حـرف الـدال: باب الدال والواو وما يليهما

باب الدال والواو وما يليهما

دَوارُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره راء. سجن باليمامة. قال أبو أحمد العسكري: قال جحدر: وكان إبراهيم بن عربي قد حبسه بدوار.

إني دعوتك يا إلهَ مـحـمـد

 

دعوىً فأولُها لي استغفـارُ

لتجيرني من شر ما أنا خائف

 

رب البرية ليس مثلك جـارُ

تقضي ولا يقضى عليك وإنما

 

ربي بعلمك تنزل الأقـدارُ

كانت منازلنا التي كنا بـهـا

 

شتى وألَفَ بـينـنـا دوارُ

سجن يلاقي أهله من خوفـه

 

أزلا ويُمنع منهـم الـزوارُ

يغشون مقطرة كأن عمودها

 

عنُقٌ يعرق لحمها الجـزارُ

 

وقال جحدر أيضاً:

يا رب دوارَ أنقذ أهلَهُ عَجِـلاً

 

وانقض مرائرهُ من بعد إبرام

رب ارمِهِ بخراب وارمَ بانـيَه

 

بصولة من أبي شبلين ضرغام

 

وقال عطارد اللصُ:

ليست كـلـيلة دوارٍ يؤرَقُـنـي

 

فيها تاوهُ عانٍ من بني الـسِـيد

ونحن من عصبة عض الحديد بهم

 

من مُشتكٍ كبله فيهم ومصفـود

كأنما أهل حجر ينظرون مـتـى

 

يرونني جارحـاً طـيراً أبـاديد

 

دُوارُ: بضم أوله وتشديد ثانيه وآخره راء. اسم واد وقيل جبل: قال النابغة الذبياني:

لا أعرفَنْ ربرباً حُوراً مدامعها

 

كأنهن نـعـاج حـول دوار

وقال أبو عبيدة في شرح هذا البيت دوار موضع في الرمل بالضم ودوار بالفتح سجن، وقال جرير:  

أزمانَ أهلُك في الجميع تربعوا

 

ذا البيض ثم تصـيفـوا دوَارَا

 

كذا ضبطه ابن أخي الشافعي وكذا هو بخط الأزدي في شعر ابن مقبل.

أإحدَى بني عبس ذكرتُ ودونهـا

 

سنيح ومن رمل البعوضة منكِبُ

وكُتمى ودوَار كـأن ذراهـمـا

 

وقد خفيا إلا الغوارب ربـربُ

 

وهذا يدل على أنه جبل.


الدَوَاعُ: بضم أوله وآخره عين مهملة. موضع كانت فيه وقعة للعرب ومنه يوم الدواع.


دُوَاف: بضم أوله وآخره فاءٌ. موضع في قول ابن مقبل:

فلبده مس القطار ورخـه

 

نعاجُ دُوَاف قبل أن يتشددا

 

رخه، وطئَه وهو فعال من الدوف وهو السحق وقيل البل.


الدوانِكُ: موضع في قول متمم بن نويرة:

وقالوا أتبكي كل قبـر رأيتَـه

 

لقبر ثوى بين اللِوَى فالدوانِكِ

فقلتُ لهم إن الشجا يبعث الشجا

 

دَعوني فهذا كله قبر مـالـك

 

وقال الحطيئة:

أدار سليمى بالدوانك فـالـعـرف

 

أقامت على الأرواح فالديمِ الوُطفِ

وقفت بها واستنزفَتْ ماء عَبرتـي

 

من العين إلا ما كففت به طرفـي

 

دوانُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون. ناحية من أرض فارس توصف بجودة الخمر.


دُوَانُ: بضم أوله وتخفيف ثانيه. ناحية بعمان على ساحل البحر.


دُوبانُ: بالضم ثم السكون وباءٍ موحدة وآخره نون. قرية بجبل عاملة بالشام قرب صور. ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن سالم بن عبد الله الدوباني يروي عنه الحافظ السالفي في تعاليقه.


الدودَاءُ: بالمد. موضع قرب المدينة.


دُودَانُ: بدالين مهملتين الأولى مضمومة. واد في شعر حُميد وقد ذكر في جمال، ودودان قبيلة من بني أسد وهو دودان بن أسد بن خزيمة.


دورَانُ: ذو دوران بفتح أوله وبعد الواو راء مهملة وآخره نون. موضع بينِ قديد والجحفة، وذو دورَانَ واد يأتي من شمنصير وذروة وبه بئران يقال لإحداهما رُحبة وللأخرى سُكوبة وهو لخزاعة. قال الأصمعي: ونصران غزت بنو كعب بن عمير من خزاعة بني لحيان بأسفل من ذي دوران فامتنعت منهم بنو لحيان. فقال مالك بن خالد: الخناعي الهذلي يفتخر بذلك ورواها ابن حبيب لحذيفة بن أنس الهذلي.

