حـرف الـدال: باب الدال والجيم وما يليهما

باب الدال والجيم وما يليهما

دُجاكَنُ: بضم أوله وفتح الكاف. من قرى نَسَف بما وراء. النهر. منها إسماعيل بن يعقوب المقري الدجاكني النسفي روى عن القاضي أبي نصر أحمد بن محمد بن حبيب الكشاني توفي بنَسف في شعبان سنة 482. دَجرْجا: بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد الراءِ الساكنة جيم أخرى مقصور. بليدة بالصعيد الأدنى عليها سور وهي في غربي النيل قد خرج منها شاعر متأخر يَعْرفه المصريون يقال له المشرف وله شعر جيد منه.

قاضٍ إذا انفَصَل الخَصْمان ردهما

 

إلى الخصام بحكْم كثير منفصـل

يبدي الزهادة في الدنيا وزُخْرُفها

 

جَهْرًا ويقبل سرًا بَعْرَة الجَمَـل

 

دجلَةُ: نهر بغداد لا تدخله الألف واللام. قال حمزة:  دجلة معربة على ديلد ولها اسمان آخران وهما آرنك روذ وكُودَك دريا لي البحر الصغير. أخبرنا الشيخ مسماربن عمر بن محمد أبهر بكر المقري البغدادي بالموصل أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلاَمي أنبأنا الشيخ العالم أبو محمد جعفر بن أبي طالب أحمد بن الحسين السراج القاري أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التَوزي في شهر ربيع الاَخر سنة 440. قال: أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني. قال: دفع إلي أبو الحسن علي بن هارون ورقة ذكر أنها بخط علي بن مهدي الكسروي ووجدت فيها أول مخرج دجلة من موضع يقال له عين دجلة مسيرة يومين ونصف من آمد من موضع يعرف بهلورس من كهف مظلم وأول نهر ينصب إلى دجلة يخرج من فوق شمشاط بأرض الروم يقال له نهر الكلاب ثم أول واد ينصب إليه سوى السواقي والرواضع والأنهار التي ليست بعظيمة وادي صَلْب وهو واد بين ميافارقين وآمد. قيل: إنه يخرج من هلورس وهلورس الموضع الذي استشهد فيه علي الأرمني ثم ينصب إليه وادي ساتيدما وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصب إلى وادي ساتيدما وادي الزور الاَخذ من الكلك وهو موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية وينصب أيضاًمن وادي ساتيدما نهر مَيافارقين ثم ينصب إليه وادي السربط وهو الأخذ من ظهر أبيات أرزن وهو يخرج من خووِيت وجبالها من أرض أرمينية ثم توافي دجلة موضعاً يعرف بتل فافان فينصب إليها وادي الرزم وهو الوادي الذي يكثر فيه ماءُ دجلة وهذا الوادي مخرجه من أرض أرمينية من الناحية التي يتولاها موشاليق البطريق وما والى تلك النواحي وفي وادي الرزم ينصب الوادي المشتق وهو خارج من ناحية خلاط ثم تنقاد دجلة كهيئتها حتى توافي الجبال المعروفة بجبال الجزيرة فينصب إليها نهر عظيم يعرف بيرنى يخرج من دون أرمينية في تخومها ثم ينصب إليها نهر عظيم يعرف نهر باعيناثا ثم توافي أكناف الجزيرة المعروفة بجزيرة،ابن عمر فينصب إليها واد مخرجه من ظاهر أرمينية يعرف بالبُويار ثم توافي ما بين باسورين والجزيرة فينصب إليها الوادي المعروف بدوشا ودوشا يخرج من الزوزان فيما بين أرمينية وأذربيجان ثم ينصب إليها وادي الخابور وهو أيضاً خارج من الموضع المعروف بالزَوَزَان وهو الموضع الذي يكون فيه البطريق المعروف بجرجيز ثم تستقيم على حالها إلى بلد والموصل فينصب إليها ببلد من غربيها نهر ربما منع الراجل من خوضه ثم لا يقع فيها قطرة حتى توافي الزاب الأعظم مستنبطه من جبال أذربيجان يأخذ على زركون وبابغيش فتكون ممازجته إياها فوق الحديثة بفرسخ ثم تأتي السِن فيعترضها الزاب الأسفل مستنبطه من أرض شهرزور ثم توافي سر من رأى إلى هنا عن الكسروي، وقيل إن أصل مخرجه من جبل بقرب اَمد عند حصن يعرف بحصن ذي القرنين من تحته تخرج عين دجلة وهي هناك ساقية ثم كلما امتدت انضمَ إليها مياه جبال ديار بكر حتى تصير بقرب البحر مد البصر ورأيتُه بآمد وهو يخاض بالدواب ثم يمتد إلى ميافارقين ثم إلى حصن كيفا ثم إلى جزيرة ابن عمر وهو يحيط بها ثم إلى بلد والموصل ثم إلى تكريت، وقيل بتكريت ينصب فيه الزابان الزاب الأعلى من موضع يقال له تل فافان والزاب الصغير عند السن ومنها يعظم ثم بغداد ثم واسط ثم البصرة ثم عبادان ثم ينصب في بحر الهند فإذاً انفصل عن واسط انقسم إلى خمسة أنهر عظام تحمل السُفُنَ منها نهر ساسي ونهر الغرَاف ونهر دَقلة ونهر جعفر ونهر مَيسان ثم تجتمع هذه الأنهار أيضاً وما ينضاف إليها من الفُرات كلها قرب مطارة قرية بينها وبين البصرة يوم واحد، وروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال أوحى اللّه تعالى إلى دانيال عليه السلام وهو دانيال الأكبر أن احفر لعبادي نهرَين واجعل مفيضهما البحر فقد أمرتُ الأرض أن تُطيعك فأخذ خشبة وجعل يجرها في الأرض والماءُ يتبعه وكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ كبير ناشدوه الله فيحيد عنهم فعواقيل دجلة والفرات من ذلك قال في هذه الرواية ومبتدأ دجلة من أرمينية، ودجلة العوراء اسم لدجلة البصرة علم لها وقد أسقط بعض الشعراء الهاء منه ضرورة. قال بعض الشعراء:

