حـرف الـشـيـن: باب الشين والهاء، الياء وما يليهما

باب الشين والهاء وما يليهما

الشَهَارسُوج: هو فارسي معناه بالعربية أربع جهات محلَة بالبصرة يقال لها: جَهَارسُوج بَجلَةَ بفتح الباء الموحدة وسكون الجيم وبَجلةُ بنتُ مالك بن فَهم الأزدي وهي أمُ ولد مالك بن ثعلبة بن بُهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة، قال ابن الكلبي: والناس يقولون جهارسوج بجيلة قال: وبنو بجلة فيه مع أخوالهم الأزد.

شَهَارَة: من حصون صنعاء باليمن كانت ممن استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي الخارجي أيام سيف ا لإسلام.

شُهاق: بالضم واخره قاف، موضع.

الشُهبُ: بالضم ثم السكون جمع أشهب وهو الفرس الأبيض، اسم موضع قال شاعر:

بالشُهب أقوالا لها حرب وحل

 

شُهْبَةُ: من قرى حَورَان، ينسب إليها مخلدَ الشُهبي الزاهد، والشهبة صحراء فوق مُتالع بينه وبين المغرب.


شَهد: بالفتح ثم السكون وآخره دال مهملة لغة في الشهد بالضم. وهو ماء لبني المصطلق من خزاعة، قال كُثير:

وإنك عمري هل ترى ضوء بارق

 

عريض السَنا ذي هَيدب مُتزحزَح

قعدتُ له ذات العشـاء أشـيمـه

 

بمر وأصحابـي بـجـبةِ أذْرُح

ومنه بني دوران لـمْـعْ كـأنـه

 

بعيد الكرى كفا مفيضٍ بـأقـرح

فقلت لهم لمـا رأيتُ ومـيضَـه

 

ليرووا أهل الهجان المـكـشـح

قبائل من كعب بن عمرو كأنهـم

 

إذا اجمعوا يوماً هضاب المضيح

تحل أدانيهم بـودَان فـالـشـبـا

 

ومسكن أقصاهم بشُهد فمِنْصـح

 

وقال نصر: الشهد، جبل في ديار أبي بكر بن كلاب.


شَهرَاباذ: مدينة كانت بأرض بابل وهي مدينة إبراهيم عليه السلام وكانت عظيمة جليلة القدر راكبة البحر يعني الفرات فنضب ماؤه عنها فبطلت وموضع مجراه وسمتُه معروف إلى الآن.


شَهرَابان: بالنون، قرية كبيرة عظيمة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص في شرقي بغداد، وقد خرج منها قوم من أهل العلم. شَهرَزُورُ: بالفتح ثم السكون وراءٍ مفتوحة بعدها زاي وواو ساكنة وراء وهي في الإقليم الرابع طولها سبعون درجة وثُلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع، وهي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان أحدثها زُور بن الضحاك ومعنى شهر بالفارسية المدينة وأهل هذه النواحي كلهم أكراد، قال مِسعر بن مُهلهل الأديب: شهرزور مدينات وقرى فيها مدينة كبيرة وهي قصبتها في وقتنا هذا يقال لها: نيم ازراي وأهلها عُصاة على السلطان قد استطعموا الخلاف واستعذبوا العصيان والمدينة في صحراء ولأهلها بَطْشٌ وشدة يمنعون أنفسهم ويحمون حوزَتهم وسمك سور المدينة ثمانية أذرع وأكثر أمرائهم منهم وبها عقارب قتّالة أضرُ من عقارب نصيبين وهم موالي عمر بن عبد العزيز وجزاهم الأكراد بالغلبة على الأمرا ومخالفة الخلفاء وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف الأكراد الجلالية والباسيان والحكمية والسولية ولهم به مزارع كثيرة ومن صحاريهم يكون أكثر أقواتهم ويقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشَعران واَخر يعرف بالزلَم الذي يصلح في أدوية الجماع ولا أعرفه في مكان غيره، ومنها إلى دَيلَمَستان سبعة فراسخ وقد ذكرت ديلمستان في موضعها، وبشهرزور مدينة أخرى دونها في العصيان والنجدة تعرف بشيز وأهلها شيعة صالحية زيدية أسلموا على يد زيد بن علي وهذه المدينة مأوى كل ذاعر ومسكن كل صاحب غارة وقد كان أهل نيم أزراي أوقعوا بأهل هذه المدينة وقتلوهم وسلبوهم وأحرقوهم بالنار للعصبية في الدين بظاهر الشريعة وذلك في سنة 341، وبين المدينتين مدينة صغيرة يقال لها: دزران بناؤها على بناء الشيز وداخلها بُحيرة تخرج إلى خارجها تركض الخيل على أعلى سورها لسعته وعرضه وهي ممتنعة على الأكراد والولاة والرعية وكنت كثيراً ما أنظر إلى رئيسها الذي يدعونه الأمير وهو يجلس على برج مبني على بابها عالي البناء وينظر الجالس عليه إلى عدة فراسخ وبيده سيف مجرَد فمتى نظر إلى خيل من بعض الجهات لَمع بسيفه فانجفلت مواشي أهلها وعواملهم إليها وفيها مسجد جامع وهي مدينة منصورة يقال: إن داود وسليمان عليه السلام دَعَوا لها ولأهلها بالنصر فهي ممتنعة أبداً عمن من يرومها، ويقال: إن طالوت كان منها وبها استنصر بنو إسرائيل وذلك أن جالوت خرج من المشرق وداود من المغرب وأيده الله عليه، وهذه المدينة بناها دارا بن دارا ولم يظفر الإسكندر بها ولا دخل أهلها في الإسلام إلا بعد اليأس منهم والمتغلبون عليها من أهلها إلى اليوم يقولون إنهم من ولد طالوت وأعمالها متصلة بخانقين وبكَرخ جدَان مخصوصة بالعنب السوُنايا وقلة رمد العين والجدري ومنها إلى خانقين يعترض نهر تامرا، هذا آخر كلام مسعر وليس الاَن على ما ذكر وإنما نذكر هذا ليعرف تقلُب الزمان بأهله وما يصنع الحدثان في إدارة حوادثه ونقله فإن هذه البلاد اليوم في طاعة مظفَر الدين كُوكُبُري بن علي كوجك صاحب إربل على أحسن طاعة إلا أن الأَكراد في جبال تلك النواحي على عادتهم في إخافة أبناء السبيل وأخذ الأموال والسرقة ولا ينهاهم عن ذلك زجر ولا يصدُهم عنه قتل ولا أسر وهي طبيعة الأكراد معلومة وسجية جباههم بها موسومة وفي ملح الأخبار التي تكْسَعُ بالاستغفار أن بعض المتظرفين قرأ قوله تعالى: الأكراد: أشدُ كُفراً ونفاقاً فقيل له: إن الآية "الأعراب أشد كفراً ونفاقاً" التوبة: 97، فقال: إن الله عز وجل لم يسافر إلى شهرزور فينظر إلى ما هنالك من البلايا المخبآت في الزوايا وأنا أستغفر الله العظيم من ذلك وعلى ذلك، وقد خرج من هذه الناحية من الأجلَة والكبراء والأئمة والعلماء وأعيان القضاة والفقهاء ما يفوت الحصر عنُه ويعجز عن إحصائه النَفس ومده وحسبك بالقضاة بني الشهرزوري جلالة قدر وعظم بيت وفخامة فعلٍ وذكر اللذين ما علمت أن في الإسلام كله ولي من القضاة أكثر من عدتهم من بيتهم وبنو عَصرون أيضاً قضاة بالشام وأعيان من فرق بين الحلال والحرام منهم وكثير وغيرهم جداًَ من الفقهاء الشافعية والمدارس منهم مملوءَة، أخبرني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر كتابة قال: سمعت أبا بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري المقري يقول: كنت أقرأ على أبي جعفر بن أحمد السراج وأسمع منه فضاق صدري منه لأمر فانقطعت عنه ثم ندمت وذكرت مايفوتني بانقطاعي عنه من الفوائد فقصدت مسجد المعلَق المحاذي  لباب النوبي فلما وقع بصره علي رحب بي، وأنشد لنفسه:

