حـرف الـعـيـن: باب العين والألف وما يليهما

باب العين والألف وما يليهما

عابد: بعد الألف باء موحدة يجوز أن يكون فاعلاً من العبادة وهو الطاعة والخضوع ويجوز أن يكون من عَبدَ إذا أنف من قوله تعالى:" فأنا أول العابدين" الزخرف: 81، أو من قولهم ما لثَوبك عَبَدَةٌ أي قُوة وعابِد. جبل في أطراف مصر قيل سمي بذلك لأنه كان ساجدً، وقال كُثير:

كأن المطايا تتقـي مـن زُبـانة

 

مناكب رُكن من نَضادٍ مُلمـلَـم

تعالى وقد نكبنَ أعـلام عـابِـدٍ

 

بأركانها اليُسرَى هضاب المقطَم

 

عابدينِ: موضِع بثَور وقيل هو واد. وأنشد:

شبت بأعلَى عابِدَيْنِ من إضَم

 

كذا رواه ابن القَطَاع ورويناه عن غيره بالنون والنون أصحُ وأكثر.


عابُودُ: بالباء الموحدة ثم الواو الساكنة ودال مهملة كأنه فاعول من العبادة وهي عبرانية عربت. بليد من نواحي بيت المقدس من كُوَر فلسطين.


عاثين: بالثاء المثلثة. حصن باليمن من عمل عبد علي بن غواص.


عاج: ذو عاج. واد في بلاد قيس، قال طُفَيل الغَنَوي:

وخيل كأمثال السراج مَصُـونة

 

ذخائر ما أبقَى الغُرَابُ ومذهبُ

تأوبن قصراً من أريك قوابـل

 

وما وَانَ من كل تثوبُ وتُجْلَبُ

ومن بطن ذي عاج رِعالٌ كأنها

 

جرادٌ يباري وجهه الريح مُطْنِبُ

 

عاجِف: بالجيم المكسورة ثم الفاءِ يجوز أن يكون من عَجَفْتُ نفسي عن الشيء إذا حبَستَها عنه ويجوز أن يكون من العجف وهو الهُزَال وعاجف. اسم موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة. قال ذو الرُمة:

 

على واضح الأقراب من رَمل عاجف

 

يريد رملاً أبيض النواحي، وقد قال ابن مقبل:

 

ألا ليت لَيلي بين أجبال عاجـف

 

وتعشارَ أجلَى في سريح فأشفَراَ

و لكنما ليلـي بـأرض غـريبة

 

يقاسي إذا النجم العراقيُ غـوَرَ

 

عاجِنةُ: يقال عجنَت الناقةُ إذا ضربت الأرض بيدَيها عاجن، وقال ابن الأعرابي عاجنةُ المكان وَسطه وأنشد قول الأخطل:

 

بعاجنة الرَحُوب فلم يَسيروا

 

وسُير غيرهم عنها فساروا

 

وقيل عاجنة الرَحُوب. موضع بالجزيرة. وعاجنة مكانٌ بعَينه. في قول الشاعر:

 

فَرعنَ الحزنَ ثم طَلعنَ منه

 

يَضُعْنَ ببطن عاجنة المَهار

 

عاديةُ: موضع في ديار كلب بن وَبرَةَ. قال المسيب بمدحهم:

 

ولو أني دَعَوْتُ بجو قـو

 

أجابَتني بعادِيَةٍ جِـنـاب

مصاليت لدَى الهيجاء صِيد

 

لهم عدد له لَجَب وغـاب

 

عاذِب: بالذال المكسورة والباءِ الموحدة من قولهم عذب الرجل فهو عازبٌ إذا ترك الأكل فهو لا مُفطر ولا صائم ويجوز أن يكون فاعلاً من عذب الماء فهو عذب، اسم واد أو جبل قريب من رَهبى في قول جرير:

 

وما ذاتُ أوراقٍ تَصدَى لـجُـؤذَر

 

بحيثُ تلاقى عاذب فـالأواعـسُ

بأحسنَ منها يومَ قـالـت ألا تـرى

 

لمن حولنا فيهم غـيُورْ ونـافـسُ

ألم تر أن الله أخزى مُـجـاشـعـاً

 

إذا ما أفاضت في الحديث المجالسُ

فما زال معقولاً لا عِقال عن الردى

 

وما زال محبوساً عن المجد حابسُ

 

وعاذب في شعر ابن حِلزَة أيضاً.


