باب العين والباء وما يليهما
العَبابيدُ: بعد الألف باء أخرى ودال مهملة وقد روي في اسمِ هنا. الموضع العبابيب بعد الألف باء أخرى ثم ياء اخر الحروف ثم باء أخرى وروى فيه أيضاً العثيانة بالعين المهملة والثاء المثلثة وياء اَخر الحروف وبعد الألف نون كل ذلك جاء مختلفاً فيه في حديث الهجرة إن دليل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر مرَ بهما على مدلجة تعهِنَ ثم على العبابيد قال ابن هشام: العبابيب، ويقال العثيانة فمن رواه عبابيد جعله جمع عباد ومن روى عبابيب كان كأنه جمع عباب من عببت الماء عبا فكأنه واللَه أعلم مياه تُصَب عباباً وتُعب عباً.
عَباثِرُ: بالثاء المثلثة المكسورة والراء جمع عبثران وهو نبات مثل القيصوم في الغبرة. وهو نقب منحدر من جبل جهينة يسلك فيه من خرج من إضم يريد ينبعَ. وقال ابن السكيت وهي عباثر وقاعس والمناخ ومنزل أنقب يؤدّين إلى ينبع إلى الساحل وقال في قول كثير ما يدل على أنه جبل فقال:
وأعرضَ ركن من عباثر دونهم |
|
ومن حَدَّ رضوَى المكفَهِر حنين |
وقال أيضاً يصف سحاباً.
وعرس بالسكران ربعين وآرتكى |
|
يجر كما جرَ المكيث المسافـرُ |
بذي هيدبٍ جَونٍ تنخره الصَـبـا |
|
وتدفعه دفعَ الطلاَ وهو حاسـرُ |
له شُعُب منـهـا يمـانٍ وريق |
|
شآم ونـجـديٌ واَخـر غـائر |
و مرَ فأروى ينبعاً فجـنـوبَـه |
|
وقد جِيدَ منه جيدة فعـبـاثـر |
ورواه
بعضهم عباثر بالضم. عَبادانُ: بتشديد ثانية وفتح أوله. قال بطليموس عبادان
في الإقليم الثالث طولها خمس وسبعون درجة وربع وعرضها إحدى وثلاثون درجة.
قال البلاذُري كانت عبادان قطيعة لحُفران بن أبان مولى عثمان بن عفان رضي
اللهَ عنه قطيعة من عبد الملك بن مروان وبعضها فيما يقال من زياد وكان
حُمران من سبى عين التمر يدعي أنه من النمر بن قاسط فقال الحجاج يوماً
وعنده عَباد بن حُصين الحَبِطي ما يقود حمران لئن انتمى إلى العرب ولم يقل
إنه مولًى لعثمان لأضربنّ عنقَهُ فخرج عَباد من عند الحجاج مبادراً فأخبر
حُمْران بقوله فوهب له غربيَ النهر وحبس الشرقيَ فنسب إلى عباد بن الحصين.
وقال ابن الكلبي أول من رابط بعبادان عباد بن الحصين. قال: وكان الربيع بن
صُبْح الفقيه مولى بني سعد جمع مالاً من أهل البصرة فحصَنَ به عبادان ورابط
فيها والربيع يروي عن الحسن البصري وكان خرج غازياً إلى الهند في البحر
فمات فدفن في جزيرة من الجزائر سنة 160. والعباد الرجل الكثير العبادة وأما
إلحاقُ الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها إنهم إذا سمّوا
موضعاً أو نسبوه إلى رجل أو صفة يزيدون في آخره ألفاً ونوناً كقولهم في
قرية عندهم منسوبة إلى زياد ابن أبيه زيادات وأخرى إلى عبد اللهَ عبد
أتليان وأخرى إلى بال بن أبي بردة بقالان، وهذا الموضع فيه قوم مقيمون
للعبادة والانقطاع وكانوا قديماً في وجه ثغر يسمَى الموضع بذلك والله أعلم
وهو تحت البصرة قرب البحر الملح فإن دجلة إذا قاربت البحر أنفقت فرقتَين
عند قرية تسمَىِ المحرز ففرقة يركب فيها إلى ناحِية البحرين نحو بر العرب
وهي اليمنى فأمل اليسرى فيركب فيها إلى سِيراف وجنابة فارس فهي مثلثة الشكل
وعبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين فيها مشاهد ورباطات وهي موضع
رديءٌ سبخ لا خير فيه وماؤه ملح فيه قوم منقطعون عليهم وقفْ في تلك الجزيرة
يعطون بعضه وأكثر موادهم من البحر وفيه مهد لعلي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه
وغير ذلك وأكثر أكلهم السمك الذي يصطادونه من البحر ويقصدهم المجاورون في
المواسم للزيارة ويروى في فضائلها أحاديث غير ثابتة. وينسب إليها نفر من
رواة الحديث والعجم يسمونها ميان روذان لما ذكرنا من أنها بين نهرَين ومعنى
ميان وسط وروذان الأنهُر. وقد نسبوا إلى عبادان جماعة من الزهاد والمحدثين.
