حـرف الـدال: باب الدال والألف وما يليهما

باب الدال والألف وما يليهما

دءاث: بفتح أوله وهمز ثانيه وتشديده وبعده ألف ساكنة وآخره ثاء مثلثة بوزن الدعاث. اسم موضع قال: أصدرها عن طثنْرة الدءات. وهو فعال من دأْثْتُ الطعام دَأثاً إذا أكلته والأداَث الأثقال، وفي كتاب الجزيرة للأصمعي وفوق متالع صحراءُ يقال لها المُنْتَهبة فيما بينه وببن المغرب وبغربيها واد يقال له الدءاث به مياه لبني أسد وفوق الدءات مما يلي الغرب حزيز يقال له: صُفية وفي كتاب نصرالدءاث ماءة للضباب.

دَآثُ: مثل الذي قبله إلا أنه بالتخفيف موضع بتهامة.. قال كثير:

إذا حلّ أهلي بالأبرقين

 

أبرق ذي جدَد أودَاَثا

 

الدال: بوزن الدعال كالذي قبله. مِوضع وهو فعال من دال يدأل إذا قارب المشي وهو الدالان.


دَاءةُ: بوزن داعة. اسم للجبل الذي يحجز بين نخلتين الشامية واليمانية من نواحي مكة. قال حذيفة بن أنس الهذلي:

هَلُمّ إلى أكـنـاف دَاءَةَ دونـكـم

 

وما أغدَرَت من خسلهن الحناظب

 

والدَأيات خَرَزُ العُنُق.


دَابِق: بكسر الباءِ وقد روي بفتحها وآخره قاف. قرية قرب حلب من أعمال عَزَاز بينها وبين حلب أربعة فراسخ عندها مرج معشب نزة كان ينزله بنو مروان إذا غزا الصائفة إلى ثغرمصيصة وبه قبر سليمان بن عبد الملك بن مروان وكان سليمان قد عسكر بدابق وعزم أن لا يرجع حتى يفتح القسطنطينية أو تؤدي الجزية فشتى بدابق شتاءً بعد شتاءٍ إذ ركب ذات عشية من يوم جمعة فمرَ بالتل الذي يقال له تلّ سليمان اليوم فرأى عليه قبراً فقال: من صاحب هذا القبر قالوا: هذا قبر عبد الله بن مُسافع بن عبد الله الأكبربن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العُزى بن عثمان بن عبد الدار بن قُصَي بن كلاب القرشي الحجَبي فمات هناك فقال سليمان ياويحه لقد أمسى قبره بدار غربة قال: ومرض سليمان في أثر ذلك ومات ودفن إلى جانب قبر عبد الله بن مسافع في الجمعة التي تليه أو الثانية، وبقربها قرية أخرى يقال لها دويبق بالتصغير. وقال الجوهري: دابق اسم بلد والأغلب عليه التذكير والصرف لأنه في الأصل اسم نهر وقد يؤنث، وقد ذكره الشعراءُ فقال عيسى بن سعدان: عصري حلبي.

ناجَوك من أقصى الحجاز وليتهم

 

ناجوك ما بين الأحص ودابـق

أمفارقي حلب وطيب نسيمـهـا

 

يهنيكمُ أن الرقاد مـفـارقـي

والله ما خَفَقَ النسيمُ بأرضـكـم

 

إلا طَرِبْتُ إلى النسيم الخافـق

وإذا الجَنوب تخطرت أنفاسهـا

 

من سفح جَوْشن كنت أول ناشق

 

وأنشد ابن الأعرابي:

لقد خاب قوم قَلدوك أمورهـم

 

بدابق إذ قيل العـدو قـريبُ

رأوا رجلاً ضخماً فقالوا مقاتل

 

ولم يعلموا أن الفؤاد نجـيبُ

 

وقال الحارت بن الدؤلي:

أقول وما شأني وسعد بن نَوْفَـل

 

وشأن بكائي نوفل بن مُساحـق

ألا إنما كانت سوابـق عَـبْـرة

 

على نوفل من كاذب غير صادق

فهلآ على قبر الولـيد وبـقـعة

 

وقبر سليمان الذي عنـد دابـق

وقبر أبي عمرو وقبر أخيهـمـا

 

بكيت لحزن في الجوانح لاصق

 

داثر: بعد الألف ثاء مثلثة مكسورة وآخره راء. ماء لبنى فزارة.


داثن: بعد الثاء المثلثة المكسورة نون. ناحية قرب غَزّة بأعمال فلسطين بالشام وبها أوقع المسلمون بالروم وهي أول حرب بينهم. قال أحمد بن جابر: لما فرغ أبو بكر رضي الله عنه من أهل الردة عقد ثلاثة ألوية بالترتيب أبي سفيان وشُرَحبيل بن حسنَةَ وعمرو بن العاص فساروا إلى الشام فأول وقعة كانت بين المسلمين وعدوهم بقرية من قرى غَزة يقال لها داثن فقاتلهم للكفار ثم أظْفَرَ الله المسلمين وذلك في سنة اثنتي عشرة. داجُونُ: بالجيم وآخره نون. قرية من قرى الرملة بالشام.. ينسب إليها أبو بكر محمدبن أحمدبن عمر بن أحمد بن سليمان الداجوني الرملي المقري. وذكر في أيضاح الأهوازي روى عن أبي بكر أحمد بن عثمان بن شبيب الرازي روى عنه أبو القاسم زيد بن علي الكوفي قال الحافظ أبو القاسم محمد بن احمد بن عمر بن أحمد بن سليمان الرملي الداجوني المقرىء المكفوف قرأ القراَن على علي بن محمد بن موسى بن عبد الرحمن المقري الدمشقي صاحب ابن ذكْوَان وأبي محمد عبد الله بن جُبَيْر الهاشمي بحَرْف ابن كثير وعلى عبد الله بن أحمد بن سليمان بن سلكوَيْه والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي وعبد الرزاق بن الحسن وعلي بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن شبيب الرازي روى عنه هارون بن موسى الأخفش وأبو نعيم محمد بن أحمد بن محمد الشيباني وأبو الحسن محمد بن ماهوَيْه الفزاز وحدث عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عثمان الرازي ومحمد بن يونس بن هارون القزويني والعباس بن الفضل بن شاذان قرأ عليه أبو القاسم زيد بن علي بن أحمد بن بلال العجلي الكوفي قدم الكوفة سنة 306 و أبو بكر عبداللّه بن محمدبن فورك القياف وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله العجلي روى عنه أبو محمد بن عبد الله بن علي بن محمد الصيدلاني والحسن بن رشيق العسكري و أبو بكر بن مجاهد ولم يصرح باسمه وكان مقرياً حافظاً ثقة حكى أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري عن فارس بن أحمد قال قدم الداجوني بغداد وقصد حلقة ابن مجاهد فرفعه ابن مجاهد وقال لأصحابه هذا الداجوني اقرؤوا عليه.


داحية: ذكر مع دحي بعد.


دَادِمٌ : من ثغور الروم غزاها سيف الدولة. فقال شاعره أبو العباس الصفري:

في دادم لمـا أقـمـت بـدادم

 

حصبت ذويه من عذاب واصب

 

داذُوما: بعد الألف ذال معجمة ثم واو ساكنة. من قرى قوم لوط ولعلها داروما.


داراءُ: بعد الألف راء وألف ممدودة وربما قيل دار بغير ألف ممدودة في آخره. موضع مشهور ومنزل للعرب معمور جاءَ ذكره في وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم وهو من نواحي البحرين يقال له جوف داراء وإياه أراد الشاعر بقوله:

لعمركَ ما ميعاد عينيك والبكا

 

بداراءَ إلا أن تهب جَنـوب

أعاشر في داراءَ من لا أوَدُه

 

وبالرمل مهجور إلي حبيبب

إذا هب علوِي الرياح وَجدتني

 

كأني لعُلْوي الرياح نسـيب

 

وهذا موضع استصعَبَ علينا معرفتُهُ وكثر تفتيشنا إياه وظنه شارحو الحماسة دَارا التي ببلاد الجزيرة فغلطوا حتى وجده الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني القفطي أطال الله بقاءه بخط أبي عبد الله المررزُباني فيما كتبه عن الحسن بن عليل العنزي فأفادناه فأحسن الله جزاءه وقال الأجدع بن الأيهم البلوي:

خَرَجْنَ لهم من شق داراء بعدما

 

نرفع قرنُ الشمس عن كل نائم

فأصبحن بالأجزاع أجزاع يرثم

 

يقلبن هاماً في عيون سواهـم

 

دَارَا: مثل الذي قبله إلا أنه مقصور وهي: بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين قالوا طول بلد دارا سبع وخمسون درجة ونصف وإنها من بلاد الجزيرة ذات بساتين ومياه جارية ومن ومن أعمالها يجلب المحلب الذي تتطيب به الأعراب وعندها كان معسكر دارا بن دارا الملك ابن قُباذ الملك لما لقي الإسكندربن فيلفوس المقدوني فقتله الإسكندر وتزوج ابنته وبَنَى في موضع معسكره هذْ المدينة وسمَاها باسمه وإياها أراد الشاعر بقوله:أنشده أبو الندى اللغوى.