وَعدت بأن تزُوري بعد شـهـر

 

فزوري قد تقضى الشهرزُوري

وموعد بيننا نهرُ الـمـعـلـى

 

إلى البلد المسمى شهـرزوري

فأشهرُ صدك المحـتـوم حـق

 

ولكن شهرُ وَصلك شهـرُزورِ

 

شهرستَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الراء سين مهملة وتاء مثناة من فوقها واَخره نون في عدة مواضع، منها شهرستان، بأرض فارس وربما سموها شرستان تخفيفاً وهم يريدون بالأستان الناحية والشهر المدينة كأنها مدينة الناحية، قال: البشاري هي قصبة سابور وقد كانت عامرة آهلة طيبة واليوم قد اختلَت وخرب أطرافها إلا أنها كثيرة الخيرات ومن الخصائص والأضداد يجتمع بها الأترج والقصب والزيتون والعنب وأسعارهم رخيصة وبها بساتين كثيرة وعيون غزيرة مساجد محفوظة ولها أربعة أبواب باب هُرمز وباب مهر وباب بهرام وباب شهر وعليها خندق والنهر دائر على القصبة كلها وعلى طرف البلد قلعه تسمى دُنبُلا وهناك مسجد يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه ومسجد الخضر بقرب القلعة وهي في لحف جبل والبساتين محيطة بها وبها أثر قنطرة وقد اختلَت بعمارة كازرون ومع ذلك فهي وبيئة وجملة أهلها مصفروا الوجوه، شهرستان أيضاً مدينة جَي بأصبهان وهي بمعزل عن المدينة اليهودية العظمى بينهما نحو ميل ولها ثلاثة أسماء يقال لها: المدينة وجي وشهرستان، وشهرستان أيضاً بليدة بخراسان قرب نسا بينهما ثلامة أميال وهي ، نيسابور وخوارزم وإليها تنتهي بادية الرمل التي بين خوارزم ونيسابور فإنها على طرفه رأيتُها في سنة 617وقت هربي من خوارزم من التتر الذين وردوا وخربوا البلاد فوجدتها مدينة ليس بقربها بستان ومزارعها بعيدة منها والرمال متصلة بها وقد شرع الخراب فيها وقد جلا أكثر أهلها من خوف التتر يعمل بها العمائم الطوال الرفاع لم أر فيها شيئاَ من الخصائص المستحسنة، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، منهم محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي بكر الشهرستاني المتكلم الفيلسوف صاحب التصانيف، قال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في تاريخ خوارزم: دخل خوارزم واتخذ بها داراً وسكنها مدة ثم تحول إلى خراسان وكان عالماً حسناً حسن الخط واللفظ لطيف المحاورة خفيف المحاضرة طيب المعاشرة تفقه بنيسابور على أحمد الخَوافي وأبي نصر القُشَيري وقر الأصول على أبي القاسم الأنصاري وسمع الحديث على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد المدائني وغيره ولولا تخبطه في الاعتقاد وميله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام وكثيراً ما كنا نتعجب من وفور فضله وكمال عقله وكيف مال إلى شيء لا أصل له واختار أمراً لا دليل عليه لا منقولاً ولا معقولاً ونعوذ بالله من الخذلان والحرمان من نور الإيمان وليس ذلك إلا لإعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة وقد كان بيننا مُحاورات ومفاوضات فكان يبالغ في نُصرة مذاهب الفلاسفة والذب عنهم وقد حضرت عدة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ قال الله ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا جواب عن المسائل الشرعية والله أعلم بحاله وخرج من خوارزم سنة 510وحج في هذ السنة ثم أقام ببغداد ثلات سنين وكان له مجلس وعظ في النظامية وظهر له قبول عند العوام وكان المدرس بها يومئذ أسعد الميهَني وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم. قربه أسعد لذلك سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سُئل يوماً في محلة ببغداد عن سيدنا موسى عليه السلام فقال: التفتَ موسى يميناً ويساراً فما رأى من يستأنس به صاحباً ولا جاراً فاَنس من جانب الطور ناراً خرجنا نبتغي مكة حُجّاجاً وعماراً فلما بلغ الحيرة حاذى جملي جاراً فصادفنا بها ديراً ورهباناً وخمَاراً وكان قد صنف كتبآ كثيرة في علم الكلام منها كتاب نهاية الإقدام وكتاب الملل والنحل وكتاب غاية المرام في علم الكلام وكتاب دقائق الأوهام وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد وكتاب المبدأ والمعاد وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية وكتاب الأقطار في الأصول ثمٍ عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة 549أو قريباً منها ومولده سنة 469. شَهرقُباذ: شهر هو المدينة بالفارسية وقباذ الكثيرون على ضم قافه ثم باء موحدة وآخره ذال معجمة وقد فتح قوم القاف وهو رديءٌ وهي مدينة بناها قباذ بن فيروز الملك بين أزجان وأبرَشَهر بفارس.


