حـرف الـراء: باب الراء والهاء، الياء وما يليهما

باب الراء والهاء وما يليهما

الرهاءُ: بضم أوله والمد والقصر مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم الذي استحدثها وهو بالرهاء بن البلندى بن مالك بن دعر وقال الكلبي: في كتاب أنساب البلاد بخط ججحج الرهاءُ بن سبند بن مالك بن دعر بن حُجر بن جزيلة بن لخم وقال قوم: إنها سميت بالرها بن الروم بن لنطي بن سام بن نوح عليه السلام.قال بطليموس مدينة الرها طولها ائنتان وسبعون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة طالعها سعد الذابح لها شركة في النسر الطائر تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان بيت ملكها مثلها من الحمل في الإقليم الرابع، وقال يحيى بن جرير النصراني: الرها إسمها بالرومية أذاسا بُنيت في السنة السادسة من موت الأسكندر بناها الملك سلوقس كما ذكرنا في أذاسا، والنسبة إليها رُهاويّ وكذلك النسبة إلى رُهاء قبيلة من مَذْحج، وقد نسب إليها جماعة من المتقدمين والمتأخرين، فمن المتقدمين يحيى بن أبي أسد الرهاوي أخو زيد يروي عن الزهري وعمرو بن شعيب وغيرهما كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به روى عنه أهل بلده وغيرهم ومات سنة 146، ومن المتأخرين الحافظ عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرهاوي أبو محمد ولد بالرها ونشأ بالموصل وكان مولى لبعض أهل الموصل وطلب العلم وسمع الكثير رحل في طلب الحديث من الجزيرة إلى الشام ومصر وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي ودخل العراق وسمع من ابن الخَشاب وخلق كثير من تلك الطبقة ومضى إلى أصبهان ونيسابور ومَرو وهراة وسمع من مشايخها وقدم واسط وسمع بها وعاد إلى الموصل وأقام بها بدار الحديث المظفرية مدة يحدث وسكن باَخره بحَران ومات في جمادى الأولى سنة 612 وكان يقول إن مولده سنة 536وكان ثقة صالحًا وأكثر سفره في طلب الحديث والعلم كان على رجله وخلف كُتباً وقفها بمسجد كان سكنه بحران، وقال أبو الفرج الأصبهاني حدثني أبو محمد حمزة بن القاسم الشامي قال: اجتزت بكنيسة الرها عند مسيري إلى العراق فدخلتها لأشاهد ما كنت أسمعه عنها فبينما أنا أطوف إذ رأيت على ركن من أركانها مكتوباً فقرأتُهُ فإذاً هو بحمرةٍ حَضَرَ فلان بن فلان وهو يقول من إقبال ذي الفِطنة إذ ركبتهُ المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة وأشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الإقتار، وأنا القائل:

ولي همة أدنى منازلها السـهـا

 

ونفس تعالت بالمكارم والنُّهـى

وقد كنتُ ذا آل بمـرو سـريّةٍ

 

فبلغَت الأيام بي بيعة الـرُّهـا

ولو كنتُ معروفاً بها لم أقم بهـا

 

ولكنني أصبحت ذا غربة بهـا

ومن عادة الأيام إبعاد مصطفـىً

 

وتفريق مجموع وتبغيض مُشتها

 

قال فاستحسنت النظم والنثر وحفظتهما، وقال عبيد الله بن قيس الرُقَيات:

لو ما كنت أروع أبطـحـياً

 

أبي الضيم مُطرح الدنـاء

لو دعت الجزيرة قبـل يوم

 

يُنسي القومَ أطهارَ النسـاء

فذلك أم مقامك وَسط قـيس

 

وتغلب بينها سفكُ الدمـاءِ

وقد ملأت كنانةُ وسط مصر

 

الى عليا تهامةَ فالـرهـاء

 

وقد نسب ابن مقبل إليها الخمر فقال:

سَقتني بصـهـبـاء درياقة

 

متى ما تُلينْ عظامي تَلـينْ

رُهاوية مُـتـرع دنـهـا

 

ترجع من عود وَعْس مُرِنْ

رُهاط: بضم أوله وآخره طاء مهملة.موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رهاط في بلاد هذيل، وقال عرام: فيما يُطيف بشمَنصير وهو جبل قرية يقال لها: رُهاط بقرب مكة على طريق المدينة وهي بواد يقال له: غُران وبقرب وادي رُهاط الحديبية وهي قرية ليست كبيرة وهذه المواضع لبني سعد وبني مَسروح وهم الذين نشأ فيهم رسول الله.صلي الله عليه وسلم ينسب إليها سُهَيل بن عمرو الرُهاطي سمع عائشة رضى الله عنها روى حديثه أبو عاصم عن يزيد بن عمرو التيمي، وقال ابن الكلبي: اتخذت هذيل سُواعاً رباً برهاط من أرض يَنبعِ وينبع عرض من أعراض المدينة.

الرُهافةُ: بضم أوله وبعد الألف فاء على فعالة. موضع.

رُهَاوَةُ: بضم أوله وبعد الألف واو. موضع جاء في الأخبار.

رَهْبَا: بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الهاء باء موحدة. خبراءُ في الصمان في ديار بني تميم.قال بعضهم:  

على جُمد رَهبا أو شخوص خِيام

 

الجمد شبيه بالجبل الصغير، ورَهبا قالوا: في قول العجاج:

تُعطيه رَهباها إذا ترَهبا

 

قال رهباها: التي ترهبه مثل هالك وهلكى ويقال رهباك خير من رغباك أي فرقه خير من حبه وأحرى أن يعطيك عليه ويقال فعلت ذلك من رَهباك ورُهباك بالفتح والضم هذا بالقصر والرهباءُ ممدود اسم من الرَهب تقول الرَهباءُ من الله والرَغباءُ إليه، وقال جرير:

ألا حي رهبا ثم حَي المَطَالِـيا

 

فقد كان مَأنوساً فأصبح خالِـيًا

فلا عهد إلآ أن تذكرَ أو تـرى

 

ثُماماً حوالي مَنصِب الخَيم باليا

إلى الله أشكو أن بالغَور حاجةً

 

وأخرَى إذا أبصرت نجداً بَدَاليا

إذا ما أراد الحي أن يتـزيلـوا

 

وحتت جمال الحي حنت جماليا

ألا أيها الوادي الذي ضمَ سيلُـه

 

إلينا هوى ظَمياءَ حـييت واديا

نظرتُ برهبا والظعائن باللِوَى

 

فطارت برهبا شُعبة من فؤاديا

 

رهجَانُ: بفتح اْوله وسكون ثانيه، واد يصب في نعمان فيه عسل كثير.


