حـرف الـسـيـن: باب السين والألف وما يليهما

باب السين والألف وما يليهما

سَاباطُ كسرَى: بالمدائن، موضع معروف وبالعجمية بَلاس أباذ وبلاس اسم رجل وقد ذكر في الباءِ، وقال أبو المنذر: إنما سمي ساباط الذي بالمدائن بساباط بن باطا كان ينزله فسمي به وهو أخو التحيرجان بن باطا الذي لقى العرب في جمع من أهل المدائن، والساباط عند العرب سقيفة بين دارين من تحتها طريق نافذ والجمع سوابيط وسابطات وقيل: فيه أفرغ من حجّام ساباط عن الأصمعي وكان فيه حجام يحجم الناس بنسيئة فإن لم يجئه أحد حجم أمه حتى قتلها فضربه العرب مثلاً، وإياه أراد الأعشى بقوله يذكر النعمان بن المنذر وكان أبرويز الملك قد حبسه بساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة:

ولا الملكُ النعمان يومَ لـقـيتُـهُ

 

بأمته يُعطي القُطـوط ويأفِـقُ

وتُجبى إليه السَيلَحون ودونـهـا

 

صريفون في أنهارها والخوَرنَقُ

ويَقسم أمر النـاس يومـاً ولـيلة

 

وهم ساكتون والمنية تـنـطِـقُ

ويأمر لليحمـوم كـل عـشـية

 

بقَت وتعليق فقد كـان يسـنـق

يعالى عليه الجل كـل عـشـيّة

 

ويرفع نقلاَ بالضحـى ويعـرّق

فداك وما أنجى من الموت ربَـه

 

بساباط حتى مات وهو مُحَرْزَقُ

 

وقال عبيد اللَه بن الحر:

دعاني بشرٌ دعوةً فـأجـبـتـه

 

بساباط إذ سِيقَتْ إليه حُـتـوفُ

فلم أخلِفِ الظن الذي كان يرتجي

 

وبعض أخِلآَءِ الرجال خَلُـوفُ

فإن تك خيلي يوم ساباط أحْجَمَتْ

 

وأْفزَعَها مرُ العـدُو زُحـوفُ

فما جَبُنَتْ خيلي ولكن بدَت لهـا

 

ألوف أتت من بعدهـن ألـوف

 

وقال أبو سعد: وساباط بليدة معروفة بما وراء النهر قرب أشروسنة على عشرة فراسخ من خُجَنْدَ وعلى عشرين فرسخاً من سمرقند، ينسب إليها طائفة من أهل العلم والرواية، منهم أبو الحسن بكر بن أحمد الفقيه الساباطي الأشروسني حدث عن الفتح بن عبيد السمرقندي وروى عنه أبو ذر عثمان بن محمد بن مخلَد التيمي البغدادي، وقال أبو سعد: ظني أن منها أبا العباس أحمد بن عبد الله بن المفضل الحميري الساباطي حدث عن علي بن عاصم ويزيد بن هارون وغيرهما.

 

 سَابُراَبَاذ: كأنه مخفف من سابور مضاف إلى أباذ على عادتهم، بلد.


سَابَرُّوج: بعد الألف باءٌ موحدة ثم راءٌ مشددة مضمومة ثم واو ساكنة وأخره جيم، موضع بنواحي بغداد.


سَابُس: بضم الباءِ الموحدة بعد الألف نَهْرُ سابُسَ، قرية مشهورة قرب واسط على طريق القاصد لبغداد منها على الجانب الغربي.


سابور خُوَاسْت: سابور اسم ملك من ملوك الأكاسرة ثم خاءٌ معجمة وواو خفيفة وبعد الألف سين مهملة وتاء مثناة من فوق وهي بلدةُ ولاية بين خوزستان وأصبهان وكان السبب في تسميتها بذلك أن سابور بن أردشير لما تخلى عن مملكته وغاب عن أهل دولته بحكم المنجمين بقطع يكون عليه كما نذكره إن شاء اللَه تعالى في منارة الحوافر خرج أصحابه يطلبونه فلما انتهوا إلى نيسابور قالوا: نيست سابور أي ليس سابور. فسميت نيسابور ثم وقعوا إلى سابور خواست فسئلوا هنالك ما تصنعون فقالوا سابور خواست أي نطلب سابور فسمي الموضع بذلك ثم وقعوا إلى جنديسابور فوجدوه هنالك فقالوا: وندى سابور أي وجد سابور ثم عرّبت فقيل: جنديسابور كذا قيل: وسابور خواست بينها وبين نهاوند اثنان وعشرون فرسخاً لأن من نهاوند إلى الأشتر عشرة فراسخ ومن الأشتر إلى سابور خواست اثنا عشر فرسخاً ومن سابور خواست إلى اللور ثلاثون فرسخاً لا قرية ولا مدينة واللور بين سابور خواست وخوزستان، وقال علي بن محمد بن خلف أبو سعد يمدح فخر الدولة أبا غالب خلف الوزير:

هو سيف دولتك الذي أغنيتـه

 

بطويل باعكَ عن وسيع خُطاه

فغدا بطولِ يديك لو كلفـتـه

 

شق السحاب ببرْقه لـغـزاهُ

وإذا هتفتَ به لرأس مـتـوج

 

بالروم من سابور خواسْت أتاه

 

سابورُ: بلفظ اسم سابور أحد الأكاسرة وأصله شاه بور أي ملك بور وبور الابن بلسان الفرس قاله الأزهري: وقال الأعشى:

وساق له شاه بور الجنـو

 

د عامين يُضرب فيه القُدم

 

ومن سابور إلى شيراز خمسة وعشرون فرسخاً وسابور في الإقليم الثالث وطولها ثمان وسبعون درجة وربع وعرضها إحدى وثلاثون درجة، كورة مشهورة بأرض فارس ومدينتها النوبَنْدجان في قول ابن الفقيه وقال البشاّري: مدينتها شهرستان، وقال الإصطخري: مدينتها سابور وبهذه الكورة مُدُن أكبر منها مثل النوبندجان وكازرون ولكن هذه كورة تنسب إلى سابور الملك لأنه هو الذي بنى مدينة سابور وهي في السعة نحو اصطخر إلا أنها أعمر وأجمع للبناءِ وأيسر أهلأ وبناؤها بالطين والحجارة والجص ومن مدن هذه الكورة كازرون وجرَه ودشتبارين وخمايجان السفلى والعليا وكندُران وَالنوبندجان وتوَز والأكراد وجنبذ وخشت وغير ذلك، وبسابور الأدهان الكثيرة ومن دخلها لم يزل يشم روائح طيبة حتى يخرج منها وذلك لكثرة رياحينها وأنوارها وبساتينها، وقال البشاري: سابور كورة نزهة قد اجتمع في بساتينها النخل والزيتون والأترج والخروب والجوز واللوز والتين والعنب والسدر وقصب السكر والبنفسج والياسمين أنهارها جارية وثمارها دانية والقرى متصلة تمشي أياماً تحت ظل الأشجار مثل صُغْد سمرقند وعلى كل فرسخ بقال وخباز وهي قريبة من الجبال وقال العمراني: سابور نهر وأنشد:

أبيت بجسر سابورٍ مقيماً

 

يؤرقني أنينك يا مَعين

 

وقد نسبوا إلى سابور فارس جماعة من العلماء. منهم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن حمدان الفقيه أبو عبد اللَه السابوري حدث بشيراز عن أبي عبد اللهَ محمد بن علي بن عبد الملك روى عنه أبو القاسم هبة اللَه بن عبد الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيره، وكان للمهلَب وقائع بسابور مع قطري بن الفجاءة والخوارج طويلة ذكرها الشعراء، قال كعب الأشقري:

تساقوا بكأس الموت يوماً ولـيلة

 

بسابور حتى كادت الشمس تطلع

بمعتركٍ رضراضه من رحالهـم

 

وعفر يُرَى فيها القنا المتجـزع

 

وسابور أيضاً موضع بالبحرين فتح على يد العلاءِ بن الحضرمي في أيام أبي بكر رضي اللَه عنه عنوة في سنة 12 وقال البلاذُري: فتح في أيام عمر رضي اللًه عنه.


السابوريةُ: مثل الذي قبله وزيادة النسبة إلى مؤنث، قرية على الفرات مقابل بالس.


سائبَةُ: من نواحي اليمن من مخلاف سَنحان. ساتيدمَا: بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة وياء مثناة من تحت ودال مهملة مفتوحة ثم ميم وألف مقصورة أصله مهمل الاستعمال في كلام العرب فإما أن يكون مرتجلاً عربياً لأنهم قد أكثروا من ذكره في شعرهم وإما أن يكون عجمياً، قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبداً وأنشد:

وأبردُ من ثلج ساتيدمـا

 

وأكثر ماءً من العكْرِشِ

 

وقال غيره: سمي بذلك لأنه ليس من يوم إلا ويُسفك فيه دم كأنه اسمان جعلا اسماً واحداً ساتي دما وساتي وسادي بمعنى وهو سدى الثوب فكأن الدماء تسدىَ فيه كما يسدى الثوب وقد مده البحتري، فقال:

ولما استقلت في جـلـولا ديارهـم

 

فلا الظهر من ساتيد ماء ولا اللحف

 

وأنشد سيبويه لعمرو بن قَمِئَةَ:

قد سألتني بنت عمرو عن اَل

 

أرض التي تنكر أعلامهـا

لما رأت ساتيدما استعبَـرَت

 

للهَ درُ اليوم مـن لامـهـا

تذكَرَت أرضاً بها أهلـهـا

 

أخوالها فيها وأعمـامـهـا

 

وقال أبو الندى: سبب بكائها أنها لما فارقت بلاد قومها ووقعت إلى بلاد الروم ندمت على ذلك وإنما أراد عمرو بن قمئةَ بهذه الأبيات نفسه لابنته فكنى عن نفسه بها، وساتيدما جبل بين ميافارقين وسعرت وكان عمرو بن قمئة قال: هذا لما خرج مع امرىء القيس إلى ملك الروم وقال الأعشى:

وهرقـلاً يوم ذي سـاتـيدمـا

 

من بني برجان في الباس رُجح

 

وقد حذف يزيد بن مفرغ ميمه فقال:

فديرُ سُوىً فساتيدا فبصرى

 

قلت: وهذا يدل على أن هذا الجبل ليس بالهند وأن العمراني وهم، وقد ذكر غيره أن ساتيدما هو الجبل المحيط بالأرض منه جبل بارمَا وهو الجبل المعروف بجبل حمرِين وما يتصل به قرب الموصل والجزيرة وتلك النواحي وهو أقرب إلى الصحة واللًه أعلم، وقال أبو بكر الصولي في شرح قول أبي نواس:

ويوم ساتيدما ضربنا بني ال

 

أصفر والموتُ في كتائبها

 

قال: ساتيدما نهر بقرب أرزَن وكان كسرى أبرويز وجه إياس بن قبيصة الطائي لقتال الروم بساتيدما فهزمهم فافتخر بذلك وهذا هو الصحيح وذكره في بلاد الهند خطأ فاحش وقد ذكر الكسروي فيما أوردناه في خبر دجلة عن المرزباني عنه فذكر نهراً بين آمد وميّافارقين ثم قال: ينصب إليه وادي ساتيدما وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصب إلى وادي ساتيدما وادي الزور الآخذ من الكلك وهو موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية قال: وينصب أيضاً من وادي ساتيدما نهر ميافارقين وهذا كله مخرجه من بلاد الروم فاين وهو والهند يا الله للعجب وقول عمرو بن قمئةَ لما رأت ساتيدما يدل على ذلك لأنه قاله في طريقه إلى ملك الروم حيث سار مع امرىء القيس وقال أبو عبيدة: ساتيدما جبل يذكر أهل العلم أنه دون الجبال من بحر الروم إلى بحر الهند.


سَاجِر: بعد الألف جيم مكسورة ثم راء مهملة، قال الليث: الساجر السيل الذي يملأ كل شيءٍ وقال غير يقال: وردنا ماءً ساجراً إذا ملأه السيل، قال الشمَاخ:

وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهـر

 

ببطن المَراض كل حِسي وساجر

 

وهو ماء باليمامة بوادي السر، وقيل: ماءٌ في بلاد بني ضبة وعكل وهما جيران، قال عمارة بن عُقيل بن بلال بن جرير:

فإني لعكل ضامنٌ غـير مـخـفـر

 

ولا مكذب أن يَقرعـوا سـن نـادم

وأن لا يَحلوا السرَ مـا دام مـنـهـمُ

 

شريد ولا الخثماءِ ذات الـمـخـارم

ولا ساجراً أو يَطرَحوا القوس والعصا

 

لا عدلهم أو يوطَؤُا بـالـمـنـاسـم

 

وقال سَلمَة بن الخرشُب:

وأمسَوا خلاء ما يفرَق بينهم

 

على كل ماءٍ بين فيد وساجر

 

وقال السمهريُ اللصُ:

تمنًتْ سُلَيْمَى أن أقيم بأرضـهـا

 

وإني وسَلْمَى وَيْبَها ما تـمـنـت

ألا ليت شعري هل أزُورَن ساجراً

 

وقد رُويت ماء الغوادي وعلَـت

 

الساجور: بعد الألف جيم وآخره راءٌ بلفظ ساجور الكلب وهي خشبة تجعل في عنقه يقاد بها، وهم اسم نهر بمنبج، قال البحتري يذكره:

ما رأينا الحسَينَ ألغى صواباً

 

مذ شركنا الحسين في التدبير

بك أعطيت من مُبرّ اشتياقي

 

بَرَدى زُلفَةً على الساجـور

 

ساجُوم: فاعول من سَجَمَ الدمع إذا هطل، اسم موضع، قال نصر ساجوم: بالميم واد.


