حـرف الـشـيـن: باب الشين والألف وما يليهما

باب الشين والألف وما يليهما

شَابَاي: بعد الألف باء موحدة، من قرى مرو، منها علي ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الشاباني سمع من ابن المبارك عامة كتبه وأكثر حديثه بخوارزم قاله ابن مندة.

شابَجن: بالباء الموحدة المفتوحة والجيم الساكنة واخره نون، من قرى صغد سمرقند.

شَابَرَابَاذ: بعد الألف باء موحدة مفتوحة، قرية على خمسة فراسخ من مرو، وقد نسب إليها بعض الرواة. شَابَرَانُ: بعد الألف باء موحدة مفتوحة واخره نون، مدينة من أعمال أزان استحدثها أنوشروان، وقيل: من أعمال دربَنْد وهو باب الأبواب بينها وبين مدينة شروان نحو عشرين فرسخاً.

شَابُرْخُوَاست: بعد الألف باء موحدة أيضاً ثم خاء معجمة مضمومة وبعد الواو ألف ثم سين مهملة ساكنة وآخره تاء مثناة من فوق ويروى بالسين في أوله وقد ذكر في باب السين بلفظ سابور، ينسب إليها أبو القاسم علي بن الحسين بن أحمد بن موسى الشابرخواستي روى عن القاضي أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم السينيزي وغيره.

شَابَرْزَانُ: بعد الألف باء موحدة ثم راء ساكنة ثم زاي واخره نون، بليدة بين السوس والطيب من أعمال خوزستان.

شَابَرَنج: بعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم راء مفتوحة ثم نون ساكنة ثم جيم، قرية على ثلاثة فراسخ من مرو في الرمل، قد نسب إليها بعض الرواة.

شَابَسَه: بفتح أوله والباء الموحدة والسين المهملة، من قرى مرو بينهما فرسخان ينسب إليها شابَسقي.

شَابك: موضع من منازل قُضاعة بالشام في قول عدي بن اَلرقاع الشاعر:

أتعرف بالصحراء شرقي شابك

 

منازل غزلانِ لها الأنس أطيبا

ظللتُ أريها صاحبي وقد أرى

 

بها صاحبا من بين غرَ وأشببَا

 

شَابُور: بعد الباء الموحدة واو ساكنة واخره راء مهملة، قال العمراني: موضع بمصر وشَابور تَزَه بالزاي، من قرى مرو عن أبي سعد، ونسب إليها بعض الرواة.


شَابُهار: بعد الألف باء موحدة مضمومة واَخره راء مهملة، قرية من قرى بلخ عن السمعاني، وقد نسب إليها بعض الرواة.


شَابَةُ: بالباء الموحدة الخفيفة، جبل بنجد وقيل: بالحجاز في ديار غطفان بين السليلة والرَبذة وقيل: بحذاء الشُعبية، قال القتال الكلابي:

 

تركتُ ابن هبار لدى الباب مسـنـداً

 

وأصبح دوني شـابة فـأرُومُـهـا

بسيف امرىء لا أخبر الناس ما اسمُهُ

 

وإن حقرت نفسي إلي همومـهـا

 

وقال كُثير:

قوارضُ هضب شابةَ عن يسار

 

وعن أيمانها بالمـحـوقـورُ

 

شَاتَانُ: بعد الألف تاء مثناة من فوق واخره نون، قلعة بديار بكر، ينسب إليها الحسن بن علي بن سعيد بن عبد الله الشاتاني يلقب علم الدين كان أديباً شاعراً فاضلاً قدم على صلاح الدين يوسف بن أيوب فأكرَم مثواه ومدحه العلماء بمدائح جمة وكان يبرز بالعلم وكان قدم بغداد وتفقه بها على منصب الإمام الشافعي رضي الله عنه سمع الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي القاسم إسماعيل بن محمد السمرقندي وغيرهم في الرسائل من الموصل إلى بغداد وغيرهما وقد قيل: إنه تغير في اخر عمره بعد أن سمع عليه ومولده سنة 513، وتوفي في شعبان سنة 579قال الحافظ: وكان تأدبَ على ابن السجزي وابن الجواليقي وقدم دمشق وعُقد له مجلس وعظ في سنة 531. شَاجِب: بالجيم المكسورة ثم باء موحدة، والشاجب في اللغة الهالك، وهو واد من العَرَمة عن أبي عبيدة ورواه أبوعمرو شاحب بالحاء المهملة من قولهم رجل شاحب أي نحيل هزيلٌ ، قال الأعشى:

 

ومنا ابن عمرو يوم أسفل شاجب

 

يزيد وألهَتْ خيلُه غبـراتـهـا

 

شاجِن: بالجيم والنون، واد بالحجاز، وقيل: نجدي ماء بين البصرة واليمامة.


شاحِط: مدينة باليمن ولها عمل واسع وفي سلطانها يقول زيد بن الحسن الإحاظي:

قالوا لنا السلطان في شاحـط

 

يأتي الزنا من موضع الغائط

قلتُ هل السلطان أعلاهمـا

 

قالوا بل السلطان من هابط

 

شَاذبهمَن: بالذال المعجمة ومعنى شاذ الفَرح كأنه فرح بَهْمَنَ وبهمن اسم ملك من ملوك الفرس، وهي كورة دجلة منها طسموج مَيسان وطسوج دَستميسان وهي الأبلة وطسوج أبزقباذ.


شَاذشَابور: معناه كالذي قبله، وهي كورة فيها عدة إستانات منها كسكر وهي واسط والزندورَد ومنها الجوا زِر.


