حـرف الـطـاء: باب الطاء والألف وما يليهما

باب الطاء والألف وما يليهما

طابانُ: مرتجل أعجمي ويجوز أن يكون سميت بالفعل الماضي من قولهم طاب يطيب ثم ثني بعد أن صار اسماً وأعرب بعد أن ثنى وله نظائر، وهو اسم قرية بالخابور.

طا بُ: آخره باء موحدة والطاب والطيب بمعنَى، قال مُقابل الأعرابي: الطابُ الطيبُ وعذقُ ابن طاب نوع من التمر، وطابُ: قرية بالبحرَين لعلَها سميت بهذا التمر أو هي تنسب إليه. وطاب: من أعظم نهر بفارس مَخْرجه من جبال أصبهان بقرب البرج حتى ينصب في نهر مسن وهذا يخرج من حدود أصبهان فيظهر بناحية السردَن عند قرية تُدْعى مَسِن ثم يجري إلى باب أرجان تحت قنطرة رَكان وهي قنطرة بين فارس وخوزستان فيسقي رستاق ريشهر ثم يقع في البحر عند نهر تُستَر.

طابث: بكسر الباء الموحدة بليدة قرب شهرابان من أَعمال الخالص من نواحي بغداد. طَابَرَانُ: بعد الألف باء موحدة ثم راء مهملة وآخره نون، إحدى مدينَتي طوس لأن طوس عبارة عن مدينتين أكبرهما طابران والأخرى نوقان، وقد خرج من هذه جماعة من العلماء نسبوا إلى طوس وقد قيل لبعض من نسب إليها الطبراني والمحدثون ينسبون هذه النسبة إلى طبرية الشام كما نذكره هناك إن شاء اللهَ تعالى. قال ابن طاهر: أنبأنا سعد بن فروخ زاد الطوسي بها حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعالبي حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد الطبراني بها حدثنا شافع بن محمد وغيره ونسبه على هذا المثال وهو من أهل هذه البلدة، قال: وليس من طبرية الشام، ومن طابران العباس بن محمد بن أبي منصور بن أبي القاسم العصَاري أبو محمد الطوسي المعروف بعباية من أصحاب الطابران كان شيخاَ صالحاَ يسكن نيسابور وكان يعظ في بعض الأوقات بمسجد عقيل بنيسابور سمع بطوس القاضي أبا سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفَزُخزادي وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن أبي سعيد الإبريسمي وأبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وأبا سعد علي بن عبد اللهَ بن أبي صادق وبنوقان أبا الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف الميهني، قال أبو سعد: وجدت سماعه في جميع كتاب الكشاف والبيان في التفسير لأبي إسحاق الثعالبي وعمر العمر الطويل حتى مات من يرويه وتفرَد هو برواية هذا الكتاب بنيسابور وقُرىءَ عليه قراءات عدة وكانت ولادته في سنة 460 بطوس وفقد بنيسابور في وقعة الغُز في شوال سنة 549 سمع منه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي وغيرهما.

طَابَقُ: بعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم قاف، نهر طابق ببغداد ويقال: أصله نهر بابك فعرب وهو بابك بن بهرام بن بابك من الجانب الغربي وقد نذكره إن شاء اللَه تعالى في موضعه والطابق اَجر كبار تُفَرش به دور بغداد.
طابَةُ: موضع في أرض طىء قال زيد الخيل:

سقى اللهَ ما بين القَفيل فطابة

 

فما دون إرمام فما فوق مُنْشِدِ

 

الطاحونَةُ: بعد الألف حاءٌ مهملة ثم واو ساكنة ونون بلفظ واحدة الطواحين موضع بالقسطنطينية.


طاحية: قال أبو زياد: ومن مياه بني العَجلان طاحية كثيرة النخل، بأرض القعاقع.


طاذ: بالذال المعجمة، من قرى أصبهان، منها أبو بكر بن عمر بن أبي بكر بن أحمد يعرف بالززا سمع الحافظ إسماعيل سنة 528.


طارَابُ: بالراء وآخره باءْ موحدة، من قرى بُخارى وهم يسمونها تاراب بالتاء، منها أبو الفضل مهدي بن إسكاب بن إبراهيم بن عبد اللهَ البكري الطارابي روى عن إبراهيم بن الأشعث ومحمد بن سَلاًم وغيرهما روى عنه عبد الله بن محمد بن الحارث وغيره ومات سنة 265: طاران: مثل الذي قبله إلا أن آخره نون.


طارَبَتد: بعد الراء باء موحدة ثم نون ودال، موضع ذكره المؤمل بن أميل المحاربي في شعره.


طارِفُ: قرية بإفريقية، ينسب إليها عبد العزيز بن محمد القرشي ذكره ابن رشيق في الأنموذج وقال: كان مجودا في الشعر وكان في النثر أفرس أهل زمانه ويكتب خطا مليحاً.