رَهْط: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره طاء مهملة ورهط الرجل قومه وقبيلته والرهط ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة..قال الله تعالى:" وكان في المدينة تسعة رهط،"( النمل:48،) وليس لهم واحد من لفظهم والجمع أرهُط وأرهاط وأراهط والرهط جلد يشقق سُيُوراً كانوا في الجاهلية يطوفون عراةً وكانت النساءُ يشددن ذلك في أوساطهن، وهو موضع في شعر هذيل. قال أبو قلابة الهذلي:

يادار أعرفُها وَحشاً منازلها

 

بين القوائم من رهط فألبان

 

رُهنَان: بضم أوله وسكون ثانيه وتكرير النون ويجوز يكون تثنية رُهن جمع رَهن كما يقال إبِلان وخيلان ثم خفف وأعرب بعد طول الاستعمال وهو موضع.


رُهنهُ: بضم أوله وسكون ثانيه. قرية من قرى كرمان ينسمب إليها محمد بن بحر يكنى أبا الحسن الرُهني أحد الأدباء العلماء قرأ على ابن كَيسان كتاب سيبوَيه وروى كثيراً من حديث الشيعة وله في مقالاتهم تصانيف.


رهوط: جمع رهط وقد تقدم، وهو اسم موضع.


رَهْوَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والرهوُ الكركي ويقال طير من طيور الماء يشبه الكركي والرهو مشي في سكون وقوله تعالى:" واترك البحر رهواً،" (الدخان:24) أي ساكناً وقيل يبساً وقيل: مفلوقاً ورَهوة واحدة.ما ذكرناه، وقال أبو عبيدة الرهوة الارتفاع والانحدار قال أبو العباس النميري: دليت رجلي في رهوة، فهذا انحدار، وقال عمرو بن، كلثوم:

نصبنا مثل رهوة ذات حد

 

محافظةً وكنا السابقيننـا

 

فهذا ارتفاع، وقال أبو عبيد الرهوة: الجَوْبة تكون في محلة القوم يسيل إليها ماءُ المطر، وقال أبو معبد الرهوة ما اطمأن وارتفع ما حوله. قال: والرهوة شبه تل يكون في متون الأرض على رؤوس الجبال ومساقطَ الطيور الصقور والعُقبان، وهو طريق بالطائف وقيل هو جبل في شعرخفاف بن ندبة وقيل عقبة في مكان معروف، وقال أبو ذؤيب:.

فإن تُمس في قبر برَهوة ثاوياً

 

أنيسُكَ أصداءُ القبور تصـيح

ولا لك جيران ولا لك ناصر

 

ولا لَطف يبكي عليك نصيح

 

وقال الأصمعي: رهوة في أرض بني جشم ابنَيْ معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عِكرمه بن خَصفَة والرهوة صحراء قرب خلاط. قال احمد بن يحي بن جابر: كان مالك بن عبد الله الخثعمي ويقال له الصوائف الفلسطيني غزا بلاد الروم سنة 146 في أيام المنصور فغنم غنائم كثيرة ثم قفل فلما كان في درب الحدث على خمسة عشر ميلا بموضع يقال له الرهوة فأقام ثلاثا فباع الغنائم وقسم سهام الغنيمة فسميت رهوة مالك به.


رهوَى: بفتح أوله وسكون ثانيه مقصور في كتاب العين المرأة الرَهْو والرهوَى لغتان المرأة الواسعة، وهو اسم موضع.


الرُهَيمَة: بلفظ التصغير ويجوز أن يكون تصغير رِهمة وهي المطرة الضعيفة الدائمة والرُهام من الطير كل شيء لا يصطاد، وهو ضيعة قرب الكوفة. قال السكوني: هي عين بعد خفية إذا أردت الشام من الكوفة بينها وبين خفية ثلاثة أميال وبعدها القُطيفة مغرباً وذكرها المتنبي فقال:

فيالكَ ليلاً على أعكـشٍ

 

أحم البلاد خفي الصوَى

وردنَ الرُهَيمة في جوزه

 

وباقية أكثر مما مضـى

 

فزعم قوم أن المتنبي أخطأ في قوله: جوزه ثم قوله: وباقيه أكثر مما مضى لأن الجوز وسط الشيء ولتصحيحه تأويل وهو أن يكون أعكش اسم صحراء والرهيمة عين في وسطه فتكون الهاءُ في جوزه راجعة إلى أعكش فيصح المعنى والله أعلم بالصواب.

 

باب الراء والياء وما يليهما

 

رَيا: بفتح أوله وتشديد ثانيه وأصله من رَوَيت من الماء أروى رياً ورِوًى ويكون الذي في قول جرير حيث قال:

أما لقلْبك لا يزال موكـلا

 

بهوى جمانة أو بريا العاقر

 

قال عمارة بن عقيل: هما موضعان عن يمين خيمة جرير ويسارها. قال العمراني: هو موضع بالحجر وأخاف أن يكون اشتبه عليه حَنَنت إلى رَيّا فظنه موضعاً.


رِيَاحٌ : بكسر أوله والتخفيف. محلة بني رياح منسوبة إلى القبيلة وهم رياح بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر وهي بالبصرة، وقد نسب إليها قوم من الرُواة.


الرِيِاحيةُ: كأنها منسوبة إلى رياح جمع ريح أو إلى بني رياح، وهي ناحية بواسط.


رِياضُ الروضة: موضع بأرض مَهرَةَ مِنْ أقصى اليمن له ذكر في الردة.


رِياضُ القَطا: موضع وهو جمع روضة. قال الشاعر:

فما روضة من رياض القَطا

 

ألث بها عارض ممـطِـر

 

ولعله ليس يعلم أن القطا يكون في الرياض، والرياض علم لأرض باليمن بين مهرة وحضرموت كانت بها وقعة للبيد بن زياد البياضي بردةِ كندةَ أيام أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه.