شَاذ فَيرُوز: كان، اسماً للطسوج الذي كان منه هيت والأنبار. شَاذُ قُباذ: معناها أيضاً معنى التي قبلها، وهي كورة بشرقي بغداد وتشتمل على ثمانية طساسيج رُستقُباذ ومَهرُوذ وسِلسل وجلولاء والبندَنيجين وبَرَاز الروز والدسكرة والرستاقين ويضاف إلى كل واحدة من هذه لفظة طسوج وفي رواية أخرى إن شاذقباذ هي التي تعرف بالأستان العالي ولها أربعة طساسيج في رواية فيروزشابور وهي الأنبار وهيت وطسوج العانات وطسوج قَطربتُل وطسوج مسكِن.


شَاذكان: بالذال المعجمة، ثم كاف وآخره نون. بلد بنواحي خوزستان.


شَاذكُوه: شاذ معناه الفرح وكوه بالفارسية الجبل، وهو موضِع من جرجان.


شَاذمَانه: بعد الألف الثانية نون، قرية بينها وبين مدينة هراة نصف قرسخ، وقد نسب إليها أبو سعد عبيد الله بن أبي أحمد عاصم بن محمد الشاذماني الحنفي سمع أبا الحسن علي بن الحسن الداودي سمع منه عبد الوارث الشيرازي ومات بعد سنة 480.


شَاذَمِهر: بعد الذال ميم مكسورة وآخره راء مهملة مدينة أو موضع بنيسابور وقد ذكر شاهده بالشاذياخ بعد هناك.


شاذوَان: ويقال: بالسين المهملة، الجبل الذي عن جنوبي سمرقند وفيه رستاق وقرى وليس بسمرقند رستاق أصح هواءَ وِلا زرعأ ولا فواكه منه وأهله أصح الناس أبدانا وألوانا وطول هذا الرستاق عشرة فراسخ وزيادة وجبلها أقرب الجبال إلى سمرقند.


شَاذهرمُز: هُرمُز اسم أحد ملوك الفرس وقد ذكر معناه اَنفاً، وهي كورة من نواحي بغداد أوله سامراءُ منحدراً وهو سبعة طساسيج طسوج بُزُزجَسابور طسوج نهر بُوق طسوج كلوَاذَى طسوج نهرِ بين طسوج الجازر طسوج المدينة العتيقة مقابل المدائن التي فيها الإيوان طسوج الراذان الأعلى طسوج الراذان الأسفل.


الشاذِياخُ: بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت واَخره خاء معجمة، قرية من قرى بلخ يقال لها: الشاذياخ، وشاذياخ أيضاً مدينة نيسابور أم بلاد خراسان في عصرنا وكانت قديمأ بستاناً لعبد الله بن طاهربن الحسين ملاصق مدينة نيسابور فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور والياَ على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصباً فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيوراً فلزم البيت لا يفارقه غيرةً على زوجته فقال له الجندي يوماً اذهب واسق فرسي ماءً فلم يجسُرْ على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال لزوجته: اذهبي أنتِ واسقي فرسه لأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة واتفق ركوب عبد اللًه بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك وهينتك لا يليق بهما أن تقودي فرساً وتسقيه فما خبرك فقالت: هذا فعل عبد اللَّه بن طاهر بنا قاتله اللًه ثم أخبرته الخبر فغضب وحوقل وقال: لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شراً ثم أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بيسابور حل ماله ودمه وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه داراَ له وأمر الجند ببناء الدور حوله فعمرت وصارت محلة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالها ثم بنى أهلها بها دوراً وقصرراَ، هذا معنى قول الحاكم فإنني كتبتُ من حفظي إذ لم يحضرني أصله ولذلك قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر:

فاشرَبْ هنيئاً عليك التاج مرتفقـاً

 

بالشاذياخ ودعَ غَمدانَ لـلـيمـن

فأنت أولى بتاج الملك تلـبـسـه

 

من ابن هوذَة يوماً وابن ذي يَزَن

 

ثم انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمر بها بعض الشعراء فقال:

وكان الشاذياخ مَناخ مـلـك

 

فزال الملكُ عن ذاك المناخ

وكانت دورهم للهو وقـفـاً

 

فصارت للنوائح والصراخ

فعين الشرق باكية علـيهـم

 

وعين الغرب تسعد بانتضاخ

 

وقال اَخر:

فتلك قصور الشـاذياخ بـلاقـع

 

خراب يَباب والـمـيانُ مـزارع

وأضحت خلاءً شانُمُهر وأصبحت

 

معطلة في الأرض تلك المصانعُ

وغنًى مغني الدهر في آل طاهـر

 

بما هو رأي العين في الناس شائع

عفا الملك من أولاد طاهر بعدمـا

 

عفا جثم من أهلـه والـفـوارعُ

وقال عوف بن محلم: في قطعة طويلة أذكرها بتمامها في الميان إن شاء الله.

سقى قصور الشاذياخ الـحـيا

 

من بعد على وقصور المـيان

فكم وكم من دعوة لـي بـهـا

 

ما إن تخطاها صروف الزمان

 

وكنت قدمت نيسابور في سنة 613 وهي الشاذياخ فاستطبتها وصادفت بها من الدهر غَفْلَة خرج بها عن عادته واشتريتُ بها جارية تُزكية لا أرى أن الله تعالى خلق أحسن منها خلقاً وخُلقا وصادفت من نفسي محلاً كريماً ثم أبطرتني النعمة فاحتججت بضيق اليد فبعتها فامتنع عليَ القرار وجانبت المأكول والمشروب حتى أشرفت على البَوَار فأشار علي بعض النصحاء باسترجاعها فعمدتُ لذلك واجتهدت بكل ما أمكن فلمٍ يكن إلى ذلك سبيل لأن الذي اشتراها كان متمولا وصادفت من قلبه أضعاف ما صادفت مني وكان لها إليَ ميل يضاعف ميلي إليها فخاطبت مولاها في ردها علي بما أوجبت به على نفسها عقوبة ففلت في ذلك:

ألا هل ليالي الـشـاذياخ تـؤوبُ

 

فإني إليها مـا حـييتُ طَـرُوبُ

بلاد بها تصبي الصبا ويَشوقنـا ال

 

شمالُ ويقتاد القلـوبَ جـنـوبُ

لذاك فـؤادي لا يزال مـرَوعـاً

 

ودمعي لفُقدان الحبيب سَـكـوبُ

ويوم فـراق لـم يردهْ مــلالة

 

محب ولم يجمع علـيه حـبـيب

ولم يحدُ حادٍ بالرحـيل ولـم يزع

 

عن الإلف حزن أو يحول كثـيب

أئن ومن أهواه يسـمـع أنـتـي

 

ويدعو غرامي وجـده فـيجـيبُ

وأبكي فيبكي مسعداً فـيلـتـقـي

 

شهيقٌ وأنفـاس لـه ونـحـيب

على أن دهري لم يزل مذ عرفته

 

يُشتتُ خُلأنَ الـصـفـا ويريبُ

ألا يا حبيبـاً حـال دون بـهـائه

 

على القرب باب محكم ورقـيبُ

فمن يصحُ من داء الخُمارفليس من

 

خِمارِ خمارٍ للمحـب طـبـيبُ

بنفسي أفدي من أحب وِصـالـه

 

ويَهوَى وصالي مَـيلـه ويثـيبُ

ونبذل جَهدَينا لشَمـل يضـمـنـا

 

ويأبى زماني إن ذا لـعـجـيبُ

وقد زعموا أنْ كل من جد واجـد

 

وما كل أقوال الرجال تـصـيبُ

 

ثم لما ورد الغُز إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في سنة 548قدموا نيسابور فخرَبوها وأحرقوها فتركوها تلالاً فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمَروها فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا ثم خرَبها التتر لعنهم الله في سنة 617 فلم يتركوا بها جداراً قائماً فهي الان فيما بلغني تلول تبكي العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.


شار: من حصون اليمن في مخلاف جعفر، قال نصر: شار من الأمكنة التهامية.


شارعُ الأنبارِ: قال أبو منصور: الشارع من الطرق الذي يشرع فيه الناس عامةً لهم فيه شرعْ سواء وهو على هذا المعنى ذو شرع من الخلق يشرعون به ودور شارعة إذا كانت أبوابها شارعة في طريق شارع ودور شوارعُ وهي على نهج واحد وشارعُ الأنبار، محلة كانت ببغداد قرب مدينة المنصور كانت من جهة الأنبار فسميت بذلك.


شارعُ دارِالرَقيق: محلة ببغداد باقية إلى الآن وكان الخراب قد شملها وهي ناحية على دجلة كان يباع الرقيق فيها قديماً وهي بالجانب الغربي متصلة بالحريم الطاهري وفيها سوق وفيها يقول أبو محمد رِزقُ الله بن عبد الوَهاب التميمي وكانت وفاته سنة 488:

 

شارعُ دار الرقيق أرقني

 

فليت دار الرقيق لم تكن

به فتاة للقلـب فـاتـنة

 

أنا فداء لوَجهها الحسن

 

شارعُ الغامشِ: بالغين والشين المعجمتين بخط عبد السلام البصري، من شوارع بغداد.


شارعُ المَيدَانِ: من محالً بغداد أيضاً بالجانب الشرقي خارج الرُصافة وكان شارعاً مادا من الشماسية إلى سوق الثلاثاءِ وفيه قصر أمّ حبيب بنت الرشيد.


شارعٌ : غير مضاف إلى شيء جبل من جبال الدهناءِ ذكره ذو الرُمة:

أمن دمنة بين القلات و شـارع

 

تصابيت حتى كادت العين تسفح

 

وذكره متمم بن نُويرة في مرثية أخيه مالك فقال:

سقى الله أرضاً حلَها قبر مالـك

 

ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا

وآثـر سـيلَ الـواديين بـديمة

 

تُرَشحُ وسمياً من النبت خِروَعـا

فمنعَرَج الأجناب من حول شارع

 

فرَؤى جنابَ القريتين فَضلفَعـا

 

شَارِقَةُ: بعد الراء المهملة قاف، حصن بالأندلس من أعمال بَلَنْسية في شرقي الأندلس، ينسب إليها رجل مز أهل القرآن يقال له: الشارقي اسمه أبو محمد عبد الله بن موسى روى عن أبي الوليد يونس بن مُغيث بن الصَفا عن أبي عيسى عن عبد الله بن يحيى بن يحيى.


شَارِكُ: بعد الراء المهملة كاف، بليدة من نواحي أعمال بلخ، خرج منها طائفة من أهل العلم عن أبي سعد، منهم أبو منصور نصر بن منصور الشاركي المعروف بالمصباح كان من الفضلاء رحل في البلاد ودخل مصر وأقام بها إلى أن مات وله شعر يتشوَق به إلى وطنه ومن شعر5:

دق عيشي لأن فضـلـي درْ

 

وتَرى الدر نظمُهُ في النصاح

وحواني ظلامُ دهري ولكـن

 

ما يضرُ الظلامٍ بالمصبـاح

 

وفي شعره ما يدل على أن شاركاً اسم جده فقال:

ونار كأفنان الصباح رفيعةٍ

 

تَوَرثتها من شارك بن سنان

مُتوَجة بالفَرقـدَين كـريمة

 

تجير من البأساء والحدَثانِ

كثيرة أغصان الضياء كأنها

 

تبشر أضيافي بألف لسـان

 

شَارمساح: قرية كبيرة كالمدينة بمصر بينها وبين بورة أَربعة فراسخ وبينها وبين دمياط خمسة فراسخ من كورة الدقهلية.


الشارُوفُ: بعد الراء واو ثم فاء: كأنه فاعول من الشرف وهو الموضع العالي، جبل لبني كنانة.


