حـرف الـزاي: باب الزاي والنون، الواو وما يليهما

باب الزاي والنون وما يليهما

الزناءُ: بلفظ صفة الرجل الكثير الزناء. موضع ذكره أبو تمام في شعره عن العمراني.

رنَاتَةُ: بفتح أوله وبعد الألف تاء مثناة من فوق. ناحية بسرقسطة من جزيرة الأندلس عن الغرناطي الأنصاري من كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد العزيز الزناتي سمع الاستيعاب لابن عبد البر من أبي إسحاق أبراهيم بن محمد بن ثابت القرطبي سنة 533.

زنارُ وذمار: كورة من كور اليمن.

زَنانيرُ: بلفظ جمع زنار النصارى قال أبو منصور: قال أبوعمرو: الزنانير الحصى الصغار. قال أبو زبيد:

ونحن للظماء مما قد ألم بهـا

 

بالهجل منها كأصوات الزنانير

 

واحدها زُنير وزنّار، وقال العمراني: هي أرض قرب جُرَش ذكره لبيد في شعره. فقال:

لهند بأعلى ذي الأغر رُسُومُ

 

إلى أحد كأنـهـن وشـومُ

فَوَقف فسُلي فأكناف ضلفع

 

ترَبع فيه تـارة وتـقـيم

بما قد تحُل الواديين كليهما

 

زنانيرُ منها مسكن فتـدوم

 

وقال ابن مقبل:

يا دار سلمى خلاءَ لا أكلفـهـا

 

إلا المَرانة كيما تعرف الدنـيا

تهدي زنانير أرواحَ المَصيف لها

 

ومن ثنايا فروخ الكَور تأتـينـا

 

قالوا: الزنانير ها هنا رملة والكور جبل.


زَنبَرُ: بوزن عنبر. محلة بمصر عن العمراني، وإليها فيما أحسب ينسب أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس بن عكرمة الزنبري مصر في روى عن الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم روى عنه أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي وأبو القاسم الطبراني ومات سنة 333.


زنبَقُ: بضم أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مفتوحة وآخره قاف. صقعٌ بالبصرة في جانب الفرات ودجلة عن نصر وهو على وزن غندْرَ. زتجَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم وآخره نون. بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها وهي قريبة من أبهر وقزوين والعجم يقولون زنكان بالكاف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث، فمن المتقدمين أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني روى عن إسماعيل بن موسى ابن بنت السري وغيره ممن لا يحصى كثرة، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 24 ولى البراءَ بن عازب الري فغزا أبهرَ وفتحها ثم قزوين وملكها ثم انتقل إلى زنجان فافتتحها عنوة، وممن ينسب إلى زنجان عمر بن علي بن أحمد أبو حفص الزنجاني الفقيه قدم دمشق وسمع بها أبا نصر بن طَلآب وحدث بها عن أبى جعفر أحمد بن محمد السمناني قاضي الموصل وكان سمع منه ببغداد روى عنه أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن جُرَيضة المالكي وكان قرأ الفقه على أبي الطيب الطبري والكلام على أبي جعفر السمناني وصنف كتاباً سماه المعتمد، وذكر الشريف أبو الحسن الهاشمي أنه كان يدعي أكثر مما يحسن ويُخطىء في كثير مما يُسأل عنه ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة 459 ودفن إلى جنب ابن سُرَيج، وممن ينسب إلى زنجان سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين الزنجاني أبو القاسم الحافظ طاف في الافاق ولقي الشيوخ بديار مصر والشام والسواحل وسكن في آخر عمره مكة وجاور بها وصار شيخ الحرم وكان إماماً حافظاً متقناً ورعاً تقياً كثير العبادة صاحب كرامات وآيات وكان الناس يرحلون إليه ويتبركون به وكان إذا خرح إلى، الحرم يخلو للمطاف كانوا يقبلون يده أكثر مما كانوا يقبلون الحجر الأسود سمع أبا بكر محمد بن عُبيد الزنجاني بها وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن مطيف الغراء وأبا علي الحسين بن ميمون بن عبد الغفار بن حسنون الصدفي وأبا القاسم مَكي بن علي بن بنان الحمال بمصر وأبا الحسن علي بن سلام ابن الإمام الغربي بها وأبا الحسن محمد بن علي بن محمد البصري الأزدي وغيرهم روى عنه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وابن طاهر المقدسي قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: سمعت الفقيه أبا محمد هياجَ بن عبيد الخطيبي إمام الحرم ومفتيه يقول يوم لا أرى فيه سعد بن علي الزنجاني لا أعتقد أني عملت فيه خيراً وكان هياج يعتمر كل يوم ثلاث عمر ويواصل الصوم ثلاثة أيام ويدرس عدة دروس ومع هذا كان يعتقد أن نظره إلى الشيخ سعد والجلوس بين يديه أفضل من سائر عمله، وذكر المقدسي قال: دخلت على الشيخ سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره فأخذت يده وقبلتها فقال لي ابتداءً من غير أن أعلمه بما أنا فيه يا أبا الفضل لا تضيق صدرك عندنا في بلاد العجم مثل يُضْرَبُ يقال بُخلُ أهوازي وحماقة شيرازيّ وكثرة كلام رازي، ومات بمكة سنة 470.


زنجُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره جيم. من قرى نيسابور عن العمراني، وقال أبو سعد: في التحبير أبو نصر أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس الزنجي الصفار من أهل نيسابور والد الإمام عمر الصفار سمعتُ منه ومن زوجته دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وكان شيخاً متميزاً عالماً سديداً بسيرة صالحة يسكن ناحية زنج من أرباع نيسابور. سمع أبا سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي الكشميهْني وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقري وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيْري، وذكرآخرين وكانت ولادته في شعبان سنة 449 بنيسابور وتوفي في طريق قرية زيروان من نواحي زنج في أول شهر رمضان سنة 533.


زندَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره نون بلفظ تثنية الزند الذي للكف والزند الذي يُقتدح به قال نصر : ناحمة بالمصيصة ذكر بن الخياط أن عبد الله بن سعد بن ابي سرح عزاها في سنة 31، وقال العمراني زندان: قرية بمالين، وبمرو أيضاً قرية تعرف بزندان.


زَندَجانُ: سمع فيها محب الدين بن النجار وعرفها بالجيم كذا هو في التحبير. قال عبد الغني بن أحمد بن محمد الدارمي: الزندجاني الصوفي أبو اليمن المعروف بكردبان من أهل الزندجان إحدى قرى بوشنج كان شيخاً صالحاً عفيفاً سمع بهَرَاةَ أبا اسماعيل الأنصاري وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري كتب عنه ببوشنج ومات بقرية زندجان يوم الأربعاء الثامن عشر من رجب سنة545. زَندَخانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الدال وخاءٍ معجمة وآخره نون. قرية على فرسخ من سَرخس حصينة. ينسب إليها جماعة منهم أبو حذيفة النعمان بن عبد الجبار بن عبد الحميد بن أحمد الحنفي الزندخاني أبو أبي الحارث عبد الحميد سمع محمد بن عبد الله العياضي وكانت وفاته في حدود سنة 500، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن أبي نصر أبو عبد الله الزندخاني خال أبي سعد من أهل سرخس من بيت الرياسة والتفقه سمع بَمروَ أبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسن البيهقي سمع منه أبو سعد وقال: كان مولده في حدود سنة 490 وقتل في وقعة الغز بسرخس في ذي القعدة سنة 549، ومحمد بن أحمد بن أبي حنيفة النعمان أبو الفتح بن أبي الفضل الزندخاني السرخسي كان فقيهاً سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ وأبا الفتح مسعود بن سهل بن حمك الحمكي وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المظقري كتب عنه أبوسعد ومولده في ثامن عشر ذي الحجة سنة 464.


زَنْدُ: بلفظ زند الكف أو زند القداحة. قرية ببخارى عن السمعاني. ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان بن عازم الزندي عن ابن ماكولا وأبي سعد وقيل: إنه نسبة إلى زندنة اختصر منه وقال نصر : زند بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة جبل نجدي، وزند أيضاً قال العمراني: زند بفتحتين قرية بقنسرين لبني أسد وقيل بالباء وقد ذكر.. قلتُ والنون خطأ وصوابه بالباء الموحدة من تحت وإنما ذكر للتجنيب.


