حـرف الـدال: باب الدال والياء وما يليهما

باب الدال والياء وما يليهما

ديار بكر: هي بلاد كبيرة واسعة تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هِنب بن أفصى بن دُعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وحدها ما غرب من دجلة إلى بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة ومنه حصن كيفا وآمد وميافارقين وقد يتجاوز دجلة إلى سعرت وحيزان وحيني وما تخلل ذلك من البلاد ولا يتجاوز السهل، وقال أبو الفرج عبد الواحد بن محمد المخزومي الببغاء يمدح سيف الدولة في ضمن رسالة وكان سيف الدولة قد انصرف من بعض غزواته إليها. فقال:

وكيف يُقهر من للّه ينصر مـن

 

دون الورى وبعز الله يعتصـمُ

إن سار سار لواءُ الحمد يقدمـه

 

أوحل حل به الإقبال والـكـرم

يلقى العدى بجيوش لا يقاومهـا

 

كثرُ العساكر إلا أنهـا هِـمـمُ

لما سَقى البيض رَيا وهي ظامئة

 

من الدماء وحكم الموت يحتكـم

شقت سحائب كفيه بصـيبـهـا

 

ديار بكر فهانت عندهـا الـديم

 

ينسب إليها من المحدثين عمر بن علي بن الحسن الديار بكري سمع الجُبائي بحلب.


دِيار ُرَبيعَةَ: بين الموصل إلى رأس عين نحو بقعاء الموصل ونصيبين ورأس عين ودُنَيسر والخابور جميعه وما بين ذلك من المدُن والقرى وربما جمع بين ديار بكر وديار ربيعة وسميت كلها ديار ربيعة لأنهم كلهم ربيعة وهذا اسم لهذه البلاد قديم كانت العرب تحُله من قبل الإسلام في بواديه واسم الجزيرة يشمل الكل.


ديار مُضَرَ: ومُضر بالضاد المعجمة وهي: ما كان في السهل بقرب من شرقي الفرات نحو حرزَان والرَقة وشمشاط وسروج وتل مَوزن.


دِياف: بكسر أوله وآخره فاء. قال ابن حبيب: دياف من قرى الشام وقيل: من قرى الجزيرة وأهلها نبطُ الشام. تنسب إليها الإبل والسيوف وإذا عرضوا رجل أنه نبطي نسبوه إليها قال الفرزدق:

ولـكـن دِيافـي أبـوه وأمـه

 

بحَوران يَعصرن السليط أقاربه

 

وقال الأخطلُ:

كأنّ بَنات الماء في حُجَراتـه

 

أباريقُ أهدتها دِياف بصرخدا

 

فهنا يدل على أنها بالشام لأن حوران وصرخد من رساتيق دمشق، وقال جرير:

إن سليطاً كاسمـه سـلـيط

 

لولا بنو عمرو وعمرو عِيط

قلت دِيافـيون أو نـبـيط

 

 

 

قال ابن حبيب: دياف قرية بالشام، والعيط. الضخام واحدهم أعيط يقول: هم نبيط الشام أو نبيط العراق. قال ابن الإطنابة أو سُحيم:

كأن الوحوش به عسقلان

 

صادف في قرن حج ديافا

 

يريد أهل عسقلان صادفوا أهل دياف فتناشروا ألوان الثياب دَيالِةُ: موضع بالحجاز.


ديالى: بفتح أوله وإمالة اللام. نهر كبير بقرب بغداد وهو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها وهو الحد بين طريق خراسان والخالص وهو نهر تامرَاً بعينه.


الديبًجات: في أقصى بحر الهند جزائر متصلة نحو ألف جزيرة يقال لها الديبجات عامرة كلها من الجزيرة إلى الجزيرة الميلان والثلاثة أميال وأكثر من ذلك.


الدَيبُلُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مضمومة ولام. مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند، والديبل في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب اثنتان وتسعون درجة وعشرون دقيقة وعرضها من جهة الجنوب أربع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وهي فرضة وإليها تفضى مياه لهَوُر ومُولتان فتصب في البحر الملح، وقد نسب إليها قوم من الرواة. منهم أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي جاور مكة روى عن أبي عبد الله سعيد بن عبد الَرحمن المخزومي وحسين بن حسن المروزي وابنه إبراهيم بن محمد الديبلي يروي عن موسى بن هارون.


ديبُورُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وآخره راء.ناحية من عمل جزيرة ابن عمر.


الديدَان: مدينة حسنة كانت في طريق البلقاء من الحجاز خربت.


 الديرَتَان: روضتان لبني أسيد بمفجر وادي الرمةُ من التنعيم عن يسار طريق الحاج المصعد.


القول في ذكر الديرة الدير بيت يتعبد فيه الرهبان ولا يكاد يكون في المصر الأعظم إنما يكون في الصحارى ورؤوس الجبال فإن كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة وربما فرق بينهما فجعلوا الكنيسة لليهود والبيعة للنصارى قال الجوهري: ودير النصارى أصله الدار والجميع أديار والديرانيُ صاحب الدير، وقال أبو منصور صاحبه الذي يسكنه ويعمره ديراني وديار، وقال أيضاً أبو منصور قال سلمة عن الفراءِ يقال دار وديار ودور وفي الجمع القليل أدوُرُ وأدؤرُ وديران ويقال آدر على القلب ويقال دَير ودِيَرة وأديار ودِيران ودارَة ودارات ودير وأذيرة ودير ودور ودوران وأدوار ودوار وأدوِرة هكذا ذكره على نسَق وهذا يشعر بأن الدير من اللغات في الدار ولعله بعد تسمية الدار به خصص الموضع الذي تسكنه الرهبان به وصار علماً له والله أعلم ولما كان إسيعاب ذكر جميع الديرة متعذراً ههنا ذكرنا ما هو منها مشهور وفي كتب اللغة وأهل الأدب مسطور.


دَيْرُ أبان: من قرى غوطة دمشق. قال ابن عساكر تاريخه عثمان بن أبان بن عثمان بن حرب بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية كان يسكن دير أبان عند قَرحْتا وهو منسوب إلى أبيه أبان ذكره ابن أبي العجائز.
دَير أبْشِيَا: بفتح أوله وباء موحدة ساكنة وشين معجمة مكسورة وياء مثناة من تحت دير بنواحي الصعيد ثم بأسيوِط من ديار مصر واللّه أعلم.


دَيْرُ الأبلق: بفتح أوله وباء موحدة ساكنة ولام وقاف دير بالأهواز ثم بكُوار من ناحية أردشير خرزه وفيه يقول حارثة بن بدر الغُدَاني:

ألم تر أن حارثة بـن بـدر

 

أقام بدير أبلق من كـوارا

مقيماً يشرب الصهباء صرفاً

 

إذا ما قلت تصرعه استدارا

 

دَير أبي مينا: قرية معروفة بمصر.


دير أبونَ: ويقال أبيون: وهو الصحيح بقردىَ. بين جزيرة ابن عمر وقرية ثمانين قرب باسورين وهو دير جليل عندهم فيه رهبان كثيرة ويزعمون أن به قبر نوح عليه السلام تحت أزج عظيم لا طيىءِ بالأرض يشهد لنفسه بالقدم وفي جَوفه قبر عظيم في صخر زعموا أنه لنوح عليه السلام 1وفيه يقول بعضهم يذكر محبوبة له كردية عشقها بقربه:

فيا ظبية الوعساء هل فيك مطمعٌ

 

لصادٍ إلى تقبيل خدَيك ظـمـآن

وإني إلى الثرثار والحضرُ حلتى

 

ودارك دير أبونَ أو برز مهرَان

سقى الله ذاك الدير غيثاً لأهلـه

 

وما قد حواه من قلال ورهبـان

 

دير ابنِ براقٍ : بظاهر الحيرة. قال الثرواني:

يا دير حنة عند القائم السـاقـي

 

إلى الخورنق من دير ابن بَراق

 

وقد ذكر في دير حنه.


دير ابن عَامرٍ : لا أعرف موضعه إلا أنه جاء في شعر عياش الضبي اللص، وقيل التيحان العُكلي:

ألم ترني بالدير دير ابن عـامـر

 

زَللت وزلات الرجال كـثـيرُ

فلولا خليل خاننـي وأمـنـتـه

 

وجدك لم يقدر عـلـي أمـيرُ

فإني قد وطنت نفسي لما تـرى

 

وقَلبُك يا ابن الطيلَسـان يطـيرُ

كفى حَزناً في الصدر أن عوائدي

 

حُجبن وأني في الحـديد أسـيرُ

 

فأجابه ابن الطيلسان بأبيات منها:

وأحموقة وَطنتَ نفسك خالياً

 

لها وحماقات الرجال كثيرُ

 

ديرُ ابن وضاحٍ : بنواحي الحيرة، وفيه يقول بكر بن خارجة:

إلى الدساكر فالدير المقابلـهـا

 

إلى الأكيراح أو دير ابن وضاح

 

دَير أبي بُخُوم: بضم الباءِ الموحدة وخاءٍ معجمة وواو ساكنة وميم. دير بصعيد مصر بقرية يقال لها: فاو بالفاء والواو وهو دير أزلي له حرمة عندهم.


دير أبي سَويرِس: بفتح السين المهملة وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحت وراء مكسورة وآخره سين مهملة على شاطئ النيل بمصر شرقيه من جهة الصعيد، ودير سويرس أيضاً بأسيوط منسوب إلى رجل. دَير أبي هُور: ذكر الشابشتي أنه: بسرياقوس من أعمال مصر وهي بيعة عامرة كثيرة الرهبان فيها أعجوبة وهو أن من كانت له خنازير قصد هذا الموضع للتعالج أخذه رئيس الموضع وأضجعه وجاءَه بخنزير وأرسله على موضع العلة فيختلس الخنزير موضع الوجع ويكل الخنازير التي فيه ولا يتعدى إلى موضع الصحيح فإذا تنظف الموضع ذرَ عليه رماد خنزير فعل مثل هذا الفعل من قبل ومن زيت قنديل البيعة فيبرأ ثم يؤخذ ذلك الخنزير ويذبح وُيحرقُ ويعد رماده لمثل هذا العلاج.


دَيرُ أبي يُوسُف: فوق الموصل ودون بلد بينه وبين بلد فرسخ واحد وهو دير كبير فيه رهبان ذوو جدةٍ وهو علي شاطئ دجلة في ممر القوافل.


دَيرُ الأبيض: في موضعين. أحدهما في جبل مطل على الرُها فإذا ضُرب ناقوسه سُمع بالرها وهو يشرف على بقعة حرَان، والآخر بالصعيد يقال له أيضاً دير الأبيض.


دَيرُ أترِيبَ: بأرض مصر ويعرف بمارت مريَم وله عيدٌ في الحادي والعشرين من بؤونه يذكرون أن حمامة بيضاء تجيئهم ولا يرونها إلا يوم مثله وتدخل المذبح ولا يدرون من أين جاءت.


دَيرُ أحويِشَا: وأحويشا بالسريانية الحبيس وهو: بإسعرت مدينة بديار بكر قرب أرزن الروم وحيزان وهو مطل على أرزن وهو كبير جداً فيه أربعمائة راهب في قلال وحوله البساتين والكروم وهو في نهاية العمارة ويحمل خمره إلى ما حوله من البلدان لجودته وإلى جنبه نهر يعرف بنهر الروم، وفيه يقول أبو بكر محمد بن طناب اللبادي لأنه كان يلبس لبداً أحمرَ.

وفنيان كـهـمـلِ مـن أنـاس

 

خِفافٍ في الغدو وفي الـرواح

نهضتُ بهم وسترُ الليل ملـقَـى

 

وضوءُ الصبح مقصوص الجناح

نؤمُ بـدير أحـويشـا غــزالاً

 

غريبَ الحسن كالقمر الـلـياح

وكابَدنا السُـرى شـوقـاً إلـيه

 

فوَافَينا الصباح مع الصـبـاح

نزلنا منـزلاً حـسـنـاً أنـيقـاً

 

بما نهواه معمور الـنـواحـي

قسمنا الوقت فـيه لاغـتـبـاق

 

على الوجه المليح ولاصطبـاح

وظَـلـنـا بـين ريحـان وراح

 

وأوتار تسـاعـدنـا فـصـاح

وساعَفَنا الزمـان بـمـا أردنـا

 

فأبنا، بالفـلاح وبـالـنـجـاح

 

دَيرُ أروَى: لم أجده إلا في شعر لجرير، وهو قوله:

هل رامَ جو سُوَيقتين مكانه

 

أم حل بعد محلنا البـردَان

هل تونسان ودَير أروى بيننا

 

بالأعزلين بواكرَ الأظعان

 

ديَر أروىَ 1: ذكره جرير في شعره وأظنه بالبادية. فقال:

سألناها الشفاء فما شفِتنـا

 

ومنتنا المواعد والخِلابـا

لشَتان المجاور دَيرَ أروى

 

ومن سكن السليلة والجنابا

أسيلة معقد الشمطَين منها

 

وريا حيث تعتقد الحِقَابـا

 

ديارَاتُ الأسَاقِف: الديارات جمع دير والأساقف جمع أسقُف وهم رؤساءُ النصارى وهذه الديارات بالنجف ظاهر الكوفة، وهو أول الحيرة وهي قباب وقصور بحضرتها نهر يعرف بالغدير عن يمينه قصر أبي الخصيب وعن شماله السدير، وفيه يقول علي بن محمد بن جعفر العَلَوي الحماني:

كم وقفة لك بـالـخَـور

 

نَق ما توازى بالمواقـف

بين الغدير إلى الـسـدي

 

ر إلى ديارات الأساقف

فمدَارج الرهبـان فـي

 

أطمار خـائفة وخـائف

دمـن كـأن رياضـهـا

 

يُكسَين أعلام المطـارف

وكأنـمـا غـدرانـهـا

 

فيها عشور في مصاحف

بحـرية شـتـواتـهــا

 

برية فيها المـصـائف

 

دَيرُ إسحاق: بين حمص وسلمية في أحسن موضع وأنزهه وبقربه ضيعة كبيرة يقال لها جدر التي ذكرها الأخطل فقال:

كأنني شارب يوم استـبـدّ بـهـم

 

من قرقَف ضمنتها حمصُ أو جدَرُ

 

ولأهل القَصف والشعراء فيه أشعار كثيرة. دَير الأسكُون: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وكاف مضمومة وآخره نون. وهو بالحيرة راكب على النجف وفيه قلالي وهياكل وفيه رهبان يضيفون من ورد عليهم وعليه سور عال حصين وعليه باب حديد ومنه يهبط الهابط إلى غدير بالحيرة أرضه رَضرَاض ورمل أبيض وله مشرعة تقابل الحيرة لها ماء إذا انقطع النهر كان منها شرب أهل الحيرة. قلت: هكذا وصف مصنفو الديارات هذا الدير ورأيت أنا في طريق واسط قرب دير العاقول موضعاً يقال له: الأسكون فإن كان الذي بالحيرة غيره وإلا فالصواب أنه في طريق واسط.
دَيرُ أشْمُوني: وأشموني امرأة بُني الدير على اسمها ودفنت فيه وهو: بقَطْربُل وكان من أجل متنزهات بغداد وفيه يقول الثرواني:

اشرب على قَرعْ النواقـيس

 

في دَير أشموني بتفـلـيس

لا تخلُ كأس الشرب واللـي

 

ل في حد نعمى لا ولا بوس

إلا على قـرع الـنـواقـي

 

س أو صَوت قسان وتشميس

وهكذا فاشرب وإلا فـكـن

 

مجاوراً بعض الـنـواويس

 

وعيدُ أشموني ببغداد معروف وهو في اليوم الثالث من تشرين الأول.


دَير الأعلى: بالموصل في أعلاها على جبل مطل على دجلة يضرب به المثل في رقة الهواء وحسن المستشرف، ويقال إنه ليس للنصارى دير مثله لما فيه من أناجيلهم ومتعبداتهم وظهر تحته في سنة 301 عدة معادن كبريتية ومرقشيثا وقُلقطار ويزعم أهل الموصل أنها تُبرىء من الجرب والحِكة والبثور وتنفع المقعدين والزمنى، وإلى جانب هذا الدير مشهد عمرو بن الحَمِق الخُزَاعي صحابي وتضمنه قوم من السلطان فصانَعَ الديرانيون حتى أبطل، وفيه يقول أبو الحسين بن أبي البغل الشاعر وقد اجتاز به يريد الشام:

أنظر إلي بأعلى الدير مشتـرفـاَ

 

لا يبلغ الطرف من أرجائه طرَفا

كأنما غريتْ غر السـحـاب بـه

 

فجاءَ مختلفاً يلقـاك مـؤتـلـفـا

فلست تبصر إلا جـدولاً سـربـاً

 

أو جنَةً سدُفـاً أَو روضة أنـفـا

كما التقت فِرَقُ الأحباب من حرق

 

من الوشاة فأبدى الكل ما عرفـا

باحوا بما أضمروا فاخضر ذا حسداَ

 

واحمرَ ذا خجلاً واصفر ذا أسفَـا

هذي الجنانُ فإن جـاؤوا بـآخـرة

 

فلستُ أترك وجهاً ضاحكاً ثَقُـفَـا

 

وفيه يقول الخالدي:

قمر بدير الموصل الأعلـى

 

أنا عبدُه وهواه لي مولـى

لثمَ الصليبَ فقلت من حسـد

 

قبل الحبيب فمي بها أولـى

جُدلي بإحداهن تـحـويهـا

 

قلبي محبته على المقـلـى

فاحمر من خجل وكم قطفت

 

عيني شقائق وجنَةٍ خَجلـى

وثَكلت صبري عند فرقتـه

 

فعرفت كيف مصيبة الثكلى

 

دَيرُ الأعوَرِ: هو بظاهر الكوفة بناه رجل من إياد يقال له الأعور من بني حذافة بن زُهر بن إياد.


ديْرُ أكمُنَ: بالفتح ثم السكون وضم الميم وآخره نون وقيل باللام عوضاً عن النون. على رأس جبل بالقرب من الجودي. ينسب إليه الخمر الموصوف فهو النهاية في الجودة وقيل إنه لا يورث الخُمارَ وحوله من المياه والشجر والبساتين كثير جداً ديرُ أيَّا: بفتح أوله والياءِ المثناة من تحت. قال الواقدي مات أبو قِلاَبة الجَزمي، بالشام بدير أيا في سنة 104.


ديرُ أيوبَ: قرية بحَوْران من نواحي دمشق بها كان أيوب عليه السلام وبها ابتلاه الله وبها العين التي ركضها برجله والصخرة التي كانت عليها وبها قبره.


دير بَاثاوَا: بالباء الموحدة وبعد الألف ثاء مثلثة وواو. بالقرب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة فراسخ.


دير بَاشهرَا: قال الشابُشتي: على شاطئ دجلة بين سامرًَا وبغداد، وأنشد فيه لأبي العَيناءِ فإن صح فهو غريب لأن أبا العيناءِ قليل الشعر جداً لم يصح عندي له شيء من الشعر ألبتة.

نزلنا دير بـاشـهـرَا

 

على قِسّيسه ظهـرا

على دين يشـوعـي

 

فما أسنى وما أمـرا

فأولى من جميل الفع

 

لِ ما يستعبدُ الحـرَا

وسـقّـانـا وروانـا

 

من الصافية العَنْـرا

فطاب الوقت في الدي

 

ر ورابطنا به عشَرا

 

دَير بَاعربا: هو بين الموصل والحديثة على شاطئ دجلة والحديثة بين تكريت والموصل والنصارى يعظمونه جداً وله حائط مرتفع نحو مائة ذراع في السماء وفيه رهبان كثيرون وفلاحون وله مزارع وفيه بيت ضيافة ينزله المجتازون فيضافون فيه.


دير البَاعِقَى: قبلي بصرى. من أرض حوران وهو دير بَحيرا الراهب صاحب القصة مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.


دير باعنتل: من جوسية على أقل من ميل، وجوسية من أعمال حمص على مرحلة منها من طريق دمشق وهو على يسار القاصد لدمشق وفيه عجائب منها آرُج أبواب فيها صور الأنبياء محفورة منقوشة فيها وهيكل مفروش بالمرمر لا تستقرُ عليه القدم وصورة مريم في حائط منتصبة كلما ملتَ إلى ناحية كانت عينها إليك.


دير بَاغُوث: دير كبير كثير الرهبان. على شاطئ دجلة بين الموصل وجزيرة ابن عمر.


دير بَاطَا: بالسن بين الموصل وتكريت وهيت وهو دير نزه في أيام الربيع ويسمى أيضاً دير الحمار بينه وبين دجلة بعد وله باب حجر يذكر النصارى أن هذا الباب يفتحه الواحد والإثنان فإن تجاوزوا السبعة لم يقدروا على فتحه ألبتة وفيه بئر تنفع من البهق وفيه كرسي الأسقُف.


دير بانخايال: في أعلى الموصل وله ثلاثة أسام المذكور ودير مار نخايل قد ذكرته ودير ميخائيل وسأذكره أيضاً.


دير البتُول: وهو دير كبير مشهور. بصعيد مصر قرب أنِصنا يقولون إن مريم عليها السلام وردته.


دَير البُختِ: على فرسخين من دمشق كان يسمى دير ميخائيل وكان عبد الملك بن مروان قد ارتبط عنده بُختاً وهي جمال الترك فغلب عليها وكان لعليّ بن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قربه جُنَينَةٌ وكان يتنزه فيها.


دَيْرُ بَرْصُومَا: هو الدير الذي ينادى له بطلب نذره في نواحي الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم، وهو قرب مَلَطية على رأس جبل يشبه القلعة وعنده منتزه وفيه رُهبان كثيرة يؤدُون في كل عام إلى ملك الروم للمسلمين من نذوره عشرة آلاف دينار على ما بلغني. حدثني العفيف مُرجا الواسطي التاجر قال اجتزتُ به قاصدا إلى بلاد الروم فلما قربتُ منه أخبرت بفضله وكثرة ما ينذر له وأن الذين ينذرون له قل ما يخالف مطلوبهم وأن بَرْصوما الذي فيه أحد الحواريين فألقى الله على لساني أن قلتُ إن هذا القماش الذي معي مشتراه بخمسة آلاف درهم فإن بعته بسبعة آلاف درهم فلبرصوما من خالص مالي خمسون درهماً فدخلت مَلَطية وبعته بسبعة آلاف درهم سواء فعجبت فلما رجعت سلمت إلى رُهبانه خمسين درهماً وسألتهم عن الحواري الذي فيه فزعوا أنه مسجى فيه على سرير وهو ظاهر لهم يَرَوْنه وأن أظافيره تطول في كل عام وأنهم يقلمونها بالمِقَص ويحملونها إلى صاحب الروم مع ماله عليهم من القطيعة والله أعلم بصحته فإن صح فلا شيء أعجب منه.
ديْرُ بساك: بفتح الباء الموحدة وتشديد السين المهملة وآخره كاف. هو حصن وليس بدير تسكنه النصارى قرب أنطاكية وهو من أعمال حلب وأظنه مركباً.


