا ما اشتهى الغازي الشراب وهجرا

ويوم بأعلى خـانـقـين شـربـتـه

 

وحلوان حلوان الجبـال وتُـسـتَـرا

ولـلـه يوم بـالـمـدينة صـالــح

 

على لـذة مـنـه إذا مـا تـيسـرا

 

وقال البشاري: وخانقين أيضاً بلدة بالكوفة والله أعلم.


خَانُ لَنجَانَ: بفتح اللام، موضع بفارس، قال أبو سعد موضع بأصبهان وهي مدينة حسنة ذات سوق وعمارة خرج منها طائفة من العلماء بينها وبين أصبهان يومان، وينسب إليها الخاني، منها محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن حمدان المعروف بالعجلي أبو عبد الله الخاني سكن خان لَتجان حدث عن الطبراني وأبى الشيخ وطبقتهما ومات سنة 423 وكان بها قلعة قديمة حصينة ملكها الباطنتة وخربها السلطان محمد في سنة 570.


الخانوقَةُ: بعد الألف نون وبعد الواو قاف، مدينة على الفرات قرب الرقة إليها والله أعلم ينسب، أبو عبد الله محمد بن محمد الخانوقي حدث عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصرد المعروف بابن الطيوري سمع منه ابنه محمد. خَانُ وردَانَ: شرقي بغداد منسوب إلى وردانَ بن سِنان أحد قواد المنصور كان عظيم اللحية جداً، قال وكتب ابن عياش المنتوف إلى المنصور في حوائج. وقال: في آخرها ويهب لي أمير المؤمنين لحية وردان أتدفاً بها في هذا الشتاء فوقع المنصور بقضاء حوائجه وتحت لحية وردان كتب لا كرامة ولا عزازة.


خان: موضع بأصبهان وهي عجمية في الأصل وهي المنازل التي يسكنها التجار، ينسب إليها أبو أحمد محمد بن عبد كويه الخاني الأصبهاني، ينسب إلى خان لَنجان فنسب إلي شطر هذا الاسم وهي مدينة هذا القطر كما ذكرنا قبل وكان رجلاً صالحاً من وجوه هذه البلدة ورد أصبهان وحدث بها عن البغداديين والأصبهانيين ومات سنة 406.


خَانِيجَار: بعد الألف نون ثم ياءٌ مثناة من تحت وجيم وأخره راء بليدة بين بغداد وأربل قرب دقوقاء عجمي فتحه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أنفذه إليه عمه سعد بن أبي وقاص.


خَاوَر: أكبر مدينة كورة كاوار جنوبي فزان، افتتحها عقبة بن عامر سنة سبع وأربعين بعد ممانعة وقتل أهلها وسباهم.


خاورانُ: قرقي من نواحي خلاط، وقد نسب بهذه النسبة، أبو الحسن محمد بن محمد الخاوراني وجدت له مسموعات بخط ولده في آخرها وكتب أبو محمد بن أبي الحسنبن محمد بن محمد الخاوراني حفيد نظام الملك ورجدته قد ذكر أنه لقي جماعة من الأئمة المشهورة وفيه أنه سمع بنيسابور من شيخ الدين أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي الخواري عن الواحدي وأبي سعيد عبد الصمد المقري وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحَّامي وأبي محمد العباس بن محمد بن أي منصور الطوسي يعرف بعباسة روى عنه أبو الحسن عبد الغفار الفارسي وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو الفضل أحمد بن محمد الميداني وأبنه سعيد قال: وأدركت أبا حامد الغزالي وأنا ابن أربع سنين ولقي أبا القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: وسمع منه الكشاف والمُفَصل أجاز لأبي بكر محمد بن يوسف بن أبي بكر الأربلي أيام الملك الناصر صلاح الدين ولابنَي أخيه محمد ويوسف ابنَي أردشير بن يوسف في سلخ ربيع الآخر سنة 571 وذكر أن له من التصانيف كتاب "التلويح في شرح المصابيح" وكتاب "الشرح والبيان والأربعين المنسوب إلى ابن وَدعان" وكتاب "شرح حصار الإيمان" وكتاب "سير الملوك " وكتاب "بيان قصة إبليس مع النبي صلى الله عليه وسلم" وكتاب "النقاوة في الفرائض" وكتاب "النخب والنكت في الفرائض" وكتاب "القواعد والفوائد فى النحو" وكتاب "نخبة الأعراب" وكتاب "التصاريف" وكتاب "الأدوات" وغيرها ، ومنها صديقنا أديب تبريز أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد مات شاباً في سنة 620.


خاوس: بفتح الأول وسين مهملة، بليدة من ما وراء النهر من بلاد أشروسنة، خرج منها طائفة من العلماء والزهاد وربما عوض بدل السين صاد. ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الخاوُصي الخطيب روى بسمرقند عن أبي الحسن علي بن سعيد المطَهَري روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.


الخائعُ: بعد الألف ياء مهموزة وهو اسم فاعل من الخوع وهو الجبل الأبيض. قال رؤبة:

كما يلوح الخوع بين الأحبل.

 

هوالخوع أيضاً منعرج الهادي وهو اسم جبل يقابله آخر اسمه نائع ذكرهما أبو وَجزة السعدي في قوله:

والخائعُ الجونُ آت عن شمائلهم

 

ونائع النعف عن أيمانهم يقـعُ

 

والجون: في كلامهم من الاضداد يقال للابيض والأسود عن إسماعيل بن حماد ويقع: يرتفع.


الخائعَانِ: تدنية الخائِع. قال يعقوب: الخائعان شعبتان تدفع واحدة في غيقة والآخرى في يَليَل وهو وادي الصفراء، قال كُثير:

عرفتُ الدار كالحُلَل البوالي

 

بفَيف الخائعين إلى بَعـال

ديار من عزيزة قد عفاهـا

 

تقادمُ سالف الحِقَب الخوالي