شَهرَكَند: الشطر الأول مثل الذي قبله وكند بعد الكاف نون واخره دال مهملة، مدينة في طرف تركستان قريبة من الجَند بينها وبين مدينة خوارزم نحو عشرة أيام أو أقل.


شهرَوَرد: الشطر الأول مثل الذي قبله، اسم المدينة والشطر الثاني منه بلفظ الوَرد الذي يشم كذا ذكره العمراني، وقال: موضع ولا أدري أهو سهرورد بالسين المهملة أو غيرها فيحقق.


شهشَدف: اسم موضع حكاه ابن القطاع في كتاب الأبنية له.


الشَهلاَءُ: من مياه بني عمرو بن كلاب عن أبي زياد.

 

الشُهلِية: بضم الشين وسكون الهاء، بلدة على نهر الخابور بين ماكسين وقرقيسيا.


شهميل: بالفتح ثم السكون وميم مكسورة وياء مثناة من تحت وآخره لام. من قرى مرو.


شهنَان: بالفتح ثم السكون ونونين، قال الأديبي: موضع.


شَهْوَانُ: جبل باليمامة قرب المجازَة قرية لبني هِزان.

 

باب الشين والياء وما يليهما

 

شيَا: بالكسر والقصر، قرية من ناحية بُخارى، ينسب إليها أبو نعيم عبد الصمد بن علي بن محمد الشياني البخاري من أصحاب الرأي حدث عن غنجار وغيره، وقال أبو سعد: شيا من قرى بُخارى ونسب إليها.


شيانُ: من قُرى بخارى أيضاً، منها أبو محمد أحمد بن عبد الصمد بن علي الشياني روى عنه أبو بكر محمد بن علي بن محمد النوجاباذي البخاري، وشيان رستاق ببُست صار إليه عمرو بن الليث لما هلك أبوه.


شيبَانُ: فَعلان من الشيب، قال ابن جنَي: يحتمل أن يجعل من شاب يشوب ويكون أصله على هذا شيوبان فلما اجتمعت الواو والياء على هذه الصورة قُلبت الواو وياء وأدغمت فيها الياء فصار شيبان ومثله في كلام العرب رَيحان ورَيدان فإنهما من راح يروح رَوحاً وراد يرود رَوداً، محلة بالبصرة يقال لها: بنو شيبان منسوبة إلى القبيلة وهم شيبان بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن دُعمِي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.


الشيبَانيةُ: مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة للمؤنث، قرية قرب قرقيسيا من نواحي الخابور، شِيب: بالكسر وآخره باء موحدة يقال: رجل أشيب وقوم شيب والشيب أيضاً حكاية أصوات مَشافر الإبل إذا شربت الماء وشيب، اسم جبل ذكره الكُميت في قوله:

فما فَرَدٌ عوامل أحرزَتها

 

عَمايَةُ أو تضمَنهن شيبُ

 

وقال عدي بن زيد:

أرقتُ لمُكْفَهِر بـات فـيه

 

بوارقُ يَرتقين رؤس شيب

 

شَيبَةُ: بلفظ واحد الشيب الذي هو ضد الشباب،. جبل شيبة بمكة كان ينزله النباش بن زُرارة يتصل بجبل دَيلُمى وهو المشرف على المروَة.


شِيبَةُ: بكسر أوله وباقيه مثل الذي قبله، اسم أعجمي وهو جبل بالأندلس في كورة قبرة وهو جبل منيف على الجبال ينبت ضروب الثمار وفيه النرجس الكثير يتأخر بالأندلس زمانه لبرد هواء الجبل.