ديْرُ بشرٍ: عند حجيرَا بغوطة دمشق. ينسب إلى بشر بن مرَوان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمَية أمير المؤمنين من قبل أخيه عبد الله بن مروان.


ديرُ بصرَى: بضم أوله وسكون الصاد المهملة والقصر بصرى. بليدة بحوران وهي قصبة الكورة من أعمال دمشق وبه كان بحيرا الراهب الذي بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة، وحكى المازني أنه قال دخلت دير بصرى فرأيتُ في رهبانه فصاحة وهم عرب متنصرة من بني الصادر وهم أفصح من رأيت فقلت مالي لا أرى فيكم شاعراً مع فصاحتكم فقالوا والله ما فيه أحد ينطق بالشعر إلا أمة لنا كبيرة السن فقلت جيؤني بها فجاءت فاستنشدتها فأنشدتني لنفسها:

أيا رفقة من دير بصرى تحـمَـلَـت

 

تؤم الحمى ألقيت من رفـقة رشـدا

إذا ما بلَغتُم سالـمـين فـبـلْـغـوا

 

تحية من قد ظن أن لا يرى نـجـدا

وقولوا تركنا الصـادري مـكـبـلاً

 

بكل هوىً من حبكم مضمراً وجـدا

فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمي

 

وقد أنبتت أجراعه بـقـلاً جـعـدا

وهل أردَن الـدهـر يومـاً وقـيعة

 

كان الصبا تسدى على متنـه بـردا

 

دَيْرُالبلاص: بالصاد المهملة. بالصعيد قرب دمياط والله أعلم.


دَيْرُ بلاض: بالضاد المعجمة. من أعمال حلب مشرف على عم فيه رُهبان لهم مزارع وهو دير قديم مشهور. ديْرُ البلُوط: قرية من أعمال الرملة. ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الفرج بن القاسم أبو الحسن اللخمي الدير بلوطي المقري الضرير قدم دمشق وحدث بها عن أبي زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري سمعه ببيت المقدس سمع منه أبو محمد بن صابر وذكر أنه سأله عن مولده فقال في دير بلُوط ضيعة من ضياع الرملة.


ديرُ بني مَرِينا: بظاهر الحيرة وكان من حديثه أن قيس بن سَلَمة بن الحارث بن عمرو بن حُجر آكل المُرار أغار على ذي القرنين المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي فهزمه حتى أدخله الخورنَقَ ومعه ابناه قابوس وعمرو ولم يكن وُلد له يومئذٍ المنذر بن المنذر فجعل إذا عشيه قيس بن سلمة يقول يا ليت هنداً ولدت ثالثاً وهند عمّه قيس وهي أمُ ولد المنذر فمكث ذو القرنين حولا ثم أغار عليهم بذات الشقوق فأصاب منهم اثني عشر شاباً من بني حُجر بن عمرو كانوا يتصيدون وأفلت امرؤ القيس على فرس شقراء فطلبه القوم كلهم فلم يقدروا عليه وقدم المنذر الحيرة بالفتية فحبسهم بالقصر الأبيض شهرين ثم أرسل إليهم أن يؤتى بهم فخشيَ أن لا يؤتى بهم حتى يؤخذوا من رُسُلهِ فأرسل إليهم أن اضربوا أعناقهم حيث ما أتاكم الرسول فأتاهم الرسول وهم عند الجَفْر فضربوا أعناقهم به فسمي جفر الأملاك وهو موضع دير بني مَرينا فلذلك قال امرؤ القيس يرثيهم:

 

ألا يا عين بكي لي شـنـينـا

 

وبكي لي الملوك الذاهبـينـا

ملوك من بني حُجر بن عمرو

 

يساقون العشية يقـتـلـونـا

فلو في يوم معركة أصيبـوا

 

ولكن في ديار بني مـرينـا

فلم تغسل جماجمهم بـسـدر

 

ولكن بالدماء مُـرمَـلـينـا

تظل الطير عاكفةً علـيهـم

 

وتنتزع الحواجب والعـيونـا

 

ديرُ بَولس: بنواحي الرملة نزله الفضل بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن علي بن العباس وقال: فيه شعراً لم يسمه فيه أوله:

 

عليك سلام اللّه يا دير من فَتًى

 

بمهجته شوق إلـيك طـويلُ

ولا زال من جو السماكين وابل

 

عليك لكي تَرْوي ثَرَاك هُطُولُ

 

ديرُ بَونا: بفتح أوله وثانيه وتشديد النون مقصور. بجانب غوطة دمشق في أنْزَه مكان وهو من أقدم أبنية النصارى يقال إنه بُني على عهد المسيح عليه السلام أو بعده بقليل وهو صغير ورُهبانه قليلون اجتاز به الوليد بن يزيد فرأى حسنه فأقام به يوماً في لهو ومُجون وشرب، وقال فيه:

حبذا ليلتـي بـدير بـونـا

 

حيث نُسقى شرابنا ونغنـى

كيف ما دارت الزجاجة درنا

 

يحسب الجاهلون أنا جُننـا

ومررنا بنسوة عـطـراتٍ

 

وغناءٍ وقهوة فـنـزَلـنـا

وجعلنا خليفة الله فَـطْـرُو

 

س مُجونا والمستشار يُحنـا

فأخذنا قربانهم ثـم كـفـر

 

نا لصلبان ديرهم فكفَـرنـا

واشتهرنا للناس حيث يقولـو

 

ن إذا خبروا بما قد فعلنـا

 

وفيه يقول أبو صالح عبد الملك بن سعيد الدمشقي:

تمليتُ طيبَ العيش فـي دير بـونـا

 

بندمانٍ صدقٍ كملوا الظرف والحسنى

خطبت إلى قس بـه بـنـت كـرمة

 

معتقةً قد صـيروا خـدرهـا دنـا

 

دَيْرُ التجلي: على الطور زعموا أن عيسى عليه السلام علا عليهم فيه وقد ذكر في الطور.
ديرُ تِنَادَةَ: بتاء مكسورة ونون دير مشهور. بالصعيد في أرض أسيوط وتحته قرىً ومتنزه حسن وفيه رهبان كثيرون.
ديرُ توما: قال فيه المرَار الفَقعَسي:

أحقاً يا حريز الرهنُ منـكـم

 

فلا إصعادَ منك ولا قُفُـولاَ

تصيح إذا هجَعْت بدَير تومـا

 

حمامات يزدن الليلَ طـولا

إذا ما صِحنَ قلتُ أحس صبحاَ

 

وقد غادرنَ لي ليلاً ثـقـيلا

خليلي أقعد لي عـلـلانـي

 

وصداً لي وسادي أن يمـيلا

 

 ديرُ الثعالبِ: دير مشهور بينه وبين بغداد ميلان أو أقل في كورة نهر عيسى على طريق صَرصر رأيته أنا وبالقرب منه قرية تسمى الحارثية، وذكر الخالدي أنه الدير الذي يلاصق قبر معروف الكرخي بغربي بغداد وقال هو عند باب الحديد وباب بنبرى وهذان البابان لم يُغرَفا اليوم والمشهور والمتعارف اليوم ما ذكرناه وبين قبر معروف ودير الثعالب أكثر من ميل وإلى جانب قبر معروف دير آخر لا أعرف اسمه وبهذا الدير سميت المقبرة مقبرة باب الدير، وقال فيه ابن الدهقان وهو أبو جعفر محمد بن عمر من ولد إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.

دير ا لثعالب مألف الـضـلال

 

ومحل كـل غـزالة وغـزال

كم ليلة أحييتهـا ومُـنـادمـي

 

فيها أبحُ مقـطـعُ الأوصـال

سمح يجود برُوحه فإذا مضـى

 

وقضى سَمحتُ له وجدت بمالي

ومنعـم دينُ ابـن مـريم دينـه

 

غنج يشوبُ مجـونـه بـدلال

فسقيته وشربت فضلة كـاسـه

 

فرَوِيتُ من عذب المذاق زُلال

 

ديرُ جَابيلَ: ضبطته هكذا من خط الساجي في تاريخ البصرة، وقال أبو اليقظان: كان أهل البصرة يشربون قبل حفر الفيض من خليج يأتي من دير جابيل إلى موضعِ نهر نافذ.


ديرُ الجاثلِيقِ: دير قديم البناء رحبُ الفناء. من طسوج مَسكِنُ قرب بغداد في غربي دجلة في عرض حربَى وهو في رأس الحد بين السواد وأرض تكريت، وعنده كانت الحرب بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير وكان الجيشان على شاطىء دجلة وإلى ذلك الموضع في العرض وعنده قُتل مصعب بن الزبير. فقال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثيه:

لقد أورث المصرين حُزنا وذلة

 

قتيل بدير الجاثلـيق مـقـيمُ

فما قاتَلتْ في الله بكرُ بن وائل

 

ولا صدقت عند اللقاء تـمـيمُ

فلو كان في قيس تعطفَ حوله

 

كتائبُ يَعلَى حمـيُهـا ويدُومُ

ولكنه ضاع الزمان ولم يكـن

 

بها مُضَـرِي يوم ذاك كـريمُ

جزى الله كوفياً بذاك مَـلاَمةً

 

وبصريهم إن الكـريم كـريمُ

وقال الشابشتي: دير الجاثليق عند باب الحديد قرب دير الثعالب في وسط العمارة بغربي بغداد، وأنشد لمحمد بن أبي أمية فيه:

تذكرت دير الجاثلـيق وفـتـيةً

 

بهم تمَ لي فيه السرور وأسعفا

بهم طابت الدنيا وأدركني المنُى

 

وسالمني صرف الزمان وأتحفا

ألا رب يوم قد نعمت بظـلْـه

 

أبادر من لذات عيشيَ ما صفا

أغازل فيه أدعجَ الطرف أغيداً

 

وأسقى به مسكية الريح قرقَفا

فسقياً لأيام مضت لي بقربهـم

 

لقد أوسعتني رأفةَ وتعطـفـاَ

وتعساً لأيام رمتني بـبـينـهـم

 

ودهر تقاضاني الذي كان أسلفا

 

دَيرُ الجب: دير في شرقي الموصل بينها وبين إربل مشهور يقصده الناس لأجل الصرع فيبرأ منه بذلك كثير.


دير الجرعة: بالتحريك. قال أبو منصور: قال ابن السكيت: الجرَعُ جمع جرَعة وهي دعص من الرمل لا ينبت شيئاً قال والذي سمعت من العرب أن الجرعة الرملة العذاة الطيبة المنبت التي لا وُعوثة فيها والجرعة ها هنا موضع بعينه والدير مضاف إليه وهو بالحيرة وهو دير عبد المسيح فيما أحسب وقد ذكرته في موضعه. قال عبد المسيح بن بقيلة:

كم تجرعت بدير الجرعـه

 

غُصَصاً كبدي بها منصدعه

من بدور فوق أغصان على

 

كثب زرنَ احتساباً بـيعـه

 

ديرُ الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة. قال أبو عبيدة: الجمجمة القدح من الخشب وبذلك سمي دير الجماجم لأنه كان يعمل فيه الأقداح من الخشب والجمجمة أيضاً البئر تحفر في سبخة فيجوز أن يكون الموضع سمي بذلك. قال ابن الكلبي: إنما سمي دير الجماجم لأن بني تميم وذُبيان لما واقعت بني عامر وانتصرت بنو عامر وكثر القَتلَى في بني تميم بنو بجماجمهم هذا الدير شكراً على ظفرهم وهذا عندي بعيد من الصواب وهو مقول على ابن الكلبي وليس بصح عنه فإنه كان أهدى إلى الصواب من غيره في هذا الباب لأن وقعة بني عامر وبني تميم وذبيان كانت بشعب جبلَةَ وهو بأرض نجد وليس بالكوفة ولعل الصوابَ ما حكاه البلاذري عن ابن الكلبي أن بلاداً الرماح وبعضهم يقول بلال الرَماح وهو أثبت بن محرز الإيادي قتل قوماً من الفرس ونصب رؤوسهم عند الدير فسمي دير الجماجم، وقرأت في كتاب أنساب المواضع لابن الكلبي قال كان كسرى قد قتل إياداً ونفاهم إلى الشام فأقبلت ألف فارس منهم حتى نزلوا السواد فجاءَ رجل منهم وأخبر كسرى بخبرهم فأنفذ إليهم مقدار ألف وأربعمائة فارس ليقتلوهم فقال لهم ذلك الرجل الواشي انزلوا قريباً حتى أعلم لكم علمهم فرجع إلى قومه وأخبرهم فأقبلوا حتى وقعوا بالأساورة فقتلوهم عن آخرهم وجعلوا جماجمهم قبة وبلغ كسرى خبرهم فخرج في أهليهم يبكون فلما رآهم اغتم لهم وأمر أن يُبنى عليهم دير وسمي دير الجماجم، وقال غيره إنه وقعت بين إياد وبين بني نهد حرب في مكانه فقل فيها خلق من إياد وقضاعة ودفنوا قتلاَهم هناك فكان الناس إذا حفروا استخرجوا جماجمهم فسمي بذلك وإياد كانت تنزل الريف معروف ذلك عند أهل هذا الشأن، وعند هذا الموضع كانت الوقعة بين الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث التي كُسر فيها ابن الأشعث وقُتل القراء، وفي ذلك يقول جرير:

ولم تشهدِ الجونين والشعب ذا الصفا

 

وشداتِ قيس يومَ دير الجمـاجـم

تحرض ابن القَيْن قيساً ليجعـلـوا

 

لقومك يوماً مـثـل يوم الأراقـم

 

دَيْرُ الجودِي: والجودي هو الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام وبين هذا الجبل وجزيرة ابن عمر سبعة فراسخ وهذا الدير مبني على قلة الجبل ويقال إنه مبني منذ أيام نوح عليه السلام ولم يتجدد بناؤه إلى هذا الوقت ويقال إن سطحه يشبر فيكون عشرين شبراً ثم يشبر فيكون ثمانية عشر شبراً ثم يشبر فيكون اثنين وعشرين شبراً وكلما شبر اختلف شبره.


دَيرُ حافِرٍ: قرية بين حلب وبالس. ذكرها أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القَيْسَراني في قوله يمدح علي بن مالك بن سالم العقيلي صاحب قلعة جَعبَرَ:

ألا كَم تَرَامَتْ بالس بمسـافـر

 

وكم حافر أدْمَيتَ يا دير حافر

وبين قِباب المنجبـين مـجـبة

 

أبت أن تطا إلا بأجفان ساهـر

وعند الفرات من يمين ابن مالك

 

فرات ندى لا تختطى بالمعابر

إذا أوجُهُ الفِتيان غارت مياهها

 

فوجهُ علي ماؤه غـير غـائر

 

ديرُ حبيبٍ: لا أعرف موضعه إلا أنه جاء في شعر عربي، وهو قول ورد بن الورد الجعدي.

ألا حبذا الأصعاد لو تستطـيعـه

 

ولكن أجعلْ لا ما أقام عسـيبُ

وإن مر َركبْ مصلين فقلـبـه

 

مع الرائحين المصعدين جنـيبُ

سل الريح إن هبت شمالاً ضعيفةً

 

متى عهدها بالدير دير حبـيب

متى عهدها بالنوفلـيات حـبـذا

 

شواكل ذاك العيش حين يطـيب

 

دَيرُ حَرَجَةَ: بالتحريك والحرجة في الأصل الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية ومنه حرجُ الصدر أي ضيقه، وهو دير بالصعيد في شرقي قوص بني على اسم مارجرجس والحرية كورة هناك ذكرت في موضعها وعنده قرية تسمى العباسية ربما أضيف هذا الدير إليها.


دَيرُ الحريقِ: سمي بذلك لأنه أحرق في موضعه قوم ثم دفن فيه قوم من أهل من أحرق هناك وعمل ديراً، وهو بالحيرة قديم ووجدته بخط ابن حمدون بالخاء المعجمة في الشعر والترجمة فيه. يقول الثرواني:

ديرُ الحريق فبيعهُ المزعوق

 

بين الغدير فقبة السـنـيق

أشهَى إلي من الصَرَاة ودورهـا

 

عند الصباح ومن رحَى البطريق

فاغدوا نباكر من ذخائر عتـبة ال

 

خمّار من صافي الدنان رحـيق

يا صاح واجتنب الملام أما تـرى

 

سمجاً ملامك لي وأنت صديقي

 

دَيرُ حِزْقيَالَ: قال أبو الفرج حدثني جعفر بن قدامة قال حدثني شريح الخزاعي قال اجتزتُ بدير حزقيال فبينما أنا أدور به إذ بسطرين مكتوبين على أسطوانة منه فقرأته فإذا هو:

رب ليل أمد من نفـس الـعـا

 

شق طولا قطعتُه بانتـحـاب

ونعيمٍ كوصل من كنتُ أهـوى

 

قد تبدلته ببـؤس الـعـتـاب

نسبوني إلى الجنون ليخـفـوا

 

ما بقلبي من صبوة واكتـئاب

ليت بي ما ادَعوه من فقد عقلي

 

فهو خير من طول هذا العذاب

 

وتحته مكتوب هويتُ فمنعتُ، وشردتُ وطردتُ، وفرقَ بيني وبين الوطن، وحجبت عن الإلف والسكن، وحبُست فيِ هذا الدير ظلماً وعدواناً، وصُفدت في الحديد زمانا.

وإني على ما نابني وأصابنـي

 

لذو مرة باقٍ على الحـدثـان

فإن تعقبِ الأيامُ أظفر بحاجتي

 

وإن أبقَ مرمياً بين الرَجَـوَان

فكم ميت هماً بغيظ وحـسـرة

 

صبور بما يأتي به المـلـوان

هو الحب أفنى كل خلق بجوره

 

قديماً ويُفني بعدي الثـقـلان

 

قال فدعوت برقعة وكتبت ذلك أجمع وسألت عن صاحب القضية فقالوا رجل هوى ابنة عمه فحبسه عمه في هذا الدير وعزم على حمله إلى السلطان خوناً من أن تفتضح ابنته فمات عمه فورثه هو وابنته فجاء أهله وأخرجوا الفتى من الدير وزوجوه ابنة عمه.


ديرُ حشيَان: بالحاء المهملة والشين المعجمة الساكنة وياءٍ مثناة من تحت وآخره نون. بنواحي حلب من العواصم ذكره حمدان بن عبد الرحيم. فقال:

يا لهف نفسيَ متـا أكـابـده

 

إن لاح برق من دير حَشيان

وإن بدت نفحة من الجانب ال

 

غربي فاضت غروبُ أجفاني

وما سمعت الحمام في فـنـن

 

إلا وخلتُ الحمام فاجنـانـي

ما اعتضت مذ غبتُ عنكمُ بدلاً

 

حاشا وكلا ما الغدر من شاني

كيف سُلُوي أرضاً نعمتُ بهـا

 

أم كيف أنسى أهلي وجيراني

لا خلُق رُقْنَ لي معالـمـهـا

 

ولا اطبتني أنهار بُـطـنـان

ولا ازدهتني في منبج فُرَص

 

راقت لغيري من آل حمـدان

لكن زماني بالجَزْر أَذكرنـي

 

طيبَ زماني به فأبـكـانـي

 

ديرُ حَميمٍ : من قولهم ماءُ حميم أي حار. موضع بالأهواز جاء في شعر قطري.

أصيبَ بدولاب ولم يكُ موطِناً

 

له أرضُ دولاب ودير حميم

 

وقد ذكرت القطعة بتمامها في دولاب.


دَير حنظَلَةَ: بالقرب من شاطئ الفرات من الجانب الشرقي بين الدالية والبَهسنة أسفل من رحبة مالك بن طوق معدود من نواحي الجزيرة منسوب إلى حنظلة بن أبى عفراءَ بن النعمان بن حية بن سَغبة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هني بن عمرو بن الغوث بن طيىء وحنظلة هو عم إياس بن قبيصة بن أبي غفر الذي كان ملك الحيرة ومن رهطه أبو زُبيد الطائي الشاعر، وحنظلة هذا هو القائل وكان قد نسك في الجاهلية وتنصر وبنى هذا الدير فعرف به إلى الآن.

ومهما يكن من ريب دهر فإننـي

 

أرى قمرَ الليل المعذب كالفتـى

يهل صغيراً ثم يعـظـم ضَـوؤه

 

وصورتُهُ حتى إذا ما هو استـوَى

وقرب يَخبو ضوؤه وشـعـاعـه

 

ويمصح حتى يستسر فـمـا يُرَى

كذلك زيدُ الأمر ثم انـتـقـاصـه

 

وتكراره في إثره بعد ما مضـى

تصَبح فتـح الـدار والـدار زينة

 

وتؤتى الجبال من شماريخها العلى

فلا ذو غنى يرجين من فضل ماله

 

وإن قال أخرني وخُذ رشوةً أبـى

ولا عن فقير يأتجـرن لـفـقـره

 

فتنفعه الشكوى إليهن إن شـكـى

 

وفي هذا الدير يقول عبد الله بن محمد الأمين بن الرشيد: وقد نزل به فاستطابه:

ألا يا ديرَ حنظلة المفدا

 

لقد أورثتني سقماً وكدَا

أزف منالفـرات إلـيك دنـا

 

وأجعل حوله الوردَ المـنـدَا

وأبدأ بالصبوح أمام صحبـي

 

ومن يَنْشِط لها فهو المـفـدا

ألا يا ديرُ جادتك الـغـوادي

 

سحاباً حملت برقـاً ورعـداً

يزيد بناءك النامـي نـمـاءٍ

 

ويكسو الروض حسناً مستجداً

 

ديرُ حنظَلَةَ: اَخر، وهو بالحيرة منسوب إلى حنظلة بن عبد المسيح بن علقمة بن مالك بن ربى بن نمارة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، وفيه يقول الشاعر:

بساحة الحيرة دير حنظلـه

 

عليه أذيالُ السرور مسبلهْ

أحييتُ فيه ليلة مُقْتـبَـلـه

 

وكأسُنا بين الندامى مُعْمَله

والراحُ فيها مثل نار مشُعَله

 

وكلنا منتقد مـا خُـوَّلـه

نما يزال عاصياً مَن عذلـه

 

مبادراً قبل تلاقي آجـلـه

 

ديرُ حَنّةَ: هو دير قديم بالحيرة منذ أيام بني المنذر لقوم من تنوخ يقال لهم بنو ساطع تقابله منارة عالية كالمرقَب تسمى القائم لبني أوس بن عمرو بن عامر، وفيه يقول الثرواني:

يا دير حنة عند القائم الـسـاقـي

 

إلى الخورنق من دير ابن بـرَاق

ليس السُلُو وإن أصبحتَ ممتنـعـاً

 

من بُغيتي فيك من شكلي وأخلاقي

سَقياً لعافيك من عافٍ معـالـمـه

 

قَفر وما فيك مثل الوشم من بـاق

 

وديرُ حنة بالأكيراج الذي قيل فيه:

يا دير حنة من ذات الأُكَيراح

 

هذا أيضاً بظاهر الكوفة والحيرة لا أدري أهو هذا المذكور هنا أم غيره وقد ذكر شاهده في الأكيراح.
ديْرُ خُنَاصرةَ: قد ذكرنا خناصرة في موضعها، وهي بلد في قبلي حلب وأما هذا الدير فوجدتُ ذكره في شعر بني مازن في قول حاجب بن ذُبيان المازني مازن بني تميم من عمرو بن تميم لعبد الملك بن مروان في جدب أصاب العرب. فقال:

وما أنا يوم دير خُناصرات

 

بمُرْتد الهموم ولا مُـلـيم

ولكني ألمتُ بحال قومـي

 

كما ألِمَ الجريحُ من الكُلُوم

بكوا لعيالهم من جَهْد عـام

 

خريق الريحِ منحدر الغُيُوم

أصابَت وائلاً والحي قيسـاً

 

وحلت بركها ببني تـمـيم

أقاموا في منازلهم وسقيت

 

إليهم كل داهـية عـقـيم

سواء مَن يقيم لهم بـأرض

 

ومن يلقى اللطَاة من المقيم

أعني من جدَاك على عيال

 

وأموالٍ تَسَاوَكُ كالهـشـيم

أصَدت لا تسيمُ لها حُـوَاراً

 

عقيلة كلً مـربـاع رؤوم

 

ديرُ خالِدٍ : وهو دير صَلِيبا بدمشق مقابل باب الفراديس. نسب إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه لنزوله فيه عند حصاره دمشق، وقال ابن الكلبي هو على ميل من الباب الشرقي.