منهم أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة بن الربيع العباداني
سكن بغداد وروى عن علي بن حرب الطائي وأحمد بن منصور الزيادي وهلال بن
العلاء الزقّي روى عنه الحاكم أبو عبد اللهَ وأبو علي بن شاذان ومولده في
أول يوم من رجب سنة 248، والقاضي أبو شجاع أحمد بن الحسن بن أحمد الشافعي
العباداني روى عنه السلفي وقال هو من أولاد الدهر درس بالبصرة أزيَدَ من
أربعين سنة في منصب الشافعي رضي اللهَ عنه قال ذكر لي في سنة 500 وعاش بعد
ذلك ما لا أتحققه وسألته عن مولده فقال سنة 434 بالبصرة قال ووالدي مولده
عبادان جدي الأعلى أصبهان. والحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل أبو العباس
العباداني المقرىء رَحَال سمع علي بن عبد الله َبن علي بن السقاء ببيروت
وحدث عنه وعن أبي خليفة والحسن بن المثنى ومغفر الفرَياني وأبي مسلم الكَجي
وزكرياءَ بن يحيى الساجي روى عنه أبو نُعيم الحافظ وجماعة وافرة. قال أبو
نُعيم ومات بإصطخر وكان رأساً في القراَن وحفظه عن جدَته ورأسه في لين.
عَبادُ: بالفتح ثم التشديد وآخره دال. قرية بمرو يسقيها أهلها شنك عَبّاد
بكسر الشين المعجمة وسكون النون والكاف ويكتبها المحدثون سِنْج عَباد بكسر
السين المهملة وسكون النون والجيم بينها وبين مرو نحو أربعة فراسخ وليست
بِسِنْج المشهورة التي ينسب إليها السنجي. وينسب إلى هذه أبو منصور المظفر
بن أردشير بن أبي منصور العبادي الواعظ ذو اليد الباسطة فيه واللسان الطلق
في فنه حتى صار يُضرَب بحسن إيراده وبديهته على المنبر المثلُ سمع بنيسابور
أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ومحمد
بن محمود الرشيدي ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يُحسن الثناء على دينه وزعم
أنه كان لرب الخمر ويرتكب المحظور وخرج رسولاً من بغداد فتوفي بعسكَر
مُكرَم في شهر ربيع الاَخر سنة 547 ونُقل تابوته إلى بغداد فدفن بالشونيزية
وطُبق قبره بالآجر الأزرق. العَبادِيةُ: قال الحافظ أبو القاسم حفص بن عمر
بن قُنبُر القُرَشي كان يسكن العبادية. من قرى المرج ذكره ابن أبي العجائز
ثم قال في موضع آخر حفص بن عمر بن يَعلى بن قسيم بن نجيح القرشي من ساكني
ظاهر دمشق بالعبادية ذكره ابن أبي العجائز.
العَبَّاسَةُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف سين مهملة وهو من العبوس
ضد البَش هكذا يتلقظون بها من غير إلحاق ياء النسبة. وهي بليدة أول ما يلقي
القاصد لمصر من الشام من الديار المصرية ذات نخل طوال وقد عُقرت في أيامنا
لكون الملك الكامل بن العادل بن أيوب جعلها من متنزهاته ويكثر الخروج إليها
للصيد لأن إلى جانبها مما يلي البرية مستنقع ماءٍ يأوي إليه طير كثير فهو
يخرج إليها للصيد وبينها وبين القاهرة خمسة عشر فرسخاً. سُقيت بعَباسة بنت
أحمد بن طولون كان خُمارويه لما زوج ابنته قَطْرَ النّدَى من المعتضد وخرج
بها من مصر إلى العراق عملت عباسة في هذا الموضع قصراً وأحكمت بناءه وبرزَت
إليه لوَداع بنت أخيها فلما سارت قطر الندى عقر ذلك الموضع بالقفر وصار
بلداً لأنه في أول أودية مصر من جهة الشام فكان يقال له قصر عباسة ثم حذف
المضاف وأقام المضاف إليه مقامه فبقي عباسة.