عاذ: بالذال المعجمة ويروى بالدال المهملة يقال عاذَ فلان برَبه يعوذ عوذاًً إذا لجأ إليه فكأنه منقول عن الفعل الماضي، وهو موضِع عند بطن كر من بلاد هذيل. قال قيس بن العجوة الهذلي:

 

في بطن كر في صعيد راجِفِ

 

بين قنان العاذ والنـواصِـفِ

 

وقال نصر العاذ بالذال المعجمة من بلاد تهامة أو اليمن للحارث بن كعب وقيل ماء مر قبل نجران قال وقيل بالدال المهملة وقيل بالغين المعجمة والنون، وقال أبو المورق:

 

تركتُ العاذ مقليا ذمـيمـا

 

إلى سَرَف وأجددتُ الذهابا

 

وقال العباس بن مرداس السُلَمي رضي اللهَ عنه:

 

فلا تأمننن بالعاذ والخلف بعدها

 

جوارَ أناس يبتنُون الحضـائرا

أحللها لَحْيانَ ثم تـركـتُـهـا

 

تمرُ وأملاح تُضيءُ الظواهرا

 

وقال ابن أحمر:

مَنْ حج من أهل عاذ إن لي أرَباً

 

عارض: بالراء ثم الضاد المعجمة عارض اليمامة والعارض: اسم للجبل المعترض ومنه سمي عارض اليمامة وهو جبلها، وقال الحفصي العارض جبال مسيرة ثلاثة أيام قال وأوله خزير وهو أنف الجبل. قال أبو زياد العارض باليمامة أما ما يلي المغرب منه فعِقاب وثنايا غليظة وما يلي المشرق وظاهره فيه أودية تذهب نحو مطلع الشمس كلها العارض هو الجبل قال ولا نعلم جبلاَ يسمى عارضاً غيره وطرفُ العارض في بلاد بني تميم في موضع يسمى القرنين فثم انقطع طرفُ العارِض الذي من قبل مهب الشمال ثم يعود العارض حتى ينقطع في رمل الجزء وبين طرفي العارض مسيرة شهر طولا ثم انقطع واسم طرفة الذي في رمل الجزء الفُرُطُ الذي يقول فيه وعلَة الجرمي في الجاهلية:

 

أسأل مُجاورَ جرم هل جَنَيتُ لهم

 

حرباً تُزَيل بين الجيرَةِ الخُـلُـط

و هل عَلَوْتُ بجزار له لَـجَـبٌ

 

يعلُو المخارمَ بين السهل والفُرُط

و قد تركتُ نساء الحي مـعـوِلةً

 

في عرصة الدار يستوقِدْنَ بالغُبُط

 

العارضةُ السُفلى: من قرى اليمن من أعمال البَعدانية. عارِمٌ : يقال عَرُمَ الإنسان يَعرمُ عَرامةً فهو عارمٌ إذا كان جاهلاً والعرَمُ والأعرَم والعارم الذي فيه سواد وبياض، وسجنُ عارم حُبس فيه محمد بن الحنفية حبسه عبد اللَّه بن الزبير فخرج المختار بالكوفة ودعا إليه ثم كان بعد ذلك سجناً للحجاج ولا أعرف موضعه وأظنه بالطائف، وقال محمد بن كثير في محمد بن الحنفية ويخاطب عبد الله بن الزبير:

 

تُخثر مـن لـقـتَـيتَ أنـك عـائذ

 

بل العائذ المحبوس في سجن عارم

ومن يَلقَ هذا الشيخ بالخيف من منىً

 

من الناس يعلم أنه غـير ظـالـم

سَمِيُ النبي المصطفى وابنُ عمـه

 

وفكَاكُ أغلال وقاضـي مَـغَـارم

أبي فهو لا يشري هدُىً بـضـلالة

 

ولا يتقي فـي الـلَـه لـومة لائم

ونحن بحمد الله نتـلُـوا كـتـابـه

 

حُلوُلا بهذا الخيف خيف المحـارم

بحيث الحَمَامُ اَمـنـات سـواكـن

 

وتلقى العدو كالصديق المـسـالـم

فما رونقُ الدنـيا بـبـاقٍ لأهـلـه

 

ولا شدة البلـوى بـضـربة لازم

 

و يروى وصيُ النبيُ والمراد ابن وصي النبي فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وله نظائر كثيرة فر كلامهم.