الديرُ الخَصِيبُ: بفتح الخاءِ المعجمة وكسر الصاد المهملة والباء الموحدة. قرب بابل عند بَزيقيا وهو حصن.


ديرُ الخِصيَانِ: هر بغور البلقاءِ بين دمشق والبيت المقدس ويعرف أيضاً بدير الغور وسمي بدير الخِصيان لأن سليمان بن عبد الملك نزل فيه فسمع رجلاً يشبب بجارية له في قصة فيها طول فخصاه هناك فسمي الدير بذلك.


ديرُ خندِفَ: في نواحي خوزستان وخِندف أمُ ولد إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان واسمها لَيلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضاعة والخندف ضرب من المشي وبه سميت وهذا موضع بسط ذلك.


ديرُ الخَل: موضع قرب اليرموك نزله عساكر المشركين يوم وقعة اليرموك.


ديرُ الخُوَاتِ: جمع أخت بعُكبرَا وأكثر أهله نساء، ولعله دير العذارَى أو غيره وهو في وسط البساتين نزه جدًا وعيده الأحد الأول من الصوم يجتمع إليه كل من قرب من النصارى. قال الشابُشتي: وفي هذا العيد ليلة الماشوش وهي ليلة يختلط فيها الرجال والنساءُ فلا يردُ أحد يده عن شيءِ، وفيه يقول أبو عثمان الناجم:

آحِ قلبي مـن الـصـبـابة آحِ

 

من جَـوَار مـزينـات مِـلاَحِ

أهل دير الخوات بالـلُـه ربـي

 

هل على عاشقِ قضى من جُناحِ

وفتاة كـأنـهـا غُـضـنُ بـانِ

 

ذات وجه كمثل نور الصـبـاح

 

ديرُ الخنافِسِ: قال الخالدي: هذا الدير بغربي دجلة على ُقلة جبل شامخ وهو دير صغير لا يسكنه أكثر من راهبين فقط وهو نزه لعلوه على الضياع وإشرافه على أنهار نينوى والمرج وله عيد يقصده أهل الضياع في كل عام مرة وفيه طلسم ظريف وهو أن في كل سنة ثلاثة أيام تسود حيطانُه وسقوفُه من الخنافس الصغار اللواتي كالنمل فإذاً انقضت تلك الأيام لا يوجد في تلك الأرض من تلك الخنافس واحدة ألبتةَ فإذاً علم الرهبان بمجيء تلك الأيام الثلاثة أخرجوا جميع ما لهم فيه من فرش وطعام وأثاث وغير ذلك هرباً من الخنافس فإذا انقضت الأيام عادوا. قلتُ أنا وهذا شيء رأيتُ من لا أحصي يذكره ولم أر له منكراً في تلك الديار والله أعلم.


ديرُ درتا: في غربي بغداد وقد تقدم ذكر درتا، وهو دير يحاذي باب الشماسية راكب على دجلة حسن العمارة كثير الرهبان وله هيكل في نهاية العلو. قال: فيه أبو الحسين أحمد بن عبيد الله البديهي:

قد أدرنا بدير دُرنـا وقـدس

 

نا مُجونا إذ قدستْ رهبانـه

وسقانا فيه المدامة ظـبـي

 

بابلي ألحـاظـه أعـوانـه

ماسَ منه علي غصن من البا

 

ن يضاهي تفاحَهُ رمَـانـه

 

وقال أبو علي محمد بن الحسين بن الشبل النحوي يذكر دير درتا في قطعة طويلة ذكرتها بجملتها استحساناً لها وكان محسناً فيما يقول:

بنا إلى الدير من درتـا صـبـابـات

 

فلا تَلُمني فما تغنـي الـمـلامـات

يا حبذا السَحر الأعلى وقد نـشـرت

 

نسيمَه الغض روضـات وجـنـات

وأظهر الصـبـحٍ رايات مـخـلـقة

 

زرقاً وولت من الظـلـمـاءِ رايات

لا تبعدن وإن طال الـغـرامُ بـهـا

 

أيام لهـو عـهـدنـاهـا ولـيلات

فكم قضيت لُبانات الشـبـاب بـهـا

 

غنماً وكم بقيت عنـدي لـبـانـات

ما أمكنَت دولة الأفـراح مـقـبـلة

 

فانعم ولـذ فـإن الـعـيش تـارات

قبل ارتجاع اللـيالـي كـل عـارية

 

فإنـمـا لـذّة الـدنـيا إعــارات

قم فاجل في حلل اللألاء ِشمس ضحى

 

بروجها الزهر كاسات وطـاسـات

لعلنا إن دعا داعي الـحـمـام بـنـا

 

نمضي وأنفسـنـا مـنـهـا رَويات

فما التعلل لولا الكـأس فـي زَمـن

 

أحياؤه بـاعـتـياد الـهـم أمـوات

دارت تحيي فقابَلْـنـا تـحـيتـهـا

 

وفي حشاها لقرع المزْج روعـات

عذراءُ أخفى كُرُورَ العصر صورتها

 

لم يبق من روحها إلا حـشـاشـات

مدت سُرَادق برق مـن أبـارقـهـا

 

على مقابلـهـا مـنـهـا مُـلاآت

فلاحَ في أذرُع الـسـاقـين أسـوِرَة

 

تبر وفوق نحور الشـرب حـانـات

قد وقعَ الدهرُ سطراً في صحيفتـهـا

 

لا فارقت شارب الراح المـسـرَات

خذ ما تعجل واترك ما وُعـدت بـه

 

فعل الأديب وفي التـأخـير آفـات

 

دير درمالِسَ: قال الشابشْتي هذا الدير، في رقة باب الشماسية ببغداد قرب الدار المعِزِيّة وهو نزه كثير الأشجار والبساتين بقربه أجمة قصب وهو كبير آهل معمور بالقصف والتنزه والشرب، وأعيادُ النصارى ببغداد مقسومة على ديارات معروفة. منها أعياد الصوم الأحد الأول في دير العاصية والثاني في دير الزرَيقية والثالث دير الزُندورد والرابع دير درمالس هذا يجتمع إليه النصارى والمتفرجون وفيه يقول أبو عبد الله أحمد بن حمدون النديم:

يا دير درمالس ما أحسـنـك

 

ويا غزال الدير ما أفتـنـك

لئن سكنت الـدير يا سـيدي

 

فإن في جوف الحشا مسكنك

ويحك يا قلب أما تنـتـهـي

 

عن شدة الوجد لمن أحزنك

ارفق به بـالـلـه يا سـيدي

 

فإنه من حتفـه مـكّـنـك

 

ديْرُ الدهدَارِ: بنواحي البصرة في طريق القاصد لها من واسط وإليه ينسب نهر الدير وقد ذكرته في موضعه وهو دير قديم أزليٌ كثير الرهبان معظم عند النصارى وبناؤه من قبل الإسلام، وفيه يقول محمد بن أحمد المعنوي البصري الشاعر:

كم بدير الدهدار لي من صبوح

 

وغبوق فـي غـدوة ورواح

 

وإليه ينسب مجاشع الديري البصري وكان عبداً صالحاً حكى عن أبي حبيب محمد العابدي روى عنه العباس بن الفضل الأزرق والله أعلم.


ديرُ دينار: ناحية بجزيرة أقور لا أدري أين موقعه منها. قال ابن مقبل:

يا صاحبي انظراني لاعدمتكمـا

 

هل تؤنسان بذي رَيمان من نار

نار الأحبة شطت بعدما اقتربـت

 

هيهات أهل الصفا من دير دينار

 

ديرُ الرُصافَة: هو في رُصافة هشام بن عبد الملك التي بينها وبين الرَقة مرحلة للحمالين وسنذكرها في بابها وأما هذا الدير فأنا رأيته وهو من عجائب الدنيا حسناً وعمارة وأظن أن هشاماً بنى عنده مدينته وأنه قبلها وفيه رهبان ومعابد وهو في وسط البلد وقد ذكر صاحب كتاب الديرة أنه بدمشق ما أرى إلا أنه غلط منه وبين الرصافة هذه ودمشق ثمانية أيام وقد اجتاز أبو نُوَاس بهذا الدير، وقال فيه.

ليس كالدير بالـرصـافة دير

 

فيه ما تشتهي النفوس وتهوى

بتُه ليلة فـقـضـيت أوطـا

 

راً ويوماً ملأت قُطريه لهوا

 

وكان المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في حائط من حيطان الدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات:

أيا منزلاً بالدير أصبـح خـالـياً

 

تلاعب فيه شـمـال ودبـورَ

كأنك لم تسكنك بـيضٌ أوانـس

 

ولم تتبختر في فـنـائك حـورُ

وأبناءُ أمـلاك غـياشـم سـادة

 

صغيرهم عند الأنـام كـبـيرُ

إذا لبسوا أدراعهم فعـنـابـس

 

وإن لبسوا تيجانهـم فـبـدررُ

على أنهم يوم اللقاءِ ضـراغـم

 

وإنهم يوم الـنـوال بـحـورُ

ولم يشهد الصهريج والخيل حوله

 

عليه فساطيط لـهـم وخـدورُ

 

هذا شاهد على أن هذا الدير ليس بدمشق لأن دمشق أكثر بلاد الله أمواهاً فأي حاجة بهم إلى الصهريج وإنما الصهريج في الرصافة الذي قرب الرَقة شاهدت بها عدة صهاريج عادية محكمة البناء ويشرب أهل البلد والدير منها وهي في وسط السور:

وحولك رايات لهم وعساكـرُ

 

وخيل لها بعد الصهيل شخيرُ

ليالي هشام بالرصافة قاطـن

 

وفيك ابنه يا دير وهو أمـيرُ

إذ العيش غض والخلافة لدنة

 

وأنت طرير والزمان غـريرُ

وروضك مرتاضٌ ونورك نير

 

وعيش بني مروان فيك نضيرُ

بلى فسقاك الله صَوب سحائب

 

عليك بها بعد الرواح بكـورُ

تذكرتُ قومي بينها فبكيتـهـم

 

بشجو ومثلي بالبكـاء جـديرُ

لعل زمانا جارَ يوماً علـيهـم

 

لهم بالذي تهوى النفوس يدور

فيفرح محزون وينعـم بـائس

 

ويطلق من ضيق الوَثاق أسيرُ

رُوَيدك إن اليوم يتبـعـه غـد

 

وإن صروف الدائرات تدورُ

 

فارتاع المتوكل عند قراءتها واستدعى الديراني وسأله عنها فأنكر أن يكون علم من كتبها فهم بقتله فسأله الندماء فيه وقالوا ليس ممن يتهم بميل إلى دولة دون دولة فتركه. ثم بانَ أن الأبيات من شعر رجل من ولد رَوح بن زِنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن عبد الملك.


ديرُ الزمان: مدينة كبيرة ذات أسواق للبادية بين الرَقة والخابور تنزلها القوافل القاصدة من العراق إلى الشام.


ديرُ رمانِينَ: جمع رمان بلفظ جمع السلامة يعرف أيضاً بدير السابان، وهو بين حلب وأنطاكية مطل على بقعة تعرف بسرمدَ وهو دير حسن كبير وهو الآن خراب وآثاره باقية، وفيه يقول الشاعر:

ألِفَ المقامَ بدير رُمـانـينـا

 

للروض إلفاً والمدام خدينـا

والكأس والإبريق يعمل دهره

 

وتراه يجني الآس والنسرينا

 

ديرُ الروم: وهو بيعة كبيرة حسنة البناءِ محكمة الصنعة للنسطوًرية خاصة، وهي ببغداد في الجانب الشرقي منها وللجاثليق قلاية إلى جانبها وبينه وبينها باب يخرج منه إليها في أوقات صلاتهم وقربانهم وتجاور هذه البيعة بيعة لليعقوبية مفردة لهم حسنة المنظر عجيبة البناءِ مقصودة لما فيها من عجائب الصور وحسن العمل، والأصل في هذا الاسم أن أسرى من الروم قدم بهم إلى المهدي وأسكنوا داراً في هذا الموضع فسميت بهم وبنيت البيعة هناك وبقي الاسم عليها، ولمدرك بن علي الشيباني وكان يطرق هذه البيعة في الآحاد والأعياد للنظر إلى من فيها من المردان والوجوه الحسان من الشمامسة والرُهبان في خلق ممن يقصد الموضع لهذا الشأن. فقال:

وجوه بدير الروم قد سلـبـت عـقـلـي

 

فأصبحت في خبلٍ شديد مـن الـخـبـل

فكم من غزال قد سبى العقـل لـحـظـه

 

ومن ظبية رامت بألحاظـهـا قـتـلـي

وكم قد من قـلـب بـقـدّ وكـم بـكـت

 

عيون لما تلقى مـن الأعـين الـنـجـل

بدور وأغصان غـنـينـا بـحـسـنـهـا

 

عن البدر في الإشراق والغصن في الشكل

فلم تر عيني منـظـراً قـط مـثـلـهـم

 

ولم تر عين مستهامـا بـهـم مـثـلـي

إذا رُمتُ أن أسلو أبى الشـوق والـهـوى

 

كذاك الهوى يغرى المحـب ولا يسـلـي

 

وقال أيضاً:

رِئمٌ بدير الروم رامَ قَتلي

 

بمُقلَة كحلاء لا عن كحلِ

وطرة بها استطار عقلي

 

وحسنِ دل وقبيح فعـل

 

دير الزرنُوق: بالزاي ثم الراء الساكنة ونون وآخره قاف. في جبل مطل على دجلة بينه وبين جزيرة ابن عمر فرسخان وهو معمور إلى الآن وهو ذو بساتين وخمر كثير ويعُرف بعُمر الزرنوق وإلى جانبه دير آخر يعرف بالعُمر الصغير كثير الرهبان والمتنزهات. قال الشابستي: كان هذا الدير يسمى باسم دير بِطيزَناباذ بين الكوفة والقادسية على وجه الطريق بينه وبين القادسية ميل.


ديرُ الزعفَرَان: ويسمَى عمرُ الزعفران. قرب جزيرة ابن عمر تحت قلعة أردمشت هو في لحف جبل والقلعة مطلة عليه وبه نزل المعتضد لما حاصر هذه القلعة حتى فتحها ولأهله ثروة وفيهم كثرة، ودير الزعفران أيضاً بقربه على الجبل المحاذي لنصيبين كان يُزْرع فيه الزعفران وهو دير نزه فرح لأهل اللهو به مشاهد ولهم فيه أشعار وفي جبل نصيبين عدة أديرة أخر، ولمصعَب الكاتب في دير الزعفران:

عمرتُ بِقاع عًمر الزعفـران

 

بِفتيانٍ غَـطَـارفة هِـجَـانِ

بكل فَتًى يَحِن إلى التصـابـي

 

ويهوَى شربَ عاتقة الدنـانِ

ظَللنا نعمل الكـاسـات فـيه

 

على رَوضٍ كنقش الخسرَوانِ

وأغصانِ تميل بهـا ثـمـار

 

قريبات من الجـانـي دوانِ

وغزْلانِ مراتِعُـهـا فـؤادي

 

شجاني منهُمُ ما قد شجـانـي

وينـجـوهـم ويوحـنـا.....

 

ذوا الإحسان والصوَر الحسان

رضيتُ بهم من الدنيا نصيبـاً

 

غنيتُ بهم عن البيض الغواني

أقبـل ذا وألـثـمُ خـد هـذا

 

وهذا مسعد سَلسُ الـعِـنـانِ

فهذا العيش لا حَرض ونـؤي

 

ولا وصْفُ المعالم والمغانـي

 

ديرُ زَكى: بفتح أوله وتشديد الكاف مقصور. هو دير بالرها بإزائه تل يقال له تل زُفر بن الحارث الكلابي وفيه ضيعة يقال لها الصالحية اختطها عبد الملك بن صالح الهاشمي كذا قال الأصبهاني، وقال الخالدي هو بالرقة قريب من الفرات قال الشابشتي هو بالرقة وعلى جنبيه نهرُ البليخ، وأنشد للصنَوبري:

أراق سِجَالَـهُ بـالـرَقـتَـين

 

جنوبي صحوب الجـانـبَـين

ولا اعتزلَت عزاليه المصلـي

 

بلى خرَت على الخرارتـين

وأهدى للرضيف رضيف مُزْن

 

يُعاوده طـرير الـطـرَتَـين

معاهدُ بل مـآلـفُ بـاقـيات

 

بأكرم معهـدين ومـألـفـين

يضاحكها الفراتُ بكـل فـن

 

فتضحك عن نُضار أو لُجَـين

كأن الأرض من حُمر وصُفر

 

عروس تجتلى في حلـتـين

كأن عناق نهـري دير زَكـى

 

إذا اعتنقا عنـاق مُـتـيمـين

وَقَت ذاك البليخ يد الليالـي

 

وذاك النيل من متجـاورين

أقاما كالشَوَاريز استـدارت

 

على كتفيه أو كالدملُجَـين

أيا متنزهي في دير زَكـى

 

ألم تك نُزْهتي بك نُزهتَين

أردد بين ورد نَدَاك طرفـاً

 

تردد بين ورد الوجنـتَـين

ومُبتسم كنَظمي أقـحـوان

 

جَلاَه الطل بين شقيقـتـين

وياسُفُنَ الفرات بحيث تهوِي

 

هُوي الطير بمِن الجَلْهتين

تُطارد مُقْبلات مـدبـرات

 

على عَجَل تطارُدَ عَسكرَين

ترانا واصليك كما عهـدنـا

 

بوَصل لا نُنَغصه بـبَـين

ألا يا صاحبي خُذَا عنانـي

 

هوايَ سَلِمتُما من صاحبين

لقد غَصبتنيَ الخمسون فَتكي

 

وقامت بين لَذاتي وبـينـي

كأن اللهوَ عندي كآبن أمـي

 

فصرنا بعد ذاك كعـلَـين

 

وفي هذا الدير يقول الرشيد أمير المؤمنين:

سلام على النازح المغتـرب

 

تحيةَ صب بـه مُـكـتـئب

غزال مراتعة بـالـبـلـيخ

 

إلى دير زَكى فجسر الخشب

أيا من أعانَ على نـفـسـه

 

بتخليفه طائعـاً مـن أحـب

سأستر والسترُ من شيمـتـي

 

هوى من أحِب لمن لا أحب

 

ودير زَكّى قرية بغوطة دمشق معروفة وقد مر بهذا الدير عبد الله بن طاهر ومعه أخ له فشربا فيه وخرجا إلى مصر فمات أخوه بها وعاد عبد الله بن طاهر فنزل في ذلك الموضع فتشوقَ أخاه فقال:

أيا سَرْوَتَيْ بُستان زَكى سلمتما

 

وغالَ ابن أمي نائبُ الحَدَثـان

ويا سروتَيْ بستان زكى سلمتما

 

ومن لكما أن تسلما بضمـان

 

ديرُ الزندوَرْد: قال الشابُشتي: هو في الجانب الشرقي من بغداد وحدها من باب الأزج إلى السفيعي وأرضها كلها فواكه وأتْرُجٌ وأعناب وهي من أجود الأعناب التي تعصر ببغداد، وفيها يقول أبو نُوَاس:

فسقني من كروم الزندوَرْد ضُحى

 

ماء العناقيد في ظل العنـاقـيد

 

قلت أنا والمعروف المشهور: أن الزندورد مدينة كانت إلى جنب واسط في عمل كَسكَر ذكره ابن الفقيه وغيره وقد ذكر في بابه قال: فقد قال جحظة في دير الزندورد:

سقياً ورعيأ لدير الزنـدورد ومـا

 

يحوي ويجمع من راح وغِـزْلانِ

دير تدور به الأقـداحُ مُـتـرَعَةً

 

بكَف ساقٍ مريض الطرف وَسنانِ

والعودُ يَتبـعـه نـاي يواقـعـه

 

والشد ويحكمه غصن من البـانِ

والقومُ فوْضى فَضاً هذا يقبـل ذا

 

وذاك إنسان سوءٍ فوق إنـسـانِ

 

دَيْرُ زور: بتقديم الزاي وسكون الواو وراء مضبوط بخط ابن الفرات هكذا قال الساجي: وقال المدائني عن أشياخه بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 14 شريحٍ بن عامر أخا سعد بن بكر إلى البصرة وقال له كن ردءاً للمسلمين فسار إلى الأهواز فقُتل بدير زور.


ديْرُ سابا: قرية بالموصل.


ديْرُ السابان: وهو دير رمانين وقد ذكر قالوا: وتفسيره بالسريانية دير الشيخ.


ديرُ سابر : قرب بغداد بين قرية يقال لها المزرفة وأخرى يقال لها الصالحية وفي الجانب الغربي من دجلة قرية يقال لها بَزُوغى وهي قرية عامرة نزهة كثيرة البساتين وقد ذكر هذا الدير الحسين بن الضحاك الخليع. فقال:

وعواتِقٍ باشرتُ بـين حـدائق

 

ففَضضْتُهن وقد عنين مُحاحـا

أتبعتُ وخْزَةَ تلك وخْـزَةَ هـذه

 

حتى شربتُ دماءهن جراحـا

أبرزتُهُن من الحذور حواسـراً

 

وتركت صَوْن حريمهنْ مُباحا

في دير سابر والصباحُ يلوح لي

 

فجمعت بدراً والصباح وراحا

ومُنعَمٍ نازعتُ فضلَ وِشـاحـه

 

وكسوْتُه من ساعدي وشـاحـا

ترك الغَيُور يعض جِلدة زنـده

 

وأمال أعطافاً علي مـلاحـا

ففعلتَ ما فعل المشوق بـلـيلة

 

عادت لذانُتها علي صـبـاحـا

فأذهب بظنك كيف شئتَ وكلـه

 

مما اقترفت تَغَطرُساً وجماحـا

 

ودير سابر من نواحي دمشق سكنها عمر بن محمد بن عبد الله بن زيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي سماه ابن أبي الفجار وذكر أنه كان يسكن دير سابر من إقليم خولان ذكره في تاريخ دمشق وذكره أيضاً عتبة بن معاوية بن عثمان بن زيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.


ديْرُ سَرْجس وبكُس: وهو منسوب إلى راهبين بنجران، وفيهما يقول الشاعر:

أيا راهبي نجران ما فعلت هنـدُ

 

أقامت على عهدي فإني لها عبدُ

إذا بَعُدَ المشتاقُ رَثت حـبـالـه

 

وما كل مشتاق يغتره البـعـدُ

 

وقال الشابشتي: كان هذا الدير بطِيزَناباذ بين الكوفة والقادسية على وجه الأرض بينه وبين القادسية ميل وكان محفوفاً بالكروم والأشجار والحانات وقد خرب وبطل ولم يبق منه إلا خرابات على ظهر الطريق بسميها الناس قباب أبي نُوَاس، وفيه يقول الحسين بن الصمان:

أخَويَ حي على الصَبُوح صباحا

 

هبا ولا بعد النـديم صـبـاحـا

هذا الشميط كأنـه مـتـحـير

 

في الأفق سد طريقه فـألاحـا

مهما أقام على الصَبُوح مساعـد

 

وعلى الغَبُوق فلن أريد بَرَاحـا

عُودا لعادتنا صبيحة أمـسـنـا

 

فالعود أحمد مُغتدىً ومـراحـا

هل تعذران بدير سرجس صاحبا

 

بالصحو أو تَرَيان ذاك جُنـاحـا

إني أعيذكما بعِشْـرَة بـينـنـا

 

أن تشربا بقُرَى الفرات قَرَاحـا

عجت قوافزُنا وقدس قـسُـنـا

 

هَزَجاً وأصبح ذا الدجاجُ صياحا

للجاشرية فضلها فـتـعـجـلا

 

إن كنتما تَريَان ذاك صـلاحـا

يا رب ملتمس الجنُون بـنَـومة

 

نَبهتُه بـالـراح حـين أراحـا

فكأن ريا الكأس حين نـدبـتُـه

 

للكأس أنهضَ في حشاه جناحـا

فأجاب يَعثُرُ في فضـول ردائه

 

عجلان يخلِطُ بالعثار مَـرَاحـا

ما زال يضحك بي وُيضحكني به

 

ما يستفيق دُعـابةً ومِـزَاحـا

فهَتكتُ ستر مجونِهِ بتَـهـتُـك

 

في كل ملهية وبُحتُ وبـاحـا

 

دَيْرُ سعد: بين بلاد غطفان والشام عن الحازمي. قال أبو الفرج علي بن الحسين: أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال وجدت في كتاب بخط الضحاك قال خرج عَقيل بن عُلَفة وجثامة وابنته الجرباء حتى أتوا بنتاً له ناكحاً في بني مروان بالشامات ثم إنهم قفلوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق. قال عقيل بن علَفة:

قضت وطراً من دير سعد وطالما

 

على عرضٍ ناطَحنَه بالجماجـم

إذا هبطَت أرضاً يموت غرابُهـا

 

بها عطشاً أعطينهم بالـخـزائم

 

ثم قال أنفذ يا جثّامة. فقال جثامة:

فأصبحن بالموماة يحمِلْنَ فتـيَةَ

 

نشاوَى من الإدلاج ميلَ العمائم

إذا عَلم غـادرنَـه بـتـنُـوفة

 

تذارعْنَ بالأيدي لاَخر طاسـم

 

ثم قال أنفذي يا جرباءُ. فقالت:

كأن الكَرَى سَقاهم صرخَـدِيَّةً

 

عُقَاراً تَمَطا في المطا والقوائم

فقال عَقيل: شربتها ورب الكعبة لولا الأمان لضربتُ بالسيف تحت قُرطك أما وجدتِ من الكلام غير هذا فقال جثامة وهل أساءَتْ إنما أجادت وليس غيري وغيرك فرماه عَقيل بسهم فأصاب ساقه وأنفذ السهمُ ساقه والرجل ثم شد على الجرباءِ فعقَرَ ناقتها ثم حملها على ناقة جثامه وتركه عقيراً مع ناقة الجرباء ثمٍ قال لولا أن تسبني بنو مرة لما عشت ثم خرج متوجهاً إلى أهله وقال لئن أخبرتِ أهلك بشأن جثامة أو قلت لهم: إنه أصابه غير الطاعون لأقتلنكِ فلما قدموا على أهل أبَير وهم بنو القين ندم عقيل على فعله بجثامة فقال لهم هل لكم في جزور انكسرت قالوا نعم قال فالزموا أثر هذه الراحلة حتى تجدوا الجزور فخرج القوم حتى انتهوا إلى جثامة فوجدوه قد أنزفه الدم فاحتملوه وتقسموا الجزور وأنزلوه عليهم وعالجوه حتى برأ وألحقوه بقومه فلما كان قريباً منهم تَغنَى.

أيذر لاحينا. ويلحين في الصِبا

 

وما هن والفتيان إلا شقـائق

 

فقال له القوم: إنما أفلتَ من الجراحة التي جرحك أبوك آنفاً وقد عاودت ما يكرهه فأمسك عن هذا ونحوه إذا لقيته لا يلحقك منه شر وعز فقال إنما هي خَطرةٌ خطَرَت والراكب إنا سار تغنى دَير سَعِيدٍ : بغربي الموصل قريب من دجلة حسن البناءِ واسع الفِناءِ وحوله قلالي كثيرة للرهبان وهو إلى جانب تل يقال له تل بادع يكتسي أيام الربيع ظرائف الزهر وكانت عنده وقعة بين مونس الخادم وبين بني حمدان وفيها قتل داود بن حمدان سنة 320 وهو منسوب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان وكان يتقلد إمارة الموصل في أيام أبيه فاعتل وكان له طبيب يقال له سعيد أيضاً نصراني فلما برأ قال له اختر ما شئت فقال أحب أن أبتني ديراً بظاهر الموصل وتهب لي أرضه فأجابه إلى ذلك فبنى، وقال الخالدي: هذا محال، والصحيح أن ثلاثة من رهبان النصارى اجتازوا بالموصل قبل الإسلام بأكثر من مائة سنة فاستطابوا أرضها فبنى كل واحد منهم ديراً نسب إليه وهم سعيد وقِنسرين وميخائيل وهذه الثلاثة معروفة وكل واحد منها متقارب من الآخر وقد قال النصارى: ولتراب دير سعيد هذا خاصية في دفع أذى العقارب وإذاً رُش بترابه بيتٌ قتلِ عقاربه.


دَير سُلَيمان: بالثغر قرب دُلُوك مطل على مرج العين وهو غاية في النزاهة. قال أبو الفرج: أخبرني جعفر بن قدامة قال: ولي إبراهيم بن المدبر عقيب نكبتَه وزوالها عنه الثغور الجزرية وكان أكثر مقامه بمنبج فخرج في بعص ولايته إلى نواحي دلوك برعبان وخلف بمنبج جارية كان يتحظاها يقال لها: غادر فنزل بدُلوك على جبل من جبالها بدير يعرف بدير سليمان من أحسن بلاد الله وأنزهها ودعا بطعام خفيف فأكل وشرب ثم دعا بدواة وقرطاس فكتب.

أيا ساقِيينا وسـط دير سـلـيمـان

 

أديرا الكؤوس فأنهلاني وعُلانـي

وخصا بصافيها أبا جعـفـر أخـي

 

فذا ثقتي دون الأنام وخلصـانـي

وميلا بها نحو ابـن سـلاَم الـذي

 

أود وعُودَا بعد ذاك لـنـعـمـان

وعُمّا بها النعمان والصحب إنـنـي

 

تَنكزت عيشي بعد صَحبي وإخواني

ولا تَتركا نفسي تُمت بسقـامـهـا

 

لذكرى حبيب قد سقاني وغنـانـي

ترحلت عنه عن صدود وهـجـرة

 

فأقبل نحوي وهو باك فأبكـانـي

وفارقته والله يجمـع شـمـلَـنـا

 

بلوْعة مـحـزون وغُـلة حـران

وليلةَ عين الـمـرج زار خـيالـه

 

فهَيج لي شوقاً وجـدَد أحـزانـي

فأشرفتُ أعلى الدير أنظر طامحـاً

 

بألمح آمـاق وأنـظـر إنـسـان

لعلي أرى أبـيات مـنـبـج رؤيةً

 

تُسَكن من وجدي وتكشف أشجاني

فقصر طرفي واستهل بـعـبـرة

 

وفدَيت من لو كان يدري لفدانـي

ومَثلَهُ شوقـي إلـيه مـقـابـلـي

 

وناجاه عنه بالضمير ونـاجـانـي

 

دَير سَمالُوا: في رقة الشماسية ببغداد مما يلي البرَدان وينجز بين يديه نهر الخالص ونهر المهدي. ذكر البلاذري في كتاب الفتوح أن الرشيد غزا في سنة 163 أهل صمَالُوا فسألوا الأمان لعشرة أبيات فيهم القومس وأن لا يفرق بينهم فأجابهم إلى ذلك فأنزلوا بغداد على باب الشماسية فسموا موضعهم سمالو غيروا الصاد بالسين وبنوا هناك ديراً وهو دير مشيد البناء كثير الرهبان وبين يديه أجمَةُ قصب يرمي فيها الطير. قال أحمد بن عبيد اللّه البديهي يذكره:

هل لك في الرقْة والدير

 

دير سمالوا مسقط الطير

وقال أيضاً فيه:

الدير دير سمالوا للـهـوى وطَـرُ

 

بِكر فإن نجاح الحاجة الـبـكَـرُ

أما ترى الغَيم ممـدوداً سـرادقـه

 

على الرياض ودمع المزن ينتشر

والدير في لُبُس شتى مـنـاكـبـه

 

كأنما نشرت في أفْقه الـحِـبـرُ

تألفت حولـه الـغـدران لامـعة

 

كما تألف في أفنـانـه الـزهـر

أما ترَى الهيكلَ المعمور في صُورٍ

 

من الدُمى بينها في أنسه صُـوَرُ

 

دير سمعَان: يقال بكسر السين وفتحها: وهو دير بنواحي دمشق في موضع نزه وبساتين محدقة به وعنده قصور ودور وعنده قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وقال فيه بعض الشعراء يرثيه:

قد قلتُ إذ أودعوه الترب وانصرفوا

 

لا يَبعدنْ قِـوام الـعـدل والـدين

قد غيبوا في ضريح الترب منفرداً

 

بدير سمعان قسطاس المـوازين

من لم يكن همه عيناً يفجـرهـا

 

ولا النخيل ولا ركض البـراذين

 

وروي أن صاحب الدير دخل على عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه بفاكهة أهداها له فأعطاه ثمنها فأبي الديراني أخذه فلم يزل به حتى قبض ثمنها ثم قال يا ديراني إني بلغني أن هذا الموضع مِلَككم فقال نعم فقال إني أحب أن تبيعني منه موضع قبر سنة فإذاً حال الحول فانتفع به فبكى الديراني وحزن وباعه فدفن به فهو الآن لا يعرف. وقال كثير:

سَقى ربنا من دير سمعان حفرة

 

بها عمر الخيرات رهناً دفينها

صوابح من مُزْنِ ثِقال غـوادياً

 

دوالح دهماً ماخضات دُجونها

 

وقال الشريف الرضي الموسوي:

يا ابن عبد العزيز لو بكَت العي

 

ن فتى من أمَية لـبـكـيتُـك

أنت أنقذتنا من السب والشـت

 

م فلو أمكن الجزَا لجـزيتُـك

دير سمعان لا عدتك الغـوادي

 

خير ميت من آل مروان ميتُك

 

وفيه يقول أبو فراس بن أبي الفرج البزاعي: وقد مر به فراَه خراباً فغَمه.

يا دير سمعان قل لي أين سمعـانُ

 

وأين بانوك خبرني متى بـانـوا

وأين سُكانك اليومَ الألى سلـفـوا

 

قد أصبحوا وهُم في الترب سُكانُ

أصبَحتَ قفراً خراباً مثل ما خربوا

 

بالموت ثم انقضى عمرو وعمران

وقَفتُ أسأله جهلاً لـيخـبـرنـي

 

هيهات من صامت بالنطق تبـيان

أجابني بلسـان الـحـال إنـهـمُ

 

كانوا ويكفيك قولي إنهم كـانـوا

 

وأما الذي في جبل لُبنان فمختلف فيه وسمعان هذا الذي ينسب الدير إليه أحد أكابر النصارى ويقولون إنه شمعون الصفا والله أعلم وله عدة ديرة. منها هذا المقدم ذكره واَخر بنواحي أنطاكية على البحر، وقال ابن بُطلان في رسالته، وبظاهر أنطاكية دير سمعان وهو مثل نصف دار الخلافة ببغداد يضاف به المجتازون وله من الإرتفاع كل سنة عدة قناطير من الذهب والفضة وقيل إن دخله في السنة أربعمائة ألف دينار ومنه يصعد إلى جبل اللُكام، وقال يزيد بن معاوية:

بدَير سمعان عندي أمُ كلثوم

 

هذه رواية قوم والصحيح إن يزيد إنما قال بدير مرَان وقد ذكر في موضعه، ودير سمعانَ أيضاً بنواحي حلب بين جبل بني عُلَيم والجبل الأعلى.


ديرُ السوَا: بظاهر الحيرة ومعناه دير العمل لأنهم كانوا يتحالفون عنده فيتناصفون، وقال الكلبي: هو منسوب إلى رجل من إياد وقيل هو منسوب إلى بني حذافة وقيل السوا امرأة منهم وقيل السوا أرض، نسب الدير إليها وذكر في شعر أبي دؤاد الإيادي حيث قال:

بل تأمل وأنت أبصر منـي

 

قصدَ دير السَوَا بعين جلـيه

لمن الظعنُ بالضحى وَاردات

 

جدولَ الماءِ ثم رُحن عشيه

مظهرات رقماً تُهال له العي

 

نُ وعقلا وعقمة فارسـية

 

دَيرُ السوسي: قال البلاذُري: هو دير مريم بناه رجل من أهل السوَس وسكنه هو ورهبان معه فسمي به وهو بنواحي سر من رأى بالجانب الغربي ذكره عبد الله بن المعتز فقال:

يا ليالي بالمطـيرة فـالـكـر

 

خ ودير السوسي بالله عُـودي

كنتِ عندي أنمو ذَجات من الجن

 

ة لكنـهـا بـغـير خـلـود

أشربُ الراح وفيَ تشرب عقلي

 

وعلى ذاك كان قتلُ الـولـيد

 

ديرُ الشاء: بأرض الكوفة على رأس فرسخ وميل من النخيلة والله أعلم ديرُ الشمَع: دير قديم معظم عند النصارى. بنواحي الجيزة من مصر بينه وبين الفُسطاط ثلاثة فراسخ مصعداً على النيل وبه كرسي البطريك بمصر وبه مستقره ما دام بمصر.
ديرُ الشياطينِ: بين مدينة بلد والموصل وهو بين جبلين في فم الوادي بالقرب من أوسل مشرف على دجلة في موضع حسن. الهواء والرواء، وفيه يقول السري الرفاءُ:

عَصَى الرشاد وقد ناداه مذ حينِ

 

وراكض الغي في تلك الميادين

ما حن شيطانُه الاَتي إلى بـلـد

 

إلا ليقرب من دير الشياطـين

وفتيةٍ زَهَـر الأداب بـينـهـم

 

أبهى وأنضرُ من زهر البساتين

مشوا إلى الراح مشي الرُخ وانصرفوا

 

والراح تمشي بهم مشي الـفَـرازين

تفرغوا بين أعطان الـهـياكـل فـي

 

تلك الجـنـان وأقـمـار الـدواوين

حتى إذا نَطَقَ النـاقـوس بـينـهـم

 

مُزنر الخصر رومـي الـقـرابـين

يرى المـدامة دينـا حـبـذا رجـل

 

يعـتـد لـذةَ دنـياه مـن الـــدين

 

وقال فيه الخباز البلدي:

رهبان دير سقوني الخمر صافية

 

مثل الشياطين في دير الشياطين

غدوا سراعاً كأمثال السهام بدت

 

من القِسِي وراحوا كالعراجـين

 

ديرُ شيخ: وهو دير تل عزازَ وعزاز مدينة لطيفة من أعمال حلبً بينها وبين حلب خمسة فراسخ، وفيه يقول إسحاق الموصلي:

وظبي فاتـن فـي دير شـيخ

 

سحور الطرف ذي وجه مليح

 

وفيه يقول أيضاً:

إن قلبي بالتـل تـل عـزاز

 

عند ظبي من الظباءِ الجوازي

 

دَيرُ صباعى: في شرقي تكريت مقابل لها مشرف على دجلة وهو نزه مليح عامر وفيه مقصد لأهل الخلاعة، وفيه يقول بعضهم.

حن الفؤاد إلى ديرٍ بـتـكـريتِ

 

إلى صباعى وقس الدير عفريتٍ

 

دَيرُ صَلوبَا: من قرى الموصل والله أعلم.


ديرُ صَلِيبا: بنواحي دمشق مقابل باب الفراديس ويعرف بدير خالد أيضاً لأن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما نزل محاصراً لدمشق كان نزوله به، وفيه يقول أبو الفتح محمد بن علي المعروف بأبي اللقاء:

جنةَ لقـبـت بـدير صـلـيبـا

 

مبدعاً حسنه كـمـالا وطـيبَـا

جئته للمقـام يومـا فـظـلـنـا

 

فيه شهراً وكان أمراً عـجـيبـاً

شجـر مـحـدق بـه ومــياه

 

جاريات والروضُ يبدو ضروبـا

من بديع الألوان يُضحِي به الثـا

 

كل ممـا يرى لـديه طـروبـا

كم رأينا بدراً به فـوق غـصـن

 

مائسٍ قد علا بشكـل كـثـيبـا

وشربنـا بـه الـحـياة مـدامـاً

 

تطلع الشمس في الكؤوس غروبا

فكأن الـظـلام فـيهـا نـهـار

 

لِسَنَاها تسر منـا الـقـلـوبـا

لست أنسى ما مـر فـيه ولا أج

 

علُ مدحي إلا لـدير صـلـيبـا

 

دير طَموَيه: وطمويه قرية بالمغرب من النيل بمصر بإزاء موضع يقال له حلوان والدير راكب النيل وقد أحدقت به الأشجار والنخيل والكروم وهو دير نزه عامر اَهل وهو أحد متنزهات مصر، وقد قال فيه ابن عاصم المصري.

أقصرا عن ملامي اليوم إني

 

غير ذي سلوة ولا إقصـار

فسقى الله دير طموَيه غيثـاً

 

بغوادٍ موصولة بـسَـوار

 

وله أيضاً:

واشرب بطمويه من صهباء صافية

 

تزري بخمر قرى هيتٍ وعانـات

على رياض من النـوَّار زاهـرة

 

تجري الجداول منها بين جَـنـات

كأن نبتَ الشقيق العصفري بـهـا

 

كاسات خمر بدت في إثر كاسات

كأن نرجسها من حسـنـه حـدق

 

في خفية يتناجـى بـالإشـارات

كأنما النيل في مر الـنـسـيم بـه

 

مستلـئم فـي دروع سـابـريات

منازلاً كنت مفتوناً بـهـا يَفَـعـاً

 

وكن قدما مواخـيرى وحـانـات

إذ لا أزال ملحاً بالصبُوح عـلـى

 

ضرب النواقيس صباً في الديارات

 

دَيرُ الطوَاويس: جمع طاوُس هذا الطير المنمق الألوان وهو بسامرا متصل بكرخ جدَان يشرف عند حدود آخر الكرخ على بطن يعرف بالبنى فيه مزدرع يتصل بالدور وبنيانها وهي الدور المعروَفة بدور عربايَا وهو قديم كان منظرة لذي القرنين ويقال لبعض الأكاسرة فاتخذه النصارى ديراً في أيام الفرس. دَيرُ الطُور: الطور في الأصل الجبل المشرف وقد ذكرته في بابه وأما الطور المذكور ها هنا، فهو جبل مستدير واسع الأسفل مستدير الرأس لا يتعلق به شيء من الجبال وليس له إلا طريق واحد وهو ما بين طبرية واللَّجُون مشرف على الغور ومرج اللجُون وفيه عين تنبع بماءٍ غزير كثير والدير في نفس القبلة مبني بالحجر وحوله كروم يعتصرونها فالشرابُ عندهم كثير ويعرف أيضاً بدير التجَلي لأن المسيح عليه السلام على زعمهم تجلى فيه لتلامذته بعد أن رفع حتى أراهم نفسه وعرفوه والناس يقصدونه من كل موضع فيقيمون به ويشربون فيه وموضعه حسن يشرف على طبرية والبُحيرة وما والاها وعلى اللجون، وفيه يقول مُهلهل بن عريف المزرع:

نهضتُ إلى الطور في فتية

 

سِراع النهوض إلى ما أحبْ

كرام الجدود حسان الوجـوه

 

كهول العقول شباب اللعبْ

فأي زمان بهـم لـم يُسـر

 

وأي مكان بهم لـم يطـب

أنختُ الركابَ عـلـى ديره

 

وقضيتُ من حقه ما يجـب

 

ديْرُ طور سينا: ويقال كنيسة الطور، وهو في قلفَة طور سينا وهو الجبل الذي تجلى فيه النور لموسى عليه السلام وفيه صعق وهو في أعلى الجبل مبني بحجر أسود عرض حصنه سبعة أذرع وله ثلاثة أبواب حديد وفي غربيه باب لطيف وقدامَه حجر إذا أرادوا رفعه رفعوه وإذا قصدهم قاصد أرسلوه فانطبق على الموضع فلم يعرف مكان الباب وداخلها عين ماءٍ وخارجها عين أخرى وزعم النصارى أن بها ناراً من أنواع النار الجديدة التي كانت ببيت المقدس يوقدون منها في كل عشية وهي بيضاءُ ضعيفة الحر لا تحرق ثم تقوى إذا أوقد منها السرج وهو عامر بالرهبان والناس يقصدونه، وقال فيه ابن عاصم:

يا راهبَ الدير ماذا الضوءُ والنور

 

فقد أضاء بما في ديرك الطـورُ

هل حلت الشمس فيه دون أبرجها

 

أم غيبَ البدرُ عنه فهو مستـورُ

فقال ما حله شمـس ولا قـمـر

 

لكنما قربـت فـيه الـقـواريرُ

 

ديرُ الطين: بأرض مصر على شاطئ نيل مصر في طريق الصعيد قرب الفسطاط متصل ببركة الحبش عند العدوية.


ديرُ الطيرِ: بنواحي إخميم دير عامر يقصدونه من كل موضع، وهو بقرب الجبل المعروف بجبل الكهف وفي موضع من الجبل شق فإذا كان يوم عيد هذا الدير لم يبق بوقير وهو صنف من الطيور في البلد إلا ويجيءُ إلى الموضع فيكون أمراً عظيماً بكثرتها واجتماعها وصياحها عند الشق ثم لا يزال الواحد بعد الواحد يُدخل رأسه في ذلك الشق ويصيح ويخرج ويجيءُ غيره إلى أن ينشب رأس أحدها في الشق فيضطرب حتى يموت وينصرف الباقون ولا يبقى منها طائر ذكره الشابشتي كما ذكرته سواءً.


ديرُ العَاقُولِ: ببن مدائن كسرى والنعمانية بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخاً على شاطئ دجلة كان فأما الآن فبينه وبين دجلة مقدار ميل وكان عنده بلد عامر وأسواق أيام كون النهروان عامراً فأما الآن فهو بمفرده في وسط البرية وبالقرب منه دير قُنى، وفيه يقول الشاعر:

فيك دير العاقول ضيعْـت أيا

 

مي بلَهْو وحَث شَرب وطرف

وندَامـايَ كـل حـر كـريم

 

حَسَنٍ دله بشـكـل وظـرف

بعد ما قد نعمت في دير قُنـى

 

معهم قاصفين أحسَنَ قَصْـف

بين ذَيْن الـديرين جـنةُ دنـيا

 

وصفُها زائد على كل وَصف

 

وينسب إلى دير العاقول الذي بنواحي بغداد جماعة. منهم أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران القَطان الدير عاقولي روى عن أبي اليمان الحمصي والفضل بن دكين ومسدد وغيرهم روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وعبد الله البغوي وغيرهما وكان ثقة مات سنة 278، ودير العاقول موضع بالمغرب. منه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خلف الدير عاقولي المغربي روى الحديث بمكة حدثني بذلك المحب أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال: وجدته بخط الحافظ محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني وقد كتب على الحاشية بخطه سئل الشيخ عن دير العاقول هذا فقال موضع بالمغرب قال وقد ذكرتُه في كتابي هذا المتفق خطاً وضبطاً وذيلتُ به على ابن طاهر المقدسي بأكثر من هذا الشرح.


 ديرُ عبدِ المَسيح: بن عمرو بن بُقًيلة الغساني وسمي بُقيلة لأنه خرج على قومه في حلَتَين خضراوين فقالوا ما هذا إلا بُقَيلة وكان أحد المعمرين يقال إنه عمّر ثلاثمائة وخمسين سنة، وهذا الدير بظاهر الحيرة بموضع يقال له الجرعة وعبد المسيح هو الذي لقي خالد بن الوليد رضي الله عنه لما غزا الحيرة وقاتَلَ الفُرْس فرمَوه من حصونهم الثلاثة حصون آل بُقَيلة بالخَزَف المدور وكان يخرج قدَام الخيل فتنفرُ منه فقال له ضرار بن الأَزور هذا من كيدهم فبعث خالد رجلا يستدعي رجلاً منهم عاقلا فجاءه عبد المسيح بن عمرو وجرى له معه ما هو مذكور مشهور. قال: وبقي عبد المسيح في ذلك الدير بعد ما صالح المسلمين على مائة ألف حتى مات وخرب الدير بعد مدة فظهر فيه أزَجٌ معقود من حجارة فظنوه كنزاً ففتحوه فإذاً فيه سرير رخام عليه رجل ميت وعند رأسه لوح فيه مكتوب أنا عبد المسيح بن عمرو بن بُقَيلة.

حَلَبتُ الدهرَ أشطُرَه حياتـي

 

ونلتُ من المُنَى فوق المزيد

فكافَحْتُ الأمور وكافَحَتنـي

 

فلم أخضع لمُعْضِلَةٍ كـؤود

وكدتُ أنال في الشرف الثُريا

 

ولكن لا سبيلَ إلى الخُلُـود

 

دَيْرُ عَبدون: هو بسر مَنْ رأى إلى جنب المطيرة وسمي بدَير عبدون لأن عبدون أخا صاعد بن مَخْلد كان كثير الإلمام به والمقام فيه فنُسب إليه وكان عبدون نصرانياً وأسلم أخوه صاعد على يد الموفْق واستوزره وفي هذا الدير. يقول ابن المعتز الشاعر:

سَقَى المَطيرةَ ذات الظل والشـجـر

 

ودير عبدون هَطالٌ من الـمـطـر

يا طالما نبهتني لـلـصـبُـوح بـه

 

في ظلمة الليل والعصفورُ لم يطـر

أصواتُ رُهبان دير في صلاتـهـم

 

سود المدارع نعارين في السـحـر

مزَنّرين على الأوساط قد جعـلـوا

 

على الرؤوس أكاليلا من الشـعـر

كم فيهم من مليح الوجه مكـتـحـل

 

بالسحر يطبق جفنيه علـى حَـوَر

لاحَظتُه بالهوى حتى استـقـاد لـه

 

طوعاً وأسلفني الميعاد بالـنـظـر

وجاءَني في ظلام الليل مسـتـتـراً

 

يستعجل الخِطوَ من خوف ومن حذَر

فقمتُ أفرش خَدي في التـراب لـه

 

ذُلاً وأسحَب أذيالي عـلـى الأثـر

فكان ما كان ممـا لـسـتُ أذكـره

 

فظُن خيراً ولا تسأل عن الخـبـر

 

وديرُ عبدُون أيضاً قرب جزيرة ابن عمر وبينهما دجلة وقد خرب الآن وكان من أحسن مستنزهاتها.


ديرُ العَجّاج: بين تكريت وهيت وفي ظاهره عين ماءٍ وبركة فيها سمك وحوله مزارع وحصن.


ديرُ العذَارى: قال أبو الفرج الأصبهاني هو بين أرض الموصل وبين أرض باجرمَى من أعمال الرَقة وهو دير عظيم قديم وبه نساءٌ عذَارى قد ترهبنَ وأقمن به للعبادة فسمي به لذلك وكان قد بلغ بعض الملوك أن فيه نساء ذوات جمال فأمر بحملهن إليه ليختار منهن على عَينه من يريد وبلغهن ذلك فقُمْنَ ليلتهن يصلين وتستكفين شرَه فطرق ذلك الملك طارق فأتلفه من ليلته فأصبحنَ صياماً فلذلك يصوم النصارى الصوم المعروف بصوم العذارى إلى الآن هكذا ذكره، والشعر المنقول في دير العذارى يدلُ على أنه بنواحي دُجَيل ولعل هذا غير ذلك، وقال الشابُشتي: دير العذارى بين سر من رأى والحظيرة، وقال الخالدي وشاهدتُه وبه نسوة عذارى وحانات خمر وإن دجلة أتى عليه بمدوده فأذهبته حتى لم يبق منه أثر وذَكر أنه اجتاز به في سنة 320 وهو عامر، وأنشد أبو الفرج والخالدي لجحظة فيه.

ألا هل إلى دير العذارى ونظرة

 

إلى الخير من قبل الممات سبيلُ

وهل لي بسوق القادسية سكـرة

 

تعلل نفسي والنـسـيمُ عـلـيلُ

وهل لي بحانات المطيرة وقـفة

 

أراعي خروج الزق وهو حميلُ

إلى فتية ما شَتتَ العزلُ شملَهـم

 

شعارهم عند الصباح شَـمُـولُ

وقد نَطَقَ الناقوس بعد سُكُـوتـه

 

وشمعَلَ قسـيس ولاح فـتـيلُ

يريد انتصاباً للمقام بـزعـمـه

 

ويرعشه الإدمانُ فهـو يمـيلُ

يُغَني وأسباب الصواب تـمـدُه

 

وليس له فيمـا يقـول عـديلُ

ألا هل إلى شم الخُزَامَى ونظـرة

 

إلى قرقَرَى قبل الممات سـبـيلُ

وثنى يُغَنْي وهوَ يلُمـسُ كـأسَـه

 

وأدمُعُه في وَجـنـتـيْه تـسـيلُ

سيعرض عن ذكري وينسى مَودَتي

 

ويحدث بعدي للخـلـيل خـلـيلُ

سقي اللّه عيشاً لم يكن فيه علـقَة

 

لهم ولم يُنكـر عـلـيه عـذُولُ

لعمرك ما استحملت صبراً لفَقـده

 

وكل اصطبار عن سواه جـمـيلُ

 

وقال أبو الفرج: ودير العذارى بسرَ من رأى إلى الآن موجود يسكنه الرواهب فجعلهما اثنين، وحدث الجاحظ في كتاب المعلمين قال حدثني ابن فرج الثعلبي أن فتياناً من بني مَلاص من ثعلبة أرادوا القطع على مال يمرُ بهم قرب دير العذارى فجاءهم من خبرهم أن السلطان قد علم بهم وأن الخيل قد أقبلت تريدهم فاستخفوا في دير العذارى فلما حصلوا فيه سمعوا أصوات حوافر الخيل التي تطلبهم وهي راجعة من الطلب فأمنوا فقال بعضهم لبعض ما الذي يمنعكم أن تأخذوا القسَ وتشدُوه وثاقاً ثم يَخلُو كل واحد منكم بواحدة من هذه الأبكار فإذا طلع الفجر تفرَقنا في البلاد وكُنا جماعة بعدَد الأبكار اللواتي كُن أبكاراً في حسابنا ففعلنا ما اجتمعنا عليه فوجنا كلهُن ثيبات قد فرغ منهن القسُ قبلنا. فقال بعضنا:

ودير العذارى فُضُوحٌ لـهـنَ

 

وعند القسوس حديث عجيبُ

خَلَونا بعـشـرين صـوفـية

 

ونَيكُ الرواهب أمر غـريبُ

إذا هُنَ يرهَزْنَ رهزَ الظراف

 

وباب المـدينة فـج رحـيبُ

لقد بات بالدير ليلَ الـتـمـام

 

أيور صِلاب وجمع مَهِبـبُ

سبـاعٌ تَـمُـوج وزاقــولة

 

لها في البطالة حَظْ رغـيبُ

وللقس حزن يَهيض القلـوب

 

ووَجد يد لُ عليه النـحـيبُ

وقد كان عـيراً لـدىَ عـانة

 

فَصب على العَير لَيث هَيُوبُ

 

وقال الشابشتي: دير العذارى أسفل الحظيرة على شاطئ دجلة وهو دير حسن حوله بساتين قال وببغداد أيضاً : دير يقال له دير العذارى في قطيعة النصارى على نهر الدجاج وسمي بذلك لأن لهم صوم ثلاثة أيام قبل الصوم الكبير يسمى صوم العذارى فإذا انقضى الصوم اجتمعوا على الدير فتقربوا فيه أيضاً وهو مليح طيب. قال وبالحيرة أيضاً: دَيرُ العذارى، ودير العذارى أيضاً موضع بظاهر حلب في بساتينها ولا دير فيه ولعله كان قديماً.


ديرُ العَسَل: على غربي شاطىء نيل مصر من نواحي الصعيد وهو دير مليح عجيب نزه عامر بالرهبان.


ديرُ العلث: زعم قوم أنه دير العذارى بعَينه، وقال الشابُشتي العلث قرية على شاطئ دجلة من الجانب الشرقي في قرب الحظيرة دون سامرّا وهذا الدير راكب دجلة وهو من أنزه الديارات وأحسنها وكان لا يخلو من أهل القَصْف، وفيه يقول جحظة البرمكي:

يا طول شوقي إلى دير ومِسْطاح

 

والسكر ما بين خَمار ومـلاح

والريح طيبة الأنفاس فـاغـمة

 

مخلوطة بنسيم الورد والـراح

سَقْياً ورَعياً لدَير العلث من وطن

 

لا دير حنّة من ذات الأُكَـيراح

أيام أيام لا أصْـغـي لـعـاذلة

 

ولا تردُ عنانـي جـذبة الـلاح

 

وفيه دليل على إنه دير العذارى لأن الشعر في ذكر النساء، وقال أيضاً:

أيها الجاذفـان بـالـلـه جـدا

 

وأصلحا لي الشرَاعَ والسكانـا

بلّغاني هدِيتُـمـا الـبَـرَدَانـا

 

وانزلا لي من الدِنـان دِنـانـا

واعدلا بي إلى القبـيصة الـزه

 

راءِ حتى أفـرج الأحـزانـا

فإذا ما تَممتُ حـولاً تـمـامـاً

 

فاعدلا بي إلـى كـروم أوَانـا

واحطُطا لي الشراع بالدير بالعل

 

ث لعلي أعاشر الرهـبـانـا

وظِباءْ يَتلون سفـراً مـن الإنْ

 

جيل باكرنَ سحرَةً قـربـانـا

لابسات من المُـسُـوح ثـيابـاً

 

جعل الله تحتهـا أغـصـانـا

خَفِرَات حتى إذا دارت الـكـأ

 

سُ كَشفنَ النحُورَ والصُلبـانـا

 

ديْرُ علقَمَةَ: بالحيرة منسوب إلى علقمة بن عدي بن الرميك بن ثَوب بن أسس بن ربى بن نُمارة بن لخم وفيه يقول عدي بن زيد العبادي

نادمتُ في الدير بني عَلْقَمَا

 

عاطيتهم مشمولة عَندمـا

كأن ريح المسك من كأسها

 

إذا مزَجناها بماءِ السمـا

علقَمَ ما بالكُ لم تـأتـنـا

 

أما اشتهيتَ اليوم أن تنعما

مَن سَرَه العيش ولَـذاتُـه

 

فَلْيجعل الراحَ له سلمـا

 

دَيْرُ عَمَانَ: بنواحي حلب وتفسيره بالسريانية دير الجماعة. قال فيه حمدان بن عبد الرحيم الحلبي:

دير عمـان ودير سـابـان

 

هِجْنَ غرامي وزدنَ أشجاني

إذا تذكرت منهمـا زمـنـاً

 

قضيته في عرام ريعـانـي

 

ومرَ به أبو فراس بن أبي الفرج البزاعي. فقال ارتجالاً:

قد مررنا بالدير دير عمانـا

 

ووجدناه دائراً فشـجـانـا

ورأينا مـنـازلاً وطـلـولاً

 

دارسات ولم نر السكـانـا

وأرتنا الاَثار من كان فيهـا

 

قبل تُفنيهم الخطوب عيانـا

فبكينا فيه وكـان عـلـينـا

 

لا عليه لما بكينا بُـكـانـا

لستُ أنسى يا دير وقفتنا في

 

ك وإن أورثتني النسـيانـا

من أناس حلوك دهراً فخلو

 

ك وأمسوا قد عطلوك الآنا

فرقتهم يدُ الخطوب فأصبـح

 

تَ خراباً من بعدهم أسيانـا

وكذا شيمة الليالي تمـيتُ ال

 

حي منا وتهدم البـنـيانـا

حربا ما الذي لقينا من الـده

 

ر وماذا من خطبها قد دهانا

نحن في غفلة بها وغـرور

 

وورانا من الردى ما ورانا

 

دير عمرو: جبال في طيىءٍ قرب قرية لهم يقال لها جَو: قال زهَير:

لئن حللتَ بجو في بنـي أسـد

 

في دير عمرو وحالت بيننا فدكُ

ليأتينك مني مـنـطـق قـذع

 

باقٍ كما دنس القُبطية الـوَدكُ

 

دَير الغادر: بالقرب من حُلوان العراق على رأس جبل وسمي بهذا الاسم لأن قوماً يزعمون أن أبا نُواس خرج من العراق يريد خراسان فوصل إلى هذا الدير وكان فيه راهب مسلف حسن الوجه ظريف الهيئة فأضاف أبا نواس وقراه ولم يبق في أمره غاية فلما شربا دعاه أبو نواس إلى البدال فأجابه فلما قضى حاجته من أبي نواس غدر به وامتنع عليه فقتله أبو نواس وانصرف ولم يكن بعده راهب بها لكنه مركز طُواف حلوان يشربون فيها لهذه العلة ولأن موضعها طيب نزه وعليها مكتوب بخط يزعمون أنه خط أبي نواس هذا البيت.

لم يُنصفُ الراهب من نفسه

 

إذ يَنكحُ الناسَ ولا يُنـكـح

دَير الغرس: بالغين معجمة وآخره سين بينهما راء مهملة. قريب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة عشر فرسخاً على رأس جبل عال كثير الرهبان ديَر فاخُور: بالأردن وهو الموضع الذي تعمد فيه المسيح من يوحنا المعمداني كعب بن مُرة البهري ومعاذ بن جبل وقيل غير ذلك والله أعلم.


دَير الفأرِ: دير بأرض مصر على شاطئ النيل شاهق البناء إلى جانب دير الكلب وهو حسن نزهٌ كثير النخل والشجر إلا أنه كثير الفأر جداً مشهور بذلك قديماً.


دير فَثيونَ: أوله فاء ثم ثاء مثلثة وياء مثناة من تحت وآخر نون، وهو دير بسرَ من رأى حسن نزه مقصود لطيبه وحسن موقعه. يقول فيه بعض الكتاب:

يا رب دير عمـرتُـه زَمـنًـا

 

ثالث قسـيسـه وشـمـاسِـه

لا أعدمُ الكاس مـن يديَ رشـإ

 

يُزري على المسك طيب أنفاسه

كأنه البدر لاح في ظلم الـلـي

 

ل إذا حـل بـين جـلاســه

كأنّ طيب الحياة واللهـو والـل

 

ذات طراً جُمعن في كـاسـه

في دَير فَثيون لـيلة الـفـص

 

ح والليل بهيم ناءٍ بـحـراسـه

 

دير فَطْرُس ودير بَوْلس: قال أبو الفرج: هذان الديران بظاهر دمشق بنواحي بني حنيفة في ناحية الغوطة والموضع حسن عجيب كثير البساتين والأشجار والمياه، قال جرير:

لما تَذَكرت بالـديرين أرقـنـي

 

صوت الدجاج وضرب بالنواقيس

فقلت للركب إذ جد الرحيل بـنـا

 

يا بُعد يَبرين من باب الفـراديس

وفيه يقول أيضاً يرثي ابنه:  

أودىَ سوادة يبدي مُقلَتـي لـحِـم

 

بازٍ يصرصر فوق المرقَب العالي

إلا تكن لـك بـالـديرين بـاكـية

 

فرب باكية بالـرمـل مِـعـوال

قالوا نصيبك من أجر فقلت لـهـم

 

كيف القرار وقد فارقت أشبالـي

 

دير فِيق: هو في ظهر عقبة فيق بكسر الفاء وياء مثناة من تحت وآخره قاف وهي عقبة تنحدر إلى الغور من أرض الأردن ومن أعلاها تبين طبرية وبُحيرتها وهنا الدير فيما بين العقبة وبين البحيرة في لحف الجبل يتصل بالعقبة منقور في الحجر وكان عامراً بمن فيه من الرهبان ومن يطرقه من السيار والنصارى يعظمونه واجتاز به أبو نواس وفيه غلام نصراني فقال فيه قصيدة منها:

بحجك قاصداً ما سرجساناً

 

فدَير النوبهان فدير فيق

وبالمَطران إذ يتلو زَبوراً

 

يعظمه ويبكي بالشهـيق

 

دَير قانون: من نواحي دمشق. قال ابن منير يذكر متنزهات الغوطة:

فالماطِرُون فداريا فجارتها

 

فآبل فمغاني دير قانـون

 

دير القائم الأقصى: على شاطئ الفرات من الجانب الغربي في طريق الرقة من بغداد. قال أبو الفرج: وقد رأيته وإنما قيل له القائم لأن عنده مَرقَباً عالياً كان بين الروم والفرس يرقب عليه على طرف الحد بين المملكتين شبه تل عقرَقوف ببغداد وإصبَع خَفانَ بظهر الكوفة، وعنده دير هو الآن خراب وفيه يقول عبد الله بن مالك المغني، وقال الخالدي هو لإسحاق الموصلي:

بدير القائم الأقصى

 

غزال شادن أحوى

برى حبي له جسمي

 

ولا يدري بما ألقى

وأكتُمُ حبه جهـدي

 

ولا والله ما يخفـى

 

دير القِبابِ: من نواحي بغداد. قال ابن حجاج:

يا خليلي صرفا لـي شـرابـي

 

بين درتا والدير دير الـقـبـاب

أسفرَ الصبح فاسقياني وقـد كـا

 

ن من الليل وجهه في نـقـابِ

وانظر اليوم كيف قد ضحك الزه

 

ر إلى الروض من بكاءِ السحاب

إن صحوي وماءُ دجـلة يجـري

 

تحت غَيم يصوب غير صـواب

اتركاني ممن يُعـيّر بـالـشـي

 

ب وينعَى إلي عهد الـشـبـاب

فبياض البازي أحـسـن لـونـاً

 

إن تأملت من سواد الـغـراب

ولعَمر الشباب ما كـان عـنْـي

 

أول الراحلين مـن أحـبـابـي

 

دَير قُرة: دير بازاء دير الجماجم وفيه نزل الحجاج لما نزل ابن الأشعث بدير الجماجم وقرَة الذي نسب إليه رجل من لَخم بناه على طرف من البر في أيام المنذر بن ماء السماءِ وهو ملاصق لطرف البر ودير الجماجم مما يلي الكوفة، وقال ابن الكلبي هو منسوب إلى قرة وهو رجل من بني حذافة بن زُهر بن إياد وكان ابن الأشعث احتاز دير الجماجم لتأتيه الميرة من الكوفة ولما نزل الحجاج بدير قرة قال: ما اسم هذا الموضع الذي نزل فيه ابن الأشعث قيل له: دير الجماجم فقال تكثر فيه جماجمهم وما هذا الذي نزلناه قيل: دير قرّة قال: يستقرُ فيه أمرنا وتقرُ فيه أعيننا فكان الأمر كما قال.