العَباسيةُ: مثل الذي قبلها إلا أنها بياء النسبة كأنها منسوبة إلى رجل
اسمه العباس واكثر ما يُراد به العباس بن عبد المطلب أبو الخلفاء وهي في
عدة مواضع منها العباسية. جبل من الرمل غربيَ الخُزَيمية بطريق مكة إلى بطن
الأغر. قال أبو عبيد السَّكُوني بين سميراءَ والحاجر الحُسَينية ثم
العباسية على ثلاثة أميال من الحُسينية قصران وبركة. والعباسية قرية بكورة
الحرجة من الصعيد. والعباسية مدينة بناها إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية
قرب القيروان نسبها إلى بني العباس. والعباسية محلة كانت ببغداد وأظتُها
خربت الآن وكانت بين الصراتين بين يدي قصر المنصور قرب المحلة المعروفة
اليوم بباب البصرة وهي منسوبة إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس وكان بعض القُؤَاد يذكرها فسبقه إليها العباس زعوجاً فكانوا ينسبون
إليه فيقال ربح العباس، وقيل: إن موسى بن كعب أحد أجِلاء القوَاد في أيام
المنصور كانت داره مجاورة لها وكانت ضيقة العرصة والرحبة فزاره العباس بن
محمد فلما رأى ضيق منزله قال ما لمنزلك في نهاية الضيق والناس في سعة قال
قدمتُ وقد أقطع أمير المؤمنين الناسَ منازلهم وعزمي أن أستقطعه هذه الرحبة
التي بين يدي المدينة يعني العباسية فسكَتَ العباس وانصرف من هذه إلى
المنصور فقال يا أمير المؤمنين تقطعني هذه الرحبة التي بين يدي قصرك أو قال
مدينتك قال قد فعلت وكتب له السجل سألتَ أمير المؤمنين اقطاعك الساحة التي
كانت مَضرباً للبن مدينة السلام فأقطعها أمير المؤمنين على ما سألتَ
وضَمِنْتَ وكان تضمن له أن يَؤدي خراجها بمصر وانصرف العباس ومعه التوقيع
باقطاعها. وسار موسى بن كعب من يومه إلى المنصور فأعلمه ضيق منزله وأنه لا
قطيعة له وسأله أن يقطعه إياها فقال له المنصور هل شاورتَ فيها أحداً قبل
أن تسألني قال لا إلا أن العباس بن محمد كان عندي آنفاً وأعلمتُه أني أريد
استقطاعها منك فتبسمَ المنصور وقال قد سبقك واستقطعني إياها فأجَبتُه إلى
ذلك فأمسكَ عنها موسى بن كعب، وقد روى عن رجل من ولد عُمارة بن حمزة أن دار
عمارة كانت ضيقة ورحبته حَرِجة فأراد استقطاع المنصور ذلك فسبقه إليها
العباس بن محمد وكان العباس أول من زرع فيها الباقلآءَ فكان باقلأؤها
نهايةً فقيل له الباقِلي العباسي وربما قيل لها جزيرة العباس لكونها بين
الصراتين ومن أجل باقلائها وجودته صار البلاقلاءُ الرطبُ يقال له العباسي.