شاس: بالسين المهملة، قال ابن موسى: طريق بين المدينة وخيبر ولما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سلك مرحباً ورغب عن شاس ويقال: شاس الرجل يشاس إذا عرف في نظره الغضب والحِقدُ.


شاش: بالشين المعجمة بالري، قرية يقال لها: شاش النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء في بما وراء النهر ثم ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعية المذهب وإنما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد، أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي فإنه فارقها وتفقه ثم عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه ومات سنة 366 وكان أوحد أهل الدنيا في الفقه والتفسير واللغة ومولده سنة 291 رحل في طلب العلم وسمع بدمشق والعراق وغيرهما وسمع أبا عروبة وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وأبا بكر الباغندي وأبا بكر بن دُرَيد روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي، وينسب إليها أيضاً أبو الحسن علي بن الحاجب بن جُنَيد الشاشي أحد الرَحالين في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز والجزيرة والشام روى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن خَشْرَم روى عنه أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفر وغيرهما وتوفي بالشاش سنة 314، وقال أبو الربيع البلخي يذكر الشاش:

الشاش بالصيف جنة

 

ومن أذىَ الحر جُنة

لكنني يعـتـرينـي

 

بها لدي البرد جنة

 

وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع وعشون درجة وعرضها خمس وأربعون درجة وهي في الإقليم السادس وهي على رأس الإقليم عن اثنتين وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان في طالعها العنقاءُ والعَيوق والنسر الواقع وكف الجذماء، قال الإصطخري: فأما الشاش وإيلاق فمتصلتا العمل لا فرق بينهما ومقدار عرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة وليس بخراسان وما وراء النهر إقليم على مقداره من المساحة أكثر منابر منها ولا أوفرُ قُرَى وعمارةً فحد منها ينتهي إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم وحدٌ إلى باب الحديد ببريَة بينها وبين إسفيجاب تعرف بقلاص وهي مَرَاع وحد آخر إلى تنكرة تعرف بقرية النصارى وحد إلى جبال منسوبة إلى عمل الشاش إلا أن العمارة المتصلة إلى الجبل وما فيه مفترشة العمارة والشاش في أرض سهلة ليس في هذه العمارة المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة وهي أكبر ثغر في وجه الترك وأبنيتهم واسعة من طين وعامة دورهم يجري فيها الماء وهي كلها مستترة بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر وقصبتها بُنكَث ولها مدُن كثيرة وقد خربت جميعها في زماننا خرَبها خوارزم شاه محمد بن تكش لعجزه عن ضبطها وقتل ملوكها وجلا عنها أهلها وبقيت تلك الديار والأشجار والأنهار والأزهار خاوية على عروشها وانثَلَمَ من الإسلام ثَلمة لا تنجبر أبداً فكان خوارزم شاه ينشد بلسان حاله:

قتلتُ صنـاديد الـرجـال ولـم أذُر

 

عَدُوا ولم أترك على جسد خلـقـاً

وأخليتُ دار الملك من كـل نـازع

 

وشَزَدتهم غرباً وبدَدتهـم شـرقـاً

فلما لمستُ النـجـم عـزاً ورفـعة

 

وصارت رقابُ الناس أجمع لي رقا

رَماني الردى رمياً فأخمَد جمرتـي

 

فها أنا ذا في حُفْرتي مفرداً مُلْـقـا

ولم يغن عني ما صنعت ولـم أجـد

 

لدى قابض الأرواح من أحدِ رِفْقـا

وأفْسدْتُ دُنـياي ودينـي جـهـالة

 

فمن ذا الذي مني بمَصْرَعه اْشقـى

 

قال ابن الفقيه: من سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخاً وزامين مفرق الطريقين إلى الشاش والترك وفرغانة فمن زامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخاً ومن الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ وإلى باب الحديد ميلان ومن الشاش إلى بارجاخ أربعون فرسخاً ومن الشاش إلى إسفيجاب اثنان وعشرون فرسخاً، وقال البشاري: الشاش كورة قصبتها بُنكَث.


شَاطِبَةُ: بالطاء المهملة والباء الموحدة، مدينة في شرقي الأندلس وشرقي قرطبة وهي مدينة كبيرة قديمة، قد خرج منها خلق من الفضلاء ويُعمل الكاغد الجيًد فيها ويحمل منها إلى سائر بلاد الأندلس، يجوز أن يقال: إن اشتقاقها من الشَطبة وهي السعَفَة الخضراءُ الرطبة وشطبت المرأة الجريدة شطبا إذا شققتها لتعمل حصيراً والمرأة شاطبة قال الأزهري: شطب إذا عدل ورَمية شاطبة عادلة عن المقتل، وممن ينسب إلى شاطبة عبد العزيز بن عبد اللَه بن ثعلبة أبومحمد السعدي الأندلسي الشاطبي قال ابن عساكر: قدم دمشق طالب علم وسمع بها أبا الحسين بن أبي الحديد وعبد العزيز الكناني ورحل إلى العراق وسمع بها أبا محمد الصريفيني وأبا منصور بن عبد العزيز العُكْبَري وأبا جعفر بن مسلمة وصنف غريب حديث أبي عبد الله القاسم بن سلام على حروف المعجم وجعله أبواباً وحدث وتوفي في شهر رمضان سنة465 في حَوران، ومنها أيضاً أحمد بن محمد بن خَلَف بن مُحرِز بن محمد أبو العباس المالكي الأندلسي الشاطبي المقري قدم دمشق وقرأ بها القرآن المجيد بعدة روايات وكان قرأ على أبي عبد الله الحسين بن موسى بن هبة الله المقري الدينوري وأبي الحسن علي بن مكوس الصقلي وأبي الحسن يحيى بن علي بن الفرج الخشاب المصري وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد المالكي المحاربي المقري وصنف كتاب المقنع في القرآات السبع، قال الحافظ أبو القاسم: وأجاز في مصنفاته وكتب سماعاته سنة 504وكان مولده في رجب سنة 454 بالأندلس، وقال أبو بحر صفوان بن إدريس المرسي في وصف شاطبة:

شاطبةُ الشرق شرُ دار

 

ليس لسُكانهـا فَـلاَحُ

الكسبُ من شأنهم ولكن

 

أكثر مكسوبهم سُلاَحُ

إن لهم في الكنيف حفظاً

 

وهي باستاههم مُبـاحُ

 

شَاطُ: وشاط فعلٌ ماضٍ معناه عدا يشوط شوطاَ، حصن بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة كثير الشجر والفواكه والخيرات.


شَاطِىءُ عثمانَ: وشاطىءُ الوادي والنهر ضفته وجانبه يراد به ها هنا شاطىءُ دجلة وهو، بالبصرة كان عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذ ثار عثمان بن أبي العاصي الثقفي بالمدينة وأضافها إلى الجامع وكتب بأن يُعطى بالبصرة أرضاً عوضاً عنها فأعطي أرض المردفة لشاطىء عثمان حيال الإبلَة وكانت سبخة فاستخرجها وعمرها، وإليه ينسب باب عثمان بالبصرة، وقيل: اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه مالاً له بالطائف وعوَضه منه شاطئهُ.


الشاغِرَةُ: بالغين المعجمة المكسورة ثم راءٍ يقال: بلدة شاغرة إذا لم تمتنع من غارة، وقال ابن درَيد شاغِرة، موضع.


الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق.


شَافِيَا: بالفاء من قرى واسط ثم من ناحية نهر جعفر بين واسط والبصرة ينسب إليها الحسن بن عسكر بن الحسن أبو محمد الصوفي كان أبوه شيخ هذه القرية وله بها رباط للفقراء وسكن أبو محمد هذا واسطاً في صباه وسمع بها الحديث من القاضي أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عون الفارقي وغيره وقدم بغداد ومات أبو محمد الصوفي بواسط لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة 599وقد نيف على الثمانين ويقال لهذه القرية: شِيفيَا وقد ذكرت في موضعها من الكتاب.


شَاقرد: قرية كبيرة بين دَقُوقاءَ وإربل فيها قُلَيعة وبها تين لا يوجد مثله في غيرها.


شَاقِرَة: بالقاف المكسورة والراء، ناحية بالأندلمس من أعمال شرقي طُليطلة وفيه حصن ولَمس.


شَاقَةُ: من مدن صقلية، ينسب إليها أبو عمر عثمان بن حجاج الشاقي الصقلي من سُكان الإسكندرية لقيه السلفي وعلق عنه وتوفي في محرم سنة 544وتففه على مذهب مالك على الكبر وكتب كُتباً كثيرة في الفقه.


شاكر: مخلاف باليمن عن يمين صنعاء.


شَالُوسُ: بضم اللام وسكون الواو وسين مهملة، مدينة بجبال طبرستان وهي أحد ثغورهم بينها وبين الري ثمانية فراسخ فيما زعم ابن الفقيه قال: وبإزائها مدينة يقال لها: الكبيرة مقابل كَجةَ كانت منزل الوالي أعني كَجةَ وبين شالوس وآمل من ناحية الجبال الديلمية عشرون فرسخاً، ينسب إلى شالوس أبو بكر محمد بن الحسين بن القاسم بن الحسين الطبري الشالوسي وقيل: يكنى أبا جعفر الصوفي الواعظ من أهل شالوس كان فقيهاً صالحأ عفيفاً مكثراً من الحديث حريصاً على جمعه وكتابته سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد الخُشنامي وأبا سعد علي بن عبد الله بن صادق وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وكان يحضر مجالس الحديث ويسمع ويكتب على كبر سنه وكانت ولادته بشالوس سنة 477 وتوفي بآمل في محرم سنة 543.


شالَها: مدينة قديمة كانت بأرض بابل خربتها إيادٌ ولها قصة نذكرها في الهفة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. شاماتُ: جمع شامة وهي علامة مخالفة لسائر الألوان وقد تسمى بلاد الشام بذلك وقيل: بسيرجان، مدينة كرمان رستاق على ستة فراسخ منها من ناحية الجبل يقال له: الشامات، قال ابن طاهر: الشامات، قرية من قرى سيرجان من كرمان على ستة فراسخ، منها محمد بن عمار الشاماتي سمع يعقوب بن سفيان النسوي، والشامات أيضاً من نواحي نيسابور كورة كبيرة اجتاز بها عبد الله بن عامر بن كُرَيز فرأى هناك سباخاً فقال: ما هذه الشامات فسميت بذلك وهي من حدود جامع نيسابور إلى حدود بشت طولاً وهي على القبلة ستة عشر فرسخاً وعرضها من حدود بَيهق إلى حدود الرُخ وهو من جهة القبلة أربعة عشر فرسخأ وفيه من القرى ما يزيد على ثلاثمائة قرية، خرج منها جماعة من أهل العلم والرواية والأدب، قال البيهقي: تشتمل على مائتين وعشرين قرية، وإلى هذه ينسب جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن الشاماتي النيسابوري يروي عن محمد بن يونس الكديمي قاله ابن طاهر وقال الحافظ أبو القاسم: رحل الشاماتي وسمع بدمشق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وبغيرها عطية بن بقية ومُهيا بن يحيى الشاماتي وبمصر أبا عبيد الله بن أخي وابن وهب وأبا إبراهيم المُزَني والربيع بن سليمان والقاسم بن محمد بن بشر وعبد الله بن محمد الزهري ويونس بن عبد الأعلى وبخراسان إسحاق بن راهَويه ومحمد بن رافع وإسحاق بن منصور وبالعراق إسحاق بن موسى الفزاري وأحمد بن عبد الله المنجوقي ومحمد بن المثنى وأبا كريب روى عنه دَعلَج السًجزي وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأحرم وجماعة كثيرة ومات في ذي القعدة سنة 292.


شامِستيان: بعد الميم المكسورة سين مهملة ثم تاء مثناة من فوقها وبِالعكس وآخره نون. من قرى بلخ من رستاق نهر غزبَنكي ومن هذه القرية أبو زيد البلخي المتكلم واسمه أحمد بن سهل.


الشأمُ: بفتح أوله وسكون همزته والشأم بفتح همزته مثل نهر ونَهرَ لُغتان ولا تمد وفيها لغة ثالثة وهي الشامُ بغير همز كذا يزعم اللغويون وقد جاءت في شعر قديم ممدود. قال زامل بن غُفَير الطائي يمدح الحارث الأكبر:

وتأبي بالشآم مـفـيدي

 

حسَرَات يَقددنَ قلبي قَدا

 

في أبياتٍ وخبرٍ ذكرها بعد وكذا جاء به أبو الطيب في قوله:

دون أن يشرَقَ الحجازُ ونجد

 

والعراقان بالقنا والـشـآمُ

 

وأنشد أبو علب القالي في نوادره:

فما آعتاضَ المعارفَ من حبيب

 

ولو يُعطى الشاَم مع العـراق

 

وقد تذكّر وتؤَنْث ورجل شَاَمي وشَام ها هنا بالمد على فَعال وشاَمي أيضاً حكاه سيبوَيه ولا يقال شَأم لأن الألف عوض من ياء النسبة فإذا زال الألف عادت الياءُ وما جاءَ من ضرورة الشعر فمحمول على أنه اقتصر من النسبة على ذكر البلد وامرأة شأمية بالتشديد وشآميَة بتخفيف الياء وتشأَمَ الرجل بتشديد الهمزة نسب إلى الشام كما تقول تَقيس وتكوفَ وتنزرَ إذا انتسب الى قَيس والكوفة وبزَار وأشأمَ إذا أتى الشامَ، وقال بشر بن أبي خازم:

سمَعت بنا قبل الوشاةِ فأصبَحـت

 

صَرَمَت حِبالك في الخليط المُشئم

 

وقال أبو بكر الأنباري في اشتقاقه وجهان يجوز أن يكون مأخوذاً من اليد الشؤمى وهي اليسرَى ويجوز أن يكون فَعلى من الشؤم. قال أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة يجوز أن لايهمز فيقال الشام يا هذا فيكون جمع شامة سميت بذلك لكثرة قُراها وتداني بعضها من بعض فشُبهت بالشامات، وقال أهل الأثر سميت بذلك لأن قوماً من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام لذلك. وقال آخرون من أهل الأثر منهم الشرقي سميت الشام بسام بن نوِح عليه السلام وذلك أنه أول من نزلها فجُعلت السين شينا لتغير اللفظ العجمي. وقرأتُ في بعض كُتب الفرس في قصة سنحاريب أن بني إسرائيل تمزقت بعد موت سليمان بن داود عليه السلام فصار منهم سبطان ونصف سبط في بيت المقدس فهم سبط داود وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين وبها سميت الشام وهي بأرض فلسطين وكان بها مَتجَرُ العرب وميرتهم وكان اسم الشام الأول سُورَى فاختصرت العرب من شامين الشام وغلب على الصقع كله وهذا مثل فلسطين وقنّسرين ونصيبين وحُوَارين وهو كثير في نواحي الشام، وقيل: سميت بذلك لأنها شامة القبلة. قلتُ وهذا قول فاسد لأن القبلة لا شامة لها ولايمين لأنها مقصد من كل وجه يمنة لقوم و شامةُ لآخرين ولكن الأقوال المتقدمة حسنة جميعها. وأما حدُها فمن الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية وأما عرضها فمن جبلَي طيىءٍ من نحو القبلة إلى بحر الروم وما بشأمة ذلك من البلاد وبها من أمهات المدُن مَنبج وحلب وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس والمعرة وفي الساحل أنطاكية وطرابلس وعَكا وصور وعسقلان وغير ذلك. وهي خمسة أجناد جُنْدُ قنسرين وجند دمشق وجند الأردُن وجند فلسطين وجند حمص وقد ذكرت في أجناد. ويُعدُ في الشام أيضاً الثغور وهي المصيصة وطرسوس وأذنَة وأنطاكية وجميع العواصم من، مَرعش، و الحدَث وبغراس والبلقاءُ وغير ذلك. وطولها من الفرات إلى العريش نحو شهر وعرضها نحو عشرين يوماً، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه. قال: قُسم الخير عشرة أعشار فجعل تسعة أعشار في الشام وعشر في سائر الأرض، وقال محمد بن عمر بن يزيد الصاغاني إني لأجد تَرداد الشام في الكُتب حتى كأنها ليست لله تعالى بشيءٍ في الأرض حاجة إلا بالشام وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشام صَفوَةُ الله من بلاده وإليه يَجتَبي صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فان صفوة الله من الأرض الشامُ الا من أبى فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام، وقال أبو الحسن المدائني افترض أعرابي في الجند فأرسل في بعث إلى الشام ثم إلى ساحل البحر. فقال:

أأنصرُ أهل الشام مـمـن أكـادهـم

 

وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر

براغيثُ تؤذينـي إذ الـنـاس نـوم

 

وليل أقاسيه على ساحل الـبـحـر

فإن يكُ بعث بعدهـا لـم أعُـد لـه

 

ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمـر

 

وهذا خبر زامل كان نازلاً في أخواله كلب فأغار عليهم بنو القَين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله فلم ينصروه فركب جملاَ وقصد الشام فنزل في روضة فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع فما انتبه إلا وحسَ فارسأ قد نزل قريباً منه فقال له الفارس: من أنت فانتسب له وقص عليه قصته فقال له الفارس يا هذا هل عندك من طعام فإني طاو منذ أمس فقال له أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض ثم وثب فنحر جمله واحتاش حطباً وشوى وأطعم الفارس حتى اكتفى فما لبث أن ثار العجاجُ وأقبلت الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك فركب وقال دونكم الرجل أردفوه فأردفه بعضهم فإذا هو الحارث الأكبر الغساني فأمر خدمه بإنزال الطائي وغفل عنه مدة فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال لحاجبه أحب أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث. فأنشد:

أبلغ الحارث المـردد فـي ال

 

مكرمات والمجد جداً فـجـدا

وابن أرباب واطىء العَفر والأر

 

حب والمالكين غوراَ ونجـمَـا

أننـي نـاظـر إلـيك ودونـي

 

عاتقات غاورن قربا وبـعـدَا

آزل نـازل بـمـثـوى كـريم

 

ناعم البال في مراح ومـغـدَا

غير أن الأوطان يجتنب المـر

 

ءَ إليها الهوى وإن عاش كـدَا

وتأبى بـالـشـآم مـفـيدي

 

حسرات يقددن قلبـي قـدا

ليس يستعذب الغريب مقامـاً

 

في سوى أرضه لان نال جدا

 

فلما بلغت الأبيات الحارث قال واسوَأتاه كَرُم ولَؤمنا وتيقظ ونمنا وأحسن وأسأنا ثم أذن له فلما رآه قال والله ما يدحض عارها عني إلا أن أعطيك حتى ترضى ثم أمر له بمائة ناقة وألف شاة وعشرة عبيد وعشر إماءٍ وعشرة أفراس من كرام خيله وألف دينار وقال يا زامل أما إن الأوطان جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلنا وتسبَل عليك صلتُنا فقال أيها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا ألقي مقاليدي إلا إليك ثم أقام بالشام، وقال جبلة بن الأيهم وهو ببلاد الروم بعد أن تنصر أنفةً من غير أن يقتص في قصة فيها طول فذكرتها في أخبار حسان من كتاب الشعراء:

تنصرتِ الأشراف من أجل لطـمة

 

وما كان فيها لو صبرتُ لها ضرَر

تكتفني فـيهـا لَـجـاجُ حـمـية

 

فبعتُ لها العين الصحيحة بالعـوَر

فيا ليت أمي لم تلدنـي ولـيتـنـي

 

رجعتُ إلى القول الذي قاله عمَر

ويا ليتني أرعى المخاض بقَـفـرة

 

وكنت أسيرأ في ربيعة أو مُضَـر

ويا ليت لي بالشام أدنـى مـعـيشة

 

أجاور قومي ذاهب السمع والبصر

أدين بما دانـوا بـه مـن شـريعة

 

وقد يصبر العود المسن على الدبر

 

وفي الحديث عن عبد الله بن حوالة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نشكوا إليه الفقر والعُري وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا فو الله لأنا من كثرة الشيء. أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تُفنح أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجناداً ثلاثة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها. قال ابن حوالة: فقلت: يا رسول الله من يستطيع الشام وفيه الروم ذات القرون فقال صلى الله عليه وسلم والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابةُ منهم البيض قُمُصهم المحلوقة أقفاؤهم قياماً على الرجل الأسود ما أمرهم به فعلوا وأن بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقرُ في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل. قال ابن حوالة: قلت: اختر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك فقال: أختار لك الشام فإنها صفوة الله من بلاده واليها يجتبي صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليُسق بعذره فإن الله فد تكفل لي بالشام وأهله، وقال أحمد بن محمد بن المدبر الكاتب في تفضيل الشام:

أحب الشام في يسر وعسـر

 

وابغضُ ما حييتُ بلاد مصر

وما شنأ الشآم سـوى فـريق

 

برأي ضلالة وردى ومَحر

لأضغان تغين علـى رجـال

 

أذلوا يوم صفينٍ بـمـكـر

وكم بالشام من شرف وفضل

 

ومرتقب لدى بر وبـحـر

بلاد بارك الرحمـن فـيهـا

 

فقدسها على عليم وخـبـر

بها غُرَر القبائل من مـعـد

 

وقحطان ومن سَروَات فِهر

أناس يكرمون الجار حـتـى

 

يجيرُ عليهم من كـل وِتـر

 

وقال البحتري يفضل الشام على العراق:

نصب إلى أرض العراق وحسنـه

 

ويمنع عنها قَيظُهـا وحـرورُهـا

هي الارض نهواها إذا طاب فصلها

 

ونهرب منها حين يحمى هجيرُهـا

عشيقتنا الأولى وخُلـتـنـا الـتـي

 

نحب وإن أضحت دمشق تغيرُهـا

عنيت بشرق الأرض قدماَ وغربِهـا

 

أجوب في آفاقـهـا وأسـيرُهـا

فلم أر مثـل الـشـام دار إقـامة

 

لرَاح أغـاديهـا وكـأسٍ أديرُهـا

مصَـحة أبـدان ونـزهة أعــين

 

ولهو نـفـوس دائم وسـرورُهـا

مقدسة جـاد الـربـيع بـلادهـا

 

ففي كل أرض روضة وغديرُهـا

تباشر قطراها وأضعف حسنـهـا

 

بأنْ أمير المـؤمـنـين يزورهـا

 

ومسجد الشام ببخارى. نسب إليه أبو سعيد الشامي فقيه حنفي. والشام موضع في بلاد مُراد. قال قيس بن مكشوح:

وأعمامي فوارس يوم لحـج

 

ومرجح إن شكَوت ويوم شام

 

شَامَكانُ: من قرى نيسابور. ينسب إليها أبو المطهر عبد المنعم بن نصر الحُراني ذكر في حران.


شَامُوخ: اخره خاء معجمة فاعول من شمخ يشمخ إذا علا. وهي قرية من نواحي البصرة عن أبي سعد.


شَامَةُ: بلفظ الشامة وهو اللون المخالف لما يجاوره بشرط أن يكون قليلاً في كثير. جبل قرب مكة يجاوره آخر يقال له طَفيل وفيهما يقول بلال بن حَمامة وقد هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فاحتوَى المدينة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

 

بفخ وحولي إذ خِر وجلـيلُ

وهل أردنْ يوماً مياه مَجـنة

 

وهل يَبدوَن لي شامة وطفيلُ

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم حننت يا ابن السوداء ثم قال اللهم إن خليلك إبراهيم دعا لمكة وأنا عبدك ورسولك أدعو للمدينة اللهم صححها وحببها إلينا مثل ما حببت إلينا مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم وانقل حماها إلى خيبر أو إلى الجحفة. وشامة أيضاً أرض بين جبل الميعاس وجبل مربخ وأما الذي في شعر أبي ذؤيب:

كأن ثِقالَ المُزن بين تُضارُع

 

وشامة بَركٌ من جفامَ لبيجُ

 

قال السكري شامة وتضارع جبلان بنجد ويروى شابة. وشامة أيضاَ وطامة مدينتان كانتا متقابلتين بالصعيد على غربي النيل وهما الاَن خراب يباب.


شَانَةُ وَبَياضُ: قريتان بمصر سميتا باسم بنتين ليعقوب النبي عليه السلام لأنهما ماتتا ودُفنتا فيهما.


شانيا: رستاق من نواحي الكوفة من طسوج سورا من السيب الأعلى.


شَاوَانُ: آخره نون. من قرى مرو بينهما ستة فراسخ. ينسب إليها بعض الرواة. منهم أبو حامد أحمد بن محمد بن جعفر الشاواني وحفيده أبو الحسن علي بن محمد بن عبد العزيز بن أبي حامد الشاواني تفقه على أبي المظفر السمعاني ذكره أبو سعد في شيوخه وقال عمر طويلاً حتى مات أقرانه قال وسمع جدي والقاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البَزْدوي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وكانت ولادته سنة 463 ومات في سادس عشر ربيع الأول سنة 549.


شَاوَخرَانُ: بعد الواو خاء معجمة ساكنة ثم راء واخره نون. من فرى نسف بما وراء النهرعن أبي سعد.


شَاوَدَار: بعد الواو المفتوحة ذال معجمة واَخره راء. كورة في جبل سمرقند. منها العباس بن عبد الله الأرخْسي الشاوذاري.


شَاوَشاباذ: بعد الواو شين أخرى معجمة وبعد الألف باء موحدة واخره ذال معجمة. من قرى مرو.


شَاوَشكان: بعد الواو المفتوحة شين معجمة وكاف وآخره نون. قرية بمرو بينهما أربعة فراسخ. نسب إليها قوم من أهل العلم والرواية هي عامرة آهلة ينسب إليها الإبريسم الجيد الغاية رأيتها.


شَاوَغر: بعد الواو المفتوحة غين معجمة وراء مهملة. من بلاد الترك. عن العمراني.


شَاوَغَز: مثل الذي قبله إلا أنه بالزاي وتلك بالراء المهملة. من بلاد أيلاق ذكرهما العمراني هكذا وما أظنه إلا وهماً.


شَاوَكَانُ: بعد الواو المفتوحة كاف وآخره نون. من قرى بخارى.


شَاوَكَث: بعد الواو المفتوحة كات وآخره ثاء مثلثة. بلدة من نواحي الشاش. ينسب إليها الخطيب أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم بن حميد بن حرب يعرف بالحكيم الشاوكثي من أهل سمرقند سكن شاوكث وسمع أبا بكر محمد بن عبيد الله الخطيب روى عنه أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز البخاري وتوفي منة 494.


شَاه دِز: قلعة حصينة على جبل أصبهان كانت لمَعقل بن عُطاش وهو أحمد بن عبد الملك مقدم الباطنية لعنهم الله استحدثها السلطان ملكشاه وحديثها في التاريخ في سنة 550. وشاه دز أيضاَ قلعة بناها نصر بن الحسن بن فيروزان الديلمي في جبل شهريار في حدود سنة 360 ومعنى شاه دز قلعة الملك.


الشاه والعَرُوسُ: قصران عظيمان بناحية سامرا انفق على عمارة ا لشاه عشرون ألف ألف درهم وعلى ا لعروس ثلاثون ألف ألف درهم ثم نقضت في أيام المستعين ورهب نقضانها لوزيره أحمد بن الخصيب فيما وهب له.


شَاه هَنبر: بفتح الهاء وسكون النون وفتح الباء الموحدة ثم راء. محلة بنيسابور. شَاهِي: موضع قرب القادسية مما أحسب.

 

حدثنا الحافظ أبوعبد الله بن الحافظ بن سكينة حدثنا أبي حدثنا الصريفيني أنبأنا حبابة أنبأنا البغوي أنبأنا أحمد بن زهير أنبأنا سلمان بن أبي تيم أنبأنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزُران فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثاَ فيبس خبزه فجعل يبلهُ بالماء فقال العلاءُ بن المنهال:

فإن كان الذي قد قلت حـقـاَ

 

بأن قد أكرهوك على القضاء

فما لك موضعاً في كـل يوم

 

تلقى من يحج من النـسـاء

مقيماً في قرى شاهي ثلاثـاً

 

بلا زادٍ سوى كِسَـرٍ ومـاء