ولقد قلت لرِجلـي بـين حـران ودارا

 

اصبري يا رجل حتى يرزق الله حمارا

 

ودارا أيضاً قلعة حصينة فى جبال طبرستان ودارا واد في ديار بني عامر. حميد بن ثور:

وقائلة زور مـغـب وأن يرى

 

بحـلـيَةَ أو ذات الـخـمـار

بَلَى فآذكرا عام آنتجعنا وأهلنـاَ

 

مدافع دارا والجناب خصـيب

ليالي أبصار الغواني وسمعهـا

 

إلي وإذ ريحي لهن جـنـوب

وإذ ما يقول الناس شيء مهون

 

علينا وإذ غصن الشباب رطيب

 

- زوز- يريد نفسه مغب- لا عهد له بالزيارة.


 دارا بْجِرد: بعد الألف الثانية باء موحدة ثم جيم ثم راءْ ودال مهملة ولايةبفارس ينسب إليها كثير من العلماءِ. منهم أبو علي الحسن بن محمد بن يوسف الدار بجردي الخطيب،ودارا بجرد قرية من كورة إصطخر وبها معدن الزيبق ودارا أيضاً موضع بنيسابور. ينسب إليه أبو الحسن علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الدارابجردي.. ويقال دار بجرد ويذكر هناك إن شاء الله تعالى.


دارُ البطيخ: محلة كانت ببغداد كان يباع فيها الفواكه قال الهيثم بن فراس: قبل أن تنقل إلى الكرخ في درب يعرف بدرب الأساكفة وإلى جانبه درب يعرف بدرب الخير فنُقلت من هذا الموضع إلى مكانها بالكرخ في أيام المهدي، وإياها أراد محمد بن محمد بن لنكَك البصري.

أنت ابنُ كل البرايا لكن اقتصـروا

 

على اسم حمزة وصفاً كثير تشميخ

كدار بطيخ تحوي كـل فـاكـهة

 

وما اسمها الدهر إلا دار بـطـيخ

 

دَارَتانِ: اسم لموضع بعينه. قال ميدان بن صخر:

ويل لعينك يا ابن دارة كلما

 

يوما عرفت بدارتين خيالا

 

دَارُ البُنُود: دار السلاح بمصر للذين كانوا يزعمون أنهم خلفاءُ علويون وكان يحبَس فيها من يراد قتله وحُبس فيها علي بن محمد التهامي. فقال وهو محبوس فيها:

طَرَقَت خيالاً بعد طول صدودها

 

وفَرَت إليه السجنَ ليلة عيدهـا

أنى اهتدَت لا التيه منشاهـا ولا

 

سفح المُقطم من مَجر بُرُودها

أشرَتْ إليه من وراء تـهـامة

 

وجَفَاه داني الدار غير بعيدهـا

مستوطناً دار البنود وقـلـبـه

 

للرعب يَخفق مثل خفق بُنُودها

دارٌ تحُط بها المَنُونُ سنانَـهـا

 

فتروح والمهَجَات جل صيودها

 

دار جين: قال العمراني: اسم موضع وفيه نظر.


دَارُ الحَكِيمِ: محلة بالكوفة مشهورة منسوبة إلى الحكيم بن سعد بن ثور البكائي من بني البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.


دار الخَيل: من دور الخلافة المعظمة ببغداد كانت داراً عظيمة الأرجاءِ عادية البناء لها صَحن عظيم ألف ذراع في ألف ذراع كان يوقف فيها في الأعياد وعند ورود الرسل من البلاد في كل جانب منها خمسماثة فرس بالمراكب الذهب والفضة كل فرس منها على يد شاكري.


دارُ دينار: محلتان ببغداد يقال لإحداهما الكبرى وللأخرى دار دينار الصغرى وهي في الجانب الشرقي قرب سوق الثلاثاء بينه وبين دجلة. منسوبة إلى دينار بن عبد الله من موالي الرشيد وكان عظيماً في أيام المأمون وعاضد الحسن بن سهل على حروب الفتنة لإبراهيم بن المهدي وغيره. وإياها عنى المؤيد الألوسي.

نهر المعلى لشاطىء دار دينـار

 

مجامع العيس أوطاني وأوطاري

حيث الصبا ناعـم والـداردانـية

 

والدهر يأتي على وَقْفي وإيثاري

والليل بين الدُمى والغِيد مختصر

 

قصيرما بين روحاتي وأبكـاري

وقد تطاول حتى ما تخـيل لـي

 

إن الزمان لياليه بـإسـحـاري

 

وكان دينار من أجلّ القواد في زمن المأمون وكان ولي كُوَرَ الجبل وغيره ثم سَخِطَ عليه المأمون فاقتصربه على ماءة الكوفة فأراد أن يمتنع من قبوله ذلك ثم عرض له أن شاورالمؤيد فقال له المؤيد إن الحركة من دلائل الحياة والكون من دلائل الموت وإن تتحرك حركة ضعيفة تؤمل أن تقوى أحب إلي من أن تسكن فقبل العمل وأحمد الرأي فيه.. وكان لدينار أخ اسمه يحيى وفيهما يقول دِعِبل بن علي:

ما زال عِصياننا للـه يرذِلـنـا

 

حتى دُفِعنا إلى يحيى ودينـار

إلى عُلَيجَين لم يقطع ثمارهمـا

 

قد طال ما سَجدا للشمس والنار

وفيه وفي رجاء بن أبي الضحاك وابنَيه والحسن بن سهل.. يقول دعبل:

ألا فاشتروا مني ملوك المخرِم

 

أبِع حَسناً وابنيْ رجاءٍ بدرهم

واعط رجاءَ فـوق ذاك زيادة

 

وأسمح بدينار بغـير تـنـدُم

فإن رُد من عَيب علي جميعُهم

 

فليس يَردُ العيبَ يحيى بن أكثم

دارُ الرقيقِ: محلة كانت ببغداد متصلة بالحريم الطاهري من الجانب الغربي ينسب إليها القيقي ويقال لها شارع دار الرقيق أيضاً .. وقال بعض الظرفاءِ من أبيات كتبها على حصن أبي جعفر المنصور فقال:

إني بُلِيتُ بظَـبـي

 

من الظباء رشيق

رأيتـهُ يتـثـنـى

 

بقرب دار الرقيق

فقلت مولاي زرني

 

فقد شَرِقت بريقي

فقال لي رُمْتَ أمراً

 

أعلَى من العَـيوق

 

دارُ الريحانيين: وهي دار في دار الخلافة ببغداد مشرفة على سوق الريحان استجدها المستظهر بالله بن المقتدي نقض دار خاتون التي بباب الغربة ودار السيدة بنت المقتدي وكان بالريحانيين سوق للسفطيين فأخربه وأضافه إليها وكان اثنان وعشرون دكاناً وهناك خان يعرف بخان عاصم وثلاثة وعشرون دكاناً من ورائه وسوق للعطارين فيه ثلاثة وأربعون دكاناً وستة عشر دكاناً كان فيها مُداد الذهب وعدّة آدُر من دار الحرم وعمل الجميع داراً واحدة ذات وجوه أربعة متقابلة وسعة صحنها ستمائة ذراع وفي وسطها بستان وفيها ما يزيد على ستين حجرة ينتهي آخرها إلى الباب المعروف بدركاه خاتون من باب الحرم قرب باب النوبى وابتدىء بعملها في سنة 503وفرغ منها في سنة 507.
الدار: علم لموضع بين البصرة والبحرين ودار موضع في. شعر نهشل بن حري:

ونحن منعنا الحي أن يتقسموا

 

بدار وقالوا ما لمن فر مقعد

 

قال ابن دُرَيد في الملاحم: دار موضع بالبحرين معروف، وإليه ينسب الداريُ العطار.