عُباعِب: بضم أوله وبعد الألف عين أخرى وباء علم مرتجل لا أعرف أصله إلا أن
يكون من قولهم رجل عبعَب وعبعاب للطويل والعبعب الشاب التامُ والعبعب من
الأكسية الناعم الرقيق ويوم عُباعب من أيام العرب. وهوماء لبني قيس بن
ثعلبة قرب فلَج قرب عُبية. وقال نصر هي عباعب بالبحرين، وقال الأعشى:
صددتُ عن الأحياء يوم عُباعـب |
|
صُدُود المذاكي أقرعتها المساحلُ |
وقال حاجب بن ذبيان المازني:
ما إبل في الناس خير لقـومـهـا |
|
وأمنع عند الضرب فوق الحواجب |
من الإبل الحادي عُضيدة خلفهـا |
|
من الحَزْن حتى أصبحت بعباعب |
عَباقرُ: جمع عَبَقُرّ وهو البَرد ويقاد: إنه لأبردُ من عَبَقُر قال والعب اسم للبرد، وقال المُبَرد عَبَقُر بفتح أوله وثانيه وضم القاف هو البَرَد وهو الماءُ الجامد الذي ينزل من السماءِ والعبقريُ منسوب البِساط المنقش والسيّد من الرجال والفاخر من الحيوان كل هذا يجوز أن يكون عباقر جمعه. وروى الأزهري وقُرِىءَ عَباقَرِي بفتح القاف كأنه منسوب إلى عباقر. وعباقر. ماءٌ لبني فزارة. وقال ابن عَنَمَةَ.
أهلي بنجد ورحلي في بيوتكُمُ |
|
على عباقر من غورية العَلَم |
وأما قراءَةُ مَنْ قرأ عباقرِي حِسان فقد جمع عبقريّ عند قوم وقد خَطَاهُ حُذاقُ النحويين وقالوا: إن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي لا يجمع الخثعمي خثاعمي ولا المهلبي مهالبي ولا يجوز مثل ذلك إلا في اسم سمي به على لفظ الجماعة كالمدائني والحضاجري في الموضع المسمَى بالمدائن والضبُع المسمَى بحضاجر وسنذكر ما قيل في عبقر في موضعه.
عباقل: موطن لبني فَرير من طيىء بالرمل.
العَبامَةُ: بالفتح. قال أبو محمد الأعرابي نِهْيُ قُلَيب بين العبامة
والعنابة والعبامة. ماء لعوف بن عبد من خيار مياههم.
عُبَب: بوزن زُفر وَاخره باءٌ موحدة أيضاً وهو عُبَبُ الثعلب وشجرة يقال
لها الراءُ ومن قال عِنَبُ الثعلب فقد أخطأ روى ذلك حبيب عن الأعرابي وقد
قاله عنب الثعلب الأصمعي وذو عُبَب. واد. قال ابن السكيت العبب شُجَيرة
تشرَب من الحُفى ولها ثُمَيرة وردية وهي مربعة قال ذو عبب واد. قال كثير:
طرِب الفُؤادُ فهاج لي ددَني |
|
لما حدوْنَ ثوانيَ الظعُـن |
والعيس أتي هي تَوَتجُهِها |
|
شاماً وهن سواكنُ اليمـن |
ثم اندَفعنَ ببطن ذي عُبـب |
|
ونكأنَ قَزحَ فؤَاديَ الضمِن |
عبثَرُ: موضع في الجمهرة عبدانُ: بالتحريك. صقع باليمن عن نصر ذكرها في قرينة غَيدان موضع باليمن أيضاَ.
عبدانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم دال مهملة وآخره نون فعلان من العبودية
نهر عبدان. بالبصرة في جانب الفرات ينسب إلى رجل من أهل البحرين. وعبدان من
قرى مرو. ينسب إليها أبو القاسم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد العبداني
يعرف بأبي القاسم جواهر زادر لأنه ابن أخت القاضي علي روى عن خاله القاضي
أبي الحسن علي بن الحسن الدهقان ومكي بن عبد الرحمن الكشميهني.
العبدُ: بلفظ العبد ضدّ الحر والعبد أيضاً. جبل لبني أسد بالدَاث. قال:
محالف أسوَدِ الرنقا عبـد |
|
يسير المخفرون ولا يسير |
وعبد جبيل أسود يكتنفه جبيلان أصغر منه يسميان الثدَئين. قال الأصمعي المخفر الذي يجير آخر ثمٍ يخفره ولا معنى له ههنا هذا لفظه قال: والعبد أيضا موضع بالسبُعان في بلاد طيء. وقال نصر العبد جبل، يقال: له عبدُ سَلمى للجبل المعروف وهو في شمالي سلمى وفي غربته ما يقال له مُلَيْحة.
