حـرف الـخـاء: باب الخاء والزاي وما يليهما

باب الخاء والزاي وما يليهما

خُزَارُ: بضم أوله وأخره راء مهملة، موضع بقرب وَخْش من نواحي بلخ، وقال أبو يوسف خُزَارُ موضع بقرب نَسَف بما وراء النهر إن كان عربياً فهو من الخَزَر وهو ضيق العين وصغرها ، ونسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو هارون موسى بن جعفر بن نوح بن محمد الخُزَاري رحل إلى العراق والحجاز وسمع من محمد بن يزيد روى عنه حماد بن شاكر.

خَزَازُ وخَزَازَى: هما لغتان كلاهما بفتح أوله وزاءَين معجمتين. قال أبو منصور وخزازى: شكل في النحو وأحسنه أن يقال: هو جمع سمي به كعرعار ولا واحد له كأبابيل. وقال الحارث بن حلزَة:

فتنورتُ نارَها مـن بـعـيد

 

بخَزَازَى هيهات منكَ الصلاءُ

 

واختلفت العبارات في موضعه. فقال بعضهم هو جبل بين مَنْعج وعاقل بإزاءِ حمى ضرية. قال:

ومصعدهم كي يقطعوا بطن مَنْعج

 

فضاق بهم ذرعاً خزاز وعاقـلُ

 

وقال النميري هو رجل من بني ظالم يقال له الدهقان، فقال:

أنشدُ الدار بِعطفَي مـنـعـج

 

وخزاز نِشدةَ الباغي المضل

قد مَضَى حَولانِ مذ عهدي بها

 

واستهلت نصف حَول مقتبل

فهي خَرساء إذا كلمـتـهـا

 

ويشوق العينَ عِرفان الطلـل

 

وقال أبو عبيدة كان يوم خزاز بعَقْب السلاَن وخزا وكير ومُتالع أجبال ثلاثة بطخفة ما بين البصرة إلى مكة فمتالع عن يمين الطريق للذاهب إلى مكة وغير عن شماله وخزاز بنحر الطريق إلا أنها لا يمر الناس عليها ثلاثتها . وقيل: خزاز جبل لبني غاضرة خاصة. وقال أبو زياد هما خزازان وهما هضبتان طويلتان بين أبانين جبل بني أسد وبين مهب الجنوب على مسيرة يومين بواد يقال له منعج وهما بين بلاد بني عامر وبلاد بني أسد وغلط فيه الجوهري غلطاً عجيباً فإنه قال: خزاز جبل كانت العرب توقد عليه غداة الغارة فجعل الإيقاد وصفاً لازماً له وهو غلط إنما كان ذلك مرة في وقعة لهم، قال القتال الكلابي:

وسفع كدود الهاجِرِي بجَـعـجَـعٍ

 

تحفر في أْعقارهن الهـجـارسُ

مواثلُ ما دامت خزازُ مكـانـهـا

 

بجَبانة كانت إليها الـمـجـالـس

تمشي بها رُبدُ النـعـام كـأنـهـا

 

رحال القرى تمشي عليها الطيالس

 

وهذا ذكر يوم خزاز بطوله مختصر الألفاظ دون المعاني عن أبي زياد الكلابي، قال: اجتمعت مُضر وربيعة على أن يجعلوا منهم ملكاً يقضي بينهم فكل أراد أن يكون منهم ثم تراضوا أن يكون من ربيعة ملك ومن مضر ملك ثم أراد كل بطن من ربيعة ومن مضر أن الملك منهم ثم اتفقوا على أن يتخذوا ملكاً من اليمن فطلبوا ذلك إلى بني آكل المَرَار من كِندة فملكت بنو عامر شَرَاحيل بن الحارث الملك بن عمرو المقصور بن حُجر آكل المرار وملكت بنو تميم وضبة محرق بن الحارث وملكت وائل شرحبيل بن الحارث. وقال ابن الكلبي: كان ملك بني تَغلب وبكر بن وائل سَلَمَةَ بن الحارث وملّكت بقيةُ قيس غلفاءَ وهو معدى كرب بن الحارث وملّكت بنو أسد وكنانة حجر بن الحارث أبا امرىء القيس فقلت بنو أسدُ حُجراً ولذلك قصة ثم قصص امرؤ القيس في الطلب بدار أبيه ونهضت بنو عامر على شراحيل فقتلوه وولي قتله بنو جعدة بن كعب بن ربيعة بن صعصعة. فقال في ذلك النابغة الجعدي:

 

أرَحنا مَعداً من شراحيل بـعـد مـا

 

أرَاهم مع الصبح الكوا كب مُصحِرا

 

وقتلت بنو تميم محرقا وقتلت وائل شرحَبيل فكان حديث يوم الكلاب ولم يبق من بني آكل المرار غير سلمة فجمع جموع اليمن وسار ليقتل نزاراً وبلغ ذلك نزاراً فاجتمع منهم بنو عامر بن صعصعة وبنو وائل تغلب وبكر. وقال غير أبي زياد: وبلغ الخبر إلى كليب وائل فجمع ربيعة وقدم على مقدمته منه السفاح التغلبي واسمه سلمة بن خَالد وأمره أن يعلو خزازاً فيوقد بها ليهتدي الجيش بناره. وقال له: إن غَشِيَك العدُو فأوقد نارَين وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مَذْحج وكلما مر بقبيلة استقروا وهجمت مذحج على خزاز ليلاً فرفع السفاحُ نارَيْن فأقبل كليب في جموع ربيعة إليهم فصبحَهم فالتقوا بخزاز فاقتتلوا قتالاً شديداً فانهزمت جموع اليمن. فلذلك يقول السفاح التغلبي:

ولَيْلٍ بت أوقد في خَزَازَى

 

هديتُ كتائباً متـحـيرات

ضَلَننَ من السهاد وكُن لولا

 

سهادُ القوم أحسَبُ هاديات

 

وقال أبو زياد الكلابي أخبرنا من أدركناه من مُضَر وربيعة أن الأحوص بن جعفر بن كلاب كان على نزار كلها يوم خزاز. قال: وهو الذي أوقد النار على خزاز. قال: ويوم خزاز أعظَمُ يوم التقَت فيه العرب في الجاهلية. قال: وأخبرنا أهل العلم منا الذين أدركنا أنه على نزار الأحوَصَ بن جعفر ثم ذكرت ربيعة ههنا أخيراً من الحمر أن كليباً كان على نزار. وقال بعضهم: كان كليب على ربيعة والأحوص على مضر. قال: ولم أسمع في يوم خزاز بشعر إلا قول عمرو بن كُلثوم التغلبي.

ونحن غداةَ أوقد في خَزَازَى

 

رَفَدنا فوق رَفْد الرافدينـا

برأس من بني جشم بن بكر

 

ندُقُ به السهولة والحزونـا

تَهددَنـا وتـوعَـدنـا رُوَيداً

 

متى كنا لأمك مَقـتَـوينـا

 

قال وما سمعناه سمى رئيساً كان على الناس، قلت هذه غفلة عجيبة من أبي زياد بعد إنشاده.


برأس من بني جشم بن بكر.


وكليب اسمه وائل بن ربيعة بن زهير بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وهل شيءٌ أوضح من هذا. قال أبو زياد: وحدثنا من أدركناه ممن كنا نثق به بالبادية أن نزاراً لم تكن تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها في كل شيء حتى كان يوم خزاز فلم تزل نزار ممتنعة قاهرة لليمن في يوم يلتقونه بعد خزاز حتى جاء الإسلام. وقال عمرو بن زيد لا أعرفه لكن ابن الحائك كذا قال: في يوم خزاز وفيه دليل على أن كليباً كان رئيشَ مَعد.

كانت لنا بخَزَازَى وقعة عجـب

 

لما التقينا وحادي الموت يحديها

مِلنا على وائل في وسط بلدتهـا

 

وذو الفخار كليبُ العز يحميهـا

قد فوضوه وساروا تحت رايتـه

 

سارت إليه معد من أقاصيهـا

وحمير قومنا صارت مقاولهـا

 

ومَذْحج الغرُ صارت في تعانيها

 

وهي طويلة وقال في آخرها وكثير من الناس يذكر أن خزاز هي المهجَم من أسفل وادي سُرْدد.


خَزازُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وأخره زاي أيضاً، نهر كبير بالبطيحة بين البصرة وواسط.


خزَازَى: بفتح أوله وتكرير الزاي مقصور لغة في خزاز، الموضع المقدم ذكره. وقال أبو منصور يوم خزازي أحد أيام العرب وأنشد بيت عمرو بن كُلثوم. وقالوا: خزازى شكلٌ في النحو وأحسنه أن يقال هو جمع سمي به كعرعار ولا واحد له كأبابيل. وقال الحارث بن حلزَة:

فتنورتُ نارها مـن بـعـيد

 

بخزَازَى هيهات منكَ الصلاءُ

 

خزَاق: بضم أوله وأخره قاف والخازق السهم النافذ، وخُزَاق اسم موضع بعينه في بلاد العرب. قال الشاعر:

برمل خزاق أسلمه الصريمُ

 

ويروى لقُس بن ساعدة الإيادي من قطعة يذكر فيها رَاوَند لرواية فيها.

ألم تعلما مالي برَاوَند كلـهـا

 

ولا بخزاق من صديق سواكما

 

خَزَالى: بوزنسَكارى، اسم موضع والخزل من الانخزال في المشي كأن الشوك شاك قدمه. قال الأعشي:

إذا تقوم يكاد الخَضرُ يَنْخَزِلَ

 

والأخزل الذي كان في وسط ظهره كسر كأنه سُرجَ.


الخَزامِين: بفتح أوله وتشديد ثانيه وهو جمع خَزام وتركوا إعرابه ولزموا طريقة واحدة فيه لأكثرة الاستعمال والخزم شجر يتخذ من لحائه الحبال والسوق، منسوب إلى عمله وهو سوق بالمدينة مشهور.

 

خُزَامٌ : بضم أوله والخزامى بقلة وهذا مخفف منه، وهو واد بنجد.


خُزَاند: بضم أوله وبعد الألف نون التقى فيها ساكنان على لغة العجم وآخره دال مهملة، قرية بينها وبين سمرقند فرسخان، منها أبو بكر محمد بن أحمد الخزاندي روى عن سعيد بن منصور روى عنه عصمة بن مسعود التميمي السمرقندي.


خَزَبُ: جبل أسود قريب من الخزبة التي بعده.


خَزَباتُ دو: هو الذي بعده خزبةُ بالتحريك وبعد الزاي باء مومحدة والخزب في لغتهم شيء يظهر في الجلد كالورم من غير ألم، وهو موضع في أرض اليمامة لبني عقيل.


وقال الحازمي حزبة معدن لبني عبادة بن عقيل بن عمايتين والعقيق من ناحية اليمامة وبها أمير ومنبر ويقال فيه خزبات دو.
خَزبَهُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة، معدن وأظنه الذي قبله. خَزَرُ: بالتحريك وأخره راء وهو انقلاب في الحدقة نحو اللحاظ وهو أقبح الحال، وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدربند قريب من سد ذي القرنين ويقولون: هو مسمى بالخزر بن يافث بن نوح عليه السلام. وقال في كتاب العين الخزر جبل خزر العيون. وقال دعبل بن علي يمدح آل علي رضي الله عنه:

وليس حي من الأحياء نعـرفـه

 

من ذي يمان ولا بَكر ولا مضر

إلا وهم شركاءٌ فـي دمـائهـم

 

كما تشارك أيسار على خـزَر

قتل وأسرٌ وتحريقٌ ومـنـهـبة

 

فعلَ الغزاة بأهل الروم والخزر

 

وقال أحمد بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالة له ذكر فيها ما شاهده بتلك البلاد فقال الخزر: اسم إقليم من قصبة تسمى إتل وأتل اسم لنهر يجري إلى الخزر من الروس وبلغار إأتل مدينة والخزر اسم المملكة لا اسم مدينة والإتل قطعتان قطعة على غربي هذ النهر المسمى إتل وهي كبرهما وقطعة على شرقية والملك يسكن الغربي منهما ويسمى الملك بلسانهم يَلك ويسمى أيضاً باك وهذه القطعة الغربية مقدارها في الطول نحو فرسخ ويحيط بها سور إلا مفترش البناء وأبنيتهم خركاهات لُبود إلا شيء يسير بني من طين ولهم أسواق وحمامات وفيها خلق كثير المسلمين يقال: إنهم يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجداً وقصر الملك بعيد من شط النهر وقصره من آجُر وليس لأحد بناء من آجر غيره، يمكن الملك أن يبني بالآجر غيره ولهذا السور أربعة أبواب أحدهما يلي النهر وآخرها يلي الصحراءَ على ظهر هذه المدينة وملكهم يهود ويقال: إن له من الحاشية نحو أربعة آلاف رجل والخزر مسلمون و نَصارى وفيهم عبدة الأوثان وأقل الفرَق هناك اليهود على أن الملك منهم وأكثرهم المسلمون والنصارى إلا أن الملك وخاصته يهود والغالب على أخلاقهم آخلاق أهل الأوثان يسجد بعضهم لبعض عند التعظيم وأحكام مصرهم على رسوم مخالفة للمسلمين واليهود والنصارى وجريدة جيش الملك اثنا عشر ألف رجل فإذا مات منهم رجل أقيم غيره مقامه فلا تنقص هذه العدة أبداً وليست لهم جراية دائرة إلا شيء نزر يسير يصل إليهم في المدة البعيدة إذا كان لهم حرب أو حَزَبهم أمر عظيم يجمعون له وأما أبواب أموال صِلاَت الخزر فمن الأرصاد وعشور التجارات على رسوم لهم من كل طريق وبحر ونهر ولهم وظائف على أهل المحال والنواحي من كل صنف مما يحتاج إليه من طعام وشراب وغير ذلك. وللملك تسعة من الحكام من اليهود والنصارى والمسلمين وأهل الأوثان إذا عرض للناس حكومة قضى فيها هؤلاء ولا يصل أهل الحوائج إلى الملك نفسه وأنما يصل إليه هؤلاء الحكام وبين هؤلاء الحكام وبين الملك يوم القضاءِ سفير يراسلونه فيما يجري من الأمور ينهون إليه ويرد عليهم أمره ويمضونه. وليس لهذه المدينة قرىً إلا أن مزارعهم مفترشة يخرجون في الصيف إلى المزارع نحواً من عشرين فرسخاً فيزرعون ويجمعونه إذا أدرك بعضه إلى النهر وبعضه إلى الصحاري فيحملونه على العجل والنهر والغالب على قوتهم الأرز والسمك وما عدا ذلك مما يوجد عندهم يُحمل إليهم من الروس وبلغار وكويابه. والنصف الشرقي من مدينة الخزر فيه معظم التجار والمسلمون والمتاجر ولسان الخزر فيه غير لسان الترك والفارسية ولا يشاركه لسان فريق من الأمم والخزر لا يشبهون الأتراك وهم سود الشعور وهم صنفان صنف يسمون قراخزر وهم سمر يضربون لشدة السمرة إلى السواد كأنهم صنف من الهند وصنف بيض ظاهر والجمال والحسن والذي يقع من رقيق الخزر وهم أهل الأوثان الذن يستجيزون بيع أولادهم واسترقاق بعضهم لبعض فأما اليهود والنصارى فإنهم يدينون بتحريم استرقاق بعضهم بعضاً مثل المسلمين. وبلد الخزر لا يجلب منه إلى البلاد شيء وكل ما يرتفع منه إنما هو مجلوب إليه مثل الدقيق والعسل والشمع والخز والأوبار. وأما ملك الخزر فاسمه خاقان وإنه لا يظهر إلا في كل أربعة أشهر متنزهاً ويقال له خاقان الكبير ويقال: لخليفته خاقان به وهو الذي يقود الجيش ويسوسها ويدبر أمر المملكة ويقوم بها ويظهر ويغزو وله تذعن الملوك الذين يصاقبونه ويدخل في كل يوم إلى خاقان الأكبر متواضعاً يظهر الإخبات والسكينة ولا يدخل عليه إلاحافياً وبيده حطب فإذا سلم عليه أوقد بين يديه ذلك الحطب فإذا فرغ من الوقود جلس مع الملك على سريره عن يمينه ويخلفه رجل يقال له كندر خاقان ويخلف هذا أيضاً رجل يقال له جاويشغر ورسم الملك الأكبر أن لا يجلس للناس ولا يكلمهم ولا يدخل عليه أحد غير من ذكرنا والولايات في الحل والعقد والعقوبات وتدبير المملكة على خليفته خاقان به ورسم الملك الأكبر إذا مات أن يبني له دار كبيرة في عشرون بيتاً ويحفر له في كل بيت منها قبر وتكسر الحجارة حتى تصير مثل الكحل وتفرش فيه وتطرح النورة فوق ذلك وتحت الدار نهر والنهر كبير يجري فوقه ويجعلون ذلك القبر بينهما ويقولون حتى لا يصل إليه شيطان ولا إنسان ولا دود ولا هوام وإذا دفن ضربت أعناق الذين يدفنونه  حتى لا يدرى أين قبره من تلك البيوت ويسمى قبره الجنة ويقولون قد دخل الجنة وتفرش البيوت كلها بالديباج المنسوج بالذهب. ورسم ملك الخزر أن يكون له خمس وعشرون امرأة كل امرأة منهن ابنة ملك من الملوك الذين يحاذونه يأخذها طوعاً أو كرهاً وله من الجواري السراري لفراشه ستون ما منهن إلا فائقة الجمال وكل واحدة من الحرائر والسراري في قصر مفرد لها قبة مغشاة بالساج وحول كل قبة مضرب ولكل واحدة منهن خادم يحجبها فإذا أراد أن يطأ بعضهن بعد إلى الخادم الذي يحجبها فيوافي بها في أسرع من لمح البصر حتى يجعلوا في فراشه ويقف الخادم على باب قبة الملك فإذا وطئها أخذ بيدها وأنصرف ولم يتركوا بعد ذلك لحظة واحدة.. وإذا ركب هذا الملك الكبير ركب سائر الجيوش لركوبه ويكون بينه وبين المواكب ميل فلا يراه أحد من رعيته إلا خر لوجهه ساجداً له لا يرفع رأسه حتى يجوزه، ومدة ملكهم أربعون سنة إذا جاوزها يوماً وأحداً قتلته الرعية وخاصته وقالوا هذا قد نقص عقله واضطرب رأيه، وإذا بعث سرية لم تول الدبر بوجه ولا بسبب فإن انهزمت قتل كل من ينصرف إليه منها فأما القواد وخليفته فمتى انهزموا أحضرهم وأحضر نساءهم وأولادهم فوهبهم بحضرتهم لغيرهم وهم ينظرون وكذلك دوابهم ومتاعهم وسلاحهم ودورهم وربما قطع كل واحد منهم قطعتين وصلبهم وربما علقهم بأعناقهم في الشجر وربما جعلهم إذا أحسن إليهم ساسة، ولملك الخزر مدينة عظيمة على نهر إتل وهي جانبان في أحد الجانبين المسلمون وفي الجانب الآخر الملك وأصحابه وعلى المسلمين رجل من غلمان الملك يقال له: خز وهو مسلم وأحكام المسلمين المقيمين في بلد الخزر والمختلفين إليهم في التجارات مردودة إلى ذلك الغلام المسلم لا ينظر في أمصرهم ولا يقضي بينهم غيره وللمسلمين في هذه المدينة مسجد جامع يصلون فيه الصلاة ويحضرون فيه أيام الجمع وفيه منارة عالية وعدة مؤذنين فلما اتصل بملك الخزر في سنة 310 إن المسلمين هدموا الكنيسة التي كانت في دار البابونج أمر بالمنارة فهدمت وقتل المؤذنين وقال: لولا أني أخاف أن لا يبقى في بلاد الإسلام كنيسة إلا هدمت لهدمت المسجد، والخزر وملكهم كلهم يهود وكان الصقالبة وكل من يجاورهم في طاعته ويخاطبهم بالعبودية ويدينون له بالطاعة وقد ذهب بعضهم إلى أن يأجوج ومأجوج هم الخزر. الخزَفُ: بالتحريك بلفظ الخزف من الجرار، ساباط الخزف ببغداد، نزله أبو الحسن محمد بن الفضل بن علي بن العباس بن الوليد بن الناقد فنسب إليه حدث عن البغوي وابن صاعد روى عنه أبو القاسم الأزهري وكان ثقة مات سنة 302.


خُزمانُ: أم خزمانَ، موضع والخزمان في لغتهم الكذب. قال العمراني: وسمعته عن الزمخشري بالراء.


خَزوانُ: بفتح أوله وتسكين ثانيه وأخره نون، من قرى بخارى. ينسب إليها أبو العلاء محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الخزواني البخاري سمع أبا طاهر إبراهيم بن أحمد بن سعيد المستملي وغيره. روى عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي توفي سنة 480.


خَزوزى: بفتح أوله وثانيه وبعد الواو زاي آخرى مقصور موضع عن ابن دريد.


خُزَيبَةُ: اسم معدن، أنشد الفراءُ في "أماليه ".

لقد نزلت خزيبة كل وغد

 

يمشي كل خاتام وطاق

قال خزيبة معدن ولم يزد.

الخُزَيمية: بضم أوله وفتح ثانيه تصغير خزم منسوبة إلى خزيمة بن خازم فيما أحسب وهو: منزل من مناز الحاج بعد الثعلبية من الكوفة وقيل الأجفر. وقال قوم بينه وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلاً وقيل إنه الحرب بالحاء المهملة.