رِياع: بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره عين مهملة وأصله من الريع بالكسر وهو المرتفع من الأرض، وقال عمارة: هو الجبل الواحد ريعة والجمِع رياع، ومنه قوله تعالى: " أتبنون بكل ريع آية تعبثون"( الشعراء: 128،) وقال ابن دريد: رياع اسم موضع.
الرئالُ: بكسر أوله وهمز ثانيه وآخره لام وهو جمع رأل وهو ولد النعام. ذات الرئال روضة.


رِئام: بكسر أوله كأنه جمع رَأم. يقال أرْأمت الناقة عطفت على الرأم وهو ولدها أو البو الذي ترأمه أي تحبه وتعطف عليه وهو موضع يُنسج فيه الوَشي، وقال ابن إسحاق: رئام بيت كان باليمن قبل الإسلام يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون منه إذ كانوا على شركهم قال السهيلي وهو فعال من رأمَتْ الأنثى ولدها ترأمُه رِئماناً ورئاما فهو مصدر إذا عطفت عليه ورحمته فاشتقوا لهذا البيت اسماً لموضع الرحمة الذي كانوا يلتمسونه في عبادته، وكان تبع ِتبانُ لما قدم المدينة صحبه حبران من اليهود وهما اللذَان هَوداه وردًا النار التي كانت تخرج من أرض باليمن في قصّة فيها طول فقال الحبران لتبع إنما يكلمهم من هذا الصنم شيطان يفتنهم فخل بيننا وبينه قال: فشأنكما فدخلا إليه فاستخرجا منه فيما زعم أهل اليمن كلباً أسود فذبحاه ثم هدما ذلك البيت فبقاياه إلى اليوم كما ذكر ابن إسحاق عمن أخبره بها آثار الدماءِ التي كانت تُهراق عليه، وفي رواية يونس عن ابن إسحاق أن رئاماً كان فيه شيطان وكانوا يملؤن له حياضاً من دماء القربان فيخرج فيصيب منها ويكلمهم وكانوا يعبدونه فلما جاء الحبران مع تبغ نشرا التوراة عنده وجعلا يقرآنها فطار ذلك الشيطان حتى وقع في البحر، وقيل رئامُ مدينة لأود. قال الأفوَه الأودي:

إنا بنـو أود الـذي بـلـوائه

 

مُنعت رئامُ وقد غزاها الأجدَعُ

 

قال ابن الكلبي: ولم أسمع في رئام وحده شعرا وقد سمعت في البقية ولم تحفظ العرب من أشعارها إلا ما كان قبل الاسلام.


ريَانُ: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون. قرية بنَسا وقد قيل بالتشديد وأذكره بعد هذا.


ريانُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون والريان ضدُ العطشان، وهو جبل في ديار طيىء لا يزال يسيل منه الماءُ وهو في مواضع كثيرة منها، الريان قرية من قرى نَسا بلدة بخراسان قرب سَرخس ولا يعرفها أهلها إلا بالتخفيف إلا أن أبا بكر بن ثابت نَصَ على التشديد وربما قالوا الرذاني وقد ذكر في موضعه، والريان أيضاً اسم أطم من آطام المدينة. قال بعضهم:

لعل ضرار أن يعيش يبـاره

 

وتسمع بالرَيان تبنَى مشاربه

 

والرَيان أيضاً واد في ضرية من أرض كلاب أعلاه لبني الضباب وأسفله لبني جعفر، وقال أبو زياد: الريان واد يقسم حمى ضرية من قبل مهب الجنوب ثم يذهب نحو مهب الشمال وأنشد لبعض الرُجاز.

خَلِية ألوانها كـالـطـيقـان

 

أحمى بها الملك جنوب الرَيان

فكَبشات فجنوبَ إنسان

       

 

وقالت امرأة من العرب:

ألا قاتل الله اللوَى من مـحـلة

 

وقاتل دنيانا بها كـيف ولَـت

غنينا زماناً بالحمى ثم أصبحـت

 

بزَلق الحمى من أهله قد تخلت

ألا ما لعين لا ترى قُلَل الحمي

 

ولا جبلَ الرَيان إلا استهـلـت

 

ورَيان اسم جبل في بلاد بني عامر وإياه عنى لبيد بقوله:

فَمدَافِعُ الريان عَرِيَ رَسمُهـا

 

خَلقاً كما ضَمِنَ الوُحِي سِلاَمُها

 

وعلى سبعة أميال من حاذَةَ صخرة عظيمة يقال لها صخرة رَيان، والريان جبل في طريق البصرة إلى مكة والريان أيضاً جبل أسود عظيم في بلاد طيىء إذا أوقدت النار عليه أبصرت من مسيرة ثلاثة أيام وقيل هو أطول جبال أجإ قال جرير إما فيه أو في غيره:

يا حبذا جبلُ الريان من جبل

 

وحبذا ساكن الريان من كانا

وحبذا نفحاتٌ من يمـانـية

 

تأتيك من جبل الريان أحيانا

 

والريان أيضاً موضع على ميلين من معدن بني سُلَيم كان الرشيد ينزله إذا حج به قصور وقال الشريف الرضي في بعض هذه المواضع:

أيا جبل الرَيًان إن تَعر مـتـهُـمُ

 

فإني سأكسوك الدموع الجـواريا

ويا قرب ما أنكرتم العهد بـينـنـا

 

نسيتم وما استودعتم السر نـاسـيا

فياليتني لم أعلُ نـشْـزاً إلـيكـم

 

حراما ولم أهبط من الأرض واديا

 

والريان أيضاً محلة مشهورة ببغداد كبيرة عامرة إلى الأن بالجانب الشرقي بين باب الأزَج وباب الحلبة والمأمونية. ينسب إليها أبو المعالي هبة الله الحسين بن الحسن بن أبي الأسود المعروف بابن البل حدث عن القاضي أبي بكر الأنصاري قاضي المارستان.. وعبد الله بن معالي بن أحمد الرياني سمع شهدةَ وأبا الفتح بن المني وغيرهما سمع منه نُقطةَ، والرَيَان قرية بمر الظهران من نواحي مكة.


الريب: ناحية باليمامة فيها قُرًى ومزارع لبني قشَير.


ريث: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره ثاءٌ مثلثة وهو خلاف العجلة. موضع في ديار طيىء حيث يلتقي طيىء وأسد، والريث أيضاً جبل لبني قشير على سمت حائل والمرُوت بين مرأة والفلج إذا خرجت من مرأة في ديار بني كعب وبالرَيث منبر عن نصر .


رِيحاءُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وحاء مهملة، ممدودة أظنه مرتجلاً من الريح أو الروح. وهي مدينة قرب بيت المقدس من أعمال الأردن بالغور بينها وبينٍ بيت المقدس خمسة فراسخ ويقال لها: أريحا أيضاً وهي ذات نخل وموز وسكر كثير وله فضل على سائر سُكر الغور وهي مدينة الجبارين وقد ذكرت في أريحا.. وأما ريحاءُ بغير ألف فهي بليدة من نواحي حلب أنزَه بلاد الله وأطيبها ذات بساتين وأشجار وأنهار وليس في نواحي حلب أنزه منها وهي في طرف جبل لُبنان وربما فرق بين الموضعين بالألف التي في أول الأولى.


رَيحَانُ: بلفظ الريحان الذي يشمُ سوقُ الريحان.. في مواضع كثيرة وريحانُ، من مخاليف اليمن.


ريخُ: موضع بخراسان ينسب إليها الكافي وأخوه عمر ابنا علي الريخيان وكان الكافي وزيرأ بنيسابور لعلاء الدين محمد بن تكش قتله التتر في شهر صفر رِيخَشْن: بكسر أوله وسكون ثانيه وخاء معجمة مفتوحة وشين معجمة ساكنة ونون. من قرى سمرقند عن السمعاني.


رَيدَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره نون. حصن باليمن في مخلاف يحصب يزعم أهل اليمن أنه لم يُبْنَ قط مثله وفيه قال امرؤ القيس:

تمكن قائماً وَبَنى طِمِـراً

 

على ريدانَ أعيط لا ينال

 

وقال الأصمعي الرَيحانة الريح اللينة، وقال نصر ريدان قور عظيم بظفار بلد باليمن يجري مجرى غُمدان وأشكاله، ورَيْحَانُ أيضاً أطم بالمدينة لاَل حارثة بن سهل من الأوس.


رَيدَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة يقال ريح رَيْدة لينة الهبوب وأنشد:

إذا رَيدَة من حيث ما نفحت له

 

أتاه برياها خليل يواصـلُـه

 

وهي مدينة باليمنِ على مسيرة يوم من صنعاء ذات عيون وكروم قال طَرَفةُ:

لِهنْدٍ بحرَان الشريف طُلُولُ

 

تلوحُ وأدنى عهدهنّ مُحيلُ

وبالسفح اَيات كأن رُسومَها

 

يمانٍ وَشتهُ رَيدة وسحُولَ

 

أراد وَشَته أهل رَيدَةَ وأهل سحول فحذف المضاف، وقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثي أبا أمَنة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم:

ألا إن خير الناس حـياً ومـيتـا

 

بوادي أشَي غَيبتهُ المـقـابـر

ترى داره لا يبرَحُ الحمرَ وسطها

 

مُكلـلَة أدم سـمـان وبـاقـر

فيصبح اَل الله بيضـاً كـأنـمـا

 

كَسَتهم حبوراً رَيدَة ومعـافـر

 

وقال الهمذاني: ثم بعد صنعاء من قرى همدان في نجد بلد ريدة وبها البئر المعطّلة والقصر المشيد وهو تَلفُم وقال وهو يذكر مُدُنَ حضرموت وريمَةُ العباد وريدة الحرمية.


ريذَمون: بكسر أوله وسكون ثانيه وذال معجمة وميم مضمومة وآخره نون، موضع قَصعَة رذُوم إذا امتلأت دسما وقد رذم يرذم إذا سال.


رَيْسوتُ: قال ابن الحائك: وفي منتصف الساحل ما بين عُمان وعَدًى ريسوت وهو موئل كالقلعة بل قلعة مبنية بنيانا على جبل والبحر محيط بها إلا من جانب واحد فمن أراد عمان فطريقه عليها فإن أراد أن يدخل دخل وإن أراد جاز الطريق ولم يَلوِ عليها وبين الطريق التي يُفرق إليها وبين الطريق المسلوك إلى ظفار نحو ميل وبها سكن من الأزد.


رَيْسُونُ: آخره نون. قرية بالأزدُن كانت ملكاً لمحمد بن مروان فولاه أخوه هشام مصر فاشترط محمد على أخيه أنه متى ما كرهها عاد إلى مكانة فلما ولي شهرين جاءه ماكَره فترك مصر وقدم إلى رَيسُون ضيعته وكتب إلى أخيه ابعث إلى عملك والياً فكتب إليه أخوه هشام:

أتترك لي مصر اً لرَيْسُونَ حسرةً

 

ستعلم يوما أي بَـيْعَـيْك أرْبـحُ

 

فقال محمد إنني لا أشك أن أرْبحَ البيعين ما صنعت.


رَشانُ: حصن باليمن من ناحية أبين وفي كتاب ابن الحائك ملحان بن عوف بن عدل بن مالك بن سدد بن حمير وإليه ينسب جبل مدان المطل على تهامة والهَجم واسم الجبل ريشان.


ريشهْر: قال حمزة هو مختصر من رِيو أردشير، وهي ناحية من كورة أرجان كان ينزلها في الفرس كشته دفتران وهم كُتَاب كتابة الجستق وهي الكتابة التي كان يُكتَب بها كتب الطبّ والنجوم والفلسفة وليس بها اليوم أحد يكتب بالفارسية ولا بالعربية وكان سُهْرَك مرزبان فارس وواليها أعظَم ما كان من قدوم العرب إلى أرض فارس وذلك أن عثمان بن أبي العاصي الثقفي وإلي البحرين وجه أخاه الحكم في البحر حتى فتح تَوج وأقام بها وَنكأ فيما يليها فأعظم سُهرك ذلك واشتدَ عليه وبلغته نكايتُهم وبأسُهمِ وظهورهم على كل من لقوه من علوّهم فجمع جمعاً عظيما وسار بنفسه حتى أتى رِيشَهر من أرض سابور وهي بقرب من تَوج فخرج إليه الحكم وعلى مقدمته سوار بن هشام العبل فاقتتلوا قتالاً شديداً وكان هناك واد قد وكل به سهرك رجلاً من ثقاته وجماعة وأمره أن لا يجتازه هارب من أصحابه إلأ قتله فأقبل رجل من شُجعان الأساورة مولياً من المعركة فأراد الرجل الموكل بالموضع قتله فقال له لا تقتلني فإننا إنما نقاتل قوما منصورين وإن الله معهم ووضع حجراً فرماه ففلقه ثم قال: أترى هذا السهم الذي فلق الحجر والله ما كان ليخدش بعضهم لو رمي به قال لا بد من قتلك فبينما هو كذلك إذ أتاه الخبر بقتل سُهرَك وكان الذي قتله سوار بن همام العبدي حمل عليه فطعنه فأذْرَاه عن فرسه فقتله وحمل ابن سهرك على سوار فقتله وهزم اللّه المشركين وفتحت ريشهر عنوة وكان يومها في صعوبة وعظيم النقمة على المسلمين فيه كيوم القادسية وتوجه بالفتح إلى عمر عمرو بن الأهتم التميمي فأشار يقول:

جئتُ الإمامَ بإسراع لأخْبـره

 

بالحق عن خبر العبدي سَوَّار

أخبارَ أروَعَ ميمونٍ نقيبـتُـه

 

مستعمل في سبيل الله مِغْوَار

 

ثم ضعفت فارس بعد قتل سهرك حتى تَيسَرَ فتحها كما نذكره في موضعه.


رَيْعَانُ: بلفظ ريعان الشباب والمطر وكل شيءٍ أوّله، موضع في شعر هُنَيل قال ربيعة الكَوْدن من شعراء هذيل:

وفي كل ممسى طيف طارقي

 

وإن شَحَطَتنا دارُها فمؤرقـي

نظرت وأصحابي برَيعَان موهناً

 

تَلألو بَرق في سناً مُـتـألـق

 

وقال كثير عَزَةَ:

أمن آل سَلمَـى دِمـنَة بـالـذنـائب

 

إلى الميث من ريعان ذات المطارب

 

الرِيغذمُون: بكسر أوله وسكون ثانيه وغين مفتوحة وذال معجمة ساكنة وآخره نون. قرية وبين بُخارى أربعة فراسخ من أعمالها.


رِيغ: ويقال رِيغة. إقليم بقرب من قلعة بني حماد بالمغرب وقلعة بني حماد هي أشير وقال المهابي بين ريغة وأشير ثمانية فراسخ قال أبو طاهر بن سكينة سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن يوسف الزناتي الضرير بالثغر يقول: حضرت هارون بن النضر الريغي بالريغ في قراءة كتاب البخاري والموطأ وغيرهما عليه وكان يتكلم على معاني الحديث وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ورأيته يقرأ كتاب التلقين لعبد الوهاب البغدادي في مذهب مالك من حفظه كما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب ويحضر عنده دوين مائة طالب لقراءة المدونة وغيرهما من كُتُب المذهب وقال في موضع آخر بالمغرب زابان الأكبر ووصفه نصفه في موضعه والأصغر يقال له: ريغ وهي كلمة بربرية معناها السبخة فمن يكون منها يقال له: الريغي.


ريكنج: من قرى مرو وهي التي بعدها.


رِيكَنز: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف ونون ساكنة بعدها زاي. من قرى مرو يقال لها ريكنج عبدان رَيْمَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون. مخلاف باليمن وقيل: قصر قال الأعشَى:

يا مـن يرى رَيْمـانَ أم

 

سى خاوياً خَرِباً كِعابـه

أمسى الثعالـبُ أهـلـه

 

بعد الذين هـم مَـآبـهُ

من سُوقة حـكـم ومـن

 

ملك يُعَـد لـه ثَـوابـهُ

بَكَرَت عليه الفرسُ بـع

 

د الحبش حتى هد بابـه

وتـراه مـلـوم الأعـا

 

لي وهوَ مسحـول ُرَابُة

لقـد أراه بِـغـبــطَة

 

في العيش مخضراً جَنابُة

فخوَى وما من ذي شَبـا

 

ب دأئم أبـداً شَـبــابُة

 

وقال ابن مقبل:

لم تَسرِ لَيْلَى ولم تطرق لحاجتها

 

من أهل ريمان إلا حاجة فينا

من سَروِ حِمَيرَ أبوالُ البغال به

 

أنى تَسَديْتَ وَهناً ذلك البـينـا

 

وقرية بالبحرين لعبد القيس وهو فعلان من الريم وهو القبر والفضل والدرْجةَ والظِراب وهو الجبال الصغار قال الراعي:

 

وصهباءُ من حانوت ريمان قد غدا

 

علي ولم ينظر بها الشرق ضابحُ

 

وقال الأزدي بن المعلّى ريمان أرض بين بحران والفلج فبحران لبني الحارث بن كعب والفلج يسكنه قوم من جَعدة وقشيَر.
رئم: بضم أوله وهمزة مكسورة بوزن دُئل والنحويون يقولون لم يجىء على فِعل اسم غير دئل وهذا إن صح فهو آخر مستدرك عليهم ويجوز أن يكون أصله فعل مما لم يسم فاعلُه من رَأمت الناقة ولدها إذا حَنتْ عليه وأحَبته سمي به وهو فعل ثم أعرب بعد التسمية لكثرة الاستعمال. وهو موضع جاء في شعرهم.


رئم: بكسر أوله وهمزة ثانيه وسكونه واحد الآرام وقيل بالياء غير مهموزة وهي الظباءُ الخالصة البياض، وهو واد لمزينة قرب المدينة يصب فيه وَرِقانُ له ذكر في المغازي وفي أشعارهم.. قال كثير:

عرفتُ الدار قد أقْوَت برِئمِ

 

إلى لأي فمدفع ذي يدُوم

 

وقيل بطن ريم على ثلاثين ميلاً من المدينة وفي رواية كيسان على أربعة برد من المدينة وهو عن مالك بن أنس وفي مصنف عبد الزَراق ثلاثة برد وقال حسان:

لسنا برِئم ولا حمتٍ ولا صـورَى

 

لكن بمَرجٍ من الجَولان مغروس

يُغْدَى علينا براوُوقٍ ومـسـمـعة

 

إن الحجاز رضيعُ الجوع والبوس

 

رِيمَةُ: بكسر أوله بوزن دِيمة. واد لبني شيبة قرب المدينة بأعلاه نخل لهم. قال كثير:

إربَع فحي معالـم الأطـلال

 

بالجزع من حُرُضٍ فهُن بَوَالِ

فشِراج ريمة قد تقادم عهدها

 

بالسفح بين أثـيّل فـبـعـال

 

وريمة أيضاً ناحية باليمن.. ينسب إليها محمد بن عيسى الريمي الشاعر ومن شعره:

لبسَ البهاءَ بَسـعْـيك الإسـلامُ

 

وتجمَلًتْ بـفـعـالـك الأيامُ

فت الملوكَ فضائلاً وفواضـلاً

 

وعزائماً عَزت فلـيس تُـرَامُ

خَطَبُوا العلاء وقد بَذلتَ صَداقَها

 

فنكاحهـا إلا عـلـيك حـرامُ

 

رَيمَةُ: بفتح الراءَ ريمةُ الأشابط. مخلاف باليمن كبير. ورَيمَةُ أيضاً من حصون صنعاءَ لبني زُبيد غير الأول. رِيودَد: بكسر أوله والتقاء الساكنين في الياء والواو ودال مكررة. قرية بينها وبين سمرقند فرسخ عن تاج ا لإسلام.


رِيودىَ: بالتقاءِ الساكنين في الياءِ والواو أيضاً وكسر الأول أيضاً . من قرى بُخارى.. ينسب إليها أبو سعيد بشر بن إلياس الريودي يروي عن حاتم بن شبيب الأزدي والطبيب بن مقاتل وغيرهما.


رِيْوَذ: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وذال معجمة. من قرى بَيهق من نواحي نيسابور.. ينسب إليها أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زُهير الشعراني الريوذي سمع إسماعيل بن أبي أُوَيس وأبا توبة الربيع بن نافع ويحيى بن معين وإسحاق بن محمد الفَروي وعيسى بن مينا وإبراهيم بن المنذر الحِزَامي روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو العباس السرَاج وغيرهما تفرد برواية كُتُب كثيرة ومات سنة 282 في محرمها. قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم فضل بن محمد بن المسيب بن هارون بن زيد بن كَيسان بن باذان وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعراني النيسابوري وكان يرسل شعره وهو من قرى بيهَق وكان أديباً فقيهاً عابداً كثير الرحلة في طلب الحديث فهماً عارفاً بالرجال سمع بالشام والعراق والحجاز وما بين ذلك وخُراسان وكان يقول ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث.. وقال أحمد بن علي بن سحنويه حدثني أبو الحسين محمد بن زياد القَناني سُئل عنه فرماه بالكذب. وقال مسعود بن علي السجزي سألت الحاكم أبا عبد الله عن الفضل الشعراني فقال ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة.
رِيْوَرثون: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وسكون الراء وثاءَ مثلثة وآخره نون. من قرى بُخارى والله أعلم.


رِيوَقان: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وقاف وآخره نون. من قرى مَرو.


رِيوَنج: ويقال راونج. من قرى نيسابور.


رِيوَند: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والنون ساكنة وآخره دال مهملة. كورة من نواحي نيسابور وهي أحد أرباعها ينسب إليها أبو سعيد سُهَيل بن أحمد بن سهل الريوندي النيسابوري سمع أبا محمد جعفر بن محمد بن نصر الحافظ وأبا جعفر الطبري وغيرَهما روى عنه الحاكم أبوِ عبد الله الحافظ مات سنة 350 أحدثها رِيوَندَوَية بن فزُخزاد من آل ساسان تشتمل على مائتين واثنتين وثلاثين قرية هكذا قال أبو الحسين البيهقي، وقال السمعاني ريوند أحد رباع نيسابور وهي قُرى كثيرة قيل: هي أكثر من خمسمائة قرية أولها من الجامع القديم إلى أحمد اباذ وهو أول حدود بيهَق وهو على قدر ثلاثمائة وعشرين فرسخاً وعرضه من حدود طوس إلى حدود بُشت بالشين المعجمة وهي خمسة عشر فرسخاً.


رِيْو: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره واو. محلة ببخارى. ينسب إليها الريويُ.


رَيُو: بفتح أوله وضم ثانيه وواو ساكنة. مدينة للروم مقابل جزيرة صقلية من ناحية الشرق على بر قسطنطينية.


رية: بفتح أوله وتشديد ثانيه. ينسب إليها ريي قال أبو عبيد الرواية هو البعير الذي يستقى عليه الماء والرجل المستقي أيضاً راوية ويقآل رَوَيتُ على أهلي أروي ريةٍ . كورة واسعة بالأندلس متصلة بالجزيرة الخضراء وهي قبلي قرطبة وهي كثيرة الخيرات ولها مدن وحصون ورستاق واسع ذكر متفزقاً ولها أقليم من نحو من الثلاثين كورة يسمى أهل المغرب الناحية إقليماً وفيها حَمة يعني عيناً تخرج حارةً وهي حمات الأندلس لأن فيها ماءً حارّا وبارداً والنسبة رِيي منها إسحاق بن سلمة بن وليد بن أسد بن مهلهل بن ثعلبة بن مودوعة بن قطيعة من أهل رية يكنى أبا عبد الحميد سمع وهب بن مسرة الحجازي وغير واحد وكان حافظاً لأخبار أهل الأندلس معتنياً بها وجمع كتاباً في أخبار أهل الاندلس أمره بجمعه المستنصر وقد كُتب عنه ولم يكن من طبقة أهل الحديث.


الري: بفتح أوله وتشديد ثانيه فإن كان عربياً فأصله على الراوية أروِي رياً فأنا راوٍ إذا شددت عليها الرواء قال أبو منصور: أنشدني أعرابي وهو يُعاكمني:

رَيّاً تميمياً على المزايد

 

 وٍ حكى الجوهري رَوِيتُ من الماء بالكسر أروى ريّا وروَى مثل رِضىً، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وَأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات وهي محط الحاج على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخاً والى قزوين سبعة وعشرون فرسخاً ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخاً، إلى زنجان خمسة عثر فرسخاً.. قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الرَي طولها خمس وثمانون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثمان عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بُلعَ، ووجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى عَلَت به إلى السحاب ثم ألقته فوقع في بحر جرجان فلما قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل فلما وصل إلى موضع الري قال الناس: بَري آمَد كيخسرو واسم العجلة بالفارسية ري وأمر بعمارة مدينة هناك فسميت الرَي بذلك. قال العمراني: الرَي بلد بناه فيروز بن يزدجرد وسماه رام فيروز ثم ذكر الرَي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين ولا أعرف الأخرى، فأما الرَي المشهورة فإني رأيتها وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق ادكم الملمع بالزرقة مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرعُ لا ينبت فيه شيء وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها واتفق أنني اجتزتُ في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلا أنها خاوية على عروشها فسألت رجلاً من عقلانها عن السبب في ذلك فقال أما السبب فضعيف ولكن اللّه إذا أراد أمرا بلغه. كان أهل المدينة ثلاث طوائف شافعية وهم الأقل وحنفية وهم الكأثر وشيعة وهم السواد الأعظم لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعية أحد فوقعت العصبية بين السنة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعية وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية هذا مع قلة عدد الشافعية إلا أن الله نصرهم عليهم وكان أهل الرستاق وهم حنفية يجيؤون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يعنهم ذلك شياً حتى أفنوهم فهذه الحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محال الري ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودورهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أْهلها:

الري دارٌ فـارغَـه

 

لها ظلال سابـغـه

على تيوس ما لـهـم

 

في المكرُمات بازغَهْ

لا يَنفُقُ الشعر بـهـا

 

ولو أتاها النـابـغة

 

وقال إسماعيل الشاشي يذم أهل الرَي:

تنكَت حدَةَ الأحـد

 

ولا تركَن إلى أحد

فما بالرَي من أحد

 

يؤهل لاسم الأحد

 

وقد حكى الأصطخري أنها كانت أكبر من أصبهان لأنه قال وليس بالجبال بعد الرَي أكبر من أصبهان ثم قال: والرَي مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها وأما اشتباك البناءِ واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله والغالب على بنائها الخشب والطين قال: وللرَي قرىً كبار كل واحدة أكبر من مدينة وعدَد منها قوهذ والسدَ ومرجَبَى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل. قال ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبِهزان والسن وبشاويه ودُنْباوند وقال ابن الكلبي سميت الري بري رجل من بني شيلان بن أصبهان بن فلوج قال: وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ري يوما إليه فإذا هي بدرَاجة تأكل تيناً فقالت بُور انجير يعني أن الدراجة تأكل تيناً فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الري فيقولو، بهورند، وقال لوط بن يحيى: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمار بن ياسر وهو عامله علي الكوفة بعد شهرين من فتح نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الري ودَستبى في ثمانية اَلاف ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الري وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجب وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:

دعانا إلى جُرجان واِلريُ دونهـا

 

سواد فأرضت من بها من عشائر

رضينا بريف الريّ والري بلـدة

 

لها زينة في عيشها المتـواتـر

لها نشر فـي كـل اَخـر لـيلة

 

تذكر أعراس الملوك الأكـابـر

 

قال جعفر بن محمد الرازي لما قدم المهدي الري في خلافة المنصور بَنَى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقاً وبَنَى فيها مسجداً جامعاً وجرَى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب وكتب اسمه على حائطها وتَمَ عملها سنة 158 وجعل لها فصيلاً يطيف به فارقين آجرُ والفارقين الخندق وسماها المحمدية فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية وقد كان المهدي أمر بمرمته ونزله أيام مقامه بالري وهو مطل على المسجد الجامع ودار الإمارة ويقال: الذي تولى مرمته واصلاحه ميسرة التغلبي أحل وجوه قواد المهدي ثم جعل بعد ذلك سجناً ثم خرب فعمرَه رافع بن هَرثمة في سنة 278 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها. قال وكانت الري تدعى في الجاهلية أزارى فيقال إنه خسف بها وهي على اثني عشر فرسخاً من موضع الري اليوم على طريق الخوَار بين المحمدية وهاشمية الرَي وفيها أبنية قائمة تدل على أنها كانت مدينة عظيمة وهناك أيضاً خراب في رستاق من رساتيق الرَي يقال له البهران بينه وبين الرَي ستة فراسخ يقال إن الري كانت هناك والناس يمضون إلى هناك فيجمون قطع الذهب وربما وجدوا لؤلؤاً وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالرَي قلعة الرُخان تُذكَر في موضعها، ولم تزل قطيعة الرَي اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال في التوراة: مكتوب الرَي باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق، وقال الأصمعي الري عروس الدنيا وإليه متجر الناس وهو أحد بلدان الأرض وكان عبيد الله بن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الرَي إن خرج على الجيش الذي توجه لقتاله الحسين بن علي رضي الله عنه فأقبل يميل بين الخروج وولاية الرَي والقعود. قال:

أأتركُ مُلك الري والري رَغبة

 

أم أرجعُ مذموماً بقتل حُسَيْن

وفي قتله النارُ التي ليس دونها

 

حجاب وملكَ الريّ قرَةَ عَين

 

فغلبه حب الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من الحسين رضي الله عنه ما كان وروي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: الري وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات. وقال إسحاق بن سليمان ما رأيت بلداً أرفع للخسيس من الري، وفي أخبارهم الري ملعونة وتربتها تربة ملعونة ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق.. والري سبعة عشر رستاقاً منها دنباوند و وشَلَمبة. حدث أبو عبد الله بن خالَوَيه عن نفطويه قال: قال رجل من بني ضبة، وقال المدائني فرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الري وكانوا في حرب وحصار فلما طال المقام واشتد الحصار قال العدرابي: ما كان أغناني عن هذا وأنشد يقول:

لعمري لجو مـن جـواءِ سُـوَيقة

 

أسافلـه مـيث وأعـلاه أجـرع

به العُفْرُ والظّلْمانُ والعِين ترتعي

 

وأمُ رِئال والظليمُ الـهَـجـنـع

وأسفعُ ذو رُمْحَين يضحي كـأنـه

 

إذاً ما علا نشْزاً حِصان مبرقـع

أحب إلينا أن نـجـاور أهـلـنـا

 

ويصبح منا وهو مَرأى ومسمـعَ

من الجوسق الملعون بالري كلمـا

 

رأيت به داعي المنـية يلـمـع

يقولون صبراً واحتسب قلت طالما

 

صبرتُ ولكن لا أرى الصبر ينفع

فليتَ عطائي كان قُسم بـينـهـم

 

وطلت بي الوجناءُ بالدو تضبـع

كأن يديها حين جـد نـجـاؤهـا

 

يدا سابح في غـمـرة يَتـبـوع

أأجعل نفسي وزنِ علج كـأنـمـا

 

يموت به كلب إذا مات أجـمـع

 

