حـرف الـصـاد: باب الصاد والحاء، الخاء، الدال، الصاد، الطاء وما يليهما

باب الصاد والحاء وما يليهما

صَحَا: بالقصر والفتح من قولهم صحا من سكره أو صحا الجوُ من الغيم ثم استعمل اسماً ذو صحا. أحد محاضر سلمى جبل طيىءِ وبه مياه ونخل عن السَكوني.

 صُحَارُ: بالضم واَخره راء يجوز أن يكون من الصُحرة بالضم وهو جَوبة تنجاب وسط الحرة والجمع صحر فأشبعت الفتحة فصارت ألفاً أو من الصحرة وهو لون الأصحر وهو كالشقرة. قال ابن الكلبي لما تفرقت قضاعة من تهامة للحرب التي جرت بينهم بسبب يذكر أن عَنزة وهو أحد القارظين اللذين يضرب بهما المثل فيقال حتى يرجع القارظان لأنه خرج يجتني القرظ فقُتل ولم يعرف له خبر وله قصة قال فكان أول من طلع منهم إلى أرض نجد فأصحر في صحاريها جهينة وسعد هُذيم ابني زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك فمر بهم راكب كما يقال فقال لهم من أنتم فقالوا بنو الصَحراء فقالت العرب هؤلاءِ صحار اسم مشتق من الصحراء، فقال زُهَير بن جَناب في ذلك وهو يعني بني سعد بن زيد:

فما إبلي بمُقتـدر عـلـيهـا

 

ولا حلمي الأصيل بمستعار

ستَمنعها فوارسُ من بَـلِـي

 

وتمنعها الفوارس من صحار

وتمنعها بنو القَين بن جَسـر

 

إذا أوقدتُ للحدثـان نـاري

وتمنعها بنـو نـهـد وجَـرْم

 

إذا طال التجاولُ في المغار

بكل مُنـاجِـدِ جـلـدٍ قُـوَاه

 

وأهيب عاكفون على الدوار

 

يريد أهيب بن كلب بن وَبرة فهذا يدل على أن صحار من قضاعة. وقال بشر بن سو ادة التغلبي، إذ نعى بني عدي بن أسامة بن مالكً التغلبيين إلى بني سعد بن زيد:

ألا تغني كنانة عن أخيهـا

 

زُهَير في الملمات الكبار

فيبرُزُ جمعُنا وبنو عـدي

 

فيُعلم أينا مولى صحـار

 

وقال العباس بن مِرداس السُلمي رضي الله عنه في الحرب التي كانت بين بني سليم وزُبيد وهو يعني بني نهد وضم إليهم جرم بن ربان:

فدعها ولكن هل أتاها مقادُنـا

 

لأعدائنا نُزْجي الثقال الكوانسا

بجمع يزيد ابني صحار كليهما

 

وآل زبيد مخطئاً أو ملامسـا

 

وصُحارُ قصبة عُمان مما يلي الجبل وتؤام قصبتها مما يلي الساحل. وصحار مدينة طيبة الهواءِ والخيرات والفواكه مبنية بالآجر والساج كبيرة ليس في تلك النواحي مثلها وقيل إنما سميت بصُحار بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وهو أخو رباب وطَسْم وجديس قال اللغويون: إنها تلي الجبل. وقال البشاري: صحار قصبة عمان ليس على بحر الصين بلد أجلُ منه عامر اَهل حسن طيب نزة ذو يَسار وتجار وفواكه أجل من زَبيد وصنعاء وأسواق عجيبة وبلده ظريفة ممتدة على البحر دورهم من الاَجر والساج شاهقة نفيسة والجامع على الساحل له منارة حسنة طويلة في آخر الأسواق ولهم اَبار عذبة وقناة حلوة وهم في سعة من كل شيء وهو دهليز الصين وخزانة الشرق والعراق ومعونة اليمن والمصلى وسط النخيل ومسجد صحار على نصف فرسخ وثَمة بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحراب الجامع بكوكب يدور فتارة تراه أصفر وتارة أحمر وأخرى أخضر هكذا قال ولا أدري كيف كان بروك الناقة. وفتحها المسلمون في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سنة 12 صلحا. وإليها ينسب أبو علي محمد بن زوزان الصحاري العُماني الشاعر وكان قد نكب فخرج إلى بغداد فقال يتشوق بلدته من قصيدة:

 

لحت الله دهراً شرَدَتْنـي صـروفـه

 

عن الأهل حتى صرت مغتربا فَـردا

ألا أيها الركب اليمـانـون بـلـغـوا

 

تحية نـائي الـدار لـقـيتـمُ رُشـداً

إذا ما حللتم في صُحار فـألـمـمـوا

 

بمسجد بشَار وجـوزوا بـه قـصـدا

إلى سوق أصحاب الطـعـام فـإنـه

 

يقابلكـم بـابـان لـم يوثَـقـا شـدا

ولم يُزورَا من دون صاحـب حـاجة

 

ولا مرتَجٍ فـضـلاً ولا آمـل رِفـدا

فعوجوا إلى داري هناك فسـلـمـوا

 

على والدي زُوزان وُقـيتـم جـهـدُا

وقولوا لـه إن الـلـيالـيَ أوهـنـت

 

تصاريفها رَقْدى وقد كان مـشـتـدا

وغببنَ عني كل مـا قـد عـهـدتـه

 

سوى الخُلق المرضي والمذهب الأهدا

وليس يضُرُ السيف إخـلاقُ غـمـده

 

إذا لم يفُل الدهرُ من نصـلـه حـدا

 

صَحرَاءُ أم سَلَمَةَ: قال أبو نصر الصحراءُ من الأرضِ مثل ظهر الدابة الأجرد التي ليس بها شجر ولا آكام ولا جبال ملساءُ يقال لها صحراءُ بينة الصحر والصحراءُ هو موضع بالكوفة ينسب إلى أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومية زوجة السفاح. وبالكوفة عدة مواضع تعرف بالصحراء كما بالبصرة عدة مواضعِ تعرف بالجفر والمعنى واحد فبالكوفة. صحراءُ بني أثير نسبت إلى رجل من بني أسد يقال له أثير بالكوفة. وصحراءُ بني عامر وصحراءُ بني يَشكر وصحراءُ الإهالة هي مواضع لا أدري بالكوفة أو غيرها.