دار رزين: من نواحي سجستان، وقال الرهْني من نواحي كرمان.


دارَ زنْج: بعد الراء المفتوحة زاي مفتوحة أيضاً بعدها نون وآخره جيم. من قرى الصغانيان. منها أبو شُعيب صالح بن منصور بن نصر بن الجراح الدارزنجي الصغاني يروي عن قُتيبة بن سعيد روى عنه عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن البخاري وغيره ومات قبل سنة 300 أو حدودها والله أعلم.


دارُ السلام: ومدينة السلام. هي بغداد وسيذكر سبب تسميتها بذلك في مدينة السلام إن شاء الله تعالى ودار السلام الجنة ولعل بغداد سميت بذلك على التشبيه.


دارُ سُوقِ التمر: وهي الدار التي قرب باب الغربة من مشرعة الإبريين ذات الباب العالي جدا وهو الآن مسدود وتعرف بالدار القطنية.


دارُ الشجرة: دار بالدار المعظمة الخليفية ببغداد من أبنية المقتدر بالله وكانت داراً فسيحة ذات بساتين مونقة وإنما سميت بذلك لشجرة كانت هناك من الذهب والفضة في وسط بركة كبيرة مدورة قرة أمام إيوانها وبين شجر بستانها ولها من الذهب والفضة ثمانية عشر غصناً لكل غصن منها فروع كثيرة مكللة بأنواع الجواهر على شكل الثمار وعلى أغصانها أنواع الطيور من الذهب والفضة إذا مر الهواءُ عليها أبانت عن عجائب من أنواع الصفير والهدير وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال خمسة عشر فارساً على خمسة عشر فرساً ومثله عن يسار البركة قد ألبسوا أنواع الحريرالمدبج مقلدين بالسيوف وفي أيديهم المَطارد يتحركون على خط واحد فيظن أن كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد.


دارُ شرشِير: بكسر الشين وراءَين مهملتين محلة كانت ببغداد لا تُعرف اليوم ذكرها جحظة البرمكي في أشعاره ولعله كان ينزلها. فقال:

سلام على تلك الطلـول الـدواثـر

 

وإن أقفرت بعد الأنيس المـجـاور

غرائر ما فترن في صـيد غـافـل

 

بألحاظهن الساجـيات الـفـواتـر

سقى الله أيامـي بـرحـبة هـاشـم

 

إلى دار شرشير محـل الـجـآذر

سحائبُ يسحبْنَ الذيول على الـثـرى

 

ويُضحي بهنّ الزهْرُ رَطْبَ المحاجر

منازلُ لذاتـي ودار صـبـابـتـي

 

ولهوي بأمثال النجـوم الـزواهـر

رَمَتنا يَدُ المقدور عن قَـوْس فـرقَة

 

فلم يُخطِنا للحين سهـمُ الـمـقـادر

ألا هل إلى في الجزيرة بالضـحـى

 

وطيب نسيم الروض بعد الظهـائر

وأفنانها والطيرُ تنـدُبُ شَـجـوَهـا

 

بأشجارها بين الـمـياه الـزواخـر

ورقة ثوب الـجـو والـريح لـدنة

 

تُساق بمبسوط الجناحـين مـاطـر

سبيل وقد ضاقت بيَ السُبـل حـيرةً

 

وشوقاً إلى أفيائهـا بـالـهـواجـر

 

دارُ الطواويس: بدار الخلافة المعظمة ببغداد من بناء المطبعَ لله. دارُ عُمارَة: في موضعين ببغداد إحداهما في شارع المخرم من الجانب الشرقي منسوبة إلى عُمارة بن أبي الخصيب مولى روح بن حاتم وقيل مولى المنصور وكان أبو الخصيب أحد حجاب المنصور، ودار عمارة أيضاً بالجانب الغربي منسوبة إلى عمارة بن حمزة مولى المنصور وهو من ولد أبي لُبابة مولى النبي صلى الله عليه وسلم إقطاع من المنصور وكانت من قبل أن تُبنَى بغداد بستاناً لبعض ملوك الفرس ويتصل بها ربض أبي حنيفة ثم ربض عثمان بن نهيك وهو ما بين دار عمارة ومقابر قرَيش.


دار العَجَلَة: قال أحمد بن جابر: حدثني العباس بن هشام الكلبي قال كتب بعض الكنديين إلى أبي يسأله عن دار العجلة بمكة إلى من تنسب فكتب دار العجلة هي دار سعيد بن سعد بن سهم وبنو سعد يدعون أنها بُنيت قبل دار الندوة ويقولون هي أول دار بَنَتْ قريش بمكة.


دارُ علقمة: بمكة تُنسب إلى طارق بن المعقل وهو علقمة بن عُرَيج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة.


دارُ فَرَج: محلة كانت ببغداد بالجانب الشرقي فوق سوق يحيى وكان فرج مملوكاً لحمدُونة بنت غضيض أم ولد الرشيد ثم صار ولاؤهُ للرشيد وداره إقطاع من الرشيد ولم يكن على شاطىء دجلة أحكم بناءً من داره هدمت فيما هدم من منازل ابنه عمر بن فرج لما قبضت دار القز: محلة كبيرة ببغداد في طرف الصحرا بين البلد وبينها اليوم نحو فرسخ وكل ما حولها قد خرب ولم يبق . إلا أربع محال متصلة. دار القز، والعتابين والنصرية، وشِهَارسوك والباقي تُلُول قائمة وفيها يعمل اليوم الكاغد. ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد المعمر بن أحمد بن يحيى بن حسان بن طَبرزد المؤدب الدارَقزي سمع الكثير بإفادة أخيه أبي البقاءِ محمد بن محمد بن طبرزد وعمر حتى روى ما سمعه وطلبه الناس وحمل إلى دمشق بالقصد إلى السماع عليه حمله الملك المحسن أحمد بن الملك الناصر من بغداد فسمع عليه وخلق كثير من أهل دمشق وكان قد انفرد بكثير من الكتب ولم يكن يعرف شيئاً من أبي الحُصين ومن أبي المواهب وأبي الحسن الزاغوني وغيرهم وعاد إلى بغداد وكان مولده في ذي الحجة سنة 516ومات في رجب سنة 607 ودُفن بباب حرب ببغداد.


دارالقضاء: هي دار مروان بن الحكم بالمدينة وكان لعمربن الخطاب رضي الله عنه فبيعَت في قضاء دينه موته وقد زعم بعضهم أنها دار الإمارة بالمدينة وهو محتمل لأنها صارت لأمير المدينة.


دار القطن: محلة كانت ببغداد من نهر طابق بالجانب الغربي بين الكرخ ونهر عيسى بن علي. ينسب إليها الحافظ الإمام أبو الحسن علي الدار قطني رحمه الله و غيره الحافظ المشهور روى عن أبي القاسم البغوي بكر بن أبي داود وخلق لا يُحصون وكان أديباً يحفظ عدة من الدواوين منها ديوان السيد الحميري فنسب إلى التشيع وتفقه على مذهب الشافعي،رضي الله عنه وأخذ الفقه عن أبي سيد الإصطخري وقيل عن صاحب أبي سعيد ومولده في ذي القعدة سنة 306ومات في ذي القعدة سنة385 ودُفن قريباً من معرف الكرخي.


دار قمام: بالكوفة منسوبة إلى قُمَام بنت الحارث بن هانيء الكندي عند دار الأشعث بن قيس والله أعلم.


دار القوارير: قال أحمد بن جابر: حدثني العباس بن هشام الكلبي قال: كتب بعض الكنديين إلى أبي يسأله عن مواضع منها دار القوارير بمكة فكتب فأما دار القوارير فكانت لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد ثم صارت للعباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب ثم صارت لأم جعفر زُبيدة بنت أبي الفضل بن المنصور فاستعملت في بنائها القوارير فنسبت إليها وكان حماد البربري بناها قريباً من خلافة الرشيد وأدخل بئر جُبَير بن مطعم بن علي بن نوفل بن عبد مناف إليها.


