حـرف الـطـاء: باب الطاء والباء، التاء وما يليهما

باب الطاء والباء وما يليهما

طُبا بالضم والقصر والطُبي للحافر والسباع كالضرْع لغيرها يجوز أن يكون جمعاً على قياس لأن ظبا جمع ظُبَة ولم نسمعها فيه، وهي قرية من قرى اليمن وذكرها أبو سعد بكسر الطاء، ونسب إليها أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد الخطيب الاطبائي سمع قاسم بن عبيد اللهَ القرشي الفقيه روى عنه أبو القاسم هبة اللهَ بن عبد الوارث الشيرازي.

طَبَبُ: بالتحريك والتضعيف، موضع بنجد، وقال نصر: جبل نجدي0 طَبَرَانُ: بالتحريك وآخره نون بلفظ تثنية طَبَر وهي فارسية والطبر هو الذي يشقّق به الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس والألف والنون فيه تشبيهاً بالنسبة وأما في العربية فيقال: طبر الرجل إذا قفز وطبر إذا اختبأ وطبران، مدينة في تخوم قومس وليست التي ينسب إليها الحافظ أبو سليمان الطبراني فإن المحدثين مجتمعون بأنه منسوب إلى طبرية الشام وسنذكره إن شاء الله.

طَبَرِستانُ: بفتح أوله وثانيه وكسر الراء قد ذكرنا معنى الطبر قبله واستان الموضع أو الناحية كأنه يقول: ناحية الطبر وسنذكر سبب تسمية هذا الموضع بذلك والنسبة إلى هنا الموضع الطبَرِي، قال البحتري:

وأقيمَت به القيامة فـي ق

 

م على خالعٍ وعاتٍ عنيدِ

وثنى معلماً إلى طَبرستـا

 

ن بخيل يَرُحْنَ تحت اللُبُود

وهي، بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، خرج من نواحيها من لا يُحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه والغالب على هذه النواحي الجبال، فمن أعيان بلدانها دهستان وجرجان واستراباذ وآمُل وهي قصبتها وسارية وهي مثلها وشالوس وهي مقاربة لها وربما عدَت جرجان من خراسان إلى غير ذلك من البلدان، وطبرستان في البلاد المعروفة بمازَنْدَران ولا أدري متى سميت بمازَندران فإنه اسم لم نجده في الكُتب القديمة وإنما يُسمَع من أفواه أهل تلك البلاد ولا شك أنهما واحد وهذه البلاد مجاورة لجيلان وديلمان وهي بين الري وقومس والبحر وبلاد الديلم والجيل رأيت أطرافها وعاينتُ جبالها وهي كثيرة المياه متهدَلة الأشجار كثيرة الفواكه إلا أنها مخيفة وخِمَة قليلة الارتفاع كثيرة الاختلاف والنزاع وأنا أذكر ما قال العلماءُ في هذا القطر وأذكر فتوحه واشتقاقه ولا بُدَ من احتمالك لفصل فيه تطويلَ بالفائدة الباردة فهذا من عندنا مما استفدناه بالمشاهدة والمشافهة وخُذِ الآن ما قالوه في كُتبهم، زعم أهل العلم بهذا الشأن أن الطيلسان والطالقان وخراسان ما عدا خوارزم من ولد اشبق بن إبراهيم الخليل والديلم بنو كماشج بن يافث بن نوح عليه السلام وأكثرهم سميت جبالهم بأسمائهم إلا الإيلام قبيل من الديلم فإنهم ولد باسل بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضر كما نذكره إن شاء اللَه في كتاب النسب وموقان وجبالها وهم أهل طبرستان من ولد كماشج بن يافث بن نوح عليه السلام وفيما روى ثقات الفرمس قالوا اجتمع في جيوش بعض الأكاسرة خلق كثير من الجُناة وجب عليهم القتل فتحرج منه وشاوَرَ وزراءه وسألهم عن عدتهم فأخبروه بخلق كثير فقال: اطلبوا لي موضعاً أحبسهم فيه فساروا إلى بلادة يطلبون موضعاً خالياً حتى وقعوا بجبال طبرستان فأخبروه بذلك فأمر بحملهم إليه وحبسهم فيه وهو يومئذ جبل لا ساكن فيه، ثم سأل عنهم بعد حول فأرسل من يخبر بخبرهم فأشرفوا عليهم فإذا هم أحياء لكن بالسوء فقيل لهم: ما تشتهون وكان الجبل أ شِباً كثير الأشجار فقالوا: طَبرها طَبرها والهاء فيه بمعنى الجمع في جميع كلام الفرس يعنون نُريد أطباراً نقطع بها الشجر ونتخذها بيوتاً فلما اخبر كسرى بذلك أمر أن يعطوا ما طلبوا فحمل إليهم ذلك، ثم أمهلهم حولاً آخر وأنفذ من يتفقدهم فوجدهم قد اتخذوا بيوتاً فقال لهم: ما تريدون فقالوا: زَنان زَنان أي نريد نساء فأُخبر الملك بذلك فأمر بحمل من في حُبُوسه من النساء أن يُحمَلن إليه فحُملن فتناسلوا فسميت طبرزنان أي الفؤس والنساء ثم عربت فقيل: طبرستان، فهذا قولهم والذي يظهر لي وهو الحق ويعضده ما شاهدناه منهم أن أهل تلك الجبال كثيرو الحروب وأكثر أسلحتهم بل كلها الأطبار حتى إنك قل أن ترى صعلوكاً أو غنيا إلا وبيده الطبر صغيرهم وكبيرهم فكأنها لكثرتها فيهم سميت بذلك ومعنى طبرستان من غير تعريب موضع الأطبار واللهَ أعلم. وقال أبو العَلاءِ السَرَوي يصف طبرستان فيما كتبنا عن أبي منصور النيسابوري:

إذا الريح فيها جرَت الريح أعجلَت

 

فواختها في الغصن أن تترنـمـا

فكم طيرت في الجو وردا مدنـرا

 

تُقلبه فـيه ووردا مـدرهـمـا

وأشجار تفاح كـأن ثـمـارهـا

 

عوارضُ أبكار يُضاحكن مُغرَماً

فإن عقدَتها الشمس فيها حسبتهـا

 

خدوداً على القُضبان فَذا وتوأمـا

ترى خُطباء الطير فوق غصونها

 

تبث على العُشَاق وَجداً معتـمـاً

 

وقد كان في القديم أول طبرستان آمُل ثم ما مطير وبينها وبين آمل ستة فراسخ ثم ويمة وهي من ما مطير على ستة فراسخ ثم سارية ثم طميس وهي من سارية على ستة عشر فرسخاً هذا آخر حدّ طبرستان وجرجان ومن ناحية الديم على خمسة فراسخ من آمُل مدينة يقال لها: ناتل ثم شالوس وهي ثغر الجبل هذه مُدُنُ السهل، وأما مدن الجبل فمنها مدينة يقال لها: الكَلاَر ثم تليها مدينة صغيرة يقال لها: سعيد أباذ ثم الرويان وهي أ كبر مدن الجبل ثم في الجبل من ناحية حدود خراسان مدينة يقال لها: تَمار وشِرز ودهستان فإذا جُزْت الأرزَ وقعت في جبال وَنداد هرمز فإذا جزت هذه الجبال وقعت في جبال شروين وهي مملكة ابن قارن ثم الديلم وجيلان، وقال: البلاذُري كُور طبرستان ثمان كورة سارية وبها منزل العامل وإنما صارت منزل العامل في أيام الطاهرية وقبل ذلك كان منزل العامل بآمُل وجعلها أيضاً الحسن بن زيد ومحمد بن زيد دار مقامهما ومن رساتيق آمل أرم خاسْت الأعلى وأرَم خاسْت الأسفل والمهرَوان والأصبهبذ ونامية وطميس وبين سارية وسلينة على طريق الجبال ثلاثون فرسخا وبين سارية والمِهروان عشرة فراسخ وبين سارية والبحر ثلاثة فراسخ وبين جبلان والرويان اثنا عشر فرسخاً وبين آمل وشالوس وهي إلى ناحية الجبال عشرون فرسخاً وطول طبرستان من جرجان إلى الرويان ستة وثلاثون فرسخاً وعرضها عشرون فرسخاً في يد الشكري من ذلك ستة وثلاثون فرسخاً في عرض أربعة فراسخ والباقي في أيد ي الحروب من الجبال والسفوح وهو طول ستة وثلاثين فرسخاً في عرض ستة عشر فرسخاَ والعرض من الجبل إلى البحر.


