حـرف الـدال: باب الدال والميم وما يليهما

باب الدال والميم وما يليهما

دَمَا: بفتح أوله وتخفيف ثانيه. بلدة من نواحي عمان وقيل مدينة تذكر مع دبا كانت من أسواق العرب المشهورة. منها أبو شداد. قال: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة من أديم إلى عُمان روى عنه عبد العزيز بن زياد الخبطي.

دما: بضم أوله وتشديد الميم ممالة. موضع تحت بغداد أسفل من كلوَاذاً وناحية أخرى تحت جرجرايا.

الدماج: بكسر أوله وآخره جيم. قال العمراني: موضع ذكره الحطيَئة فيه نظر.

دُماحُ: موضع في قول جرير:

تقول العاذلاتُ علاك شـيب

 

أهذا الشيبُ يمنعُني مِراحي

يكلفني فؤادي مـن هـواه

 

ظعائنَ يجتزعنَ علىدماح

ظعائنَ لم يد نَ مع النصارى

 

ولا يدرين ما سمك القراح

 

الدماخُ: بكسر أوله وآخره خاء معجمة. جبال بنجد ويقال أثقل من دَمخ الدماخ قيل هو جبل من جبال ضخام في حمى ضرية فالدماخ اسم لتلك الجبال ودمخ مضاف إليها، وقال الأصمعي في قول النابغة:

وأبلغ بني ذُبيان أن لا أخا لهـم

 

بعبس إذا حلوا الدماخَ فأظلمـا

بجمع كلَون الأعبل الجون لونه

 

ترى في نواحيه زُهيراً وحذيما

هُمُ يردُون الموتَ عند لـقـائه

 

إذا كان وردُ الموت لا بد أكرما

 

وروى ثعلب قول الحطيئة.

إن الرزية لا أبالك هـالـك

 

بين الدُماخ وبين دارة منزر

 

دماخ بضم الدال والخاء معجمة، وقال أبو زياد دماخ جبال أعظمها دَمخ وهي أوطان عمرو بن كلاب لم يدخل مع عمرو بن كلاب في دماخ أحد إلاحلفاؤهم من عادية بجيلة قال وهي دماخ أوشال منها وَشَلاَن لا يؤبيان كلاهما يسقى به النَعَمُ وأوشال سوى ذلك لا يسقى بها الناس شاءهم ولا يقدرعليها النعم أما الذي يمنع النعم منها فصعوبة الجبل وأما الذي يمنع الشاء فالأدباءُ لأنها تشرب بها الأروَى وإذاً شربت منه النعم في مشارب الأروى وإذا شربت منه النعم في مشارب الأروى وشمت أبعارها أخذها داءُ الأباء فقتلها وأنما يضر بالمِعْزَى وأما الضأن فلا يكاد يضرها، ودمخ جبل فنسب إليه بما حوله، وقال أبوعبيدة الدماخ وأظلم جبلان. قال أبو منصور: قال ثعلب عن ابن الأعربي: الدمخُ الشدخُ قال ولم أسمعه لغيره.


دماط: قرية بمصر من كورة الغربية.


دمامين: بفتح أوله وبعد الألف ميم أخرى مكسورة وياء تحتها نقطتان ونون. قرية كبيرة بالصعيد شرقي النيل على شاطئه فوق قوص وعليها بساتين ونخل كثير.


دمانس: مدينة من نواحي تفليس بأرمينية يجلب منها الأبريسم. قال أبو القاسم: أخبرني به رجل منها.


دماوند : لغة في دُنباوند ودُباوند. جبل قرب الري وكورة.


دمح: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره حاء مهملة. جبل في ديارعمرو بن كلاب قال طهمان.

 

كفى حزناً أني تطاللتُ كي أرى

 

نُرَى قُلتَي دمح كمـا تُـرَيان

 

ويوم دمح من أيام العرب وهكذا رواه الحازمي بالحاءِ المهملة وما أْراه إلا خطأ وصوابه بالخاء المعجمة كذا ذكره الأزهري والجوهري والسكَري وغيرهم ويقال دمح ودبح إذا طأطأ رأسه وليس فيه غيرها.


دمخ: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره خاء معجمة. اسم جبل كان لأهل الرس مصعده في السماءِ ميل وقيل جبل لبني نُفَيل بن عمرو بن كلاب فيه أوشال كثيرة لا تكاد تؤتى من أن يكون فيها ماءٌ قال:

بركنه أركان دمخ لا تقر

 

وقد ذكرت لغته في الدماخ، وقال طهمان بن عمرو دارمي:

ألا يا اسلما بالبئر من أم واصل

 

ومن أم جبر أيها الـطـلَـلاَن

وهل يسلم الريعان يأتي عليهما

 

صباح مساءَ نائب الحـدَثـان

ألا هَزئَتْ مني بنجران إذ رأت

 

عثاري في الكبلـين أم أبـان

كأن لم ترى قبلي أسيراً مكبـلاً

 

ولا رجلاً يرمي به الرجَـوان

عَذرتك يا عيني الصحيحة والبكا

 

فما لك يا عوراءُ والهَـمَـلان

كفى حزَناً أني تطاللت كي أرى

 

ذُرَى قلتيْ دمخ كـمـا تُـرَيان

كأنهما والآل يجري علـيهـمـا

 

من البعد عينا برقع خـلـقـان

ألاحبذا والله لو تـعـلـمـانـه

 