شَيّبَةُ: بفتح الشين وتشديد الياء، مخلاف باليمن بين زبيد وصنعاء وهو في مخلاف جعفر ملك لَسباء بن سليمان الحميري.
شِيبينُ: بالكسر ثم السكون ثم باءٍ موحدة مكسورة وياء مثناة من تحت ونون بلفظ شيبان إذا أميل وما أراه إلا كذلك، قال نصر: من قرى الحوف بمصر بين بلبيس والقا هرة.


شَيحَانُ: بالفتح ثم السكون والحاء المهملة واخره نون،جبل مشرف على جميع الجبال التي حول القدس وهو الذي أشرف منه موسى عليه السلام فنظر إلى بيت المقدس فاحتقره وقال: يارب هذا قدسُك فنُودي إنك لن تدخله أبدأ فمات عليه السلام ولم يدخله.


الشيحُ: بالكسر ثم السكون وحاءِ مهملة، نبتٌ له رائحة عطرة وهي التي تدعى الطرقية الوَخشيرك وإنما هو زهر الشيح ذات الشيح، بالحزن من ديار بني يربوع، وذو الشيح موضع باليمامة، وذو الشيح أيضاً موضع بالجزيرة، قال ذلك نصر. الشيحَةُ: بلفظ واحدة الذي قبله، قال أبو عبيد السكوني: الشيحة شرقي فَيد بينهما مسيرة يوم وليلة، ماءَة معروفة تناوح القَيصومة وهي أول الرمل، وقال نصر الشيحة موضع بالحزن من ديار بني يربوع وقيل: هي شرقي فَيد بينهما يوم وليلة وبينها وبين النباج أربع وقيل: الشيحة ببطن الرمة، والشيحة أيضاً من قرى حلب، قد نسب إليها بعض الأعيان، وقال الحافظ المعادي: نسب إليها عبد المحسن الشيحي المعروف بابن شهدانكه سمع بدمشق أبا الحسن بن أبي نصر وأبا القاسم الحنائي وأبا القاسم التنْوخي وأبا الطيب الطبري وأبا بكر الخطيب وأبا عبد الله القُضاعي وذكر جماعة وروى عنه الخطيب أبو بكر وهو أكبر منه وأعلى إسناداً ونجيب بن علي الأرمنازي قال: وُلدت في سنة 421 وأول سماعي سنة 427 ومات سنة 487 هذا كله عن الحافظ أبي القاسم من خط ابن النجار الحافظ، وقال السمعاني: ينسب إليها عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن منصور الناجي الشيحي البغدادي كتب الحديث بالعراق والشام ومصر وحدث وكان له أنُس بالحديث أخبرني القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جَرَادة الحلبي أن هذه القرية يقال لها: شيح الحديد وقال: ومنها يوسف بن أسباط، وقال السكري: كان جحدر اللَصُ ينزل الشيحة من أرض عُمان.


شيخ: بلفظ ضد الشاب رستاق الشيخ، من كور أصبهان سُمي بذلك لأن عمر رضي الله عنه كتب إلى عبد اللَه بن عتبان أن سر إلى أصبهان وعلى مقدمتك عبد الله بن ورقاءَ الرباحي وعلى مجنبتك عبد الله بن ورقاء الأسدي فسار إلى قرب أصبهان وقد اجتمع له جند من العجم عليهم الأسبيذدار وكان على مقدمته شهربراز جاذُوَيه كان شيخاً كبيراً في جمع كثير فالتقى المسلمون والمشركون في رستاق من رساتيق أصبهان فاقتتلوا وخرج الشيخ شهربراز ودعا إلى البراز فخرج له عبد الله بن ورقاءَ فقتله وانهزم أهل أصبهان وسمى المسلمون ذلك الرستاق رستاق الشيخ فهو اسمه إلى اليوم، وقال عبد الله بن عتبان في ذلك:

ألم تسمع وقـد أودىَ ذمـيمـأ

 

بمنعَرَج السراة من اصبهـان

عميد القوم إذ سـاروا إلـينـا

 

بشيخ غير مسترخي العنـان

فَساجَلَني وكنتُ بـه كـفـيلاً

 

فلم يَسنو وخر على الجـرَان

برسـتـاق لـه يُدعـى إلـيه

 

طوالَ الدهر في عقب الزمان

 

شيخَان: بلفظ تثنية شَيخ شيخان، موضع بالمدينة كان فيه معسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خرج لقتال المشركين بأحد وهناك عرض الناس فأجاز من رأى ورَد من رأى، قال أبوسعيد الخُدري رضي الله عنه: كنت ممن رُد من الشيخين يوم أحد وقيل: هما أطمان سميا به لأن شيخاً وشيخة كانا يتحدثان هناك.


الشيخَةُ: أنشد ابن الأعرابي قال: أتاني وعيدُ بن ديسق التغلبي، فقال:

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقـاً

 

إلى ربنا صوت الحمار اليجدع

ويستخرج اليربوع من نافـقـائه

 

ومن حُجرة في الشيحة اليتقصع

 

فقال أبو محمد الأسود: ما أكثر ما يصحف أبو عبد الله في أبيات المتقدمين وذلك أنه توهم أن ذا الشيحة موضع ينبت الشيحَ والصحيح.

ومن جُحرة بالشيخة اليتقصَع

 

بالخاء المعجمة بواحدة من فوق وهي، رملة بيضاءُ في بلاد أسد وحنظلة وأنشد للمسعود المفتي:

يا ابن مجير الطير طاوعني بَخَـل

 

وأنتم أعجازها سَـرو الـوعَـلَ

وهي من الشيخة تمشي في وَحـل

 

مشي العذارى الماشيات في الحلل

 

شِيرَازُ: بالكسر وآخره زاي، بلد عظيم مشهور معروف مذكور وهو قصبة بلاد فارس في الإقليم الثالث طولها ثمان وسبعون درجة ونصف وعرضها تسع وعشرون درجة ونصف، قال أبو عون: طولها ثمان وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وقيل: سميت بشيراز بن طهمورث وذهب بعض النحويين إلى أن أصله شراز وجمعه شراريز وجعل الياء قبل الراء بدلاً من حرف التضعيف وشبهه بديباج ودينار وديوان وقيراط فإن أصله عندهم دباج ودنار ودوان وقراط ومن جمعه على شواريز فإن أصله عندهم شَورَز، وهي مما استُجد عمارتها واختطاطها في الإسلام قيل: أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن عقيل ابن عم الحجاج وقيل: شبهت بجوف الأسد لأنه لا يُحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويُحمل إليها ولذلك سميت شيراز وبها جماعة من التابعين مدفونون وهي في وسط بلاد فارس بينها وبين نيسابور مائتان وعشرون فرسخاً وقد ذَمها البشاري بضيق الدروب وتداني الرواشين من الأرض وقذارة البقعة وضيق الرقعة وإفشاء الفساد وقلة احترام أهل العلم والأدب وزعم أن رسوم المجوس بها ظاهرة ودولة الجور على الرعايا بها قاهرة الضرائب بها كثيرة ودور الفسق والفساد بها شهيرة وخُروهم في الطرقات منبوذة والرمي بالمنجنيق بها غير منكور وكثرة قذر لا يقدر ذو الدين أن يتحاشى عنه وروائحه عاقة تشقُ الدماغ ولا أدري ما عذرهم في ترك حفر الحشوش وإعفاء أزقتهم وسطوحهم من تلك الأقذار إلا أنها مع ذلك عذبة الماء صحيحة الهواء كثيرة الخيرات تجري في وسطها القنوات وقد شِببَت بالأقذار وأصلح مياههم القناة التي تجيء من جوَيم واَبارهم قريبة القعر والجبال منها قريبة قالوا ومن العجائب شجرة تُفاح بشيراز نصفها حلو في غاية الحلاوة ونصفها حامض في غاية الحموضة، وقد بنى سورها وأحكمها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن بُوَيه في سنة 436 وفرغ منه في سنة 440 فكان طوله اثني عشر ألف ذراع وعرض حائطه ثمانية أذرع وجعل لها أحد عشر باباً، وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء في كل فن، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الفيروزابادي ثم الشيرازي إمام عصره زهداَ وعلماَ وورعاً تففه على جماعة منهم القاضي أبو الطيب الطاهر بن عبد الله الطبري وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوي وأبو حاتم القزويني وغيرهم ودرس أكثر من ثلاثين سنة وأفتى قريباً من خمسين سنة وسمع الليث من أبي بكر البَرقاني وغيره ومات ببغداد في جمادى الاَخرة سنة 476 وصلى عليه المقتدي بأمر الله أمير المؤمنين، ومن المحدثين الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد القاضي أبو حسان الزيادي الشيرازي كان فاضلاَ بارعاَ ثقة ولي قضاء الشرقية للمتوكل وصنف تاريخاً وكان قد سمع منه محمد بن إدريس الشافعي واسماعيل بن علية ووكيع بن الجراح روى عنه جماعة ومات سنة 272 قاله الطبري، ومن الزهاد أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي شيخ الصوفية ببلاد فارس وواحد الطريقة في وقته كان من أعلم المشايخ بالعلوم الظاهرة صحب رُوَيماَ وأبا العباس بن عطاء وطاهر المقدسي وصار من أكابرهم توفي بشيراز سنة 371 عن نحو مائة وأربع سنين وخرج مع جنازته المسلمون واليهود والنصارى، ومن الحفاظ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الحافظ الشرازي أبو بكر روى عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبي سهل بشر بن أحمد الأسفراييني وأبي أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ وغيرهم من مشايخ خراسان والجبل والعراق وكان مكثراَ روى عنه أبو طاهر بن سلمة وأبو الفضل بن غيلان وأبو بكر الزنجاني وخلق غيرهم وكان صدوقاً ثقة حافظاً يحسن علم الحديث جيداً جداً سكن همذان سنين ثم خرج منها إلى شيراز سنة 404 وعاش بها سنين وأخبرت أنه مات بها سنة 411 وله كتاب في ألقاب الناس قال ذلك شيروَيه، وأحمد بن منصور بن محمد بن عباس الشيرازي الحافظ من الرحالين المكثرين قال الحاكم: كان صوفياَ رَحالاَ في طلب الحديث من المكثرين من السماع والجمع ورد علينا نيسابور سنة 338 وأقام عندنا سنين فى كنت أرى، معه مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب رأيت به الثوري وشعبة في ذلك الوقت ورحل إلى العراق والشام وانصرف إلى بلده شيراز وصار في القبول عندهم بحيث يضرب به المثل ومات بها في شعبان سنة 382. شيرجانُ: بالكسر وبعد الراء جيم وآخره نون وما أظنها إلا سيرجان قصبة كرمان فإن كانت غيرها فقد أبهمَ علي أمرُها قال العمراني: شيرجان، موضع ولم يزد والشير في اللغة الفارسية بمعنيين يكون اللبن الحليب ويكون الأسد.


شيرُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وراء مهملة وهي لفظة مشتركة في كلام الفرس يسمون الأسد شير ويسمون الحليب شير وهي المذكورة بعدها.