عارِمه:مثل الذي قبله وزيادة هاء واشتقاقها واحد وهو جبل لبني عامر بنجد، وقال أبو زياد عارِمة ماءٌ لبني تميم بالرَمل، وقال ابن المعلَى الأزدي عارمة من منازل بني قشير بن كعب بنِ ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقال الصِمَة بن عبد اللَه القشيري:

 

أقول لعيّاش صَحِـبـنـا وجـابـر

 

وقد حال دوني هضبُ عارِمة الفرد

قِفا فآنظرا نحو الحمى اليوم نظـرةً

 

فإن غدا اليوم من عُهدة الـعـهـدُ

فَلما رأينا قلة البشـر أعـرضـت

 

لنا وجبال الحزن غيبهـا الـبُـعْـدُ

أصابَ جَهول القوم تَتـييم مـا بـه

 

فَحَن ولم يملكه ذو القُوة الـجـلـد

 

عازبٌ : جبل من وراء اليمامة بالقرب في قول أبي جُندَب الهذلي:

 

إلى مَلحة القعفا فقبتة عازب

 

أجَمّع منهم حاملاً وأعانـي

 

العازرية: بعد الألف زاي ثم راء وياء النسبة. قرية بالبيت المقدس بها قبر العازر.


عازِف: بالزاي المكسورة ثم الفاء يقال عزفت نفسه عن الشيء عُزُوفاً فهو عازف إذا انصرَفت والعزيف الصوت فيجوز أن تكون الريح تعزف في هذا الموضع فسمي عازفاً. قال لبيد:

كأن نِعاجاً من هجائن عازفٍ

 

عليها وأرآمَ السُلَى الخواذلا

 

عاسِم: بالسين المهملة المكسورة والميم يجوز أن يكون من عَسَمَ الرُسغ فهو اعوجاج فيه ويُبس والعاسم الكاد على عياله والعاسم الطامع قال:

كالبحر لا يَعسِم فيه عاسمُ

 

وعاسم. اسم ماء لكلب بأرض الشام بقرب الخُر، وقال نصر: عاسم رمل لبني سعد، وقال الطرماح لنافذ بن سعد المعني:

و إن بمَعْن إن فخرت لمَفْـخَـراَ

 

وفي غَيرها تُبنى بيوتُ المكـارم

متى قدت يا ابن العنبرية عصـبَةً

 

من الناس تَهديها فجاجَ المخـارم

إذا ما ابن جد كان ناهـز طـيء

 

فإن الذُرى قد صِرنَ تحت المناسم

فقد بزِمام بَظْرَ أمك واحـتـفـر

 

بأير أبيك الفسَل كراثَ عـاسـم

 

قيل كان أحد جدَيه جمالاَ والآخر حراثاً فلذلك قال فقُد بزمام بظر أمك واحتفر الكرًاث.


عاسِمَين: إن لم يكن تثنية الذي قبله. فهو موضع آخر في قول الراعي:

 

يَقلنَ بعاسمَين وذات رُمح

 

إذا حان المقيل ويرتعينا

 

عاشِمٌ : بالشين المعجمة والعَيشوم ما هاج من الحماض ويلبس ويجوز أن يقال لموضع منبته عاشم. قال الجوهري وعاشم. نقاً في رمل عالج، وقال أبو منصور العُشُم ضرب من الشجر واحدة عاشم.

 

عَاص وعُوَيص: واديان عظيمان بين مكة والمدينة. قال عبد بن حبيب الصاهلي الهذَلي:

 

ألا أبلغ يمـانـينـا بـأنـا

 

قتلنا أمسَ رجلَ بني حبيب

قتلناهم بقَتلَى أهلِ عـاص

 

فقَتلى منهمُ مرد وشـيب

 

عَاصِم: بالصاد المهملة وهو المانع ومنه قوله تعالى:" إلا عاصم اليوم من أمر الله" هود: 43، أي لا مانع وقيل عاصم هنا بمعنى معصوم مثل ماءٍ دافق بمعنى مدفوق، وهو اسم موضع أظنه في بلاد هذيل. قال أبو جُندب الهذَلي:

 

على حَنقٍ صبحتهـم بـمُـغـيرة

 

كرِجلِ الدبى الصيفي أصبحَ سائما

بَغَيتهمُ ما بين حـدَاءَ والـحـشـا

 

وأورثتهم ماءَ الأثِيل فعاصـمـا

 

العَاصِمِيةُ: مثل الذي قبله منسوب وأظنه اسم رجل، وهو قرية قرب رأس عين مما يلي الخابور.


العاصِي: بالصاد المهملة وهو ضد الطائع، وهو اسم نهر حماة وحمص ويعرف بالميماس مخرجه من بُحيرة قدَس ومصبه في البحر قرب أنطاكية واسمه قرب أنطاكية الأرند، وقيل إنما سمي بالعاصي لأن أ كثر الأنهرُ تتوجه ذات الجنوب وهو يأخذ ذات الشمال وليس هذا بمُطَرد.


عاضي: بالضاد المعجمة. اسم موضع لا أدري ما اسمه فهو علم مرتجل.


عاقر: بكسر القاف والراء. رملة في منازل جرير الشاعر. قال سميت بذلك لأنها لا تنبت شيئأ وقيل العاقر من الرمال العظيمة وجمعها العُقر. قال:

لتبدو لي من رمل حرَان عقـر

 

بهنَ هوى نفسي أصيبَ صميمُها

 

وقال:

أما لقلـبـك لا يزال مـوكَـلاَ

 

بهَوَى الجُمانة أم برَيا العـاقِـرِ

إن قال صُحبتك الرواح فقل لهم

 

حتوا الغزير ومن به من حاضر

يهوى الخليط ولو أقمنا بعـدهـم

 

إن المقيم مكـذب بـالـسـائر

جزعاً بكيت على الشباب وشاقني

 

عِرفان منزله بجزعي ساجـر

أما الفؤاد فـلا يزال مُـتـيمـاً

 

بهَوَى جُمانة أم بريا العـاقـر

 

والعاقران ضفيرتان ضخمتان من ضفير جُراد مكتنفتان مهشمة لبني أسد وعاقر جبل بعقيق المدينة، وعاقر الفرزة باليمامة، وعاقر النجبة جبل لبني سلول. قال الأصمعي: وعاقر الثرَيا. جبل وماؤه الثريا من جبال الحمى حمى ضرية.


عاقر قَوْفَا: مركب من عاقر وقوفا فأما الأول فهو الرملة العظيمة المتراكمة وقيل الرملة التي لا تنبت شيئاً والقَوف الأتباع يقل قاف أثره قوفاً وأنا أحسب أن هذا الموضع هو عقَرقُوف الذي من قرى السيلحين ببغداد وهو تلَ عظيم يُرى من مسافة يوم واللَه أعلم وقد جاء ذكره في الأخبار.


العاقِرَةُ: من قولهم امرأة عاقرٌ إذا لم تكن تحبل وتلد والهاءُ فيها للمبالغة لا للتأنيث لأنها مثل حائض إلا أن يُراد به الصفة الحادثة ويجوز أن يكون من العقر النحر فتكون بُقعة صعبة تُعقر فيها الإِبل ويجوز غير ذلك والعاقرة. ماء بقَطن.


عاقل: بالقاف واللام بلفظ ضد الجاهل وهو من التحصن في الجبل يقال وَغلٌ عاقل إذا تحصنَ بوَزَره عن الصياد والجبل نفسه عاقل أي مانع وعاقل. واد لبني إبان بن دارم من دون بطن الرمة وهو يناوح مَنعِجاً من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه قال ذلك السكري في شرح. قول جرير:

لعَمرك لا أنسى لياليَ مَنـعِـج

 

ولا عاقلاً إذ منزل الحي عاقلُ

 

وقال ابن السكيت في شرح قول النابغة حيث قال:

كأني شددت الكُورَ حيث شددُته

 

على قارح مما تضمَن عاقلُ

 