ظلالكما يا أيها الـعـلـمـان

وماؤكما العذب الذي لو وردتـه

 

وبي نافض الحمي إذاً لشفانـي

وإني والعبسي في أرض مذحج

 

غريبان شتَى الدار مختلـفـان

غريبان مجفُوان أكثـرهـمـنـا

 

وجيفُ مطايانا بكـل مـكـان

فمن يرَ ممسانا وملقى ركابـنـا

 

من الناس يعلم أننا سـبُـعـان

خليلي ليس الرأي في صدر واحد

 

أشيرا علي الـيوم مـا تـريان

أأركبُ صعبَ الأمر إن ذلولـه

 

بنجران لا يرجى لـحـين أوان

وما كان غضُ الطرف منا سجية

 

ولكننا في مـذحـج غـربـان

 

وقال آخر:

أمغترباً أصبحتُ في رَامَهُرمُـزٍ

 

نعم كل نجدي هـنـاك غـريبُ

فيا ليت شعري هل أسيرن مصعداً

 

ودمخ لأعضاد المطي جـنـيبُ

 

دمدم: بدالين على وزن زمزم بزايين في شعر أمية حيث قال:

ولُطتُ حجاب البيت من دون أهلها

 

تَغيبَ عنهم في صحـارِي دمـدم

 

قال الحازمي نقلته من خط السيرافي قال: لطتُ سترتُ، و دمدم موضع.


دمر: عقبة دمر مشرفة على غُوطة دمشق لها ذكر في حديث الإسكندر وغيره وهي من جهة الشمال في طريق بعلَبَكّ.


دمسيس: بالفتح ثم السكون وسينين مهملتين بينهما ياءٌ مثناة. قرية من قرى مصر بينها وبين سمنود أربعة فراسخ وبينها وبين برا فرسخان يضاف إليها كورة فيقال كورة دمسيس ومنوف.


دمشق الشام: بكسر أوله وفتح ثانيه هكذا رواه الجمهور والكسرلغة فيه وشين معجمة وآخره قاف. البلدة المشهورة قصبة الشام وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رفعة وكثرة مياه ووجود مآرب قيل سميت بذلك لأنهم دمشَقوا في بنائها أي أسرعوا وناقة دمشق بفتح الدال وسكون الميم سريعة وناقة دمشقة اللحم خفيفة. قال الزفيان:

