حـرف الـصـاد: باب الصاد والميم والواو وما يليهما

باب الصاد والميم وما يليهما

صِمَاخ: بكسر الصاد، من نواحي اليمامة أو نجد عن الحفصي قال: وهو جبل وقريب منه قرية يقال لها خَليف صِماخ.

الصُماخ: بالضم وآخره خاء معجمة يجوز ان يكون مشتقاً من وجع يكون في الصماخ وهو خرق الأذن لأنه على وزن الأدواءِ كالسعال والزكام والحُلاق والشخاخ وهو ماء على منزل واحد من واسط لقاصد مكة، قال أبو عبد الله السَكوني: والمياه التي بين جبلَي طيىء والجبال التي بينها وبين تيماء منها صماخ ولا أدري أهو غير هذا أم غلط في الرواية.

الصَماخي: كأنه جمع صِماخ، وهي، قيعان بيض لأبي بكر بن كلاب تمسك الماء.
صِمَادٌ : جبل، أنشد أبو عمرو الشيباني:

والله لو كنتم بأعـلـى تـلـعة

 

من رُؤس فَيفا أو رؤوس صِماد

لسمعتُم من ثم ومع سـيوفـنـا

 

ضرباً بكل مـهـنـد جَـمـاد

واللَه لا يرعى قبـيل بـعـدنـا

 

خَضر الرَمادة آمنـاً بـرشـاد

 

الرمادة: من بلاد بني تميم ذكرت في موضعها.


صَالُو: قال أحمد بن يحيى بن جابر: حاصر الرشيد في سنة 163 أهل صمالو من أهل الثغر الشامي قرب المصيصة وطرسوس فسألوا الأمان لعشرة أبيات فيهم القومس فأجابهم إلى ذلك وكان في شرطهم أن لا يفرَقوا فأنزلوا ببغداد، على باب الشماسية فسموا موضعهم سمالو يلفظونه بالسين وهو معروف وإليه يضاف دير سمالو وقد ذكر في الديرة ثم أمر الرشيد فنودي على من بقي في الحصن فبيعوا.


الصَمَّانُ: بالفتح ثم التشديد وآخره نون، قال الأصمعي: الصمَان، أرض غليظة دون الجبل، قال أبو منصور: وقد شَتَوت بالصمان شتوتين وهي أرض فيها غلظ وارتفاع وفيها قيعان وخُبارَى تنبت السدر عذبة ورياض معشبة وإذا أخصبت ربعت العرب جمعاً وكانت الصمان في قديم الدهر لبني حنظلة والحزن لبني يربوع والدهناءُ لجماعتهم والصمان متاخم للدهناء وقال غيره: الصمان جبل في أرض تميم أحمر ينقاد ثلاث ليال وليس له ارتفاع، وقيل: الصمان قرب رمل عالج وبينه وبين البصرة تسعة أيام، وقال أبو زياد: الصمان بلد من بلاد بني تميم وقد سمَى ذو الرمَة مكاناً منه صمانة، فقال:

 

يُعَل بماء غادية سَقـتـه

 

على صمَانة وصفاً فسالا

 

والصَمَان أيضاً فيما أحسب من نواحي الشام بظاهر البلقاء قال حسان بن ثابت:

لمن الديار أقفرت بـمـعـان

 

بين شاطىء اليَرموك فالصمان

فالقُرَيات مـن بـلاس فـدارَيا

 

فسَكَاَءَ فالقصـور الـدوانـي

وهذه كلها مواضع بالشام، وقال نصر: الصمانُ أيضاَ بلد لبني أسد.

الصِمتَانِ: بالكسر وهو تثنية الصِمة وهو من أسماءِ الأسد والصِمة صِمام القارورة والجمع صُمَم والصمتان مكان ويوم الصمتين مشهور قالوا: الصمتان الصمة الجُشمي أبو دُريد بن الصمة والجَعد بن الشماخ وإنما قُرن الاسمان لأن الصمة قتل الجعد في هذا المكان ثم بعد ذلك قُتل الصمة فيه فهاجت الحرب بين بني مالك بن يربوع بسببهما فقيل: يوم الصمتين وسمي ذلك بهذا الاسم لأنه، اسم مكان الصمدُ: بالفتح ثم السكون والدال المهملة والصمد الصلب من الأرض الغليظة وكذلك الصُمد بالضم والصمد، ماء للضباب ويوم الصمد ويوم جَوْف طُوَيلع ويوم ذي طَلوح ويوم بلقاءَ ويوم أود كلها واحد، قال بعض القُرَشيين:  

يا أخوي بالمدينة أشرفا بي صم

 

دار وانظر نظرة هل تريا نجدا

فقال المدينيان أنت مـكـلـف

 

فداعي الهوى لا تستطيع له ردَا

 

وقال أبو أحمد العسكري: يوم الصمد الصاد غير معجمة والميم ساكنة وهو يوم صمد طلَح أسرَ فيه أبحر بن جابر العجلي أسرَه ابن أخته عميرة بن طارق ثم أطلقه منعماً عليه وأسر فيه الحَوفَزَانُ سيد بني شيبان وعبد الله بن عَنَمَة الضبي، وقال يمدح متمم بن نُوَيرة لأنه أسره وأحسن إليه:

 

جزَى الله رب الناس عني متمماً

 

بخير جزا ما أعف وأنـجـدَا

كأني غداة الصمد حين لقـيتـه

 

تفزَعتُ حصناً لا يرام ممـرَدا

 

وفي ذلك يقول شاعرهم أيضاً:

رَجَعنا بأبحرَ والحوفـزان

 

وقد مدّت الخيل أعصارها

وكنا إذا حَوْبَة أعرَضـت

 

ضربنا على الهام جبارها

 

صمعر: بالفتح ثم السكون والعين المهملة المفتوحة وآخره راء مهملة والصمعري في كلام العرب من صفات القصير والذي لا تعمل فيه رقية صمعري والصمعرية من الحيات الخبيثة، قال ابن حبيب: ويروى أيضاً صُمعر بضمتين ويروى أيضاً صمعر بفتح أوله وكسر العين وسكون الميم ذكر ذلك السكري في قول الكلابي:

 

عفا بطنُ سِهي من سُلَيمى وصَمعَرُ

 

خًلاء فوَصل الحارثـية أعـسـرُ

 

وقال غيره: صمعر، موضع في بلاد بني الحارث بن كعب وأنشد:

ألم تسأل العبد الزيادي ما رأى

 

بصمعر والعبد الزيادي قـائم

 

صَمعُلُ: بالضم ثم السكون ثم ضم العين واللام، اسم جبل.


الصمغَةُ: أرض قرب أحد من المدينة، قال أبو إسحاق: لما نزل أبو سفيان بأحد سرحت قريش الظهر والكُراع في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين.


صَمَكيكٌ : بفتحتين ثم كات مكسورة وياءٍ مثناة من تحت ساكنة وكاف أخرى، قال العمراني: موضع والصمكيك من الرجال الغليظ الجافي ومن اللبن اللزج.


صُمَيناتُ: بالضم ثم الفتح بلفظ تصغير جمع المؤنث، موضع في شعر أبي النجم العجلي.

باب الصاد والنون وما يليهما

 

صنَاف: جبل، قال الأفوه الأودي:

جلَبنا الخيل من غيدان حتى

 

وَقَعنَاهن أيمن من صناف

 

صِنارُ: بالكسر ثم التشديد وراءٍ صنارة المِغْزل الحديدة المَعقفة في رأسه، وهو في ديار كلب بنواحي الشام.


صنبر: اسم جبل في قول البُحتري يصف الجعفري الذي بناه المتوكل:

وعلو همتكَ التي دنـتْ عـلـى

 

صِغَرِ الكبير وقلة المستكـثـرِ

فرفعتَ بنـيانـاً كـأن زُهـاءه

 

أعلامُ رَضْوَى أو شواهق صنبر

 

الصنبرَةُ: بالكسر ثم الفتح والتشديد ثم سكون الباءِ الموحدة وراء موضع بالأردُن مقابل لعَقبة أفيق بينه وبين طبرية ثلاثة أميال كانَ معاوية يشتو بها والصنبر بكسر الباء البرد ويقال: الصِنبِر بثلاث كسرات وينشد قول طَرَفَةَ:

 

بجفان نـعـتـري نـادينـا

 

من سديفِ حين هاج الصِنبر

 

والصنبِر أحد أيام العجوز، قال الشاعر يذكره:

كسَعَ الشتاءُ بسبعة غُبـر

 

أيام شَهلتنا من الشهـر

فإذا انقضت أيام شهلتنـا

 

صِن وصِنبر مع الوبر

وبآمرٍ وأخيه مؤتـمِـرِ

 

ومُعلَلٍ وبمطفىء الجمر

ذهب الشتاءُ موَلياً عجلاَ

 

وأتتك وافدةً من البحـر

 

الصُنبُورُ: بالضم اسم بحر والصنبور النخلة تخرج من أصل النخلة وقيل: هي النخلة التي دق أسفلُها.


صَنبو: بالتحريك، قرية من كورة البهنسا من نواحي الصعيد. ينسب إليها الكنابيش والأكسية الصنبوريةُ وهي أجود ما عُمل هناك.


صَنجَةُ: بالفتح ثم السكون وجيم وكذلك يقال لصنجة الميزان لا يجوز الكسر ولا السين، وهو نهر بين ديار مُضر وديار بكر عليه قَنطرة عظيمة من عجائب الأرض عنَ نصر.


صَنجيلةُ: ذكر بعض المؤرخين، أنها اسم مدينة بلاد الأفرنج وأن صنجيل الأفرنجي كان صاحب اللاذقية وصار بطرابلس كان اسمه ميمند وصنجيل نسبة إلى هذه المدينة.


صِندِدْ: بالكسر ثم السكون وتكرير الدال يقال: رجل صِنديد وصِندد للسيد الشريف الشجاع وصندد، جبل بتهامة، قال كثيريرثي عبد العزيز بن مروان:

عجبت لأنْ النائحات وقد علَت

 

مصيبتُه قَهراً فعمَت وصمت

نَعَينَ ولو أسمعنَ أعلام صِـنـدد

 

وأعلام رَضْوَى ما يقلن ادرهمَت

 

وله أيضاَ:

الحلمُ أثبت منـزلا فـي صـدره

 

من هضب صندد حيث حل خيالُها

 

وقال ضِرَار بن الأزْورِ الأسدي:

أرادت حُجان والسفاهة كاسمها

 

لأعْقل قبلي قومها وتـخـلـدا

كذبتم وبيت الله حتى ترى لكـم

 

حِميراً وكسرى والنجاشي أعبُدَا

وحتى تميطوا ثَهمَداً من مكانـه

 

وحتى تزيلوا بعد ثهلانَ صنددا

 

صندوداءُ: قال ابن الكلبي: سميت صندوداءُ باسم امرأة وهي صندوداءُ ابنة لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أد قال: سار خالد بن الوليد من العراق يريد الشام فأتى صندوداء وبها قوم من كندة وإياد والعجم فقاتله أهلها فظفر بهم وخلف بها سعد بن عمرو بن حرام الأنصاري فولده بها.


صندل: يوم صندل بلفظ العود الطيب الريح يكون أحمر وأبيض والصندل عن حمر الوحش وغيرها الشديد الضخم الرأس من أيام العرب. صنعاءُ: منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها كقولهم امرأة حسناءُ وعجزاءُ وشهلاءُ والنسبة إليها صنعاني على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني وصنعاء. موضعان أحدهما باليمن وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق ونذكر أولاَ اليمانية ثم نذكر الدمشقية ونفرق بين ، ذكر إلى هذه وهذه، فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي كان اسم صنعاء في القديم أزال قال ذلك الكلبي والشَرَقي وعبد المنعم فلما وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمي الجبل نعم أي انظر فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة قالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت صنعاء بذلك وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلاً وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها تشبه دمشق لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو الذي بناها وطول صنعاء ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة وهي في الإقليم الأول وقيل كانت تسمَى أزال. قال ابن الكلبي إنما سميت صنعاء لأن وَهرز َلما دخلها قال صنعة صنعة يريد أن الحبشة أحكمت صنعتها قال وإنما سميت باسم الذي بناها وهو صنعاءُ بن أزاد بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف بأزال وتارة بصنعاءَ، وقال جاهد في قوله تعالى: "غدُوها شهر ورواحها شهر" سبأ: 12، كان سليمان عليه السلام يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالري ويعطيهم أجورَهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال عظم البلاء. وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافِقَ وأهلاً من صنعاء وهو بلد في خط الاستواء وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول الإنسان من مكان طول عمره صيفاً ولا شتاءً وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف وبها بناء عظيم قد خرب وهو تل عظيم عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر وطأتُ أرضين كثيرة شاماً وخراسان وعراقاً فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمذاني الفقيه صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين ويصيفون مرتين وكذلك أهل فَرَان ومأرب وعدَن والشحر وإذا صارت الشمس إلى أول الحمل صار الحر عندهم مفرطاً فإذا صارت إلى أول السرطان وزالت عن سمت رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثم تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيفون ثانية ويشتد الحر عليهم فإذا زالت إلى الجنوب وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم. قال وكان في ظفار وهي صنعاء كذا قال وظفار مشهورة على ساحل البحر ولعل هذه كانت تسمى بذلك قريب من القصور قصر زيدان وهو قصر المملكة وقصر شوحطان وقصر كوكبان وهو جبل قريب منها وقد ذكر في موضعه. قال وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب وكان لا يدخلها غريب إلا بإذن كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب من رجل يدخل من باب لها يسمى باب حَقلٍ فكانت عليه أجراس متى حُركت سُمع صوت الأجراس من الأماكن البعيدة وكانت مرتبة صاحب الملك على ميل من بابها وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كل واحد إلى صاحبه رميةُ سهم وكانت له سلسلة من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها:

 

قلتُ ونفسي جَم تـأؤُهُـهـا

 

تصبو إلى أهلها وأندَههـا

سقيا لصنعاء لا أرى بـلـداً

 

أوطَنَه الموطنون يُشبههـا

خفضاً وليناً ولا كبهجتـهـا

 

أرغد أرض عيشاً وأرفهها

يعرف صنعاء من أقام بهـا

 

أغذى بلاد غذا وأنزهـهـا

ما أنْسَ لا أنْسَ ما فجعتُ به

 

يوماً بنا إبلها تجهجـهـهـا

فصاح بالبين ساجع لـغـب

 

وجاهرت بالشمات أمَهُهـا

ضعضعَ ركني فراق ناعمة

 

في ناعمات تصان أوجُهُها

كأنـهـا فـضة مُـمـوهة

 

أحسنَ تَمويهها مموهـهـا

نفس ببين الأحبـاب والـهةٌ

 

وشحط ألأَفها يوَلـهُـهـا

نفى عزائي وهاج لي حَزني

 

والنفس طوعُ الهوى ينقهها

كم دون صنعاء سملقاً جـدداً

 

ينبو بمن رامها معوهـهـا

 

صنعاءُ: منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها كقولهم امرأة حسناءُ وعجزاءُ وشهلاءُ والنسبة إليها صنعاني على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني وصنعاء. موضعان أحدهما باليمن وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق ونذكر أولاَ اليمانية ثم نذكر الدمشقية ونفرق بين ، ذكر إلى هذه وهذه، فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي كان اسم صنعاء في القديم أزال قال ذلك الكلبي والشَرَقي وعبد المنعم فلما وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمي الجبل نعم أي انظر فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة قالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت صنعاء بذلك وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلاً وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها تشبه دمشق لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو الذي بناها وطول صنعاء ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة وهي في الإقليم الأول وقيل كانت تسمَى أزال. قال ابن الكلبي إنما سميت صنعاء لأن وَهرز َلما دخلها قال صنعة صنعة يريد أن الحبشة أحكمت صنعتها قال وإنما سميت باسم الذي بناها وهو صنعاءُ بن أزاد بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف بأزال وتارة بصنعاءَ، وقال جاهد في قوله تعالى: "غدُوها شهر ورواحها شهر" سبأ: 12، كان سليمان عليه السلام يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالري ويعطيهم أجورَهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال عظم البلاء. وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافِقَ وأهلاً من صنعاء وهو بلد في خط الاستواء وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول الإنسان من مكان طول عمره صيفاً ولا شتاءً وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف وبها بناء عظيم قد خرب وهو تل عظيم عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر وطأتُ أرضين كثيرة شاماً وخراسان وعراقاً فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمذاني الفقيه صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين ويصيفون مرتين وكذلك أهل فَرَان ومأرب وعدَن والشحر وإذا صارت الشمس إلى أول الحمل صار الحر عندهم مفرطاً فإذا صارت إلى أول السرطان وزالت عن سمت رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثم تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيفون ثانية ويشتد الحر عليهم فإذا زالت إلى الجنوب وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم. قال وكان في ظفار وهي صنعاء كذا قال وظفار مشهورة على ساحل البحر ولعل هذه كانت تسمى بذلك قريب من القصور قصر زيدان وهو قصر المملكة وقصر شوحطان وقصر كوكبان وهو جبل قريب منها وقد ذكر في موضعه. قال وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب وكان لا يدخلها غريب إلا بإذن كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب من رجل يدخل من باب لها يسمى باب حَقلٍ فكانت عليه أجراس متى حُركت سُمع صوت الأجراس من الأماكن البعيدة وكانت مرتبة صاحب الملك على ميل من بابها وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كل واحد إلى صاحبه رميةُ سهم وكانت له سلسلة من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها:

 

قلتُ ونفسي جَم تـأؤُهُـهـا

 

تصبو إلى أهلها وأندَههـا

سقيا لصنعاء لا أرى بـلـداً

 

أوطَنَه الموطنون يُشبههـا

خفضاً وليناً ولا كبهجتـهـا

 

أرغد أرض عيشاً وأرفهها

يعرف صنعاء من أقام بهـا

 

أغذى بلاد غذا وأنزهـهـا

ما أنْسَ لا أنْسَ ما فجعتُ به

 

يوماً بنا إبلها تجهجـهـهـا

فصاح بالبين ساجع لـغـب

 

وجاهرت بالشمات أمَهُهـا

ضعضعَ ركني فراق ناعمة

 

في ناعمات تصان أوجُهُها

كأنـهـا فـضة مُـمـوهة

 

أحسنَ تَمويهها مموهـهـا

نفس ببين الأحبـاب والـهةٌ

 

وشحط ألأَفها يوَلـهُـهـا

نفى عزائي وهاج لي حَزني

 

والنفس طوعُ الهوى ينقهها

كم دون صنعاء سملقاً جـدداً

 

ينبو بمن رامها معوهـهـا

أرض بها العينِ والظباءُ معاً

 

فوضى مطافيلها وولَهُهـا

كيف بها كيف وهي نازحة

 

مشبة تِيهها ومَهمـهـهـا

     

 

وبنى أبرهة بصنعاء القُلَيس وأخذ الناس بالحج إليه وبناه بناءً عجيباً وقد ذكر في موضعه، وقدم يزيد بن عمرو بن الصَعِق صنعاء ورأى أهلها وما فيها من العجائب فلما انصرف قيل له كيف رأيتَ صنعاء فقال:

ومن ير صنعاء الجنود وأهلها

 

وجنود حميَرَ قاطنين وحميرَا

يعلم بأن العيش قُسم بينـهـم

 

حلبوا الصفاء فانهلوا ما كدرا

ويرى مقامات عليها بـهـجة

 

يفرجن هنديا ومسكا أذفـرَا

 

ويروى عن مكحول أنه قال أربع من مدن الجنة مكة والمدينة وإيليا ودمشق وأربع من مدن النار أنطاكية والطوانة وقسطنطينبة وصنعاء، وقال أبو عبيد وكان زياد بن منقذ العدوي نزل صنعاء فاستوبأها وكان منزله بنجد فى وادي أشَىّ فقال يتشوق بلاده:

لاحبذا أنت يا صنعـاءُ مـن بـلـد

 

ولا شعوبُ هوىً مني ولا نـقُـمُ

وحبذا حين تمسـي الـريح بـاردة

 

وادي أشي وفتـيان بـه هـضـم

مخدمون كرامٌ في مجـالـسـهـم

 

وفي الرحال إذا صحبتَهـم خـدَمَ

الواسعون إذا مـاجـر غـيرُهـم

 

على العشيرة والكافون ما جرموا

ليست عليهـم إذا يغـمـون أردية

 

إلا جِيادُ قِسي النبـع والـلُـجـم

لم ألق بعدهم قوماً فـأخـبـرهـم

 

إلا يزيدهـم حـبـا إلـي هُــمُ

يا ليت شعري عن جَنَبي مكَشَـحَة

 

وحيث تُبنى من الحـنـاءة الأطُـمُ

عن الاشاءة هل زالت مخارمـهـا

 

وهل تغـيرَ مـن آرامـهـا إرم

يا ليت شعري متى أغدو تعارضني

 

جرعاءُ سابـحة أم سـابـخ قـدمُ

نحو الأميلح أو سَمنانَ مبـتـكـراً

 

في فتية فيهم المرَارُ والـحـكَـمُ

من غير عدم ولكن من تبـذلـهـم

 

للصيد حين يصيح الصائد اللـحِـمُ

فيفزعون إلى جُـرد مُـسـحـجة

 

أفنى دوا بِرَهن الركـض والأكَـمُ

يرضخنَ صم الحصا في كل هاجرة

 

كما تطايحَ عن مِرضاخه العـجـم

 

وهي أكثر من هذا وإنما ذكرت ما ذكرت منها وإن لم يكن فيها من ذكر صنعاءَ إلا البيت الأول استحساناً لها وإيفاءً بما شرط من ذكر ما يتضمن الحنين إلى الوطن ولكونها اشتملَت على ذكر عدة أماكن، وقد نسب إلى ذلك خلق وأجلُهم قدراً في العلم عبد الرزاق بن هَمام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الثقات المشهورين قال أبو القاسم قدم الشام تاجراً وسمع بها الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير ومحمد بن راشد المكحولي وإسماعيل بن عباس وثور بن يزيد الكُلاعي وحدث عنهم وعن مُعمرّ بن راشد وابن جُرَيج وعبد الله وعبيد الله ابنَي عمرو بن مالك بن أنس وداود بن قيس الفرَاءِ وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وعبد الله بن زياد بن سمعان وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبي معشر نجيح السندي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومعتمر بن سليمان التيمي وأبي بكر بن عباس وسفيان الثوري وهشيم بن بشير الواسطي وسفيان بن عُيينة وعبد العزيز بن أبي زياد وغير هؤلاءِ روى عنه سفيان بن عيينة وهو من شيوخه ومعتمر بن سليمان وهو من شيوخه وأبو أسامة حماد بن أسامة وأحمد بن حنبل ويحيى بن مُعين وإسحاق بن راهوَيه ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن الدميني وأحمد بن منصور الرَمادي والشاذَكُوني وجما عة وافرة وآخرهم إسحاق بن إبراهيم الديري وكان مولده سنة 126 ولزم معمراً ثمانين سنة. قال أحمد بن حنبل أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف الإسناد وكان أحمد يقول إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق، وقال أبو خَيثمة زُهَير بن حرب لما خرجتُ أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلما وَصَلنا مكة كتب أهل الحديث الى صنعاء إلى عبد الرزاق قد أتاك حُفاظ الحديث فانظر كيف تكون أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب فلما قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلا لأحمد بن حنبل لديانته فدخل فحدثه بخمسة وعشرين حديثاً ويحيى بن معين بين الناس جالس فلما خرج قال يحيى لأحمد أرِني ماحل لك فنظر فيها فخطأ الشيخ في ثمانية عشر حديثاَ فلما سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطإِ فأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب وقال ادخلوا وأخذ مفتاح بيته وسلمه إلى أحمد بن حنبل وقال هذا البيت ما دخلَته يَدُ غيري منذ ثمانين سنة أسلمه إليكم بأمانة الله على أنكم لا تقولون ما لم أقُل ولا تدخلون عليَ حديثاً من حديث غيري ثم أؤما إلى أحمد وقال أنت أمين الدين عليك وعليهم قال فأقاموا عنده حولاَ. أنبأنا الحسن بن رستوا أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي قال عبد الرزاق بن هَشام فيه نظرٌ لمن كتب عنه بآخره وفي رواية أخرى عبد الرزاق بن همام لمن يكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه بآخره حادَ عنه بأحاديث مناكير. حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي قلتُ عبد الرزاق كان يتشيع ويفرط في التشيع فقال أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئاً ولكن كان رجلاَ تعجبه الأخبارُ. أنبأنا مخلد الشعيري قال كُنَا عند عبد الرزاق فذكر رجلٌ معاوية فقال لا تقذروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان. أنبأنا عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثرَ عنه ثم حرق كُتُبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال كُنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدَثان الطويل فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس فجئتَ أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها قال ألا يقول الأنوك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قال زيد بن المبارك فقُمتُ فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثاً أبداً. أنبأنا أحمد بن زهير بن حرب قال سمعت يحيى بن معين يقول وبلغه أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبد الله بن موسى بسبب التشيع. قال يحيى والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول عبد الله بن موسى لكن خاف أحمد أن تذهب رحلته. أنبأنا سلمة بن شبيب قال سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط أن أفَضل عليا على أبي بكر وعمر رحم الله أبا بكر ورحم عمر ورحم عثمان ورحم عليا ومن لم يحبهم فما هو بمسلم فإن أوثَقَ عملي حُبي إياهم رضوان الله  تعالى عليهم أجمعين، ومات عبد الرزاق في شوَال سنة 211 ومولده سنة 126. وصنعاءُ أيضاً قرية على باب دمشق دون المِزة مقابل مسجد خاتون خربت وهي اليوم مزرعة وبساتين. قال أبو الفضل: صنعاءُ قرية على باب دمشق خربت الآن، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه أبو الأشعث شرَاحيل بن أُدَة ويقال شراحيل بن شراحيل الصنعاني من صنعاء دمشق. ومنهم أبو المِقدام الصنعاني روي عن مجاهد وعنبسة روى عنه الأوزاعى والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش. قال الأوزاعي ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بالمُطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي مَزيَد الغَنوي وبأبي إبراهيم بن حَدَاد العُذري فأضافه إلى أهل دمشق والحاكم أبو عبد الله نسبه إلى اليمن، وقال أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني في كتابه الذي جمع فيه رجال مسلم بن الحجاج حفصُ بن مَيسرة الصنعاني صنعاء الشام كُنيته أبو عمر سمع زيد بن أسلم وموسى بن عقبة وغيرهما روى عنه عبد الله بن وهب وسُوَيد بن سعيد وغيرهما وأبو بكر الأصبهاني أخذ هذه النسبة من كتاب الكُنى لأبي أحمد النيسابوري فإنه قال أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاءَ الشام، وقال أبو نصر الكلاباذي في جمعه رجال كتاب أبي عبد الله البخاري هو من صنعاء اليمن نزل بالشام والقول عندنا قول الكلاباذي بحليل ما أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله بن مَندة أنبأنا أبو تمام إجازةَ قال أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى في كتاب المصريين قال حفص بن ميسرة الصنعاني يكنى أبا عمرِ من أهل صنعاء َقدم مصر وكُتِبَ عنه وحدث عنه عبد الله بن وهب وزَمَعَة بن عَرَابي بن معاوية بن أبي عَرَابي وحسَان بن غالب وخرج عن مصر إلى الشام فكانت وفاته سنة 181، وقال أبو سعيد حدثني أبي عن جدي أنبأنا ابن وهب حدثني حفص بن ميسرة قال رأيت على باب وهب بن منته مكتوباً ما شاءَ الله لا قوة إلا بالله فدل جميع ذلك على أنه كان من صنعاء اليمن قدم مصر ثم خرج منها إلى الشام، وحَنش بن عبد الله الصنعاني صنعاء الشام سمع فضالة بن عبيد روى عنه خالد بن معدان والحلأَج أبو كبير وعامر بن يحيى العامري قال ابن الفَرَضي عداده في المصريين وهو تابعي كبير ثقة ودخل الأندلس قال وهو حنش بن عبد الله عمرو بن حنظلة بن فهد بن قينان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر السبائي وهو الصنعانيِ يكنى أبا رُشَيد كان مع علي بن أبي طالب رضي اللَه عنه بالكوفة وقدم مصر بعد قتل علي وغزا المغرب مع رُوَيفِع بن ثابت والأندلس مع موسى بن نصير وكان في من ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه حدث عنه الحارث بن يزيد وسلامان بن عامر بن يحيى وسَيَّار بن عبد الرحمن وأبو مرزوق مولى نجيب وغيرهم ومات بإفريقية في الإسلام وولده بمصر وقيل إنه مات بمصر وقيل بسرقسطة وقبره بها معروف كل ذلك عن ابن الفرضي، ويزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الصنعاني صنعاء دمشق هكذا ذكره البخاري في التاريخ العساكري روى عن أبي أسماء الرحبي وأبي الأشعث الصنعاني وربيعة بن يزيد وذكر جماعة أخرى قال أبوحاتم يزيد بن ربيعة الصنعاني ليس بثقة دمشقي. قال جماعة من أصحاب الحديث ليس يُعرَف بدمشق كذاب إلا رجلَين الحكم بن عبد الله الأبلي ويزيد بن ربيعة. قال أبو موسى الأصبهاني محمد بن عمر كان الحاكم أبو عبد الله لا يعرف إلا صنعاء اليمن فإنه ذكر فيمن يجمع حديثهم من أهل البُلْدان قال ومن أهل اليمن أبو الأشعث الصنعاني والمطعم بن المقدام وراشد بن داود وحَنش بن عبد الله الصنعانيون وهؤلاء كلُهم شاميون لا يمانيون. قال أبو عبد الله الحُمَيدي حنش بن علي الصنعاني الذي يروي عن فضالة بن عبيد من صنعاء الشام قرية بباب دمشق، وأبو الأشعث الصنعاني منها أيضاً قاله علي بن المديني. قال الحميدي ولهذا ظن قوم أن حنش بن عبد اللًه من الشام لا من صنعاء اليمن ولا أعرف حنش بن علي والذي يروي عن فضالة هو ابن عبد الله فهذا بيان حسن لطالب هذا العلم، وقال ابن عساكر يحيى بن مبارك الصنعاني من صنعاء دمشق روى عن كثير بن سليم وشريك بن عبد الله النخعي وأبي داود شِبل بن عباد ومالك بن أنس روى عنه إسماعيل بن عياض الأرسُوفي وخطاب بن عبد السلام الأرسوفي وعبد العظيم بن إبراهيم وإسماعيل بن  موسى بن ذر العسقلاني نزيل أرسُوف، ويزيد بن السمط أبو السمط الصنعاني الفقيه روى عن الأوزاعي والنعمان بن المنذر ومطعم بن المقدام وذكر جماعة وذكر بإسناده أن عالمي أهل الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط ويزيد بن يوسف وكان ثقة زاهداً ورعاً من صنعاء دمشق، ويزيد بن مرثد أبو عثمان الهمذاني المدعي حي من همدان من أهل صنعاء دمشق روى عن عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذر وأبي رهم أجزاب بن أسيد السمعي وأبي صالح الخولاني روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن عامر وخالد بن معدان والوضين بن عطاء، وراشد بن داود أبو المهلب ويقال أبو داود الرسمي الصنعاني صنعاء دمشق روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدَة وأبي عثمان شراحيل بن مَرثد الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي ونافع ويعلى بن أبي شداد بن أوس وغيرهم روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الله بن محمد الضنعاني وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وغيرهم وسُئلَ عنه يحيى بن معين فقال ليس به بأس ثقة. قال يحيى وصنعاءُ هذه القرية من قرى الشام ليست صنعاء اليمن.


صَنعانُ: لغة في صنعاء عن نصر وما أراه إلآ وَهماً لأنه رأى النسبة إلى صنعاء صنعاني.


صُنع: بالضم. جبل في ديار بني سليم عن نصر.


صنعُ قَسي: بكسر أوله وسكون ثانيه وقَسِي ذكر في موضعه. موضع في شعر ذي الرُمة، وقال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير:

بمختَرَق الأرواح بين أعابِلٍ

 

وصنع لها بالرحلَتين مساكنُ

 

صنعَةُ: من قرى ذمار البمن.


صنْفٌ : بالفتح ثم السكون. موضع في بلاد الهند أو الصين ينسب إليه العُودُ الصنفيُ الذي يتبخر به وهو من أردإ العود لا فرق بينه وبين الخشب إلا فرقاَ يسيراً.


الصَنَمانُ: قرية من أعمال دمشق في أوائل حَوران ببنها وبين دمشق مرحلتان.


صنمٌ : قال الأزهري الصنعة بسكون النون الداهية والضُم بالضم ثم السكون. موضع في شعر عامر بن الطُفَيل صنيبعات: جمع الصنيبعة وهو انقباض البخيل عند المسألة، وهو موضع في قول بعضهم: هيهات حجر من صُنيبعات وقيل ماة نهشَتْ عنده حية إبناً صغيراً للحارث بن عمرو الغساني وكان مسترضعاً في بني تميم وبنو تميم وبكر في مكان واحد يومئذ فأتاهما الحارث في ابنه فأتاه منهما قوم يعتذرون إليه فقتلهم جميعاً، فقال زهير يصف حمارأ:

أذلك أم أقب البطنَ جَـأب

 

عليه من عقيقته عـفـاء

تربع صارة حتـى إذا مـا

 

فنى الدحلان منها والإِضاءُ

يعزم بين حُزم مفرطـات

 

صواف لا تكدرما الـدلاءُ

فأوردها مياه صُنيبـعـات

 

فألفاهن ليس بهـن مـاء

الصنيفَةُ: قطعة من أسفل الثوب بالفتح ثم الكسر والياء. المثناة من تحت والفاء وهو موضع.


الصنين: بالكسر ثم التشديد مفتوح بلفظ تثنية الصِن وهو شبه السل والعامة يفتحونه يُجعل فيه الطعام يُعمل من خُوص النخل والصنين يوم من أيام العجوز وقد ذكرت قبل في الصنبرة وهو بلد كان بظاهر الكوفة كان من منازل المنذر وبه نهر ومزارع باعه عثمان بن عفان رضي الله عنه من طلحة بن عبيد الله وكتب له به كتاباَ مشهورأ مذكوراً عند المحدثين وجدت نسخته سقيمةً فلم أنقله.

 

باب الصاد والواو وما يليهما

 

صَوار: بالفتح ثم السكون ثم همزة مفتوحة وراء علم مرتجل لم أجد له نظيراً في النكرات وهو: ماء لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام ويوم صوار من أيامهم المشهورة وهو الماء الذي تعاقرَ عليه غالب بن صعصعة أبو الفرزدق وسُحيم بن وثيل الرياحي وكان قد عقر غالب ناقة وفرقها علىَ بيوت الحي وجاء إلى سحيم منها بجَفنة فغضب ورها فقام سحيم وعقر ناقة فعقر غالب أخرى وتعاقرا حتى أقصر سحيم فلما ورد سحيم الكوفة وبخه قومه فاعتذر بغيبة إبله عنه ثم أنفذ فجاؤوا بمائة ناقة فعقرها على كناسة الكوفة فقال علي رضي الله عنه إن هذا مما أهل به لغير الله فلا تأكلوها فبقي موضعه حتى أكلته الوحوش والكلاب ففخر الفرزدق بذلك فأكثر فقال له جرير:

لقد سرني ألا تعد مـجـاشـع

 

من المجد إلا عقر نيب بصوأر

 

وقال جرير أيضاً:

فنورد يوم الروع خيلاً مغـيرةً

 

ونورد ناباً تحمل الكيرَ صوأرَا

سُبقْتَ بأيام الفِضال ولم تـجـد

 

لقومك إلا عقر نابك مفخـرا

ولاقيتَ خيراً من أبيك فوارساً

 

وأكرمَ أياماً سحيماً وجحـدرَا

 

صُوار: موضع بالمدينة. قال الشاعر:

فمحيص فَواقِم فـصـؤار

 

فإلى ما يلي حَجَاجَ غراب

 

في أبيات ذكرت في محيص.


صَوَاعقُ: موضع في أمثلة كتاب سيبويه.


صوَام: جبل قرب البصرة.


الصوَائقُ: جمع صائق وهو اللازق وأنشد الأزهري لجندَل. أسوَد جعد وصُنان صائق، والصوائق: اسم جبل بالحجاز قرب مكة لهذيل. قال لبيد:

أقوى فعرى واسط فبرَامُ

 

من أهله فصَوائق فحرَامُ

 

وقال أبو جندبَ الهذَلي:

وقد عصَبتُ أهلَ العرج منهم

 

بأهل صُوَائق إذ عصَبُونـي

 

الصوَائمُ: الصومُ الإمساك والصائم الماسك وجمعه صوائمُ ومنه سمي الصوم لأنه يمسك عن الأكل ومنه قوله تعالى:" إني نذرت للرحمن صوماً "مريم 26، يعني إمساكا عن الكلام ويوم ذات الصوائم من أيامهم.


صُوبَا: بالضم وبعد الواو باء موحدة. قرية من قرى بيت المقدس.


صَوت: بالتاء من نواحي اليمامة. واد فيه نخيل لبني عبيد بن ثعلبة الحنفي.


صَوَرىَ: بفتح أوله والثاني والثالث والقصر. موضع أو ماء قرب المدينة عن الجزمي قال ذلك الواحدي في شرح قول المتنبي:

ولاحَ لها صور والصبـاحُ

 

ولاحَ الشَغُورُ لها والضحى

 

قال والصواب صَوَرَى عن الجرمي والصور الميل ولها نظائر ذكرت في قَهَلَى، وقال ابن الأعرابي صَوَرَى واد في بلاد مُزينة قريب من المدينة.


الصورانِ: موضع بالمدينة بالبقيع. قال عمرو بن أبي ربيعة يذكره:

قد حلفَتْ ليلة الصورين جـاهـدةً

 

وما على المرء إلا الصبرُ مجتهدا

لتربها ولأخرى من مناصِـفِـهـا

 

لقد وجدتُ به نوق الـذي وجـدَا

 

كذا هو بخط ابن نباتة الذي نقل من خط اليزيدي، وقال مالك بن أنس كنت آتي نافعاً مولى ابن عمر نصف النهار ما يظلُني شيء من الشمس وكان منزله بالبقيع بالصورين.


الصَورانُ: بالفتح ورواه السمعاني بالضم واَخره نون. قال أبو منصور الصور جُماعُ النخل قال ولا واحد له من لفظه حكاه أبو عبيد ثم حكي في موضع آخر عن ثعلب عن ابن الأعرابي الصَورة النخلة والصورة الحِكة في الرأس. قلت وصورانٌ يجوز أن يكون جمع صور وصورانُ. قرية للحضارمة باليمن ببنه وبين صنعاء اثنا عشر ميلاً خرجت منه نار فثارت الحجارة وعرق الشجر حتى أحرقت الجنة التي ذكرت في القراَن المجيد في قوله تعالى:" إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة" القلم: 17، وقد نسب إليها سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي الصوراني روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي روى عنه ابنه غوث بن سليمان وعبد الله بن لهيعة وغيرهما ومات سنة 216، وابنه أبو يحيى غوث بن سليمان الصوراني ولي قضاء مصر وكان من خيار القضاء، وأبو زَمعَة عرابي بن معاوية عن أبي نعيم عن عمرو بن ربيعة عن عبيدة بن جذيمة الحضرمي قاله البخاري بالغين المعجمة وقيل الصواب المهملة روى عن فيتل وعبد الله بن هبيرة وغيرهما وابنه زمعَة بن عرابي الحضرمي ثم الصوراني يكنى أبا معاوية روى عن أبيه وحفص بن ميسرة روى عنه سعيد بن عفير وابنه محمد ابن زمعة. صَوَرانُ: بالفتح ثم التشديد علم مرتجل. اسم كورة بحمص وجبل وقيل موضع دون دابق في طرف الريف ذكره صخرُ الغي الهذلي في قوله:

مآبة الروم أو تنوخ أو ال

 

آطام من صَوَر انَ أو زبدُ

 

صورُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، وهي في الإقليم الرابع طولها تسع وخمسون درجة وربع وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان وهو في اللغة القرن كذا قال المفسرون في قوله تعالى: "ونفخ في الصور" الكهف: 99، وهي مدينة مشهورة سكنها خلق من الزهاد والعلماء، وكان من أهلها جماعة من الأئمة كانت من ثغور المسلمين وهي مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر مثل الكف على الساعد يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلا الرابع الذي منه شروع بابها وهي حصينة جداً ركينة لا سبيل إليها إلا بالخذلان. افتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم تزل في أيديهم على أحسن حال إلى سنة 518 فنزل عليها الأفرنج وحاصروها وضايقوها حتى نفدت أزوارهم وكان صاحب مصر الآمر قد أنفذ إليها أزواداً فعصفت الريح على الأسطول فردته إلى مصر فتعوقت عن الوصول إليها فلما سلموها وصل بعد ذلك بدون العشرة أيام وقد فات الأمر وسلمها أهلها بالأمان وخرج منها المسلمون ولم يبق بها إلا صعلوك عاجز عن الحركة وتسلمها الأفرنح وحصنرها وأحكموها وهي في أيديهم إلى الاَن والله المستعان المرجو لكل خير الفاعل لما يريد، وهي معدودة في أعمال الأردن بينها وبين عكة ستة فراسخ وهي شرقي عكة، وقد نسب إليها طائفة من العلماء. منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ سمع الحديث على كبر سن حتى صار رأساً وانتقل إلى بغداد سنة 418 بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك النواحي وكتب عمن بها من العلماء والمحدثين والشعراء وروى عن عبد الغني بن سعيد المصري وأبي الحسن بن جميع وأبي عبد الله بن أبي كامل وكان حافظاَ متقناً خيراً ديناً يسرد الصوم ولا يفطر غير العيدين وأيام التشريق وبدقة خطه كان يُضْرَب المثل فإنه يكتب في الثُمن البغدادي سبعين أو ثمانين سطراً روى عنه أبو بكر الحافظ الخطيب والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وغيرهما وزعم بعض العلماء أنه لما مات الصوري مضى الخطيب واشترى كتبه من بنت له فإن أجمع تصانيف الخطيب منها ما عدا التاريخ فإنه من تصنيف الخطيب قالوا وكان يذاكر بمائتي ألف حديث قال غيث سمعت جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة 441.


صُوَّرُ: بالضم ثم التشديد والفتح كأنه جمع صاور فاعل من الصورة مثل شاهد وشُهد، وهي قرية على شاطىء الخابور بينها وبين الفُدَين نحو من أربعة فراسخ كانت بها وقعة للخوارج، قال ابن الصفار:

لو تسأل الأرضُ الفضاء بأمركم

 

شهد الفُدَينُ بهلككم والصُـوَرُ

 

وقد خفف الأخطلُ الواو من هذا المكان فقال:

أضحَتْ إلى جانب الحشاك جيفته

 

ورأسه دونه الخابور فالصـوَرُ

 

ويروى الصِوَرُ.


صَورُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه والراء، موضع أظنه من أعمال المدينة قال ابن هرمة:

حوائم في عين النعـيم كـأنـمـا

 

رأينا بهن العينَ من وحش صَوَرَا

 

صُورَةُ: مكان في صدملَم من أراضي مكة ذكره في أخبار هذَيل، وقالت ذبية بنت بيشة الفهمية ترثي قومها قُتلوا بهذا الموضع:

ألا إن يوم الشَر يوم بـصـورة

 

ويوم فناء الدمع لو كان فـانـيا

لعمري لقد أبكَتْ قريم وأوجعوا

 

بجرعة بطن الفيل من كان باكياً

قتلتم نجوماً لا يحول ضيفـهـم

 

ولا يذخرون اللحم أخضرَ ذاويا

عمادُ سمائي أصبحَت قد تهدمت

 

فِخِري سمائي لا أرى لك بانـيا

 

الصُوَرُ: بضم الصاد وفتح الواو، جبل قال الأخطل: يذكر عمير بن الحباب:

أمست إلى جانب الحشاك جيفتُه

 

ورأسه دونه اليحمومُ والصور

 

الصورُ: بالفتح ثم السكون، قلعة حصينة عجيبة على رأس جبل قرب ماردين بين الجبال من أعمال ماردين رأيتها ولم أر أحكم منها ولها ربض حسنا ذو سوق عامر.


الصورَين: موضع قرب المدينة، قال ابن إسحاق: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة مر بنفر من أصحابه بالصورَين قبل أن يصل إلى بني قريظة. صوعَةُ: بالفتح ثم السكون والعين المهملة والصاعُ المطمنن من الأرض كالصاعة وصوعة المرأة موضع لنَدف قطنها، واسم الموضع الصاعة، والصوعة هضبة في شعر ابن مقبل:

لمن ظُعُن هبت بليل فأصبحـت

 

بصوعة تحدى كالفسيل المكمم

تبادر عيناك الدمـوع كـأنـمـا

 

تفيضان من واهي الكلى متخرمِ

 

الصوقَعَةُ: ذو الصوقعة، وادي حَمض لبني ربيعة عن نصر.


صُولُ: بالفتح وآخره لام كمصدر صال يصول صولاً، قرية في النيل في أول الصعيد.


صَولُ: بالضم ثم السكون وآخره لام كلمة أعجمية لا أعرف لها أصلاً في العربية، مدينة في بلاد الخزر في نواحي باب الأبواب وهو الدربند، وليس بالذي ينسب إليه الصولي وابن عمه إبراهيم بن العباس الصولي فإن ذلك باسم رجل كان من ملوك طبرستان أسلم على يد يزيد بن المهلب وانتسب إلى ولاية وهذه مدينة كما ذكرت لك وقال حندُج المري:

في ليل صُولِ تناهَى العرضُ والطول

 

كأنما ليلـه بـالـلـيل مـوصـول

لا فارقَ الصبحُ كَفي إن ظَفرتُ بـه

 

وإن بدت غرة مـنـه وتـحـجـيل

لساهِرٍ طال في صُولِ تمَـلـمُـلـه

 

كأنه حية بـالـسـوط مـقـتـول

ومتى أرى الصبحَ قد لاحت مخائلـه

 

والليل قد مزقت عنه الـسـرابـيل

ليل تحيرَ مـا ينـحـط فـي جـهة

 

كأنه فوق متن الأرض مـشـكـولُ

نجـومـه رُكَـد لـيسـت بـزائلة

 

كأنما هن في الـجـو الـقـنـاديل

ما أقدَرَ الله أن يدني علـى شـحـط

 

مَن دارُه الحَزْن ممـن دارُه صُـول

الله يطوي بسَاطَ الأرض بينـهـمـا

 

حتى يُرى الربعُ منه وهو مأهـول

 

صَومَحانُ: بالفتح ثم السكون وفتح الميم والحاء المهملة وآخره نون صَمَحَه الصيف إذا كان يذيب دماغَه من شدة الحرّ وحافر صموح أي شديد وصومحان، موضع.


قال شاعر:

ويوم بالمجازة والكلـنْـدَى

 

ويوم بين ضَنْكَ وصومحان

 

صَوَحُ: موضع آخر واشتقاقه واحد.


صُوناخ: بالضم ثم السكون والنون وآخره خاء معجمة، بلدة بفاراب من وراء نهرَ سَيحون.


الصوَيرُ: بالضم ثم الفتح والياء ساكنة بلفظ تصغير الصورذو الصوير، من عقيق المدينة وفيه يقول العقيلي:

ظَرَآبي مُنتـفة لـحـاهـا

 

تسافد في أثائب ذي صُوَير