ذكر فتوح طبرستان  وكانت بلاد طبرستان في الحصانة والمنعة على ما هو مشهور من أمرها وكانت ملوك الفرس يولونها رجلاً ويسمونه الأصبهبذ فإذا عقدوا له عليها لم يعزلوه عنها حتى يموت فإذا مات أقاموا مكانه ولده إن كان له ولد وإلاَ وجهوا بأصبهبذ آخر، فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وفُتحت المدن المتصلة بطبرستان وكان صاحب طبرستان يصالح على الشيء اليسير فيقبل منه لصعوبة المسلك فلم يزل الأمر على ذلك حتى ولى عثمان بن عفَان رضي الله عنه سعيدَ بن العاص الكوفة سنة 29 وولى عبد اللهَ بن عامر بن كُرَيز بن حبيب بن عبد شمس البصرة فكتب إليهما مرزبان طوس يدعوهما إلى خراسان على أن يملكه عليها من غلب وخرجا جميعاً يريدانها فسبق ابن عامر فغزا سعيد بن العاص طبرستان ومعه في غزاته فيما يقال: الحسن والحسين رضي اللهَ عنهما وقيل: إن سعيداً غزاها من غير أن يأتيه كتاب أحد بل سار إليها من الكوفة ففتح طميس أو طميسة وهي قرية وصالح ملك جرجان على مائتي ألف درهمٍ بغلتة وافية فكان يُؤديها إلى المسلمين وافتتح أيضا من طبرستان الرويان ودُنْباوند وأعطاه أهل الجبال مالاً فلما ولي معاوية ولَى مَصقَلة بن هُبَيرة أحد بني ثعلبة بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة فسار إليها ومعه عشرون ألف رجل فأوغل في البلد يسبي ويقتل فلما تجاوز المضايق والعِقاب أخذها عليه وعلى جيشه العدوُ عند انصرافه للخروج ودهدهوا عليه الحجارة والصخور من الجبال فهلك أكثر ذلك الجيش وهلك مصقلة فضرب الناس به مثلاً فقالوا: لا يكون هذا حتى يرجع مصقلة من طبرستان، فكان المسلمون بعد ذلك إذا غزو هذه البلاد تحفظوا وتحذروا من التوغل فيها حتى ولي يزيد بن المهلب خراسان في أيام سليمان بن عبد الملك وسار حتى أناخ على طبرستان فاستجاش الأصبهبذ الديلم فأنجدوه وقاتله يزيد أيامأ ثم صالحه على أربعة آلاف درهم وسبعمائة ألف درهم مثاقيل في كل عام وأربعمائة وقر زعفران وأن يوجهوا في كل عام أربعمائة رجل على رأس كل رجل ترس وجام فضة ونمرقة حرير، وفتح يزيد الرويان ودنباوند ولم يزل أهل طبرستان يُؤدُون هذا الصلح مرة ويمتنعون أخرى إلى أيام مروان بن محمد فإنهم نقضوا ومنعوا ما كانوا يحملونه فلما ولي السفاح وجه إليهم عاملاً فصالحوه على مال ثم غدروا وقتلوا المسلمين وذلك في خلافة المنصور فوجه المنصور إليهم خازم بن خزيمة التميمي وروح بن حاتم المهلَبي ومعهما مرزوق أبو الخَصيب فنزلوا على طبرستان وجَرَت مدافعات صَعُبَ معها بلوغُ غرض وضاق عليهم الأمر فواطأ أبو الخصيب خازما وروحاً على أن ضرباه وحلقا رأسه ولحيته ليوقع الحيلة على الأصبهبذ فركن إلى ما رأى من سوء حاله واستخصه حتى أعمل الحيلة وملك البلد، وكان عمرو بن العلاء الذي يقول فيه بشَار بن برد:

 

إذا أيقظَتك حروبُ العِدَى

 

فنبه لها عمراً ثـمَ َنـم

 

جَزاراً من أهل الري فجمع جمعاً وقاتل الديلم فأبْلَى بلاءً حسناً فأوفده جهور بن مرار العجلي إلى المنصور فقوده وجعل له منزلة وتراقت به الأمور حتى ولي طبرستان واستشهد في خلافة المهدي، ثم افتتح موسى بن حفص بن عمرو بن العلاء ومازيار بن قارن جبال شروين من طبرستان وهي من أمنع الجبال وأصعبها وذلك في أيام المأمون فولى المأمون عند ذلك بلاد طبرستان المازيارَ وسماه محمداً وجعل له مرتبة الأصبهبذ فلم يزل والياً عليها حتى توفي المأمون واستخلف المعتصم فأقزَه عليها ولم يعزله فأقام على الطاعة مدة ثم غدر وخالف وذلك بعد ست سنين من خلافة المعتصم فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر وهو عامله على المشرق خراسان والري وقومس وجرجان يأمره بمحاربته فوجه إليه عبد اللَه الحسن بن الحسين في جماعة من رجال خراسان ووجه المعتصم محمد بن إبراهيم بن مصعب في جماعة من الجند فلما قصدته العساكر خرج إلى الحسن بن الحسين بغير عهد ولا عقد فأخذه وحمله إلى سرَ من رأى فيسنة 225 فضرب بالسياط بين يدي المعتصم حتى مات وصُلب  بسر من رأى مع بابك الخزمي على العقبة التي بحضرة مجلس الشرطة وتقلد عبد الله بن طاهر طبرستان، وكان ممن ذكرنا جماعة من الولاة من قبل بني العباس لم يكن منهم حادثة ولم يتحقق أيضاً عندنا وقت ولاية كل واحد منهم، ثم وَليها بعد عبد الله بن طاهر ابنه طاهر بن عبد الله وخلفه عليها أخوه سليمان بن عبد الله بن طاهر فخرج عليه الحسن بن زيد العلوي الحسني في سنة 249 فأخرجه عنها وغلب عليها إلى أن مات وقام مقامه أخوه محمد بن زيد وقد ذكرتُ قصة هؤلاء الزيدية في كتاب المبدأ والمال مشبَعاً على نسق، وقال علي بن زين الطبري: كاتب المازيار وكان حكيماً فاضلاً له تصانيف في الأدب والطب والحكمة قال: كان في طبرستان طائر يسمونه كُكُم يظهر في أيام الربيع فإذا ظهر تبعه جنس من العصافير موشَاة الريش فيخدمه كل يوم واحد منها نهارَه أجمع يجيئه بالغذاء ويزُقه به فإذا كان في آخر النهار وثب على ذلك العصفور فأكله حتى إذا أصبح وصاح جاءه آخر من تلك العصافير فكان معه على ما ذكرنا فإذا أمسى أ كله فلا يزال على هذا مدة أيام الربيع فإذا زال الربيع فُقد هو وسائر أشكاله وكذلك أيضاً ذلك الجنس من العصافير فلا يُرى شيء من الجميع إلى قابل في ذلك الوقت وهو طائر في قدر الفاختة وذنبه مثل ذنب الببغاء وفي منسره تعقيف هكذا وجدته وحققته.


طبرسَتَرَان: من نواحي أرمينية وهي ولاية واهية لها ذكر في الفتوح وغيرها افتتحها سليمان بن ربيعة سنة 25.


طَبرقَةُ: بالتحريك وبعد الراء الساكنة قاف، مدينة بالمغرب من ناحية البر البربري على شاطىء البحر قرب باجة وفيها آثار للأول وبنيان عجيب وهي عامرة لوُرود التجار إليها وفيها نهر كبير تدخله السفن الكبار وتخرج في بحر طبرقة وفي شرقي مدينة طبرقة قلاع تسمى قلاع بَنزَرتَ. طَبرَك: بفتح أوله وثانيه والراء وآخره كاف، قلعة على رأس جبيل بقرب مدينة الري على يمين القاصد إلى خراسان وعن يساره جبل الري الأعظم وهو متصل بخراب الري خربها السلطان طغرلد بن أرسلان بن طُغرُل بن محمد بن ملك شاه بن أرسلان بن داود بن سلجوق في سنة 588 وكان السبب في ذلك أن خوارزم شاه تكش بن أرسلان قدم العراق واستولى على الري وملك هذه القلعة فلما عزم على العود إلى خوارزم رتب فيها أميراً من قبله يقال له: طمغاج في نحو ألفي فارس من الخوارزمية وحصنها بالأموال والذخائر ولم يترك مجهوداَ في ذلك وكان طغرل معتقلاً في قعلة فخلص في السنة المذكورة واجتمع إليه العساكر وقصد الري فهرب منه فُتلُغ إيتاخ بن البهلوان وكتب إلى خوارزمٍ شاه يستنجده ونزل على الريور ملكها ثم نزل محاصرا لطَبرَك فاتفق أن الأمير طمغاج مات في ذلك الوقت فضعفت قلوب الخوارزمية وطلبوا من طغرل أن يخرجوا من القلعة بأموالهم ويسلموها فقال: أما الذخائر والسلاح فلا أمكن أحداً من إخراجها ولكن أموالكم لكم فخرجوا على ذلك الشرط واتفق أن مملوكاً لطغرل كان قد هرب والتجأ إلى الخوارزمية فخرج في هذا الوقت معهم فأمسكه أصحاب طغرل وقالوا: هذا مملوكنا وامتنع الخوارزمية من تسليمه فتناوشوا وتكاثر عليهم أصحاب طغرل وأهل الري فأوقعوا بهم وقتلوهم قتلاً شنيعاً وملك طغرل طبرك، فأحضر أمراءه فقال: بأي شيء تشبهون هذه القلعة فجعل كل واحد يقول برأيه فقال: ما منكم مَن أصاب في وصفها هي تشبه حية ذات رأسين واحد في العراق وآخر بخُراسان فهي تفتح فمها الواحد إلى هؤلاء فتأكلهم وفمها الاَخر إلى هؤلاء فتأكلهم وقد رأيت في الرأي أن أخربها فنهوه وقالوا له: اصعد إليها وانظرها ثم افعل ما بدا لك فقال: إن جماعة من ملوكها هموا بخرابها ثم يرونها فلا تطيب قلوبهم بخرابها وأنا فلا أراها ولا بد من خرابها وأمر بنقل ما فيها من السلاح واَلة الحرب فلما نقل أمر أهل الري بنهب ما فيها من الذخائر فبقي أهل الري ينهبون ذخائرها عدة أيام فلما فرغت قال لهم: يا من نهب خرب فأعملوا المعاول فيها حتى دحضوها فقيل: أنه بقي نحو سنة كلما مر بها يقول: هذا يجب أن يخرب ما كان يبقى منها فما زال حتى جعلها أرضاً وذلك في سنة 588، ونسب إلى طبرك أبو معين الحسين بن الحسن ويقال: محمد بن الحسين سمع بدمشق هشام بن عمار وبمصر سعيد بن الحكم بن أبي بكر بن نعيم بن حماد ويحيى بن بُكير وبالشام أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي وبغيرها أبا سلمة موسى بن إسماعيل وأحمد بن عبد اللهَ بن يونس اليربوعي ومنصور بن أبي مزاحم روى عنه أبو عبد اللَه محمد بن أحمد بن مسعود البزتيني وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الهمذاني وأحمد بن جشمرد ومحمد بن الفضل المحمَدَ أباذي وأبو عمران موسى بن العباس ومحمد الجوَيني وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الجرجاني وأبو محمد الشيرجي وقال الحافظ أبو عبد اللهَ الحاكم: أبو معين من كبار حُفاظ الحديث.