وقال ابن الكلبي عاقل جبل كان يسكنه الحارث بن آكل المرار جد امرىء القيس بن حُجر بن الحارث الشاعر، ويقال عاقل واد بنجد من حزيز أضاخ ثم يسهل فأعلاه لغني وأسفله لبني أسد وبني ضبة وبني أبان بن دارم. قال عبيد اللَه الفقير إليه الذي يقتضيه الاشتقاق أن يكون عاقل جبلاً والأشعار التي قيلت فيه هي بالوادي أشبه ويجوز أن يكون الوادي منسوباً إلى الجبل لكونه من لحفه وقرأت بعد في النقائض لأبي عبيد فقال في قول مالك بن حِطان السليطي:

وليتهم لم يركبوا في ركوبنـا

 

وليت سليطاً دونها كان عاقل

 

قال عاقل ببلاد قيس وبعضه اليوم لباهلة بن أعصر، وقال ابن حبيب في قول عميرة بن طارق اليربوعي:

فأهوِن علي بالوعيد وأهـلـه

 

إذا حل أهلي بين شِرك فعاقل

 

قال: عاقل في بلاد بني يربوع، وكان فيه يوم بين بني جُشَم وبين حنظلة بن مالك، وقال أعرابي:

لم يبقَ من نـجـد هـوىً غـير أنـنـي

 

تُذَكرني ريح الجنوب ذُرَى الهَـضْـب

وأني أحب الرمثَ مـن أرض عـاقـل

 

وصوتَ القطا في الطَل والمطر الضرب

فإن أك من نجد سقى اللَه أهلَهُ

 

بمنانة منه فقلبي على قـرب

           

 

و قال عبد الرحمن بن دارة:

نظرتُ ودور من نصيبين دونـنـا

 

كأن عريبات العيون بهـا رمـدُ

لكيما أرى البرقَ الذي أومضت به

 

ذُرى المزن علويا وكيف لنا يبدو

وهل أسمعن الدهر صوت حمامة

 

يميل بها من عاقل غصـن مـأدُ

فإني ونجداً كالقرينَين قُـطًـعـا

 

قوىً من حبال لم يشد َلها عـقـد

سقى اللهَ نجداً من خليل مفـارق

 

عدانا العدا عنه وما قدم العـهـد

 

وقال لبيد بن ربيعة:

تمنى ابنتايَ أن يعيش أبوهـمـا

 

وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر

ونائحتان تـنـدبـان بـعـاقـل

 

أخا ثقة لا عينَ منـه ولا أثـر

و في ابني نِزارٍ إسوة إن جزعتما

 

وإن تسألاهم تُخبرَا منهمُ الخبر

فقوماَ وقولاً بالذي قد علمتـمـا

 

ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شَعر

وقولاً هو المرءُ الذي لا حليفـهُ

 

أضاعَ ولا خان الصديقَ ولا غدر

إلى الحول ثم اسم السلام عليكمـا

 

ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

 

قال نصر عاقل رمل بين مكة والمدينة، وعاقل جبل بنجد، وعاقل ماء لبني أبان بن دارم، وعاقل واد في أعاليه إمَرَة وفي أسفله الرمة وهو مملوء طلحاً، وبطن عاقِل موضع على طريق حاج البصرة بين رامتين وإمَرة.
عاقُولاءُ: كذا وجدته بخط الدقاق في أشعار بني مازن نقله من خط ابن حبيب في شعر حاجب بن ذبيان المازني يخاطب مسلمة بن عبد الملك:

أمسلم إنا قد نَصَحْنا فهـل لـنـا

 

بذاكم على أعدائكم عندكم فضْلُ

حقنتم دماءَ الصًلْبتين عـلـيكـم

 

و جر على فرسان شيعتك القتلُ

و فاتهم العريان فساق قـومـه

 

فيا عجباً ابن البراءة والـعـدلُ

أقام بعاقولاءَ منـا فـوارمـس

 

كرام إذا عد الفوارسُ والرجل

 