وصاحبي ذات هباب دمشق

قال صاحب الزيج دمشق طولها ستون درجة وعرضها ثلاث وثلانون درجة ونصف وهي في الإقليم الثالث وقال أهل السير سميت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام فهذا قول ابن الكلبي، وقال في موضع آخر ولد يقطان بن عامر سالف وهم السلف وهو الذي بَنَى قصبة دمشق، وقيل أول في بناها بيوراسف، وقيل بُنيت دمشق على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمس وأربعين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة ووُلد إبراهيم الخليل عليه السلامِ بعد بنائها بخمس سنين وقيل إن الذي بَنَى دمشق جيرون بن سعد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وسماها إرم ذات العماد وقيل إن هوداً عليه السلام نزل دمشق وأسس الحائط الذي في قبلي جامعها، وقيل إن العازر غلام إبراهيم عليه السلام بَنَى دمشق وكان حبشياً وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان يسمى الغلام دمشق فسماها باسمه وكان إبراهيم عليه السلام قد جعله على كل شيءٍ له وسكنها الروم بعد ذلك، وقال غير هؤلاء سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها وكان معه إبراهيم كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجى الله تعالى إبراهيم من النار، وقال آخرون سميت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وهو أخو فلسطين وأيلياءَ وحمص والأردن وبَنَى كل واحد موضعاً فسمي به. وقال أهل الثقة من أهل السير أن آدم عليه السلام كان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت انات وحَواء في بيت لِهيا وهابيل في مُقرَى وكان صاحب غنم وقابيل في قُنينة وكان صاحب زرع وهذه المواضع حول دمشق وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان فما يقبل منه تنزل نار تحرقه وما لا يقبل بقي على حاله فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه فوضعه على الصخرة فنزلت النار فأحرقته وجاء قابيل بحنطة من غلته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها فحسد قابيل أخاه وتبعه إلى الجبل المعروف بقاسيون المشرف على بقعة دمشق وأراد قتله فلم يدر كيف يصنع فأتاه إبليس فأخذ حجراً وجعل يضرب به رأسه فلما رآه أخذ حجراً فضرب به رأس أخيه فقتله على جبل قاسيون وأنا رأيت هناك حجراً عليه شيء كالدم يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به وأن ذلك الإحمرار الذي عليه أثر دم هابيل وبين يديه مغارة تُزار حسنة يقال لها مغارة الدم لذلك رأيتُها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون، وقد روى بعض الأوائل أن مكان دمشق كان داراً لنوح عليه السلام ومنشأ خشب السفينة من جبل لُبنان وأن ركوبه في السفينة كان من عين الجر من ناحية البقاع، وقد روي عن كعب الأحبار أن أول حائط وُضع في الأرض بعد الطوفان حائط دمشق وحران، وفي الأخبار القديمة عن شيوخ دمشق الأوائل أن دار شداد بن عاد بدمشق في سوق التين يفتح بابها شأماً إلى الطريق وأنه كان يزرع له الريحان والورد وغير ذلك فوق الأعمدة بين القنطرتين قنطرة دار بطيخ وقنطرة سوق التين وكانت يومئذٍ سقيفة فوق العمد، وقال أحمد بن الطيب السرخسي بين بغداد ودمشق مائتان وثلاثون فرسخاً، وقالوا في قول الله عز وجل: "وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين" المؤمنون: قال هي دمشق ذات قرار وذات رخاءٍ من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء، وقال قتادة في قول الله عز وجل: "والتين" قال الجبل الذي عليه دمشق "والزيتون" التين الجبل الذي عليه بيت المقدس "وطور سينين" شعب حسن "وهذا البلد الأمين"، التين مكة وقيل إرم ذات العماد دمشق، وقال الأصمعي جنان االدنيا ثلاث غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلَة وحشوش الدنيا ثلاثة الأبلة وسيراف وعمان، وقال أبو بكر: محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر الأديب جنان الدنيا أربع غوطة دمشق وصُغد سمرقند وشعب بَوان وجزيرة الأبلة وقد رأيتُها كلها وأفضلُها دمشق، وفي الأخبار أن إبراهيم عليه السلام وُلد في غوطة دمشق في قرية يقال لها: برزَة في جبل قاسيون وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق ويقال إن المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاءُ مغارة الدم فى جبل قاسيون ويقال إنها كانت مأوى الأنبياء ومصلاًهم والمغارة التي في جبل النيرب يقال إنها كانت مأوى عيسى عليه السلام ومسجدا إبراهيم عليه السلام أحدهما في الأشعريين والاَخر في  برزَةَ ومسجد القديم عند القطيعة ويقال إن هنا قبرموسى عليه السلام ومسجد باب الشرقي النيى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عيسى عليه السلام ينزله فيه والمسجد الصغير الذي خلف جَيرُون يقال: إن يحيى بن زكرياء عليه السلام قُتل هناك والحائط القبلي من الجامع يقال إنه بناه هود عليه السلام وبها من قبور الصحابة ودورهم المشهورة بهم ما ليس في غيره من البلدان وهي معروفة إلى الآن. قال المؤلف: ومن خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها فقَل أن تَمرَ بحائط إلا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يُشرَب منه ويستقي الوارد والصادر وما رأيتُ بها مسجداً ولا مدرسة ولا خانقاها إلا والماءُ يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسح في مَيضأة والمساكن بها عزيزة لكثرة أهلها والساكنين بها وضيق بقعتها ولها ربض دون السور محيط بأكثر البلد يكون في مقدار البلد نفسه وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة وبها جبل قاسيون ليس في موضع من المواضع أكثر من العباد الذين فيه وبها مغاوير كثيرة وكهوف وآثار الأنبياء والصالحين لا توجد في غيرها وبها فواكه جيدة فائقة طببة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حران وما يقارب فتعم الكل، وقد وصفها الشعراءُ فأكثروا وأنا أذكر من ذلك نبذة يسيرة، وأما جامعها فهو الذي يضرب به المثل في حسنه وجملة الأمر أنه لم توصف الجنة بشيءٍ إلآوفي دمشق مثله ومن المحال أن يُطلب