حـرف الـراء: باب الراء والألف وما يليهما

باب الراء والألف وما يليهما

رابخ: بعد الألف باء موحدة مكسورة وآخره خاء معجمة. موضع بنجد في حسبان ابن دريد ويقال مشى حتى تربخ أي استرخى.

رابغٌ: بعد الألف باء موحلة وآخره غين معجمة، واد يقطعه الحاج بين البزواءِ والجحفة دون عَزْور قال كثير:

أقول وقد جاوزنَ من صَدر رابغ

 

مَهامِهَ غُبرا يفزع الأكم آلُـهـا

أألحي أم صِيرانُ دوم تنـاوحـت

 

بتريمَ قصراً واستحثت شمالُهـا

أرى حين زالت غير سلمى برابغ

 

وهاج القلوب الساكنات زوالهـا

كأن دموع العين لما تخـلـلـت

 

مخارم بيضا من تمني جمالهـا

 

تمني موضع، وقال ابن السكيت رابغ بين الجحفة ووَدَانَ، وقال في موضع آخر رابغ واد من دون الجحفة يقطعه طريق الحاج من دون عَزْور وقال الحازمي بطن رابغ واد من الجحفة له ذكر في المغازي وفي أيام العرب وقال الواقدي هو على عشرة أميال من الجحفة فيما بين الأبواء والجحفة قال كثيّر:

ونحن منعنا يوم مـر ورابـغ

 

من الناس أن يُغزى وأن يتكنفا

 

يقال أربَغَ فلان إبلَهُ إذا تركها ترد أيَ وقت شاءَت من غير أن يجعل لها ظمأً معلوماً وهي إبل مربغة أي هاملة والرابغ الذي يقيم على أمر ممكن له والرابغ العيش الناعم.


رابغَةُ: بعد الألف باءٌ موحدة مكسورة وغين معجمة من منازل حاج البصرة وهو مُتَعَشى بين إمَرة وطخفة، وقيل رابغة ماءٌ لبني الحُلَيف من بجيلة جيران بني سلول، ورابغة أيضاً جبل لغني وقد ذكرت لغته في الذي قبله وروي رايغة بالياءِ تحتها نقطتان وغين معجمة.


رَابَةُ: بعد الألف باء موحدة مخففة. بلدة في وسط جزيرة صقلية.


رَاتِج: بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة وجيم. أطم من آطام اليهود بالمدينة وتسمَى الناحية به له ذكر في كتب المغازي والأحاديث. قال قيس بن الخطيم:

ألا إن بين الشرعَبي وراتـج

 

ضراباً كتجذيم السيال المصعد

 

قال ابن حبيب الشرعبي وراتج ومزاحم آطام بالمدينة وهو لبني زَعوَرَا بن جُشَم بن الحارث بن الخزْرَج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس، والمراتج الطرق الضيقة وأرتَجْت الباب أي أغلقته والرتاج الباب المغلق.


رَاجِل: بلفظ واحد الرَجالة، واد بنجد وقيل حرَة راجل بين السر ومشارف حَوران، وراجل واد ينحدر من حرة راجل حتى يدفع في السر.


الرَاحَةُ: موضع في أوائل أرض اليمن أظنها قرية، وراحة فروَع موضع في بلاد خُزاعة لبني المصطلق منهم كان فيه وقعة لهم مع هُذيل فقال الجَمُوح رجل من بني سُلَيم.

رأيت الألى يُلْحَون في جنب مالك

 

قُعوداً لدينـا يوم راحةِ فَـرْوَع

تخوتُ قلوبُ القوم من كل جانب

 

كما خات طيرُ الماء ورد مُلمع

فإن تزعموا أني جَبأتُ فإنـكـم

 

صدقتم فهلا جئتمُ يوم نـدَعـي

عجبت لمن يَلحاك في جنب مالك

 

وأصحابه حين المنية تـلـمَـع

 

رَاح: قاع في طريق اليمامة إلى البصرة بين بَنبانَ، والجرباءِ والجرباءُ ماءة لبني سعد بن زيد مناة بن تميم.


رَاخٌ : حصن باليمن من عمل الجَنَد.


رَادس: قال أبو عبيد البكري البحر الذي على ساحله تونس بإفريقية يقال له: رادس وبذلك سمي ميناؤها ميناء رادس، وخبّرني رجل من أهل تونس أن رادس اسم موضع كالقرية يتعبد فيه قوم.


زَارانُ: بتكرير الراء المهملة وآخره نون قرية عن قرى أصبهان. ينسب إليها جماعة من الرواة منهم أبو الحسين وقيل أبو الخير أحمد بن محمد بن عبد الله الراراني: حدث عن عبد الله بن جعفر وأبي القاسم الطبراني روى عنه سعيد بن محمد بن عبدان، ومن المتأخرين أبو الرجاء بدر بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الصوفي الراراني من بيت الحديث سمع الحديث ورواه ذكره أبو سعد في شيوخه وقال مات سنة 532 وميلاده في نيف وستين وأربعمائة.


رَاذَانُ: بعد الألف ذال معجمة وآخره نون راذان الأسفل وراذان الأعلى. كورتان بسواد بغداد تشتمل على قرى كثيرة، وقد نسب إليها قوم من المتأخرين، وقال عبيد الله بن الحر:

أقول لأصحابي بأكناف جازِر

 

وراذانها هل تأمُلون رجوعاً

 

وقال مُرَة بن عبد الله النهدي في راذان المدينة فيما أحسب.