 

رُوادُ أعَلى دجلَ يَهدج دونها

 

قرباً يواصله بخمس كامل

وقال أبو العلاء المعري:  

سقياً لدِجلة والدنـيا مـفـرقة

 

حتى يعودَ اجتماعُ النجم تَشتيتا

وبعدها لا أحب الشربَ من نهر

 

كأنما أنا من أصحاب طالوتـا

ذمَ الوليدُ ولم أذمُـم بـلادكـم

 

إذ قال ما أنصفتْ بغداد حوشيتا

 

وقال أبو القاسم علي بن محمد التنوخي القاضي:

أحسن بدجلة والدُّجا متصـوبُ

 

والبدرُ في أفق السماءِ مغربُ

فكأنهـا فـيه بـسـاط أزرقُ

 

وكأنه فيها طِراز مُـذهـبُ

 

ولابن التمار الواسطي يصف ضوء القمر على دجلة.

قم فاعتصنم من صروف والـنـوَب

 

واجمع بكأسك شَمل اللهو والطرب

أما ترى الليل قد ولت عـسـاكـرُهُ

 

مهزومة وجيوش الصبح في الطلب

والبدرُ في الأفق الغربي تحسـبـه

 

قد مدَ جسراً على الشطين من ذهب

 

ودجلة موضع في ديار العرب بالبادية. قال يزيد بن الطَثرية:

خَلاً الفيضُ ممن حله فالخـمـائل

 

فدجلة في الأرطى فقرْن الهوامل

وقد كان محتلا وفي العـيش غـرة

 

لأسماء مفضى ذي سليل وعاقـل

فأصبح منها ذاك قفراً وسامـحـت

 

لك النفس فانظر ما الذي أنت فاعل

 

الدجنتين: موضع في بلاد تَيم ثم بلاد الرباب منهم.