طارق: الطارق الذي يَطرُق الباب أي جعله قصده والطارق الفحل يطرق الناقة. وهو موضع.


طار: جبل ببطن السلي من أرض اليمامة.


طارنتُ: مدينة بصقلية.


طاسَى: بالقصر. موضع بخراسان كان لمالك بن الريب المازني فيه وفي يوم النهر بلاء حسن قاله السكري في شرح قوله:

يا قل خير أمير كنـت أتـبَـعُـه

 

أليس يرهبني أم ليس يرجونـي

أم ليس يرجو إذا ما الخيل شمصها

 

وَقْع الأسنة عَطفِي حين يدعوني.

لا تحسبتا نسينا مـن تـقـادُمـه

 

يومأ بطاسى ويوم النهر ذا الطين

 

طاسبَنْدَا: من قرى همذان، ذكرني النسب وقال في التحبير: مات في سابع رجب سنة 556. طاطَرَى: لا أدري أين هي، قال شيروَيه بن شهردار عبد الملك بن منصور بن أحمد الأديب أبو الفضل الطاطري روى عن الخليل القزويني وأبي بكر أحمد بن محمد بن السري بن سهل الهمذاني نزيل تبريز الأزرق السماع وكان أديباً، وعبد اللًه بن منصور أبو الفضل الطاطري روى عن أبي بكر أحمد بن سهل بن السري الهمذاني قاضي شروان سمع منه الأبيوردي قاله رويه، وفي كتاب الشام أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو بكر بن ربذة أنبأنا سليمان بن أحمد كل من يبيع الكرابيس بدمشق يسمَى الطاطري ذكر ذلك في ترجمة مروان بن محمد الطاطري أحد أعيان المحدثين روى عن أنس بن مالك وطبقته وكان أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه وكان يرمى بالإرجاء ومات في سنة 210 ومولده سنة أشرق الكوكب، وأما طرطاري وقد وجدته في بعض الكُتُب فلا أدري إلى أي ذلك ينسب ممن ذكرنا.


طَاعِلَةُ: بالأندلس، ينسب إليها أحمد بن نصر بن خالد من أهل قرطبة وأصله من طاعلة يكنى أبا عمر سمع أسلم بن عبد العزيز وقاسم بن أصبغ وغيرهما وولى أحكام الشرطة والسوق وقضاء كورة جَيان قاله أبو الوليد الفرضي قال: ومات في رجب سنة 370.


طاقاتُ أبي سُوَيد: بُنيت بعد طاقات الغِطرِيف ببغداد وهو أبو سويد الجارود وهي ما بين مقابر باب الشام وهناك قطيعة سُوَيد ورَبَضُه بالجانب الغربي وأصل الطاق البناءُ المعقود وجمعه الطاقات.


طاقاتُ أم عُبيدَةَ: وهي حاضنة المهدي ومولاة محمد بن علي ولها قطيعة تنسب إليها، ببغداد أيضأ عند الجسر طاقاتُ الرَاوَندِيَّ: ببغداد أيضاً وهو أحد شيعة المنصور من السَرَخسية واسمه محمد بن الحسن وكان صهر علي بن عيسى بن ماهان على أخته.


طاقاتُ العَكي: في بغداد في الجانب الغربي في الشارع النافذ إلى مُربعة شبيب بن راح واسم العكي مقاتل بن حكيم وقد ذكر نسبه في قطيعة، وعَك قبيلة من اليمن وأصله من الشام ومخرجه من خراسان من مرو وهو من النُقباء السبعين وله قطيعة في مدينة المنصور بين باب البصرة وباب الكوفة ينسب إليه إلى الآن ويقال إن أول طاقات بُنيت ببغداد طاقات العكي ثم طاقات الغطريف0 طاقات الغِطْرِيف: في بغداد بالجانب الغربي، وهو الغطريف بن عطاء وكان أخا الخَيزُران خالَ موسى الهادي وهارون الرشيد وقد ولي اليمن وكان يدَعي نسباً في بني الحارث بن كعب وكانت الخيزران جارية مولدة لسلمة بن سعيد اشتراها من قوم قدموا من جُرَشَ.


طَاقُ أسماءَ: بالجانب الشرقي من بغداد بين الرُصافة ونهر المعلَى منسوب إلى أسماء بنت المنصور، واليه ينسب باب الطاق وكان طاقاً عظيماً وكان في دارها التي صارت لعليّ بن جَهشيار صاحب الموفق الناصر لدين اللهَ أقطعه إياها الموفق وعند هذا الطاق كان مجلس الشعراء في أيام الرشيد،، والموضع المعروف ببَيْنَ القصرَين هما قصران لأسماءَ هذا أحدهما والآخر قصر عبد اللَه بن المهيد.