طَبَرمِين: بفتح أوله وثانيه وسكون الراءِ وكسر الميم ثم ياء مثناة من تحت ونون قلعة بصقلّية حصينة. طَبَرية: هذه كلها أسماء أعجمية، وقد ذكرنا آنفاً أن طَبَر في العربية بمعنى قفز واختبأ وطبرية في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب سبع وخمسون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وفتحت طبرية على يد شُرَحبيل بن حَسْنة في سنة 13 صلحاً على أنصاف منازلهم وكنائسهم وقيل: إنه حاصرها أياماً ثم صالح أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم إلا ما جَلَوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعاً ثم نقضوا في خلافة عمر رضي اللَه عنه واجتمع إليهم قوم من شواذ الروم فسير أبو عبيدة إليهم عمرو بن العاص في أربعة اَلاف وفتحها على مثل صلح شرحبيل وفتح جميع مدن الأردن على مثل هذا الصلح بغير قتال، وهي بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية وهي في طرف جبل وجبل الطور مطل عليها وهي من أعمال الأردن في طرف الغور بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وكذلك بينها وبين بيت المقدس وبينها وبين عكا يومان وهي مستطيلة على البحيرة عرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير فعنده آخر العمارة، قال علي بن أبي بكر الهَرَوي: أما حمامات طبرية التي يقال إنها من عجائب الدنيا فليست هذه التي على باب طبرية على جانب بحيرتها فإن مثل هذه كثيراً رأينا في الدنيا وأما التي من عجائب الدنيا فهو موضع في أعمال طربية شرقي قرية يقال لها: الحسينية في واد وهي عمارة قديمة يقال إنها: من عمارة سليمان بن داود وهو هيكل يخرج الماء من صدره وقد كان يخرج من اثنتي عثرة عينا كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب ذلك المرض بريءَ بإذن اللهَ تعالى والماء شديد الحرارة جداً صاف عذب طيب الرائحة ويقصده المرضى يستشفون به وعيون تصب في موضع كبير حر يَسبَح الناس فيه ومنفعته ظاهرة وما رأينا ما يشابهه إلا الشرميا المذكور في موضعه، قال أبو القاسم: كان أول من بناها ملك من ملوك الروم يقال له: طباراً وسميت باسمه وفيها عيون ملحة حارة وقد بُنيت عليها حمامات فهي لا تحتاج إلى الوقود تجري ليلاً ونهاراً حارة وبقربها حمة يقتمس فيها الجربُ وبها مما يلي الغور بينها وبين بيسَان حمة سليمان بن داود عليه السلام ويزعمون أنها نافعة من كل داء، وفي وسط بحيرتها صخرة منقورة قد طبقت بصخرة أخرى تظهر للناظر من بعيد يزعم أهل النواحي أنه قبر سليمان بن داود عليه السلام، وقال أبو عبد الله بن البناء: طبرية قصبة الأردن بلد وادي كنعان موضوعة بين الجبل وبحيرة فهي ضيقة كربة في الصيف وخمة وبئة وطولها نحو من فرسخ بلا عرض وسوقها من الدرب إلى الدرب والمقابر على الجبل بها ثمان حمامات بلا وقيدٍ ومَيَاضٍ عدة حارة الماء والجامع في السوق كبير حسن فرشه مرفوع بالحصى على أساطين حجارة موصولة ويقال: أهل طبرية شهرين يرقصون من كثرة البراغيث وشهرين يلوكون يعني البق فإنه كثير عندهم وشهرين يثاقفون يعني بأيديهم العصي يطردون الزنابير عن طعومهم وحلاوتهم وشهرين عُراة يعني من شدة الحر وشهرين يزمرون يعني يَمضُون قصب السكر وشهرين يخوضون من كثرة الوحل في أرضهم، قال: وأسفل طبرية جسر عظيم عليه طريق دمشق وشربهم من البحيرة وحول البحيرة كله قرى متصلة ونخيل وفيها سفن كثيرة وهي كثيرة الأسماك لا تطيب لغير أهلها والجبل مطل على البلد وماؤها عذب ليس بحلو، والنسبة إليها طبَراني على غير قياس فكأنه لما كثرت النسبة بالطبري إلى طبرستان أرادوا التفرقة بين النسبتين فقالوا: طبراني إلى طبرية كما قالوا: صنعاني وبهراني وبحراني ومن مشهور من ينسب إليها الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبراني أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والطلاب الرَحالين الجوالين والمشايخ المعمرين والمصنفين المحدثين والثقات الأثبات المعدَّلين سمع بدمشق أبا زرعة البصري وأْحمد بن المعلى وأبا عبد الملك البسري وأحمد بن أنس بن مالك وأحمد بن عبد القاهر الخيبَري اللخمي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبا علي إسماعيل بن محمد بن قيراط وأبا قُصَي بن إسماعيل بن محمد العُذْري وبمصر يحيى بن أيوب العلاف وببرقة أحمد بن عبد اللَه بن عبد الرحيم البرقي وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدَبري والحسن بن عبد الأعلى البَوْسي وإبراهيم بن محمد بن برة وإبراهيم بن مؤيد الشيباني أربعتهم يروون عن عبد الرزاق بن هشام وسمع بالشام أبا زيد أحمد بن  عبد الرحيم الحَوْطي وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي وأبا عقيل بن أنس الخولاني وسمع بالعراق أبا مسلم الكجّي وإدريس جعفر الطيار وأبا خليفة الفضل بن الحُباب الجُمَحي والحسن بن سهل بن المجوز وغير هؤلاء وصنف المعجم الكبير في أسماءِ الصحابة