عَالجُ: باللام المكسورة والجيم. قال ابن السكيت إذا أكل البعير العلَجَانَ وهو نبت قيل بعبر عالج وهو شب يثبه العلندىَ وأغصانها صلبة والواحدة علجانة فيجوز أن يكون هذا الموضع سمي بذلك تشبيهاَ له بالبعير العالج أو يكون لصلوبته يعالج المشي فيه أي يمارس وهو رملة بالبادية مسماة بها الإسم. قال أبو عبيد اللهَ السكوني عالج رمال بين فَيد والقُرَيات ينزلها بنو بُحتر من طيء وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة لا ماء بها ولا يقدر أحد عليهم فيه وهو مسيرة أربع ليال وفيه برك إذا سالت الأودية امتلأت، وذهب بعضهم إلى أن رمل عالج هو متصل بوبار. قال عبيد بن أيوب اللص:

أنظر فرنَّقْ جزاك اللهَ صـالـحةً

 

رأد الضحى اليوم هل ترتاد أظعانا

يعلونَ من عالج رملاً ويعسِـفُـهُ

 

أخو رمال بها قد طال ما كـانـا

إذا حَبَا عَقَد نكَـبـنَ أصـعـبَـهُ

 

واجتبن منه جماهيرا وغيطـانـا

 

وقال أعرابي:

ألا يا بَغاث الوحش هيجتَ ساكنـاً

 

من الوجد في قلبي أصمك صـائد

رميتَ سليمَ القلب بالحزن في الحشا

 

وما قلبُ من أشجيتَ بالموت طارد

أفي كل نجد مـن تـلاد وعـابـر

 

بُغامُ مَهاة الوحش للقلب قـاصـد

أتيحت لنا من كل منعَرَج الـلـوى

 

ومُنتابِها يوم الـعـذيبـين نـاهـد

يرَاشق أكباد المحبـين بـالـلـوى

 

من الوحش مرتاب المذانب فـاردُ

فيا راشقات العين من رمل عالـج

 

متى منكمُ سرب إلى المـاء وارد

فما القلب من ذكرى أميمة نـازع

 

ولا الدمعُ مما أضمرَ القلبُ جامدُ

 

عالِز: بالزاي. قال أبو منصور العَلزُ شبه رعدة تأخذ المريض والحريص على الشيء والرجل عالز. اسم موضع جاء في شعر الشماخ.


العالِ: ما أظنه إلا مقصورا من العالي بمعنى العلو لا له يقال. للأنبار وبادوريا وقطرَبل ومسكن الإستان العال لكونه في علو مدينة السلام والاستان بمنزلة الكورة والرستاق هكذا يفسر وأصله بالفارسية الموضع كقولهم طبرستان وشهرستان وقد ذكره عبيد الله بن قيس الرقيات فقال:

شب بالعال من كثيرة نـارُ

 

شوَقتنا وأين منها المـزار

أوقدتها بالمسك والعنبر الرط

 

ب فتاة يضيق عنها الإِزارُ

 

وكان أول من غزا أرض العراق من المسلمين المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباني وكتب إلى أبي بكر رضي الله عنه يهون عليه أمر العراق ويعرفه أنه قد اختبرهم فلم يجد فيهم منعةً فأرسل إلى خالد بن الوليد بعد فراغه من أهل الردة فأوقع بأهل الحيرة وأطراف العراق فالمثنى كان أول من أغرى المسلمين على غزو الفرس فقال شاعر يذكر ذلك:

 