ساجُو: بنقص الميم عن الذي قبله، موضع عن العمراني واللهَ أعلم.


الساجُ: بالجيم بلفظ الخشب المعروف بالساج، مدينة بين كابول وغزنين مشهورة هناك.


الساحلُ: بعد الألف حاءٌ مهملة وآخره لام بلفظ ساحل البحر وهو شاطئه، موضع من أرض العرب بعينه، قال ابن مقبل:

لمن الديار عرفتها بالساحل

 

وكأنها ألواحُ جفن ماثـل

 

قال الأزدي: هو موضع بعينه ولم يرد به ساحل حل البحر.


سَاحُوقُ: بعد الألف حاء مهملة وآخره قاف فاعول من السحق، قال بعضهم: ؟؟هَرَقْنَ بساحوق جفاناً كثيرة موضع، ويوم ساحوق من أيام العرب.


السادة: محرثة باليمامة عن ابن أبي حفصة.


سَارَكُونُ: بعد الألف راءٌ مهملة وكاف وآخره نون، قرية من قرى بُخارى، ينسب إليها أبو بكر محمد بن إسحاق بن حاتم الساركوني يروي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب روى عنه أبوعبد اللهَ بن مالك الخُنَامَتي.


سَارَوَانُ: بعد الألف راءٌ ثم واو وآخره نون، موضع.


سَارُوقُ: بعد الألف راء وآخره قاف فاعول من السرقة، موضع بأرض الروم الساروق تعريب سَارُو وهو من أسماء مدينة همذان، قالوا: أول من بناها جَم بن نوجهان وسمَاها سارو فعربوها وقالوا: ساروق وفي أخبار الفرس بكلامهم سارو جَم كرد، دارا كَمَربست، بَهْمَن أسفنديار بسر اورد، أي الساروق بناها جم وشدَ منطقتها دارا أي عمل عليها سوراً واستتمه وأحسنه بهمن بن أسفنديار.


سَاروُنية: بعد الألف راء ئم واو ثم نون مكسورة وياءٌ مثناة من تحت، عقبة قرب طبرية يصعد منها إلى الطور.


سَارِيَةُ: بعد الألف راءٌ ثم ياءٌ مثناة من تحت مفتوحة بلفظ السارية وهي الأسطوانة، والسارية أيضاً السحابة التي تأتي ليلاً وأصله من سَرَى يَسْرِي سرى ومسرًى إذا سار ليلاً، وهي مدينة بطبرستان وهي في الإقليم الرابع طولها سبع وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة، قال البلاذُري: كُوَرُ طبرستان ثمان كور سارية وبها منزل العامل في أيام الطاهرية وكان العامل قبل ذلك في آمُل وجعلها أيضاً الحسن بن يزيد ومحمد بن زيد العَلَويان دار مقامهما وبين سارية والبحر ثلاثة فراسخ وبين سارية وآمُل ثمانية عشر فرسخاَ، والنسبة إليها ساريٌ وطبرستان هي مازندران، قال محمد بن طاهر المقدسي: ينسب إلى سارية من طبرستان سَرَوِي، منهم أبو الحسين محمد بن صالح بن عبد اللهَ السروي الطبري روى عنه محمد بن بشار بُندار وزياد بن أيوب ومحمد بن المثنى وأبو كُريب وخلق كثير يعسُر تعدادهم روى عنه أبو القاسم علي بن الحسن بن الربيع القرشي وأبو الحسين بن حازم الصَرَّام وعبد اللَه بن محمد الخُوَاري، قال شيرُوَيه: قال أبو جعفر الحافظ: انكشف أمره بالري عند ابن أبي حاتم ولما قدم الريَّ ذكرته ابن أبي حاتم ثم ظهر من أمره ما ظهر فأخرج من الري وساءَت حاله وروى حديث لا نكاح إلاَ بولي حديثَ عائشة رضي الله عنها من طريق عروَة فأنكرتُ عليه وقصدتُه وقلت له: تُخرج أصلك فلم يكن له أصل وكان مخلطاً وسار إلى الأهواز فانكشف أمره بها أيضاً، وقال عبد الرحمن الأنماطي: سألت جعفر بن محمد الكرابيسي عن محمد بن صالح فقال: ما سمعت أحداً يقول فيه شيئاً.


سَارِي: مخفف الياء هي سارية المذكورة قبل، وقال: العمراني الساري موضع، قال الشمَاخ:

حنتْ إلى سكة الساري تجاوبُها

 

حمَامةٌ من حمام ذات أطواق

 

والسكة الطريقة الواضحة.


سَازَة: بالزاي، قرية باليمن من نواحي بني زبُيْد.


سَاسَانُ: بلفظ جد ملوك الأكاسرة الساسانية، محلَة بمرْوَ خارجة عنها من عرب الفيروزية عن أبي سعد، وينسب إليها بعض الرواة.


سَاسَكًونُ: من قرى حماة، ينسب إليها المهذب حسن الساسكوني شاعر شاب عصريٌ أنشدني له بعض أصحابنا أبياتاً في الجبول كتبتُ فيه.


سَاسَنْجِرْدُ: بعد الألف سين أخرى مفتوحة ثم نون ساكنة وجيم مكسورة ثم راءٌ ودال مهملتان، قرية على أربعة فراسخ من مرو على طريق الرمل، وقد نسب إليها بعض الرواة.


سَاسِي: بعد الألف سين أخرى بلفظ النسبة إلا أن ياءَه خفيفة، قرية تحت واسط الحجاج، ينسب إليها أبو المعالي بن أبي الرضا بن بدر الساسي سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن بختيار المانداي الواسطي. الساعد: من أرض اليمن لحَكَم بن سعد العشيرة، وهي قرية.


سَاعدةُ: وهو في الأصل من أسماء الأسد علم له ذو ساعدة، في جبال أبلَى وقد ذكرت.


سَاعِيرُ: في التوراة اسم لجبال فلسطين نذكره في فاران وهو من حدود الروم، وهو قرية من الناصرة بين طبرية وعَكا وذكره في التوراة - جاءَ من سينا - يريد مناجاته لموسى على طورسينا واْشرَقَ من ساعير إشارة إلى ظهور عيسى ابن مريم عليه السلام من الناصرة واستعلَنَ من جبال فاران وهي جبال الحجاز يريد النبي عليه الصلاة والسلام وهذا في الجزء العاشر في السفر الخامس من التوراة واللهَ أعلم.