بها شيءٌ من جليل أعراض الدنيا ودقيقها إلآوهو فيها أوجد من جميع البلاد وفتحها المسلمون في رجب سنة 14 بعد حصار ومنازلة وكان قد نزل على كل باب من أبوابها أمير من المسلمين فصدمهم خالد بن الوليد من الباب الشرقي حتى افتتحها عنوة فأسرعَ أهل البلد إلى أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشُرَحبيل بن حَسنَة وكان كل واحد منهم على ربع من الجيش فسألوهم الأمان فأمنوهم وفتحوا لهم الباب فدخل هؤلاء من ثلاثة أبواب بالأمان ودخل خالد من الباب الشرقي بالقهر وملكوهم وكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخبر وكيف جرى الفتح فأجراها كلها صلحاً، وأما جامعها فقد وصفه بعض أهل دمشق فقال هو جامع المحاسن كامل الغرائب معدود من إحدى العجائب قد زُورَ بعض فرشه بالرخام وألف على أحسن تركيب ونظام وفوق ذلك فص أقداره متفقة وصنعته مؤتلفة بساطه يكاد يقطر ذهباً ويشتعل لهباً وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان لكنها لا تجنى إلاّ بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار بل باقية على طول الزمان مدركة بالعيان في كل أوان لا يمسها عطش مع فقدان القطر ولا يعتريها ذبول مع تصاريف الدهر، وقالوا: عجائب الدنيا أربع قنطرة سنجة ومنارة الإسكندرية وكنيسة الرها ومسجد دمشق وكان قد بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان وكان ذا همة في عمارة المساجد وكان الابتداء بعمارته في سنة 87وقيل سنة 88، ولما أراد بناءه جمع نصارى دمشق وقال لهم إنا نريد أن نزيد مسجدنا كنيستكم يعني كنيسة يوحنا ونعطيكم كنيسة حيث شئتم وإن شئتم أضعفنا لكم الثمن فأبوا وجاؤوا بكتاب خالد بن الوليد والعهد وقالوا إنا نجد في كتبنا أنه لا يهدمها أحد إلا خُنِقَ فقال لهم الوليد فأنا أول يهدمها فقام وعليه قَباءٌ أصفر فهدم وهدم الناس ثم زاد في المسجد ما أراده واحتفل في بنائه بغاية ما أمكنه وسهل عليه إخراج الأموال وعمل له أربعة أبواب في شرقيه باب جَيرون وفي غربيه باب البريد وفي القبلة باب الزيادة وباب الناطفانيين مقابله وباب الفراديس في دبر القبلة، وذكر غَيث بن علي الأرمنازي في كتاب دمشق على ما حدثني به الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني أدام الله أيامه أن الوليد أمر أن يستقصى في حفر أساس حيطان الجامع فبينما هم يحفرون إذ وجدوا حائطاً مبنياً على سمت الحفر سواء فأخبروا الوليد بذلك وعرفوه أحكام الحائط واستأذنوه في البنيان فوقه فقال لا أحب إلاّ الإحكام واليقين فيه ولستُ أثق بإحكام الحائط حتى تحفروا في وجهه إلى أن تدركوا الماء فإن كان محكما مرضياً فابنوا عليه وإلا استأنفوه فحفروا في وجه الحائط فوجدوا باباً وعليه بلاطة من حجر مانع وعليه منقور كتابة فاجتهدوا في قراءتها حتى ظفروا بمن  عزَفهم أنه من خط اليونان وأن معنى تلك الكتابة ما صورته لما كان العالم محدثاً لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدث لهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين فوجدت عبادة خالق المخلوقات حينئذٍ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محب الخير على مضي سبعة آلاف وتسعمائة عام لأهل الأسطوان فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه بخير فعل والسلام، وأهل الأسطوان قوم من الحكماء الأول كانوا ببعلبك حكى ذلك أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف، ويقال: إن الوليد أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين وحملت إليه الحسبانات بما أنفق عليه على ثمانية عشر بعيراً فأمر بإحراقها ولم ينظر فيها وقال هو شيء أخرجناه لله فلم نتبعه، ومن عجائبه أنه لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها، وحكى أنه بلغ ثمن البقل الذي أكله الصناع فيه ستة آلاف دينار وضج الناس استعظاماً لما أنفق فيه وقالوا: أخذ بيوت أموال المسلمين وأنفقها فيما لا فائدة لهم فيه. قال: فخاطبهم وقال بلغني أنكم تقولون وتقولون وفي بيت مالكم عطاءُ ثماني عشرة سنة إذا لم تدخل لكم فيها حبة قمح فسكت الناس وقيل إنه عمل في تسع سنين وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم يقطعون الرخام وكان فيه ستمائة سلسلة ذهب فلما فرغ أمر الوليد أن يسقف بالرصاص فطلب من كل البلاد وبقيت قطعة منه لم يوجد لها رصاص إلآ عند امرأة وأبت أن تبيعه إلا بوزنه ذهباً فقال اشتروه منها ولو بوزنه مرتين ففعلوا فلما قبضت الثمن قالت إني ظننت أن صاحبكم ظالم في بنائه هذا فلما رأيت إنصافه فأشهدكم أنه لله وردت الثمن فلما بلغ ذلك إلى الوليد أمر أن يكتب على صفائح المرأة لله ولم يدخله فيما كتب عليه اسمه، وأنفق على الكرمة التي في قبلته سبعين ألف دينار، وقال موسى بن حماد البربري: رأيت في مسجد دمشق كتابة بالذهب في الزجاج محفوراً سورة "ألهاكم التكاثر" إلى آخرها ورأيت جوهرة حمراء ملصقة في القاف التي في قوله تعالى "حتى زرتم المقابر" "التكاثر 1،2" فسألت عن ذلك فقيل لي أنه كانت للوليد بنت وكانت هذه الجوهرة لها فماتت فأمرت أمها أن تدفن هذه الجوهرة معها في قبرها فأمر الوليد بها فصيرت في قاف المقابر من "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر" ثم حلف لأمها أنه قد أودعها المقابر فسكتت، وحكى الجاحظ في كتاب البُلدان قال قال بعض السلف ما يجوز أن يكون أحد أشدَ شوقاً إلى الجنة من أهل دمشق لما يرَونه من حسن مسجدهم وهو مبني على الأعمدة الرخام طبقتين الطبقة التحتانية أعمدة كبار والتي فوقها صغار في خلال ذلك صورة كل مدينة وشجرة في الدنيا بالفُسَيفساءِ الذهب والأخضر والأصفر وفي قبليه القُبة المعروفة بقبة النسر ليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظراً منها ولها ثلاث منائر إحداها وهي الكبرى كانت ديدبانا للروم وأقرت على ما كانت عليه وصيرت منارة ويقال في الأخبار إن عيسى ينزل من السماءِ عليها ولم يزل جامع دمشق على تلك الصورة يبهر بالحسن والتنميق إلى أن وقع فيه حريق في سنة 461 فأذهب بعض بهجته وهذا ما كان في صفته قال أبو المطاع بن حمدان في وصف دمشق:

سَقى اللّه أرض الغوطتين وأهلَها

 

فلي بجنوب الغوطتين شـجـون

وما ذقت طعمَ الماءِ إلا استخفنـي

 

إلى بَرَدىَ والنير بـين حـنـين

وقد كان شكي في الفراق يروُعني

 

فكيف كون الـيوم وهـو يقـين

فوالله ما فارقتكم قـالـياً لـكـم

 

ولكن ما يقضى فسـوف يكـون

 

وقال الَصنَوبري:

صَفَتْ دُنيا دمشق لقاطِنيهـا

 

فلستَ ترى بغير دمشقِ دُنيا

تفيض جداول البلور فيهـا

 

خلال حدائق يُنبتـنَ وشـيا

مكللةً فواكههن أبـهـى ال

 

مناظر في مناظرنا وأهـيا

فمن تُفاحة لم تَـعْـدُ خـداً

 

ومن أترُجة لم تعـد ثـديَا

 

وقال البُحتري:

أما دمشق فقد أبدت محاسنـهـا

 

وقد وفى لك مُطريها بما وعدا

إذا أردت ملأت العين من بلـد

 

مستحسن وزمان يشبه البـلـدا

يُمسي السحابُ على أجبالها فرقاً

 

ويُصبح النبت في صحرائها بدَدا

فلستَ تبصر إلا واكفاً خضِـلاَ

 

أو يانعاً خَضِراً أو طائراً غردا

كأنما القيظ ولى بعـدَ جـيئتـه

 

أو الربيع دنا من بعد ما بَعُـدَا

 

وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقار يمدح دمشق:

سقى الله ما تحوي دمشق وحياها

 

فما أطيبَ اللذات فيها وأهناهـا

نزَلنا بها واستوقفتنا مـحـاسـن

 

يحن إليها كل قلـب ويهـواهـا

لَبسنا بها عيشـا رقـيقـاً رداؤه

 

ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها

وكم ليلة نادمت بدر تمـامـهـا

 

تَقَضتْ وما أبقت لنا غير ذكراها

فآهاً على ذاك الزمان وطـيبـه

 

وقل له من بعده قولتـي واهـا

فيا صاحبي إما حملـت رسـالة

 

إلى دار أحباب لها طاب مغناها

وقل ذلك الوجد المبرح ثـابـت

 

وحرمة أيام الصبا ما أضعناهـا

فإن كانت الأيام أنست عهـودَنـا

 

فلَسنا على طول المدى نتناساها

سلام على تلك المعاهـد إنـهـا

 

مَحط صبابات النفوس ومثواهـا

رعى الله أياماً تقضت بقربـهـا

 

فما كان أحلاها لدَيها وأمراهـا

 

وقال آخر في ذم دمشق:

إذا فاخروا قـالـوا مـياه غـزيرة

 

عِذاب وللظامـي سُـلاَف مـورقُ

سلاف ولكن السراجين مـزجُـهـا

 

فشاربها منها الـخـرا يتـنـشـق

وقد قال قوم جنة الـخـلـد جـلـقَ

 

وقد كذبوا في ذا المقال ومَخرقـوا

فمـا هـي إلا بـلـدة جـاهـلـية

 

بها تكسُدُ الخيرات والفسق يَنـفُـقُ

فحسبهـم جـيرون فـخـراً وزينة

 

ورأسَ ابن بنت المصطفى فيه علَقوا

 

قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة قد أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال أنْزِع هذا الرخام والفُسَيفساء وأنزع هذه السلاسل وأصير بدلها حبالاً فاشتدَ ذلك على أهل دمشق حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذن لهم في دخول المسجد فأذن لهم أن يدخلوا من باب البريد فوكل بهم رجلا يعرف لغتهم ويستمع كلامهم وينهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد فنكَس رئيسُهم رأسه واصفرَ لونه فقالوا له في ذلك فقال إنا كُنا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيتُ ما بنوا علمتُ أن لهم مدَة لا بد أن يبلغوها. فلما أُخبر عمر بن عبد العزيز بذلك قال إني أرى مسجدكم هذا غَيظاً على الكفار وترَكَ ما هم به، وقد كان رصَعَ محرابه بالجواهر الثمينة وعلق عليه قناديل الذهب والفضة، وبدمشق من الصحابة والتابعين وأهل الخير والصلاح الذين يزارون في ميدان الحصى وفي قبلي دمشق قبر يزعمون أنه قبر أم عاتكة أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده قبر يروون أنه قبر صُهيب الرومي وأخيه والمأثور أن صُهيباً بالمدينة وأيضاً بها مشهد التاريخ في قبلته قبرٌ مسقوف بنصفين وله خبر مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقبر فضة جارية فاطمة رضي الله عنها وأبي الدرداءِ وأم الدرداءِ وفُضالة بن عبيد وسهل بن الحنظلية وواثلة بن الأسقَع وأوس بن أوس الثقفي وأمّ الحسن بنت جعفر الصادق رضي الله عنه وعلي بن عبد الله بن العباس وسلمان بن علي بن عبد الله بن العباس وزوجته أم الحسن بنت علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وخديجة بنت زين العابدين وسُكَينَة بنت الحسين والصحيح أنها بالمدينة ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وبالجابية قبر أوَيس القرني وقد زرناه بالرَقة وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر والأشهر الأعرف أنه بالرقة لأنه قُتل فيما يزعمون مع علي بِصفين ومن شرقي البلد قبر عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وهذه القبور هكذا يزعمون فيها والأصح الأعرف الذي دلَت عليه الأخبار أن أكثر هؤلاء بالمدينة مشهورة قبورهم هناك وكان بها من الصحابة والتابعين جماعة غير هؤلاء قيل: إن قبورهم حُرثت وزُرعت في أول دولة بني العباس نحو مائة سنة فدرست قبورهم فادعى هؤلاء عوضاً عما درس، وفي باب الفراديسي مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما وبظاهر المدينة عند مشهد الخضر قبر محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله عنه، وبدمشق عمود العُسْر في العليين يزعمون أنهم قد خربوه وعمود آخر عند الباب الصغير في مسجد يزار ويُنْذر له وبالجامع من شرقيه مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومشهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومشهد الحسين وزين العابدين وبالجامع مقصورة الصحابة وزاوية الخضر وبالجامع رأس يحيى بن زكرياء عليه السلام ومصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا إنه خطه بيده ويقولون إن قبر هود عليه السلام في الحائط القبلي والمأثور أنه بحضرمَوت وتحت قبة النسر عمودان مُجَزعان زعموا أنهما من عرش بلقيس والله أعلم، والمنارة الغربية بالجامع هي التي تعبد فيها أبو حامد الغزالي وابن تُومرت ملك الغرب قيل أنها كانت هيكل النار وإن ذؤابة النار تطلع منها وسجد لها أهل حَوران والمنارة الشرقية يقال لها المنارة البيضاء التي ورد أن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل عليها وبها حجر يزعمون أنه قطعة من الحجر الذي ضربه موسى بن عمران عليه السلام فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً ويقال: إن المنارة التي ينزل عندها عيسى عليه السلام هي التي عند كنيسة مريم بدمشق، وبالجامع قبة بيت المال الغربية يقال إن فيها قبر عائشة رضي الله عنها والصحيح أن قبرها بالبقيع وعلى باب الجامع المعروف بباب الزيادة قطعة رمح معلقة يزعمون أنها من رمح خالد بن الوليد رضي الله عنه، وبدمشق قبر العبد الصالح محمود بن زنكي ملك الشام وكذلك قبر صلاح الدين يوسف بن أيوب بالكلاسة في الجامع وأما المسافات بين دمشق وما يجاورها فمنها إلى بعلبك يومان والي طرابلس ثلاثة أيام وإلى بيروت  ثلاثة أيام وإلى صيدا ثلاثة أيام وإلى أذرعات أربعة أيام وإلى أقصى الغوطة يوم واحد وإلى حوران والبثنية يومان وإلى حمص خمسة أيام وإلى حماة ستة أيام وإلى القدس ستة أيام وإلى مصر ثمانية عشر يوماً وإلى غزة ثمانية أيام وإلى عَكا أربعة أيام وإلى صور أربعة أيام وإلى حلب عشرة أيام، وممن ينسب إليها من أعيان المحدثين عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الدمشقي الكناني الصوفي الحافظ سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث وسمع بدمشق أبا القاسم صدقة بن محمد بن محمد القرشي وتمام بن محمد وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المري وأبا الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني وغيرهم ورحل إلى العراق فسمع محمد بن مخلد وأبا علي بن شاذان وخلقاً سواهم ونسخ بالموصل ونصيبين ومَنبج كثيراً وجمع جموعاً وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر الحميدي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد الأكفاني وأبو القاسم بن السمرقندي وغيرهم وكان ثقة صدوقاً.


قال ابن الأكفاني: ولد شيخنا عبد العزيز بن الكناني في رجب سنة389 وبدأ بسماع الحديث في سنة 407 ومات في سنة 466 وقد خرج عنه الخطيب في عامة مصنفاته وهو يقول حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته رحل وروى عن أبي نُعيم وعفان ويحيى بن معين وخلق لا يُحصون وروى عنه من الأئمة أبو داود السجستاني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وعبدان الأوزاعي ويعقوب بن سفيان الفَسَوي ومات سنة 281، وُينْسب إليها من لا يُحصى من المسلمين وألف لها الحافظ ابن عساكر تاريخاً مشهوراً في ثمانين مجلدة، وممن اشتهر بذلك فلا يعرف إلا بالدمشقي يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الدمشقي الفقيه الشافعي كان أبوه قرقوبيًا من أهل مراغة وولد يوسف.بدمشق وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد وصحب أسعد الميهني وأعاد له بعض دروسه ثم ولي تدريس النِظامية ببغداد مدة وبُنيت له مدرسة بباب الأزج وكان يذكر فيها الدرس ومدرسة أخرى الطيوريين ورحبة الجامع وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته وحدث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد البخاري وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح وعقد مجلس التذكير ببغداد وأرسله المستنجد إلى شملَةَ أمير الأشتر من قُهستان فأدركته وفاته وهو في الرسالة السادس والعشرين من شوال سنة 0563 دمَشقِين: مثل جمع دمشق جمع تصحح. من قرى مصر في الفيوم بها بصل كالبطيخ لا حرافة فيه وحدثني من دخلها أنه شق بصلةَ وأخرج وسطها فكانت كالصَحفة فأخذ فيها لبناً وأكله بها. الدمعَانَةُ: بكسر أوله وسكون ثانيه والعين مهملة وبعد الألف نون. ماء لبني بحر من بني زُهير بن جَناب الكلبيّين بالشام.