وللمثنى بالعال معرَكةشاهدها من قبيله بشرُكتيبة أفزعَتْ بوقعتهاكسرَى وكاد الإيوانُ ينفطرو شُجّعَ المسلمون إذ حذرواوفي ضرُوب التجارِب العبرسَهّلَ نهج السبيل فاقتفروااثاره والأمورُ تقتفروقال البلاذري يعني بالعال الأنبار وقطربُل ومسكن وبادوري العاليات: كأنه جمع عالية التي تذكر بعده. قال العمراني العاليات. موضع العالي: تأنيث العالي رجل عالٍ وامرأة عالية والعالية. اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمايرها إلى تهامة فهي العالية وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة. قال أبو منصور عالية الحجاز أعلاها بلداَ وأشرفها موضعاَ وهي بلاد واسعة وإذا نسبوا إليها قالوا عُلوي والأنثى عُلوِية على غير قياس وقد قالوا عالي على القياس أيضاَ. قال الفرا تركوها ونسبوا إلى مصدرها أو كانت العالية في المعنى ليست بأب ولا قبيلة إنما هو نسب إلى العلو من الأرض وحكى القصري عن أبي علي قالوا في النسب إلى العالية عُلوِي نسبوا إلى العالية على المعنى فمن ضمَ فهو إلى العُلوً ومن فتح فهو إلى العلو مصدر علا يعلو علوا. وقال قوم العالية ما جاوز الرمة إلى مكة وهم عُكل وتَيم وطائفة من بني ضبة وعامر كلُها وغنيٌ وباهلة وطوائف من بني أسد وعبد اللَه بن غطفان. ومن شقة الشرقي أبان بن دارم وهم عُلْويون وأهل إمّرة من بني أسد وألمامهم وطائفة من عوف بن كعب بن سعد بن سُليم وعُجُزُ هوازن ومحارب كلها وغطفان كلها علويوِن نجديون ومن أهل الحجاز من ليس بنجدي ولا غوري وهم الأنصار ومُزَينة ومن خالطهم من كنانة ممن ليس من أهل السيف فيما بين خيبر إلى العرج مما يليه من الحرة فإذا انحدرت إلىِ مدارج العرجِ وثنايا ذات عرج فأنت فيهم ويقال عالى الرجل وأعلى إذا أتى عاليةَ نجد ورجل معال أيضاً. قال بشر بن أبي خازم:

معالية لا هم إلا محجر

 

وحـــرة لـــيلـى الـسـهـل مــنـهـا ولُـوبــهــا

 

وإياها أراد الشاعر بقوله:

إذا هب علوي الرياح وجدتنـي

 

يهَشُ لعُلـوي الـرياح فـؤاديا

وإن هبت الريح الصبا هيجَتْ لنا

 

عقابيل حزن لا يجدن مُـداويا

 

عامِر: قاله السهيلي. هو جبل بمكة في قول عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي من قصيدة.

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

 

أنيس ولم يسمُرْ بمـكة سـامـرُ

أقول إذا نام الخـلـي ولـم أنـم

 

إذا العرش لا يبعد سُهيل وعامـر

وبدّلْتُ منها أوجهـاَ لا أحـبـهـا

 

قبائل منهم حِـمْـيرُ ويحـابـرُ

 

قال ويصحح ذلك ما روي في قول بلال:

و هل يَدوَنْ لي عامر وطفيل

العامرية: منسوبة إلى رجل اسمه عامر وهي قرية باليمامة.

عامُوراءُ: بالصاد المهملة عبرانية. وهي بليد قرب بيت لحم من نواحي بيت المقدس.

عاموص: بالصاد المهملة عبرانية وهي بليد قرب بيت لحم من نواحي بيت المقدس عانَاتُ: هو الذي بعده وهي في الإقليم الرابع من جهة المغرب طولها ست وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة قال الكلبي: قرى عانات سميت بثلاثة إخوة من قوم عاد خرجوا هرَاباً فنزلوا تلك الجزائر فسميت بأسمائهم وهم ألوس وسالوس وناووس فلما نظرت العرب إليها قالت كأنها عانات أي قطع من الظباء.

عانِد: بالنون ثم الدال المهملة هو الدم الذي لايرقأ يقال عرق عاند وأصله من عنود الإنسان إذا بغَا والعنودُ كأنه الخلاف والتباعد والترك ويوم عاند وجْرَةَ يوم من أيامهم وعاند. واد بين مكة والمدينة وقبل السقيا بميل ويروى عايذ بالياء والذال والسقيا بين مكة والمدينة. قال ربيعة بن مقروم الضبي:

بطعن يجيش لـه عـانـد

 

وضرب يفلّق هاماً جُثوماً

 

عاندَينِ: بلفظ تثنية الذي قَبله. هو تلة في جبل إضم قال بعضهم:

نظرت والعين مبينة التـهَـم

 

إلى سنا نارٍ وقودها الـرَتـم

شبتْ بأعلى عاندين من إضم

 

 

 

عانِقٌ : بالنون والقاف كأنه منقول من فعل الأمر من معانقة الرجال في الحرب بعضهم بعضاً. ويوم عانق من أيامهم.