سَاغَزجُ: بعد الألف غين معجمة مفتوحة وراء ساكنة وجيم وقد يقال: بالصاد، من قرى الصغد على خمسة فراسخ من سمرقند من نواحي إشتيخن، قد نسب إليها بعض الرُواة.


سَافردَز: بعد الألف فاءَ ثم راء ساكنة ثم دال مهملة مكسورة واَخره زاي، قرية على جَيحون قريبة من اَمُل الماء على طريق خوارزم، نسب إليها بعض الرواة.


السافِرية: قرية إلى جانب الرملة توفي بها هانىءُ بن كُلثوم بن عبد اللهَ بن شريك بن ضمضم الكندي ويقال: الكناني الفلسطيني في ولاية عمر بن عبد العزيز وررى عن عمر بن سلا وعبد اللَّه بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان.


سَاق: بلفظ ساق الرجل، هضبة واحدة شامخة في السماء لبني وهب ذكرها زهير في شعره، وقال السَكوني: ساق ماء لبني عجل بين طريق البصرة والكوفة إلى مكة، وذات الساق موضع آخر، وساق الفريد في قول الحُطيئة:

نظرتُ إلى فَوْت ضحيا وعبـرَتـي

 

لها من وكيف الرأس شن وواشـلُ

إلى العير تُحدَى بين قَـو وضـارج

 

كما زال في الصُبْحِ الإشاءُ الحواملُ

فأتبعتُهم عَينَيَ حـتـى تـفـرقـت

 

مع الليل عن ساق الفريد الجمـائلُ

 

وساق الجواء موضع آخر والجواءُ الواسع من الأودية، وساَقُ الفرو أْيضا جبل في أرض بني أسد كأنه قرن ظبي ويقال له: ساق الفروين، وأنشد الحفصي:

أقفَرَ من خولة ساقُ فَرْوَين

 

فالحضر فالركن من اْبانَين

 

الساقَةُ: حصن باليمن من حصون أبيَن.


سَاقِطَةُ: بعد الألف قاف مكسورة ثم طاء مهملة بلفظ واحدة الساقط ضد المرتفع، موضع يقال له: ساقطة النعل.


ساقِية سُلَيمانُ: قرية مشهورة من نواحي واسط، منها القاضي علي بن رجاء بن زهير بن علي أبو الحسن بن أبي الفضل أقام ببغداد مدة يتفقه في مذهب الشافعي رضي اللهَ عنه ورحل إلى الرحبة وواصَلَ ابن المتقنة وسمع ببغداد أبا الفضل بن ناصر وغيره ورجع إلى ناحيته فولي القضاء بها وكان أبوه قاضياً بها وولي قضاء آمل أيضاً ومات بواسط منحدراً من بغداد سنة 594 ومولده في سنة 529.


سَاكَبْدِياز: بعد الألف كاف مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ودال مهملة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت وآخره زاي، من قرى نَسف، نسب إليها بعض الرُّواة.


سَالِحين: والعامة تقول صالحين وكلاهما خطأوإنما هو السَيْلَحين، قرية ببغداد نذكرها في بابها إن شاء اللَه تعالى، وقد نسب إليها على هذا اللفظ أبو زكرياء يحيى بن إسحاق السالحيني البجلي روى عن الليث بن سعد روى عنه أحمد بن حنبل رضي اللَه عنه وأهل العراق توفي سنة 220.


سَالِمُ: مدينة بالأندلس تتصل بأعمال بارُوشَة وكانت من أعظم المُدُن وأشرفها وأكثرها شجراً وماءً وكان طارق لما افتتحِ الأندلس ألفاها خراباً فعمَرت في الإسلام وهي الآن بيد الأفرنج.


سَالُوسُ: ذكرت في الشين وها هنا أولى منها، وهي في الإقليم الرابع طولها خمس وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وخسمون دقيقة. سَامَان: آخره نون، قال الحازمي: سامان، من محال أصبهان، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن علي الساماني الصحاف حدث عن أبي الشيخ الحافظ وغيره نسبه سليمان بن إبراهيم، وقال أبو عبد اللَه محمد بن أحمد البناء البشاري: سامان قرية بنواحي سمرقند، إليها ينسب ملوك بني سامان بما وراء النهر ويزعمون أنهم من ولد بهرام جور ويؤيد هنا أنهم يقولون سامان خُداه بن جُبَا بن طمغاث بن نُوشرد بن بهرام جور واختلفوا في ضبط لفظة جبا على عدة أقوال فالسمعاني ضبطه جُبا بضم أوله والباء الموحدة وضبطه المستغفري بالفتح وقال: يروى بالتاءِ ويروى بالحاءِ ويروى بالخاءِ كذا قالوا، وقال الفرغاني في تاريخه: حدثني أبو العباس محمد بن الحسن بن العباس البخاري أن أصلهم من سلمان وهي قرية من قرى بلخ من البهارمة ويمكن الجمع بين القولين لأن سامان خُداه معناه المالك سامان لأن خداه بالفارسية الملك فيكون أرادوا ذلك ثم غلب عليهم هذا الاسم وذلك كقولهم شاه أرمن لملك الأرمن وخوارزم شاه لصاحب خوارزم ويقولون لرؤساء القرى ده خدا لأن ده اسم القرية وخدا مالك كأنه قال: مالك القرية أو رب القرية.


سَامُ: من قرى دمشق بالغوطة، قال الحافظ أبو القاسم عثمان بن محمد بن عبد اللهَ بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: كان يسكن قرية سام من إقليم خولان من قرى دمشق وكان لجده معاوية وله ذكر.


سَامُ بَني سِنَانٍ : مضاف إلى بني سنان قبيلة لعلها من البربر، وهي قلعة بالمغرب في جبال صَنهاجة القبيلة وراءَ جبل دَرَن ويروى بتشديد الميم.


سَامَرَاءُ: لغة في سرَ مَنْ رأى، مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت وفيها لغات سَامَرَاءُ ممدود وسامرَا مقصور وسُرَ من رَأ مهموز الآخر وسُرَمن را مقصور الاَخر أمَا سامرَاءُ فشاهده قول البُحتري:

وأرى المطايا لا قصورَ بها

 

عن ليل سامرَاءَ تذرعـهُ

 

وسُزَ من را مقصور غير مهموز في قول الحسين بن الضحاك:

سُرَ مَن را اْسَرُ من بـغـداد

 

فاله عن بعض ذكرها المُعتاد

 

وسُرَ من راءَ ممدود الآخر في قول البحتري:

لأرحلَن وامـالـي مـطـرَحَة

 

بسر َمَن راء َمُستبطي لها القدَرُ

 

وسامرَا مقصور وسرَ من رأى وساءَ من رأى عن الجوهري وسُرَاءُ، وكتب المنتصر إلى المتوكل وهو بالشام.