دير القُصير: في ديار مصر في طريق الصعيد بقرب موضع هناك يقال له حلوان وهو على رأس جبل مشرف على النيل في غاية النزاهة والحسن وفيه صورة مريم في حجرها المسيح في غاية إتقان الصنعة وكان خُمارَوَيه بن أحمد بن طولون يكثر غشيانه وتعجبه تلك الصورة ويشرب عليها وبنى لنفسه في أعلاه قُبةً ذات أربع طاقات هي مشهورة به وأهل مصر ينتابونه ويتنزهون فيه لقربه من الفسطاط وقد ذكره الخالدي في أديرة العراق فغلط لكون كشُاجِمَ ذكره ونسبه إلى حلوان فظنَ أنه ليس في الدنيا موضع يقال له حلوان إلا التي في العراق وفيما بلغني ثلاث وقد ذكرناها في موضعها، ومما يحقق كونه بمصر بعد أن ذكره الشابشتي في ديرة مصر قول كشاجِمَ.

سلامْ على دير القُصير وسفحـه

 

فجنات حُلوان إلى النَـخَـلات

منازل كانت لي بهـن مـآرب

 

وكنَ مواخيري ومنتزهـاتـي

إذا جئتها كان الجياد مراكـبـي

 

ومنصرفي في السفن منحدرات

ولحمان مما أمسكته كـلابـنـا

 

علينا ومما صيد بالشـبـكـات

وأين الصيدُ بالشبك والانحدار في السفن من حلوان إلى العراق ولمحمد بن عاصم المصري فيه:  

إن ديرَ القُصَير هـاج ادكـاري

 

لهْوَ أيامنا الحسان الـقـصـار

وزمانا مضى حمـيداً سـريعـاً

 

وشباباً مثل الـرداءِ الـمـعُـارِ

ولو أن الديار تشكـو اشـتـياقـا

 

لشكَت جفوَتي وبعـد مـزاري

ولكادت تسير نحوي لـمـا قـد

 

كنت فيها سيرت من أشعـاري

وكأني إذ زُرْته بـعـد هـجـر

 

لم يكن من مـنـازلـي ودياري

إذ صعودي على الـجـياد إلـيه

 

وانحداري في المعتقات الجواري

بصقور إلـى الـدمـاءِ صَـوادٍ

 

وكلاب على الوحـوش ضـوار

منزلاَ لست محِصياً ما لقـلـبـي

 

ولنفسـي فـيه مـن الأوطـار

منزلاً من عـلـوه كـسـمـاءٍ

 

والمصابيح حولـه كـالـدراري

وكأن الرهبان في الشعـر الأس

 

ود سود الغربان فـي الأوكـار

كم شَرِبنا على التـصـاوير فـيه

 

بصغار مـحـثـوثة وكـبـار

صورة في مصور فيه ظـلَـت

 

فتنة للـقـلـوب والأبـصـار

أطربتنا بغير شـدوِ فـأغـنـت

 

عن سماع العِيدان والمـزمـار

لا وَحسن العَينين والشـفة الـلـم

 

ياءِ منها وخدهـا الـجـلَـنـارِ

لا تخلفت عـن مـزاري دهـراً

 

هي منه ولو نَأى بـي مـزاري

 

وقال كشُاجم فيه أيضاً:

ويوم على دير القُصير تجاوبـت

 

نواقيسُهُ لما تداعَتْ أسـاقـفـه

جعلتُ ضحاه للطِراد وظُـهـرهُ

 

بمجلس لهو معلنات معـازفـه

وأغيد مُغتـم الـعـذَارِ بِـجُـمة

 

أخالسه أثمارهـا وأخـاطـفـه

أما تريان الروض كيف بكى الحيا

 

عليه فأضحت ضاحكات زخارفه

تسربَلَ موشيَ البرود وأعلِـمَـت

 

حواشيه من نوارِهِ ومَطـارِفـه

وناسبَ مُحمر الـخـدود بـورده

 

وللصب منه منظر هو شاعفـه

وقد نثرَ الوسمي بالطل فـوقـه

 

لاَلِىءَ كالدمع الذي أنـا ذارفـه

وأعرسَ فيه بالشقـيق نـهـاره

 

فأشبع من صبغ العذارى ملاحفه

ولاحظه بالنرجس الغض أعـين

 

فواترُ إيماض الجفون ضعائفـه

يغارُ على الصفر التي هي شكله

 

وللحمرة الفضل الذي هو عارفه

 

ديرُ القَلَمُونِ: بأرض مصر ثم بأرض الفيوم مشهور عندهم معروف.


دَيرُ قُنى: بضم أوله وتشديد ثانيه مقصور ويعرف بدير مرماري السليخ. قال الشابشتي: هو على ستة عشر فرسخا من بغداد منحدراً بين النعمانية وهو في الجانب الشرقي معدود في أعمال النهروان وبينه وبين دجلة ميل وعلى دجلة مقابله مدينة صغيرة يقال لها الصافية وقد خربت ويقال له دير الأسكون أيضاً، وبالقرب منه دير العاقول وهو دير عظيم شبيه بالحصن المنيع وعليه سور عظيم عال محكم البناء وفيه مائة قلاية لرهبانه وهم يتبايعون هذه القلالي بينهم من ألف دينار إلى مائتي دينار وحول كل قلاية بستان فيه من جميع الثمارِ وتباع غَلة البستان منها من مائتي دينار إلى خمسين ديناراً وفي وسطه نهر جار. هذه صفته قديماً وأما الآن فلم يبق من ذلك غير سوره وفيه رهبان صعاليك كأنه خرب بخراب النهروان، وقد نسب إليه جماعة من جلة الكتاب. منهم فُلان القنائي قرأت بخط أبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي حدثني محمد بن إسحاق البغوي قال حدثني أبي قال كان مالك بن شاهي يقرأ ذات يوم على يحيى بن خالد كتاباً فجعل يعرب وجعفر بن يحيى حاضر فقال لابنه ألا ترى إلى مالك كيف يعرب وهو من أهل دير قُنْى فقال مالك أيما أقرب إلى البادية دير قنى أو بلخ يريد أن البرامكة من بلخ وبسببهم كانت عمارته وهم الذين كاِنوا يتنافسون به، والمنحدر في دجلة يرى نوره من بُعد وقد وصفته الشعراء، فقال ابن جمهور وهو أبو علي محمد بن الحسن القمي وهو صاحب النوادر مع زادمهر جارية المنصور:

يا منزل اللهو بدير قُنـى

 

قلبي إلى تلك الربَا قد حنا

سقياً لأيامك لمـا كـنـا

 

نمتارُ منك لذةً وحسـنـا

أيام لا أنعم عـيش مـنـا

 

إذا انتشينا وصحونا عدنـا

وإن فنـى دن نـزلـنـا دَنـا

 

حتى يظـن أنـنـا جـنـنـا

ومسعد فـي كـل مـا أردنـا

 

يحكي لنا الغصن الرطيب اللدنا

أحسن خلق الـلـه إذ تـحـنـا

 

وجس زيرَ عـوده وغـنـى

بالله عليك يا قسيس يا با قـنـا

 

متى رأيت الـرشـأ الأغـنـا

متى رأيت فتنـتـي تـجـنـا

 

آهٍ إذا ما مـاسَ أو تـثـنـى

أسأتُ إذ أحسنت فيك الظنـا

 

 

 

وله أيضاً:

وكم وقفة في دير قُنّى وقفتـهـا

 

أغازل ظبياً فاتر الطرف أحورَا

وكم فتكة لي فيه لم أنس طيبهـا

 

أمت به حقاً وأحييت منـكـرا

أغازل فيه شـادنـاً أو غـزالة

 

وأشرب فيه مشرق اللون أحمرا

 

دَيرُ قنسري: على شاطئ الفرات من الجانب الشرقي في نواحي الجزيرة وديار مضر مقابل جرباس وجرباس شامية وبين هذا الدير ومنبج أربعة فراسخ وبينه وبين سَروج سبعة فراسخ فهو دير كبير كان فيه أيام عمارته ثلاثمائة وسبعون راهباً، ووجد في هيكله مكتوباَ:

أيا دير قنسري كفى بك نـزهة

 

لمن كان بالدنيا يلـذُ ويطـربُ

فلا زلت معموراً ولا زلت آهلا

 

ولا زلت مخضرًا تزار وتعجب

 

دَيرُ قوطَا: بالبَرَدان من نواحي بغداد على شاطئ دجلة بين البردان وبغداد وهو نزه كثير البساتين والمزارع، وفيه يقول عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع:

يا دير قوطا لقد هيجتَ لي طـربـا

 

أَزاح عن قلبي الأحزان والكـرَبَـا

كم ليلة فيك واصلْتُ السرورَ بـهـا

 

لما وصلت به الأدوار والنـخـبـا

في فتيةٍ بذَلوا في القصف ما ملكـوا

 

وأنفقوا في التصابي العرضَ والنشبا

وشادنٍ ما رأت عيني له شـبـهـاً

 

في الناس لا عجماً منهم ولا عربـا

إذا بدا مقـبـلاً نـاديت واطَـرَبـا

 

وإن مضى معرضاً ناديت واحَرَبَـا

أقمتُ بالدير حتى صار لي وطـنـاً

 

من أجله ولبستُ المسحَ والصُلُـبـا

وصار شماسه لي صاحـبـاً وأخًـا

 

وصار قسيسـه لـي والـداً وأبـا

 

ديرالقَيارَة: وهو لليعقوبية على أربعة فراسخ من الموصل في الجانب الغربي من أعمال الحديثة مشرف على دجلة وتحته عين القار وهي عين تفور بماءٍ حار وتصب في دجلة وقد ذكرناها سابقاً في الحمامات ويخرج معه القار فما دام القير في مائه فهو لين ممتد فإذا فارق الماء وبرد جف وهناك قوم يجمعون هذا القير ويغرفونه من مائه بالقفاف ويطرحونه على الأرض ولهم قدور حديد مركبة على مستوقدات فيطرح القير في القدور وينحل ويطرح عليه بمقدار يعرفونه ويوقد تحته حتى يذوب ويختلط بالرمل وهم يحركونه تحريكاً فإذاً بلغ حدّ اسحكامه صب على وجه الأرض، ويقصدون هذا الموضع للتنزه والشرب ويستحمون من ذلك الماء الذي يخرج مع القار لأنه يقوم مقام الحمامات في قلع البثور وغيرها من الأدواء وله قائم وكل دير لليعقوبية ملكانية فعنده قائم وديارات النسطورية لا قائم لها.


دير كاذي: بحرَان.


دير قيس: في كتاب الشام خالد بن سعيد بن محمد بن أبي عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ذكره وأباه ابنُ أبي العجائز في تسمية من كان بالغوطة من بني أمية وأنهما كان يسكنان دير قيس من خولان.


دير كردشير: هو في المفازة التي بين الري وقم ذكره مسعَر في رسالته، وهو حصن عظيم عادي هائل البناءِ له أبرِجة مفرطة الكبر والعلو وسوره عال مبني بالآجر الكبار وداخله أبنية وآزاج وعقود ويكون تقدير صحنه جريبين مساحة وأكثر وعلى بعض أساطينه مكتوب تقوم الآجرة من اَجر هذا بدرهم وثلاثة أرطال خبز ودانق توابل وقنينة خمر صدق فمن صدق بذلك وإلا فلينطح رأسه بأي أركانه شاء وحوله صهاريج منقورة في الحجارة واسعة.


دير الكلب: هو بنواحي الموصل بينها وبين جزيرة ابن عمر من ناحية بَاعَذْرَا من أعمال الموصل له قلاليورهبان كثير فمن عضه الكلْبُ الكلِبُ وبودرَ بالحمل إليه وعالجه رهبانه برىء وإن تجاوز الأربعين يوماً فلا حيلة لهم فيه وله رستاق ومزارع، وفيه يقول السفاح:

سقى ورعى اللـه دير الـكـلا

 

ب ومن فيه من راهبٍ في أدب

 

دَيرُ كومَ: بضم الكاف وسكون الواو. قريب من العمادية من بلاد الهكارية من أعمال الموصل بالقرب منه قرية يقال لها كوم: نسب إليها الدير وهو عامر إلى الآن.


ديرُ لُبي: بضم اللام ورواه ابن المعلى الأزدي بالكسر وتشديد الباء الموحدة والقصر ذكره أبوا لفرج ويروى لُبنى بالنون قال: وهو دير قديم على جانب الفرات بالجانب الشرقي منها وهو من منازل بني تغلب ذكره الأخطل فقال:

عَفَا دير لبى من أميمة فالحفر

 

وأقفرَ إلا أن يَلمَ بـه ركـبُ

قضين من الديرين هما طلبنه

 

فهنّ إلى لهو وجارتها سرب

 

وهناك كانت وقائع بين بني تغلب وبني شيبان ومغالبة على تلك البلاد. قال ابن مقبل:

كأن الخيلَ إذ صبحن كلبـاً

 

يرين وراءهم ما يبتغـينـا

سخطن فلا يزينهـمُ بَـوَاء

 

فلا ينزِعنَ حتى يعتـدينـا

ولو كحلت حواجبُ آل قيس

 

بتغلب بعد كلب ما قرينـا

فما تسلم لكم أفراسُ قـيس

 

ولا نرجو البنات ولا البنينا

أثرن عجاجة في دير لبـى

 

وبالحضرين شيبن القرونا

 

دَيرُ اللج: هو بالحيرة بناه النعمان بن المنذر أبو قابوس في أيام مملكته ولم يكن في ديارات الحيرة أحسنُ بناء منه ولا أنزه موضعاً، وفيه قيل:

سقى الله دير اللج غيثا فـإنـه

 

على بعده مني إلي حـبـيب

قريب إلى قلبي بعيد محـلـه

 

وكم من بعيد الدار وهو قريب

يهتج ذكـراه غـزال يحـلُـه

 

أغن سحور المقلتـين ربـيب

إذا رجع الإنجيل واهتز مـائداً

 

تذكر محزون وحن غـريب

وهاج لقلبي عند ترجيع صوته

 

بَلاَبل أسقـام بـه ووجـيب

 

وفيه يقول إسماعيل بن عمار الأسدي:

ما أنس سُعدة والزرقاء يَومَهما

 

باللج شرقيه فوق الدكاكـين

 

وذكر جرير فقال نقلتُه من خط ابن أخي الشافعي، وقال: هو بظاهر الحيرة.

يا رب عائذة بالغَور لو شـهـدت

 

عَزت عليها بدير اللج شكـوانـا

إن العيون التي في طَرفها حـور

 

قَتلننا ثـم لا يحـيين قَـتـلانـا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

 

وهنً أضعف خلق الله أركـانـا

يا رب غابِطنا لو كان يَطُلبُـكـم

 

لاقى مباعدة منكم وحـرمـانـا

 

دير مارت مَرُوثا: هذا دير كان في سفح جبل جوشن مطل على مدينة حلب مطل على العوَجان، وقال الخالدي هو صغير وفيه مسكنان أحدهما للنساء والاَخر للرجال ولذلك سمي بالبيعتَين وقل ما مر به سيف الدولة إلا نزل به وكان يقول كانت والدتي محسنة إلى أهله وتوصيني به وفيه بساتين قليلة وزعفران، وفيه يقول الحسين بن علي التميمي.

يا دَير مارت مروثـا

 

سُقيت غيثا مغـيثـا

فأنت جـنة حـسـن

 

قد حزتَ روضاً أثيثا

 

قال عبد الله الفقير إليه ذهب ذلك الدير ولا أثر له الآن وقد استجد في موضعه الآن مشهد زعم الحلبيون أنهم رأوا الحسين بن علي رضي الله عنهما يصلي فيه فجمع له المتشيعون بينهم مالاً وعمروه أحسن عمارة وأحكمها، وفيه أيضاً يقول بعض الشاميين.

بدير مارت مروثا ال

 

شريف ذي البَيعتَين

والرّاهب المتحلـي

 

والقَس في الطمرَين

إلاّ رَثيت لـصـب

 

مشارف للحـسـين

قد شفه منك هجـرٌ

 

من بعد لوعة بـين

 

دَير مارَت مَريَمَ: دير قديم من بناءِ آل المنذر. بنواحي الحيرة بين الخورنق والسدير وبين قصر أبي الخصيب مشرف على النجف، وفيه يقول الثرواني:

بمارت مريم الـكـبـرى

 

وظل فنـائهـا فـقِـف

فقصر أبي الخصيب المش

 

رف الموفي على النجف

فأكناف الخورنق والـس

 

دير ملاعب الـسـلـف

إلى النخل المكـمـم وال

 

حمائم فوقه الـهُـتـف

 

وبنواحي الشام دير آخر يقال له مارت مريم، وفيه يقول الشاعر:

نعم المحل لمن يسعى للـذتـه

 

دير لمريم فوق الظهر معمور

ظل ظليلَ وماء غير ذي أسـن

 

وقاصرات كأمثال الدمى حورُ

 

قال الخالدي: وبالشام دير آخر يقال له مارت مريم وهو من قديم الديرة ونزله الرشيد وفيه يقول بعض شعراءِ الشام:

بدير مارت مريم

 

ظبي مليح المبسم

 

قال الشابشتي: ودير أتريب بمصر يقال له دير مارت مريم: دير مارفايثون: بالحيرة أسفل النجف شاهده قد ذكر في دير ابن المزعوق دير ما نَخايال: وهو دير بانخايال، وهو بأعلى الموصل على ميل منها مشرف على دجلة ذو كروم ونزه حسن وهو دير ميخائيل أيضاً وله ثلاثة أسام، وقد قال فيه الخالدي:

بما نخايال إن حاولتما طـلـبـي

 

فأنتما تجداني ثمَ مـطـروحـا

يا صاحبيّ هو العمر الذي جُمعت

 

فيه المنى فاغدوا بالدير أو روحا

 

دير ما سرجَبيس: قال أبو الفرج والخالدي: هو بالمطيرة قرب سامرا، وفيه يقول عبد الله بن العباس بن الفضل:

رب صهباء من شراب المجوس

 

قهوة بـابـلـية خـنـدريس

وغـزال مـكـحـل ذي دلال

 

ساحر الطرف بابلي عـروس

قد خلونا بظبـية نـجـتـلـيه

 

يوم سَبت إلى صباح الخمـيس

بين آس وبـين ورد جـنــي

 

وسط دير القسيس ماسرجَبيس

يتثنَى بـحـسـن جـيد غَـزَال

 

وصليب مفضـض اَبـنـوس

كم لثمتُ الصليب في الجيد منه

 

كهلال مكـلـل بـشـمـوس

 

وقال الشابُشي دير ما سرجبيس: بعانة وعانة مدينة على الفرات عامرة والدير فيها وهو دير حسن نزه كثير الرهبان والناس يقصدونه من هيت وغيرها للنزهة. ثم أنشد الأبيات التي أولها:

رُب صهباء من شراب المجوس

 

وزعم أنها لأبي طالب الواسطي المكفوف. قال: وبهذا الموضع قبر أم الفضل بن يحيى بن برمك وكانت أرضعت الرشيد بلبن الفضل وكان يحبها ويكرمها وكانت قد صحبته في نفوذه إلى الرقة فماتت بهذا الموضع فاشترى لها عشرة أجربة عند وادي القناطر على شاطئ الفرات ودفنت هناك وبنى عليها قبة فهي تعرف بقبة البرمكية.
دير الماطِرونِ: قد ذكرنا الماطرون في موضعه، وقال أبو محمد حمزة بن القاسم قرأْت على حائط من بستان الماطرون هذه الأبيات:

أرِقت بدير الماطرون كأنـنـي

 

لِساري النجوم آخر الليل حارسُ

وأعرَضَت الشعرى العَبور كأنها

 

معلق قنديل عليها الـكـنـائسُ

ولاحَ سهيل عن يميني كـأنـه

 

شهاب نجاة وجههَ الريح قابسُ

 

وهذه أبيات قديمة تُروى لأرطاة بن سُهَية.


دير مَتى: بشرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل مَتى من استشرفه نظر إلى رستاق نينوى والمرج وهو حسن البناء وأكثر بيوته منقورة في الصخر وفيه نحو مائة راهب لا يأكلون الطعام إلا جميعاً في بيت الشتاء أو بيت الصيف وهما منقوران في صخرة كل بيت منهما يسع جميع الرهبان وفي كل بيت عشرون مائدة منقورة من الصخر وفي ظهر كل واحدة منهن قبالة برُفوف وبابٌ يغلق عليها وفي كل قبالة آلة المائدة التي تقابلها من غضارة وطوفرية وسُكُرجة لا تختلط آلة هذه بآلة هذه ولرأس ديرهم مائدة لطيفة على دكان لطيف في صدر البيت يجلس عليها وحده وجميعها حجر ملصق بالأرض وهذا عجيب أن يكون بيت واحد يسع مائة رجل وهو وموائده حجر واحد وإذا جلس رجل في صحن هذا الدير نظر إلى مدينة الموصل وبينهما سبعة فراسخ، ووجد على حائط دهليزه مكتوباً:

يا دير متى سَقَت أطلاَلك الديمُ

 

وأنهل فيك على سكانك الرهم

فما شفى غُلتي ماءٌ على ظمـإٍ

 

كما شفى حر قلبي ماؤك الشيمُ

 

دير المحرقِ: في غربي النيل بمصر على رأس جبل من الصعيد الأدنى مليح نزه حسن العمارة لم يُرَ أحسن منه ولا أحكم عمارة والنصارى يعظمونه ويزعمون أن المسيح عليه السلام لما ورد مصر كان نزوله به ومستقرُه فيه.


دير مُحمدٍ: من نواحي دمشق. قال الحافظ أبو القاسم: محمد بن الوليد بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية الأموي أمُه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان كان عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه يراه أهلاً للخلافة، وإليه تنسب المحمديات التي فوق الأرزَة، ودير محمد الذي عند المنيحة من إقليم بيت الاَبار وتزوج محمد هذا ابنة عمه يزيد بن عبد الملك.


 دير المحلى: بساحل جَيحان من الثغر قرب المصيصة حسن مشرف على رياض وأزهار وأثمار وقد قيل فيه أشعار. قال ابن أبي زرعة الدمشقي الشاعر:

دير محلى محـلة الـطـرب

 

وصحنه صحنُ روضة الأدب

والماءُ والخمر فيه قد سُكبـا

 

للضيف من فضة ومن ذهب

 

دير مخراق: من أعمال خوزستان.


دير مِديانَ: على نهر كَرخايا قرب بغداد، وكَرخايا نهر يشق من المحول الكبير ويمرُ على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة وكان قديماً عامراً وكان الماءُ فيه جارياً ثم انقطعت جريته بالبثوق التي انفتحت في الفرات وقد ذكر في بابه وهو دير حسن نزه يقصده أهل اللهو، وفيه يقول الحسين الخليع:

حث المدام فإن الكأس مـتـرعَةٌ

 

بما يهيج دواعي الشوق أحـيانـا

إني طَرِبتُ لرُهـبـان مـجـاوبة

 

بالقدس بعد هدو الليل رهـبـانـا

فاستنفرت شَجناً مني ذكـرت بـه

 

كرخ العراق وأحزاناً وأشجـانـا

فقلت والدمع من عيني منـحـدر

 

والشوق يقدح في الأحشاءِ نيرانـا

يا دير مديان لا عُريت من سكـن

 

ما هجت من سقم يا دير مـديانـا

هل عند قسك من علم فيخبـرنـي

 

أن كيف يُسعد وجه الصبر من بانا

سَقياً ورَعياً لكَرخايا وسـاكـنـه

 

بين الجُنَينَة والروحاءِ من كـانـا

 

وروى غير الشابشتي هذا الشعر في دير مُران وأنشده كذا والصواب ما كُتب لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض والله أعلم.