الكرام والأوسط في غرائب شيوخه والصغير في أسماءِ شيوخه وغير ذلك من الكُتب روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحُباب وأبو العباس بن عقدة وأبو مسلم الكجي وعبدان الأهوازي وأبو علي أحمد بن محمد الصحاف وهم من شيوخه وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود الهَرَوي وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي وأبو نُعيم الحافظ وأبو الحسين بن فادشاه ومحمد بن عبيد اللَه بن شهريار وأبو بكر بن زيد وهو آخر من حدث عنه، قال أبو بكر الخطيب: أنبأنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرمَوِي مذاكرة قال: سمعت الحسن بن علي المقرىء يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي يقول: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظنُ في الدنيا حلاوةً ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بضرتي فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه وكان الجعابي يغلب الطبرانيّ بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال: هاته فقال حدثنا أبو خليفة عن سليمان بن أيوب وحدث بالحديث فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسْمَعْه مني حتى يعلو إسنادك ولا ترو عن أبي خليفة بل عني فخجل الجعابي وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة لم تكونا لي وكنتُ الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث أو كما قال: ولما قضى الطبراني وَطَرَهُ من الرحلة قدم أصبهان في سنة 290 فأقام بها سبعين سنة حتى مات بها في سنة 360 وكان مولد ه بطبرية سنة 260 فوفى مائة سنة عمراً، وبطبرية من المزارات في شرقي بحيرتها قبر سليمان بن داود عليه السلام والمشهور أنه في بيت لحم في المغارة التي بها مولد عيسى عليه السلام وفي شرقي بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه وله باليمن قبر واللهَ أعلم بالصحيح منهما وبها قبر يزعمون أنه قبر أبي عبيدة بن الجراح وزوجته وقيل: قبره بالأردنّ وقيل: ببيسان وفي لحف جبل طبرية قبر يقولون إنه: قبر أبي هريرة رضي اللَّه عنه وله قبر بالبقيع وبالعقيق، وبطبرية عين من الماء تنسب إلى عيسى عليه السلام وكنيسة الشجرة وفيها جرت له القصة مع الصناع وفي ظاهر طبرية قبر يرون أنه قبرُ سُكَينة والحق أن قبرها بالمدينة وبه قبر يزعمون أنه قبر عبيد اللَه بن عباس بن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وكعب بن مُرَة البهري ومحمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن مَرْثد الطبراني سمع بدمشق أحمد بن إبراهيم بن عبادك حدث عنه وعن جده سعيد بن هاشم روى عنه محمد بن يوسف بن يعقوب بن أيوب الرَقي وأبو الفرج عبد الواحد بن بكر الوَرَثاني، وعمر بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطبراني حدث عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الصمد بن عبد اللَه بن أبي يزيد وجعفر بن أحمد بن عاصم روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وإدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد وغيرهم، والحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جدير بن حَيدرة أبو علي بن حَيدرة الطبراني روى عن هشيم ومحمد بن عمران بن سعيد الأتقاني وأحمد بن محمد بن هارون بن أبي الذهب ومحمد بن أبي طاهر بن أبي بكر وأبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل وأبي عبد الرحمن النسائي وغيرهم روى عنه أبو العباس بن السمسار وتمَام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وغيرهم، قال أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطبراني: من طبرية الشام حدث عنه أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الهمذاني العلوي ونسبه هكذا، وذكر أبو بكر محمد بن موسى أن طبرية موضع بواسط. الطبَسَانِ: بفتح أوله وثانيه وهو تثنية طبس وهي عجمية فارسية وفي العربية الطبس الأسود من كل شيء والطبس بالكسر الذئب والطبسان، قصبة ناحية ببن نيسابور وأصبهان تسمى قُهستان قاين وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها: طبس أحداهما طَبسُ العُناب والأخرى طبس النمر، قال الإصطخري: الطبس مدينة صغيرة أصغر من قاين وهي من الجروم وبها نخيل وعليها حصن وليس لها قُهندر وبناؤها من طين وماؤها من القُني ونخيلها أكثر من بساتين قاين والعرب تسميها باب خراسان لأن العرب في أيام عثمان بن عفان رضي اللهَ عنه لما قصدوا فتح خراسان كانت أول فتوحهم، قال أبو الحسن علي بن محمد المدائني: أول فتوح خراسان الطبسان وهما بابا خراسان وقد فتحهما عبد اللهَ بن بدَيل بن ورقاءَ في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 29 ثم دخلوا إلى خراسان وهي بين نيسابور وأصبهان وشيراز وكرمان وإياها عن مالك بن الريب المازني بعدما ذكرنا في خراسان من قصيدته هذه