إلى اللَه أشكُو عَبـرَةً تـتـحـدر

 

ولو قد حدا الحادي لظلَتْ تَـحـدَرُ

فيا حسرتا إن كنتُ في سرَ مَنْ رأى

 

مقيماً وبالشام الخلـيفة جـعـفـرُ

 قال أبو سعد: سامرَاءُ بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخاً يقال لها: سرَ من رأى فخففها الناس وقالوا سامراء. وهي في الإقليم الرابع طولها تسع وستون درجة وثلثا درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس تعديل نهارها أربع عشرة ساعة غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة وثلث ظل الظهر درجتان وربع ظل العصر أربع عشرة درجة بين الطولين ثلاثون درجة سمتُ القبلة إحدى عشرة درجة وثلث وعن الموصلي ثلاث وثمانون درجة وعرضها مائة وسبع عشرة درجة وثلث وعشر، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسرَ مرَى وقيل: إنها مدينة بُنيت لسام فنسبت إليه بالفارسية سام راه، وقيل: بل هو موضع عليه الخراج قالوا: بالفارسية ساء مره أي هو موضع الحساب وقال حمزة: كانت سامراء مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة التي كانت موظفة لملك الفرس على ملك الروم ودليل ذلك قائم في اسم المدينة لأن سا اسم الإتاوة ومُرَه اسم العلا والمعنى أنه مكان قبض عدد جزية الروم وقال الشعبي: وكان سام بن نوح له جمال ورُواء ومنظر وكان يصيف بالقرية التي ابتناها نوح عليه السلام عند خروجه من السفينة ببازَبْدَى وسماها ثمانين ويشتو بأرض جُوخَى وكان ممره من أرض جوخى إلى بازبدى على شاطىء دجلة من الجانب الشرقي ويسمى ذلك المكان الآن سام راه يعني طريق سام وقال إبراهيم الجنيدي: سمعتهم يقولون: أن سامراء بناها نوح عليه السلام ودعا أن لا يصيب أهلها سوء فأراد السفاح أن يبنيها فبنى مدينة الأنبار بحذائها وأراد المنصور بعد ما أسس بغداد بناءها وسمع في الرواية ببركة هذه المدينة فابتدأ بالبناء في البردان ثم بدا له وبنى بغداد وأراد الرشيد أيضاً بناءها فبنى بحذائها قصراً وهو بإزاء أثر عظيم قديم كان للأكاسرة ثم بناها المعتصم ونزلها في سنة 221، وذكر محمد بن أحمد البشاري نكتة حسنة فيها قال: لما عمُرت سامرَاءُ وكملت واتسق خيرها واحتفلت سميت سرُورَ مَنْ رأى ثم اختُصرت فقيل: سرَ من رأى فلما خربت وتشوهت خلقتها واستوحشت سميت ساء من رأى ثم اختُصرت فقيل: سامرَاء وكان الرشيد حفر نهراً عندها سماه القاطول وأتى الجند وبنى عنده قصراً ثم بنى المعتصم أيضاً هناك قصراً ووهبه لمولاه أشناس فلما ضاقت بغداد عن عساكره وأراد استحداث مدينة كان هذا الموضع على خاطره فجاءه وبنى عنده سرَ من رأى، وقد حكى في سبب استحداثه سرّ من رأى أنه قال ابن عبدوس: في سنة 219 أمر المعتصم أبا الوزير أحمد بن خالد الكاتب بأن يأخذ مائة ألف دينار ويشتري بها بناحية سرى من رأى موضعاَ يبني فيه مدينة وقال له: إني أتخوف أن يصيح هؤلاء الحربية صيحة فيقتلوا غلماني فإذا ابتعت لي هذا الموضع كنت فوقهم فان رابني رائب أتيتهم في البر والبحر حتى اَتي عليهم فقال له أبو الوزير: آخذ خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت قال: فأخنت خمسة اَلاف دينار وقصدت الموضعِ فابتعت ديراً كان في الموضع من النصارى بخمسة آلاف درهم وابتعت بستاناً كان في جانبه بخمسة آلاف درهم ثم أحكمت الأمر فيما احتجت إلى ابتياعه بشيءٍ يسير فانحدرت فأتيته بالصكاك فخرج إلى الموضع في اَخر سنة220 ونزل القاطول في المضارب ثم جعل يتقدم قليلاً قليلاً وينتقل من موضع إلى موضع حتى نزل الموضع وبدأ بالبناء فيه سنة 221، وكان لما ضاقت بغداد عن عسكره وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطهم فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا إما أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك فقال: كيف تحاربوني قالوا: نحاربك بسهام السحر قال: وما سهام السحر. قالوا: ندعوا عليك فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك وخرج من بغداد ونزل سامرَاء وسكنها وكان الخلفاء: يسكنونها بعده إلى أن خربت إلا يسيراً منها، هذا كله قول السمعاني ولفظه، وقال أهل السير: إن جيوش المعتصم كثروا حتى بلغ عدد مماليكه من الأتراك سبعين ألفاً فمدوا أيديهم إلى حرم الناس وسعوا فيها بالفساد فاجتمع العامة ووقفوا للمعتصم وقالوا: يا أمير المؤمنين ماشيء أحب إلينا من مجاورتك لأنك الإمام والحامي للدين وقد أفرط علينا أمر غلمانك وعمنا أذاهم فإما منعتهم عنا أو نقلتهم عنا فقال: أما نقلهم فلا يكون إلا بنقلي ولكني أفتقدهم وأنهاهم وأزيل ما شكوتم منه فنظروا وإذا الأمر قد زاد وعظم وخاف منهم الفتنة ووقوع الحرب وعاودوه بالشكوى وقالوا إن قدرتَ على نَصفَتنا وإلا فتحول عنا والا حاربناك بالدعاء وندعوا عليك في الأسحار فقال: هذه جيوش لا قدرة لي بها نعم أتحوَل وكرامة وساق من فوره حتى نزل سامرَاء وبنى بها داراًَ وأمر عسكره بمثل ذلك فعمر الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد اللَه وبنى بها مسجداً جامعاً في طرف الأسواق وأنزل أشناس بمن ضم إليه من القوَاد كَرْخَ سامرَاء وهو كرخ فيروز وأنزل بعضهم في الدور المعروفة بدور العربَاني فتوفي بسامرَاء في سنة 227، وأقام ابنه الواثق بسامراء حتى مات بها ثم ولى المتوكل فأقام بالهاروني وبنى به أبنية كثيرة وأقطع الناس في ظهر سر من رأى في الحيّز الذي كان احتجره المعتصم واتسع الناس بذلك وبنى مسجداً جامعاً فأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارة لتعلو أصوات المؤذنين فيها وحتى يُنظر إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا المسجد الأول واشتق من دجلة قناتَين شتوية وصيفية تدخلان الجامع وتتخللان شوارع سامرَاء واشتق نهراً آخر وقدره للدخول إلى الحيز فمات قبل أن يتمم وحاول المنتصر تتميمه فلقصر أيامه لم يتمم ثم اختلف الأمر بعده فبطل، وكان المتوكل أنفق عليه سبعمائة ألف دينار ولم يَبن أحد من الخلفاء بسر من رأى من الأبنية الجليلة مثل ما بناه المتوكل فمن ذلك القصر المعروف بالعروس اْنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم والقصر المختار خمسة آلاف ألف درهم والوحيد ألفي ألف درهم وإلجعفري المحدث عشرة آلاف ألف درهم والغريب عشرة الاف ألف درهم والشيدان عشرة آلاف ألف درهم والبرج عشرة الآف ألف درهم والصبح خمسة آلاف ألف درهم والمليح خمسة آلاف ألف درهم وقصر بستان الأيتاخية عشرة لاف ألف درهم والتلّ علوه وسفله خمسة آلاف ألف درهم والجوسق في ميدان الصخر خمسمائة ألف درهم والمسجد الجامع خمسة عشر ألف ألف درهم وبركو أن للمعتز عشرين ألف ألف درهم والقلائد خمسين اْلف دينار وجعل فيها أبنية بمائة ألف دينار والغرد في دجلة ألف ألف درهم والقصر بالمتوكلية وهو الذي يقال له: الماحوزة خمسين ألف ألف درهم والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم واللؤلؤة خمسة اَلاف ألف درهم فذلك الجميع مائتا ألف ألف وأربع وتسعون ألف ألف درهم، وكان المعتصم والواثق والمتوكل إذا بنى أحدهم قصرأ أو غيره أمر الشعراء أن يعملوا فيه شعراً، فمن ذلك قول علي بن الجهم في الجعفري الذي للمتوكل:

وما زلتُ أسمعُ أن المـلـو

 

ك تبني على قدر أقدارهـا

وأعلمُ أن عـقـول الـرجـا

 

ل تقضي عليها بـآثـارهـا

فلمـا رأينـا بـنـاء الإمـا

 

م رأينا الخلافة في دارهـا

بدائع لـم تَـرَهـا فـارس

 

ولا الروم في طول أعمارها

وللروم مـا شـيد الأولـون

 

وللفرس آثـار أحـرارهـا

وكنا نُحِسنُ لـهـا نـخـوةً

 

فطامنَتَ نخوةَ جـبـارهـا

وأنشأتَ تحتج للمسـلـمـين

 

على مُلْحديها وكُـفـارهـا

صحون تُسافر فيها العـيون

 

إذا ما تجلَتْ لأبـصـارهـا

وقُبهُ مُلك كـأن الـنـجـوم

 

تضيءُ إليها بـأسـرارهـا

نظمنَ الفسافسَ نظم الحلـي

 

لعُون النساء وأبـكـارهـا

لو أن سـلـيمـان أدَت لـه

 

شياطينَه بعض أخبـارهـا

لأيقَـنَ أن بـنـي هـاشـم

 

تقدّمها فضل أخـطـارهـا

 

وقال الحسين بن الضحاك:

سرَ من را أسر من بـغـداد

 

فالْهُ عن بعض ذكرها المعتاد

حَبذَا مَسرح لها ليس يخلـو

 

أبداً مـن طـريدة وطِـراد

ورياض كأنما نشـرَ الـزه

 

ر عليها محـبـرَ الأبـراد

وآذكر المشرف المطل مـن

 

التل على الصادرين والورَاد

وإذا روَحَ الرعاء فـلا تـن

 

س رواعي فراقـد الأولاد

 

وله فيها ويفضلها على بغداد:

على سرَ من را والمصيف تحية

 

مُجللةٌ من مغرمٍ بهـوَاهُـمَـا

ألا هل لمشتاق ببغـداد رجـعة

 

تقرب من ظليهما وذراهـمـا

مَحلان لقى اللهَ خـيرَ عـبـاده

 

عَزِيمة رشدٍ فيهما فاصطفاهما

وقولا لبغداد إذا ما تنـسـمـت

 

على أهل بغداد جعلتُ فداهمـا

أفي بعض يوم شف عَينيَ بالقذا

 

حرورك حتى رابني ناظراهما

 

ولم تزل كل يوم سُر من رأى في صلاِح وزيادة وعمارة منذ أيام المعتصم والواثق إلى آخر أيام المنتصر بن المتوكل فلما ولى المستعين وقويت شوكة الأتراك واستبدوا بالملك والتولية والعزل وانفسدت دولة بني العباس لم تزل سر من رأى في تناقُص للاختلاف الواقع في الدولة بسبب العصبية التي كانت بين أمراء الأْتراك إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من الخلفاء وأقام بها وترك سر من رأى بالكلية المعتضد بالله أمير المؤمنين كما ذكرناه في التاج وخربت حتى لم يبق منها إلا موضع المشهد الذي تزعم الشيعة أن به سرداب القائم المهدي ومحلة أخرى بعيدة منها يقال لها كَرخ سامَرَاء وسائر ذلك خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلها أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم ولا انس ولا أوسع ملكاً منها فسبحان من لا يزول ولا يحول، وذكر الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمى بالعزيزي قال وأنا اجتزت بسر من رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد ماد عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها للوقت لم تعدم إلا الأبواب والسقوف فأما حيطانها فكالجدد فمازلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا إلى العمارة منها وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها ثم سرنا من الغد على مثل تلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر ولا شك أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ، وكان ابن المعتز مجتازاً بسامراء متأسفاً عليها وله فيها كلام منثور ومنظوم في وصفها ولما استدبر أمرها جعلت تُنقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمر بها، فقال ابن المعتز:

قد أقفرت سر من را

 

وما لـشـيء دوام

فالنقض يُحمل منهـا

 

كأنـهـا آجـــام

ماتت كما مات فـيل

 

تُسل منه العـظـامُ

 

وحدثني بعض الأصدقاء قال اجتزت بسامَرَاءَ أو قال أخبرني من اجتاز بسامراء فرأيت على وجه حائط من حيطانها الخراب مكتوباً:

حكمُ الضيوف بهذا الربعِ أنفذ من

 

حكم الخلائف آبائي على الأمـم

فكل ما فيه مبذو ل لطـارقـه

 

ولا ذمام به إلا على الـحُـرَم

 

وأظن هنا المعنى سبق إليه هذا الكاتب فإذا هو مأخوذ من قول أرطاة بن سُهية المري حيث قال:

وإني لقوام لدى الضيف موْهنـاً

 

إذا أغدف الستر البخيل المواكلُ

دعا فأجابتـه كـلاب كـثـيرة

 

على ثقة مني بأنـي فـاعـلُ

وما دون ضيفي من بلاد تحوزه

 

ليَ النفس إلا أن تصان الحلائلُ

وكتب عبد الله بن المعتز إلى بعض إخوانه يصف سر من رأى ويذكر خرابها ويذم بغداد وأهلها ويفضل سامراء كتبت إليك من بلدة قد أنهض الدهر سكانها، وأقعدَ جدرانها، فشاهد اليأس فيها ينطق، وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عُمرانها يطوى، وكأن خرابها يُنشرُ، وقد وُكلت إلى الهجر نواحيها، واستُحث باقيها إلى فانيها، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حق جوار، فالظاعن منها ممحُوُ الأثر، والمقيم بها على طرف سفر. نهاره إرجاف، وسروره أحلام. ليس له زاد فيرحل ولا مرعىً فيرتع، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا. بعد ما كانت بالمرأى القريب جنة الأرض وقرار الملك تفيض بالجنود أقطارُها عليهم أردية السيوف وغلائل الحديد كأن رماحهم قرون الوعول، ودروعهم زبد السيول. على خيل تأكل الأرض بحوافرها وتمد بالنقع سائرها. قد نشرت في وجوهها غرراً كأنها صحائف الَبرق وأمسكها تحجيل كأسورة اللُجين ونوطت عذراً كالشنوف في جيش يتلقف الأعداء أوائلُه ولم ينهض اْواخره، وقد صب عليه وقارُ الصَبر وهبت له روائح النصر. يصرفه ملك يملأ العين جمالاً، والقلوب جلالاً. لا تخلف مخيلتُه، ولا تنقض مريرتهُ، ولا يخطىءُ بسهم الرأي غرض الصواب، ولا يقطع بمطايا اللهو سفر الشباب. قابضاً بيد السياسة على أقطار ملك لاينتشر حبله، ولا تتشظى عصاه، ولا تطفى جمرته. في سن شباب لم يجْن مَأْثماً، وشيب لم يراهق هرماً. قد فرش مهاد عدله، وخفض جناح رحمته. راجمأ بالعواقب الظنون لا يطيش عن قلب فاضل الحزم. بعد العزم. ساعياً على الحق يعمل به عارفاً بالله يقصد إليه. مقراً للحلم ويبذله. قادراًَ على العقاب ويعدل فيه. إذ الناس في دهر غافل قد اطمأنت بهم سيرة لينة الحواشي خشنة المرام تطير بها أجنحة السرور، ويهب فيها نسيم الحبور، فالأطراف على مسرة، والنظر إلى مبرة. قبل أن تخب مطايا الغير، وتسفر وجوه الحذر، ومازال الدهر ملياً بالنوائب. طارقاً بالعجائب. يؤمن يومه، ويغدر غدره. على أنها وإن جفيت معشوقة السكنى، وحبيبة المثوى. كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصاها جوهر، ونسيمُها معطر، وترابُها مسك أذفر ويومُها غداةٌ ، وليلُها سحر، وطعامُها هنيء؛ وشرابها مرىٌ؛ وتاجرها مالك، وفقيرها فاتك. لا كبغدادكم الوسخة السماء. الومدة الهواء. جوها نار، وأرضها خَبار، وماؤها حميم، وترابها سرجين، وحيطانها نزور، وتشرينها تَموز، فكم في شمسها من محترق، وفي ظلها من عرق. ضيقة الديار. قاسية الجوار. ساطعة الدخان. قليلة الضيفان. أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، ومالهم مكتوم. لا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه. حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وبعد اللجاجة انتهاء والهم إلى فرجة، ولكل سائلة قرار وبالله أستعين وهو محمود على كل حال:

غدت سر َمن را في العفاء فيالها

 

قفانبك من ذكرَى حبيب ومنزل

وأصبح أهلوها شبيهاً بحـالـهـا

 

لما نَسجتها من جنوب وشَمـأل

إذا ما آمرءٌ منهم شكا سوءَ حاله

 

يقولون لا تهلك أسى وتجـمـل

 

وبسامَراء قبر الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر وابنه الحسن بن علي العسكريين وبها غاب المنتظر في زعم الشيعة الإمامية وبها من قبور الخلفاء قبر الواثق وقبر المتوكل وابنه المنتصر وأخيه المعتز والمهتدي والمعتمد بن المتوكل.


السّامِرَةُ: يجوز أن يكون جمع قوم سمرة الذين يسمرون بالليل للحديث، وهي قرية بين مكة والمدينة.


سَامَةُ: السام عرق الذهب الواحدة سامة وبه سمى سامة بن لؤي وبنو سامة. محلة بالبصرة سميت بالقبيلة وهم سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة من قريش. ينسب إلى المحلة بعض الرواة، وسامة العليا، وسامة السفلى من قرى ذمار باليمن، وقال العمراني سامة موضع.


سامٌ: وقد ذكر معناه. قال العمراني. جبل.


سَامينُ: من قرى همذان. قال شيرُوَيه حسن بن إبراهيم بن الحسن الضرير أبو علي الخطيب بسامين روى عن جعفر الأبهري وابن عبدان وابن عيسى وكان صدوقاً شيخاً سمعت منه. سانجَن: بعد الألف الساكنة نون ساكنة أيضاً وجيم مفتوحة واخره نون. من قرى نسف. قد نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش بن خدَيج السانجي النسفي الإمام المشهور رحل في طلب العلم إلى الحجاز والعراق والشام ومصر وروى عن قُتيبة بن سعيد وأبي موسى الزمن وهشام بن عمار وغيرهم روى عنه ابنه سعيد وجماعة كثيرة مات سنة 295 عن خمس وثمانين سنة.


سَاتقَانُ: بعد الألف نون ساكنة أيضاً ثم قاف واخره نون. من قرى مروَ على خمسة فراسخ منها. وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم ذكرهم السمعاني في النسب.


سانوَاجرْد: بعد الألف نون ساكنة وبعد الواو ألف ثم جيم مكسَورة وراء ودال مهملة، هذا اسم لعدة قرى بمرو وسرخس، وقد نسب إليها بعض أهل العلم.


السانَةُ: حصن في جبل وصاب من أعمال زبيد باليمن.


سَانُ: بعد الألف نون. من قرى بلخ. ينسب إليها سانجى يقال لها سان وجهاريك، وينسب إليها الفقيه أبو زكرياء حسن السانجي من أصحاب أبي معاذ روى عن عبد الله ابن وهب المصري وغيره.


سَانِبز: قرية من قرى جبل شهريار بأرض الديلم. ينسب إليها أبو نصر السانيزي وكان من أتباع شروين رُستَم بن قارن ملك الديلم ثم عظم شأنه وكثر أعوانه حتى غلب على الجبلين جبل الديلم وجبل الجيل وطبرستان بأسرها وقومس وما صاقبها وعزم نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني على قصد الري فجعل طريقه على جبل شهريار طمعاً أن يستخلصه لشروين ويعيد الوارث فحصره أبو نصر هذا في موضع يقال له هزار كِرِي أربعة أشهر لم يقدر على أن يجوز ولا على أن يتأخر عنه حتى بذل له ثلاثين ألف دينار حتى أفرج عنه الطريق.