داركان: بعد الراء كاف وآخره نون. قرية من قرى مرو بينها وبين مرو فرسخ واحد. خرج منها طائفة من أهل العلم. منهم علي بن إبراهيم السلمي أبو الحسن المروزي الداركاني صحب عبد الملك بن المبارك وحدث ببغداد عن أبي حمزة السكري وعبد الله بن المبارك والنصربن محمد الشيباني روى عنه أحمد بن حنبل وعباس الدوري وأحمد بن الخليل البرجُلاني وغيرهم وكان ثقة مات سنة 213. دَارَك: بعد الراء كاف. من قرى أصبهان. نسب إليها قوم من أهل العلم. منهم أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الداركي من كبار الفقهاء الشافعية سكن بغداد ودرس بها وكان أبوه محدث أصبهان في وقته وتوفي أبو القاسم ببغداد سنة 375.


دَارُ المثمنة: بدار الخلافة وهي من عمارة المطيع لله تعالى.


دَارُ المُرَبعَة: بدار الخلافة ببغداد وهي من بناء المطيع لله أيضاً .


دَارُ الندوَة: بمكة أحدثها قُصَي بن كلاب بن مرة لما تملك مكة وهي دار كانوا يجتمعون فيها للمشاورة وجعلها بعد وفاته لابنه عبد الدار بن قصي. ولفظه مأخوذ من لفظ الندي والنادي والمنتدى وهو مجلس القوم الذين يندون حوله أي يذهبون قريباً منه ثم يرجعون، والنادية في الجمال أن تصرف عن الورد إلى المرعى قريباً ثم تعاد إلى الشرب وهو المندَى. صارت هذه الدار إلى حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فباعها من معاوية بمائة ألف درهم فلامه معاوية على ذلك وقال بعت مكرمة اَبائك وشرفهم فقال حكيم ذهبت المكارم إلا التقوى والله لقد اشتريتها في الجاهلية بِزق خمر وقد بعتُها بمائة ألف درهم وأشهدكم أن ثمنها في سبيل الله تعالى فأينا المغبون، وقال ابن الكلبي: دار الندوة أول دار بَنَت قريش بمكة وانتقلت بعد موت قصي إلى ولده الأكبر عبد الدار ثم لم تزل في أيدي بنيه حتى باعها عِكرِمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدارمن معاوية بن أبي سفيان فجعلها دار الإمارة.


دار المقطع: بالكوفة تنسب إلى المقطع الكلبي وله يقول عدي بنَ الرقاع.

على ذي منار تَعرف العين مَتنـهُ

 

كما تعرف الأضياف دار المقطع

 

دارُ نخلة: مضافة إلى واحد النخل جاء ذكرها في الحديث، وهو موضع سوق المدينة.
دارُ وَاشكيذان: بعد الواو والألف شين معجمة وآخره نون. قرية من قرى هَرَاة. ينسب إليها داري وفيها يقول الشاعر:

يا قرية الدار هل لي فيك من دار

 

دارُوما: إحدى مدُن قوم لوط بفلسطين ولعلها الداروم المذكورة بعد هذه.


الدارُومُ: قال ابن الكلبي قال الشرقي: نزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية: الداروم فجعل الله فيهم السواد والأدمة وأعمر بلادهم وسماءهم وجرت الشمس والنجوم من فوقهم ورفع عنهم الطاعون، والداروم قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر الواقف فيها يرى البحر إلا أن بينها وبين البحر مقدار فرسخ خربها صلاح الدين لما ملك الساحل في سنة 584. ينسب إليها الخمر. قال إسماعيل بن يسار:

ياربع رامةَ بالعـلـياء مـن رِيم

 

هل ترجعن إذا حَييَتُ تسليمـي

ما بال حي غدت بزل المطي بهم

 

تحدى لفرقتهم سيراً بتـقـحـيم

كأنني يوم ساروا شارب شملـت

 

فؤاده قهوة من خـمـر داروم

إني وجدك ما عودي بذي خَـوَرٍ

 

عند الحفاظ ولا حوضي بمهدوم

وغزاها المسلمون في سنة ثلاث عشرة وملكوها، فقال زياد بن حنظلة:

 

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

 

شدُ الخيول على جموع الروم

يضربن سيدهم ولم يمهلـهـمُ

 

وقتلن فلـهـم إلـى داروم

 

ويقال لها الدارون أيضاً. وينسب إليها على هذا اللفظ أبو بكر الداروني روى عن عبد العزيز العطار عن شقيق البلخي روى عنه أبو بكر الدينوري بالبيت المقدس. سنة ثمان وثلاثمانة الدارة: بعد الألف راءٌ كالذي قبله. مدينة من أعمال الخابور قرب قرقيسياء.


دَارَاتُ العرَب: وهي تنيف على ستين دارة استخرجتُها من كتب العلماء المتقنة وأشعار العرب المحكمة وأفواه المشايخ الثقات واستدللت عليها بالأشعار حسب جهدي وطاقتي والله الموفق ولم أر أحداً من الأئمة القدماء زاد على العشرين دارة إلا ما كان من أبي الحسين بن فارس فإنه أفرد له كتاباً فذكر نحو الأربعين فزدت أنا عليه بحول الله وقوته نحوها، فأقول الدارة في أصل كلام العرب كل جوبة بين جبال في حزن كان ذلك أوسهل، وقال أبو منصِور حكاية عن الأصمعي الدارة رمل مستدير في وسطه فجْوَة وهي الدورة وتجمع الدارة دارات كما قال زهير:

تربص فإن تُقو المَرَورات منهم

 

وداراتها لا تُقوِ منهم إذاً نخْـلُ

 

قال ابن الاعرابي الدير الدارات في الرمل والدارة أيضاً دارة القمر وكل موضع يدار به شيء يحجزه فاسمه دارة نحو الدارات التي تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر وأنشد:

ترى الإوَزِين في أ كناف دارتها

 

فوضَى وبين يديها التبرُ منثور

 

ويقال لمسكن الرجل دارة ودار. قال أمية بن أبي الصلت: يمدح عبد الله بن جُدعان.

له داعٍ بمكة مشـمـعـل

 

واَخرُ فوق دارته ينـادي

إلى رُدُحٍ من الشيزَى ملاء

 

لُبَابَ البر يلبكُ بالشـهـاد

 

قال ابن دريد وقد ذكر اثنتي عشرة دارة لم يزد عليهن ثم قال: وجميع هذه الدارات بُرُوث بيض تنبت النِصي والصليان وأفواهَ العشْب ولا يكاد ينبت فيها من حرية النبت شيء،وحُرية النبت، البقل والقراص والمِكنان، والبرث، الأرض السهلة اللينة.
دارَةُ: جاءت في شعر الطِرماح غير مضافة. فقال:

ألا ليت شعري هل بصحراء دارة

 

إلى واردات الأرتمـين ربـوع

 

دارة أجد: عن ابن السكيت ولم أظفر لها بشاهد.


دارة الأرام: أرام جمع رئم الظبي الأبيض الخالص البياض. قال برج بن خنزير المازني: مازن بن تميم وكان الحجاج ألزمه الخروج إلى المهلب لقتال الأزارقة.

أيوعدني الحجاج إن لـم أقـم لـه

 

بسولاف حولا في قتـال الأزارق

وإن لـم أرد ارزاقـه وعـطـاءه

 

وكنت امرأً صبا بأهل الخـرانـق

فأبرق وأرعد لي إذا العيس خلفت

 

بنا دارة الأرام ذات الـشـقـائق

وحلف على اسمي بعد أخذك منكبي

 

وحبس عريفي الدردقي المنافـق

 

دارة الأسواط: الأسواط بظهر الأبرق بالمضجع تناوحه جمة وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر والأسواط منافع المياه.


دارة الأكوار: في ملتقى دار ربيعة بن عقيل ودار نهيك والأكوار جبال.
دار أهوى: من أرض هجر. قال الجعدي:

تدارك عمران بن مرة سعيهم

 

بدارة أهوى والخوالج تخلج

 

عن ثعلب أهوى بفتح الهمزة وكسرها في قول الراعي.

تهانفت واستبكاك رسم المنازل

 

بدارة أهوى أو بسوقه حـائل

 

وقال أهوى ماء لبني قتيبة الباهليين: دارة باسل: عن ابن السكيت ولم أظفر بها بشاهد وما أظنها إلا دارة مأسل وقد ذكرت بعد هذا.


دارة بحتر: وسط أجإ أحد جبلي طيئ قرب جو، وبحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة وهو طيئ.


دارة بدوتين: لربيعة بن عقيل، وبدوتان هضبتان وهما هضبتان هضبتان بينهما ماء.


دارة البيضاء: تذكر مع دارة الجثوم.


دارة تيل: ذكرت في تيل.


دارة الجأب: الجأب المغرة والجأب الحمار الغليظ.


دارة الجأب لبني تميم قال جرير:

ما حاجة لك في الظعن التي بكرت

 

من دارة الجأب كالنخل المواقـير

كاد التذكر يوم البين يشعـفـنـي

 

إن الحليم بهـذا غـير مـعـذور

ماذا أردت إلى ربع وقـفـت بـه

 

هل غير شوق وأحزان وتذكـير

هل في الغواني لمن قتلن من قود

 

أو من ديات لقتلى الأعين الحـور

يجمعن خلفاً وموعوداً بخلـن بـه

 

إلى جـمـال وإدلال وتـصـوير

 

وقال جرير:

أصاح أليس اليوم منتظري صحبي

 

نحي ديار الحي من دارة الجأب

وقال أيضاً

 

إن الخـلـيط أد الـبـين يوم غـدو

 

من دارة الجأب إذا أحداجهم زمـر

لما ترفع من هيج الجنـوب لـهـم

 

ردوا الجمال لإصعادي ومن انحدروا

 

دارة الجثوم: لبني الأضبط بن كلاب، والجثوم ماء لهم يصدر لهم في دارة البيضاء.


دارة جدى: قال الأفوه الأودي:

بدارات جدي أو بصارات جنـبـل

 

إلى حيث حلت من كثيب وعز هل

 

دارة جلجل: قال ابن السكيت في تفسير قول امرؤ القيس:

ألا رب يوم لك منهن صالح

 

ولاسما يوم بدارة جلجـل

 

قال دارة جلجل بالحمى ويقال بغمر ذي كندة، وقال عمرو بن الخُثارم البَجلي:

وكنا كأنا يوم دارة جلجل

 

مدل على أشباله يتهمهم

 

وقال ابن دريد في كتاب البنين والبنات دارة جلجل بين شعَبى وبين حَسَلات وبين وادي المياه وبين البَردان وهي دار الضباب مما يواجه نخيل بني فزارة، وفي كتاب جزيرة العرب لأاصمعي دارة جلجل من منازل حُجر الكندي بنجد.
دَارَةُ الجُمْد: قال الفراءُ الجماد الحجارة واحدها جُمد. قال عُمارة:

ألا يا ديار الحي من دارة الجمـد

 

سلمت على ما كان من قدم العهد

 

دارةُ جُهْد: كذا وجدته في شعر الأَفوه الأودي حيث قال:

فردَ عليهم والـجـيادُ كـأنـهـا

 

قطا سارِب يهوِي هُوي المحجل

بدارات جهد اْو بصاراتُ جنـبـل

 

إلى حيث حلّت من كثيب وعزهل

 

دارةُ جَودات: قال الجُمَيح:

إذا حللتُ بجَوادات ودارَتهـا

 

وحال دوني من حواء عرنينُ

عَرفتمُ أن حقي غير منتـزع

 

وأن سِلْمَكمْ سلم لهـا حـين

 

دارَةُ الخَرْج: والخرج خلاف الدخل وهو لغة في الخراج ومنه اجَعل لنا خرجاً ذكر في الخرج. قال المخثل:

محبسة في دارة الخرج لم تذُق

 

بِلاَلاً ولم يُسمح لها بنـجـيل

 

دارة الخَلاءَة: وهو الحران في الناقة كما يقال في غيرها حرن دارة الخنَازيرِ: ولا أبعدُ أن تكون التي بعدها إلآ أن العُجَيرَهكذا جاءَ بها. فقال:

ويوماً بدارات الخنازير لم يئل

 

من الغَطَفانين إلا المشـرد

 

دارة خِتزَر: ويقال خَنزر بالفتح والكسر. قال الجَعدي:

ألم خيال من أميمة مـوهـنـاً

 

طروقاً وأصحابي بدارة خنزل

 

وقال الحُطيئة:

إن الرّزيّة لا أباً لك هالـك

 

بين الدُماخ وبين دارة خنزر

 

ورواه ثعلب دارة مَنزر، وقال العُجَير:

ويومُ أدركنا يوم دارة خـنـزر

 

وحماتها ضرب رحاب مسايره

 

دارةُ الخَتزَرَين: من مياه حمل بن الضباب في الأرطاة ويقال دارةالخنزيرتين، وقال ابن دريد وربما قالوا في الشعر: دارة الخنزر وهي لبني حمل من الضباب والأرطاة تصدر فيها وهي ماءة للضباب.


دارةَ داثِر: في أرض فَزَارة وداثر. ماء لهم. قال عُقْبة الفزاري:

رأيتُ المطيَّ دون دارة داثر

 

جُنُوحاً أذاقتْه الهوانَ خزائمه

 

دارة دمَون: قال الشاعر:

إلى دارة الدمُون من آل مالك

 

دارةالدور: وضبطها الهُنائي في كتاب المنضد بتشديد الواو وَرأيتها بخط يده وما أراه صنع شيئاً حُجر بن عقبة وبين أخيه شيء فأراد أن ينتقل يسلم عليه فخرج إليه في السلاح فقال له ليس لهذا جئتُ فبكى أخوه فقال حُجر:

أْلم يأت قيساً كلها أن عـزهـا

 

غداة غدٍ من دارة الدور ظاعن

هنالك جادت بالدموع موانع ال

 

عيون وشُلتْ للفراق الظعـائن

 

دارة الذئب: بنجد في ديار بني كلاب والله أعلم بالصواب.


دارة الذؤيب: لبني الأضبط وهما دارتان.


دارة الردم: في أرض بني كلاب. قال بعضهم:

لَعَنْ سُخطَةٍ من خالقي أو لشقْوة

 

تبدَلْتُ من قرقيسيا دارة الـردم

 

دارة رُمْح: في ديار بني كلاب لبني عمرو عبد الله بن أبي بكر وعنده البتيلة ماء لهم باليمامة.


قال جرانُ العَود:

وأقبلن يمشين الهُـوَينـا تـهـادياً

 

قِصار الخُطَا منهن رابٍ ومزحِفُ

كأنّ النميريَ الذي تـتـبـعـنـه

 

بدارة رُمح ظالع الرجل أحنـف

يَطُفنَ بغطريف كـأنّ حـبـيبـه

 

بدارة رمح آخر الليل مُصحـف

 

ويروى دارة رمخ عن أبي زياد.


دارة رفرَفٍ : بالفتح ويروى بالضم والتكرير وله عدة معان الرفرف كسر الخباءِ وخرقة تخاط في أسفل الفسطاط، والرفرف الذي في التنزيل قيل هو رياض الجنة وقيل المجالس وقيل الفرش والبسط وقيل الوسائد والرفرف في هذا الرف تجعل عليه طرائف البيت والرفرف الرَوشَن والرفرف ضرب من السمك والرفرف شجر مسترسل ينبت باليمن. قال الراعي:

فدَع عنك هِنْداً والمنى إنما المنـى

 

وَلوع وهل يَنهى لك الزجر مولَعا

رأى ما أْرَتـه يوم دارة رفـرف

 

لتصرعه يوماً هُنَيدةُ مصـرعـا

 

قال ثعلب رواية ابن الأعرابي رُفرُف بالضم وغيره رَفرَف بالفتح.


دارة الرِمرِم: قال الغامدي:

أعِد نظَراً هل ترى ظعنهم

 

وقد جاوَزَت دارة الرمرم

 

 دارة الرُها: قال المرّار الأسدي:

بَرِئت من المنازل غير شوق

 

إلى الدار التي بلوَى أبـان

ومن وادي القَنان وأين منى

 

بدارات الرها وادي القنـان

 

دارة رَهبَى: قال جرير:

بها كلّ ذيال الأصـيل كـأنـه

 

بدارة رَهبى ذو سِوَارَين رامح

 

دارة سَعرٍ: وقيل سِعر بالكسر. قال ابن دريد دارات الحمى ثلاث دارة عوارم ودارة وَسَط وقد ذكرتا ودارة سَعر، وهي لبني وقاص من بني أبي بكر بها الشطون بئر زَوراءُ يستسقي منها بشطنين أي بحبلين.


دارة السَلَم: قال البكاء بن كعب بن عامر الفزاري: وسمي البكاء بقوله هذا:

ما كنتُ أول من تفرق شَملُه

 

ورأى الغداة من الفراق يقينا

وبدارة السلم التي شرقـيهـا

 

دِمَن يظل حَمامُها يبكـينـا

 

دارة شُبيث: تصغير شَبَث وهي دُوَيبة كثيرة الأرجل وهي دارة لبني الأضبط ببطن الجريب واللّه أعلم.


دارة صَارَةَ: من بلاد غطفان. قال ميدان بن صخر:

عقلتُ شبيباً يوم دارة صارة

 

ويوم نَضاد النِتر أنت جنيبُ

 

دارة الصفائح: بناحية الضَمان. قال الأفوه:

فسائل جمعنا عنا وعنهـم

 

غداةَ السيل بالأسل الطويل

ألم نترُك سراتهم عيامـى

 

جثوماً تحت أرجاء الذيول

تُبكيها الأراملُ بالمـاَلـي

 

بدارات الصفائح والنصيل

 

دارةصُلْصُلٍ: لعمرو بن كلاب وهي بأعلى دارها وصلصل ذكر في موضعه. قال أبو ثمامة الصباحي:

هُمُ منعوا ما بين دارة صُلْصل

 

إلى الهَضبات من نَضاد وحائل

 

وقال جرير:

إذا ما حل أْهلكِ يا سُـلَـيمـى

 

بدارة صُلصل شَحطوا المزارا

أبيت الليل أرقُبُ كـلّ نـجـم

 

تَعرض ثم أنجـد ثـم غـارا

يحن فواد والعـين تـلـقـي

 

من العَبرات حولاً وانحـدارا

 

دارةعَسْعَسٍ : لبني جعفر وعسعس جبل طويل أحمر على فرسخ من وراءِ ضرية لبني جعفر وقد ذكر عسعس في موضعه، وقال جهم بن سَبل الكلابي:

تَهددني وأوعـدنـي مـريد

 

بنخوته وأفرده الضُـجَـاجُ

فلما أن رأى البَزَرَى جميعاً

 

دارة عسعس سكَتَ النبـاح

بمرهفَة ترى السُّفراءَ فيهـا

 

كأن وجوههم عُصُب نضاجُ

حلفتُ لأنتِجن نساءَ سَلْمـى

 

نتاجا كان أكثره الـخـدَاجُ

 

دارة عَوَارِمَ: قال ابن دريد: دارات الحمى ثلاث إحداهن دارة عوارم وعوارمُ. هضب وماء للضباب ولبني جعفر.


دارةعُوَيْج: تصغير عوْج أو عاج وكله معروف.


دارة غبير: بالغين معجمة وهو تصغير غُبرة أو غبار أو غابر وهو الماضي والباقي تصغير الترخيم في الجميع، وهو لبني الأضبط ولهم بها ماء يقال له غبير.


دارةالغُزَيل: تصغير الغزال لبني الحارث بن ربيعة بن أبي بكر بن كلاب.


دارة فَزوَع: موضع في بلاد هُذَيل. قال:

رأيت الألى يَلحَون في جنب مالك

 

قعوداً لـدينـا يوم دارة فـروع

 

ويروى راحة فروَع وقد ذكر بقية هذه الأبيات في راحة فروع.


دَارَةُ القداح: بالفتح وتشديد الدال. موضع في ديار بني تميم عن الحازمي ووجدته عن غيره دارة والقداح بكسر أوله وتخفيف الدال كأنه جمع قِدح عن ابن السكيت.


دارَةُ قُرح: بوادي القرى، وأنشد أبو عمرو:

حُبسن في قرح وفي داراتها

 

سبع ليال غير معلوماتهـا

 

وقرح هو الوادي الذي هلك فيه قوم عاد قرب وادي القرى.


دارةُ القلتَين: في ديار نُمَير من وراء ثهلاَنَ. قال بشر بن أبي خازم.

ألَمَ خيالُها بِـلـوَى حُـبَـي

 

وصحبي بين أرحلهم هجوعُ

فهل تقضي لُبانتهـا إلـينـا

 

بحيث أنتابنا منهـا سـريعُ

سمعت بدارة القَلْتَين صوْتـا

 

لحنتمة الفؤاد به مـضـوعُ

 

دارَةُ كَبد: لبني أبي بكر بن كلاب وكَبد هضبة حمراءُ بالمضجع.


دارَة الكبشات: بالتحريك للضباب وبني جعفر وكَبَشات أْجبل في ديارَ بني ذؤيبة بهن هراميت وهي ماء لهم وبها البكرة والله أعلم بالصواب.


دَارَةُ الكَورِ: بفتح الكاف في شعر الراعي. قال:

خُبرْتُ أن الفتى مرْوان يوعدنـي

 

فاستبق بعض وعيدي أيها الرجل

وفي تدوم إذ أغبَرَت منـاكـبـه

 

أو دارة الكوْر عن مروان معتزل

 

رواه ابن الاعرابي بفتح الكاف وغيره بضمها.


دارة مَأسَلِ: في ديار بني عُقَيل ومأسل نخل وماء لعقيل. قال عمرو بن لجأ.

لا تهجُ ضبةَ يا جرير فإنهـم

 

قتلوا من الروساء ما لم يقتل

قتلوا شُتيراً بابن غول وآبنـه

 

وابنَيْ هشيْم يومَ دارة مأسل

 

وقال ذو الرمَة:

هجائنَ من ضرب العصافير ضربها

 

أخذنا أبـاهـا يوم دارة مـأسـل

 

العصافير إبل كانت للنعمان بن المنذر ويقال كانت أولاً لقيس.


دارة مِحْصر : ويقال مِحصَن: في ديار بني نُمَيْر في طرف ثهلان الأًقصى وقد ذكر اشتقاق محصن في موضعه.


دَارَةُ المَرْدَمَة: لبني مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر ويصدر فيها مُرَيْخَة ومُرَيخَة ماءَ لهم عذب والمَرْدمة جبل لبني مالك وهو أسود عظيم يُناوحه سُواج.


دَارةُ المَروراتِ: قال زُهَير:

ترتص فإن تُقْو المروراتُ منهم

 

وداراتها لا تقْو منهم إذاً نخـلُ

 

دارة مَعْرُوف: بالحمى.


دَارَةُ المكامن: لبني نمَير في ديار بني ظالم.


دَارةُ مَكْمنٍ : في بلاد قيس وقد ذكر مكمن في موضعه فيها يقول الراعي.

عرفتَ بها منازل آلِ حبـي

 

فلم تملك من الطرَب العيونا

بدارة مَكْمِنٍ ساقت إلـيهـا

 

رياح الصيف أراماً وعينـا

 

دارة ملحُوب: قال الشاعر:

إن تقتلوا ابن أبي بكر فقد قتلَتْ

 

حُجراً بدارة ملحوب بنو أسـد

 

دارة مَنزَرٍ : في قول الحطيئة:

إن الرَزِيّةَ لا رَزِية مثـلـهـا

 

فاقَني حياءَك لا أبالك واصبري

إن الرزية لا أبالـك هـالـك

 

بين الدماخ وبين دارة منـزَر

دارَةُ مواضيع: هكذا ضبطه العمراني ولم يذكر موضعها. دارة مَوْضوع: قال الحصين بن الحُمام المُريُ.

جزَى اللّه أفناءَ العشيرة كـلـهـا

 

بدارة موضوع عقوقا ومأثـمـا

بنى عمنا الأذنين منهم ورهطُـنـا

 

فزارة إذ أرمت من الأمر معظما

فلما رأيتُ الوُدَ ليس بنـافـعـي

 

وإن كان يوما ذا كواكب مظلمـا

صَبَزنا وكان الصبر منا سـجـيةً

 

بأسيافنا يقطعن كذا ومِعصـمـا

يُفَلقنَ هاما مـن رجـال أعـزة

 

علينا وهم كانوا أعَق وأظلـمـا

 

دارة النصاب: قال الأفوَه:

ترَكنا الأزْدَ يبرُقُ عارضها

 

على ثجر فداراتِ النصاب

 

دارة واسِطٍ : قال بعضهم:

بما قد أرى الدارات دارات واسط

 

فما قابلَتْ ذات الصليل فجلجُـل

 

وقال أعرابي وقتل ذئباً:

أقول له والنبلُ تكـوي إهـابـه

 

إلى جانب المعزاء يا آل ثارات

قلائص أصحابي وغيري فلم أكن

 

إذا ما كبا الرِعديدُ ذا كـبـوَات

فأنفذتُ منه أهـل دارة واسـط

 

وأنْصُله ينْصلن مـنـحـدرات

 

دارة وَسط: وقد تحرك السين وتسكن. قال ابن دريد: دارات الحمى ثلاث إحداهن دارة عوارم وقد ذُكرت ودارة وسط وهو جبل عظيم. طويل على أربعة أميال من وراء ضرية لبني جعفر ويقال دارة وَسط بالتحريك، وقال:

دعوتُ الله إذ شقيت عيالـي

 

ليرزقني لدى وسط طعاما

فأعطاني ضرية خير أرض

 

تَمجُ الماء والحب النؤامـا

 

دارَةُ وشجَى: بفتح الواو وقد تضم. قال المرَار:

حي المنازل هل من أهلها خبـرُ

 

بدور وَشجى سقى داراتها المطرُ

 

وقال سماعة: أو هذَيل ابنه.

لعمرك إني يومَ أسفل عاقل

 

ودارة وَشجي الهواء لتبوع

 

دَارَةُ هَضب: ويقال لها دارة هضب القليب. قال جميل:.

أشاقك عالج فإلى الـكـثـيب

 

إلى الدارات من هضب القليب

وقال الأفوه الأودي:

ونحن الموردون شَبا العوالي

 

حياض الموت بالعدد المثاب

تركنا الأزد يبرُقُ عارضاها

 

على ثجر فدارات الهضاب

 

وثجر بأرض اليمن قرب نجران لبني الحارث بن كعب.


دارَةُ اليَعْضيدِ: قال بعضهم:

أو ما ترى أظعانهم مجرورةً

 

بين الدَخول فدارةِ اليعضيد

وقال اَخر:  

واحتثها الحادي بهَيدٍ هـيد

 

كذا لقرب قُسقس كـؤودِ

فصبحت من دارة اليعضيد

 

قبل هُتاف الطائر الغريدِ

 

دارة يَمْعونَ: بالنون وقد يروَى بالزاي وهو جيد. قال:

بدارة يمعون إلى جنب خشْرَم

 

داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس وبها قبر أبي سليمان الداراني وهو عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الزاهد ويقال أصله من واسط روى عن الربيع بن صبيح وأهل العراق روى عنه صاحبه أحمد بن أبي الحوَاري والقاسم الجوعي وغيرهما وتوفي بداريا سنة235 وقبره بها معروف بزار، وابنه سليمان من العباد والزهاد أيضاً مات بعد أبيه بسنتين وشهر في سنة 237. قال أحمد بن أبي الحوَاري اجتمعت أنا وأيو سليمان الداراني ومضينا في المسجد فتذاكرنا الشهوات من أصابها عوقب ومن تركها أثيب قال وسليمان بن أبي سليمان ساكت ثم قال لنا لقد أكثرتم منذ العشية ذكر الشهوات أما أنا فأزعم أن من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يَشْغَله عن الشهوات لم يغن عنه تركها، وأيضاً من داريا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أو عُتبة الأزدي الداراني روى عن أبي الأشعث الصنعاني وأبي كبشة السلولي والزهري ومكحول وغيرهم كثير روى عنه ابنه عبد الله بن عبد الرحمن وعبد الله بن المبارك والوليد بن مسلم وعبد الله بن كثير العاقل الطويل وخلق كثير سواهم وكان يُعدُ في الطبقة الثانية من فقهاءِ الشام من الصحابة وكان من الأعيان المشهورين، وسليمان بن حبيب أبو بكر وقيل أبو ثابت وقيل أبو أيوب االمحاربي الداراني قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابني عبد الملك قضى لهم ثلاثين سنة روى عن أنس بن مالك وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أسامة الباهلي وغيرهم روى عنه عمر بن عبد العزيز وهو من رُواة الأوزاعي وبرد بن سنان وعثمان بن أبي العاتكة وغيرهم وكان ثقة مأموناً، ومن داريا عبد الجبار بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحيم ويقال عبد الرحمن بن داود أبو علي الخولاني الداراني يعرف بابن مهنا له تاريخ داريا روى عن الحسن بن حبيب وأحمد بن سليمان بن جَزْلة ومحمد بن جعفر الخرائطي وأحمد بن عمير بن جَوْصا وأبي الجهم بن طَلاب وغيرهم روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني وتمام بن محمد وأبو نصر المبارك وغيرهم ولم يذكر وفاته.


دارِينُ: فُرْضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند والنسبة إليها داري. قال الفرزدق:

كأن تريكةً من ماءِ مزن

 

وداري الذكي من المدام

 

وفي كتاب سيف أن المسلمين اقتحموا البحر مع العلاءِ بن الحضرمي فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعاً يمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل وإن ما بين الساحل ودارين يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات فالتقوا وقتلوا وسبوا فبلغَ منهم الفارس ستة آلاف والراجل آلفين فقال في ذلك عفيف بن المنذر:

ألم تر أن اللـه ذلـل بـحـرَه

 

وأنزلَ بالكفار إحدى الجـلائل

دعونا الذي شق البحار فجاءَنـا

 

بأعجب من فلق البحار الأوائل

 

قلت أنا وهذه صفة أوال أشهر مدن البحرين ولعل اسمها آوَال ودارين واللّه أعلم فتحت في أيام أبي بكر رضي الله عنه سنة 12، وقال محمد بن حبيب: هي الداروم وهي بليدة بينها وبين غزة أربعة فتكون غير التي بالبحرين.


الدارَين: هو ربض الدارين بحلب. ذكر في ربض وقد ذكره عيسى بن سعدان الحلبي في شعره. فقال:

يا سرحة الـدارين أية سـرحة

 

مالت ذوائبها علي تـحـنـنـا

أرسى بواديك الغمـامُ ولا غـدَا

 

نفس الخزامَى الحارثي وحوشنا

أمُنفرين الوحش من أبـياتـكـم

 

حباً لظبيكم أسا أو أحـسـنـا

أشتاقـه والأَعـوجـية دونـه

 

ويصدني عنه الصوارمُ والقنـا

 

وقال الأعشى:

وكأْسِ كعين الديك باكرت خدرها

 

بفتيان صدق والنوافيس تضرب

سُلاف كأن الزعفران وعنـدمـا

 

يُصَفق في ناجودها ثم يقطـب

لها أرَج في البيت عال كـأنـه

 

ألمَ به من بحـر دارين أركـب

 

دَاسِرُ: مدينة بينها وبين زبيد اليمن ليلة كان بها علي بن مهدي الخَمري الخارجي على زبيد والمتملك لها وهي بخولان. دَاسِنُ: بالنون اسم جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم: الداسنية.


داشيلوا: قرية بينها وبين الريّ اثنا عشر فرسخاً بها كان مقتل تاج الدولة تُتش بن ألب أرسلان في صفر سنة 488 والله أعلم.


داعِية: في كتاب دمشق عثمان بن عنبسة بن أبي محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن آبي سفيان الأمَوي كان من ساكني كَفَر ْبطنا من إقليم داعية. ذكره ابن أبي العجائز فيمن كان يسكن الغوطة من بني أمية.


الدَّالية: واحدة الدوالي التي يستقى بها الماءُ للزرع. مدينة على شاطىء الفرات في غربيه بين عانة والرحبة صغيرة بها قبض على صاحب الخال القرمطي الخارجي بالشام لعنه الله.


عَامانُ: قرية قرب الرافقة بينهما خمسة فراسخ وهي لإزاء فوهة نهر النهيَا، وإليها ينسب التفاح الداماني الذي يُضرب بحمرته المثل يكون ببغداد. قال الصر يع:

وحياتي ما آلفُ الدامـانـي

 

لا ولا كان في قديم الزمان

 

ينسب إليها أحمد بن فهر بن بشير الداماني مولى بني سُليم يقال له فهر الرقي روى عن جعفر بن رَفَال روى عنه أيوب الوزان وأهل الجزيرة وتوفي بعد المائتين.