دير مُران: بضم أوله بلفظ تثنية المُر والذي بالحجاز مَرَان بالفتح. قال الخالدي هذا الدير: بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعْفران ورياض حسنة وبناؤه بالجص وأكثر فرشه بالبلاط الملون وهو دير كبير وفيه رهبان كثيرة وفي هيكله صورة عجيبة دقيقة المعاني والأشجار محيطة به، وفيه قال أبو بكر الصَنَوبري:

أمُـر بـدَير مـرانٍ فـأحـيا

 

وأجعلُ بَيتَ لهوِي بيتَ لِهـيا

ويبرد غُلتي بَرَدى فَـسـقـيا

 

لأيام علـى بـرَدى ورعـيا

ولي في باب جيَرونٍ ظِـبـاءٌ

 

أعاطيها الهوى ظبياً فظـبـيا

ونعـم الـدار داريا فـفـيهـا

 

حلا لي العيش حتى صار أريا

سَقَت دنيا دمشق لنصطفـيهـا

 

وليس نريد غير دمشـق دنـيا

تَفيض جداول البلـور فـيهـا

 

خِلاَلَ حدائق يُنبـتـن وَشـيَا

مظللة فواكهها بـأبـهـى ال

 

مناظر في نواضرها وأهـيا

فمن تفـاحة لـم تَـعـدُ خـداً

 

ومن رمانة لم تـخـط ثـديَا

 

وله فيه:

متى الأرحُلُ محطـوطَـه

 

وعِير الشوق مربـوطـه

بأعـلـى دير مُـــران

 

فدارَيا إلـى الـغـوطَة

فشطي بَرَدى فـي جـن

 

ب بسط الروض مبسوطه

رِباع تـهـبـطُ الأنـهـا

 

رُ منها خير مهبـوطَـه

وروض أحسنت تكـتـي

 

بَهُ المزن وتـنـقـيطَـه

ومـدَ الـــوردُ والآسُ

 

لنا فيه فـسـاطـيطـه

ووالى طـيرُه تـرجـي

 

عه فيه وتـمـطـيطَـه

محـل لا وَنـت فـــيه

 

مراد المزن معطـوطَـه

 

قال الطبراني حدثنا أبو زُرعة الدمشقي قال سمعت أبا مسهر يقول كان يزيد بن معاوية بدير مُران فأصاب المسلمين سباء وقتل بأرض الروم، فقال يزيد:

وما أبالي بما لاقت جموعُهُـمُ

 

بالغذقدونة من حمى ومن موم

إذا اتكأتُ على الأنماط مرتفقاً

 

بدَير مُران عندي أمُ كُلـثـوم

 

وأمُ كلثوم هي بنت عبد الله بن عامر بن كريْز زوجته فبلغ معاوية ذلك فقال لا جَرَم ليلحقن بهم ويصيبه ما أصابهم وإلا خلعته فتهيأ للرحيل وكتب إليه.

تجنْى لا تزال تـعـدُ ذنـبـاً

 

لتقطع حبلَ وصلك من حبالي

فيوشك أن يريحك من بـلائي

 

نزولي في المهالك وارتحالي

 

وديرُ مُران أيضاً على الجبل المشرف على كَفَر طاب قرب المعرَة يزعمون أن فيه قبر عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه وهو مشهور بذلك يزار إلى الآن.


 دير مَرتُومَا: هذا الدير بميافارقين على فرسخين منها على جبل عال له عيد يجتمع الناس إليه وهو مقصود لذلك وتنذر له النذور وتحمل إليه من كل موضع ويقصده أهل البطالة والخلاعة وتحته برك يجتمع فيها ماءُ الأمطار ومَرتُوما مشاهد فيه تزعم النصارى أن له ألف سنة وزيادة وأنه شاهد المسيح عليه السلام وهو في خزانة خشب له أبواب تفتح أيام أعيادهم فيظهر منه نصفه الأعلى وهو ظاهر قائم وأنفُه وشفته مقطوعتان، وذلك أن امرأة احتالت به حتى قطعت أنفه وشفته ومضت بهما فبنت عليهما داراً في البرية في طريق تكريت قاله الشابشتي.


دير مرجرجِسَ: بالمَزْرَفَة بينه وبين بغداد أربعة فراسخ مصعداً والمزرفة قرية كبيرة وكانت قديماً ذات بساتين عجيبة وفواكه غريبة وكان هذا الدير من متنزهات بغداد لقربه وطيبه، وفيه يقول أبو جَفْنَة القرشي:

ترنمَ الطيرُ بعد عـجْـمَـتِـه

 

وانحسر البردُ فـي أزمَـتـه

وأقبل الورْدُ والبـهـارُ إلـى

 

زمان قصف يمشي برمَـتـه

ما أطيب الوصل إن نجوت ولم

 

يلسعني هجرُه بـحـمـتـه

ومثل لون النجـيع صـافـية

 

تذهب بالمرء فوق هـمـتـه

نازعته من سـداه لـي أبـدا

 

في العشق والعشق مثل لحمته

في دير مَرجرجُس وقد نفح ال

 

فجر علينا أرواح زهـرتـه

وفـى بـمـيعـاده وزَورتـه

 

وكنت أوفي لـه بـذمـتـه

 

دَيْرُ مَرجُرجِيس: فوق بلد بينها وبين جزيرة ابن عمر على ثلاثة فراسخ وأزيد من بلد على جبل عال يبصره المتأمل من فراسخ كثيرة وعلى بابه شجرة لا يدرى ما هي ثمرها شبه اللوز طيب الطعم وبها زرازيرُ كثيرة لا تفارقه شتاءً ولا صيفاً ولا يقدر أحد من الصيادين على صيد شيء من طيره نهاراً وأما الليل ففي جبله أفاعي لا يستطيع أحد أن يسير فيه ليلاً من أجلها قاله الخالدي.


دَيْرُ مَرْحَنا: بمصر على شاطئ بركة الحبش بينه وبين الفسطاط قريب من النيل وإلى جانبه بساتين ومجلس على عمد رخام مليح البناءِ جيد الصنعة أنشأه تميم بن المعزّ وبقرب الدير بئر تعرف بئر مماتي عليها شجرة جُميز يجتمع إليها الناس ويتنزهون عندها وهو نزه طيب خصوصاً إذا زاد النيل وامتلأت البركة فهو اْحسن منتزه بمصر وفيه يقول ابن عاصم:

عرج بجُمَيزة العرجَا مطـياتـي

 

وسفح حُلوان وآلْمُمْ بالتُـوَيثـات

والْمُمْ بقصر ابن بسطام فرُبتـمـا

 

سعدتُ فيه بأيامـي ولـيلاتـي

واقرأ على دير مَرْ حَنا السلام فقد

 

أبدى تذكره مني صـبـابـاتـي

وبركة الحبش اللاتي ببهجتـهـا

 

أدركتُ ما شئت من لهوي ولذاتي

كأن أجبالها من حولهـا سُـحُـبٌ

 

تقشعَتْ بعد قطر عن سمـاوات

كأن أذنابَ ما قد صيدَ فـيه لـنـا

 

من ابرميس ورأيٍ بالشبـيكـات

أسِنْة خُضبت أطـرافـهـا بـدم

 

أو راشح نَزَعوه من جراحـات

منازلاً كنتُ أغثسيها وأطرُقُـهـا

 

وكن قدماً مواخيري وحانـاتـي

 

وقال أمية بن أبي الصلت المعري يذكر دير مرَحنا:

يا دير مـرحـنـا لـنـا لـيلة

 

لو شريت بالنفس لم تبـخـس

بتنا به في فـتـية أعـربـت

 

آدابهم عن شـرف الأنـفـس

والليل في شمـلة ظـلـمـائه

 

كأنه الراهب في الـبـرنـس

نشربها صهبـاء مـشـمـولة

 

تغني عن المصباح في الحندس

وهي إذا نُفـس عـن دنـهـا

 

أذْكى من الرَيحان في المجلس

يسعى بها أهيف طاوي الحشـا

 

يرفُل في ثوب من السـنـدس

تجنـيك خـدَاه وألـحـاظُـه

 

نوعين من ورد ومن نرجـس

قد عقد المئزَر من خـصـره

 

على قضيب البانة الأمـلـس

يفعل في الشرب بألـحـاظـه

 

أضعاف ما يفعل بـالأكـؤس

 

دَيْر مَرقسُ: من نواحي الجَزْر من نواحي حلب. قال حمدان بن عبد الرحيم يذكره:

ألا هل إلى حث المطـايا إلـيكـم

 

وشم خُزَامى حَربَنـوش سـبـيلُ

وهل غَفَلاتُ الدهر في دير مَرقس

 

تعودُ وظل اللهـو فـيه ظـلـيلُ

إذا ذَكَرَت لذاتها النفسُ عُندكـم

 

تَلاقى عليها وجـدة وعـويلُ

بلاد بها أمسى الهوى غير أنني

 

أميل مع الأقدار حيث تمـيلُ

 

ديرُ مَرعَبدَا: بذات الأكيراح من نواحي الحيرة منسوب إلى مَرعَبدَا بن حنيف بي وضاح اللحياني كان مع ملوك الحيرة وهو دير ابن وضاح ديرُ مَرمَا جُرْجُس: دير بنواحي المطيرة. قال: فيه أبو الطيب القاسم بن محمد النميري صديق ابن المعتزّ وذكره الشابشتي مع دير مرجُرجُس ولعله هو هو:

نزلتُ بمَر مَاجُرجُس خيرَ مـنـزل

 

ذكرت به أيام لهو مَـضَـينَ لـي

تكنفنا فـيه الـسـرورُ وحـفَـنـا

 

فمن أسفلٍ يأتي السرورُ ومن عَلِ

وسالمـت الأيام فـيه وسـاعـدَتْ

 

وصارت صروف الحادثات بمعزل

يديرُ علينا الكأسَ فيه مـقـرطـق

 

يَحُثُ به كاساتـه لـيس يأتَـلـي

فيا عيش ما أصفى ويا لهو دُم لنـا

 

ويا وافد اللذات حـييتَ فـاَنـزل

 

ديرُ مَرمَاري: من نواحي سامرا عند قنطرة وصيفٍ وكان عامراً كثير الرهبان ولأهل اللهو به إلمامٌ ، وفيه يقول الفضل بن العباس بن المأمون:

أنضَيتُ في سُر من رأى خيل لذاتي

 

ونلتُ منها هوى نفسي وحاجاتـي

عمرت فيها بقاع اللهو منغمـسـا

 

في القصف ما بين أنهار وجنـات

بدير مَرمَار إذ نحيي الصبوح بـه

 

ونُعمل الكاسَ فيه بالـعـشـيات

بين النواقـيس والـتـقـديس آونَةً

 

وتـارةَ بـين عـيدَانِ ونــاياتِ

وكم به من غـزال أغـيَدٍ غَـزِل

 

يصيدنا باللحـاظ الـبـابـلـيات

 

قال الشابشتي: ودير قُنى يقال له دير مرماري.


ديرُ مَرمَاعُوث: على شاطئ الفرات من الجانب الغربي في موضع نزه إلا أن العمارة حوله قليلة وللعرب عليه خفارة وفيه جماعة من الرهبان لهم حوله مزارع ومباقل وفي صدره صورة حسنة عجيبة، وفيه يقول الشاعر الكندي المنبجي:

يا طيب ليلة دير مرما عـوث

 

فسقاه رب الناس صَوْبَ غيوث

وسقى حمامات هناك صوادحـاً

 

أبداً على سدرٍ هنـاك وتـوثِ

ومورَد الوجنات من رهبـانـه

 

هو بينهمِ كالظبي بـين لـيوث

ذي لثغَة فتانة فـيُسـمـيَ ال

 

طاووس حين يقول بالطاووث

حاولت منه قبلة فـأجـابـنـي

 

لا والمثيح وحرمة النـاقـوث

أتراك ما تخشى عُقوبةَ خالـقٍ

 

تعثيه بين شمامـث وقُـثـوث

حتى إذا ما الراح سهَل حثُهـا

 

منه العسيرَ برَطلَة المحثـوث

نلتُ الرضا وبلغتُ قاصية المنى

 

منه برغم رقـيبـه الـديوث

ولقد سلكت مع النصارى كل ما

 

سلكوه غير القول بالثـالـوث

بتناوُل القربان والتكفير للـص

 

لبان والتمسيح بالـطـيبـوث

ورجَوتُ عفوَ الله متكلاً علـى

 

خير الأنام نبيه المـبـعـوث

 

ديرُ مَريُحنا: إلى جانب تكريت على دجلة وهو كبير عامر كثير القلايات والرهبان مطروق مقصود وينزل به المجتازون ولهم فيه ضيافة وله غَلات ومزارع وهو للنسطورية وعلى بابه صومعة عبدون الراهب رجل من الملكانية بَنَى الصومعة ونزلها فصارت تعرف به وفيه يقول عمر بن عبد الملك الورَاق العنزي:

أرى قلبيَ قد حَنـا

 

إلى دير مَريُحـنـا

إلى غيطانه الفسيح

 

إلى بركته الغـنـا

إلى ظبي من الإنس

 

بصيد الإنس والجنا

إلى غُصن من الآس

 

به قلبيَ قد حـنـا

إلى أحسن خلق الله

 

إن قدس أو غَـنـا

فلما انبلج الصـبـح

 

نزلنا بينـنـا دنـا

ولما دارت الكـأسُ

 

أدرنا بيننا لحـنـا

ولما هجع السـمـا

 

رُنُمنا وتعانـقـنـا

 

دير مريونان: ويقال عُمرُ ماريونان: بالأنبار على الفرات كبير وعليه سور محكم والجامع ملاصقه وفيه يقول الحسين بن الضحاك:

آذَنك الناقوسُ بـالـفـجـر

 

وغرد الراهب في العـمـر

واطرَدت عيناك فـي روضة

 

تضحك عن حمر وعن صفر

وحَن مخمور إلى خـمـره

 

وجاءَت الكاسُ علـى قـدر

فارغب عن اليوم إلى شربها

 

تَرغب عن الموت إلى النشر

 

ديرُ المَزعُوق: ويقال دير ابن المزعوق وهو قديم: بظاهر الحيرة. قال محمد بن عبد الرحمن الثرواني:

قلت له والنـجـوم طـالـعة

 

في ليلة الفِصح أول السحـر

هل لك في مار فايثون وفـي

 

دير ابن مزعوق غير مقتصر

يقتصُ منه النسيم عن طرق ال

 

شام وريحُ الندى عن المـدر

ونسأل الأرض عن بشاشتهـا

 

وعهدها بالربيع والـمـطـرِ

في شرب خمر وصدع محسنة

 

تلهيك بين اللسـان والـوتـر

 

ديرُ مسحل: بين حمص وبَعلَبَك ذكر في الفتوح.


ديرُ المُغان: بحمص في خربة بني السًمط نحت تلهم وهو دير عظيم الآن عندهم كبير القدر فيه رهبان كثيرة وترابه يختم عليه للعقارب ويهدى إلى البلاد قاطبة وتتنافس النصارى في موضع مقبرته.


ديرُ ميخائيلَ: في موضعين بالموصل وبدمشق وله غير أسماء اسم الذي في الموصل يقال له دير مارنخايال وفي دمشق يقال له دير البخت وقد ذكر.


ديرُ مَلكِيسَاوَا: بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وياء مثناة من تحتها وسين مهملة. مطل على دجلة فوق الموصل بينهما نحو فرسخ ونصف وهو دير صغير.


دَيرُ مَنصور: في شرقي الموصل مطل على نهر الخابور وهو دير كبير عامر في أيامنا هذه.


دير مِيمَاسَ: بين دمشق وحمص على نهر يقال له ميماس وإليه نسب وهو في موضع نزه وبه شاهد على عزمهم من حواريي عيسى عليه السلام زعم رهبانه أنه يشفي المرضى وكان البطين الشاعر قد مرض فجاؤوا به إليه يستشفي فيه فقيل إن أهله غفلوا عنه فبال قدام قبر الشاهد واتفق أن مات عقيب ذلك فشاع بين أهل حمص أن الشاهد قتله وقصدوا الدير ليهدموه وقالوا نصراني يقتل مسلماً لا نرضى أو تسلموا إلينا عظام الشاهد حتى نحرقها فرَشَا النصارى أميرَ حمص حتى رفع عنهم العامة، فقال شاعر يذكر ذلك:

يا رحمتا لِبُطين الشعر إذ لعبَـتْ

 

به شياطينُه فـي دير مـيمـاس

وافاه وهو عليل يرتجي فَـرَجـاً

 

فرده ذاك في ظلمات أرمـاس

وقيل شاهدُ هذا الدير أتـلـفـه

 

حقاً مقالة وَسـواس وخـنـاس

أأعظُم بـالـيات ذات مَـقـدرَة

 

على مضرة في بطش وذي باس

لكنهم أهل حمص لا عقول لهـم

 

بهائم غير معدودين في النـاس

 

ديرُ نجرَانَ: في موضعين أحدهما باليمن لآل عبد المدان بين الدَيان من بني الحارث بن كعب ومنه جاء القوم الذين أرادوا مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم وكان بنو عبد المدان بن الديان بنوه مربعاً مستوي الأضلاع والأقطار مرتفعاً من الأرض يصعد إليه بدرجة على مثال بناء الكعبة فكانوا يحجونه هم وطوائف من العرب ممن يحل الأشهر الحرم ولا يحج الكعبة ويحجه خثعمُ قاطبة وكان أهل ثلاثة بيوتات يتبارون في البيع وربها أهل المنذر بالحيرة وغسان بالشام وبنو الحارث بن كعب بنجران وبنوا ديارتهم في المواضع النزهة الكثيرة الشجر والرياض والغدران ويجعلون في حيطانها الفسافس وفي سقوفها الذهب والصُوَرَ وكان بنو الحارث بن كعب على ذلك إلى أن جاء الإسلام فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والسيد وإيليا أسقف نجران للمباهلة ثم استعفوه منها من قبل أن يتم وكانوا يركبون إليها في كل يوم أحد وفي أيام أعيادهم في الديباج المذهب والزنانير المحلاة بالذهب وبعدما يقضون صلاتهم ينصرفون إلى نزههم ويقصدهم الوفود والشعراءُ فيشربون ويستمتعون الغناء ويهنون ويسكرون وفي ذلك يقول الأعشى:

وكعبة نجران حتم علي

 

ك حتى تناخي بأبوابها

نزور يزيد وعبد المسيح

 

وقيساً همُ خيرُ أربابها

إذا الحِبَرَاتُ تلوت بهـم

 

وجروا أسافل هدَابهـا

وشاهدنا الجل والياسمي

 

ن والمسمعات بقصابها

وبَربَطُنا معـمـل دائم

 

فأي الثلاثة أزري بها

 

ودير نجران أيضاً بأرض دمشق من نواحي حوران، ببصرى وإليه ورد النبي صلى الله عليه وسلم وعرفه الراهب بحِيرَا في القصة المشهورة في أخبار معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهو دير عظيم عجيب العمارة ولهذا الدير ينادى في البلاد من نذر نذراً لنجران المبارك والمنادي راكب فرس يطوف عامة نهاره في كل مدينة منادٍ وللسلطان على الدير قطيعة يأخذها من النذور التي تهدى إليه، وأما نجران فأذكرها في بابها وأصفها.


ديرُ نُغم: أظنه قرب رحبة مالك بن طوق لأن هناك موضع هكذَا اسمه. قال:

قضت وطَراً من دير نُعْم وطالما

 

ديرُ النقيرَةِ: في جبل قرب المعرة يقال به قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والصحيح أنه في دير سمعان كما ذكرناه وبهذا الموضع قبر الشيخ أبي زكرياء يحيى المغربي وكان من الصالحين يزار في أيامنا عن قرب نحو سنة 600.


ديرُ النمل: بالقرب من مدينة بلد شمالياً بينهما نحو فرسخ.


ديرُ نَهيَا: ونَهيَا بالجيزة من أرض مصر وديرها هذا من أحسنٍ الديارات بمصر وأنزهها وأطيبها موضعاً وأجلها موقعاً عامر برهبانه وسكانه وله في النيل منظر عجيب لأن الماء يحيط به من جميع جهاته فإذا انصر ف الماء وزرع أظهرت أراضيه أنواع الأزهار وله خليج يجتمع فيه أنواع الطيور فهو متصيد أيضاً، ولابن البصري فيه يذكره.

يا من إذا سكر النـديمُ بـكـأسـه

 

غريت لواحظه بسكـر الـفُـيق

طلع الصباحُ فاسقني تلك الـتـي

 

ظلمت فُشبه لونهـا بـالـزيبـق

والق الصبوح بنور وجهـك إنـه

 

لا يلتقي الفرحان حتى يلتـقـي

قلبي الذي لم يُبق فـيه هـواكُـمُ

 

إلا صُبابة نار شوق قـد بـقـي

أو ما ترى وجه الربيع وقد زهت

 

أزهاره ببهـاره الـمـتـألـق

وتجاوبت أطياره وتـبـسـمـت

 

أشجاره عن ثَغر دهر مـونَـق

والبدر في وسط السمـاء كـأنـه

 

وجه منـير فـي قـبـاءٍ أزرق

يا للديارات المـلاح ومـا بـهـا

 

من طيب يوم مر لي متـشـوق

أيام كنت وكان لي شغـل بـهـا

 

وأسير شوق صبابتي لم يطـلـق

يا دير نهيَا ما ذكـرتـك سـاعة

 

إلا تذكرت السواد بمـفـرقـي

والدهر غض والزمان مسـاعـد

 

ومقامُنا ومبيتُنـا بـالـجـوسـق

يا دير نهيَا إن ذكـرتَ فـإنـنـي

 

أسعى إليك على الخيول السبـق

وإذا سئلت عن الطيور وصيدهـا

 

وجنوسها فاصدق وإن لم تصـدق

فالغُرُ فالكروان فـالـفـارور إذ

 

يشجيك في طيرانه المتـحـلـق

أشهدت حرب الطير في غيطانـه

 

لما تجوق منـه كـل مـجـوق

والزمجُ والغضبانُ في رهط لـه

 

ينحط بـين مـرعـد ومـبـرق

ورأيت للبازي سطـوة مـوسـر

 

ولغيره ذلَ الفقير الـمـمـلـق

كم قد صبوتُ بغِرتي في شرتـي

 

وقطعت أيامي برمي الـبـنـدق

وخلعت في طلب المجون حبائلي

 

حتى نُسبت إلى فعـال الأخـرَق

ومهاجر ومنـافـرٍ ومـكـابـر

 

قَلق الفؤادُ بـه وإن لـم يقـلَـق

لو عاينَ التفـاح حـمـرةَ خـده

 

لصبَا إلى ديبـاج ذاك الـرَونـق

يا حامل السيف الغداة وطـرفـه

 

أمضى من السيف الحسام المطلق

لا تقطعن يد الجفـاء حـبـائلـي

 

قطع الغلام العود بالإستـبـرق

 

دير الوليدِ: بالشام لا أدري أين هو إلا أن مفسري قول جرير قالوا إياه أراد: بقوله:

لما تذكرتُ بالـديرين أرَقـنـي

 

صوت الدجاج وضرب بالنواقيس

 

ديرُ وَنَا: قال العمراني: هو موضع بمصر.