عَبدَسِي: قال حمزة هو تعريب أفداسهي وهو: اسم مصنعة كانت برستاق كسكَر
خرَبها العرب وبقي اسمها على ما كان حولها من العمارة.
عَبدلُ: اسم لمدينة حضرموت.
العبرَاتُ: بالتحريك يجوز أن يكون جمع عَبرة وهو الدمع ويجوز أن يكون جمع
عبرة للمرَة الواحدة من عبَرَ النهر عبراً جُمع على غير قياس لأن قاسه سكون
ثانيه فرقاً بين الإسم الجامد والمشتق وهو يوم العَبرات من أيامهم ولا أدري
أهو اسم موضع أم سمي لكثرة البكاءِ به. عَبَرتَا: بفتح أوله وثانيه وسكون
الراء وتاءِ مثناة من فوق وهو اسم أعجمي فيما أحسب ويجوز أن يكون من باب
أطرقا وأن يكون رجل قال لآخر عبرتَ وأشبع فتحة التاء فنشأت منها الألف ثم
سمي به واللَه أعلم. وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النهروان بين
بغداد وواسط وفي هذه القرية سوق عامر، وقد نسب إليها من الرُواة والأدباء
خلق كثير. منهم الأسعد بن نصر بن الأسعد العَبَرتي النحوي مات في حدود سنة
570وكان يقرىء النحو العِبْرُ: بكسر أوله سَكون ثانية ثم راءٍ وهو في الأصل
جانب النهر وفلان في ذلك العِبر أي في ذلك الجانب. قال الأعشى:
وما رائح رَوَجتـه الـجـنـو |
|
بُ يروي الزروع ويعلو الدبارا |
يكمت السفـينَ لأذقـانـه |
|
و يَصْرَع للعبر أثلاَ وزَارا |
- الدبار- المشارات- والزأر- الشجر والأجم- والعِبْرُ- شاطىء النهر. وقال الشاعر:
فما الفراتُ إذا جاشت غواربه |
|
ترمي أواذيهُ العِبرَين بالزبـد |
يظل من خوفه الملآَحُ معتصما |
|
بالخيزُرانة بعد الأين والنجَـد |
يوما بأجوَدَ منه سيب نـافـلة |
|
ولا يحولُ عطاءُ اليوم دون غدِ |
قال هشام الكلبي ما أخذ على. غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر. وإليه ينسب العِبْرِيون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذٍ ، وقال محمد بن جرير إنما نطق إبراهيم عليه السلام بالعبرانية حين عبر النهر فارًا من النمرود وقد كان النمرود. قال: للذين أرسلهم خلفه إذا وجدتم فتًى يتكلم بالسريانية فردوه فلما أدركوه استنطقوه فحوَل الله لسانه عبرانيا وذلك حين عبر النهر فسميت العبرانية لذلك وكان النمرود ببابل، وقال هشام في كتاب عربه لما أمر إبراهيم بالهجرة قال: إني مهاجر إلى ربي أنطقه بلسان لم يكن قبله وسمى العبرانيَ من أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان إبراهيم عبرانياَ. قال هشام وحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه. قال: أول من تكلم بالعبرانية موسى عليه السلام وبنو إسرائيل حين عبروا البحر وأغرق اللهَ فرعون تكلموا بالعبرانية فسموا العبرانيين لعبورهم البحر وقيل: إن بخت نَصَر لما سبى بني إسرائيل وعبر بهم الفرات قيل: لبني إسرائيل العبرانيون ولسانهم العبرانية واللهَ أعلم. والعبنرُ. جبل. قال يزيد بن الطثرية:
ألا طَرَقَت ليلى فأحزن ذكـرُهـا |
|
وكم قد طَوانا ذكرُ ليلى فأحزنـا |
ومن دونها من قلة العبر مخـرم |
|
يشبهه الرائي حِصاناً مـوطـنـاً |
و هل كنت إلا معمداً قادة الهوى |
|
أسر فلما قاوه السـرُ أعـلـنـا |
أعيب الفتى أهوى وأطْرَى حوازنا |
|
تريني لها فضلاً عليهـن بـينـا |
العبرةُ: بلد باليمن بين زبيد وعدَن قريب من الساحل الذي جلب إليه الحبش عن نصر.