صَحْراء البرْدَخْت: هي محلة بالكوفة نسبت إلى البردخت الشاعر الضبي العكلي واسمه علي بن خالد.


صَحراءُ المُسناة: موضع كانت به وقعة للعرب لا أحق موضعه ومنه يوم الصحراء.


الصَحصَحَانُ: هو المكان المستوي. موضع بين حلب وتدمُر ذكره أبو الطيّب فقال:

وجاؤا الصحصحان بلا سُرُوج

 

وقد سقط العمامة والخمـارُ

 

صحصَح: موضع بالبحرين.


صَحنُ الحيل: صحن بالنون والحيل بالحاء المهملة ولام كذا وجدته بخط التبريزي في قول المفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب وفيه بخطه ماصورته. موضع وهي منازل أشجع بإيلياء.


صحن: بالفتح ثم السكون ونون وصحنُ الدار والموضع وسطه والصحن. جبل في بلاد سليم فوق السوارقية عن أي الأشعث قال وفيه ماءٌ يقال له الهباءة وهي أفواه آبار كثيرة مخرقة الأسافل يفرغ بعضها في بعض الماء الطيب العنب يزرع عليها الحنطة والشعير وما أشبهه. قال بعضهم:

 

جلبنا من جنوب الصحن جُردا

 

عتاقاً سرُها نَسلاً لـنـسـل

فوافينا بهـا يومـي حُـنـين

 

رسول اللهَ جدا غير هـزل

 

وصحن الشبا موضع في شعر كثير.


صُحَير: تصغير صحر وهو لون إلى الشقرة. موضع بقرب فَيد. وصحير أيضاً بشمالي جبل قَطن. قال بعضهم:

تبدلتَ بُؤسأ من صحير وأهلـه

 

ومن بُرَق التبنين نَوط الأجاول

 

- نياط- من طلح يعني أودية فيها طلح- والأجاول - أجبال.

 

باب الصاد والخاء وما يليهما

 

صَخد: بالفتح ثم السكون وآخره دال مهملة يقال: صخدتَه الشمس صخداً إذا أصابته بحرها، قال العمراني: صخد، بلد قال بعضهم:

 

بصَخدٍ فشَسمعَى من عميَرَة فاللوي

 

صَخرَاباذ: بالفتح ثم السكون والراء وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال، من قرى مرو.


الصخرَةُ: بلفظ واحدة الصخر من الحجارة، من أقاليم أكشونية بالأندلس.


صَخْرَةُ أكهَى: في بلاد مُزَينة.


صَخرَةُ حيوَة: قال ابن بشكوال خلف بن مروان بن أمَية بن حيوة المعروف بالصخري، ينسب إلى صخرة: حيوة، بلد بغربي الأندلس سكن قرطبة يكنى أبا القاسم كان من أهل العلم والمعرفة والعَفَاف والصيانة أخذ عن شيوخ قرطبة ورحل إلى المشرق في سنة 372، فقضى غرضه وأخذ عن جماعة وقلده المهدي محمد بن هشام الشورى قُرطبة وكان قبل ذلك استقضاه المظفر بن عبد الملك بن عامر بطليطلة ثم استعفى وفارقهم ومات في بلده في رجب سنة 401.


صَخرَةُ مُوسى: عليه السلام التي جاء ذكرها في الكتاب العزيز، في بلد شروان قرب الدربند وقد ذكرت.


صُخَيرَات: تصغير جمع صخرة وهي صخيراتُ الثُمام بالثاءِ المثلثة المضمومة وقيل: الثمامة بلفظ واحدة الثمام وهو نبث ضعيف له خوص أو شبه بالخوص وربما حشيت به الوَسايد وهو، منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو بين السيَالة وفَرش وفي المغازي صخيرات اليمام بالياء آخر الحروف ذكرت في غزاة بدر وفي غزاة ذات العشيرة قال ابن إسحاق: مرَ عليه الصلاة والسلام على تُربان ثم على مَلل ثم على غميس الحمام من مَرَيَين ثم على صخيرات اليمام ثم على السيالة.


الصُخَيرَةُ: تصغير الصخرة من الحجارة، حصن بالأندلس من أعماد ماردة.

 

باب الصاد والدال وما يليهما

 

صداءُ: بالفتح ثم التشديد والمد ويروى صَداءُ بهمزتين بينهما ألف، قال المُبَرد: صيداءُ قال أبوعبيد: من أمثالهم في الرجلَين يكونان ذوي فضل غير أن لأحدهما فضلاً على الآخر قولهم ماء ولا كصدَاءَ والمثل لمقَذَفَة بنت قيس بن خالد الشيباني وكانت زوجة لقيط بن زرارة فتزوجها بعده رجل من قومها فقال لها يوماً: أنا أجملُ أم لقيط فقالت: ماء ولا كصدَاءَ أي أنت جميل ولكن لستَ مثله، قال أبو عبيد: وقال المفضل صداءُ: ركية ليس عندهم ماءٌ أعذَبُ منها وفيها يقول ضراب بن عمرو السعدي:

 

ئوإني وتَهيامي بزينـب كـالـذي

 

يطالب من أحواض صدَاء مَشْرَبا

 

قال: ولا أدري صدَاءً فعلاء أم فعَال فإن كان فعالا من صدَا يصدو أم من صدىَ يَصديَ، وقال الزجاج: وفي أمثال العرب ماءٌ ولا كصداءَ وبعضهم يقول: لا كصدَا وإنما هي بئر للعرب عذبة جداَ وهذا الاسم اشتق لها من أنها تصدُ من شرب منها عن غيرها من المشارب وليس ذلك من اللفظ فأما الضم فإنه ليس فيها معروف ومن قال: كصدَاء فجائز أن يكون سميت بذلك لأن لونها لون الصداء، قال شمر: صدا الهامُ يصدو إذا صاح وإن كان صداءُ فَعلاء فهو من المضاعف كقولهم صَمَاءُ من الصمم، وقال أبو نصر بن حماد: صداء اسم ركية عذبة الماء وفي المثل ماء ولا كصداء وقلتُ لأبي علي النحوي هو فعلاء من المضاعف فقال: نعم وأنشدي ضرار بن عتبة العبسي السعدي:

 

كأنيَ من وَجـد بـزينـبَ هـائم

 

يخالس من أحواض صداء مشرباً

رأى دون برد الماء هـولاً وذادةً

 

إذا اشتد صاحوا قبل أن يتحبـبـا

 

قالوا تحببَ الحمار إذا امتلأ من الماء، وقال بعضهم: صدآءُ مثل صدعاءُ قال: وسألت عنه بالبادية رجلاً من بني سليم فلم يهمزه وقال نصر: صدَاءُ ماء معروف بالبياض وهو بلد بين سعد بن زيد مناة بن تميم وكعب بن ربيعة بن كلاب يصدُرُ فيه فلجُ جعدة وهو ماة قليل ليس في تلك الفلاة وهي عريضة غيره وغير ماء آخر مثله في القلَة وبصداء منبر وماؤه شديد المرارة كذا قال نصر: وكيف يكون مرا وفي المثل السائرِ فيه ما يملُ على حلاوته والله أعلم، قال آدم بن شدْقم العنبري:

 

وحبذا شُـربة مـن شَـنَةِ خَـلَـق

 

من ماء صدَاء تشفي حَرمكـروب

قد ناط شنتها الظامي وقد نهِـلَـتْ

 

منها بحوضٍ من الطرفاء منصوبٍ

تطيب حين تمسُ الأرض شنَتـهـا

 

لشاربين وقد زادت على الطـيب

 

قال ابن الفقيه: قدم ابن شدقم العنبري البصرة فمُلحَ عليه شربُ الماء واشتدَ عليه الحر وأذاه تهاوش ريحها وكثرة بعوضها ثم مطرت السماءُ فصارت ردغاَ فقال:

 

أشكوا إلى الله مَمسانا ومصبحـنـا

 

وبُـعـد شِـقـتـنـا يا أم أيوب

وإن منزلنا أمسى بـمـعـتـرَك

 

يزيده طَمَعاَ وقـعُ الأهـاضـيب

ما كنت أدري وقد عمرتُ مُذ زمن

 

ما قصرُ أوس وما بح المـيازيب

تهيجني نفـحـات مـن يمـانـية

 

من نحو نجد ونعباتُ الغـرابـيب

كأنهن على الأجذال كل ضـحـى

 

مجالس من بني حام أو الـنـوب

يا ليتنا قد حَلَننـا وادياً خـصِـبـاً

 

أو حاجراً لفَنا غض التعـاشـيب

وحبذا شربة من شـنة خَـلَـق

 

 

 

الأبيات الثلاثة المذكورة قبل.


صدء:بالضم والمد، مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخاً سمي باسم القبيلة وهو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يَشجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سباء.


صدَار: بالضم واَخره راءٌ يجوز أن يكون فُعالاً من الصدر ضد الورد وصُدار، موضع قرب المدينة.


الصدَارَةُ: بكسر أوله وبعد الألف راءَ والصِدار ثوب رأسه كالمِقنَعة وأسفله يغشى الصدر والمنكبين تلبسه النساءُ في المأتم، وقال الأصمعي: يقال لما يلي الصدر من الدروع: صدار والصدارة، قرية بأرض اليمامة لبني جَعدَة.


صُدَاصِد: بالضم وبعد الألف صاد أخرى مكسورة ودال، اسم جبل لهذَيل.


صدَد: موضع في قول أبي العيص بن حزم المازني:

قالوا ضرية أمسَتْ وهي مسكنه

 

ولم تكن مَسكناً منه ولا صَـدَدا

صدرُ: قلعة خراب بين القاهرة وأيلة ذكرها ابن الساعاتي حيث قال:  

سَرَى مَوهِنأ والأنجُم الزهر لا تسري

 

وللافْق شوق العاشقين إلى الفجـر

تأهَبَ من صدر يخُب به الـكـرى

 

فما زال حتى بات منزله صـدري

 

صدَرُ: هكذا ضبطه أبو سعد بضم أوله وفتح ثانيه والراء بوزن جُرَذ، قال أبو بكر بن موسى: صدر بالصاد والدال المهملين، قرية من قرى بيت المقدس، ينسب إليها أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الصدري كان أحد الكذابين وضع نسخاً لا يعرف أسماء رُواتها مثل طغرال وطربال وكركدن وادعى نسباً إلى سعيد بن المسيب روى عن ضرار بن علي القاضي روى عنه يوسف بن حمزة ومات بنواحي خوارزم في حدود سنة 384.