دِمَقرَاتُ: بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون القاف وراءٍ مهملة وآخره تاءَ. قرية كبيرة مشهورة في الصعيد؟؟؟ يوجد نقص من الكتاب صفحة 312 " "  منفردة منه أعني الصلو بينهما غلوة سهم ومنهلها الذي يشرب منه أهل القلعة مع السلم الأسفل عين ماءِ عذبٍ خفيف غذيٍ لا يعدوه وفيه كفايتهم وباب القلعة في شمالها وفي رأس القلعة بركة لطيفة ومياه هذه القلعة تهبط إلى وادي الجنات من شماليها، وقال محمد بن زياد المازني يمدح أبا السعود بن زُرَيع:

يا ناظري قل لي تراه كما هُوه

 

إني لأحسبه تقمَصَ لُـؤلـؤه

ما إن نظرت بزاخر في شامخ

 

حتى رأيتك جالسا في الدملوَهْ

 

دَمْ: مضاف إليه. ذو في شعر.كثير حيث قال:

أقول وقد جاوزنَ أعلامَ ذي دم

 

وذي وجمى أو دونهن الدوانك

 

دِمِمّا: بكسر أوله وثانيه. قرية كبيرة على الفرات قرب بغداد عند الفلوجة. ينسب إليها جماعة من أهل الحديث وغيرهم. منهم أبو البركات محمد بن محمد بن رضوان الدممي صاحب محمد التميمي سمع أبا علي شاذان روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي توفي سنة 493 في رجب.


دمندَانُ: مدينة كبيرة بكرمان واسعة وبها أكثر المعادن معدن الحديد والنحاس والذهب والفضة والنوشاذر والتوتيا ومعدنه بجبل يقال له دُنباوند شاهق ارتفاعه ثلاثة فراسخ بالقرب من مدينة يقال لها جواشير على سبعة فراسخ منها وفي هذا الجبل كهف عظيم مظل يُسمع من داخله دويُ خرير من خرير الماء ويرتفع منه بخار مثل الدخان فيلصق حواليه فإذا كثف وكثر خرج إليه أهل المدينة وما قاربها فيقلع في كل شهر أو شهرين وقد وكل السلطان به قوما حتى إذا اجتمع كله أخذ السلطان الخمس وأخذ أهل البلد باقيه فاقتسموه بينهم على سهام قد تراضوا بها فهو النوشاذر الذي يحمل إلى الآفاق هذا كله منقول من كتاب ابن الفقيه.


دَمَنش: كذا وجدت صورة ما ينسب إليه. الحسين بن عليّ أبو علي المقري المعروف بابن الدَمنشي ذكره الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق وقال سمع أبا الحسن بن أبي الحديد قال وبلغني أنه كان رافضياً وهو الذي سعى بأبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال هو ناصبي يروي أخبار الصحابة وخلفاء بني العباس في الجامع وكان ذلك سبب إخراج أبي بكر الخطيب من دمشق.


دمنش: بتشديد النون. من مدن صقلية على البحر دَمَنهورُ: بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة وهاءِ وواو ساكنة وآخره راء مهملة. بلدة بينها وبين الإسكندرية يوم واحد في طريق مصر متوسطة في الصغر والكبر رأيتُها، وقد ذكرها أبو هريرة أحمد بن عبد الله المصري في قوله:

شَرِبنا بـدمـنـهـور

 

شراب المِزْرِ ممزور

إذا ما صب في الكأس

 

رأْيت النور في النور

ويكسو شارب الـشـا

 

رب تغليفاً بكـافـور

 

وقال مُعلَى الطائي يخاطب عبيد بن السري بن الحكم وقد واقع خالد بن يزيد بن مزيد بدمنهور فهزمه.

فيا من رأى جيشاً ملا الأرض فيضُه

 

أطل عليهـم بـالـهـزيمة واحـدُ

تبوأ دمنـهـوراً فـدمـر جـيشُـه

 

وعردَ تحت الليل والـلـيل راكـدُ

ودمنهور أيضا قرية يقال لها دمنهور الشهيد بينها وبين الفسطاط أميال.
دمنُو: بكسر أوله وسكون ثانيه. قرية بالصعيد من غربي النيل فيها كنيسة عظيمة عند النصارى يجتمعون بها للزيارة.
دمُونُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. قال امرؤ القيس:

تطاول الليلُ علينا دمُون

 

دمون إنا معشر يمانون

وإننا لأهلنا محبـون

 

 

 

قال ابن الحائك عندَل وخَوْدون ودَمونُ مدن للصدف، وقال في موضع آخر وساكن خَودُون الصدف وساكنُ دمون هو الحارث بن عمرو بن حُجر آكل المُرَار قال وكان امرؤ القيس بن حجر قد زاد الصدف إليها وفيها يقول.

كأني لم أسمر بدمـونَ مـرة

 

ولم أشهد الغارات يوما بعندل

 

دَمِيرَةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وياءٍ مثناة من تحت ساكنة وراءِ مهملة قرية كبيرة بمصر قرب دمياط. ينسب إليها أبو تراب عبد الوهاب بن خلف بن عمرو بن يزيد بن خلف الدميري المعروف بالخف مات بدميرة سنة270، وهما دميرتان إحداهما تقابل الأخرى على شاطئ النيل في طريق من يريد دمياط، وإليها ينسب الوزير الجليل القدر صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر وشكر عمه نسب إليه كان وزير العادل أبي بكر بن أيوب ملك مصر والشام والجزيرة ثم وزير ولده الملك الكامل مات بعد أن أضرَ وهو على ولايته في سنة 622،ونسب إلى دميرة أيضا أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك الدميري يروي عن يزيد بن هارون روى عنه أبو الحسين محمد بن علي بن جعفر بن خلاد بن يزيد التميمي الجوهري، وأبو العباس محمد بن إسماعيل بن المهلب الدميري القاضي يروي عن جيرُون بن عيسى البلَوي روى عنه أبو الحسن بن جهضم الصوفي.