طاقُ الحَجام: موضع قرب حُلوان العراق وهو عقد من الحجارة على قارعة طريق خراسان في مضيق بين جبلين عجيب البناء عليُ السَمك.


طَاقُ الحرَاني: محلة ببغداد بالجانب الغربي، قالوا: من حد القنطرة الجديدة وشارع طاق الحراني إلى شارع باب الكرخ منسوب إلى قرية تعرف بورثال، والحراني هنا هو إبراهيم بن ذَكوان بن الفضل الحراني من موالي المنصور وزير الهادي موسى بن المهدي وكان لذكوان أخ يقال له: الفضل فأعتقه مروان بن محمد الحمار وأعتق ذكوان علي بن عبد اللهَ. الطاقُ: حصن بطبرستان كان المنصور قد كتب إلى أبي الخصيب بولايته قومسَ وجرجان وطبرستان وأمره أن يدخل من طريق جرجان وكتب إلى ابن عون أن يسير إلى طبرستان ويكون دخوله من طريق قومس وكان الأصبهبذ كي مدينة يقال لها: الأصبهبذان بينها وبين البحر أقل من ميلين فبلغه خبر الجيش فهرب إلى الجبل إلى موضع يقال له: الطاق وهذا الموضع في القديم خزانة لملوك الفرس وكان أول من اتخذ خزانة منوشهر وهو نقب في موضع من جبل صعب السلوك لا يجوزه إلا الراجل بجَهْد وهذا النقب شبيه بالباب الصغير فإذا دخل فيه الإنسان مشى فيه نحواً من ميل في ظلمة شديدة ثم يخرج إلى موضع واسع شبيه بالمدينة قد أحاطت بها الجبال من كل جانب وهي جبال لا يمكن لأحد الصعود إليه لارتفاعها ولو استوَى له ذلك ما قدر على النزول وفي هذه الرحبة الواسعة مغاور وكهوف لا يلحقُ أمَدُ بعضها وفي وسطها عين غزيرة بالماء ينبع من صخرة ويغور ماؤها في صخرة أخرى بينهما نحو عشرة أذرع ولا يعرف أحد لمائها بعد هذا موضعاً وكان في أيام ملوك الفرس يحفظ، النقب رجلان معهما سلَم من حبل يدلونه من الموضع إذا أراد أحدهم النزول في الدهر الطويل وعندهما جميع ما يحتاجون إليه لسنين كثيرة فلم يزل الأمرُ هذا النقب وهذه الخزانة على ما ذكر إلى أن ملك العرب فحاولوا الصعود إليه فتعذر ذلك إلى أن ولى المازيار طبرستان فقصد هذا الموضع وأقام عليه دهرا حتى استوى له رجاء صعوده فصعد رجل من أصحابه إليه فلما صار إليه دلى حبالاً وأصعد قوماً فيهم المازيار نفسه حتى وقف على ما في تلك الكهوف والمغاور من الأموال والسلاح والكنوز فوكل بجميع ذلك قوماً من ثقاته وانصرف فكان الموضع في يده إلى أن أسر ونزل الموكلون به أو ماتوا وانقطع السبيل إليه إلى هذه الغاية، قال ابن الفقيه: وذكر سليمان بن عبد اللَه إلى جانب هذا الطاق شبيهاً بالدكان وأنه إن صار إليه إنسان فلطَخه بعذرة أو بشيء من سائر الأقذار ارتفعت في الوقت سحابة عظيمة فمطرت عليه حتى تغسله وتنظفه وتزيل ذلك القذر عنه وأن ذلك مشهور في البلد يعرفه أهله لا يتمارى اثنان من أهل تلك الناحية في صحته وأنه لا يبقى عليه شيء من الأقذار صيفاً وشتاءً وقال: ولما سار الأصبهبذ إلى الطاق وجه أبو الخطيب في أثره قوَاداَ وجنداً فلما أحس بهم هرب إلى الديلم وعاش بعد هروبه سنة ثم مات وأقام أبو الخطيب في البلد ووضع على أهله الخراج والجزية وجعل مقامه بساريه وبنى بها مسجداَ جامعاً ومنبرا وكذلك بامل وكانت ولايته سنتين وستة أشهر، والطاق مدينة بسجستان على ظهر الجادة من سجستان إلى خراسان وهي مدينة صغيرة ولها رستاق وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان. طالَقَانُ: بعد الألف لام مفتوحة وقاف وآخره نون، بلدتان إحداهما بخراسان بين مرو والروذ وبلخ بينها وبين مرو الروذ ثلاث مراحل، وقال الإصطخري: أكبر مدينة بطخارستان طالقان وهي مدينة في مستوى من الأرض وبينها وبين الجبل غلوة سهم ولها نهر كبير وبساتين ومقدار الطالقان نحو ثلث بلخ ثم يليها في الكبر وَزْوالين، خرج منها جماعة من الفضلاء، منهم أبو محمد محمود بن خِدَاش الطالقاني سمع يزيد بن هرون وفضيل بن عياض وغيرهما روى عنه أبو يعلَى الموصلي وإبراهيم الحربي وغيرهما وتوفي سنة 205 عن تسعين سنة، ومحمد بن محمد بن محمد الطلقاني الصوفي روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو عبد اللهَ الحميدي وقال غيث بن علي: وهو من طالقان مرو الروذ سافر قطعة كبيرة من البلاد واستوطن صورَ إلى أن مات بها حدث عن أبي حماد السلمي وقد تقدم في سماعه لكتاب الطبقات لعبد الرحمن وسماعه لغير ذلك صحيح وكان أول دخوله الشام سنة 15 وفيها سمع من أبي نصر الستيني وتوفي سنة 466 وقد نيف على الثمانين وقيل في سنة 463، والأخرى بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عمة قرى يقع عليها هذا الاسم، وإليها ينسب الصاحب بن عباد، وأبوه عباد بن العباس بن عباد أبو الحسن الطالقاني سمع عباد أبا خليفة الفضل بن الحُباب والبغداديين في طبقته، قال أبو الفضل: ورأيتُ له في دار كُتب ابنه أبي القاسم بن عباد بالري كتاباً في أحكام القران ينصرُ فيه مذهب الاعتزال استحسنه كل من رآه روى عنه أبو بكر بن مِرْدويه والأصبهانيون وابنه الصاحب أبو القاسم بن عباد روى عن البغداديين والرازيين وولد سنة 326 ومات سنة 385 وقد ذكرتُ أخباره مستقصاة في أخبار مردويه، ومن طالقان قزويق أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الطالقاني سمع الحديث بنيسابور من أبي عبد اللَه الفُراوي وأبي طاهر الشَحامي وغيرهما ودرس بالمدرسة النظامية ببغداد وكان يعقد بها مجالس الوعظ أيضاَ وورد الموصل رسولاً من دار الخلافة وعاد إلى بغداد فأقام بها ثم توجه إلى قزوين فتوفي بها في ثالث عثر محرم سنة 590، وهذا خبر استحسنتُهُ فيه ذكر الطالقان في شعر أوردته ههنا ليستمتع به القارىء قال أبو الفرج علي بن الحسين: أخبرني عمي حدثني هرون بن مخارق عن أبيه قال: كنت حاضراً في مجلس الرشيد وقد أحضرَ دنانيرَ برمكيةً بعد إحضاره إياها في الدفعة الأولى وابتياعه لها فلما دخلت أكرمها ورفع مجلسها وطيبَ نفسها بعهده ثم قال لها: يا دنانير إنما كان مولاك وأهله عبيداً لي وخدماً فاصطفيتُهم فما صلحوا وأوقعتُ بهم لما فسدوا فاعدلي عمن فاتَك إلى من تحصلّينه فقالت: يا أمير المؤمنين إن القوم أدبوني وأخرجوني وقدموني وأحسنوا إلي إحساناً منه أنك قد عرفتني بهم وحللتُ هذا المحل منك ومن إكرامك فما انتفع بنفسي ولا بما تريح! مني ولا يجيء كما تقدر بأني إذا ذكرتهم وغنيتُ غلب عليَ من البكاء ما لا يبين معه غناء ولا يصح وليس هذا مما أملكُ دفعه ولا أقدر على إصلاحه ولعلي إذا تطاولت الأيام أسلو ويصلح من أمري ما قد تغيرَ وتزول عني لوعة الحزن عند الغناء ويزول البكاء، فدعا الرشيد بمسرور وسلمها إليه وقال له: اعرض عليها أنواع العقاب حتى تجيب إلى الغناء ففعل ذلك فلم ينفع فأخبره به فقال له: ردها إلي فردها فقال لها: إن لي عليك حقوقاً ولي عندك صنائع فبحياتي عليك وبحقي إلا غنيت اليوم ولستُ أعاود مطالبتك بالغناء بعد اليوم فأخذت العودَ وغنتْ:

تَبْلى مغازي النـاس إلا غـزوةً

 

بالـطـالـقـان جـديدة الأيام

ولقد غزا الفضلُ بن يحيي غزوةً

 

تبقَى بقاءَ الـحـل والإحـرام

ولقد حشمتَ الفاطمي على التي

 

كادت تزيل رواسـيَ الإسـلام

وخلعتَ كفرَ الطالقـان هـدية

 

للهاشـمـي أمـام كـل إمـام

 

ثم رمَتْ بالعود وبكت حتى سقطت مغشية وشرقت عينُ الرشيد بعبرته فردها وقام من مجلسه فبكى طويلاً ثم غسل وجهه وعاد إلى مجلسه وقال لها: ويحك قلت لك: سُريني أو غميني وسُوئيني أعدلني عن هذا وغني غيره فأخذت العود وغنت:

ألم تر أن الجود من صُـلـب اَدم

 

تحدَرَ حتى صار في راحة الفضل

إذا ما أبو العباس جادت سـمـاؤه

 

فيالك من جود ويالك من فضـل

 

قال: فغضب الرشيد وقال: قبحك اللَه خذوا بيمنها وأخرجوها فأخرجت ولم يُعِدْ ذكرها بعد ذلك ولبسَت الخشن من الثياب ولزمت الحزن إلى أن ماتت ولم يفِ للبرامكة من جواريهم غيرها.