سَاوَكَانُ: بعد الألف واو مفتوحة وكاف واَخره نون. بليدة من نواحي خوارزم بين هزاراسب وحُشميثن فيها سوق كبير وجامع حسن ومنارة رأيتها في سنة 617 عامرة آهلة.


ساوَه: بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة. مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط بينها وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخاً وبقربها مدينة يقال لها آوه فساره سُنية شافعية واوه أهلها شيعة إمامية وبينهما نحو فرسخَين ولايزال يقع بينهما عصبية ومازالتا معمورتين إلى سنة 617 فجاءها التتر الكفار فخُبرت أنهم خربوها وقتلوا كل من فيها ولم يتركوا أحد ألبتة وكان بها دار كتب لم يكن في الدنيا أعظم منها بلغني أنهم أحرقوها وأما طول ساوه فسبع وسبعون درجة ونصف وثلث وعرضها خمس وثلاثون درجه، وفي حديث سطيح في أعلام النبوة وخمدت نار فارس وغارت بُحَيرة ساوه وفاض وادي سماوه فليست الشام لسطيح شاماً في كلام طويل، وقد ذكرها أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسِي شاعر سيف الحولة بن مزيد فقال:

ألا يا حـمـام الـدوح دوح نُـجــارة

 

أفِقْ عن أذى النجوَى فقد هجتَ لي ذكرا

علامَ يُنـديك الـحـنـين ولـم تـضـع

 

فراخاً ولم تفقِدْ عـلـى بـعُـدٍ وكـرَا

ودوحـك مـيالُ الـفـروع كـأنَـمـا

 

يقل على أعـواده خـيمـاً خـضـرَا

ولـم تـدرِ مـا أعـلام مَـرْو وسـاوَةٍ

 

ولم تمس في جيحون تلتمس الـعُـبـرا

 

والنسبة إلى ساوة ساوئ وساوجى، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم. منهم أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن يوسف الساوي رحل وسمع بدمشق وغيرها سكن مرو وسمع أبا علي الحظائري واسماعيل بن محمد اْبا علي الصفار وأبا جعفر محمد بن عمرو البُحتري وأبا عمرو الزاهد وأبا العباس المحبوبي الرَزاز وخيثمة بن سليمان سمع منه الحاكم أبو عبد اللَه ومات سنة 346، وأبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن علك الساوي أحد الأئمة الشافعية صحب أبا محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وأخذ عنه علم الحديث وسمع جماعة ظاهرة وافرة ببغداد وروى عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأبوعبد اللَه محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد الإسفراييني وتوفي ببغداد سنة 484 أو485، وعبد الله بن محمد بن عبد الجليل القاضي وكان أبوه وجده من الأعلام.


سَاوِينُ: بعد الألف واو مكسورة ثم ياء مثناة من تحت وآخره نون. موضع في قول تميم بن مقبل الشاعر:

أمسَت بأذْرُع أكباد فحمَ لها

 

ركب بِلينَةَ أو ركب بساوينا

 

سَاو: قرية صغيرة من نواحي البَهْنَسا من الصعيد الأدنى. السَاهِرَةُ: موضع في البيت المقدّس وقال ابن عباس الساهرة أرض القيامة أرض بيضاءُ لم يسفَك فيها دمٌ عن البشاري.


سَاهِم: بعد الألف هاء مكسورة وميم من قولهم وجه ساهم أي ضامر متغير. قال سُبيع بن الخطيم:

أربابِ نخلَةَ والقُرَيْظِ وساهِم

 

أني كذلك آَلِفٌ مَـألُـوفُ

 

في أبيات ذكرت في القريظ واللَه أعلم.


سَاهُوقُ: بعد الألف هاءٌ ثم واو وآخره قاف. موضع.


السَائبَةُ: من قرى اليمامة.


سائر: من نواحي المدينة. قال ابن هرْمَةَ:

عفا سائرٌ منها فهَضْب كُتانة

 

فدَا رٌ بأعْلَى عاقلٍ أو مُحسرِ

ومنها بشرقي المذاهب دمنةٌ

 

معطلة اَياتُهـا لـم تُـغَـير

 

سَاية: بعد الألف ياء مثناة من تحت مفتوحة وهاء. اسم واد من حدود الحجاز وهو يجري في الشذوذ مجرى آية وغاية وطاية وذلك أن قياس أمثاله أن تنقلب لامه همزة لكنهم تجتبوا ذلك لأنهم لو همزوها لكان يجتمع على الحرف اعتلال العين واللام وذلك إجحاف وان كان قد جاء فيما لايُعَدُ نحو ماءٍ وشاءٍ ، وقيل ساية واد يُطْلَع إليه من السراة وهو واد بين حاميتيْن وهما حَرَتان سواد وان بها قرى كثيرة مسماة وطُرُقٌ من نواحِ كثيرة، وفي أعلاها قرية يقال لها الفارع ووالي ساية من قبل صاحب المدينة وفيها نخيل ومزارع وموز ورمان وعنب وأصلها لولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيها من أفناءِ الناس وتجار من كل بلد كذا قاله عرَام فيما رواه عنه أبو الأشعث ولا أدري أهي اليوم على ذلك أم تغيرت وقال ابن جني في كتاب هذيل لقد قرأته بخطه شمنْصير جبل بساية وساية واد عظيم به أكثر من سبعين عيناً وهو وادي أمَج، وقال مالك بن خالد الخناعي الهُذَلي:

بودكِ أصحابي فلا تَزدهيهم

 

بسايَةَ إذ دمتْ علينا الحرئبُ

 

وقال المُعطَل الهُنَلي:

ألا أصبَحَتْ ظَمياءُ قد نزَحَت بها

 

نَوى خَيتَعُور طَرحُها وشتاتُهـا

وقالت تعلَم أن مـا بـين سـايةٍ

 

وبين دُفاق رَوحَة وغَـدَاتُـهـا

 

وقال أبو عمرو الخناعي:

أسائل عنهم كلمـا جـاء راكـبٌ

 

مقيما بأملاح إذا رُبِطَ الـيَعـرُ

وما كنت أخشَى أن أعيش خلافهم

 

بِستَة أبياتٍ كما نبَتَ الـعِـتـرُ

 

- والعتر- نبت على ستة ورقات أي ست شُعُب لا يزيد ولا ينقص:

بما قد أراهم بين مَرَ وساية

 

بكل مسيل منهم أُنس غبرُ

- غُبر- جمع غبير وكان مثقلاً فخفف يقال حي غبير اْي كثير.