أيا بيث ليلى إن ليلـى مـريضة

 

براذان لا خال لديها ولا عَـمَـمْ

ويا بيت ليلى لو شهدتك أعْوَلـت

 

عليك رجال من فصيح ومن عجَم

ويا بيت ليلى لا بئسـتَ ولا تـزل

 

بلادك يسقيها من الواكف الـديم

 

وراذان أيضاً قرية بنواحي المدينة جاءت في حديث عبد الله بن مسعود، وينسب إلى راذان العراق جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن الحسن الراذاني الزاهد مات سنة 480 وإلى راذان المدينة. ينسب أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدَني الراذاني سكن الكوفة وهو مدَني الأصل روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن روى عنه زكرياءُ بن عدي.


رَاذَكانُ: قرية من قرى طوس وقيل بليدة بعد الألف ذال معجمة وآخره نون. خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم ويقال إن الوزير نظام الملك كان منها ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن هاشم الطوسي الراذكاني سكن نيسابور روى عن يحيى بن سعيد القطان ووكيع وغيرهما روى عنه عبد الله بن محمد بن شيروَيه وكان ثقة، والحسن بن أحمد بن محمد الراذكاني أبو الأزهر الطوسي من أهل الطابران قصبة طوس كان فقيهاً فاضلاً عفيفاً منقطعاً سمع أبا الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف وأبا علي الفضل بن محمد بن علي الفارمذي قرأ عليه أبو سعد في داره بالطابران قال: وصلتُ إليه بعد جهد جهيد وكانت ولادته قبل سنة 470 ووفاته في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.


رَازَانُ: بعد الألف زاي وآخره نون قرية من قرى أصبهان بحومة التجار. ينسب إليها أبو عمرو خالد بن محمد الرازاني حدث عن الحسن بن عرفة وغيره روى عنه أبو الشيخ الحافظ، ورازان أيضاً محلة ببُرُوجرد. ينسب إليها أبو النجم زيد بن صالح بن عبد الله الرازاني من أهل الفقه سمع أبا نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ وغيره ذكره أبو سعد في شيوخه وقال مات غرَة المحرم سنة 547.


رَأسُ الإنسان: قال الأصمعي: الجبل الذي بين أجياد الصغير وبين أبي قبيس.


رأسُ الحمارِ: مدينة بحضرموت قريبة منها والله الموفق للصواب.


رَاسِبُ: أرض في شعر القُطامي ومعناه رَسَبَ الشيءُ في الماءِ إذا سَفَلَ فيه فهو راسب، وقال عرَام بين مكة والطائف قرية يقال لها راسب لخثعم.


رَأسُ صليع: بفتح الصاد وكسر اللام وآخره عين مهملة لعله موضع كان فيه يوم من أيام العرب واللّه أعلم.


رَأسُ عَينٍ: ويقال رأس العين والعامة تقوله هكذا ووجدتهم قاطبة يمنعون من القول به وقد جاء في شعر لهم قديم قاله بعض العرب: في يوم كان برأس العين بين تميم وبكر بن وائل قتل فيه فارس بكر بن وائل معاوية بن فراس قتله أبو كابة جزءُ بن سعد. فقال شاعرهم:

هُمُ قتلوا عميدَ بـنـي فـراس

 

برأس العين في الحِجَجِ الخوالي

روى ذلك أبو أحمد، وقال الأسود بن يَعفُر:  

فإن يك يومي قـد دَنـا وإخـالُـه

 

لوارده يوماً إلى ظـل مـنـهـل

فقبلي مات الخالـدانِ كـلاهـمـا

 

عميدُ بني جَحوَان وابن المضـلـل

وعمرو بن مسعود وقيس بن خالـد

 

وفارس رأس العين سَلمى بن جندل

وأسبابه أهلكـن عـاداً وأنـزلـت

 

عزيزاً يغني فوق غُرفة مَـوكـل

 