طَالقَة: يقال امرأة طالقة وطالق قال الأعشى

أيا جارتي بيني فإنك طالقهْ

 

والأفصح طالق مثل حائض وطامث وحامل قال: وللبصريين والكوفيين من النحويين في ترك علامة التأنيث خلاف زعم الكوفيون أنها صفة تختص بالمؤنث فاستغنت عن العلامة فأبطله البصريون بقولهم امرأة عاشقٌ وجمل ضامر وناقة ضامر وزعم البصريون أن ذلك إنما يكون في الصفات الثابتة فأما الحادثة فلا بد لها من علامة تقول: جارية طالقة وحائضة اليوم ولهم فيه كلام طويل وطالقة، ناحية من أعمال إشبيلية بالأندلس.


طاووسُ: موضع بنواحي بحر فارس عن سيف كان للغلأَب الحضرمي أرسل إليه جيشاَ في البحر من غير أذن عُمَر فسخط عليه وعزله وراح إلى الكوفة إلى سعد بن أبي وقاص لأنه كان يعضده فمات في ذي قار، وقال خليد بن المنذر في ذلك:

بطاووسَ ناهبْنا الملـوك وخـيلُـنـا

 

عشيةَ شَهراكٍ عَـلـونَ الـرواسـيا

أطاحت جموعَ الفرس من رأس حالق

 

تراه لبوار السـحـاب مُـنـاغـيا

فلا يبعدنَ اللَه قـومـاً تـتـابـعـوا

 

فقد خضبوا يوم اللقـاءِ الـعـوالـيا

 

طاهر : من قولهم طَهُرَ الشيء فهو طاهر حريمُ بني طاهر بن الحسين، من محال بغداد الغربية وهي على ضفة دجلة وهي اليوم متفردة في وسط الخراب وعليها سور وأسواق وعمارة، وقد نسب إليها طائفة من المحدثين كثيرة فتارة يُنْسبون الحريميّ وطارة الطاهري وقد ذكرنا شيئاً من خبره في الحريم.


الطاهِريةُ: منسوبة فيما أحسب إلى طاهر بن الحسين، ناحية على جيحون في أعلاه بعد اَمُل وهي أول عمل خوارزم، والطاهرية قرية ببغداد يستنقع فيها الماء في كل عام إذا زادت دجلة فيظهر فيها السمك المعروف بالبُني فيضمنه السلطان بمال وافر ولسمكها فضل على غيره.


الطائرُ: ماء لكعب بن كلاب.


الطائفُ: بعد الألف همزة في صورة الياء ثم فاء وهو في الإقليم الثاني وعرضها إحدى وعشرون درجة وبالطائف عقبة وبالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة عمَرها حسين بن سلامة وسدهاَ ابنه وهو عبد نوبيٌ وَزَرَ لأبي الحسين بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430 فعمَر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها، وقال أبو منصور: الطائف العاسُ بالليل وأما الطائفُ التي بالغور فسميت طائفاً بحائطها المبني حولها المحدق بها، والطائف والطيف في قوله تعالى: "إذا مسهم طائفٌ من الشيطان" الأعراف: 201، ما كان كالخيال والشيء يُلمُ بك وقوله تعالى: "فطاف عليها طائف من ربك" لا يكون الطائف إلا ليلاً ولا يكو نهاراً وقيل في قول أبي طالب بن عبد المطلب: نحن بنينا طائفاً حصيناً قالوا: يعني الطائف التي بالغور من القرى والطائف هو وادي وج َفي وهو بلاد ثقيف بينها وبين مكةَ اثنا عشر فرسخاً قرأتُ في كتاب ابن الكلبي بخط أحمد بن عبيد اللهَ محجج النحوي قال هشام عن أبي مسكين عن رجل من ثقيف كان عالماً بالطائف قال: كان رجل من الصدف يقال له: الدَمُون بن عبد الملك قتل ابن عم له يقال له: عمرو بحضرموت ثم أقبل هارباً وقال:

 

وحربة ناهِكٍ أوْجَرْتُ عمراً

 