ا لدَجنيتا نِ: قال نصر : ماءتان عظيمتان عن يسار تِعشار وهو أعظم ماء لضبة ليس بينهما ميل. إحداهما لبكر بن سعد بن ضبة، والأخرى لثعلبة بن سعد إحداهما دَجنية والأخرى القيصومة يسميان الدجنتين كل واحدة أكثر من مائة ركية بينهما حجبة إذا علوتها رأيتهما وتعشار فوقهما أو مثلهما وهو ماء لبني ثعلبة بن سعد في ناحية الوَشم والدجنيتان وراء الدهناء قريب. هذا لفظه إلا أن الوشم موضع باليمامة في وسطها والدهناء في وسط نجدفكيف يتفق.


دَجُوجٌ : رمل متصل بعلَم السعد. جبلان من دومة على يوم، ودَجوج رمل مسيرة يومين إلى دون تيماء بيوم يخرج إلى الصحراء بينه وبين تيماء وهو في شعر هذَيل. قال أبو ذؤيب:

صبَا قلبه بل لج وهو لجوجُ

 

ولاحت له بالأنْعَمَين حدوجُ

كما زال نخل بالعراق مكمم

 

أمَدَّ له من ذي الفرات خليجُ

كَأنك عمري أي نظرة ناظر

 

نظرتَ وقدسٌ دونها ودجوجُ

 

وقال الراعي:

إلى ظُعن كالدوم فيها تزايل

 

وهزة أجمال لهـن وسـيج

فلما حبَا من خلفهارمل عالج

 

وجَوشٍ بدت أعناقها ودجوج

 

وقال الغوري هو رمل في بلاد كلب وليلة دجوج مظلمة. قال الراجز:

أَفربَهَا البقارمن دَجوجـا

 

يومين لا نوم ولا تعريجا

 

وقال الأسود: دجوج رمل وجرَع ومناة حمص بفلاة من أرض كلب.


دجوَةُ: بضم أوله وسكون ثانيه. قرية بمصرعلى شط النيل الشرقي على بحر رشيد بينها وبين الفسطاط ستة فراسخ من كورة الشرقية وبعضهم يقولها بكسر الدال.


دُجيل: اسم نهر في موضعين أحدهما مخرجه من أعلى بغداد بين تكريت وبينها مقابل القادسية دون سامرافيسقي كورة واسعة وبلاداً كثيرة منها أواناً وعكبرا والحظيرة وصريفين وغير ذلك ثم تصب فضلته في دجلة أيضاً ومن دجيل هذا مسكن التي كانت عندها حرب مُصعب ومقتله وإياها عنى عليّ بن الجهم الشامي بقوله وكان قدم الشام فلما قرب حلب خرجت عليه اللصوص وجرحوه وأخذوا ما معه وتركوه على الطريق. فقال:

أسال باللـيل سـيل

 

أم زيد في الليل ليل

يا إخوتي بـدجـيل

 

وأين منـي دجـيل

 

وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الفرج بن راشد بن محمد المدني الدجيلي الوراق من أهل النصرية محلة ببغداد ولي القضاء بدجيل وسمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي ذكره أبو سعد في شيوخه وإياه عن البحتري. بقوله:

 

ولولاك ما أسخطتُ عمي وروضها

 

ونهرَ دجيل للذي رضي الثـغـر

 

ودجيل الآخر نهر بالأهواز حفره أردشير بن بابك أحد ملوك الفرس، وقال حمزة كان اسمه في أيام الفرس ديلدا كودك ومعناه دجلة الصغيرة فعرب على دُجيل ومخرجه من أرض أصبهان ومصبه في بحر فارس قرب عَبادان وكانت عند دجيل هذا وقائع للخوارج وفيه غرق شبيب الخارجي.