 

دعاني الهوى من أهل أوْدٍ وصحبتي

 

بني الطبسين فـالـتـفـتُ ورائيا

أجبتُ الهوى لما دعانـي بـزَفـرَة

 

تقنـعـتُ مـنـهـا أن ألام رِدائيا

أقول وقد حالت قرى الكرد دوننـا

 

جزَى اللَه عمراً خير ماكان جازيا

إنِ اللهَ يرجعني إلى الغَزْو ولا أكن

 

وإن قل مالي طالـبـاَ مـا ورائياً

فلله د حَري يوم أتـرك طـائعـاً

 

بَنِي بأعلى الرقمـتـين ومـالـيا

ودرُ الظباءِ السانـحـات عـشـيةً

 

يخبرنَ أني هالـك مـن أمـامـيا

ودر كبيري الـلـذين كـلاهـمـا

 

عليَ شفيق نـاصـح مـا ألانـيا

ودرُ الهوى من حيث يدعو صحابه

 

ودر لجاجـاتـي ودرُ انـتـهـائيا

ودر الرجال الشاهدين تـفـئُكـي

 

بأمري أن لا يقروا مـن وثـاقـيا

تفقدت من يبكي عليَ فـلـم أجـد

 

سوى السيف والرمح الرديني باكيا

 

والذي يتلو هذه الأبيات في السمينة، وينسب إلى الطبسين جماعة من أهل العلم بلفظ المفرد فيقال: طبسي.