 

فدىً لبني لحيان أمـي وخـالـتـي

 

بما ماصعوا بالجزع ركْبَ بني كعب

ولما رأوا نقرى تَسـيل إكـامُـهـا

 

بأرعن جـرارٍ وحـامـيةٍ غُـلْـب

تنادوا فقالوا: يال لحيان مـاصِـعـوا

 

عن المجد حتى تثخنوا القوم بالضرب

فضـاربـهـم قـوم كـرامٌ أعـزة

 

بكله خُفاف النصل ذي رُبَد عضـب

أقاموا لهم خيلاً تـزاور بـالـقَـنَـا

 

وخيلا جُنوحاً أو تعارض بالـركـب

فما ذر قرنُ الشمس حتى كـأنـهـم

 

بذات اللظى خشب تجر إلى خشـب

كأن بذي دورانَ والجـزع حـولـه

 

إلى طرف المقراة راغيةَ السـقـب

 

وقال أيضاً:

أباحَ زهيرَ بن الأغر ورهطـه

 

حُماة اللواءِ والصفيحُ القواضبُ

أتى مالك يمشي إليه كما مشى

 

إلى خيسِهِ سيد بخفان قاطـبُ

فزال بذي دوران منكم جماجـم

 

وهام إذا ما جنه الليل صاخبُ

 

وقال أيضاً:

وجاوزن ذا دورانَ في غَيْطَل الضحى

 

وذو الظل مثل الظل ما زاد إصبَعَـا

 

وقال عمر بن أبي ربيعة:

وليلة ذي دوران جشمني السرَى

 

وقد يجثم الهول المحب المغررُ

وقال ابن قيس الرقيات:

نادتك والعيس سراع بنا

 

مَهبط في دوران فالقاع

 

دورَانُ: بضم أوله وباقيه كالذي قبله. موضع خلف جسر الكوفة كان به قصر لإسماعيل القَسري أخي خالد بن عبد القه القسري أمير الكوفة، وذو دورَانَ بأرض مَلهَم من أرض اليمامة كانت به وقعة في أيام أبي بكر رضي الله عنه بين ثُمامة بن أثال ومسيلمة الكذاب كانت لمسيلمة على المسلمين. فقال رجل من بني حنيفة:

ألم ترَنا على عهـد أتـانـا

 

بمَلْهَمَ والخُطُوبُ لها انتهاء

فشل الجمع جمع أبي فُضيْل

 

بذي دوران أْذكره اللقـاءُ

. أبو فُضيْل يريد به أبا بكر رضي الله عنه، فأجابه عمر بن أبي ربيعة السلَمي.

أيا حنفي لا تفخر بقُـرّء

 

أتانا بَغتةً ولنا الـعَـلاءُ

فما نِلتم ولا نِلنا كـبـيراً

 

بذي دُوران إذ جد النّجاءُ

 

دوَرانُ: بتشديد الواو وفتح الراءِ. من قرى فم الصلح من نواحي واسط، ينسب إليها الشيخ مصدق بن شبيب بن الحسين الواسطي النحوي مات ببغداد سنة خمس وستمائة.


الدورُ: بضم أوله وسكون ثانيه. سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد. أحدها دورُ تَكريت وهو بين سامَراً وتكريت، والثاني بين سامراً وتَكريت أيضاً يعرف بدور عرباتي، وفي عمل الدُجَيل قرية تعرف بدور بني أوقرَ وهي المعروفة بدرر الوزير عون الدين يحيى بن هُبيرة وفيها جامع ومنبر وبنو أوقر كانوا مشايخها وأرباب ثروَتها وبَنَى الوزير بها جامعاً ومنارة وآثار الوزير حسنة وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ.


قال هبة الله بن الحسين الإصطرلابي يهجو ابن هُبيرة:

قصوَى أمانيك الرجـو

 

ع إلى المساحي والنير

متربعاً وسط الـمـزا

 

بل وسط دور بني أقر

أو قائداً جمل الـزبـي

 

دي اللعين إلى سَقَـرْ

 

والدورُ أيضاً قرية قرب سُميساط، والدُورُ أيضا محلة بنيسابور، وقد نُسب إلى كل واحد منها قوم من الرُواة فأما دُورُ سامرًا.. فمنها محمد بن فرُوخان بن رُوزَبَه أبو الطيب الدوري حدث عن أبي خليفة وغيره أحاديث منكرة روى عن الجُنيد حكايات في التصُوف، وأما دور بغداد.. فينسب إليها أبو عبد اللَه محمد بن مَخلد الدوري والهيثم بن محمد الدوري. قال ابن المقري: حدثنا هَيثم ببغداد في الدور وبالقرب منها قرية أخرى تسمَى دور حبيب من عمل دجيل أيضاً وفي طرف بغداد قرب دير الروم محلة يقال لها: الدور خربت الآن، وأما دور نيسابور، فينسب إليها أبو عبد اللّه الدوري له ذكر في حكاية أحمد بن سلمة، ودُورُ الراسبي قريب من الأهواز بلد مشهور. ينسب إلى دور بغداد محمد بن عبد الباقي بن أبي الفرج محمد بن أبي اليسري بن عبد العزيز بن إبراهيم بن إسحاق بن نجيب الدوري البغدادي أبو عبد الله حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بكران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري ومحمد بن الفتح العُشاري. قال ابن شافع: وكان شيخاً صالحاً خيراً مولده في شعبان سنة 434 توفي سحرة يوم الأربعاء سابع عشر محرّم سنة 513 وقد خالف أبو سعد السمعاني ابنَ شافع في غير موضع من نسبه والأظهر قول ابن شافع لأنه أعرفُ بأهل بلده. دورُ الرَاسِبي: كأنه منسوب إلى بني راسب بن ميدَعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغَوث بين الطيب وجُندَيسابور من أرض خوزستان. منه كان أبو الحسين علي بن أحمد الراسبي ولست أدري هل الدور منسوب إليه أو هو منسوب إلى الدور وكان من عظماءِ العُمال وأفراد الرجال توفي ليلة الأربعاءِ لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة 301 في أيام المقتدر ووزارة علي بن عيسى ودفن بداره بدور الراسبي وخلف إبنة لإبنة كانت له وأخاً وكان يتقلد من حد واسط إلى حد شهرزور وكورتين من كور الأهواز جنديسابور والسوس وبادرايا وباكسايا وكان مبلغ ضمانه ألف ألف وأربعمائة ألف دينار في كل سنة ولم يكن للسلطان معه عامل غير صاحب البريد فقط لأن الحرث والخراج والضياع والشجر وسائر الأعمال كان داخلاً في ضمانه فكان ضابطاً لأعماله شديد الحماية لها من أكراد والأعراب واللصوص وخلف مالاً عظيماً وورد الخبر إلى بغداد من حامد بن العباس بمنازعة وقعت بين أخي الراسبي وبين أبي عدْنان زوج ابنته وأن كل واحد منهما طلب الرياسة لنفسه وصار مع كل واحد منهما طائفة من أصحاب الراسبي من غلمانه فتحاربا وقُتل بينهما جماعة من أصحابهما وانهزم أخو الراسبي وهرب وحمل معه مالاً جليلاً وأن رجلاً اجتاز بحامد بن العباس من قبل أبي عدنان ختن الراسبي ومعه كتاب إلى المعروف بأخي أبي صخرة وأنفذ إليه عشرين ألف دينار ليصلح بها أمره عند السلطان وأن حامداً أنفذ جماعة من الفرسان والرجالة لحفظ ما خلفه الراسبي إلى أن يوافي رسول السلطان فأمر المقتدر بالله مؤنساً الخادم بالخروج لحفظ تركته وتدبير أمره فشخص من بغداد وأصلح بين أبي عدنان وأخي الراسبي وحمل من تركته ما هذه نسخته. العين أربعمائة ألف وخمسة وأربعون ألفاً وخمسمائة وسبعة وأربعون ديناراً. الورق ثلاثمائة ألف وعشرون ألفاً ومائتان وسبعة وثلاثون درهماً. وزن الأواني الذهبية ثلاثة وأربعون ألفاً وتسعمائة وسبعون مثقالاً. آنية الفضة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون رطلاً، ومما وزن بالشاهين من آنية الفضة ثلاثة عشر ألفاً وستمائة وخمسة وخمسون درهماً، ومن الند المعمول سبعة آلاف وأربعمائة مثقال، ومن العود المُطرَى أربعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالاً، ومن العنبر خمسة آلاف وعشرون مثقالاً، ومن نوافج المسك ثمانمائة وستون نافجة، ومن المسك المنثور ألف وستمائة مثقال، ومن السُك ألفا ألف وستة وأربعون مثقالاً، ومن البرمكية ألف وثلاثمائة وتسعة وتسعون مثقالاً، ومن الغالية ثلاثمائة وستة وستون مثقالاً، ومن الثياب المنسوجة بالذهب ثمانية عشر ثوباً قيمة كل واحد ثلاثمائة دينار، ومن السروج ثلاثة عشر سرجاً، ومن الجواهر حجرا ياقوت، ومن الخواتيم الياقوتية خمسة عشر خاتماً. خاتم فصَه زبرجد، ومن حب اللؤلؤ سبعون حبة وزنها تسعة عشر مثقالاً ونصف، ومن الخيل الفحول والإناث مائة وخمسة وسبعون رأساً، ومن الخدم السودان مائة وأربعة عشر خادماً، ومن الغلمان البيض مائة وثمانية وعشرون غلاماً، ومن خدم الصقالبة والروم تسعة عشر خادماً، ومن الغلمان الأكابر أربعون غلاماً بآَلاتهم وسلاحهم ودوابهم، ومن أصناف الكسوة ما قيمته عشرون ألف دينار، ومن أصناف الفرش ما قيمته عشرة آلاف دينار، ومن الدواب المهاري والبغال مائة وثمانية وعشرون رأساً، ومن الجماز والجمازات تسع وتسعون رأساً، ومن الحمير النقالة الكبار تسعون رأساً، ومن قباب الخيام الكبار مائة وخمس وعشرون خيمة، ومن الهوادج السروج أربعة عشر هودجاً، ومن الغضائر الصيني والزجاج المحكم الفاخر أربعة عشر صندوقاً. دَوْرق: بفتح أوله وسكون ثانيه وراءٍ بعدها قاف. بلد بخوزستان وهو قصبة كورة سُرَق يقال لها دوْرَقُ الفَرَس. قال مِسْعر بن المهلهل: في رسالته ومن رامهرمُز إلى دورق تمرُ على بيوت نار في مفازة مقفرة فيها أبنية عجيبة والمعادن في أعمالها كثيرة وبدورق آثار قديمة لقُباذ بن دارا وبها صيد كثير إلا أنه يتجنب الرعي في أماكن منها لا يدخلها بوجه ولا بسبب ويقال: إن خاصية ذلك من طلسم عملته أمُ قُباذ لأنه كان لهجاً بالصيد في تلك الأماكن فربما أخَل بالنظر في أمور المملكة مدة فعمَلت هذا الطلسم ليتجنب تلك الأماكن وفيها هوام قتالة لا يبرأ سليمُها، وبها الكبريت الأصفر البحري وهو يجري الليل كله ولا يوجد هذا الكبريت في غيرها وإن حُمل منها إلى غيرها لا يسرج وإذاً أتى بالنار من غير دورق واشتعلت في ذلك الكبريت أحرقته أصلاً وأما نارها فإنها لا تحرقه وهذا من ظريف الأشياء وعجيبها لا يوقف على علته، وفي أهلها سماحة ليست في غيرهم من أهل الأهواز واكثر نسائها لا يرددن كف لامِس وأهلها قليلو الغيرة، وهي مدينة وكورة واسعة، وقد نسب إليها قوم من الرُوَاة. منهم أبو عقيل الدورقي الأزدي التاجي واسمه بشير بن عُقبة يُعدُ في البصريين سمع الحسن وقتادة وغيرهما روى عنه مسلمة بن إبراهيم الفراهيدي وهشيم ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، وأبو الفضل الدورقي سمع سهل بن عُمارة وغيره وهو أخو أبي علي الدورقي وكان أبو علي أكبر منه، ومحمد بن شِيرويه التاجي الدورقي أبو مسلم روى عنه أبو بكر بن مردوَيه الحافظ الأصبهاني، وقد نسب قوم إلى لبس القلانس الدورَقية. منهم أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح أبو عبد الله الدورقي أخو يعقوب وكان الأصغر وقيل إن الإنسان كان إذا نسك في ذلك الوقت قيل له دورقي وكان أبوهما قد نسك فقيل له دورقي فنُسب ابناه إليه وقيل بل كان أصله من دورق روى أحمد عن إسماعيل بن علية ويزيد بن هارون ووكيع وأقرانهم روى عنه أبو يعلي الموصلي وعبد الله بن محمد البغوي توفي في شعبان سنة 246، والدورق مِكيال للشراب وهو فارسي معرب، وقال الأحيمر السعدي وكان قد أتى العراق فقطع الطريق وطلبه سليمان بن علي وكان أميراً على البصرة فأهدر دمهُ فهرب وذكر حنينه إلى وطنه.. فقال:

لئن طال ليلي بالعـراق لـربـمـا

 

أتى لي لـيلٌ بـالـشـام قـصـيرُ

معي فتية بيض الوجـوه كـأنـهـم

 

على الرحل فوق الناعجاتُ بـدُورُ

أيا نـخـلات الـكـرم لا زال رائح

 

عليكنّ منهل الـغـمـام مـطـيرُ

سقِيتُن ما دامت بكـرمـان نـخـلة

 

عوامرُ تجري بـينـهـن بُـحُـورُ

وما زالت الأيامُ حـتـى رأيتـنـي

 

بدورقَ مـلـقـى بـينـهـنْ أدورُ

يذَكرنـي أطـلالـكـنْ إذا دجـت

 

علي ظِلاَلُ الدَوم وهـي هـجـيرُ

وقد كنتُ رمليًا فأصبـحـتُ ثـاوياً

 

بدورَقَ مـلـقـى بـينـهـن أدورُ

عوَى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عَوى

 

وصَوتَ إنسـانٌ فـكـدتُ أطـيرُ

رأى الله إني لـلأنـيس لـشـانـئ

 

وتبغضهم لي مُـقـلَةٌ وضـمـيرُ

 

دورَقستان: هذه بليدة رأيتُها أنا ترفأ إليها سُفُنُ البحر التي تقدم من ناحية الهند وهي على ضفة نهر عسكر مُكرَم تتصل بالبحر لا طريق للمراكب الواردة من كيش إلا إليها فأما المنفصلة عن البصرة إلى كيش فتمضي على طريق أخرى وهي طريق عبادان وإذا أرادوا الرجرع لا يهتد ون لتلك الطريق بسبب يطول ذكره فيقصدون طريق خوزستان لأن هُورها متصل بالبر فهو أيسرُ عليهم. دورقة: مدينة من بطن سرقسطة بالأندلس. ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد عبد الله بن حَوْش الدورقي المقري النحوي كان آية في النحو وتعليل القراآت وله شعر حسن وسكن شاطبة وبها توفي سنة 512، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد بن سعيد بن معاوية بن داود الأنصاري الدورقي الأطروشي سمع الخولاني بإشبيلية وابن عتاب بقرطبة وابن عطية بغرناطة وابن الخياط القَرَوي بالمرية وابن سكرة السرقسطي بمرسية واَخرين من شيوخ الأندلس وكان من أهل المعرفة بالحديث والحفظ والمذاكرة به والرحلة فيه روى عنه أبو الوليد الدباغ اللَّخمي وغيره ومات سنة 524 بقرطبة وله تآليف من جملتها شرح الشهاب وكان عسراً سيء الأخلاق قل ما يصبر على خدمة أحد وله ولد من أهل الفقه والعرفة يقال له محمد بن عبد العزيز الدورقي مات قبل أبيه، وأبو زكرياءَ يحيى بن عبد الله بن خيرة الدورقي المقري بلغ الإسكندرية وحضر عند السلفي وكتب عنه.


دوريست: بضم الدال وسكون الواو والراءِ أيضاً يلتقي فيه ساكنان ثم ياء مفتوحة وسين مهملة ساكنة وتاء مثناة من فوقها. من قرى الري. ينسب إليها عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر أبو محمد الدوريستي وكان يزعم أنه من ولد حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد فقهاء الشيعة الإمامية قدم بغداد سنة 566 وأقام بها مدة وحدث بها عن جده محمد بن موسى بشيء من أخبار الأئمة من ولد علي رضي اللّه عنه وعاد إلى بلده وبلغنا أنه مات بعد سنة 600 بيسير.


دوسَرُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وراء. قرية قرب صفين على الفرات، وذكر لي من اعتمد على رأيه أنها قلعة جعبر نفسها أو ربضها والدوسر في لغة العرب الجمل الضخم والأنثى دَوسرة، ودَوسر أيضاً كتيبة كانت للنعمان بن المنذر. قال المرار بن منقذ العدوي:

ضربَتْ دوسرُ فيهم ضربة

 

أثبتت أوتاد ملك فاستقـر

 

دوسَركَان: من قرى جوزجان من أرض بلخ. لها ذكر في مصنف يحيى بن زيد وتعرف بقرية غزوة السعود.


دوعَنُ: موضع بحضرموت. قال ابن الحائك: وأما موضع الإمام الذي تأمر في الإمامية بناحية حضرموت ففي مدينة دوعن.


دَوغانُ: قرية كبيرة بين رأس عين ونصيبين وكانت سوقاً لأهل الجزيرة يجتمع إليها أهلها في كل شهر مرة وقد رأيتها أنا غير مرة ولم أر بها سوقاً.