عبرين: وهو تثنية العبر بفتح أوله يقال عبرْتُ الرؤيا عبراً وعبرتُ الكتاب
عبراً إذا تدبرته. وهو اسم موضع قال: وبالعبرين حولاً ما نريم عبس: بلفظ
القبيلة. ماءٌ بنجد في ديار بني أسد.
عبس: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ اسم القبيلة التي ينسب إليها عنترة العبسي
وهو منقول من المصدر من قولهم عبس يعبس عبْساً وعبوساً والعبس ضرب من
النبت. قال أبو حاتم هو الذي يسمَى الشابانك عبس. جبل في بلادهم عن
العمراني. وعبس محلة الكوفة تنسب إلى القبيلة وهو عبس بن بغيض بن ريث بن
غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار وقد نسب إليها.
عبسقاَنُ: بالفتح ثم السكون وسين مهملة ثم قاف. من قرى مالين هراة. منها
أبو عبد اللهَ محمد بن علي بن حسين العبسقاني الكاتب الماليني مات سنة 360
روى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي بكر العالي البوشنجي، وأبو النصر
محمد بن الحسن العبسقاني مات سنة 405.
العَبسية: منسوبة إلى التي قبله. ماء بالعريمة بين جبلي طيىءٍ .
عَبْعَبٌ : بالتكرير والفتح وقد تقدم اشتقاقه في عباعب. وعبعب. صنم كان
لقضاعة ومن يقاربهم.
عبقر: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح القاف أيضاً وراءٍ وهو البَرَد بالتحريك
للماء الجامد الذي نزل من السحاب قالوا: وهي أرض كان يسكنها الجن يقال في
المثل كأنهم جن عبقر. وقال المرَار العدوي.
أعرفتَ الدار أم أنكرِتها |
|
بين تبراك فشَسي عبَقر |
-الشس- المكان الغليظ قال كأنه توهم تثقيل الراءِ وذلك أنه احتاج إلى تحريك الباء لإقامة الوزن فلو ترك القاف على حالها لتحوَل البناءُ إلى لفظ لم يجىءُ مثله وهو عبقر لم يجىء على بنائه ممدود ولا مثقل فلما ضم القاف توهم به بناء قرَبوس ونحوه والشاعر له أن يقصر قرَبوس في اضطرار الشعر فيقول قرَبُس وأحسن ما يكون هذا البناءُ إذا ذهب حرفُ المدّ منه أن يثقل آخره لأن التثقيل كالمد وقد قال الأعشى:
كهولاً وشباناً كجنّة عبقر |
و قال امرؤ القيس:
كأن صليلَ المرْوِ حين تُطيره |
|
صليلُ زَيوف يُنتقدان بعبقرا |
وقاد كثيّر:
جزتك الجوازي عن صديقك نظرة |
|
وأدناك ربي في الرفيق المقـرّب |
متى تأتهم يوماً من الدهـر كـلـه |
|
تجدهم إلى فضل على الناس ترتب |
كأنهم من وَحـش جـن صـريمةٍ |
|
بعبقَرَ لما وجهـت لـم تـغـيب |
قالوا: في فسره عبقر من أرض اليمن فهذا كما تراه يدُل على أنه موضع مسكون وبلد مشهور به صيارف وإذا كان فيه صيارف كان أحْرَى أن يكون فيه غير ذلك من الناس ولعل هذا بلد كان قديماً وخرب. كان ينسب إليه الوَشيُ فلما لم يعرفوه نسبوه إلى الجن واللَه أعلم. وقال النسابون تزوَج أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يَشجُب ين يَغرُب بن قحطان هند بنت مالك بن غافق بن الشاهد بن عَك فولت له أفتل وهو خثعَم ثم توفيت فتزوَج بَجيلَةَ بنت صعب بن سعد العشيرة فولدت له سعداً ولقب بعبقر فسمته باسم جده وهو سعد العشييرة ولقب بعبقر لأنه وُلد على جبل يقاد له عبقر في موضع بالجزيرة كان يُصنع به الوَشيُ قال: وعبقر أيضاً موضع بنواحي اليمامة واستمدلَ مَنْ نسب عبقر إلى أرض الجن بقول زهير:
بخيل عليها جـنة عـبـقـرية |
|
جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا |
وقال بعضهم أصل العبقري صفة لكل ما يُولَعُ في وصفه وأصله أن عبقراً كان يُوشى فيه البُسط وغيرها فنُسب كل شيءٍ جيد إلى عبقر. وقال الفرَاءُ العبقريُ الطنافس الثخانُ واحدها عبقرية. وقال مجاهد العبقريُ الديباج وقال قتادة هي الزرَابيُ، وقال سعيد بن جبير: هي عِتَاق الزرابي فهؤلاءِ جعلوها اسماً لهذا ولم ينسبوها إلى موضع والله أعلم.