زَتدَرمش: بفتح أوله وسكون ثانيه اسم مركب وبعد الدال المفتوحة راء مهملة واخره شين معجمة.


زَندرمِيثن: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مفتوحة وراء ساكنة وميم مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة وآخره نون. من قرى بخارى.


زَندَرُوذ: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الدال المهملة وراء مهملة مضمومة وواو ساكنة وآخره ذال معجمة. نهر مشهور عند أصبهان عليه قرى ومزارع وهو نهر عظيم أطيب مياه الأرض وأعذبها وأغذاها.


زندرود: بفتح أوله وسكون ثانية ودال مهملة وواو، مفتوحة وراء ساكنة ودال مهملة. مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط.. وينسب إليها طسُوج عمل بكسكَر وله ذكر في الفتوح، ويقال إن سمية أم زياد وأبي بكرة أصلها منه. عن ابن الكلبي قال: كان النوشجاني قد جذم فعالجه أطباءُ الفرس فلا يصنعوا شيئاً فقيل له: إن بالطائف طبيباً للعرب فحمل إليه هدايا منها سُميةُ أمُ زياد وأتى إليه فداواه فبرأ فوهبها له مع الهدايا وكانت سمية من أهل زندورد، واليها ينسب الحسن بن حيدَرة بن عمر الزندوردي الفقيه سمع أبا بكر محمد بن داود بن علي الأصبهاني وغير سمع منه الحاكم بمكة توفي سنة 353 في جمادى الأولى، وكان المنصور لما عمر بغداد نقل أبواب الزندرد فنصبها على مدينته، ودير الزندورد ببغداد مشهور قد ذكر في الديرة، وقيل: إن الزندورد من بناء الشياطين لسليمان بن داود عليه السلام وأبوابها من صنعتهم وكانت أربعة أبواب.


زَندنَة: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مفتوحة ونون. قرية كبيرة من قرى بخارى بما وراء النهر بينها وبين بخارى أربعة فراسخ في شمالي المدينة.ينسب إليها أبو جعفر محمد بن سعيد بن حاتم بن عطية بن عبد الرحمن البخاري الزندني حدت عن سعيد بن مسعود وعبيد الله بن واصل روى عنه محمد بن حمزة بن يافث ومات سنة 320، والى هذه القر تنسب الثياب الزندنجية بزيادة الجيم وهي ثياب مشهورة.


زَندَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة. مدينة بالروم من فتوح أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.


زَندينا:بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الدال المهملة ياء مثناة من تحت ثم نون وألف مقصورة. قرية من قرى نسف بما وراءَ النهر.


زَنقُ: مدينة باالأندلس نسب إليها الزنقي المتكلم.


زُنقُب: بضم أوله وسكون ثانيه وقاف وآخره باء موحدة علم مرتجل لا أصل له في النكرات، وهو ماء لبني عبس عن العمران، وقال نصر: زنقب ماء ببلاد يربوع بالقوارة لبني سليط بن يربوع، وأشند الأصمعي:

وليس لهم بين الجناب مفازةٌ

 

وزنقب الأكل أجرد عُنْتَل

 

مع أبيات ذكرت في جو ووجدتها في شعر بني مازن لابن حبيب زنقب بضم الزاي، وهو قوله المخارق بن شهاب:

كأن الأسود الزرق في عرصاتها

 

بأرماحنا بين القرين وزنـقـب

 

زنيم: من نواحي اليمامة عن الجوهري.

 

باب الزاي والواو وما يليهما

 

زَوَابي: بعد الألف باءٌ موحدة مكسورة وياء منقوصة. في العراق أربعة أنهر نهران فوق بغداد ونهران تحتها يقال لكل واحد منها الزاب وقد ذكرت في بابها وتجمع على الزوابي على غير قياس وقياسه أزواب أو زيبان.