دوقَرَةُ: مدينة كانت قرب واسط خربت بعمارة واسط للحجاج.


دَوقَةُ: بأرض اليمن لغامد، وقال نصر دوقة واد على طريق الحاج من صنعاءَ إذا سلكوا تهامة بينه وبين يَلَملَم ثلاثة أيام. قال زهير الغامدي:

أعاذل منا المصلتون خلالـهـم

 

كأنا وإياهـم بـدوقة لاعـب

أتيناهم من أرضنا وسـمـائنـا

 

وأنى أتى للحجر أهل الأخاشب

 

الحجر بن الهِنْو بن الأزد. دوْلاَبُ: بفتح أوله وآخره باء موحدة وأكثر المحدثين يروونه بالضم وقد روي بالفتح وهو في عدة مواضع منها. دَولاب مبارك في شرقي بغداد. ينسب إليه أبو جعفر محمد بن الصباح البزاز الدولابي سمع إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن جعفر وشريكاً وغيرهم روى عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد اللّه وإبراهيم الحربي وأصله من هراة مولى لمزينة سكن بغداد إلى أن مات، وابنه أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي حدث عن أبيه وغيره، ودولاب من قرى الري ينسب إليها قاسم الرازي من قدماءِ مشايخ الري قدم مكة ومات بها وحدث محمد بن منصور الطوسي قال جئت مرة إلى معروف الكرخي فعض أنامله وقال هاه لو لحقت أبا إسحاق الدولابي كان ههنا الساعة أتى يسلم علي فذهبت أقوم فقال لي اجلس لعله قد بلغ منزله بالري. قال: وكان أبو إسحاق الرازي من جملة الأبدال ذكر ذلك أبو بكر الخطيب في تاريخه، ودولاب الخازن موضع نَسبَ أبو سعد السمعاني إليه أبا محمد أحمد بن محمد بن الحسن الخرقي يعرف بأحمد جنبه الدولابي قال وتوفي بهذا الدولاب في جمادى الأخرى سنة 546 قال: وسمعت عليه مجلساً سمعه من أبي عبد الله الدقاق. قال أبو سعد: في ترجمة الثابتي أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي الصوفي سمع الحديث الكثير قتله الغز سنة 548 بدولاب الخازن على وادي مرو، ودولاب أيضاً قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ كانت بها وقعة بين أهل البصرة وأميرهم مسلم بن عنبس بن كُرَيز بن حبيب بن عبد شمس وبين الخوارج قتل فيها نافع بن الأزرق رئيس الخوارج وخلق منهم وقتل مسلم بن عنبس فولوا عليهم ربيعة بن الأجذم وولى الخوارج عبد الله بن الماخور فقتلا أيضاً وولى أهل البصرة الحجاج بن ثابت وولى الخوارج عثمان بن الماخور ثم التقوا فقُتل الأميران فاستعمل أهل البصرة حارثة بن بدر الغدَاني واستعمل الخوارج عبيد الله بن الماخور فلما لم يقدم بهم حارثة قال لأصحابه كرنبَوا ودولبوا وحيث شئتم فاذهبوا، وكرنبا موضع بالأهواز أيضاً وذلك في سنة65. فقال عمرو القناءُ:

 

إذا قلت يسلوا القلب أو ينتهي المنى

 

أبى القلـبُ إلا حـب أم حـكـيم

 

وأول القطعة يروى لقطري أيضاً رواهما المبرَد.

لعَمرك إني في الـحـياة لـزاهـد

 

وفي العيش ما لم ألق أم حـكـيم

من الخِفرَات البيض لم ير مثلـهـا

 

شفـاء لـذي داءٍ ولا لـسـقــيم

لعمرك إني يوم ألطـم وجـهـهـا

 

على نائبـات الـدهـر جـدُ لـئيم

إذا قلت يسلوا القلب أو ينتهي المنى

 

أبى القلـب إلا حـدب أم حـكـيم

مُنغمة صفـراءُ حـلـو دلالـهـا

 

أبيت بهـا بـعـد الـهـدو أهـيم

قَطوف الخطا مخطوطة المتن زانها

 

مع الحسن خلق في الجمال عمـيم

ولو شاهدَتني يومَ دولاب أبصـرت

 

طعان فتى في الحرب غير نَمـيم

 

قال صاحب الأغاني هذه الثلاثة الأبيات ليست من هذه القطعة.

غداة طَفَتْ علماء بـكـر بـن وائل

 

وعُجنا صدور الخيل نحـو تـمـيم

فكان لعـبـد الـقـيس أول حـدن

 

وولت شيوخ الأزد وهـي تـعـوم

وكان لعبـد الـقـيس أول حـدهـا

 

وأحلافها مِن يحـصـب وسـلـيم

وظلت شيوخ الأزد في حَومة الوغى

 

تعوم وظلنا في الـجـلاد نـعـوم

فلم أر يوماً كان أكثرَ مـقـعـصـاً

 

يمـج دمـاً مـن فـائظ وكـلـيم

وضاربة خداً كريماً علـى فـتًـى

 

أغرَ نـجـيب الأمـهـات كـريم

أصيبَ بدولاب ولم تـكَ مَـوطِـنـاً

 

له أرضُ دولاب ودير حـمـــيم

فلو شهِدتـنـا يوم ذاك وخـيلـنـا

 

تُبيح من الـكـفـار كـل حـريم

رأت فتية باعوا الإله نـفـوسَـهـم

 

بجنـات عـدن عـنـده ونـعـيم

 