وهي مدينة كبيرة مشهورة من مُدُن الجزيرة بين حَران ونصيبين ودنيسر وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخاً وقريب من ذلك بينها وبين حران وهي إلى دنيسر أقرب بينهما نحو عشرة فراسخ وفي رأس عين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلُها في موضع فتصير نهر الخابور وأشهر هذه العيرن أربع عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية وفيها عين يقال لها خسفة سلامة فيها سمك كبار ينظره الناظر كأن بينه وبينه شبر ويكون بينه وبينه مقدار عشر قامات، وعين الصرار هي التي نثر فيها المتوكل عشرة آلاف درهم ونزل أهل المدينة فأخذوها لصفاء الماء ولم يفقد منها شيء فإنه يبين مع عمقها ما في قعرها للناظر من فوقها وعمقها نحو عشرة أذرع وربما أخذ منها الشيءُ اللطيف لصفائها. كذا قال أحمد بن الطيب لأني اجتزتُ أنا برأس عين ولم أر هذه الصفة وتجتمع هذه العيون فتسقي بساتين المدينة وتدير رحيها ثم تصب في الخابور، وقال أحمد بن الطيب أيضاً : وفيها عين مما يلي حرَان تسمى الزاهرية كان المتوكل نزلها وبَنَى بها بناءً وكانت الزواريق الصغار تدخل إلى عين الزاهرية وإلى عين الهاشمية وكان الناس يركبون فيها إلى بساتينهم وإلى قرقيسياء إن شاؤوا. قلت أنا: أما الآن فليس هناك سفينة ولا يعرفها أهل رأس عين ولا أدري ما سبب ذلك فإن الماء كثير وهو يحمل سفينة صغيرة كما ذكروا ولعل الهمم قصرت فعم ذلك. قال: وبالقرب من عين الزاهرية عين كبريت يظهر ماؤها أخضر ليس له رائحة فيجري في نهر صغير وتدور به ناعورة يجتمع مع عين الزاهرية في موضع واحد فيصبان جميعاً من موضع واحد في نهر الخابور، والمشهور في النسبة إليها الرسعني وقد نسب إليها الراسي. فممن اشتهر بذلك أبو الفضل جعفر بن محمد بن الفضل الراسي يروي عن أبي نعيم روى عنه أبو يَعلَى الموصلي وغيره وهو مستقيم الحديث، وقال أبو القاسم الحافظ جعفر بن محمد بن الفضل أبو الفضل الرسعني سمع بدمشق أبا الجماهير محمد بن عثمان التنُوخي وسليم بن عبد الرحمن الحمصي ومحمد بن حميد وعلي بن عياش وأبا المغيرة الحمصيين وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ومحمد بن كثير المصيصي وسعيد بن أبي مريم المصري ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحرَاني وعبد الله بن يوسف التنيسي وجماعة سواهم روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر الباغندي وزكرياءُ بن يحيى السجزي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الورَاق الرسعني ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني الحافظ وغيرهم قال علي بن الحسن بن عَلان الحراني الحافظ هو ثقة وقال البشاري لبسَ القول.


رَاس ضَان: بالضاد المعجمة. جبل في بلاد دوس له ذكر في حديث أبي هريرة.


رَأسُ القنطرة: قد ذكر في القنطرة لأن النسبة إليه قنطري.


رَأسُ الكلب: جبل باليمامة ويقال إنما هي قارات تسمى رأس الكلب، وقلعة بقومس أيضاً تسمى رأس الكلب على يسار القاصد إلى نيسابور.


رَأس كيفا: من ديار مضر بالجزيرة قرب حران كان عِبرَته على السلطان ثلاثمائة ألف وخمسين ألف درهم فتحها عياض بن غنم على مثل صلح الرُها بعد أن غلب على أرضها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان هشام بن عبد الملك قد أقطع ابنته عائشة قطيعة برأس كيفا تعرف بها قُبضت أيام بني العباس.


رَأسُ وريسان: حصن في جبل وَصاب من أعمال زَبيد باليمن.


رَاسِك: مدينة من أشهر مُدن مُكران ولها رستاق يقال له الخروج وهي جُرُومٌ حارة.


رَاسَةُ: من قرى اليمن.


رَاشت: بالشين المعجمة وآخره تاءُ. بلد بأقصى خراسان وهو آخر حدود خراسان بينه وبين ترمذ ثمانون فرسخاً وهي بين جبلين وكان منها مدخل الترك إلى بلاد الإسلام للغارة عليهم فعمل الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك هناك بابا محكما.


 رَاشتينان: الشين معجمة ثمِ التاءُ المثناة من فوقها وياء آخر الحروف ساكنة ونون وآخره نون من قرى أصبهان. ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن إسحاق بن حماد سمع أبا القاسم الحسن بن موسى الطبري بتستَر وله أمالي، ومنها أيضاً أبو طاهر إسحاق بن أبي بكر أحمد بن محمد بن جعفر الراشتيناني ولعله ولد الذي قبله والله أعلم روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني.


الراشدَية: قرية من قرى بغداد.


راطية: موضع إن كان مأخوذاً من الأرطى فهو نبتٌ وإلا فهو مرتجل.


راعب: تنسب إليها الحمام الراعبية.


راغسر سنة: بعد الألف غين معجمة والسين مهملة مكررة وراء ونون من قرى نسف.


رَاغَن: بعد الألف غين معجمة مفتوحة وآخره نون من قرى صُغد سمرقند من الدبوسية والله أعلم.


الرافِدَان: تثنية الرافد وهو العطية والحباءُ دجلة والفرات، وقيل البصرة والكوفة.


رافٌ: بعد الألف فاء اسم رملة قال بعضهم.

وتنظور من عيني لياح تصيفت

 

مخارم من أجواز أعفر أو رافا

 

أي تنظر فأشبع الضمَ فتولد منه واو، والرأفُ، والرَأفة في لغتهم الرحمة.