فما لي بعده أبـداً قـرارُ

ثمٍ أتى مسعودَ بن معتب الثقفي ومعه مال كثير وكان تاجرا فقال: أحالفكم لتزوجوني وأزوجكم وأبني لكم طَوْفاً عليكم مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب قالوا: فابْن فبنى بذلك المال طَوْفاً عليهم فسميت الطائف وتزوج إليهم فزوجوه ابنةً، قال هشام: وبعض ولد الدمون بالكوفة ولهم بها خطَة مع ثقيف وكان قبيصة من الدمون هذا على شرطة المغيرة بن شعبة إذ كان على الكوفة، وكانت الطائف تسمَى قبل ذلك وجاب بوج بن عبد الحي من العماليق وهو أخو أجإٍ الذي سمي به جبل طيىءٍ وهو من الأمم الخالية، قال عرَام: والطائف ذات مزارع ونخل أعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية تنصب منها إلى تبالة وجل أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش وهي على ظهر جبل غَزْوَان وبغزوان قبائل هذيل، وقال ابن عباس: سميت الطائف لأن إبراهيم عليه السلام لما أسكن ذريته مكة وسأل الله أن يرزق أهلها من الثمرات أمر الله عز وجل قطعة من الأرض أن تسير بشجرها حتى تستقر بمكان الطائف فأقبلت وطافت بالبيت ثم أقرها اللهَ بمكان الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت وهي مع هذا الاسم الفَخم بليدة صغيرة على طرف واد وهي محلَتان إحداهما عن هذا الجانب يقال لها: طائف ثقيف والأخرى على هذا الجانب يقاد لها: الوَهْط والوادي بين ذلك تجري فيه مياه المدابغ التي يدبغ فيها الأديم يصرَع الطيور رائحتها إذا مرَت بها وبيوتها لاطئة حرجة وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك الجبل فيها من العنب العذب مالا يوجد مثله في بلد من البلدان وأما زبيبها فيضرَب بحسنه المثل وهي طيبة الهواء شمالية ربما جمد فيها الماءُ في الشتاء وفواكه أهل مكة منها والجبل الذي هي عليه يقال له: غزوان، وروى أبو مالح ذكرت ثقيف عند ابن عباس فقال: إن ثقيفاً والنخَع كانا ابْني خالة فخرجا منتجعين ومعها أعنز لهما وجدي فعرض لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأراد أخذ شاة منهما فقالا: خذ ما شثت إلا هذه الشاة الحلوب فإنا من لبنها نعيش وولدها فقال: لا آخذ سواها فرفقا به فلم يفعل فنظر أحدهما إلى صاحبه وهما بقتله ثم إن أحدهما أتنزع له سهماً فلق به قلبه فخر ميتاً فلما نظرا إلى ذلك قال أحدهما لصاحبه: إنه لن تحملني وإياك الأرض أبداً فأما أن تغرب وأنا أشرّق وإما أن أغرب وتشرق أنت فقال ثقيف: فإني أغرب وقال النخعِ: فأنا أشرق وكان اسم ثقيف قسيا واسم النخع جَسرا فمضى النخع حتى نزل ببِشَةَ من أرض اليمن ومضى ثقيف حتى أتى وادي القرى فنزل على عجوز يهودية لا ولد لها فكان يعمل نهاراً ويأوي إليها ليلاً فاتخذته ولداً لها واتخذها أمًا له فلما حضرها الموت قالت له: يا هذا إنه لا أحد لي غيرك وقد أرد تُ أن أ كرمك لإلطافك إيايَ انظر إذا أنا مت وواريتني فخذ هذه الدنانير فانتفع بها وخذ هذه القضبان فإذا نزلت وادياً تقدر فيه على الماء فاغرسها فإني أرجو أن تنال من ذلك فلاَحاً بيناً ففعل ما أمرته به فلما ماتت دفنها وأخذ الدنانير والقضبان ومضى سائراً حتى إذا كان قريباً من وَج وهي الطائف إذا هو بأمة حبشية ترعى مائة شاة فطمع فيها وهم بقتلها وأخذ الغنم فعرفت ما أراد فقالت: إنك أسَررت في طمعأ لتقتلني وتأخذ الغنم ولئن فعلت ذلك لتذهبنّ نفسك ولا تحصَل من الغنم شيئاَ لأن مولاي سيد هذا الوادي وهو عامر بن الظرب العدواني وإني لأظنك خائفاً طريداً قال: نعم، فقالت: فإني أدلك على خير مما أردتَ فقال: وما هو قالت: إن مولاي يقبل إذا طفَلت الشمس للغروب فيصعد هذا الجبل ثم يشرف على الوادي فإذا لم ير فيه أحداً وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم انحدر رسوله فنادى من أراد اللحم والدَرَمَكَ وهو دقيق الحواري والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب فيأتيه قومه فأسبقه أنت إلى الصخرة وخذ قوسه ونباله وثيابه فإذا رجع وقال: من أنت فقل رجل غريب فأنزلني وخائف فأجرني وعزَب فزوجني ففعل ثقيف ما قالت له الأمة وفعل عامر صاحب الوادي فعله فلما أن أخذ قوسه ونُشابه وصعد عامر قال له: من أنت فأخبره وقال: أنا قسيُ بن منبه فقال: هات ما معك فقد أجبتك إلى ما سألت وانصرف وهو معه إلى وَج وأرسل إلى قومه كما كان يفعل فلما أكلوا قال لهم عامر: أَلَسْتُ سيدكم قالوا: بلى قال: وابن سيدكم قالوا: بلى، قال: ألستم تجيرون من أجرتُ وتزوجون من زوجت قالوا: بلى قال: هذا قسيُ بن منبّه بن  بكر بن هوازن وقد زوجته ابنتي فلانة وأمنته وأنزلته منزلي فزوجه ابنة له يقال لها: زينب فقال قومه: قد رضينا بما رضيت فولدت له عوفاً وجشَماً ثم ماتت فزوّجه أختها فولدت له سلامة ودارساً فانتسبا في اليمن فدارس في الأزد والآخر في بعض قبائل اليمن وغرس قسي تلك القضبان بوادي وج فنبتت فلما أثمرت قالوا: قاتله اللَه كيف ثقف عامراً حتى بلغ منه ما بلغ وكيف ثقف هذه العيدان حتى جاء منها ما جاء فسمي ثقيفا ًمن يومئذ فلم يزل ثقيف مع عدْوان حتى كثر ولده وربلوا وقوي جأشُهم وجرت بينهم وبين عدوان هناك وقعت في خلالها حربٌ انتصرت فيها ثقيف فأخرجوا عدوان عن أرض الطائف واستخلصوها لأنفسهم ثم صارت ثقيف أعز الناس بلداً وأْمنعه جانباً وأفضله مسكناً وأخصبه جناباً مع توسطهم الحجاز وإحاطة قبائل مُضر واليمن وقُضاعة بهم من كل وجه فحمت دارها وكاوَحت العرس عنها واستخلصتها وغرست فيها كرومها وحفرت بها أطواءما وكظائمها وهي من أزد الشراة وكنانة وعذرَة وقريش ونصر بن معاوية وهوازن جمعاً والأوس والخزرج ومزينة وجهينة وغير ذلك من القبائل ذلك كله يجري والطائف تسمى وجا إلى أن كان ما كان مما تقدم ذكره من تحويط الحضرمي عليها وتسميتها حينئذ الطائف، وقد ذكر بعض النساب في تسميتها بالطائف أمراَ اَخرأ وهو أنه قال: لما هلك عامر بن الظرب ورثته ابنتاه زينب وعمرة وكان قسي بن منبه خطب إليه فزوجه ابنته زينب فولدت له جُشماً وعوفاً ثم ماتت بعد موت عامر فتزوج أختها وكانت قبله عند صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فولدت له عامر بن صعصعة فكانت الطائف بين ولد ثقيف وولد عامر ين صعصعة فلما كثر الحيان قالت ثقيف: لبني عامر أنكم اخترتم العُمد على المُدُن والوبر على الشجر فلستم تعرفون ما نعرف ولا تلطفون ما نلطف ونحن ندعوكم إلى خط كبير لكم ما في أيديكم من الماشية والإبل والذي في أيدينا من هذه الحدائق فلكم نصفُ ثمره فتكونوا بادين حاضرين يأتيكم ريفُ القرى ولم تتكلفوا مَؤونةَ وتقيموا في أموالكم وماشيتكم في بدوكم ولا تتعرضوا للوباء وتشتغلوا عن المرعى ففعلوا ذلك فكانوا يأتونهم كل عام فيأخذون نصف غَلأَتهم وقد قيل: إن الذي وافقوهم عليه كان الربيع، فلما اشتدت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وج رَمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم مَن حولهم وغزوهم فاستغاثوا ببني عامر فلم يغيثوهم فاجمعوا على بناء حائط يكون حصناَ لهم فكانت النساءُ تلبن اللبن والرجال يبنون الحائط حتى فرغوا منه وسموه الطائف لإطافته بهم وجعلوا لحائطهم بابين أحدهما لبني يسار والآخر لبني عوف وسموا باب بني يسار صعباً وباب بني عوف ساحراً، ثم جاءهم بنو عامر ليأخذوا ما تعودوه فمنعوهم عنه وجرت بينهم حرب انتصرت فيها ثقيف وتفردت بملك الطائف فضربتهم العرب مثلاً، فقال أبو طالب بن عبد المطلب:  