العَبلاَءُ: بفتح أوله وسكون ثانيه والمد. قال الأصمعي الأعبل والعبلاءُ
حجارة بيض. وقال الليث صخرة عبلاءُ بيضاءُ، وقال ابن السكيت: القِنانُ جبال
صغار سودَ ولا تكون القنة إلا سوداءَ ولا الظراب إلا سوداءَ ولا الأعبل
والعبلاءُ إلا بيضاء ولا الهضبة إلا حمراء. وقال أبو عمر العبلاءُ معدن
الصفقر. في بلاد قيس، وقال النضر العبلاءُ الطريدة في سواد الأرض حجارتها
بيض كأنها حجارة القدَاح وربما قدحوا ببعضها وليس بالمرو وكأنها البلور
وقيل: العبلاء اسم علم لصخرة بيضاء إلى جنب عكاظ. قال خداش بن زهير وعندها
كانت الوقعة الثانية من وقعات الفِجار.
ألم يبلغكُم أنا جـدعـنـا |
|
لدى العَبلاءِ خِنْدِف بالقياد |
وقال أيضاً خداش بن زهير:
ألم يبلغك بالعـبـلاء أنـا |
|
ضربنا خنْدِفاً حتى استقادوا |
نبني بالمنازل عـز قـيس |
|
وودوا لو تَسيخ بنا البـلادُ |
وقال ابن الفقيه عبلاء البياض موضعان من أعمال المدينة. وعبلاءُ الهُرد والهرد نبت به يُصبغ أصفر والطريدة أرض طويلة لا عروض لها. والعبلاءُ وقيل العَبلات بلدة كانت لخثعم بها كان ذو الخَلصة بيتُ صنم وهي من أرض تَبالة. وعبلاءُ زهو ذكرت في زهو وهي في ديار بني عامر.
عَبلَةُ: حصن بين نَظَرَي غرناطة والمريّة. منها عبد اللَه بن أحمد العبلي
ذكره في كتاب ابن سُهَيل.
عَبود: بفتح أوله وتشديد ثانيه وسكون الواو وأظنه من عبدْتُ فلانا إنا
ذلَلتَه ومنه قوله تعالى: "وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتَ بني إسرائيل "
الشعراء: 22، وقيل معناه المكرَم في قول حاتم.
تقول ألا تبقي عليك فـإنـنـي |
|
أرى المال عند الممسكين مُعبدَا |
وعبود. جبل. قاد الزمخشري عبود وصَغَر جبلان بين المدينة والسيالة ينظر أحدهما إلى الآخر وطريق المدينة تجيءُ بينهما. وقيل عبود البريد الثاني من مكة في طريق بدر، وفي خبر لابن مُنافر الشاعر نذكره في هبود إن شاء اللهَ تعالى عبود جبل بالشام، وقال أبو بكر بن موسى. عبود جبل بين السيالة ومَلَل له ذكر في المغازي. قال معن بن أوس المُزني:
تأبدَ لأي منهـمُ فـعُـتـائده |
|
فذو سلم انشاجُه فسـواعـده |
ففدفَدُ عبود فخبراءُ صـائف |
|
فذو الجفر أقْوى منهم ففدافده |
وقال الهذلي:
كأنني خاضب طرتْ عقـيقـتُـهُ |
|
أجْنَى له الشريُ من أطراف عتود |
عَبوس: بوزن الذي قبله إلا أن اَخره سين مهملة. موضع في شعر كثير:
طالعات الغَميس من عبوس |
|
سالكات الخَوِي من أملال |
عُبَيدَانُ: بلفظ تصغير عَبدان فَعلان من العبودية، وقال الفراءُ يقال ضل به في أم عُبيد وهي الفلاة قال وقلت للقناني ما عُبيد فقال ابن الفلاة وأنشد للنابغة:
لِيهفن لكم أن قد رقيتم بُيوتنا |
|
مُنَدى عبيدان المُحلا باقرُة |
وقال الحَطيئَةُ:
رأت عارضاً جوناً فقامت غريرة |
|
بِمسحاتها قبل الظلام تـبـادرُه |
فما فرغتْ حتى علا الماءُ دونه |
|
فسدَت نـواحـيه ورفـعَ دائرُه |
وهل كنتُ إلا نائياً إذ دعوتـنـي |
|
منادى عُبيدان المَحـلإ بـاقـرُه |
وقال يعني الفلاة وقال أبو عمرو عبيدان. اسم وادي الحية بناحية اليمن يقال كان فيه حية عظيمة قد منعته فلا يُؤتىِ ولا يُرعى وأنشد بيت النابغة، وقال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي في نوادره في قوله:
منادى عُبيدان المحلإُ باقرُهَ |
يقول كنت بعيداً منكم كبعد عُبيدان منِ الناس والوحش أن يردوه أو ينالوه أو يبلغوه فقد دغرتموني وعبيدان ماء لا يناله الوحش فكيف الإنس فلما لم تبلغه فكأنما حلئتْ عنه. قال أبو محمد الأسود رادًا عليه كيف تكون التحلئة قبل الورود كما مثله وإنما عُبيدان اسم راع لا اسم ماء. وكان من قصته أنه كان رجل من عاد ثم أحد بني سود بن عاد يقال له عِتر وكان أمنع عادٍ في زمانه وكان له راعٍ يقال له عبيدان يرعى له ألف بقرة فكان إذا وردت بقره لم يورد أحد بقره حتى يفرغ عبيدان فعاش بذلك دهراً حتى أدرك لقمان بن عاد وكان من أشد عاد كلها وأهيبها وكان في بيت عاد وعددها يومئذٍ بنو ضد بن عاد فوردت بقر عاد فنهنهه عبيدانُ فرجع راعي لقمان فأخبره فأتى لقمان عبيدان فضربه وطرده عن الماءِ فرجع عبيدان إلى عتر فشكا ذلك إليه فخرج إليه في بني أبيه وخرح لقمان في بني أبيه فهزمتهم بنو ضد رهط لقمان وحلؤُوهم عن الماء فكان عبيدان لا يورد حتى يفرغ لقمان من سقي بقره فكان عبيدان يقبل ببقره ويقبل راعي لقمان ببقره فإذا رأى راعي لقمان عبيدان قال حلىءْ بقرك عن الماءِ حتى يورد راعي لقمان فضربته العرب مثلاً فلم يزل لقمان يفعل ذلك حتى هلك عِترٌ وارتحل لقمان فنزل في العماليق، وقال جُوَين بن قطَن يحنّر قومه الظلم ويذكر عتراَ وبقره وتهضْم لقمان له:
قد كان عتر بني عـاد واَسـرَتُـه |
|
في الناس أمنعَ من يمشي على قدم |
وعاش دهـراً إذا أثـوارُه وردت |
|
لم يقرب الماءَ يوم الورد ذو نَسَـم |
أزمان كـان عـبـيدان تـبـادره |
|
رعاة عادٍ ووِردُ الماءِ مقـتـسـم |
أشصَ عنه أخو ضـد كـتـائبـه |
|
من بعد ما رُملَوا في شأنـه بـدم |
عُبَيْقَرُ: اسم موضع حكاه ابن القطاع في كتاب الأبنية عن المازني.
العُبَيلاَءُ: تصغير العبلاءِ وقد تقدم اشتقاقه. وهو موضع آخر. قال كثيّر:
والعُبيلاءُ منهـمُ بـيسـار |
|
وتركن اليمينَ ذات النصال |
عُبَيةُ: قال ابن حبيب عبية وعُباعب. ماءان لبني قيس بن ثعلبة ببطن فلَج من ناحية اليمامة. قال عُمَيرة بن طارق:
وكلَفت ما عندي من الهم ناقتي |
|
مخافة يوم أن الاَمَ وأنـدمـا |
فمرَت على وحشِيها وتذكرت |
|
نَصيا وماءً من عُبية أسحَمـا |
كأنه تصغير عباة: