باب الخاء واللام وما يليهما
خُلاَدُ: بالضم وتخفيف اللام دال مهملة. أرض في بلاد طيءٍ عند الجبلين لبني سنبس كانت بئراً ثم غرست هناك نخل وحفرت آبار فسميت الأقيلبة.
خُلار: بضم أوله وتشديد ثانيه وآخره راء. موضع بفارس يُجلب منه العسل ومنه حديث الحجاج حين كتب إلى عامله بفارس ابعث إلي من عسل خلار من النحل الأبكار. من الدستفشار، الذي لم تمسه النار.
خلاطا: موضع يشرف على الجمرة بمكة.
خِلاَطُ: بكسر أوله وآخره طاء مهملة. البلحق العامرة المشهورة ذات الخيرات الواسعة والثمار اليانعة. طولها أربعة وستون درجة ونصف وثلث وعرضها تسع وثلاثون درجة وثلثان في الإقليم الخاص وهي من فتوح عياض بن غنم سار من الجزيرة إليها فصالحه بطريقها على الجزية ومال يؤديه ورجع عياض إلى الجزيرة، وهي قصبة أرمينية الوسطى فيها الفواكه الكثيرة والمياه الغزيرة وببردها في الشتاءِ يضرب المثل ولها البحيرَة التي ليس لها في الدنيا نظير يجلب منها السمك المعروف بالطريخ إلى سائر البلاد ولقد رأيت منه ببلخ وبلغني أنه يكون بغزنة وبين الموضعين مسيرة أربعة أشهر وهي من عجائب الدنيا، قال ابن الكلبي من عجائب الدنيا بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يكون فيها ضفدع ولا سَرطانٌ ولا سمكة ثم يظهر بها السمك مدة شهرين في كل سنة، ويقال إن قباء الأكبر لما طسم إذاق بلاده وجه بليناس صاحب الطلسمات إلى أرمينية فلما صار إلى بحيرة خلاط فطلسمها فهي عشر أشهر على ما ذكرناه.
الخِلاَقَى: من مياه الجبلين. قال زَيد الخيل.
نزلنا بين فَتكٍ والخِلاَقَى |
|
بحي ذي مدارأة شديد |
خِلاَلُ:
بكسر أوله بلفظ الخلال الذي يستخرج به قذى الأسنان. موضع بحمى ضرية في ديار
بني نفاثة بن عدي من كنانة.
الخَلاَئق: قال أبو منصور رأيت بذروة الصمان. قِلاَتاً تمسك ماءَ السماءِ
في صَفاة خلقها الله تعالى فيها تسميها العرب الخلائق الواحد خليفة. قال
صخر بن الجعد الخضري.
كفى حَزَناً و يعلم النـاِس أنـنـي |
|
أدفع كأساً عند أبـواب طـارق |
أتنسـين أيامـاً لـنـا بـسـويقة |
|
وأيامنا بالجزع جزع الـخـلائق |
لياليَ لا نخشى انصداعاً من الهوى |
|
وأيام جَزم عنـدنـا غـير لائق |
- جرم- رجل كان يعاديه ويشي به، وكان لعبد الله بن أحمد بن جحش. أرض يقال لها الخلائق بنواحي المدينة، فقال فيها الحزين الدؤلي.
لا تزرعن من الخلائق جدولا |
|
هيهات إن رُبِعَت وإن لم تربع |
أما إذا جاد الربيع لـبـئرهـا |
|
نُزحت وإلا فهي قاع بَلـقـع |
هذا الخلائق قد أطَرت شرَارَها |
|
فلئن سلمت لافزَعَن لينـبـع |
خلاَئلُ: بالضم. موضع بنواحي المدينة. قال ابن هَرمَة:
احبس على طَلَلٍ ورَسم منازل |
|
أقوَين بين شواحط وخـلائل |
خِلِبتَا: بكسر الخاء واللام مكسورة أيضاً خفيفة والباء موحدة ساكنة وتاء فوقها نقطتان. قرية كبيرة في شرقي الموصل من نواحي المرج على سفح جبل طيبة الهواء صحيحة التربة وبها جامع حسن وفيها عين فوارة باردة وبساتينها عشرية وهي تُتاخم الشوُشَ.
خَلج: بفتح أوله وتسكين ثانيه وآخره جيم. موضع قرب غزنة من نواحى زابلستان.
خَلخَالُ: بلفظ واحد خلاخيل النسوان. مدينة وكورة في طرف أذربيجان متاخمة
لجيلان في وسط الجبال وكثر قراهم ومزارعهم في جبال شاهقة بينها وبين قزوين
سبعة أيام وبين أردبيل يومان وفي هذه الولاية قلاع حصينة وردتها عند
انهزامي من التتر بخُراسان في سنة 617.
الخلد: بضم أوله وتسكين ثانيه. قصر بناه المنصور أمير المؤمنين ببغداد بعد
فراغه من مدينته على شاطىء دجلة في سنة 159 وكان موضع البيمارستان العَضدي
اليوم أو جنوييه وبُنيت حواليه منازل فصارت محلة كبيرة عُرفت بالخلد
والأصلٍ فيها القصر المذكور وكان موضع الخلد قديماً ديراً فيه راهب وإنما
اختار المنصور نزوله وبنى قصره فيه لعلة البق وكان عذباً طيب الهواء لأنه
أشرف المواضع التي ببغداد كلها ومر بالخلد علي بن أبي هاشم الكوفي فنظر
إليه، فقال:
بَنَوْا وقالوا لا نمـوتُ |
|
وللخراب بنى المبني |
ما عاقلٌ فيمـا رأيتُ |
|
إلى الخراب بمطمئن |
وقد نسب إلى هذه المحلة جماعة من أهل العلم والزهاد. منهم جعفر الخلدي الزاهد وقد روى بعض الصوفية أن جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم أبا الخواص المعروف بجعفر الخلدي لم يسكن الخلدَ قط وكان السبب في تسميته بذلك أنه سافر الكثير ولقي المشايخ الكبراءَ من الصوفية والمحدثين ثم عاد إلى بغداد واستوطنها فحضر عند الجنيد وعنده جماعة من أصحابه فسئل الجنيد عن مسألة فقال يا أبا محمد أجبهم فقالوا: أين نطلب الرزق فقال: إن علمتم أي موضع هو فاطلبوه فقالوا نسأل الله ذلك فقال إن علمتم أنه نَسِيكم فذكروه فقالوا ندخل البيت ونتوكل فقال أتختبرون ربكم بالتوكل هذا شك فقالوا: كيف الحيلة فقال: ترك الحيلة فقال الجنيد: يا خلدي من أين لك هذه الأجوبة فجرى اسم الخلدي عليه قال: والله ما سكنت الخلد ولا سكنه أحد من آبائي ومات الخلدي في شهر رمضان سنة 348، وقال ابن طاهر الخلدي لقب لجعفر بن نصير وليس بنسبة إلى هذا الموضع. ومن المنسوبين إليه صُبيح بن سعيد النجاشي الخلدي المراق كان يضع الأحاديث. قال يحيى بن معين كان كذاباً خبيثاً وكان ينزل الخلد وكان المبرد محمد بن يزيد النحوي ينزله فكان ثعلب يسميه الخلدي لذلك، وسماه المنصور بذلك تشبيهاً له بالخلد اسم من أسماء الجنة وأصله من الخلود وهو البقاءُ في دار لا يخرج منها، والخلد أيضاً ضرب من الفيران خلقه الله أعمى لا يرى الدنيا قط ولا يكون إلا في البراري المقفرة. الخَلصَاءُ: بفتح أوله وتسكين ثانيه والصاد مهملة والمد. قال أبو منصور: بلد بالدهناء معروف، وقال غيره: الخلصاء أرض بالبادية فيها عين وقال الأصمعي: الخلصاءُ ماء لعبادة بالحجاز، والصحيح ما ذهب إليه الأزهري لأنه رأى تلك المواضع وقد ذكره ذو الرُمة والدهناء منازله، فقال:
ولم يبقَ بالخلصاء مما عَنت به |
|
من الرطّب إلآ يَبسها وهشيمها |
وقال أيضاً:
أشْبِهنَ من بقر الخلصاء أعينهـا |
|
وهن أحسن من صيرانها صُوَرَا |
خَلص: موضع بآرة بين مكة والمدينة واد فيه قرى ونخل. قال الشاعر:
فإن بخَلص فالبرَيراء فالـحـشـا |
|
فوَكد إلى النُهيَين مـن وَبِـعَـان |
جَوَاريُ من حيّ عـداء كـأنـهـا |
|
مَهَا الرمل ذي الأزواج غير عوان |
جُنِن جنوناً من بـعـول كـأنـهـا |
|
قرود تنـادي فـي ربـاط يمـان |
وقال ابن هَرمة:
كأنك لم تَسِر بجنوب خَلـص |
|
ولم تربَع على الطلل المُحيل |
ولم تطلب ظعائن راقصـات |
|
على أحداجهن مَها الدبـيل |
والخلص عند العرب نبت له عرف.
خُلْصُ: بضم أوله وسكون ثانيه هكذا وجدته مضبوطاً في النقائض. قال جرير
حيث خاطب الراعي فَزَجَرَه جَنْدَل ابنه جاءَ ابن بروَعَ برواحله من أهله
بخلص وَهبود يكسبهم عليهن أما والله لأوقرنهن له ولأهله خَزْياً. - يروَعُ-
اسم ناقة الراعي نسبه إليها، وخُلص وهَبود ماءان، لأهل بيت الراعي عن أبي
عبيدة.
الخَلَصَةُ: مضاف إليها ذو بفتح أوله وثانيه ويروى بضم أوله وثانيه والأول
أصح، والخلصة في اللغة نبتٌ طيب الريح يتعتق بالشجر له حب كعنب الثعلب
وجمعُ الخلصة خلص، وهو بيت أصنام كان لدوس وخَثعَم وبَجيلة ومن كان ببلادهم
من العرب بتَبالةَ وهو صنم لهم فأحرقه جرير بن عبد اللّه البَجَلي حين بعثه
النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل كان لعمرو بن لُحَيّ بن قَمعَة نصبَهُ أعني
الصنم بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى فكانوا يُلبسونه القلائد
ويعلقون عليه بيض النعام ويذبحون عنده وكان معناهم في تسميتهم له بذلك
عباده والطائفين به خَلَصَةٌ ، وقيل هو الكعبة اليمانية التي بناها أبرهة
بن الصباح الحميري وكان فيه صنم يُدعى الخلصة فهدم، وقيل كان ذو الخلصة
يسمى الكعبة اليمانية والبيت الحرام الكعبة الشامية، وقال أبو القاسم
الزمخشري في قول من زعم أن ذا الخلصة بيت كان فيه صنم نظر لأن ذو لا يضاف
إلى أسماء. الأجناس، وقال ابن حبيب في مخبره كان ذو الخالصة بيتاً تعبده
بجيلة وخثعم والحارث بن كعب وجَرم وزبيد والغَوث بن مر بن أد وبنو هلال بن
عامر وكانوا سدَنته بين مكة واليمن بالعَنلاء على أربع مراحل من مكة وهو
اليوم بيت قَصار فيما أخبرت، وقال المبرد: موضعه اليوم مسجد جامع لبلدة
يقال لها: العبلات من أرض خثعم. وقال أبو المنذر ومن أصنام العرب ذو الخلص
وكانت مروَة بيضاءَ منقوشة عليها كهيثة التاج وكانت بتبالة بين مكة واليمن
على مسير سبع ليال من مكة وكان سدنتها بني أمامة من باهلة بن أعصُر وكانت
تعظمها وتهدي لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن
هوازن، ففيها يقول خدَاش بن زهير العامري لعَثْعَث بن وَحشي الخثعمي في عهد
كان بينهم فغدر بهم.
وذَكرته بالله بينـي وبـينـه |
|
وما بيننا من مدة لو تذكـرَا |
وبالمروة البيضاءِ ثم تـبـالة |
|
ومجلسة النعمان حيث تنصَرَا |
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت العرب ووفدت عليه وُفُودها قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً فقال له جرير: ألا تكفيني ذا الخلصة فقال: بلى فوتجه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم إلي فقاتلته خثعُم وقتل مائتين من بني قُحَافة بن عامر بن خثعم وظفر بهم وهزمهم وهمم بنيان في الخلص وأضرم فيه النار فاحترق، فقالت امرأة من خثعم:
وبنو أمامة بالولية صُرعوا |
|
شملاً يعالج كلهم أنبـوبـا |
جاؤوا لبيضتهم فلاقوا دونها |
|
أسداً يقب لدى السيوف قبيبا |
قسم المذلة بين نسوة خثعـم |
|
فتيان أحمس قسمة تشعيبـاً |
قال وذو الخلصة اليوم عَتَبةُ باب مسجد تَبالَةَ، قال: وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليَاتُ نساءِ بني دوس على ذي الخلصة يعبدونه ، كما كانوا يعبدونه، والخلصة من قرى مكة بوادي مر الظهران، وقال القاضي عياض المغربي ذو الخَلَصَة بالتحريك وربما روى بضمها والأول أكثر وقد رواه بعضهم بسكون اللام وكذا قاله ابن دريد وهو بيت صنم، ديار دوس وهو اسم صنم لا اسم بنية وكذا جاء في حديث تفسيره، وفي أخبار امرىء القيس لما قتلت بنو أسد أباه حُجراً وخرج يستنجد بمن يعينه على الأخذ بثأره حتى أتى حمير فالتجأ إلي قَيل منهم يقال له مَرثد الخير بن ذي جَدَن الحميري فاستَمده على بني أسد أمتَه بخمسمائة رجل من حمير مع رجل يقال له: قرمل ومعه شُذاذ من العرب واستأجر من قبائل اليمن رجالاً فسار بهم يطلب بني أسد ومَر بتبالة وبها صنم للعرب تعظمه يقال له ذو الخلصة فاستقسم عنده بقداحة وهي ثلاثة الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم، وقال مصصتَ بَظْرَ أمك لو قتل أبوك ما نهيتني، فقال عند ذلك:
لو كنت ياذا الخَلَص المَوتورَا |
|
مثلي وكان شيخُكَ المقبورا |
لم تنهَ عن قتل العداة زُورَا |
ثم خرج فظفر ببني أسد وقتل علياً قاتل أبيه وأهل بيته وألبسَهم الدروع البيض محماة وكحَلهم بالنار، وقال في ذلك:
يا دار سلمى دارساً نؤيهـا |
|
بالرمل والجبتَين من عاقل |
وهي قصيدة فيقال إنه ما استقسم عند في الخلصة بعدها أحد بقدح حتى جاءَ الإسلام وهدمه جرير بن عبد الله البجلي، وفي الحديث أن ذا الخلصة سيُعبَد في آخر الزمان قال: لن تقوم الساعة حتى تصطفق ألياتُ نساءِ بني دوس وخثعم حول في الخلصة.
الخلقَدُونة: ويروى الخذقدونة، هو الصقع الذي منه المصيصة وطرسوس وقد ذكر
في موضع قبل هنا وهو في الإقليم السادس طوله خمسون درجة وعرضه سبع وأربعون
درجة.
الخَل: بلفظ الخَل الحامض الذي يُؤُتَدَمُ به، والخَل أيضاً الرجل القليل
اللحم وقد خَل جسمُهُ خَلاً وخَلَلتُ الكساءَ أخِله خَلأء، والخَل الطريق
في الرمل قال الشاعر:
يَغمُر الجوادُ بها في خل خيدبة |
|
كما يشَق إلى هُدابه الشـرَقُ |
والخل ههنا يرحل حاجُ واسط من لِينَةَ اليوم الرابع فيدخلون في رمال الخل إلى الثعلبية وهو أن تعارض الطريق إلى الثعلبية ولينة أقرب إلى الثعلبية، والخل موضع آخر بين مكة والمدينة قرب مَرجح، قال المكشوح المرادي:
نحن قتلنا الكبشَ إذ ثُرنا بـه |
|
بالخل من مرجِحَ إذ قمنا به |
وقال القَتال الكلابي:
لكاظمة الملاحة فاتركيها |
|
وذميها إلى خل الخـلال |
ولاقى من نُفاثة كل خرق |
|
أشم سَميدع مثل الهـلال |
كأن سلاحه في جذع نخل |
|
تقاصر دونه أيدي الرجال |
والخل موضع باليمن في وادي رِمَع. قال أبو دهبل يمدح ابن الأزرق:
أين الذي يَنعَشُ المولى ويحتمل ال |
|
سجلى ومن جاره بالخير منفوح |
كأنني حين جاز الخَل من رِمَـعٍ |
|
نَشْوَانُ أغرقه الساقون مصبـوح |
وقال أيضاً:
ماذا رُزِئنَا غداةَ الخل من رِمَعٍ |
|
عند التفرُق من خِيم ومن كرم |
والخل ماء ونخل لبني العنبر باليماًمة، وخل الملح موضع آخر في شعر يزيد بن الطثرِية، قال:
لو أنك شاهدتَ الصبا يا ابن بوزل |
|
بجزع الغضا إذ واجَهتني غياطلُه |
بأسفل خل الملح إذ دَين ذي الهوى |
|
مُؤدى وإذ خير القـضـاء أوائلُة |
لشاهمتَ يوماً بعد شحط من النوَى |
|
وبعد تنائي الحار حُلواً شمـاثـلُة |
خلمُ: بضمِ أوله وتسكين ثانيه إن كان عربياً فهو أن الخِلم شحُومُ ثرب الشاة والخِلمُ الأصدقاءُ فأما الموضع فخلمُ، بلدة بنواحي بلخ على كرة فراسخ من بلخ وهي بلاد للعرب نزلها الأسد وبنو تميم وقيس أيام الفتوح وهي مدينة صغيرة ذات قرى وبساتين ورساتيق وشعاب وزروعها كثيرة وليس تكاد الريح تسكن بها ليلاً ولا نهاراً في الصيف، ينسب إليها أبو العَؤجاء سعيد بن سعيد الخُلمي المعروف بسعيدان يروي عن سليمان التيمي روى عنه إبراهيم بن رجاء بن نوح وجماعة سواه نسبوا إلى هذا المكان، وعثمان بن محمد بن أحمد الخليلي الخلمي أبو عمرو إمام فاضل فقيه مفت مناظر وليَ الخطابة ببلخ وصار شيخ الإسلام بها تفقه على الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وسمع منه الحديث ومن القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر محمد بنعبد الملك الماسكاني الخطيب وأبي المظفر منصور بن أحمد بن محمد البسطامي أجاز لأبي سعد في ذي القعدة سنة 529.
خَلةُ: بفتح الخاءِ وتشديد اللام، قرية باليمن قرب عَدن أبَينَ عند سَبا
صُهيب لبني مُسيلمة، ينسب إليها نحوي بمصر يخدم الملك الكامل ابن الملك
العادل بن أيوب يقال له الخلي والله أعلم.
خليب: بكسر أوله وتشديد ثانيه وياءٍ مثناة من تحت ساكنة وآخره باء موحدة
على مثال سِكير وخِمًير من الخَلب وهو مزق الجلد بالناب، موضع عن ابن دريد.
خِليت: بكسر أوله وثانيه بوزن الذي قبله إلا أن آخره تاء مثناة، ومو اسم
للأبلق الفرد الذي بتيماءَ بلد بأطراف الشام. الخَليجُ: بفتح أوله وكسر
ثانيه وآخره جيم، بحر دون قسطنطينية، وجبل خليج أحد جبال مكة، وخليج أمير
المؤمنين بمصر قال القاضاعي: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص
عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر
القلزم فلم يأت عليه الحولُ حتى سارت فيه السفن وحمل فيه ما أراد من الطعام
إلى مكة والمدينة فنفع الله بذلك أهل الحرمين فسمي خليج أمير المؤمنين،
وذكر الكندي أنه حفر في سنة 23 وفرغ منه في ستة أشهر وجرَت فيه السفن ووصلت
إلى الحجاز في الشهر السابع قال: ولم يزل تحمل فيه الولاة إلى أن حمل فيه
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ثم أضاعته الولاة بعد ذلك وسفت عليه الرمال
فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمساح من ناحية بطحاءَ القلزم. وقال ابن قديد
أمر أبو جعفر المنصور بسد الخليج حين خرج عليه محمد بن عبد الله بن حسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة ليقطع عنه الميرة فسد إلى
الآن. قلت أنا وأثر هذا الخليج إلى الأن باق عند الخشبي فنزل في طريق مصر
من الشام، وهذا الخليج أراد أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي
بقوله:
قِف بـالـخـلـيج فـإنـه |
|
أشهى بقاع الأرض ربعَـا |
رقَصَت له الأغـصـان إذ |
|
أثنى الحمام عليه سجـعَـا |
متـعـطـف كــالأيم ذع |
|
راً حينِ خيف فضاق ذرعا |
إذا تمـر بـه الـصـبـا |
|
فاطرِلت بِسيف صار درعا |
مُتَـسـاويات سُـفْـنُــه |
|
خفضاً براكبهـا ورفْـعـا |
مثل العقـارب أقـبـلَـت |
|
فوق الأراقم وهي تسعـا |
وقال أيضاً :
نزلنا بمصر وهي أحسـن كـاعـب |
|
فقيدة مثل زانهـا كًـرَمُ الـبـعـل |
فلم أر أمضَى من حسام خلـيجـهـا |
|
يموج على إفرندها صـدأ الـطـل |
إذا سال لا بل سُل في مـتـهـالـك |
|
من الأرض جدبٌ طُل فيه دم المحل |
غداةَ جَلاً تبر الشـعـاع مُـتـونـه |
|
ولا شك أن الماء والنار في النصل |
ولا شك أعطاف الغصون كـأنـهـا |
|
شمائل معشوق تثنـى مـن الـدل |
ينظم تعويذاً لـهـا سَـبَـجُ الـدجـا |
|
ويُنثر إعجاباً بها لـؤلـؤ الـطـل |
وخليج بنات نائلة قال مصعب الزبيري منسوب إلى ولد نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان عثمان اتخذ هذا الخليج وساقه إلى أرض استخرجها واعتملها بالعرصة.
الخليصاء: تصغير الخلصاء. موضع قال عبد الله بن أحمد بن الحارث شاعر بني
عباد.
لا تستقر بأرض أو تسـير إلـى |
|
أخرى بشخص قريب عزمه نائي |
يوم يُجزوَى ويوم بالعـقـيق ويو |
|
م بالعذيب وبوم بالـخُـلـيصـاءِ |
وتارة تنـتـحـي نـجـداً وآونة |
|
شعبَ العقيق وطوراً قصر تيماءِ |
خُليص: حصن بين مكة والمدينة.
الخَلِيفُ: بفتح أوله وكسر ثانيه. شعب في جَبلَةَ الجبل الذي كانت به
الوقعة المشهورة. قال أبو عبيد لما دخلت بنو عامر ومن معهم من عبس وغيرهم
جبل جبلة من خوفهم من الملك النعمان وعساكر كسرى اقتسموا شعوبه بالقداح
فولجت بارق وبنو نمير الخليف والخليف الطريق الذي بين الشعبين يشبه الزقاق
لأن سهمهم تخلف وفي ذلك يقول معقر بن أوس بن حمار البارقي.
ونحن الأيمنون بنو نمير |
|
يسيل بنا أمامهم الخليف |
وقال الحفصي: خليف صماخ قرية وصماخ جبل.
وخليف عُشَيرة وهو نخل ومحارث وعشيرة أكمة لبني عدي التيم.. قال عبد الله
بن جعفر العامري.
فكأنما قتلـوا بـجـار أخـيهـم |
|
وسط الملوك على الخليف غزالا |
خليفَةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ الخليفة أمير المؤمنين. جبل بمكة يثرب على أجياد الكبير.
خَلِيقَةُ: مثل الذي قبله إلاّ أنه بالقاف. منزل على اثني عشر ميلاً من
المدينة بينها وبين ديار سُلَيم. والخليقة أيضاً ماءَة على الجادة بين
اليمامة ومكة لبني العجلان وهو عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عقيل والخليقة
في اللغة لغة في الخلق وجمعها الخلائق.
خَلِيقى: قال أبو زياد. هضبة في بلاد بني عُقيل يقول:
يَفعتُ خَليقى بعدما امتدت الضحى |
|
بمرتقب عالي المـكـان رفـيع |
الخَليلُ: اسم موضع وبلدة فيها حصن وعمارة وسوق بقرب البيت المقدس بينهما مسيرة يوم فيه قبر الخليل إبراهيم عليه السلام في مغارة تحت الأرض وهناك مشهد وزوار وقوام في الموضع وضيافة للزوار وبالخليل سمي الموضع واسمه الأصلي حبرون وقيل حَبرى وفي التوراة أن الخليل اشترى من عفرُون بن صوحار الحيثي موضعاً بأربعمائة درهم فضة ودفن فيه سارة.. وقد نسب إليه قوم من أصحاب الحديث وهو موضع طيب نزهٌ روح أثر البركة ظاهر عليه ويقال إن حصنه من عمارة سليمان بن داود عليه السلام.
وقال الهروي دخلت القدس في سنة 567 واجتمعت فيه وفي مدينة الخليل بمشايخ
حدثوني أن في سنة 513في أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل
إليها جماعة من الفرنج بإذن الملك فوجدوا فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم
السلام وقد بليت إكفانهم وهم مستندون إلى حائط وعلى رؤوسهم قناديل ورؤوسهم
مكشوفة فجدد الملك أكفانهم ثم سد الموضع قال وقرأت على السلفي أن رجلاً
يقال له الأرمني قصد زيارة الخليل وأهدى لقيم الموضع هدايا جمة وسأله أن
يمكنه من النزول إلى جثة إبراهيم عليه السلام فقال له أما الآن فلا يمكن
لكن إذا أقمت إلى أن ينقطع الجثل وينقطع الزوار فعلت فلما انقطعوا قلع
بلاطة هناك وأخذ معه مصباحاً ونزلا في نحو سبعين درجة إلى مغارة واسعة
والهواء يجري فيها وبهادكة عليها إبراهيم عليه السلام مُلقىً وعليه ثوب
أخضر والهواءُ يلعب بشيبته وإلى جانبه إسحاق ويعقوب ثم أتى به إلى حائط
المغارة فقال له إن سارة خلف هذا الحائط فهم أن ينظر إلى ما وراء الحائط
فإذا بصوت يقول إياك والحرم قال فعدَوت من حيث نزلتُ. والخليل أيضاً في
موضع من الشق اليماني.. نسب إليه أحد الأذواءِ عن نصر .
الخليل: تصغير الخل. موضع. قال أبو أحمد:
ألست بفارس يوم الخُليل |
|
غداة فقدناك من فارس |