مَنَعنا أرضنا من كل حـي

 

كما امتنعت بطائفها ثقيفُ

أتاهم معشرَ كي يسلبوهـم

 

فحالت دون ذلكم السمرفُ

 

وقال بعض الأنصار:

فكونوا دون بيضكم كقـوم

 

حموا أعنابهم من كل عادي

 

وذكر المدائني أن سليمان بن عبد الملك لما حج مر بالطائف فرأى بيادر الزبيب فقال: ما هذه الحرار فقالو ليست حراراً ولكنها بيادر الزبيب فقال: لله در قَسي بأي أرض وضع سِهامَه وأي أرض مَهَدَ عُشَ فروخه وقال مرداس بن عمرو الثقفي:

فإن الله لم يُؤثـر عـلـينـا

 

غداة يجَزىءُ الأرض اقتساماً

عَرَفنا سَهمنا في الكف يهوي

 

كذا نوح وقسَمنا السهـامـا

فلما أن أبان لنا اصطـفـينـا

 

سَنَامَ الأرض إن لها سنامـاً

فأنْشَأنا خضارمَ مَـتـجـرات

 

يكون نتاجُها عنبـاً تُـؤامـأ

ضفادعهـا فـرائحُ كـل يوم

 

على جُوَبٍ يُرَاكضن الحماما

وأسفلُها منـازلُ كـل حـي

 

وأعلاها ما ترى أبداً حرامأ

 

ثم حسدهم طوائف العرب وقصدوهم فصمدوا لهم وجدوا في حربهم فلما لم يظفروا منهم بطائل ولا طمعوا منهم بغرة تركوهم على حالهم أغبط العرب عيشاً إلى أن جاءَ الإسلام فغزاهم رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم فافتتحها في سنة تسع من الهجرة صلحاً وكتب له كتاباَ، نزل عليها رسول اللَه صلى الله عليه وسلم في شوال سنة ثمان عند منصرفه من حنين وتحصنوا منه واحتاطوا لأنفسهم غاية الاحتياط فلم يكن إليهم سبيل ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق من رقيق أهل الطائف، منهم أبو بكرة نُفَيع بن مسروح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة كثيرة منهم الأزارقة الذي تنسب إليه الأزارقة والد نافع بن الأزرق الخارجي الشاري فعتقوا بنزولهم إليه ونصب رسول الله صلى الله عليه وسلم منجنيقاً ودبابة فاحرقها أهل الطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نؤذن في فتح الطائف ثم انصرف عنها إلى الجعرانة ليقسم سَبيَ أهل حنين وغنائمهم فخافت ثقيف أن يعود الحمم فبعثوا إليه وفدهم وتصالحوا على أن يسلموا ويقرُوا على ما في أيديهم من أموالهم وركازهم فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يسلموا وعلى أن لا يزنوا ولا يربوا وكانوا أهل زناً ورباً وفي وقعة الطائف فُقِئَت عينُ أبي سفيان بن حرب وقصَة ذلك في كُتُب المغازي، وكان معاوية يقول: أغبطُ الناس عيشأ عبدي أو قال: مولاي سعد وكان يلي أمواله بالحجاز ويتربع جدَةَ ويتقيظ الطائف ويشتُو بمكة ولذلك وصف محمد بن عبد الله النُمَيري زَينبَ بنت يوسف أخت الحجاج بالنعمة والرَفاهية فقال:

تَشتُوا بمكة نعـمة

 

ومصيفُها بالطائف

 

وذكر الأزرقي أبو الوليد عن الكلبي لإسناده قال لما دعا إبراهيم عليه السلام "فاجعل أفئدَةً من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات" إبراهيم: 37، فاستجاب الله له فجعله مثابة ورزق أهله من الثمرات فنقل إليهم الطائف وكانت قرية بالشام وكانت ملجأً للخائف إذا جاءها أمن، وقد افتخرت ثقيف بذلك بما يطول ذكره ويُسْئِمُ قارئه وسأقف عند قول غيلان بن سلمة في ذلك حيث قال:

حَلَلنا الحدَ من تَلَعـات قـيس

 

بحيث يَحُل ذو الحسب الجسيم

وقد علمت قبائلُ جَـذْم قـيس

 

وليس ذوو الجهالة كالعلـيم

بأنا نُصْبح الأعـداء قـدْمـاً

 

سِجَالَ الموت بالكاس الوخيم

وأنا نَبتَني شَرفَ المَعـالـي

 

وننعشُ عَثرَةَ المولى العـديم

وإنا لم نزلْ لجـأً وكـهـفـاً

 

كذاك الكَفلُ منا والفـطـيمُ

 

وسنذكر في وج من القول والشعر ما نوفق له ويحسن ذكره إن شاء اللهَ تعالى.


طئيةُ: بعد الطاء المفتوحة همزة وياء مشددة موضع في شعر عن نصر.


طايقانُ: بعد الياء المثناة من تحت قاف وآخره نون، قرية من قرى بلخ بخراسان.