قال المبرَد: ولو شهدتنا يوم دولاب لم يصرف وإنما ذاك لأنه أراد البلد ودولاب أعجمي معرَب وكل ما كان من الأسماءِ الأعجمية نكرة بغير ألف ولام فإذاً دخلته الألف واللام فقد صار معرَباً وصار على قياس الأسماءِ العربية لا يمنعه من الصرف إلا ما يمنع العربي فَدولاب فُوعال مثل طومار وسُولاف وكل شيء لا يخص واحداً من الجنس من غيره فهو نكرة نحو رجل لأن هذا الاسم يلحق كل ما كان على بنيته وكذلك جمل وجبل وما أشبهه فإن وقع الاسم في كلام العجم معرفة فلا سبيل إلى إدخال الألف واللام عليه لأنه معرفة ولا فائدة في إدخال تعريف آخر فيه فذلك غير منصرف نحو فرعَونَ وهارون وإبراهيم وإسحاق.


دولاَنُ: بضم أوله وآخره نون. موضع عن العمراني.

 

دولتاباذ: موضع ظاهر شيراز قرية أو غير ذلك تسير إليه العساكر إذا أرادوا الأهواز.


الدَوْلَعيةُ: بفتح أوله وبعد الواو الساكنة لام مفتوحة وعين مهملة. قرية كبيرة بينها وبين الموصل يوم واحد على سير القوافل في طريق نصيبين. منها خطيب دمشق وهو أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي ولد بالدولعية سنة 507 وتفقه على أبي سعد بن أبي عصرون وسمع الحديث بالموصل من تاج الإسلام الحسين بن نصر بن خميس وببغداد من عبد الخالق بن يوسف والمبارك بن الشَهْرَزوي والكَرُوخي وكان زاهداً ورعاً وكان للناس فيه اعتقاد حسن مات بدمشق وهو خطيبها في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة 598.


دومَا: بالكوفة والنجفُ محلة منها ويقال اسمها دومة لأن عمر لما أجلى أكيدر صاحب دومة الجندَل قدم الحيرة فبنى بها حصناً وسماه دومة أيضاً.


دومانُ: بضم أوله وآخره نون. موضع عن العمراني.


دومَةُ: بالضم من قرى غوطة دمشق غير دومة الجندل كذا حدثني المحب عن الدمشقيين. منها عبد الله بن هلال بن الفرات أبو عبد اللّه الرَبعي الدومي الدمشقي سكن بيروت وكان أحد الزهاد حدث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني وأحمد بن عاصم الأنطاكي وأحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو العباس الأصم ومحمد بن المنذر شَكر الهرَوي وأبو نعيم الأستراباذي وعبد الرحمن بن داود بن منصور ذكره أبو القاسم، وينسب إلى دومة جماعة من رواة الحديث. منهم شجاع بن بكر بن محمد أبو محمد التميمي الدومي حدث عن أبي محمد هشام بن محمد الكوفي روى عنه عبد العزيز الكناني.


دَومُ الإيادِ: بفتح أوله والإياد بالياءِ المثناة من تحت وكسر الهمزة والدوم عند العرب شجر المقل والدوم أيضاً الظل الدائم وهو موضع في شعر ابن مقبل.

قوم محاضرهم شتى ومجمعهم

 

دوم الإياد وفاثورٌ إذا اجتمعوا

 

دومَةُ الجندَل: بضم أوله وفتحه وقد أنكر ابن دريد الفتح وعده من أغلاط المحدثين وقد جاء في حديث الواقدي دوماءُ الجندل وعدها ابن الفقيه. من أعمال المدينة سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال الزجَاجي دومان بن إسماعيل وقيل كان لإسماعيل ولد اسمه دُماً ولعله مغير منه، وقال ابن الكلبي دوماءُ بن إسماعيل قال ولما أكثر ولد إسماعيل عليه السلام بتهامة خرج دوماءُ بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصناً فقيل دوماءُ ونسب الحصن إليه وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال  أبو سعد: دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ قال ومن قبل مغربه عين تثج فتسقى ما به من النخل والزرع وحصنها مارد وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنى بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني دومة الجندل حصن وقرىً بين الشام والمدينة قرب جبلَي طيىء كانت به بنو كنانة من كلب قال ودومة من القريات من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال والقريات دومة وسكاكة وذو القارة فأما دومة فعليها سور يتحصن به وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحي بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاَوة بن أبامة بن سَلَمَة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرَس بن ثور بن عفير وهو كندة السكني الكندي وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش وجاءت بقرة وحشية فحككَت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلاً ليصيدها فهَجَمَ عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوةً وذلك في سنة تسع للهجرة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرَر عليه وعلى أهله الجزية وكان نصرانياً فأسلم أخوه حُريث فأقرَه النبي صلى الله عليه وسلم فأجلاه عمر رضي الله عنه من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسماها دومة وقيل دوماء باسم حصنه بوادي القرى فهو قائم يعرف إلا أنه خراب قال وفي إجلاء عمر رضي الله عنه أكيدر.. يقول الشاعر:

 

يا من رأى ظعناً تحمل غـدوَةً

 

من آل أكدَرَ شجوُه يَعنـينـي

قد بدلت ظعنـاً بـدار إقـامة

 

والسيرَ من حصن أشمَ حصين

 

وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد رضي الله عنه غزا دومة أيام أبي بكر رضي الله عنه كونه بالعراق في سنة 12 وقتل أكيدر لأنه كان نقض وارتد وعلى هذا لا يصح أن عمر رضي الله عنه أجلاه وقد غزيَ وقُتل في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وأحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر في كتاب الفتوح له وأنا حاكٍ جميع ما قاله على الوجه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيراً وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ديباج بالذهب فأسلم أكيدر وصالح النبي صلى الله عليه وسلم على أرضه وكتب له ولأهل دومة كتاباً وهو بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ولأهل دومة إن لنا الضاحية من الضّحل والبوْرَ والمعامِيَ وأغفال الأرض والحلقة والسلاحَ والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تُعْدَل سارحتكم ولا تعد فاردتكم ولا يحظر النبات تقيمون الصلاة وتؤتون الزكاة لحقها عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاءُ شهد الله ومن حضر من المسلمين قبل الضاحي البارز، والضحل الماء القليل، والبورُ الأرض التي لم تستخرج، والمعامي الأرض المجهولة، والأغفال التي لا آثار فيها والحلقة الدروع والحافر الخيل والبراذين والبغال والحمير والحصن دومة الجندل والضامنة النخل الذي معهم في الحصن والمعين الظاهر من الماء الدائم وقوله لا تعدل سارحتكم أي لا يصدقها المصدق إلا في مراعيها ومواضعها ولا يحشُرُها وقوله لا تعد فاردتكم أي لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرّق الصدقة ثم عاد أكيدر إلى دومة فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم منع أكيدر الصدقة وخرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة وابتنى قرب عين التمر بناءً وسماه دومة وأسلم حُريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم له ذلك. فقال سُوَيد بن الكلبي.

 

فلا يَأمَنَنْ قوم زَوَالَ جـدودهـم

 

كما زال عن خبت ظعائن أكدرا

 

وتزوج يزيد بن معاوية ابنة حريث وقيل إن خالداً لما انصرف من العراق إلى الشام مر بدومة الجندل التي غزاها أولاً بعينها وفتحها وقتل أكيدر. قال: وقد روي ن أكيدر كان منزله أولاً بدومة الحيرة وهي كانت منازله كانوا يزورون أخوالهم من كلب وإنه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رُفعت لهم مدينة متهدمة لم يبق إلا حيطانها وهي مبنية بالجندل فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة فهذا يُزيل الاختلاف.


وقد ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين علي ومعاوية كان بدومة الجندل وأكثر الرواة على أنه كان بأذْرُحَ وقد أكثر الشعراءُ في ذكر أذرح وأن التحكيم كان بها ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إلا قول الأعور الشني وإن كان الوزن يستقيم بأَذرُحَ وهو هذا:

 

رضينا بحكم اللّه في كل موطـن

 

وعمرو وعبد اللّه مخـتـلـفـان

وليس بهـادي أمةٍ مـن ضـلالة

 

بدُومةَ شيخَـا فـتـنة عَـمِـيانِ

بكت عين من يبكي ابن عفَان بعدما

 

نفا ورقَ الفرقان كـل مـكـان

ثوى تاركاً للحق متبـع الـهـوَى

 

وأوْرَثَ حزناً لاحقاً بـطـعـان

كلا الفتنتين كـان حـياً ومـيتـاً

 

يكادان لولا القتل يشـتـبـهـان

 

وقال أعشى بني ضور من عَنزَةَ:

أباح لنا ما بين بصرَى ودومةٍ

 

كتائب منا يلبسون السـنَـورَا

إذا هو سامانا من الناس واحد

 

له الملك خلا ملكة وتفطـرا

نفَت مُضرَ الحمراءَ عنا سيوفنا

 

كما طرد الليلُ النهارَ فأدْبَـرَا

 

وقال ضرار بن الأزْور يذكر أهل الرّدة:

عَصَيتُم ذوي ألبابكم وأطـعـتُـم

 

ضُجَيماً وأمرُ ابن اللقيطة أشأَمُ

وقد يممُوا جيشاً إلى أرض دومة

 

فقبح من وفد وما قد تيمَـمـوا

 

وقرأت في كتاب الخوارج قال حدثنا محمد بن قُلامة بن إسماعيل عن محمد بن زياد قال حدثنا محمد بن عَون قال حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى قال مررتُ مع أبي موسى بدومة الجندل فقال حدثني حبيبي أنه حكم في بني إسرائيل في هذا الموضع حكمان بالجور وأنه يحكم في أمتي في هذا المكان حكمان بالجور قال فما ذهبت إلا أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حكما قال فلقيته فقلت له يا أبا موسى قد حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدثتني فقال والله المستعان.


دُومَةُ خَبْتٍ : موضع آخر. قال الأخطل:

 

ألا يا اسلما على التقادم والبلى

 

بدومة خَبْت أيها الطـلَـلان

فلو كنتُ محصوبا بدومة مدنفاً

 

أداوي بريق من سُعادَ شفاني

 

دَومَريةُ: بفتح أوله وبعد الميم راءُ مهملة وياء النسبة. جزيرة في وسط نيل مصر فيها قرية غناءُ شجراءُ تلقاء الصعيد والله أعلم.


دوميس: ناحية بأرَّان بين بَرْذَعة ودبيل.


دَومين: بصيغة الجمع وقد روي بصيغه التثنية وقع في قصر الصلاة من حديث مسلم وهي. قرية على ستة فراسخ من حمص عن القاضي عياض.


دَونَقُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ونون مفتوحة. قرية بنهاوند ذات بساتين بينها وبين نهاوند ميلان منها عُمَير بن مرداس الدونقي حدث عن عبد الله بن نافع صاحب مالك بن أنس روى عنه أبو عبد الله محمد بن عيسى بن ديرك البروجردي وغيره، وبدَونق رباط للصوفية بناه أبو القاسم نصر بن منصور بن الحسن الدونقي لقيه السلفي وهو صاحب عبد الله بن علي بن موسى الحنفي الززى وكان بمصر من أبناء النعم والحال الواسعة.