الرافقَةُ: الفاءُ قبل القاف. قال أحمد بن الطيب: الرافقة بلد متصل البناء بالرَقة وهما على ضفْة الفرات وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع قال: وعلى الرافقة سوران بينهما فصيل وهي على هيئة مدينة السلام ولها ربض بينها وبين الرقة وبه أسواقها وقد خرب بعض أسوار الرقة. قلت: هكذا كانت أولاً فأما الآن فإن الرقة خربت وغلب اسمها على الرافقة وصار اسم المدينة الرقة وهي من أعمال الجزيرة مدينة كبيرة كثيرة الخيرُ. قال أحمد بن يحيى: لم يكن للرافقة أثر قديم إنما بناها المنصور في سنة 155 على بناءِ مدينة بغداد ورتب بها جنداً من أهل خراسان وجرى ذلك على يد المهدي وهو ولي عهده ثم إن الرشيد بَنَى قصورها وكان فيما بين الرقة والرافقة فضاء وأرض مزارع فلما قام علي بن سليمان بن علي والياً على الجزيرة نقل أسواق الرقة إلى تلك الأرض وكان سوق الرقة الأعظم فيما مضى يعرف بسوق هشام العتيق فلما قدم الرشيد الرقة استزاد في تلك الأسواق وكان يأتيها ويقيم بها فعمرت مدة طويلة، والرافقة من قرى البحرين عن نصر، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم ولهم تاريخ. منهم محمد بن خالد بن بجيلة الرافقي كان ينزلها ويقال إن محمد بن إسماعيل البخاري روى عن الرافقي هذا في الصحيح روى عنه عبد الله بن موسى.


راكسة: من مياه عمرو بن كلاب عن أبي زياد.


رَاكِسٌ : واد، وقال العباس بن مِرداس السلمي:

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا

 

وأوحش إلاّ رَحرَحان فراكسا

 

وقال داود بن عوف أخو بني عامر بن ربيعة:

وإنا ذممنا الأعلـم بـن خُـوَيلـد

 

وحلم عقالٍ إذ فقدنا أبـا حَـرب

إذا ما حللتم بالـوحـيد وراكـس

 

فذلك نصر طائش عن بني وهب

 

راكَةُ: موضع أغارت فيه خثعم ومُسلية على بني عك فهزمتهم عك، فقال حَوذَانُ العَكي.

صبرنا يوم راكة حين شالتْ

 

علينا خثعم ركناً صلـيبـا

لقيناهم بكل أفل عـضـب

 

تخالُ ثيابه قَبَساً ثـقـيبـا

 

رَالاَنُ: اسم جبل، وأنشدوا فيه:

أو ما أقام مكانه رالان

 

قال أبو الفتح من همز رألان فهو فعلان من لفظ الرَأل ومن لم يهمز احتمل أمرين أحدهما أن يكون تخفيف رألان كقولك في تخفيف رأس راس والآَخر أن يكون فَعلان من رولتُ الخبز في السمن ونحوه إذا أشبعته منه وكان قياسه رَوَلاَن كالجولان غير أنه أعل على ما جاء من نحو داران وماهان.


رَام أردشير: قال حمزة: هي مدينة تَوج التي بين أصبهان وخوزستان في الجبال.


راماشَاه: من قرى مرو الشاهجان.


رامَان: آخره نون ناحية من بلاد الفرس بالأهواز.


رامتين: هو تثنية رامة يثنى كما قيل عمايتين وهو واحد وهو رامة بعينه وقد ذكرناه بعد، قال جرير:

يجعلن مدفع عاقِلين أيامنـاً

 

وجعلن أمعزَ رامتين شمالا

وعاقلين أيضاً أراد به عاقلا وفي هذا الموضع جاء.

تسألني برامتين سَلْجَما

 

رَامَجِرد: بعد الميم جيم مكسورة وآخره دال مهملة قرية من قرى فارس قتل بها عبد الله بن معمر وكان قدمها غازياً مع عبد الله بن عامر بن كُرَيز فدفن في بستان من بساتينها.


 رامح: من منازل إياد بالعراق، قال أبو دؤاد الإيادي:

اقفر الدير فالأجارع من قو

 

مِي فَرَوق فرامح فخفـيه

 

كلها نحو الحيرة من أرض العراق.


رامَران: بفتح الميم ثم راء مهملة وآخره نون قرية على فرسخ من نسا من خراسان.


رَأم: مهموز ويخفف والرأم في الأصل البو أو ولد ظأرَتْ عليه غير أمه قال بعضهم: كأمهات الرأم أو مطافلا، وهو جبل باليمامة تقطع منه الأرحاء، قال الشاعر:

كأن حفيف الخصيتين على آستها

 

حفيفُ رحى رامية ضاع بوقُها

 

وهذا الجبل معترض مطلع اليمامة يحول بينها وبين يبرين والبحرين والدهناء.


رامس: بالسين المهملة موضع في ديار محارب ورامس فاعل من الرمس وهو التراب تحمله الريح فترمس به الآثار أي تعفوها. حدث عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عمرو بن حزم قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كتاب من محمد رسول الله لعظيم بن الحارث المحاربي أن له الجمعة من رامس لا يحاقه أحد وكتب الأرقَمُ.


رَامشُ: بضم الميم وآخره شين قرية من أعمال بخارى. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم الرامُشي يروي عن أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري وغيره روى عنه أبو محمد النخشبي.


رامَشهرِستان: قال الإصطخري: ويقالإن المدينة القديمة بسجستان في أيام العجم الأول كانت فيما بين كرمان إلى ثلات مراحل من زرَنج وأبنيتها وبعض بيوتها قائمة إلى هذه الغاية، واسم هذه المدينة رام شهرستان، ويقال إن نهر سجستان كان يجري عليها فانقطع ثِبق كان سُكِرَ من هندَمَنْد فانخفض الماءُ عنها ومال فتَعَطلَت فتحول الناس عنها وبنَوا زرَنج في اليوم مدينة سجستان.


رَامَشين: أظنها من قرى همذان. قال شيرُوَيه مظفر بن الحسن بن الحسين بن منصور الرامشيني الشافعي: روى عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد الأبهري الصفار سمع منه المَعداني وكان صدوقا، وأميري بن محمد بن منصور بن أبي أحمد بن جيك بن بُكَير بن أخرم بن قيصر بن يزيد بن عبد الله بن مسرور أبو المعالي الرامشيني قال شيرويه قدم علينا مراراً روى عن أبي منصور المُقَومي وأبي الفضائل عبد السلام الأبهري وأبي محمد الحسن بن محمد بن كاكا الأبهري المقري وكان فقيهاً أديباً فاضلاً فهماً متورعاً صائماً وكان خادم الفقراء برامشين صدوقا اسمه أميري.


رَامَن: بليدة بينها وبين همذان سبعة فراسخ وبينها وبين بُرُوجرد أحد عشر فرسخاً.


رَامَني: بعد الميم المفتوحة نون مكسورة بلفظ نسبة اللفظ إلى نفسك من رام يروم قرية على فرسخين من بخارى عند خنبون وقد خربت الآن وقد نسب إليها قوم من العلماء. منهم أبو أحمد بن حكيم بن لُقمان الرامني روى عن أبي عبد الله بن حفص البخاري وغيره روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم القاضي.


رامُوسَة: من ضياع حلب على فرسخين تلقاء قنسرين.


رامَهُرْمُز: ومعنى رام بالفارسية المراد والمقصود وهُرْمُز أحد الأكاسرة فكأنّ هذه اللفظة مركبة معناها مقصود هُرمُز أو مراد هرمز، وقال حمزة رامهرمز اسم مختصر من رامهرمز أردشير وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان والعامَة يسمونها رامز كسلاً منهم عن تتمة اللفظة بكمالها واختصاراً ورامهرمز من بين مُدُن خوزستان تجمع النخل والجوز والأترنج وليس ذلك يجتمع بغيرها من مدن خوزستان وقد ذكرها الشعراءُ. فقال وَرد بن الورد الجعدي:

أمغترباً أصبحتُ في رَامَهُرمُـزٍ

 

ألا كل كعبي هـنـاك غـريبُ

إذا راح ركب مصعدون فقَلْبُـه

 

مع المصعدين الرائحين جنـيب

وإن القليب الفرد من أيمن الحمى

 

إلي وإن لـم آتـه لـحـبـيب

ولا خير في الدنيا إذا لم تَزر بها

 

حبيباً ولم يَطرب إليك حـبـيب

 

وقال كعب الأشقري: يذكر وفاة بشر بن مَروان.

حتى إذا خلفوا الأهواز واجتمعوا

 

برامهرمز من وافى به الخبـرُ

نَعِيُ بشر فحال القومُ وانصدعوا

 

إلا بقايا إذا ما ذكـروا ذكـروا

 

 رَامَةُ: قد ذكرت لغتها في رام، وهي منزل بينه وبين الرَمادة ليلة في طريق البصرة إلى مكة ومنه إلى إمَرَة وهي آخر بلاد بني تميم وبين رامة وبين البصرة اثنتا عشرة مرحلة وفيها جاءَ المثل تسألني برامَتين سَلْجَماً، وقيل رامة هضبة وقيل جبل لبني دارم، قال جرير:

حَي الغَدَاةَ بـرَامة الأطـلال

 

رَسْماً تحَملَ أهلُـه فـأحـالا

إن السوارِيَ والغواديَ غادرت

 

للريح مخترقاً بـه ومَـجـالا

لم ألق مثلَك بعد عهدك منـزلاً

 

فسُقِيتَ من سَبل السًماكِ سِجالا

أصبحْتَ بعد جميع أهلكِ دِمنَةً

 

قَفْراً وكنتَ مَربَةً مِـحْـلال

 

ورامة أيضاً من قرى البيت المقدس بها مقام إبراهيم الخليل عليه السلام، وقال بشر بن أبي خازم:

عَفَتْ من سُلَيْمى رامة فكثيبُهـا

 

وشَطت بها عنك النوَى وشُعُوبُها

وغَيرها ما غير الناس قبلـهـا

 

فبانَتْ وحاجات النفوس نصيبُها

 

وقال الحِرمازي سألت امرأة من أهل البادية زوجها فقالت أطعمني سَلجَما فقال من أين سلجم هناك وأنشأ يقول:

تسألني برامتَين سَلْجـمـا

 

يا هند لو سألت شيئاً أمما

جاءَ به الكَرِيُ أو تَيمَما

 

 

 

فنَمى هذا الكلام إلى محمد بن سليمان فأمر بالرامتَين فزُرعتا عن آخرهما سَلْجماً.


رَامِيثَن: بكسر الميم وسكون الياءِ وثاءٍ مثلثة وآخره نون قرية ببخارى. ينسب إليها روح بن المستنير أبو إبراهيم الراميثني البخاري روى عن المختار بن سابق وغيره روى عنه محمد بن هاشم بن نعيم وذكرها العمراني بالزاي.


رامِي: بلفظ واحد الرُماة جزيرة في بحر شلاهِط في أقصر بلاد الهند عظيمة يقولون إنها ثمانمائة فرسخ وبها عدة ملوك لا يدين بعضهم لبعض ولعلَها الجزيرة المعروفة بسيلان فإن سيلان خبرت بمثل هذه الصفة.


الرَانُ: مدينة بين مراغة وزَنجان قيل فيها معدن ذهب ومعمدن الأسْرُب. قال مِسعر: واستعملت منه مُرداسَنْجاً فحصل لي من كل منها دانق ونصف فضْة ووجدت فيه اليبرُوح كثيراً عظيم الخلقة يكون الواحد منه عشرة أذرع وأكثر من ذلك وفي هذه المدينة نهر من شرب منه أمن الحصاة أبداً وبها حشيشة تُضحك من تكون معه حتى يخرج به الضحك إلى الرُعونة وإن سقطت منه أو شيء منها اعتراه حزن لذلك وبكاء وبها حجارة بيض غير شفافة تقيم الرصاص ويقع بها من السحاب دُوَيبَة تنفع من داءٍ الثعلب باللطُوخ هكذا ذكره مِسعر بن مهلهل، والذي عندي أن الرَان وأرَان واحد وهي ولاية واسعة من نواحي أرمينية. قال عمر بن محمد الحنفي، يمدح محمد بن عبد الواحد اليمامي:

حتى أتى بجبال الرَان منتجـعـاً

 

من وابل غيْثَ جَود يَنْعَشُ البشرا

وأحكَمَ الرَانَ حتى نام صاحبُهـا

 

أمناً وشرد عنها من بَغَى أشـرا

 

وقال أيضاً:

ياويحَ نفس سرَت طوارقُها

 

بالهم فالهمُ لا يفـارقُـهـا

وويح نـجـدية مُـنـعـمة

 

أضحى مقيماً بالرَان وامقُها

فكم أتى الآن دون مطلَبهـا

 

من عرض تبدو مهارقُهـا

ومن جبال بالرَان قد قُرنَت

 

إلى جبالٍ أخرى تساوقُهـا

فلَيتَ عيني ترى إذا نظرت

 

نجداً وقد أينَعَت حدائقُـهـا

 

والرانُ حصن ببلاد الروم في الثغر قرب مَلَطية وبالقرب منه حصن كَركَر ذكره المتنبي في مدح سيف الدولة حيث قال:

وبتن بحصن الرَان رَزحى من الرجى

 

وكـل عـزيز لـلأمـير ذلــيلُ

 

وقال أيضاً:

فكأن أرجُلَها بتربة مَنـبـج

 

يطرحن أيديها بحصن الرَان

 

رانني: بنونين اسم موضع.


رانُوناءُ: بعد الألف نون وواو ساكنة ونون أخرى وهو ممدود. قال ابن إسحاق: في السيرة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أقام بقُباءَ أربعة أيام وأسس مسجده على التقوى وخرج منها يوم الجمعة فأدركَت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعةُ في بني سالم بن عوف وصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوناء فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وهذا لم أجده في غير كتاب ابن إسحاق الذي لخصه ابن هشام وكل يقول صلى بهم في بطن الوادي في بني سالم، ورانوناءُ بوزن عاشوراء وخابوراء.


 راور: بتكرير الراء وفتح الواو مدينة كبيرة بالسند من فتوح محمد بن القاسم الثقفي.


رَاوَسان: بسين مهملة وآخره نون من قرى نيسابور.


رؤوس الشياطين: قال ابن قُتيبة في المشكل هو جبل بالحجاز متشعّبٌ شنعُ الخلقة.


راوَنج: ويقال ريونج وقد ذكرت هناك.


الراوَندَان: قلعة حصينة وكورة طيبة معشبة مشجرة من نواحي حلب.


راوَند: بفتح الواو ونون ساكنة وآخره دال مهملة بليدة قرب قاشان وأصبهان. قال حمزة: وأصلها راهاوند ومعناه الخير المضاعَف. قال بعضهم: وراوند مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن بيوراسف الضحاك وذكر أن رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له راوند ونادَماه فمات أحدهما وبقي الأسدي الآخر والدهقان فكانا ينادمان قبره ويشربان كأسَين ويصبان على قبره كأساً ثم مات الدهقان فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر وقال بعضهم إن هذا الشعر وقال بعضهم إن هذا الشعر لقس بن ساعدة الإيادي في خليلَين كانا له وماتا، وقال آخرون هذا الشعر لنصر بن غالب يرثي أوس بن خالد وأنيساً.

نديمي هُبا طالما قـد رقـدتـمـا

 

أجِدَكما لا تقضـيان كَـرَاكُـمـا

أجدّكما ما تـرثـيان لـمـوجَـع

 

حزين على قبريكما قد رثاكـمـا

ألم تعلما ما لي براوَنْـدَ كـلـهـا

 

ولا بخُزَاق من صديق سواكمـا

جرى النوم بين العَظم والجلد منكما

 

كأنكما ساقي عُقَار سَقَـاكـمـا

أصُبُ على قبريكما مـن مـدَامة

 

فإِلا تذوقاهـا تُـرَو ثَـرَاكـمـا

ألم ترحماني أنني صرتُ مفـرداً

 

وأني مشتاق إلـى أن أراكـمـا

فإن كُنتما لا تسمعان فمـا الـذي

 

خليلي عن سمع الدعاءِ نهاكـمـا

أقيم على قبريكما لستُ بـارحـاً

 

طِوَالَ الليالي أو يُجيب صَدَاكمـا

وأبكيكما طول الحياة ومـا الـذي

 

يرُدُ على ذي عَوْلة إن بكاكـمـا

 

وينسب إلى راوند زيد بن عليّ بن منصور بن علي بن منصور الراوندي أبو العلاءِ المعدل من أهل الري سمع أبا القاسم إسماعيل بن حمدون بن إبراهيم المزَكي الرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي وأبا محمد عبد الواحد بن الحسن بن الصفار وأجازه السمعاني وكان مولده في سنة 472.


راوَن: بفتح الواو وآخره نون بليدة من نواحي طَخارستان شرقي بلخ ليست بالكبيرة كانت ليحيى بن خالد بن برمك كثيرة الخير ليس يسلم على أهلها والٍ . قال الكعبي أبو القاسم البلخي: ونحن ممن ابتلي بهم ولكن سلم الله منهم. ينسب إليها عبد السلام بن الراوني ولي القضاءَ براوَن وكان فقيهاً مناظراً سمع أبا سعد أسعد بن الظهير ذكره أبو سعد في شيوخه.


راوَنسَر: بفتح الواو وسكون النون وسين مهملة مفتوحة وآخره راء من قرى أرغيان. ينسب إليها محمد بن عبد الله الراونسري.


راوَنير: الواو مفتوحة وآخره راء مهملة من قرى أرغيان كبيرة، وقد نُسب إليها قوم من العلماء. منهم عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الخطيب الأرغياني أبو العباس من أهل راونير إحدى قرى أرغيان أخو الإمام أبي نصر الأرغياني الأكبر منه كان فقيهاً صالحاً سديداً حسن السيرة كثير الخير ورد نيسابور وتفقه على الإمام أبي المعالي الجوَيني وأقام بها مدة ثم رجع إلى الناحية وسمع الأستاذ أبا القاسم القُشَيري وأبا الحسن عليّ بن أحمد الواحدي وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري وأبا نصر أحمد بن محمد بن محمد بن المسيب الأرغياني وأبا القاسم المطهر بن محمد البحيري وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار. كتب عنه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي وتوفي بنيسابور في ثاني عشرين من شهر رمضان سنة 534. راويةُ: بكسر الواو وياءٍ مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كُلثوم وقبر مدرك بن زياد الفزاري صحابي قدم الشام مع أبي عبيدة فمات بدمشق فدُفن براوية وهو أول مسلم دفن بها عن ابن عساكر، والمصا بن عيسى الكلاعي الزاهد كان يسكن راوية من قرى دمشق وصحب سليمان الخواص وحدث عن شعبة حكى عنه القاسم بن عثمان الجوعي وأحمد بن أبي الحواري وعبيد بن عصام الخراساني. راهِص: قال أبو زياد الكلابي راهص من جبال أبي بكر بن كلاب، وأنشد أبو الندى:

ورَيْتَ جريراً يوم أذرعة الهوى

 

وبصرى وقادتك الرياحُ الجنائبُ

سقى الله نجدا من ربيع وصيف

 

وخُص بها أشرافُها فالجوانـبُ

إلى أجَلَى فالمطلبين فراهـص

 

هناك الهوى لو أن شيئاً يقاربُ

 

وفي كتاب الأصمعي، ولبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب راهص أيضاً وهي حرة سوداءُ وهي آكام منقادة تسمَى نعل راهص ثم الجفر جَفْر البعر.


راهِط: بكسر الهاء وطاءٍ مهملة موضع في الغوطة من دمشق في شرقيه بعد مَزج عذراء إذا كنت في القُصير طالباً لثنية العُقاب تلقاءَ حمص فهو عن يمينك وسماها كثير نقعاء َراهط قال:

أبوكم تلاقى يومَ نقعـاء راهـطٍ

 

بني عبد شمس وهي تنفَى وتقتل

 

راهط اسم رجل من قضاعة ويقال له مرج راهط كانت به وقعة مشهورة بين قيس وتغلب ولما كان سنة 65 مات يزيد بن معاوية وولي ابنه معاوية بن يزيد مائة يوم ثم ترك الأمر واعتزل وبايَعَ الناس عبد اللّه بن الزبير وكان مروان بن الحكم بن أبي العاصي بالشام فهَمَ بالمسير إلى المدينة ومبايعة عبد الله بن الزبير فقدم عليه عبيد الله بن زياد فقال له استحييتُ لك من هذا الفعل إذا أصبحتَ شيخ قُرَيش المشار إليه وتُبايع، عبد الله بن الزبير وأنت أولى بهذا الأمر منه فقال له لم يفت شيء فبايعه وبايعه أهل الشام وخالف عليه الضحاك بن قيس الفهري وصار أهل الشام حزبين حز ب اجتمع إلى الضحاك بمرج راهط بغوطة دمشق كما ذكرنا وحزبٌ مع مروان بن الحكم ووقعت بينهما الواقعة المشهورة بمرج راهط قُتل فيها الضحاك بن قيس واستقام الأمر لمروان، وقال زُفَرُ بن الحارث الكلابي: وكان فَرَ يومئذِ عن ثلاثة بنين له وغلام فقُتلوا.

لعمري لقد أبقَتْ وقـيعةُ راهـط

 

لمروان صدعاً بيننـا مـتـنـائيَا

أريني سلاحي لا أبالـك إنـنـي

 

أرى الحرب لا تزداد إلا تمـاديا

أبعد ابن عمرو وابن مَعن تتابعـا

 

ومقتل هشام أمَـنـى الأمـانـيا

وتذهب كلب لم تنلها رمـاحُـنـا

 

وتُترك قتلى راهط هي مـاهـيا

فلم تُرَمني نـبـوة قـبـل هـذه

 

فِرَارِي وتركي صاحبـي ورائيا

عشية أجري بالقـرينـين لا أرى

 

من الناس إلا من علـي ولا لـيا

أيذهـب يوم واحـد إن أسـأتُـه

 

بصالح أيامي وحـسـن بـلائيا

فلا صلحَ حتى تنحط الخيلُ بالقنـا

 

وتثأر من نسوان كلـب نـسـائيا

فقد ينبت المرعى على دمن الثرى

 

وتبقى حزازات النفوس كما هيا

 

قال ابن السكيت فُرَاقِدُ هضبة حمراءُ بالحرة بوادٍ يقال له راهط.


راهُونُ: رستاق بالسند مجاورة للمنصورة وزروعها مباجس قليلة الثمر إلا أن لهم مواشي كثيرة.


رأيان: بلفظ تثنية رأي جبل بالحجاز، ورايَان من قرى ناحية الأعلم من نواحي همذان. قال شيرويه مطهر بن أحمد بن عمر بن محمد بن صالح أبو الفرج روى عن أبي طالب بن الصباح وهارون بن طاهر وعامة مشايخنا وكان ثقة صدوقاً حسن السيرة فاضلاً مات برأيان الأعلم في جمادى الآخرة سنة 500.


رَائس: بعد الألف ياء مثناة من تحت كأنه فاعل من الرياسة. بئر لبني فزارة وجبل في البحر الشامي. قال النعمان بن بشير:

كيف أرعاك بالمغيب ودوني

 

ذو ضَفير فرائس فمَغَـان

وقال النعمان أيضاً:

أمن أن ذكرتَ ديار الحبي

 

ب عاد لعينيك تَسكابُهـا

فبت العميدَ ونام الـخِـل

 

ي واعتادَ نفسك أطرابها

إذا ما دمشق قُبْيلَ الصبـا

 

ح غُلق دونك أبوابـهـا

وأمسَت ومنِ دونها رائس

 

فأْيانَ من بعد تنتـابـهـا

 

رَائِعْ: يقال فرس رائع أي جواد وشيء رائع أي حَسَن كأنه يروع لحسنه أي يبهت ويُشغل عن غيره وهو فناء من أفنية المدينة. الرًائِعَةُ: تأنيث الذي قبله دار رائعة موضع بمكة فيه مدفنُ آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: بل دفنت بالأبواءِ بين مكة والمدينة وقيل بمكة في شعب أبي دبّ، وقيل رائعة ماءُ على متن الطريق لبني عُميلة، وقال الشكوني الرائعة منزل في طريق البصرة إلى مكة بعد إمَرَةَ وقبل ضرية وقد ذكرناه فيما تقدم.


الرَّائغَةُ: بالغين المعجمة قال الحفصي الرائغة: نخل لبني العنبر باليمامة وبالغبن المعجمة والباء الموحدة رواية فيه وهو غلط يحتاج إلى كشف، وفي كتاب أبي زياد الرايغة بالياءِ والغين معجمة ماء لبني غني بن أعصر بعد إمرة وسُواج جبل لهم والرائغة تنسب إلى سُواج.


الرَايةُ: هي محلة عظيمة بفسطاط مصر وهي المحلة التي في وسطها جامع عمرو بن العاص إنما سميت الراية لأن عمرو بن العاص لما نزل محاصراً للحصن كما ذكرنا في الفسطاط وكان في صحبته قبائل كثيرة من العرب واختطت كل قبيلة خطة بأرض مصر هي معروفة بهم إلى الآن وكان في صحبته قوم من قريش والأنصار وخزاعة وغفار وأسلم ومُزَينة وأشجع وجهينة وثقيف ودَوس وعبس وجُرَش والليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة والعنقاءِ فلم يكن لكل بطن من هؤلاء من العدد ما ينفرد بدعوة في الديوان وكره كل بطن أن يُدعى باسم قبيل غيره وتشاحُوا في ذلك فقال عمرو بن العاص فأنا أجعل راية ولا أنسبها إلى واحد منكم ويكون موقفكم تحتها وتسمون منزلكم بها فأجابوه إلى ذلك فكانت الراية لهم كالنسب الجامع وكان ديوانهم عليها واختطوا كلهم في موضع واحد فسميت هذه الخطة بهم لذلك ورايةُ القُلزُم كورة من كور مصر القبلية، وراية موضع في بلاد هذيل. قال قيس بن العيزارة الهذلي وهو في أسرهم:

وقال نساء لو قُتِلْتَ نسـاءنـا

 

سواكن ذو البث الذي أنا فاجع

رجالٌ ونسوان بأكنـاف راية

 

إلى حُثن تلك العيون الدوامع