طَبَسُ: هي واحدة التي قبلها والفرس لا يتكلمون بها إلا مفردة كما أوردناها ههنا والعرب يثنونها، وقال أبو سعد: طبس، مدينة في بزية بين نيسابور وأصبهان وكرمان وهما طبسان طبس كيلكي وطبس مَسينان ويقال لهما: الطبسان في موضع واحد، خرج منها جماعة من العلماء، منهم الحافظ أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي صاحب التصانيف المشهورة روى عن الحاكم أبي عبد اللهَ الحافظ روى عنه أبو عبد الله بن الشاه القصَار الشاذياخي والجُنَيد بن علي القائني ومات بطبس في حدود سنة 480 طبِع: بالكسر ثم السكون وعين مهملة وهو النهر والجمع أطباع عن الأصمعي ويقال: هو اسم نهر بعينه في قول لبيد:

فتولَى فـائزاً مـشـيهـمُ

 

كَرَوايا الطبع همت بالطبع

 

طَبَنْذَا: بفتح أوله وثانيه وسكون النون ثم ذال معجمة والقصر، قرية إلى جنب إشني من أعمال الصعيد على غربي النيل وتسمى هي وإشني العروسين لحسنهما.


طبنهُ: بضم أوله ثم السكون ونون مفتوحة وهي فيما أحسب عجمية ومثلها في العربية الطُبنَة لعبة للأعراب وهي. خطة يخطونها مستديرة وجمعها طبن وقال: تغيرت بعدي وألهتها طبن والطُبنة صوت الطنبور وطبنة، بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب فتحها موسى بن نصير فبلغ سَبيلها عشرين ألفاً وهرب ملكهم كسيلة وسورها مبني بالطوب وبها قصر وأرباض وليس بين القيروان إلى سجلماسة مدينة أكبر منها استجدها عمر بن حفص هزارمرد المهلبي في حدود سنة 454، ينسب إليها علي بن منصور الطبني روى عنه غُندَر البصري روى عن محمد بن مخارق وكتب عنه غندر البصري، وأبو محمد القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد الطبني له بمصر عقب حدث عن ابن المغربي وغيره، وأبو الفضل عطية بن علي بن الحسين بن يزيد الطبني القيرواني سافر إلى بغداد وسمع الحديث بها وله شعر حسن منه وهو مغنى بديع جداً:

 

قالوا التَحى وانكَسفت شمسُه

 

وما دَروا عـذر عـذَارَيهِ

مرَاة خديه جلاها الصـبـا

 

فبان فيها فيءُ صُـدغَـيه

 

وأبو مروان عبد الملك بن زيادة اللَه الطبني شاعر أديب لغوي كان بالأندلس وهو القائل وقد رجع من المشرق وجلس وكثر عليه الجمع

إنًي إذا حضرتَني ألفُ مِحبْـرَةٍ

 

يقــول شـــيخـــي.

نادَتْ بعقْوتي الأقلام معـلـنة

 

هذي المفاخر لا قَعبان من لَبَن

 

طَبيرَةُ: بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت وراءٍ ، بلدة بالأندلس، نسب إليها قوم من الأئمة، منهم صديقنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي الطبيري رحل إلى خراسان وسمع من مشايخنا وغيرهم ثم عاد إلى بغداد وانحدر إلى البصرة فمات بها في رمضان سنة 617.

 

باب الطاء والثاء وما يليهما

طَثرَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وهي في اللغة الحَمْأة والماءُ الغليظ والطثرة خثور اللبن الذي يعلو رائبَه،و طثرة واد في ديار بني أسد وأنشد الأعرابي:

أسُوقُ عوداً يحمل المَشيا

 

ماءً من الطثرة أحـوَذيا

يُعجل ذا القباضة الوَحـيا

 

أن يرفع المئزَر عنه شِثا

 

المشيُ والمشوُ: مشدد الآخر وهو الدواءُ المسهل والأحوذيُ- السريع النافذ الشهم من الناس وغيرهم.


طَثيثَا: بالفتح ثم الكسر وبعدها ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة أخرى والقصر والطث لعبة لصبيان الأعراب يرمون بخشبة مستديرة وأظنها تسمى الكرَة، وهو موضع بمصر.