الصَدِفُ: بالفتح ثم الكسر وآخره فاء مخلاف باليمن منسوب إلى القبيلة والنسبة إليهم صَدَفي بالتحريك وقد اختلف في نسب الصدف فقيل: هو من كندة وقيل: من حضرموت وقيل: غير ذلك وقد عزمتُ بعد فراغي من هذا الكتاب أن أجمع كتاباً في النسب على مثال هذا الكتاب في الترتيب فنذكره فيه مستقصى ونُبين الاختلاف فيه على وجهه، قال الأصمعي: صدفَ البعير صدفاَ إذا مال خفُه إلى الجانب الوحشي فإن مال إلى الإنسي فهو القَفَدُ والصدف الميل مطلقاً.


صدَفُ: بفتح أوله وثانيه والفاء، قال الحسن بن رشيق القيرواني ومن خط يده نقلتُه: عبد الله بن الحسين الصدفي، من قرية صدف على خمسة فراسخ من مدينة القيروان وله شعر طائل ومَعَان عجيبة واهتداء حسن مع دِراية بالنحو ومعرفة بالعربية واطلاع على الكتب صحب العلماء قديماً إلا أنه رَث الحال يطرح نفسه حيث وجد القناعة حتى إن بعضهم سماه سُقراط. صدفُورَةُ: بالفتح ثم السكون ثم فاء بعدها واو ساكنة وراء، موضع بالأندلس من أعمال فحص البلوط.


صَدَقةُ: بالتحريك معروفة مكة صدقة بن الفضل، بمرو معروفة وهو اسم رجل نسبت إلى أبي الفضل صدقة بن الفضل المروزي، سكنها جماعة من العلماء فنسبوا إليها، منهم القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدَقي الفقيه المروزي روى عن أبيه وعبيد الله بن عمر بن علل الجوهري وغيرهما وكتب ابن دودان عنه في سنة 398، ومحمد بن إسماعيل بن عبد اللًه بن أحمد بن حَفْصَوَيه أبو الفتح الدعيب المرزوي الصدقي من أهل مرو سكن سكة صدقة بن الفضل كان أديباً فاضلاً عارفأ بأصول اللغة حافظاً لها رُزِقَ من التلامذة ما لا يوصف وصار أكثر أولاد المحتشمين تلامذته، قال أبو سعد: قرأ عليه الأدب والدي وعَمايَ وعمر العمر الطويل وانتشرت عنه الرواية سمع أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن أحمد الخَرجزدي وأبا بكر محمد بن عبد الصمد بن أبي الهَيثم الزابي أجاز لأبي سعد ومات في صفر سنة 517، وعمر بن محمد بن أبي بكر الناطفي أبو حفص الصدقي كان شيخاً صالحاَ سمع السيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي وأبا عبد الله محمد بن الحسن المِهرَبَندَقشائي وأبا المظفر منصور بن أحمد المرغيناني وأبا بكر محمد بن عبد الله أبي توبة الخطيب الكُشمبهني سمع منه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي ومات في محرم سنة 536.


صَدَيان: بفتح أوله وثانيه وباء مثناة من تحت وآخره نون بلفظ تثنية الصدى وهو ذكرُ البوم أو العطش، موضع أو جبل.


صُدَيقٌ : بوزن تصغير الصدق ضد الكذب، جبل.


صُدَي: بوزن تصغير الصدى وهو العطش أو ذكرُ البوم، اسم ماء في شعر ورقة بن نوفل والله أعلم بالصواب.

باب الصاد والراء وما يليهما

 

الصُرَادُ: بالضم آخره دال مهملة فُعال من الصرد وهو المكان المرتفع من الجبال وهو أبردها، وهو موضع في شعر الشَمَاخ، وقال نصر: صُراد هضبة بحزيز الحؤأب في ديار كلاب، وصُراد أيضاً علمٌ بقرب رحرحان لبني ثعلبة بن سعد بن ذُبيان وَثمَ أيضاً الصُرَيد.


صِرَار: بكسر أوله واَخره مثل ثانيه وهي الأماكن المرتفعة التي لا يعلوها الماءُ يقال لها: صِرَارٌ وصِرار، اسم جبل، قال جرير:

إن الفَرَزدَقَ لا يُزايل لُـؤمَـهُ

 

حتى يزولَ عن الطريق صِرَارُ

 

وقيل: صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق قاله الخطَابي، وقال بعضهم:

لعلّ صراراً أن تجيش بيارها

 

وقال نصر: صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهلي على سمت العراق وقيل: أطم لبني عبد الأشهل له ذكر كثير في أيام العرب وأشعارها، وإليه ينسب محمد بن عبد اللَه الصراري يروي عن عبد اللهَ بن عبد الرحمن بن أبى حسين روى عنه يزيد بن الهاد وبكر بن نصرِ، وقال العمراني: صرار اسم جبل أنشدني جار الله العلامة للأفطس العلوي وفي الأغاني أنهما لأيمن بن خُزَيم الأسدي:

كأن بني أميةَ يوم راحـوا

 

وعُري من منازلهم صِرَار

شَماريخُ الجبال إذا تـردت

 

بزينتها وجادَتها القِـطَـارُ

 

وقال: هو من الجباد القبلية، قال: وصرار أيضاً بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق، وقيل: موضع بالمدينة.


صرَاف: اسم موضع من سَدَاد أبي عمرو الشيباني أنشدني لأبي الهيثم:

يا رب شاتٍ من وُعُول طال ما

 

رعى صرافاً حِلهَ والحَـرَمـا

ويكفَؤ الشعب إذا ما أظـلـمـا

 

وينتمي حتى يخـاف سـلـمـا

في رأس طَود ذي خفاف أيهَمَا

 

 

 

صَرَامُ: قال حمزة: هو رستاق بفارس وأصله جَرَام فعربوه هكذا.