عانَةُ: بالنون والعانة الجماعة من حمر الوحش ويجمع عوناً وعانات وعانةُ الرجل منبت الشعر من قُبل الرجل وعانة. بلد مشهور بين الرَقة وهيت يعد في أعمال الجزيرة وجاء في الشعر عانات كأنه جُمع بما حوله ونسبت العرب إليه الخمر. قال بعضهم:

تخيرها أخو عانات شهراً

 

ورجيّ برَها عاماً فعاما

 

وقال الأعشى:

كأن زنجياً من الزنجـبـي

 

ل خالطٍ فيها وأريأ مَشُورَا

واسفِنْطُ عانة بعـد الـرُقـا

 

د شك الرصاف إليها غدِيراً

وهي مشرفة على الفرات قرب حديثة النورة وبها قلعة حصينة، وقد نسب إليها يعيش بن الجهم العاني ويقال له الحدثي أيضاَ يروي عن الحسين بن إدريس وإليها حمل القائم بأمر اللهَ في نوبة البساسيري فيه أن يأخذه فيقتله فمانع مهارش عنه إلى أن جاء طُغْرُلْبَك وقتل البساسيري وأعاد الخليفة إلى داره وكانت غيبته عن بغداد سنة كاملة وأقيمت الخطبة في غيبته للمصريين فعامة بغداد إلى الاَن يضربون البساسيري مثلاً في تفخيم الأمر يقولون: كأنه قد جاءَ برأس البساسيري وإذا كرهوا أمراً من ظلم أو عسف قالوا الخليفة إذا في عانة حتى يُفعل كذا. وقال محمد بن أحمد الهمذاني كانت هيت وعانات مضانة إلى طسوج الأنبار فلما ملك أنوشروان بلغه أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية فأمر بتجديد سور مدينة تعرف بألوس كان سابور ذو الأكتاف بناها وجعلها مسلحةَ لحفظ ما قرب من البادية وأمر بحفر خندق من هيت يشق طف البادية إلى كاظمة ممايلى البصرة وينفذ إلى البحر وبنى عليه المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح ليكون ذلك مانعاَ لأهل البادية عن السواد فخرجت هيت وعانات بسبب ذلك السور عن طسوج شاذفيروز لأن عانات كانت قرًى مضمومة إلى هيت. وعانة أيضاَ بلد بالأردن عن نصر.


عاهِن: بكسر الهاء ثم نون. اسم واد يجوز أن يكون مثل تامر ولابن من العِهن وهو الصوف المصبوغ لكثرة الصوف في هذا الوادي ويقال فلان عاهن أي مسترخ كسلان. قال ثعلب أصل العاهن أن يتقصف القضيب من الشجرة ولا يبين منها ويبقى معلقاً مسترخياً والعاهن الطعام الحاضر.


العاهُ: بهاء خالصة والعاه والعاهة واحد وهو الآفة. جبل بأرض فزارة. ويوم العاه من أيام العرب والعاه هو الموضع الذي أوقع فيه حميد بن حريث بن بجدل الكلبي ببني فزارة فتجمعت فزارة وأوقعت بكلب في بنات قَين في أيام عبد الملك بن مروان.


عاثدٌ : بدال مهملة. موضع جاء ذكره في الشعر عن نصر.


عائذٌ : بالذال المعجمة. جبل في جهة القبلة يقابله آخر خلف القبلة والربذة بينهما ويقال للذي يقابله معوذ.


عائِر: يقال بعينه ساهك وعائر وهو الرمدُ ويقال كلب عائر خير من كلب رابض وهو المتردد وبه سمي العير ويقال جاءه سهم عائر فقتله وهو الذي لا يدرى مَن رماه وجبل عير وفي حديث عل عائر. قال الزبير. وهو جبل بالمدينة وقال عمه مصعب لا يعرف بالمدينة جبل يقال له عير ولا عائر ولا ثور وفي حديث الهجرة ثنية العائر عن يمين ركوبة ويقال ثنية الغائر بالغين المعجمة. قال ابن هشام: حتى هبط بهما بطن رئم ثم قدم بهما قُباءَ على بني عمرو بن عوف.


عائم: قال الكلبي وكان لأزد السراة. صنم يقال له: عائم وله يقول زيد الخيل الطائي:

تخبر من لاقيتَ أني هزمتُهم

 

ولم ندر ما سيماهم لا وعائم