والجوسق الملعون الذي ذكره ها هنا هو الفَزُخان، وحدث أبو المحلم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان فصادَفته يريد المسير إلى الحج فعادلته في العمارية من مرو إلى الري فلما قاربنا الري سمع عبد الله بن طاهر ورَشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد عبد اللّه بن طاهر متمثلاً بقول أبي كبير الهذلي:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضـر

 

وغصنك ميادٌ ففـيم تـنـوحُ

أفِق لاتنح من غير شيء فإنني

 

بكيت زماناً والفواد صـحـيحُ

ولوعاً فثَسطتْ غربةً دار زَينب

 

فها أنا أبكي والفـواد جـريحُ

 

ثم قال يا عوف أجز هنا. فقلت في الحال:

أفـي كـل عـام غـربة ونـزُوحُ

 

أما للـنـوى مـن ونـية فـنـريحُ

لقد طلحَ البينُ المـشـت ركـائبـي

 

فهل أرَيَن الـبـين وهـو طـلـيحُ

وأرقني بـالـرَي نـوح حـمـامة

 

فنُحتُ وذو الشجو الـقـديم يَنـوح

على أنها ناحـت ولـم تـذر دمـعة

 

ونحت وأسراب الدمـوع سـفـوحُ

وناحت وفرخاها بحيث تـراهـمـا

 

ومن دون أفراخي مَهـامـهُ فـيح

عسى جودُ عبد الله أن يعكسَ النـوَى

 

فتضحى عصى الأسفار وهي طريح

فإن الغني يدْني الفتى من صـديقـه

 

وعدمُ الغنى بالمـقـتـرين نـزوحُ

 

فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائقُ ألق زمام البعير فألقاه فوقف ووقف الخارج ثم دعا بصاحب بيت ماله فقال: كم يضمُ ملكنا في هذا الوقت فقال: ستين ألف دينار فقال: أدفعها إلى عوف ثم قمال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيها الأمير شاعراً في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها قال: إليكم عني فإني قد استحبيت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول عسى جود عبد الله وفي ملكي شيء لا ينفرد به ورجع عوف إلى وطنه فسُئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى، وقال معن بن زائدة الشيباني:

تمَطى بنيسابور ليلى وربـمـا

 

يَرى بجنوب الري وهو قصيرَ

لَياليَ إذ كل الأحبة حـاضـر

 

وما كحضور مَن تحب سرور

فأصبحتُ أما من أحب فنـازح

 

وأما الألى أقليهمُ فحـضـورُ

أراعي نجوم الليل حتى كأننـي

 

بأيدي عُـداة سـائرين أسـيرُ

لعلّ الذي لا يجمع الشمل غيره

 

يدير رحَى جمع الهوى فتدورُ

فتسكن أشجان ونلقـى أحـبةً

 

ويورق غصن للشباب نضـيرُ

 

ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة مات بالري بعد منصرفه من بغداد في سنة 311 عن ابن شيراز ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري سمع وروى وجمع. قال أبو بكر الإسماعيلي حدثني أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ الصدوق بجرجان وربما قال الثقة المأمون سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد بن أبو حاتم الرازي أحد الحفاظ صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وأبيه أبي حاتم وأبي زُرعة الرازي وعبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال سمعت أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول كنت بالري فرأيتهم يوماً يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فلما فرغوا قلت لابن عَبدَوَيه الوراق ما هذه الضحكة أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شَيخكم على هذا الوجه ونسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم فقال يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حُمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يُستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رحل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه ونسبه عبد الرحمن الرازي. وقال أحمد بن يعقوب الرازي سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلاً واقفاً على الطريق يلعب بحية ويقول من يهب لي درهماً حتى أبلع هذه الحية فالتفتَ إلي أبي وقال يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيات، وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنف منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف الصحابة والتابعين وعلماءِ الأمصار وكان من الإبدال ولد سنة 240 ومات سنة 327 وقد ذكرته في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عما ها هنا، وإسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زِنْجَوَيه أبو سعد الرازي المعروف بالسمَان الحافظ كان من المكثرين الجوّالين سمع من نحو أربعة آلاف شيخ سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن عمران روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد الأصبهاني وغيرهما مات في الرابع والعشرين من شعبان سنة 445 وكان معتزلياً وصنف كتباً كثيرة ولم يتأهل قط وكان فيه دين وورع، ومحمد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان ويعرف في الري بأبي الرستاقي سمع ببلده وغيره وأقام بدمشق وصنف وكان حافظاً ثقة مكثراً مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ ولد بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني قال توفي شيخنا وأستاذنا تمام الرازي لثلاث خلون من المحرم سنة 414 وكان ثقة مأموناً حافظاً لم أر أحفظ منه لحديث الشاميين ذكر أن مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد ما لقينا مثله في الحفظ والخير، وقال أبو علي الأهوازي كان عالماً بالحديث ومعرفة الرجال ما رأْيت مثله في معناه، وأبو زُرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله، الحافظ الرازي. قال الحافظ أبو القاسم قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد تمام وبنيسابور أبا حامد محمد بن محمد بن يحيى بن بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحدَاد بتِنيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصمَ وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمَام وعبد الرحمن بن عمر بن والقاضيان أبو عبد الله الحسين بن محمد الفَاكي الزنجاني وأبو القاسم التنوخي وأبو الفضل محمد أحمد بن محمد الجارودي الحافظ وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الزنجاني الهمداني وعبد الغني بن سعيد والحاكم عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورَضوان بن محمد الدينوري وفقد بطريق مكة سنة 375، وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المارداني. فأظهر التشيع وإكرم أهله وقزَبهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن حاتم كتاباً في فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275 وكان قبل في خدمة كوتكين بن ساتكين التركي وتغلب على الري وأظهر التشيع بها واستمر إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني أن كان من أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن هارون بلاد الديلم وأيسَ منه أحمد بن إسماعيل فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها إليه أهلها وسألوه أن يتولى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك ويخطب ولاية الري فامتنع وقال لا أريدها مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي رضي الله وتربتها ديلمية تأبى قبول الحق وطالعُها العقرب وارتحل عائداً إلى خراسان ذي في الحجة سنة 289 ثم جاء عهده بولاية الري من المكتفي وهو بخراسان فاستعمل على الري من قبله ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ست سنين وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياءَ الحكيم كتاب المنصوري في الطب وهو الكناشة قدوم منصور إليها في سنة 290 والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.


تمّ حرف الراءِ من كتاب معجم البلدان