الصرَاةُ: بالفتح، قال الفَراءُ: يقال: هو الصَرَى والصرَى للماء يطول استنقاعُهُ، وقال أبو عمرو: إذا طال مكْثُه وتغيرَ وقد صَرِيَ الماءُ بالكسر وهذه نطفةٌ صَراة، وهما نهران ببغداد الصراة الكبرى والصراة الصغرى ولا أعرف أنا إلأَ واحدة وهو نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها: المُحوَل بينها وبين بغداد فرسخ ويسقي ضياع بادوريا ويتفرَع منه أنهار إلى أن يصل إلى بغداد فيمرُ بقنطرة العباس ثم قنطرة الصبيبات ثم قنطرة رحا البطريق ثم القنطرة العتيقة ثم القنطرة الجدبدة ويصب في دجلة ولم يبق عليه الآن إلأ القنطرة العتيقة والجديدة يحمل من الصراة نهر يقال له: خندق طاهر بن الحسين أوله أسفل من فوهة الصراة يدور حول مدينة السلام مما يلي الحزبية وعليه قنطرة باب الحرب ويصب في دجلة أمام باب البصرة من مدينة المنصور وأما أهل الأثر فيقولون الصراة العُظمى حفرها بنو ساسان بعدما أبادوا النبط، ونسب إليه المحدثون جعفر بن محمد اليمان المؤدب المخزمي ويعرف بالصَراتي حدث عن أبي حُذافة روى عنه محمد بن عبد الله بن عتاب قرأت في كتاب المفاوضة لأبي نصر الكاتب قال: لما مات محمد بن داود الأصبهاني صاحب كتاب الزهرة من حب أبي الحسن بنجامع الصيدلاني، قال بعضهم: رأيت ابن جامع محبوبه. واقفأ على الصراة ينظر إلى زيادة الماء فيها فقلت له ما بقي عندك من حبّ أبي بكر بن داود، فأنشدني:

 

وقفت على الصراة وليس تجري

 

معاينها لنقصـان الـصـرات

فلما أن ذكرتُك فاض دمـعـي

 

فأجراهن جري العاصـفـات

 

قال نصر: لم أر أحسن من هذين البيتين في معناهما إلا أن الشَيظَمي الشاعر مر بدار سيف الدولة بن حمدان فقال:

عجباً لي وقد مررتُ بـأبـوا

 

بِك كيف اهتديتُ سبل الطريق

أتراني نسيتُ عهـدك فـيهـا

 

صدقوا ما لَميّت من صـديق

 

وللقضاعي الشاعر:

ويَلي على ساكن شاطي الصراه

 

كدر حُبـيه عـلـيَ الـحـياه

ما تنقضي من عجب فِكرتـي

 

لقصة قصَـر فـيهـا الـوُلاه

ترك المحـبـين بـلا حـاكـم

 

لم يُجلسوا للعاشقين القُـضـاه

وقد أتانـي خـبـر سـاءَنـي

 

لقولها في السـرّ واسَـؤأتـاه

أمثل هذا يبتـغـي وَصـلَـنـا

 

أما يرى ذا وجهه في المـراه

 

وهذا معنى حسن ترتاح إليه النفى وتَهشُ إلي الروح، وقد قيل في معناه:

مرت فبثتْ في قلـوب الـورى

 

إلى الهوى من مُقلَتيها الدعـاه

فظَل كل الناس من حسـنـهـا

 

ودئها المفرطِ أسـرَى عُـنـاه

فقلتُ يا مولاة مـمـلـوكـهـا

 

جودي لمن أصبحت أقصى مُناه

ومن إذا مـا بـات فـي لـيلة

 

يصيح من حبك وامُهَـجـتـاه

فأقبلَت تـهـزأ مـنـي إلـى

 

ثلاث حُور كُن معها مـشـاه

يا أشـمَ يا فـاطِـمَ يا زَينــب

 

أما رأى ذا وجهه في المـراه

 

ومثله أيضاً:

جارية أعجبها حسنـهـا

 

ومثلها في الخلق لم يُخلَق

أنبأتُها أني محـب لـهـا

 

فأقبلَتْ تهزأ من منطقـي

والتفتَت نحو فتـاة لـهـا

 

كالرَشإ الأخوَر في قُرطق

قالت لها قُولي لهذا الفتـى

 

انظُر إلى وجهك ثم اعشق

 

وأحسَنُ من هذا كله وأجملُ وأعلَقُ بالقلب قول أبي نُوَاس وأظنه السابق إليه:

وقائلة لها في حال نُصـحٍ

 

علامَ قتلتِ هذا المُستَهاما

فكان جوابُها في حسن مَس

 

أأجمَعُ وَجهَ هذا والحراما

 

صَرَاةُ جاماسب: تستمدُ من الفرات بَنَى عليها الحجاج بن يوسف مدينة النيل التي بأرض بابل. الصَرائمُ: موضع كانت فيه رقعة بين تميم وعبس، فقال شميت بن زنباع:

وسائل بنا عبساً إذا ما لقيتَـهـا

 

على أي حي بالصرائم عُلـت

قتلنا بها صبراً شريحاً وجابـراً

 

وقد نَهِلَتْ منا الرماح وَعلـت

فأبلغ أبا حمران أن رمـاحـنـا

 

قضَتْ وطراً من خالد وتعلـت

فدى لرياح إذ تدارك ركضُهـا

 

ربيعة إذ كانت به النعل زلـت

فطرنا عجالاً للصريخ فلن ترى

 

لنا نعماً من حيث تفزع ُشلُـت

وما كان دهري أن فخرتُ بدولة

 

من الدهر إلا حاجة النفس سُلت

 

صَرْبَةُ: موضع جاء ذكره في الشعر عن نصر.


الصرحُ: بالفتح ثم السكون وحاء مهملة وهو في اللغة كل بناء مشرت، قال الحازميِ: الصرح، بناء عظيم قرب بابل يقال: إنه قصر بُخت نصر.


صُرخٌ: بالضم ثم السكون وآخره خاء معجمة مرتجل، اسم جبل بالشام، قال عدي بن الرقاع العاملي:

لما غدَا الحي من صُرخ وغيبهـم

 

من الروابي التي غربيها الكَمَـمُ

ظلت تطلع نفسي إثر ظعنـهـم

 

كأنني من هواهم شـاربٌ سَـدِمُ

مسطارة بكرَتْ في الرأس نَشوتها

 

كأن شاربها مـمـا بـه لـمـمُ

 

صَرخَدُ: بالفتح ثم السكون والخاء معجمة والدال مهملة، بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق وهي قلعة حصينة وولاية حسنة واسعة، ينسب إليها الخمر، قال الشاعر:

ولذ لطعم الصرخدي تركـتـه

 

بأرض العدا من خشية الحدثان

 

اللذ: ههنا النوم.


صُرخِيَان: بالضم والسكون وكسر الخاء وياء مثناة من تحت وآخره نون، من قرى بلخ وربما ينسب إليها الصرخيانكي.


صِرداح: بالكسر ثم السكون ودال مهملة واَخره حاء، موضع، قال العمراني: وصرداح أيضاً حصن بنته الجن لسليمان بن داود عليه السلام ولا أظنه أتقن ما نقل إنما هو صرواح والله أعلم والصرداح والصردح المكان المستوي.


الصردفُ: بلد في شرقي الجنَد من اليمن، منه الفقيه إسحاق بن يعقوب الصردفي صنف كتاباً في الفرائض سماه الكافي وقبره بها.


صُرَرُ: حصن باليمن من نواحي أبيَنَ.


صَررُ: بالفتح وتكرير الصاد والراء يقال: أصله صرر من الصر وهو البرد فأبدلوا مكان الراء الوسطي فاء الفعل كما قالوا:تجفجف ويقال:ريح صرصر وصرةٌ شديدة البرد، قال ابن السكيت ريح صرصر فيه قولان يقال: هو من صرير الباب أو من الصِرة وهي الصيحة، وصرصر، قريتان من سواد بغداد صرصر العليا وصرصر السفلى وهما على ضفة نهر عيسى وربما قيل: نهر صرصر، فنسب النهر إليهما وبين السفلى وبغداد نحو فرسخين، قال عبيد الله بن الحر:

ويومَ لقينا الخثـعـمـي وخـيلـه

 

صَبرنا وجالدنا على نهر صرصرا

ويوماً تراني في رخاءٍ وغِـبـطة

 

ويوماً تراني شاحبَ اللون أغبـرا

 

وصرصر في طريق الحاج من بغداد قد كانت تسمى قديماً قصر الحير أو صرصر الدير، وقد خرج منها جماعة من التجار الأعيان وأرباب الأموال، منهم التقي أبو إسحاق إبراهيم بن عسكر بن محمد بن ثابت صديقنا فيه عصبية ومروة تامة وقد مدحه الشعراء فقال فيه الكمال القاسم الواسطي وأنشد لنفسه فيه:

أقول لمرتـاد تـقـسـم لـحـمـه

 

على البيد ما بين الشرَى والتهَـجـر

تيمم بها أرض الـعـراق فـإنـهـا

 

مراد الحيا والخصب وانزل بصرصر

تجد مستـقـراً لـلـعـفـاة وقـرةً

 

لعينك فاحكم في الـنـدى وتـخـير

وإن دهمت أمُ الدُهيم وعـسـكـرت

 

عليك الليالي فاعتهد آل عـسـكـر

أناساَ يرون الموت عاراً لبَؤسُـهُ

 

إذا لم يكن بين القنا والسـنـور

ومن كان إبراهيم فرعاَ لأصلـه

 

جَنَى ثمرَ الأخيار من خير مخبر

         

 

صرعون: بفتح الصاد وسكون الراء، مدينة كانت قديمة من أعمال نينوى خير أعمال الموصل وقد خربت يزعمون أن فيها كنوزاً قديمة يحكى أن جماعة وجدوا فيها ما استغنوا به ولها حكاية وذكر في السير القديمة.


صرعينا: موضع ذكره ابن القطاع في كتاب الأبنية.


صرفَندَةُ: بالفتح ثم التحريك وفاء مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة وهاء قرية من قرى صور من سواحل بحر الشام منها محمد بن رَوَاحة بن محمد بن النعمان بن بشير أبو معن الأنصاري الصرفندي قال أبو القاسم: من أهل حصن صرفندة من أعمال صور سمع أبا مهر بدمشق وحدث في سنة 266 روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي الأنصاري سمع بدمشق أبا عبد الله معاوية بن صالح الأشعري ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث وعمر بن نصر العبسي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبا جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب وأبا زرعة الدمشقي والعباس بن الوليد وبكار بن قتيبة وغيرهم روى عنه أبو الحسين بن جميع وعبد الله بن علي بن عبد الرحمن بن أبي العجائز وشهاب بن محمد بن شهاب الصوري، قال أبو القاسم: ومحمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن النعمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله الأنصاري الصرفندي حدث بدمشق وغيرها عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي روى عنه أبو الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي كتب عنه أبو الحسين الرازي بدمشق وقال: كان من أهل صرفندة حصن بين صور وصيداء على الساحل وكان كثيراً ما يقدم دمشق ويخرج عنها، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة بن محمد بن النعمان بن بشير أبو معن الأنصاري الصرفندي سمع أبا مهر بدمشق روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي وأبو بكر محمد بن يوسف.