الدونَكان: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون. بلَدان من وراءٍ فَلَج ذكرهما ابن مقبل. في قوله:

 

يكادان بين الدونكَين وألـوَة

 

وذات القتاد الخضر يعتلجان

 

قال ابن السكيت الدونكان واديان في بلاد بني سُلَيم، وقال الأزدي الدونكان اسم لموضع واحد. دونُ: بضم أوله وآخره نون. قرية من أعمال دينور. ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن إسحاق بن وشية الدوني الصوفي راوية كتب أبي بكر السني الدينوري حدث عنه أبو طاهر بن سلفة وقال: سألته عن مولده فقال سنة 427 في رمضان وهو آخر من حدث في الدنيا بكتاب أبي عبد الرحمن النسوي بجلق وإليه كان الرحلة قال وقرأته أنا عليه سنة 500 بالدون وتوفي في رجب سنة 501.


دونَه: بضم أولهْ وبعد الواو الساكنة نون. قرية من قرى نهاوَنْد وقد نسب إليها بعض الصالحين ذكره والذي قبله الحازمي كما كتبناه سواء، ودونة أيضاً بهمذان قرية والنسبة إليها دونه وقد نسب إلى التي بنهاوند دونقي كما ذكرنا قبل، وقال أبو زكرياءَ بن مندة: دونة قرية بين همذان ودينور على عشرة فراسخ من همذان وقيل على خمسة عشر فرسخا ومنها إلى الدينور عشرة فراسخ وقيل هي من رستاق همذان، وقال شيرُوَيه أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الصوفي أبو الفرج الدوني قدم علينا في رجب سنة 459 روى عن أبي السكار من كتب أبي بكر السني لم أرزق منه السماع وكان صدوقاً فاضلاً، وعمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم أبو حفص الدوني الصوفي سكن صور وسمع أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع بصيداء وأبا الفرج عبد الوِهاب بن الحسين بن برهان العراف بصور حدث عنه غيث بن علي وسئل عن مولده فقال في سنة 400 ومات سنة 481 وكان يذهب مذهب سفيان، ومنها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن إسحاق الدوني الصوفي الزاهد قال أبو زكرياء وكان من بيت الزهد والستر والعبادة مولده في سنة 427 ومات سنة 501 وروى الكثير وسمع كتباً كثيرة.


الدَوُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. أرض ملساءُ بين مكة والبصرة على الجادة مسيرة أربع ليال ليس فيها جبل ولا رمل ولا شيء هكذا قال نصر، وأنا أرى أنه صفة وليس بعلم فإن الدوَ فيما حكاه الأزهري عن الأصمعي الأرض المستوية وإليها تنسب الدَوية فإنما سميت دوية لدوي الصوت أي يسمع فيها، وقال الأزهري عن بعضهم الدو أرض مسيرة أربع ليال شبه ترس خاوية يُسار فيه بالنجوم ويخاف فيها الضلال وهي على طريق البصرة إذا صعدت إلى مكة تياسرت وإنما سميت الدو لأن الفرس كانت لطائمهم تجوز فيها فكانوا إذا سلكوها تحاضوا فيها الجد فقالوا بالفارسية دو دوْ أي أسرع قال: وقد قطعت الدو مع القرامطة أبادهم الله وكانت مطرقهم قافلين من الهبير فسقوا ظهرهم بحفر أبي موسى فاستقوا وفوزُوا بالدو ووردوا صبيحة خامسة ماءَ يقال له ثَبرَة وعطب فيها نجب كثيرة من نجب الحاج.


دَوة: بفتح أوله وتشديد ثانيه. موضع من وراءِ الجحفة بستة أميال. قال كثير:

 

إلى ابن أبي العاصي بدَوة أرقلـت

 

وبالسفح من ذات الرُبا فوق مُظْعِن

 

الدويرَةُ: بضم أوله وكسر ثانيه وياءٍ مثناة من تحت. اسم قرية على فرسخين من نيسابور. ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري النيسابوري حدث عن إسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رافع روى عنه أبو عمرو بن حمدان النيسابوري ومات سنة 307.


الدويرةُ: بلفظ تصغير دار. محلة ببغداد. نسب إليها قوم من أهل العلم. منهم أبو محمد حماد بن محمد بن عبد الله الفراوي الأزرق الدويري أصله من الكوفة سكن الدويرة ببغداد حدث عن محمد بن طليحة ومقاتل بن سليمان روى عنه صالح جزرة وعباس الدويري وغيرهما مات سنة 230.


الدويسُ: بلفظ التصغير. من قرى بيهق. ينسب إليها جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الفقيه أبو عبد الدُويسي حدث عن محمد بن بكران عن المحاملي سئل عن مولده فقال في سنة 380.


الدويمة: من قرى عثر من جهة القبلة.


 دوين: بفتح أوله وكسر ثانيه وياءٍ مثناة من تحت ساكنة وآخره نون. بلدة من نواحي أران في آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس. منها ملوك الشام بنو أيوب. ينسب إليها أبو الفتوح نصر الله بن منصور بن سهل الدويني الجيزي كان فقيهاً شافعي المذهب تفقه ببغداد على أبي حامد الغزَالي وسافر إلى خرا سان وأقام بنيسابور مدة ثم انتقل إلى بلخ وسمع الحديث على أبي سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القصري وعبد الرزاق بن حسان المنيعي وغيرهما ذكره أبو سعد ، شيوخه فقال مات ببلخ في سنة 546، ودوين أيضاً من قرى أستوَا من أعمال نيسابور قال أبو الحسن محمد بن محمد الخاوراني سمعت بقرية دوين من ناحية أستوَا من الفقيه محمد الجويني جزأً يشتمل على ما ورد من الأخبار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.