دمياطُ: مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق وهي ثغر من ثغور الإسلام. جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط فإما الإسكندرية فخرابها من البربر وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابَطَها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيين والشهداء، ومن شمالي دمياط يصب ماءُ النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتُوُم عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من جانبيه بُرجان بينهما سلسلة حديد عليها حَرس لا يخرج مركب إلى البحر الملح ولا يدخل إلا بإذن ومن قبلها خليج يأخذ من بحرها سمت القبلة إلى تنيس وعلى سورها محارس ورباطات. قال الحسن بن محمد المهلبي ومن طريف أمر دمياط وتنيس أن الحاكة بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعماً ومشربا وأكثر أكلهم السمك المملوح والطري والصير المنتن وأكثرهم يأكل ولا يغسل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب فلا يشك مقلبه للابتياع أنه قد بخر بالند. قال: ومن ظريف أمر دمياط في قبلتها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلا بها فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه، وقال ابن زولاق: يُعمل بدمياط القصب البلخي من كل فنّ والشرب لا يشارك تنيس في شيء من عملها وبينهما مسيرة نصف نهار ويبلغ الثوب الأبيض بدمياط وليس فيه ذهب ثلاثمائة دينار ولا يعمل بدمياط مصبوغولا بتنيس أبيض وهما حاضرتا البحر وبهما من صيد السمك والطير والحيتان ما ليس في بلد، وأخبرني بعض وجوه التجار وثقاتهم أنه بيع في سنة 398 حُلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار وهذا مما لم يُسمع بمثله في بلد، وبها الفرش القلموني من كل لون المعلم والمطرز ومناشف الأبدان والأرجل وتتحف بها جميع ملوك الأرض، وفي أيام المتوكل سنة 238 وولاية عنبسة بن إسحاق الضبي على مصر هجم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها وما فيها وقتلوا بها جمعاً كثيراً من المسلمين وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق عشية يوم النحر في جيشه ومعه نفر كثير من الناس فلم يدركوهم ومضى الروم إلى تنيس فأقاموا بأشتومها فلم يتبعهم عنبسة. فقال يحيى بن الفضيل للمتوكل:

 

أترضى بأن يُوطا حريمك عنـوة

 

وأن يُستباح المسلمون ويُحرَبـوا

حمار أتى دمياط والـروم رتـب

 

بتنيس منه رأي عـين وأقـرب

مقيمون بالأشتوم يبغون مثـل مـا

 

أصابوه من دمياط والحرب ترْتَب

فما رام من دمياط سبراً ولا درى

 

من العجز ما يأتي وما يتجـنـبُ

فلا تنسنا إنـا بـدار مـضـيعة

 

بمصر وإن الدين قد كاد يذهـبُ

 

فأمر المتوكل ببناء حصن دمياط ولم يزل بعد في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة 614 فإن الأفرنج قدموا من وراء البحر وأوقعوا بالملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو نازل على بيسان فانهزمٍ منهم إلى خسفينَ فعاد الأفرنج إلى عكا فأقاموا بها أياما وخرجوا إلى الطور فحاصروه وكان قد عمر فيه الملك المعظم ابن الملك العادل قلعة حصينة غرم فيها مالاً وافراً فحاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري وقُتل كُند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك فقال ملك الهنكر الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام فقال الملك النوام قالوا إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصناً نام عليه حتى يأخذه أي إنه كان صبوراً على حصار القلاع واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش فقال نمضي إلي مصر فإن العساكر مجتمعه عند العادل ومصر خالية فأدى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضباً إلى بلده فتوجهت باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 615 والعادل نازل على خربة اللُصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلاً على مجمع المروج بين سَلَمية وحمص خوفاً من عادية تكون منهم من هذه الجهة واتفق خروج ملك الروم بن فليج أرسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة رعبان وتل باشر وبرج الرَصاص كلها في ربيع الأول من السنة وبلغ عسكره إلى حدود بُزاعة وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبُزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الاَخر وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيأ شيئا شبيهاً بالدم ورحل من فوره راجعاً إلى بلده والعساكر تتبعه وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة615 وقد استكمل شهرين بوروده واستعبد على الفور تل باشرُ ورعبانَ وبرجَ اللصوص ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان جمع منهم متقدماً وتركهم في بيت من بيوت رَبَض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش فرجع إلى بلده وأقام يسيراً ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه، ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة رجع قاصداً إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 615 فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام، وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة15 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم فحينئذ أنفذ الملك المعظم وخرب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحلي وجلا أهلها وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خَلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفر الدين بن زين الدين فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 18 ومنوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء َالبحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين، وطول دمياط ثلاث وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها إحدى وثلاثون درجة وربع وسدس، وينسب إلى دمياط جماعة. منهم بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي مولى بني هاشم سمع بدمشق صفوان بن صالح ببيروت سليمان بن أبي كريمة البيروتي وبمصر أبا صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم وروى عنه أبو العباس الأصمُ وأبو جعفر الطحاوي الطبراني وجماعة سواهم. قال أبو سليمان بن زبر: مات بدمياط في ربيع الأول سنه 289 وذكر غير ابن زبر توفي بالرملة بعد عوده من الحج وأن مولده سنة 196  دِميَانَةُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وبعد الألف نون. من أقاليم أكشونية بالأندلس.


دمينةُ: تصغير دمنة وهو ماسُوًد من آثار القوم. جبل للعرب.


دمينِكَةُ: قرية من قرى مصر غربي النيل والله أعلم بالصواب.