صَرَفَةُ: قرية من نواحي مَآب قرب البلقاء يقال: بها قبر يوشع بن نون.


صُرمَا قادم: بالضم ثم السكون وبعد الميم والألف قاف وقبل الميم دال مهملة، موضع.


صَرمِنجَان: بالفتح ثم السكون وكسر الميم ونون ساكنة وجيم وبعد الألف نون، من قرى ترمذ وتُعدُ في بلخ والعجم يقولون: صَرمنكان بالكاف.


الصرَوَاتُ: كأنه جمع صروة، وهي قرى من سواد الحلة المزيدية رد إلى واحده، وقد نسب إليها أبو الحسن علي بن منصور بن أبي القاسم الربعي المعروف بابن الرطلين الشاعر الصروي ولد بها ونشأ بواسط وسكنه بغداد.


صِروَاحُ: بالكسر ثم السكون ثم واو بعدها ألف وآخره حاء مهملة، قال أبو عبيد: الصرح كل بناءٍ عالٍ مرتفع وجمعه صُرُوح قال الزجاج: الصرح القصر والحصن وقيل: غير ذلك، والصرواح حصن باليمن قرب مأرب يقال: إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام وأنشد ابن دريد لبعضهم في أماليه:

حل صِرواحَ فابتنى في ذراه

 

حيث أعلى شعافه محرابـاً

 

وقال ابن أبي الدمينة سعد بن خولان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وهو الذي تملَك بصرواح وأنشد لبعض أهل خولان:

وعلى الذي قهر البلاد بعـزة

 

سعد بن خولان أخي صرواح

 

وقال عمرو بن زيد الثعالبي من بني سعد بن سعد:

أبونا الذي أهدى السرُوجَ بمـأرب

 

فآبَت إلى صرواحَ يوماً نوافِـلُـه

لسعد بن خولان رَسا الملك واستوى

 

ثمانين حولاً ثم رجـت زلازلـه

 

وقال غيره فيهم:

تشتَوا على صرواح خمسين حِجة

 

ومأرِب صافوا رِيفَها وتربعـوا

 

الصُرَيدُ: تصغير الصرد وهو البرد، موضع قرب رَحرَحان.


الصرِيفُ: بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت ساكنة وفاء أصل الصريف اللبن الذي ينصرف عن الضرع حاراً فإذا سكنت رغوتُه فهو الصريح والصريف الخمر الطيبة والصريف صوت الأنياب والأبواب. وهو موضع من النباج على عشرة أميال وهو بلد لبني أسد بن عمره بن تميم معترض للطريق مرتفع به نخل. وقال السكري هؤلاءِ أخلاَطُ حنظلة، وقال جرير:

لمن رسمُ دار هـمَ أن يتـغـيرا

 

تَرَاوَحَه الأرواحُ والقطرُ أعصُرَا

وكنا عهدنا الـدارَ والـدارُ مـرَة

 

هي الحار إذ حلتْ بها أم يَعمَرَا

ذكرتُ بها عهداً على الهجر والبلَى

 

ولا بد للمشعـوف أن يتـذكـرَا

أجن الهوى ما انسَ لا انسَ موقفـا

 

عشيةَ جرعاءِ الصريف ومنظـرا

تباعدَ هذا الوصلُ إذ حل أهلُـنـا

 

بقو وحلت بطنَ عرق فعرعـرا

 

- قَو- بلاد واسعة والنباج بين قَو والصريف. وصريفية في قول الأعشى تذكر في صريفون بعد هذا.


صَرِيفُون: بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد الياء فاء مضمومة ثم واو وآخره نون إن كان عربياً فهو من الصريف وقد ذكر اشتقاقه في الذي قبله وإن كان عجمياً فهو كما ترى والعرب في هذا وأمثاله من نحو نصيبين وفلسطين وسيلحين ويبرين مذهبان منهم من يقول: إنه اسم واحد ويلزمه الأعراب كما يلزم الأسماء المفردة التي لا تنصرف فتقول هذه صريفينُ ومررت بصريفينَ ورأيت صريفين والنسبة إليه والى أمثاله على هذا القول صريفي وعلى هذه اللغة. قال الأعشى في نسبة الخمر إلى هذا الموضع:

صريفية طيب طعمها

 

لها زبد بين كُوز ودَن

 

وقيل فيها غير ذلك ولسنا بصدده، وصريفون في سواد العراق في موضعين إحداهما قرية كبيرة غَناءُ شجراءُ قرب عكبراء وأوانا على ضفْة نهر دُجيل إذا أذن بها سمعوه في أوانا وعكبراء وبينهما وبين مسكن وقعت عندها الحرب بين عبد الملك ومصعب ساعة من نهار وقد خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم والمحدثين منهم سعيد بن أحمد بن الحسين أبو بكر الصريفيني حدث عن الحسن بن عرفة روى عنه عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني وذكرِ إنه سمع منه بعكبراء ومحمد بن إسحاق أبو عبد الله الصريفيني المعدل حلت بعُكبراء عن زكرياءَ بن يحيى صاحب سفيان بن عُيينة روى عنه عمر بن القاسم بن الحداد المقري وأحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن جمهور أبو بكر الصريفيني سمع الحسن بن الطيب الشجاعي وغيره حدث عنه أبو علي بن شهاب العُكبري وعبد العزيز بن علي الأزَجي وهلال بن عمر الصريفيني سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى الدارمي وغيره وأبو محمد عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن المجمع بن الهزار مرد أبو محمد الخطيب الصريفيني سمع أبا القاسم بن حبابة وأبا حفص الكتاني وأبا طاهر المخلص وأبا الحسين ابن أخي ميمي وغيرهم وهو آخر من حدث بكتاب علي بن الجعد وكان قد انقطع من بغداد قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي سمعت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي صاحبنا يقول دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من الشمايخ ثم خرجت أريد الموصل فدخلت صريفين فبت في مسجد بها فدخل أبومحمد الصريفيني وأمَ الناسَ فتقدمت إليه وقلت له سمعتَ شيئاً من الحديث فقال كان أبي يحملني إلى أبي حفص الكناني وابن حَبًابة وغيرهما وعندي أجْزاءْ قلت أخرجها حتى أنظر فيها فأخرج إلي حُزْمَةً فيها كتاب علي بن الجعد بالتمام مع غيره من الأجزاء فقرأته عليه ثم كتبت إلى أهل بغداد فرحلوا إليه وأحضره الكبراء من أهل بغداد فكل من سمعه من الصريفيني فالمنة لأبي القاسم الشيرازي فلقد كان من هذا الشأن بمكان قال ابن طاهر: وسمعتُ الكتاب لما أحضره قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني ليسمع أولاده منه ومنها تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن محمد الصريفيني حافظ إمام سمع بالعراق والشام وخراسان أما بالشام فسمع التاج أبا اليُمن زيد بن الحسن الكندي والقاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني وبخراسان المؤيد أبا المظفر السمعاني وبهراة عبد المعز محمد وغيرهم وأقام بمنبج صنف الكتب وأفاد واستفاد وسألته عن مولده تقديرا، فقال: في سنة 582. وصريفون الأخرى من قرى واسط. قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن نفيس المصري وذكر حديثاً ثم قال وصريفين هذه مدينة صغبرة تعرف بقرية عبد الله وهو عبد الله بن طاهر. منها شعَيب بن أيوب بن زُرَيق بن مَعبد بن شيصا الصريفيني روى عن أبي اسامة حماد بن أسامة وزيد بن الحباب وأقرانهما روى عنه عبدان الأهوازي ومحمد بن عبد اللَه الحضرمي مُطيين وأبو محمد بن صاعد وأخواه أبو بكر وسليمان ابنا أيوب الصريفيني حدث سليمان عن سُفيان بن عيينة ومرحوم العطار وغيرهما، وسعيد بن أحمد الصريفيني سمع محمد بن علي بن معدان روى عنه أبو أحمد بن علي، وقال الصريفيني صريفين واسط. وصريفين من قرى الكوفة. منها الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن سليمان الدهقان المقري المعدل الصريفيني أبو القاسم الكوفي من صريفين قرية من قرى الكوفة لا من قرى بغداد ولا من قرى واسط أحد أعيانها ومقدميها وكان قد ختمٍ عليه خلق كثير كتاب الله وكان قارئأ فهما محدثاً مكثراً ثقة أميناً مستوراً وكان يذهب إلى مذهب الزيدية ورد بغداد في محرم سنة 480 وقُرِىء عليه الحديث سمع أبا محمد جناح بن نزير بن جناح المحاري وغيره روى عنه جماعة. قال أبو الغنائم محمد بن علي النرسي: المعروف بأبَي توفي أبو القاسم بن سليمان الدهقان في المحرم ليلة السابع عشر منه سنة 490 وصريفين أيضاً مما ذكره الهلال بن المحسن من بني الفرات أصلهم من بابلا صريفين من النهروان الأعلى، وقال الصولي أصلهم من بابلآ قرية من صريفين وأول من ساد فيهم أبوالعباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات وأخوه الوزير أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر وغيرهما من الكبار والوزراء والعلماء والمحدثين. الصريمُ: بالفتح ثم الكسر. قال أبو عبيد الصريم الصبح والصريم الليل أي يصرم الليل من النهار والنهار من الليل وذلك في قوله تعالى:"فأصبحت كالصريم" القلم: 20، أي كالليل. قال قتادة الصريم الأرض السوداء التي لا تنبت شيئاً، وقيل الصريم. موضع بعينه أو واد باليمن. قال:

 

وألقَى بشَرْج والصريم بَعاعهُ

 

ثقال رواياهُ من المُزْنِ دُلحُ

 

الصريمَة: موضع في قول جابر بن حُنَي التغلبي حيث قال.

فيا دارَ سلمى بالصريمة فاللوى

 

إلى مدفع القيقاءِ فالمتـثـلّـم

أقامت بها بالصيف ثم تذكـرت

 

مصائرَها بين الجواءِ فعَيهـم

 

وقال غيره:

ما ظبيةٌ من وحش ذي بقر

 

تغذو بسقط صريمة طِفلاً

بالذ منها إذ تـقـول لـنـا

 

وأردتُ كشفِ قناعها مهلا

 

صرينُ: بكسر أوله وثانيه بوزن صقين والصر شدة البرد كأنه لما نسب البرد إليها جعلت فاعلة له فجُمعت جمع العقلاء قال وهو بلد بالشام. قال الأخطل:

فلما انجلت عني صبابة عاشق

 

بما ليَ من حاجاتي المتـأمـلُ

إلى هاجس من آل ظَمياء والتي

 

أتى دونها بابٌ بصرين مُقفَـلُ

 

باب الصاد والطاء وما يليهما

 

صَطفُورَةُ: بالفتح ثم السكون والفاء وبعده واو ساكنة وراءٌ مهملة وهاء بلدة من نواحي إفريقية