شيرَز: بالكسر ثم السكون وتقديم الراء المفتوحة على الزاي وهي شير وزيادة الزاي للنسبة كما قالوا رازي ومروزي، من قرى سَرخس شبيهة بالمدينة بينهما مسيرة يومين للجمال على طرف من طريق هراة بها سوق عامرة وخلق كثير وجامع كبير إلا أن شربهم من ماء اَبار عذبة رأيتها أنا، منها عمر بن محمد بن علي بن أبي نصر الفقيه أبو حفص السرخسي الشيرزي وهو إمام مناظر مقرىء لغوي شاعر أديب كثير المحفوظات مليح المحاورة دائم التلاوة كثير التهجد بالليل أفنى عمره في طلب العلم ونشره وصنف التصانيف في الخلاف كالاعتصام والاعتضاد والأسولة وغيرها تفقه أولاً بسَرخس وبلخ على الإمام أبي حامد الشجاعي ثم على أبي المظفر السمعاني بمرو وسكنها إلى أن مات بها وصل في علم النظر بحيث يضرب به المثل وكان الشهاب الوزير يقول: لو فصد عمر السرخسي لجرَى منه الفقه مكان الدم، وكان خرج إلى العراق ورأى الخصوم وناظرهم وظهر كلامه عليهم سمع بسَرخس السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ وأبا ذر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأدرمي وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المظفري وببلخ أبا علي الحسن بن علي الوخشي وأبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي وأبا بكر محمد بن عبد الملك الماسكاني الخطيب وبمَروَ أبا المظقر السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وأبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه وبأصبهان أبا بكر بن ماجة وأبا الفضل أحمد بن أحمد الحداد وبهمذان أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني كتب عنه أبو سعد وكان مولده في رجب سنة 449 بقرية شيرز وتوفي بمرو خامس رمضان سنة 529، وابنه محمد بن عمر الشيرزي أبو الفتح السرخسي كان أديباً فقيهاً مناظرأ عارفاً باللغة سريع النظم حسن السيرة سمع أباه بمرو والقاضي أبا نصر محمد بن محمد بن محمد بن الفضل الماهاني وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق بنيسابور كتب عنه أبو سعد وكانت ولادته في ذي القعدة سنة 489 بمرو وقتله الغز بها صبراً يوم الخميس عاشر رجب سنة 548.


شِيرَسُ: بالكسر ثم السكون ثم راءٍ وآخره سين مهملة، حصن حصين ومعقل مكين بالأندلس من أعمال تاكُرُنا وهو بلد عامر فيه زرع وضرع وفواكه وربما قالوا بالشين المعجمة في اَخره.


الشيرَغَاوَشُون: بالكسر ثم السكون والراءِ والغين المعجمة وبعد الواو شين معجمة وآخره نون، من قرى بُخارى.


شِيرَفَدَن: الشطر الأول مثل الذي قبله ثم فاءٌ مفتوحة ودال مهملة كذلك ونون من قرى بخارى.


شِيرَكَث: الشطر الأول كالذي قبله ثمِ كاف وآخره ثاء مثلثة، من قرى نخْشَب ونخشب هي نسَف.


شيركه: كالذي قبله إلا أن هذا بالهاء، حصن بالأندلس من أعمال بلنسية.


شِير نَخجِير: الشطر الأول كالذي قبله ثم نون وخاء معجمة مفتوحة وجيم وياء مثناة من تحت وآخره راء مهملة وبعضهم يقول: شيرنخشير يجعل بدل الجيم شيناً معجمة، من قرى مرو، وقد نسب إليها بعضهم.


شِيرَوَانُ: الشطر الأول كالذي قبله وزيادة واو وألف ونون، قرية بجنب بَمِجكَث من نواحي بخارى، ينسب إليها أبو القاسم بكر بن عمر الشيرواني يروي عن زكرياء بن يحيى بن أسد المروزي وإسحاق بن محمد بن الصباح وغيرهما توفي سنة 314.


شِيرُوش: شطره الأول كالذي قبله ثم واو وآخره شين أخرى، من أقاليم شنترين بالأندلس.


شِيرين: بمعنى الحلو بالفارسية قصر شيرين، قرب قرميسين بين حُلوان وهمذان نذكره في القصور.


شَيزَر: بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المَعَرة بينها وبين حماة يوم في وسطها نهر الأرعن عليه قنطرة في وسط المدينة أوله من جبل لُبنان تُعدُ في كورة حمص وهي قديمة ذكرها امرؤ القيس في قوله:

تقطعُ أسبابُ اللبانة والهـوَى

 

عشية رُحنا من حماة وشيزرا

وقال عبيد الله بن قيس الرُقيات:  

قفوا وانظروا بي نحو قومي نظرة

 

فلم يقف الحادي بنا وتَغشْـمَـرَا

فواحزَناً إذ فارقـونـا وجـاوروا

 

سوى قومهم أعلى حماة وشيْزَرا

بلادٌ تعول الناس لم يولدوا بـهـا

 

وقد غنيت منها معانا ومحضـرَا

ليالي قومي صالح ذات بـينـهـم

 

يسوسون أحلاماً وإرْثـاً مـؤزراً

 

قال البلاذُري: سار أبو عبيدة من حماة بعد أن فتحها صلحاً على الجزية إلى شيزر فتلقاه أهلها وسألوه الصلح على مثل صلح حماة ففعل وذلك في سنة 17، وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراءُ من بني مُنقذ وكانوا ملوكها، والحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة بن أبي علي الطائي الشيزري حدث عن أبي بكر يوسف الميانجي وأبي عبد الله بن خالَوَيه النحوي وأبي الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري وغيرهم روى عنه أبو سعد السمعاني وأبو الحسن الجنابي وعلي بن الخضر السلمي وغيرهم وكان يتهم بالتشيع وكان صالحاً مات في سابع عشر رمضان سنة 415.