دَيرُ هُرمِسَ: يكسر ويضم بمنف. من أرض مصر وعنده هرَم قيل إن فيه مدفوناً رجلاً كان يعد بألف فارس على ما ذكروه وهو غربي الأهرام المشهورة وذكرته في الأهرام. دَيرُ هِزقل: بكسر أوله وزاي معجمة ساكنة وقاف مكسورة وأصله حزقيل ثم نقل إلى هزقل وفي هذا الموضع كان قصة الذين قال اللّه عز وجل فيهم: "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم" "البقرة: 243" لحزقيل في هذا الموضع وقد ذكرت المواضع بتمامها في داوردان وفي البطائح فأغنت عن الإعادة، وهو دير مشهور. بين البصرة وعسكر مُكرَمَ ويقال إنه المراد بقوله تعالى: "أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها" "البقرة: 259" ذكره بعض المفسرين قال وعندها أحيا الله حمار عزير عليه السلام. حدث أبو بكر الصولي عن الحسين بن يحيى الكاتب قال غضب أبو عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون يومِاً على كُتابه فرماه بدواة كانت بين يديه فلما رأى الدم يسيل ندم وقال صدق الله عز وجل والذين إذا ما غضبوا هم يتجاوزون فبلغ ذلك المأمون فانتبه وعتب عليه وقال ويحك أنت أحد أعضاءِ المملكة وكُتاب الخليفة ما تحسن تقرأ آية من كتاب الله فقال بلى يا أمير المؤمنين إني لأقرأ من سورة واحدة ألف آية وأكثر فضحك المأمون وقال من أي سورة قال من أيها شئت فازداد ضحكه وقال قد شئت من سورة الكوثر وأمر بإخراجه من ديوان الكتابة فبلغ ذلك دِعبلا الشاعر فقال:

أولى الأمور بضيعةٍ وفسادِ

 

أمر يدبره أبـو عـبـادِ

خرق على جلسائه بدواته

 

ومضمخ ومرمَل بمِـدَادِ

فكأنه من دير هزقل مُفلَت

 

حَرد يجرّ سلاسل الأقياد

 

وقيل يوماً للمأمون إن دعبلاً هجاك فقال من جسر أن يهجو أبا عباد مع عجلته وسرعة انتقامه جسر أن يهجوني أنا مع أناتي وعفوي، وبهذا الدير كانت قصة المبرد وهي رواية الخالدي قال المبرد اجتزتُ بدير هزقل فقلت لأصحابي أحب النظر إليه فاصعدوا بنا فدخلنا فرأينا منظراً حسناً وإذاً في بعض بيوته كهل مشدود حسن الوجه عليه أثر النعمة فدنونا منه وسلمنا عليه فرد علينا السلام وقال من أين أنتم قلنا من البصرة قال فما أقدمكم هذا البلد الغليظ هواؤه الثقيل ماؤه الجفاة أهله قلنا طلب الحديث والأدب قال حبذا تنشدوني أو أنشدكم فقلنا أنشدنا: فقال:

الله يعلم أنـنـي كَـمِـدُ

 

لا أستطيع أثب ما أجـد

روحان لي روح تضمنها

 

بلد وأخرى حازها بلـدُ

وأرى المقيمة ليس ينفعها

 

صبر وليس يضرها جلدُ

وأظن غائبتي كشاهدتـي

 

بمكانها تجد الذي أجـدُ

 

ثم أغمِيَ عليه فتركناه وانصرفنا فأفاق وصاح بنا فعُدنا إليه وقال تنشدوني أو أنشدكم قلنا أنت أنشد فقال:

لما أناخوا قُبيلَ الصبح عـيسـهـم

 

وثَورُوها فثارت بالـهـوى الإبـل

وأبرزت من خلال السجف ناظرها

 

ترنُو إلي ودمعُ العين ينـهـمـلُ

ووَدعَت ببنَان خـلـتُـهُ عَـنَـمـاً

 

فقلتُ لا حَمَلَت رجلاك يا جَـمَـلُ

وَيلي من البين ما ذا حَل بي وبهـا

 

من نازح الوَجد حل البين فارتحلوا

إني على العهد لم أنقض مودتـكـم

 

يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا

 

فقال له: فَتَى من المجان كان معنا فماتوا قال له أفأمُوتُ أنا قال مُت راشداً فتَمَطى وتمدد ومات فما بَرِحنا حتى دَفتاه، وبهذا الدير كانت قصة أبي الهُذيل العلاف. ديرُ هِندٍ الصُغرَى: بالحيرة يقارب خطة بني عبد الله بن دارم بالكوفة مما يلي الخندق في موضع نزه وهو دير هند الصغرى بنت النعمان بن المنذر المعروفة بالحُرقة. قال هشام الكلبي كان كسرى قد غضب على النعمان بن المنذر فحبسه فأعطت بنتُه هند عهداً لله إن رده الله إلى ملكة أن تبني ديراً تسكنه حتى تموت فخلى كسرى عن أبيها النعمان فبنَت الدير وأقامت به إلى أن ماتت ودفنت فيه وهي التي دخل عليها خالد بن الوليد رضي الله عنه لما فتح الحيرة فسلمت عليه فقال لها لما عرفها أسلمى حتى أزوجك رجلاً شريفاً مسلماً فقالت له أما الدين فلا رَغبَةَ لي فيه غير دين آبائي وأما التزيج فلو كانت في بقية لما رغبت فيه فكيف وأنا عجوز هرمة أترقب المنيةَ بين اليوم وغد فقال سليني حاجةً فقالت هؤلاءِ النصارى الذين في ذمتكم تحفظونهم قال هذا فرض علينا أوصانا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قالت مالي حاجة غير هذا فإني ساكنة في هذا الدير الذي بنيتُه ملصق لهذه الأعظمُ البالية من أهلي حتى ألحق بهم قال فأمر لها بمعونة ومال وكسوة قالت أنا في غنى عنه لي عبدان يزرعان مزرعة لي أتقوت بما يخرج منها ويمسك الرمق وقد اعتددتُ بقَولك فعلاً وبعرضك نَقداً فقال لها أخبريني بشيءٍ أدركت قالت لقد طلعت الشمس بين الخورنق والسدير إلا على ما هو تحت حُكمنا فما أمسى المساءُ حتى صرنا خَوَلاً لغيرنا ثم أنشأت تقول:

فبينا نَسُوسُ الناسَ والأمر أمرُنا

 

إذا نحن فيهم سُوقَة نتنصـفُ

فتباً لدنيا لا يدُوم نـعـيمُـهـا

 

تُقلِب تاراتٍ بنا وتـصـرفُ

 

ثم قالت اسمع مني دعاءً كُنا به لأملاكنا شكَرَتك يد افتقرت بعد غنَى ولا ملكتك يَد استغنت بعد فقر وأصاب الله بمعروفك مواضعه ولا أزال عن كريم نعمة إلا جعلك سبباً لردها إليه ولا جعل لك إلى لئيم حاجة قال فتركها وخرج فجاءها النصارى وقالوا ما صنع بك الأمير فقالت:

صان لي ذمتي وأكرم وجهي

 

إنما يكرم الكريمَ الـكـريمُ

 

وقد أكثر الشعراءُ من ذكر هذا الدير. فقال فيه معن بن زائدة الشيباني الأمير وكان منزله قريباً منه:

ألا ليت شعري هل أبيتن لـيلةً

 

لدَى دير هند والحبيب قـريبُ

فنقضي لُبانات ونلقـي أحـبةَ

 

ويُورق غُصْن للسرور رطيبُ

 

وهند هذه صاحبة القصة مع المغيرة بن شعبة.


ديرُ هِندٍ الكُبَرى: وهو أيضاً بالحيرة بَنته هند أمُ عمرو بن هند وهي هند بنت الحارث بن عمرو بن حُجر آكل المُرَار الكندي وكان في صدره مكتوب بَنَتْ هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك وأمُ الملك عمرو بن المنذر أمَةُ المسيح وأم عَبده وبنت عبيده في ملك ملك الأملاك خسرو أنوشروان في زمن مار افريم الأسقف فالإله الذي بَنت له هذا الدير يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها ويقبل بها وبقومها إلى إقامة الحق ويكون الله معها ومع ولدها الدهر الداهر. حدث عبد الله بن مالك الخزاعي قال: دخلت مع يحيى بن خالد لما خرجنا مع الرشيد إلى الحيرة وقد قصدناها لنتنزه بها ونرى آثار المنذر فدخل دير هند الصغرى فرأى آثار قبر النعمان وقبرها إلى جنبه ثم خرج إلى دير هند الكبرى وهو على طرف النجف فرأى في جانب حائطه شيئاً مكتوباً فدَعا بسُلم وأمر بقراءته وكان فيه مكتوب.

إن بني المنذر عام انقضوا

 

بحيث ثسادَ البيعةَ الراهبُ

تنفَحُ بالمسـك ذفـاريهـم

 

وعنبرٍ يَقْطبه القـاطـب

والقَز والكَتَانُ أثـوابـهـم

 

لم يَجُب الصوفَ لهم جائبُ

والعز والملك لهم راهـنٌ

 

وقهوَة ناجودها سـاكـبُ

أضحوا وما يرجوهم طالب

 

خيراً ولا يرْهبَهم راهـب

كأنهم كانوا بـهـا لُـعـبَةً

 

سار إلى أين بها الراكـبُ

فأصبحوا في طبقات الثرى

 

بعد نعـيم لـهـم راتـب

شرُ البقايا من بقي بعدهـم

 

قُل وذُل جَـدُه خـــائب

 

قال فبكى حتى جرت دموعُه على لحيته وقال نعم هذا سبيل الدنيا وأهلها. ديرُ هِندٍ : من قرى دمشق. قال ابن أبي العجائز وهو يذكر من كان من بني أمية بدمشق عبد الكريم بن أبي معاوية بن أبي محمد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان كان يسكن بدير هند من إقليم بيت الآبار.


ديْرُ يُحَنس: قال الشابشتي: هذا الدير بسمنود من أعمال حوف مصر إذا كان يوم عيده أخرج شاهده في تابوت فيسير التابوت على وجه الأرض لا يقدر أحد أن يمسكه ولا يحبسه حتى يرد البحر فيغطس ثم يرجع إلى مكانه. قلتُ أنا وهذا من تهاويل النصارى ولا أصل له والله أعلم.

 

ديْرُ يونس: ينسب إلى يونس بن مَتى عليه السلام، وهو في جانب دجلة الشرقي مقابل الموصل وبينه وبين دجلة فرسخان وأقل وموضعه يعرف بنينوى ونينوى هي مدينة يونس عليه السلام وتحت الدير عين تعرف بعين يونس يقصدها الناس للاغتسال منها.

 

الديَرَةُ الببضُ: بالصعيد من غربي النيل وهما ديران نزهان فيهما رهبان كثيرة.


دِيزَك: بكسر أوله وسكون ثانيه وزاي وآخره كاف. من قرى سمرقند. قال الإصطخري: ديزك من مُدُن أشرُوسنة بها مرابط أهل سمرقند ودور ورباطات للسُبُل بها رباط حسن بناه بدر قشير ولها نهر جارٍ . ينسب إليها عبد العزيز بن محمد الديزكي ويقال الديزقي الواعظ السمرقندي سمع أبا بكر محمد بن سعيد البخاري مات في طريق مكة قبل 308.


دِيسان: بكسر أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وآخره نون. من قرى هراة.


دَيسَقَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة مفتوحة وقاف. اسم موضع كانت به وقعة. قال النابغة الجعدي:

نحن الفوارسُ يوم ديسقة ال

 

مغشي الكُمَاة غواربَ الأكَم

 

والديسق في لغتهم الصحراءُ الواسعة والسَراب والحوض الملآن.


ديشان: بالشين معجمة وآخره نون من قرى مَروَ.


ديصا: بليدة قديمة بأرض مصر تضاف إليها كورة من كور أسفل الأرض.


الديكدَانُ: بلفظ الديكدان الذي يطبخ عليه وهو فارسي معناه موضع القدر. قلعة عظيمة على سيف البحر قريبة من جزيرة هرمُز المقابلة لجزيرة قيس بني عميرة تعرت بقلعة بني عُمارة، وتنسب إلى الَجلندى ولا يقدر أحد يرتقي إليها بنفسه إلا أن يرتقي في شيءٍ من المحامل ولم تفتح قط عنوةً وهي مرصد لآل عمارة فيِ البحر يعشرون فيها المراكب. قال الإصطخري وذكر بيوتات فارس فقال منهم آل عمارة يعرفون بآل الجلندى ولهم مملكة عريضة وضياع كثيرة على سيف البحر بفارس متاخمة لحد كرمان ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى بن عمران عليه السلام وأن الذي قال الله تبارك وتعالى: "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا" "الكهف: 79" هو الجُلَندىَ وهم قوم من أزد اليمن ولهم إلى يومنا هذا منعة وحد وبأس وعدد لا يستطيع السلطان قهرهم وإليهم أرصاد البحر وعشور السفُن وقد كان عمرو بن الليث ناصَبَ حمدانَ بن عبد الله بن الحارث الحرب نحو سنتين فما قدر عليه حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد بن الحسن الذي نسب إليه رَم الكاريان وهو من آل الجلندى وفيهم منعة إلى يومنا هذا.


دَيلَمَان: كأنه نسبة إلى الديلم أو جمعه بلُغة الفرس. من قرى أصبهان بناحيةحزجان. ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن يوسف الديلماني روى عن أبيه روى عنه أبو عمرو بن حكيم المدني.


دَيلَمِستَان: قرية قرب شهرزور بينهما تسعة فراسخ كان الديلم في أيام الأكاسرة إذا خرجوا للغارة عسكروا بها وخلفوا سوادهم لدَيها وانتشروا في الأرض غائبين فإذا فرغوا من غاراتهم عادوا إليها ورحلوا إلى مستقرّهم.


ديلَمِي: قال الأصمعي وهو يذكر جبال مكة: جبل شبيه متصل بجبل ديلمي وهو المشرف على المروة. دَيْلَمُ: الديلم الموت والديلم الأعداءُ والديلم النمل الأوسط والديلم جيل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم. قال المنجمون الديلم في الإقليم الرابع طولها خمس وسبعون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وعشر دقائق، وديلم اسم ماءٍ لبني عبس. فقال عنترة:

زوراءَ تنفر من حياض الديلم

 

وقال الحفصي في العرمَة من أرض اليمامة ماء يقال له الديلم وثم الدحرُضان وهما ماءان لبني حَدان بن قُرَيع وأنشد قول عنترة وفي كتاب التصحيف والتحريف لجمزة حدثني ابن الأنباري قال حدثني أحمد بن يحيى ثعلب قال لقيني أبو محلم على باب أحمد بن سعيد ومعه أعرابي فقال جئتكم بهذا الأعرابي لتعرفوا كذب الأصمعي أليس يقول في عنترة: زوراءَ تنفِر من حياض الديلم إن الديلم الأعداءُ فسلوا هذا الأعرابي فسألناه فقال هي حياض بالغور قد أورَدتُها إيلي غير مرة.


ديماسُ: بكسر أوله وآخره سين مهملة. سجن كان للحجاج بواسط. قال جَحدَرُ اللَص وقد حُبس فيه:

إن الليالي نجَتْ بي فهي مـحـسـنة

 

لا شك فيه من الـديمـاس والأسـد

وأطلَقتني من الأصفـاد مـخـرجِةً

 

من هَولِ سِجن شديدِ الباس ذي رَصَدِ

كأن ساكـنـه حـياً حُـشـاشـتـه

 

ميت تردد منه السَمّ في الـجـسـد

 

والديماسُ موضع في وسط عسقلان عال يطلع إليه وفيه عمد بقرب الجامع. ينسب إليه أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي روى عن أبي عثمان سعد بن عمرو الحمصي وغيره من أصحاب بقية بن الوليد روى عنه أبو أيوب محمد بن عبد الله بن أحمد بن مُطَرف المديني بعسقلان.


ديمرتيان: كذا وجدته بخط يحيى بن مندة في تاريخ أصبهان فقال محمد بن صالح بن محمد بن عيسى بن موسى الديمرتياني حدث عن الطبراني كتب عنه سعيد البقال وسمع منه أحمد بن محمد البيع. قلت: ما أظنها إلا قرية من قرى أصبهان.


ديمرت: بكسر أوله وفتحه وسكون ثانيه وفتح ميمه وسكون الراءِ وآخره تاء مثناة من فوق، من نواحي أصبهان. قال الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عَبّاد:

يا أصبهان سُقيت الغيثَ من بَلـد

 

فأنت مجمعُ أوطاري وأوطاني

ذكرتُ ديمرتَ إذ طال الثواءُ بها

 

وأينَ دِيمرت من أكناف جرجان

 

ينسب إليها أبو محمد القاسم بن محمد الديمرتي الأديب روى عنه إبراهيم بن متُونه.


ديمسُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة، من قرى بُخارى. منها الحاكم أبو طاهر محمد بن يعقوب الديمسي البخاري يروي عن أبي بكر محمد بن علي الأبيوردي روي عنه أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن جذَام البخاري الجذامي مات في حدود سنة 430.


دِيناراباذ: بلفظ الدينار الذي هو المثقال مضاف إليه أباذ من قرى همذان قرب أسداباذ. خرج منها جماعة من أصحاب الحديث ينسبون الديناريّ. قال شيروَيه الحسن بن الحسين بن جعفر أبو علي الخطيب الديناراباذي قدم همذان مرات آخرها في جمادى الأولى سنة 483 روى عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد التميمي الأصبهاني وغيره. قال شيرويه سمعت منه بهمذان وبديناراباذ وكان شيخاً ثقة صدوقاً فاضلاً متديناً توفي في شعبان سنة485.


دِينار: سِكةُ دينارٍ بالريّ. منها الحسين بن علي الديناري الرازي ذكره ابن أبي حاتم، ودربُ دينار ببغداد. نَسَبَ إليها أبو سعد شابا كان يسمع الحديث معه على أبي عبد الله الفراوي وغيره.


الدِينَباذ: بفتح أوله وكسره وسكون ثانيه وبعد النون باء موحدة وآخره ذال معجمة من قرى مرْوَ عند رِيكَنج عبدان. منها القاسم بن إبراهيم. دينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قَرْميسين. ينسب إليها خلق كثير، وبين الدينور وهمذان نيف وعشرون فرسخاً ومن الدينور إلى شهرزور أربع مراحل والدينور بمقدار ثلثي همذان وهي كثيرة الثمار والزروع ولها مياه ومستشرف وأهلها أجوَدُ طبعاً من أهل همذان، وينسب إلى الدينور جماعة كثيرة من أهل الأدب والحديث، منهم عبد الله بن محمد بن وهب بن بشر بن صالح بن حمدان أبو محمد الدينوري الحافظ سمع عباس بن الوليد بن مَزْيد البيروتي وعبد الله بن محمد الفريابي ببيت المقدس وأبا عمير عيسى بن محمد بن النحاس وأبا زرعة وأبا حاتم الرازيين وأبا سعيد الأشج ويعقوب الدورَقي ومحمد بن الوليد البُسري ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم روى عنه جعفر بن محمد الفريابي الحافظ وهذا أكبر منه وأبو علي الحسين بن علي وأبو بكر بن الجِعابي وعتاب بن محمد بن عتاب الورَاميني الحافظ ويوسف بن القاسم الميانجي وعبيد الله بن سعيد البُرُوجردي وهذا آخر من حدث عنه. قال أبو عبد الله الحاكم: سألت أبا علي الحافظ عن عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري قال: كان صاحب حديث حافظاً. قال أبو علي: بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مناكرته، وقال أبو عبد الله السُلَمي: سألت الدارقطني عن عبد الله بن وهب الدينوري فقال يضع الحديث، وقال الحاكم أبو عبد الله سمعت أبا عبد اللّه الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ يقول ما رأيت لأبي علي زَلةً قط إلا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري وأحمد بن عُمَير بن جَوصا.


دِينَه مًزدان: بكسر أوله وسكون ثانيه ونون وثاني الكلمة الثانية زاي ودال وآخره نون. قرية من قرى مروَ عند رِيكَنجَ عَبدان. منها القاسم بن إبراهيم الدينمزداني الزاهد روى عنه عبد الله بن محمود السعدي.


دِيوَانجَه: بكسر أوله وبعد الألف نون وجيم. قرية بهَرَاة والنسبة إليها ديوَقاني وديوانجي. نَسب إليها أبو سعد أبا عبد الله رحمة الله بن عبد الرحمن بن الموفّق بن أبي الفضل الحنفي الديوقاني سمع أبا نصر محمد بن مضر بن بسطام الشامي وقال مات بالديوقان من قرى هراة في ذي القعدة سنة555.


ديوان: بلفظ الديوان الذي للجيش وغيره، وهي سِكَةٌ بمروَ والديوان أصله دوان فعوض من إحدى الواوَين ياء لأنه يُجمع على دواوين ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين وقد دونت الدواوين.


دِيوَرَة: بكسر أوله وسكون ثانيه وبعد الواو راء. من نواحي نيسابور، ينسب إليها أبو علي أحمد بن حمَدوَيه بن مسلم البيهقي الديوري كان من العلماء الفضلاء رحل لطلب الحديث مع إسحاق بن راهوَيه وطبقته روى عنه المؤمل بن الحسن بن عيسى مات سنة 289.


دِيوَقان: بالكسر وبعد الواو المفتوحة قاف وآخره نون. قرية بهَرَاة وهي التي قبلها بِعينها كذا ذكره السمعاني، ونسب إليها عبد الرحمن بن الموفق بن أبي الفضل الحنفي أبا الفضل الديوقاني سمع أبا عطاءٍ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الجوهري وأبا القاسم أحمد بن محمد العاصمي سمع منه أبو سعد آداب المسافر لأبي عمر النوقاتي بروايته عن العاصمي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن منصور الخطيب عن المصنف وهذا ما ذكره السمعاني انتهى.


تم حرف الدال من كتاب معجم البلدان .