دَامَغان: بلد كبير بين الري ونيسابور وهو قصبة قومس. قال مِسعر بن مُهلهل الدامغان: مدينة كثيرة الفواكه وفاكهتها نهاية والرياح لا تنقطع بها ليلاً ولا نهاراً وبها مقسم للماء كسروي عجيب يخرج ماؤه من مغارة في الجبل ثم ينقسم إذا انحدر عنه على مائة وعشرين قسماً لمائة وعشرين رستاقاً لا يزيد قسم على صاحبه ولا يمكن تأليفه على غير هذه القسمة وهو مستطرف جداً ما رأيت في سائر البلدان مثله ولا شاهدت أحسن منه. قال وهناك قرية تعرف بقرِية الجمالين فيها عين تنبع دماً لا يشك فيه لأنه جامع لاْوصاف الدم كلها إذا ألقي فيه الزيبق صار لوقته حجراً يابساً صلباً متفنناً وتعرف هذه القرية أيضاً بغنجان وبالدامغان فيها تفاح يقال له القومسي جيد حسن أحمر يُحمل إلى العراق وبها معادن زاجات وأملاح ولا كباريت فيها وفيها معادن الذهب الصالح وبينها وبين بسطام مرحلتان. قلت: أنا جئت إلى هذه المدينة في سنة 613 مجتازاً بها إلى خراسان ولم أر فيها شيثاً مما ذكره لأني لم أقم بها وبينها وبين كِردكوه قلعة الملاحدة يوم واحد والواقف بالدامغان يراها في وسط الجبال، وقد نسب إلى الدامغان جماعة وافرة من أهل العلم. منهم إبراهيم بن إسحاق الزراد الدامغاني روى عن ابن عيينة روى عنه أحمد بن سيار، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني حنفي المن!ب تفقه على أبي عبد اللّه الضميري ببغداد وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن علي الصوري روى عنه عبد الله الأنماطي وغيره وكانت ولادته بالدامغان سنة 400 وقد ولي قضاء القضاة ببغداد غير واحد من ولده.


الدَامُ: والأدَمَى والروحان. من بلاد بني سعد. قاله السكري في شرح قول جرير:

يا حبذا الخرجُ بين الـدام والأدمـى

 

فالرِمث من بُرقة الروحان فالغرف

 

وقال أيضاً:

قد غيرَ الرَبْعَ بعد الحي إقـفـارُ

 

كأنه مصحفْ يتـلـوه أحـبـارُ

ما كنتُ جرَبت من صدق ولا صِلَةٍ

 

للغانيات ولا عنُهـن إقـصـار.

أسقى المنازلَ بين الدام والأدَمـى

 

عين تحلَب بالسـعـدَين مـدرارُ

 

قال الحفصي الدام والأدمى من نواحي اليمامة.


داموس: بلد بالمغرب من بلاد البربر من البرّ الأعظم قرب جزاير بني مزغتاي. منه أبو عمران موسى بن سليمان اللخمي الداموسي سكن المريّة وكان من القراء قرأ على أبي جعفر أحمد بن سليمان الكاتب المعروف بابن الربيع.


دَانَا: قرية قرب حلب بالعواصم في لحف جبل لُبنان قديمة وفي طرفها دَكةٌ عظيمة سعتُها سعة مَيدان منحوتة في طرف الجبل على تربيع مستقيم وتسطيح مُستوٍ وفي وسط ذلك التسطيح قُبة فيها قبر عادي لا يُدرى من فيه.


دانيث: بلد من أعمال حلب بين حلب وكفر طاب. دانِيةُ: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياءٌ مثناة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقاً مرساها عجيب يسمى السمان ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مُجاهد العامري وأهلها أقرأ أهل الأندلس لأن مجاهداً كان يستجلب القراءَ ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال فكانوا يقصدونه ويقيمون عنده فكثروا في بلاده، ومنها شيخ القراء أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات والقرآن. قال علي بن عبد الغني الحصري: يرثي ولديه.

أستودع الله لي بـدانـية

 

وسية فلذتَين من كَبـدِي

خير ثواب ذخرته لهمـا

 

توكلي فيهما على الصَمَد

 

داورُ: وأهل تلك الناحية يسمونها زِمِنْدَاورَ ومعناه أرض الداور، وهي ولاية واسعة ذات بلدان وقرى مجاورة لولاية رُخج وبست والغور. قال الإصطخري الداور اسم إقليم خصيب وهو ثغر الغور من ناحية سجستان ومدينة الداورتل ودرغور وهما على نهر هندمند، ولما غلب عبد الرحمن بن سَمُرة بن حبيب على ناحية سجستان في أيام عثمان سار إلى الداور على طريق الرُخج فحصرهم في جبل الزون ثم صالحهم على أن عدة من معه من المسلمين ثمانية آلاف ودخل على الزون وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يديه وأخذ الياقوتتين ثم قال للمرزبان: دونكم الذهب والجواهر وإنما أردت أن أعلمك أنه لا ينفع ولا يضرُ، وينسب إليه عبد الله بن محمد الداوري سمع أبا بكر الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الزيات، وأبو المعالي الحسن بن عليّ بن الحسن الداوري له كتاب سماه منهاج العابدين وكان كبيراً في المذهب نصيحاً له شعر مليح فأخذه من لا يخاف الله ونسبه إلى أبي حامد الغزالي فكثر في أيدي الناس لرغبتهم في كلامه وليس للغزالي في شيءٍ من تصانيفه شعر وهذا من أدل الدليل على أنه كتاب من تصنيف غيره وما حكي في المصنف عن عبد الله بن كرَام فقد أسقط منه لئلا يظهر للمتصفح كتبه في سنة 445 بالقدس قال ذلك السلفي.


داوردانُ: بفتح الواو وسكون الراء وآخره شرقي واسط بينهما فرسخ. قال ابن عباس في قوله عز وجل "ألم تر إلى الذبن خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت" البقرة: 243 قال: كانت قرية يقال لها داوردان: وقع بها الطاعون فهرب فنزلوا ناحية منها فهلك بعض من أقام الآخرون فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين ولم يمت في القرية أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم لو صنعنا كما صنعوا سلمنا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن فوقِع الطاعون فيها قابلاً فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفاً حتى نزلوا ذلك المكان فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه أن موتوا فماتوا فأحياهم الله تدالى بحزقيل في ثيابهم التي ماتوا فيها فرجعوا إلى قومهم أحياءً يعرفون أنهم كانوا موتى حتى ماتوا بآجالهم التي كتبت عليهم الموضع الذي حيُوا فيه دير يعرف بدير هزقل، وينسب إلى داوردان من المتأخرين محمد بن علي بن الحسين الطائي أبو العباس يعرف بابن طلامي شيخ صالح من أهل القرآن قدم بغداد وسمع بها من أبي القاسم إسما عيل بن أحمد السمرقندي وغيره ورجع إلى بلده فأقام به مشتغلاً بالرياضة والمجاهدة مات في سابع شهر رمضان سنة 455 وحضر جنازته أكثر أهل واسط.


داوُودَان: بلدة من نواحي البصرة يكثر فيها الوزن كزيادان وعبد اللان بأن ينسبوا إليها بالألف والنون. منها محمد بن عبد العزيز الداوودني عيسى بن يونس الرملي روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرُصافي. الداهِرِية: قرية ببغداد يضرب بها المثل والرَيع لأن عامة بغداد كثيراً ما يقول بعضهم لبعض إذا بالغ لو أن لك عندي الداهرية ما زاد وأيش خراج الداهِرية وما ناسب ذلك وهي ما بينم القول المحول والسندية من أعمال بادُوربا. قال في كتاب بغداد كنت أعرف مما بين المحول والسندية والمسافة خمسة فراسخ أكثر من عشرة آلف رأس نخلاً منها بالدهرية واحدها ألفان وثمانمائة ولم يبق الآن إلا شيء يسير متفرق متبدد لا يجمع منه مائتا رأس، وقد نسب إليها من المتأخرين عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري روى عن سعيد بن البناء وأبي بكر الزاغوني وأبي الوقت وهو حي في وقتنا هذا سنة 620 وأبوه عبد اللّه يروي أيضاً عن أبي محمد عبد الله بن علي المقري المعروف بابن بنت الشيخ وغيره ومات في محرم سنة575.


دَايانُ: حصن من أعمال صنعاء باليمن.