شِيز: بالْكسر ثم السكون وزاي، ناحية بأذربيجان من فتوح المغيرة بن شعبة صلحاً قال: وهي معربة جيس يقال: منها كان زَرَادُشت نبيُ المجوس وقصبة هذه الناحية أرمية وكان المتوكل قد ولي عليها حمدون بن إسماعيل النديم فكرهها وكتب إليه:

ولايةُ الشيز عـزلٌ

 

والعزل عنها ولايَه

فولني العزلَ عنهـا

 

إن كنتَ بي ذا عنايَة

 

وقال مِسعَر بن المهلهل: لما شارفت الصنعة الشريفة والتجارة المربحة من التصعيدات والتعقيدات والحلول والتكليسات خامر قلبي شك في الحجارة واشتبهت علي العقاقير فأوجَبَ الرأي اتباع الركازات والمعادن فوصلت بالخبر والصفة إلى الشيز وهي مدينة بين المراغة وزنجان وشهرزور والدينور بين جبال تجمع معادن الذهب ومعادن الزيبق ومعادن الإسرب ومعادن الفضة ومعادن الزرنيخ الأصفر ومعادن الحجارة المعروفة بالجُست وأما ذهبها فهو ثلاثة أنوع نوع منه يعرف بالقومسي وهو تراب يصب على الماء فيغسل ويبقى تبراً كالذر ويجمع بالزيبق وهو أحمر خلوقي ثقيل نقي صبغ ممتنع على النار لين يمتد ونوع آخر يقال له: السهرقي يوجد قطعاَ من الحبة إلى عشرة مثاقيل صبغ صلب رزين إلا أن فيه يبساً قليلاً ونوع آخر يقال له: السحاندي أبيضُ رخو رزين أحمر المحك يصبغ بالزاج وزرنيخها مصبغ قليل الغبار يدخل في التزاويق ومنها خاصة يعمل منها أهل أصبهان فُصوصاً ولا حمرة فيها وزيبقها أجل من الخراساني وأثقل وأنقى وقد اختبرناه فتقرَر من الثلاثين واحد في كيان الفضة المعدنية ولم نجد ذلك في الشرق وأما فضتها فإنها تعز بعزة الفَحم عندهم وهذه المدينة يحيط بها سور وبها بُحَير في وسطها لا يُدرَك قراره وإني أرسيت فيه أربعة عشر ألف ذراع وكسوراً من ألف فلم تستقر المثقلة ولا اطمأنت واستدارته نحو جريب بالهاشمي ومتى بُل بمائه تراب صار في الوقت حجراً صلداً ويخرج منه سبعة أنهار كل واحد منها ينزل على رحى ثم يخرج تحت السور وبها بيتُ نار عظيمُ الشأن عندهم منها تذكى نيران المجوس من المشرق إلى المغرب وعلى رأس قُبته هلال فضة هو طلسمة وقد حَاوَلَ قلعهَ خلقٌ من الأمراء فلم يقدروا ومن عجائب هذا البيت أن كانوا يوقدون فيه منذ سبعمائة سنة فلا يوجد فيه رماد ألبتة ولا ينقطع الوقود عنه ساعة من الزمان وهذ المدينة بناها هُرمز بن خُسروشير بن بهرام بكلس وحجر وعند هذا البيت إيوانات شاهقة وأبنية عظيمة هائلة ومتى قصد هذه المدينة عَدُو ونصب المنجنيق على سورها فإن حجره يقع في البُحيرة التي ذكرناها فإن آخر منجنيقه ولو ذراعاً واحداً وقع الحجر خارج السور، قال: والخبر في بناء هذه المدينة أن هُرمز ملك الفرس بلغه أن مولوداًَ مباركاً يولد في بيت المقدس في قرية يقال لها: بيت لحم وأن قربانه يكون دهناَ وزيتاً ولُباناً فأنفذ بعض ثقاته بمال عظيم وحمل معه لبانأ كثيراً وأمره أن يمضي به إلى بيت المقدس ويسأل عن هذا المولود فإذا وقف عليه دفع الهدية إلى أمه وبشرها بما يكون لولدها من الشرف والذكر وفعل الخير ويسألها أن تدعو له ولأهل مملكته ففعل الرجل ما أمر وسار إلى مريم عليها السلام فدفع إليها ما وجه به معه وعرَفها بركة ولدها فلما أراد الانصراف عنها دفعت إليه جراب تراب وقالت له: عرف صاحبك أنه سيكون لهذا التراب نَبَأ فأخذه وانصرف فلما صار إلى موضع الشيز وهو إذ ذاك صحراءُ فمرض وأحس بالموت فدفن الجراب هناك ثم مات فاتصل الخبر بالملك فتزعم الفرس أنه وجه رجلاً ثقة وأمره بالمضي إلى المكان الذي مات فيه ويبني بيت نار قال: ومن أين أعرف مكانه قال: امض فلن يخفى عليك فلما وصل إلى الموضع تحيرَ وبقي لا يدري أي شيءٍ يصنع فلما أجنه الليل رأى نوراً عظيماً مرتفعاً من مكان القبر فعلم أنه الموضع الذي يريده فسار إليه وخط حول النور خطاً وبات فلما أصبح أمر بالبناء على ذلك الخط فهو بيت النار الذي بالشيز، قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب: هذا كله عن أبي دلَف مِسعَر بن المهلهل الشاعر وأنا بريء من عهدة صحته فإنه كان يُحكى عنه الشريد والكذب وإنما نقلته على ما وجدته والله أعلم، وقد ذكر غيره أن بالشيز نار أذرخش وهو بيت معظم عند المجوس كان إذا ملك ملك منهم زاره ماشياَ وأهل المراغة وتلك النواحي يسمون هذا الموضع كَزِناَ والله أعلم.


الشيطا: موضع في قول أبي دُؤاد الإيادي حيث قال:

واذكرن محبس اللبون وأرجو

 

كل يوم حياءَ مَنْ في القبور

 

الشيطانُ: بالفتح ثم السكون وآخره نون بلفظ الشيطان الرجيم والعرب تسمي كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شَيطاناَ. قال جرير:

وهُنَّ يهوينني إذ كنتُ شيطانا

 

وشيطان. بطن من بني تميم ينسب إليهم محلة بالكوفة وهو شيطان بن زبير بن شهاب بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.


الشيطانِ: بالفتح ثم الكسر والتشديد وآخره نون من شَيطتُ رأسَ الغنم وشوَطته إذا أحرقت صوفه لتنظفه وهو تثنية شيط وهما قاعان فيهما حوَايا للماء. قال نصر: الشيطان واديان في ديار بني تميم لبني دارم أحدهما طُوَيلع أو قريب منه. قال بعضهم:

عذافرة حرف كأن قُتودَها

 

على هِقلَةِ بالشَيطَين جَفولُ

 

ويوم الشيطين من أيام العرب مشهور. قال الأعشى:

بيضاء جماءُ العظام لهـا

 

فرعٌ أثيث كالحبال رَجل

عُلقتها بالشيطـين وقـد

 

شق علينا حبها وشَغَـل

 

شَيطَبُ: نهر شيطب من سواد العراق قريب من بغداد.


شَيطَرُ: في اَخره راء. موضع بالشام.


شَيعان: بالفتح. من نواحي اليمن من مخلاف سنْحان.


شِيفانِ: بالكسر ثم السكون والفاء واَخره نون وأصله من تشوفْتُ الشيء أي تطاولت لتنظر إليه وشيفان كأنه جمع شائف مثل حائط وحيطان وغائط وغيطان وهما. واديان أو جبلان. قال بشر بن أبي خازم:

دعوا منبتَ السيفَين إنهما لـنـا

 

إذا مُضَرُ الحمراءُ شبتْ حروبُها

 

وقال مُطَير بن الاشيم الأسدي:

كأنما راصخ الأقـران حَـلأهُ

 

عن ماءِ شِيفَين رامٍ بعد إمكان

 

ضبطه ابن العطَار الشَيقَين بفتح الشين والقاف، وقيل هو ماء لبني أسد.


شِيفِيَا: ويقال شَافِيَا مثل ما حكيناه ها هنا أورَدَه أبو طاهر بن سلفة وقال هي قرية على سبعة فراسخ من واسط، وقد نسب إليها أبو العباس أحمد بن علي ابن إسماعيل الا"زُرى البطائحي الشيفياني وقال: سمعته بجامع شيفيا يقول سمعت أبا إسحاق الفيروزآباذي وقد سُئلَ عن حد الجهل فقال: قال الشافعي: معرفة المعلوم على خلاف ما هو به والذي أقوله أنا تصوُر المعلوم على خلاف ما هو به وكان أحمد هذا من بيت القضاة وسافر كثيراَ ودخل فارس وكرمان صوفيا وعلق على أبي إسحاق الشيرازي ثلاث تعليقات.


الشًيقَانِ: بالكسر، ثم السكون، ثم القات وآخره نون تثنية شِيق. قال أبومنصور: الشيق هو الشق في الجبل والشق ما حدث والشيق ما لم يزل. وقال الليث الشيق. صُقع مُستوٍ دقيق في لهب الجبل لايستطاع ارتقاؤه وأنشد:

إحليله شق كشق الشيق

 

قال السكرى الشيقان موضع قرب المدينة قاله في شرح قول القَتال الكلابي:

إلى ظُعُن بين الرُسيس فعاقل

 

عوامد للشيقَين أو بطن خَنثَل

 

وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:

دَعُوا مَنبت الشيقَين إنهما لـنـا

 

إذا مُضَرُ الحمراءُ شبتْ حروبها

فهذا يدلُ على أنها من بلاد بني أسد. وقال نصر الشيقان جبلان أو ماء في ديار بني أسد.

شِيقَر: بالكسر ثم السكون وفتح القاف وراءٍ . اسم لمدينة لأردة بالأندلس.

الشِيق: بالكسر ثم السكون وقاف واشتقاقه ذكر في الذي قبله ذات الشيق. موضع.

شَيلَمَان: بالفتح ثم السكون وآخره نون. والشيلَم بلغة السواد الزوان الذي يكون في الطعام وشيلمان. بلدة من بلاد جيلان من وراءِ طبرستان. خرج منها طائفة من أهل العلم والأدب.

شِيلَى: ناحية من نواحي الكوفة ولها نهر يعرف بنهر شيلى لها ذكر في الفتوح والنهر اليوم يعرف بنهر زياد ينسب إلى زياد ابن أبيه والله أعلم وقد ذكر في نهر.

شِينوَر: بالكسر وآخره راءٌ . صُقع بالعراق بين بابل والكوفة عن نصر.

شَينُون: بالفتح وآخره نون. موضع على شاطىء الفرات بين الرقة والرحبة زعموا أن فيه كنوزاً عن نصر أيضأ.

شَي: بالفتح ثم التشديد بلفظ مصدر شوى يشوي شيا. موضع عن ابن دريد.

شِييُ: بالكسر وسكون الياء. قرية من قرى مرو والنسبة إليها شِيجيٌ ورواها العمراني بالفتح والتشديد ثم قال: وشي موضع آخر والله أعلم بالصواب.

تم حرف الشين من كتاب معجم البلدان