الزواخِي: بوزن القوافي وهو مهمل في استعمالهم. قرية من أعمال مخلاف حَرَاز ثم من أعمال النجم في أوائل اليمن، واليها ينسب عامر بن عبد الله الزواخي صاحب الدعوة عن الصليحي.


زوَاخُ: بضم أوله وآخره خاء معجمة إن كان عربياً فهو مرتجل لأنه مهمل في استعمالهم. موضع عن ابن دريد ووجدته عن الزمخشري بفتح أوله.


زَوَاط: بضم أوله وبعد الألف طاخ يقال زَوطوا اذا عظموا اللقَمَ والزًياط الجلبة، وهو اسم موضع.


زَوَالَقَنج: بفتح أوله وبعد الألف لام مفتوحة وقاف ونون وجيم محلة بقرية سنج من قرى مرو والله أعلم.


زَوَاني: بفتح أوله وبعد الألف نون وياء منقوصة بلفظ جمع زانية ثلاث قارات قبل اليمامة والقارة الأكمة عن نصر .


زَوَاوَةُ: بفتح أوله وبعد الألف واو أخرى بليد بين إفريقية والمغرب.


زَوبَلَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مفتوحة ولام موضع عن العمراني وضبطه كذا.


زَوخَةُ: رملة في قول ابن مقبل:

ونخل بزَوخة إذ ضمـه

 

كثيبا عُوَير فضم الخلالا

 

زَوراءُ: تأنيث الأزْور وهو المائل والازورار عن الشيء العدُول عنه والانحراف ومنه سميت القوس الزوراء لميلها وبه سميت دجلة بغداد الزوراء والزور أرض كانت لأحيحة بن الجلاَح، وفيها يقول:

استغْنِ أومُتْ ولا يغْرُرك ذو نسب

 

من ابن عم ولا عـم ولا خـال

يلوُون ما عندهم عن حق جارهم

 

وعن عشيرتهم والمال بالوالـي

فاجمع ولا تحقرَن شيئاً تجمـعـه

 

ولا تضيعنه يوماً عـلـى حـال

إني أقيم على الزوراءِ أعمُرُهـا

 

إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال

بها ثلاث بناء في جـوانـجـهـا

 

فكفُها عُقب تسقـى بـإقـبـال

كل النداءِ إذا ناديتُ يخـذُلـنـي

 

إلا نـائْي إذا نـاديت يامـالـي

ما إن أقول لشيء حين أفعـلـه

 

لا أستطيع ولا ينبو علـى حـال

 

سميت ببئر كانت فيها، والزوراءُ البئر البعيدة القعر وأرض زوراءُ بعيدة، والزوراءُ أيضاً دار عثمان بن عفان رضي الله عنه بالمدينة والزوراءُ أرض بذي خيم فى قول تميم بن مقبل:

من أهل قرن فما اَخضَل العشاءُ له

 

حتى تنور بالـزوراءِ مـن خـيم

 

قال الأزهري، ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي سمبت الزوراء لازورار في قبلتها، وقال غيره: الزوراءُ مدينة أبي جعفر المنصور وهي في الجانب الغربي وهو أصح مما ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير قالوا إنما سميت الزوراء لأنه لما عمرها جعل، الأبواب الداخلة مُزورة عن الأبواب الخارجة أي ليست على سمتها، وفيها يقول بعضهم:

وُدُ أهل الزوراء زُورٌ فلا

 

تغترر بالوداد من ساكنيهـا

هي دار السلام حَسب فـلا

 

يُطمع منها بغيرما قيل فيها

 

والزوراء دار بناها النعمان بن المنذر بالحِيرة قال ابن السكيت: وحدثني من راَها وزعم أن أبا جعفر المنصور هدمها، وفيها يقول النابغة:

وأنتَ ربيع يَنعَشُ الناس سَـيبُـه

 

وَسيفٌ أعِيرَته المنيةُ قـاطـعُ

وتُسقي إذا ما شئت غير مصـرد

 

بزَوراء في أكنافها المسك كارعُ

 

والزوراءُ موضع عند سوق المدينة قرب المسجد قال الداودي: هو مرتفع كالمنارة وقيل: بل الزوراءُ سوق المدينة نفسه ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه سمع صياح أهل الزوراء وإياه عنى الفرزدق:

تحن بزوراء المدينة ناقـتـي

 

حنين عَجول تركب البَـو رائم

ويا ليت زوراءَ المدينة أصبحت

 

بزوراءِ فَلْج أو بسيفِ الكواظم

 

قال ابن السكيت في قول النابغة:

ظلت أقاطـيعُ أنـعـام مُـؤبـلَةٍ

 

لدَى صليب على الزوراءِ منصوب

 

الزوراءُ ماء لبني أسد، وًقال الأصمعي: الزوراءُ هي رُصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون واليها كانت تنتهي غنائمه وكان عليها صليب لأنه كان نصرانيأ وكان يسكنها بنو حذيفة وكانت أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقَيصُوم قال: وليس للزوراءِ ماء لكنهم سمعوا قول القائل:

ظَفت أقاطـيعُ أنـعـام مـؤبـلَةٍ

 

لَدَى صليب على الزوراءِ منصوبِ

 

فظنوا أنه ماءْ لهم وليس هناك ماة وأنما نصبوا الصليب تبركاً به، وزوراءُ فَلْج وفلج ماء بين الرُحَيل إلى المجازة وهي أول الدهناء وزُلفَةُ وزوراء ماءان لبني أسد، وقال الحسين بن مُطَير:

ألا حبـذا ذات الـسًـلاَم وحـبـذا

 

أجارعُ وعساءِ التقَى فـدوررُهـا

ومن مرزقَب الزوراء أرضُ حبيبة

 

إلينا محاني مَتنهـا وظـهـورُهـا

وَسقياً لأعَلى الواديَين ولـلـرحـى

 

إذاً ما بدا يوماً لَعـينـك نـورهـا

تحملَ منها الحي لما تـلـهـبـت

 

لهم وغْرَةُ الشعرى وهبت حَرورُها

 

قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة الزوراء طولها مائة وخمس درج وعرضها تسع وثلاثون درج وهي في الإقليم الخامس طالعها تسع درجات من العقرب لها شركة من الدبران تحت خمس عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجَدي بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت ملكها مثلها من الحمل قلتُ لا أدري أنا هذه الزوراء أين موقعها وما أظنها إلا في بلاد الروم.


زُورابَذ: بضم أوله وسكون ثانيه ثم راءٍ مهملة وبعد الألف باءٌ موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة ناحية بسرخس تشتمل على عدة قرى، وزُورَابَذ أيضاً قرية بنواحي نيسابور قال السمعاني وظني أنها من طُرُثيث وهي ناحية هناك تسميها الفرسُ ترشيش بشينَين ينسب إليها أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد التميمي الزورابذي النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي وغيره روى عنه أبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم وتوفي سنة 316.


الزورُ: بفتح أوله وهو الميل والاعوجاج والزور أيضاً الصدر موضع في شعر ابن ميادة، وقال نصر الزور : بفتح الزاي موضع بين أرض بكر بن وائل وأرض بني تميم على ثلاثة أيام من طَلَح، والزور أيضاً جبل يُذكر مع مَنور جبل في ديار سليم بالحجاز قال ابن مَيادة:

وبالزور زور الرَقمتَين لنا شَـجـاً

 

إنا نديَتْ قِيعـانُـه ومـذاهـبُـه

بلاد متى تُشرِفْ طويل جبـالـهـا

 

على طَرَف يجلُب لك الشوقَ جالبُه

تذكر عيشاً قد مضى ليس راجعـاً

 

لنا أبلاً أو يرجع الـدرَ حـالـبـه

 

زوز: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء معناه الباطل موضع قال فيه شاعر يصف إبلاَ.


وتعالت زُورا، والزور صنم كان في بلاد الداور من أرض السند من ذهب مرصع بالجواهر، والزور نهر يصب في دجلة قرب مَيافارقين.


زورةُ: بلفظ واحدة الزيارة ومعناه البعد والموضع المخصوص بالازورار كأنه بلفظ الواحد منه وهو زَورةُ بن أبي أوفَى موضع بين الكوفة والشام وقرأتُه بخط بعض أعيان أهل الأدب زُورَة بضم الزاي وقال هو موضع بالكوفة وأنشد قول طُخَيم بن الطخماءِ الأسدي يمدح قوماً من أهل الحيرة من بني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم رهط عدي بن زيد العبادي:

كأن لم يكن يوم بزُورةَ صـالـحْ

 

وبالقصـر ظـل دائم وصـديقُ

ولم أرِدِ البطحاء يمزُج مـاءهـا

 

شراب من البِرُوقَتـين عـتـيقُ

معي كل فضفَاضِ القميص كأنه

 

إذاً ما سَرَت فيه المدامُ فـنـيقُ

بنو السمط والجداءِ كلَ سَـمَـيذع

 

له في العروق الصالحات عروقُ

وإني وإن كانوا نصارى أحبـهـم

 

ويرتاح قلبي نحـوهـم ويَتُـوقُ

 

وقال في كتاب الآمدي:

كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل

 

وزورَةَ ظل ناعـم وصـديقُ

 

زوزَا: من قرى حَرَان منها أبو عمران موسى بن عيسى الزوراني ثقة يحدث عن الطرائقي قاله علي بن الحسن بن عَلان الحافظ في تاريخ الجَزَريّين.


 زوزَانُ: بفتح أوله وثانيه ثم زاي أخرى وآخره نون كورة حسنة بين جبال أرمينية وبين أخلاط وأذربيجان وديار بكر والموصل وأهلها أرمن وفيها طوائف من الأكراد قال صاحب الفتوح لما فتح عياض بن غنم الجزيرة وانتهى إلى قردى وبازَبدَى أتاه بطريق الزوَزَان فصالحه عن أرضه على إتاوة وذلك في سنة 19 للهجرة، وقال ابن الأثير الزوَزَان ناحية واسعة في شرقي دجلة من جزيرة ابنا عمر وأول حدوده من نحو يومين من الموصل إلى أول حدود خلاط وينتهي حدها إلى أذربيجان إلى أول عمل سلماس وفيها قلاع كثيرة حصينة وكلها للأكراد البشنوية والبُختية فمن قلاع البشنوية قلعة برقة وقلعة بَشير وللبختية قلعة جُزذَقيل وهي أجل قلعة لهم وهي كرسي ملكهم وآتيل وَعلوس صاوبإزاء الحراء لأصحاب الموصل ألقِي وأروَخ وباخَوخه وبَرْخُو وِكنكِوَر ونيروه وخَوشب.


زوزَنُ: بضم أوله وقد يفتح وسكون ثانيه وزاي أخرى ونون كورة واسعة بين نيسابور وهراة ويحسبونها في أعمال نيسابور كانت تعرف بالبصرة الصغرى لكثرة من أخرجت من الفُضلاءِ والأدباء وأهل العلم، وقال أبو الحسن البَيهقي زوزن رستاق وقصبته زوزن هذه وقيل لها زوزن لأن النار التي كانت المجوس تعبدها حُملت من أذربيجان إلى سجستان وغيرها على جمل فلما وصل إلى موضع زوزن برك عنده فلم يبرَحْ فقال بعضهم زُوزَن أي عَجل وأضرب لينهضَ فلما امتنع من النهوض بُنِيَ بيت النار هناك وتشتمل على مائة وأربع وعشرين قرية، والمنسوب إليها كثير وهذا الذي ذكره البيهقي يدل على ضم أولها وأكثر أهل الأثر والنقل على الفتح والله أعلم، وينسب إليها أبو حذيفة عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الزوزني قال شيرُوَيْه قدم علينا حاجا في سنة 455 روى عن أبي بكر الحيري وأبي سعد الجبروذي وأبي سعد عُلَيل وغيرهم وما أدركتُه وكان صدوقاً يكتب المصاحف سمعت بعض المشايخ يقول كتب أبو حنيفة أربعمائة جامع للقرآن باع كل جامع منها بخمسين ديناراً، والوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو العباس الزوزني رحل وسمع وحدث عن خَيثمَة بن سليمان ومحمد بن الحسن وقيل محمد بن إبراهيم بن شيبة المصري وأبي حامد بن الشرقي وأبي محمد بن أبي حاتم وأبي عبد الله المحاملي ومحمد بن الحسين بن صالح السُّبيعي نزيل حلب روى عنه الحااكم أبو عبد اللّه وأبو عبد الرحمن السُلَمي وأبو نُعَيم الحافظ وكان سمع بنيسابور وبغداد والشام والحجاز وكان من علماء الصوفية وُعبادهم وتوفي سنة 376، وممن ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن أبي بكر الزوزني القائل:

ولا أقبل الدنيا جميعـاً بـمـنّة

 

ولا أشتري عز المراتب بالذلّ

وأعشقُ كَحلاء المدامع خِلـقَةً

 

لئلا تُرَى في عينها منةُ الكُحل

 

وقدم بغداد وخدم عضد الدولة فاعتبط شاباً وكتب إلى أبيه وهو يجود بنفسه:

ألا هل من فتًى يَهَبُ الهُـوَينـا

 

لمُوثرها ويعتسف الشُـهُـوبـا

فيبلغَ والأمـور إلـى مَـجـاز

 

بزُوزنَ ذلك الـشـيخَ الأديبـا

بأن يد الرّدَي هصرت بأرض ال

 

عراق من ابنه غُصناً رطـيبـاً

 

زوشُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره شين معجمة من قرى بُخارى بقرب النصر عن أبي سعد.


زولابُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره باء موحدة موضع بخراسان، ويُنسب إليه عن الحازمي.


زولاه: بضم أوله وسكون ثانيه قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ، وقد نُسب إليها بعض العلماء منهم محمد بن علي بن محمود بن عبد الله التاجر الزولاهي المعروف بالكُرَاعي أبو منصور ويقال اسمه أحمد وهو ابن بنت أبي غانم أحمد بن علي بن الحسين الكُراعي شيخ صالح من بيت الحديث عُمر طويلاً ورحل الناس إليه وكان آخر من روى عن جده أبي غانم سمع منه أبو سعد ومولده في العشرين من شوال سنة 432 بمرْو ومات بقرية زولاه إما في أواخر سنة 524 أو أوائل سنة 525 زول: قرأت في كتاب العشرات لأبي عمر الزاهد الزولُ الشدة والِزول العُجب والزول الصقر والزول الظريف والزول فرْج الرجل والزول الشجاع والزول الزوَلانُ والزول النساءُ المحرمات و به قال ابن خالوَيه: الزول اسم مكان باليمن وُجد بخط عبد المطلب بن هاشم وإنهم وصلوا إلى زوْل صنعاء قال: وكان علي بن عيسى يتعجب من هذا ويقول ما عرفنا أن عبد المطلب كان يكتب إلاّ من هذا الحديث. زوْم: بضم أوله وسكون ثانيه من نواحي أرمينية مما يلي الموصل ولعل الجُبن الزومي إليه ينسب قال نصر وزُوم أيضاً موضع حجازي قلت إن صح فهو علم مرتجل وقيل الجبن الزوماني وقيل الزومي ينسب إلى زُومانَ وهم طائفة من الأكراد لهم ولاية.


زُون: بضم أوله وآخره نون موضع تجمع فيه الأصنام وتنصب قال رؤبة:

وهنانة كالزون يُجْلَى صنمُه

 

هذا عن الليث، وقال غيره كلما عُبد من دون الله فهو زُون وزُوَان وعن نصر زُونَ صنمَ كان بالأبلةُ وقيل الزون بيت الأصنام أي موضع كان.


زو: بفتح أوله وتشديد ثانيه الزو نوع من السفن عظيم وكان المتوكل بنى في واحدة منها قصراً منيفاً ونادم في البحتري فله فيه شعر في قصيدة:

ألا هل أتاها بالمغيب سلامي

 

يقول فيه: ولا جبلا كالزو.

 

والزو في اللغة الزوج والتو الفرد والزو القمر والزو الذي يقص فيه شعر الضأن والمعز ومنه زوء المنية بالهمزه ما يحدثب من حوادث المنية.


زُوِيلُ: بضم أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ولام محلة بهمذان نسب إليها قوم من المتأخرين.


زوَيل: بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ تصغير زول وهو الرجل الخفيف الظريف والزول أيضاً العُجْب ذو الزوَيل موضع من ديار عامر بن صعصعة قرب الحاجر وهو من منازل الحاج من الكوفة وفي شعر الحارث بن عمر الفزاري:

حتى استغاثوا بذي الزويل ولل

 

عرجاء من كل عصبة جَرَزُ

 

زَوِيلةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد الياء المثناة من تحت الساكنة لام بلَدان أحدهما زويلة السودان مقابل أجدابية في البر بين بلاد السودان وإفريقية قال البكري وزويا مدينة غير مسورة في وسط الصحراء وهي أول حدود بلاد السودان فيها جامع وحمام وأسواق تجتمع فيها الرفاق من كل جهة ومنها يفترق قاصدهم وتتشعب طرقهم وبها نخيل وبساط للزرع يُسقى بالإبل، ولما فتح عمرو برقة بعث عقبة بن نافع حتى بلغ زوَيلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين، وبزويلة قبر دِعبل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور قال بكر بن حماد:

الموت غـادرَ دِعـبـلاً بـزويلة

 

في أرض برقة أحمد بن خصيب

 

والذي يذكره المؤرخون أن دعبلآ لما هجا المعتصم أهدر دمه فهرب إلى طوسِ واستجار بقبر الرشيد فلم يجره المعتصم وقتله صبرا في سنة 220 وبين زويلة ومدينة اجدابية أربع عشرة مرحلة ولأهل زويلة حكمة في احتراس بلدهم وذاك أن الذي عليه نوبة الاحتراس منهم يعمد إلى دابة فيشد عليها حزمة كبيرة من جريد النخل يَنال سَعَفها الأرض ثم يدور بها حوالي المدينة فإذا أصبَح من الغد ركب ذلك المحترس ومن تبعه على جمال السروج وداروا على المدينة فإن رأوا أثراً خارجأ من المدينة اتبعوه حتى يحركوه أينما توجه لصاً كان أو عبداً أو أمة أو غير ذلك، وزويلة من أطرابلس بين المغرب والقبلة وُيجلب من زويلة الرقيق إلى ناحية إفريقية وما هنالك ومبايعاتهم بثياب قصار حمر ومن بلد زويلة إلى بلد كانم أربعون مرحلة وهم وراء صحراء من بلاد زويلة يذكر خبرهم في كانم، والأخرى زويلة المهدية وهي مدينة بإفريقية بناها المهدي عبيد الله جد هولاء الذين كانوا بمصر إلى جانب المهدية بينهما رميةُ سهم فقط فسكن هو وعسكره بالمهدية على ما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه وأسكنَ العامة في زويلة وكانت دكاكينهم وأموالهم في المهدية وبزويلة مساكنهم فكانوا يدخلون بالنهار للمعيشة ويخرجون بالليل إلى أهاليهم فقيل للمهدي إن رعيتك في عناءٍ من هذا فقال لكن أنا في راحة لأني بالليل أفرقُ بينهم وبين أموالهم وبالنهار أفرق بينهموبين أهاليهم فاَمن غائلتهم، وقال أبو لقمان شاعر الأنموذج يهجو رجلين:

لا بارك الله في دهر يكون بـه

 

لابن المؤدب ذكر وابن حربون

ذا من زويلة لا دين ولا حسـب

 

وذاك من أهل ترشيش المجانين

 

وترشيش اسم لمدينة تونس، وزويلة محلهَ وباب بالقَاهرة قال الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي أو أبوه إبراهيم بن محمد بن حمزة وكان أقام بمصر مدة فملها ورحل عنها وقال .


زُوِين: بضم أوله وكسر ثانيه وياء مثناة وآخره نون قرية بجرجان .


الزوَيةُ: موضع في بلاد عبس قال رجل من بني عبس:

وكائن ترى بين الزوية والصفا

 

مُجَر كَمِي لا تُعَفى مساحبُـه