حـرف الـعـيـن: باب العين والزاي وما يليهما

باب العين والزاي وما يليهما

عِزا: بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر كفر عِزا. ناحية من أعمال الموصل يجوز أن يكون مأخوذاً من العز وهو المطر الشديد وتكون الألف للتأنيث كأنه يراد به الأرض الممطورة. العُزى: بضم أوله في قوله تعالى: "أفرأيتم اللات والعُزى" "النجم: 19، اللات صنم كان لثقيف والعزى. سُمرَةٌ كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتاً وأقاموا لها سدنة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إليها فهدم البيت وأحرق السمرة والعُزى تأنيث الأعز مثل الكبرى تأنيث الأكبر والأعز بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة، وقال ابن حبيب العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثنٌ تعبده غطفان وسدنتها من بني صِرمة بن مرة. قال أبو المنذر بعد ذكر مناة واللات ثم اتخذوا العزى وهي أحدث من اللات ومناة وذلك أني سمعتُ العرب سمعت بها عبد العُزى فوجدتُ تميم بن مر سمَى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة وعبد مناة بن أد وباسم اللات سمَّى ثعلبة بن عُكابة ابنه تميم اللات وتَيم اللات بن رُفَيدة بن ثور وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد بن طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط وعبد العُزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم فهي أحدث من الأولين وعبد العزى بن كعب من أقدم ما سمَت به الغربُ وكان الذي اتخذ العُزى ظالم بن أسعد وكانت بوادٍ من نخلة الشامية يقال له حُراض بأزاء الغُمير عن يمين المصعد إلى العراق من مكة وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال فبنى عليها بسًا يريد بيتاً وكانوا يسمعون فيه الصوت وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى وكانت أعظم الأصنام عند قريش وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبائح. قال أبو المنذر وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها يوماً فقال لقد اهتديت للعزى شاةً عفراءَ وأنا على دين قومي وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فإنهن الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتجى وكانوا يقولون بنات الله عز وجل وهَن يشفعن إليه فلما بعت رسوله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه " أفرأيتم اللات والعُزى، ومناة الثالثة الأخرى، ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل اللهَ بها من سلطان" "النجم: 19-23، وكانت قريش قد حَمَت لها شعباً من وادي حُرَاض يقال له سُقام يضاهون به حرم الكعبة وقد ذكر سقام في موضعه من هذا الكتاب، وللعزى يقول درهم بن زيد الأوسي:

إني ورب العُزى السعيدة والل

 

ه الذي دون بـيتـه سـرِفُ

 

وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم يقال له الغبغب وقد ذكر في موضعه أيضاَ وكانت قريش تخصها بالإعظام فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل وكان قد تألَه في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من ا لأصنام:

تركتُ اللات والعزى جميعـاً

 

كذلك يفعل الجَلْدُ الصـبُـورُ

فلا العُزى أدينُ ولا ابنتَـيهـا

 

ولا صَنَمَي بني عمرو أزُورُ

ولا هُبَلاً أزور وكـان ربـا

 

لنا في الدهر إذ حلمي صغيرُ

 

وكانت سدنة العزى بني شيبان بن جابر بن مُرَة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن عتبة بن سليم بن منصور وكانوا حلياءُ بني الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان اَخر من سدنها منهم دبية بن حَرْمَى السلمي وله يقول أبو خراش الهذَلي وكان قدم عليه فحذَاه نعلَين جيدتين. فقال:

حذَاني بعد ما خذِمَتْ نِعالي

 

دبيةُ إنه نعـم الـخـلـيلُ

مقابلتَين من صَلَوَيْ مِشـب

 

من الثيران وصلُهما جميلُ

فنعم مُعرَس الأضياف تدحَى

 

رِحالَهُمُ شَـآَمـية بـلـيلُ

يقابل جوعهم بمـكـلـلات

 

من القُرني يَرَعَّبها الحميلُ

 

فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم فعابها وغيرها من الأصنام ونهاهم عن عبادتها ونزل القرآن فيها فاشتدَ ذلك على قريش ومرض أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه فدخل عليه أبو لهب يعوده فوجد يبكي فقال له ما يُبكيك يا أبا أحيحة أمن الموت تبكي ولا بدَ منه فقال لا ولكني أخاف ألا تعبدوا العُزى بعدي فقال له أبو لهب ما عبدت في حياتك لأجلك ولا تُترَك عبادتُها بعدك لموتك فقال أبو أحيحة الأن علمتُ أن لي خليفة وأعجبه شدة نَصَبه في عبادتها. قال أبو المنذر وكان سعيد بن العاص أبو أحيحة يعتم بمكة فإذا اعتمَ لم يعتمَ أحد بلَون عمامته. قال أبو المنذر حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللهَ عنه قال كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سَمُرات ببطن نخلة فلما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال له ائت بطن نخلة فإنك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى فأتاها فعضدها فلما عاد إلي قال هل رأيتَ شيئاً قال لا قال فاعضد الثانية فأتاه فعضدها فلما عاد إليه قال هل رأيت شيئاً قال لا قال فاعضد الثالثة فأتاها فإذا هو بخناسة نافشة شعرها واضعة يدَيها على عاتقها تصرف بأنيابها وخلفها دبية بن حَرْمى السلمي ثم الشيباني وكان سادنها فله نظر إلى خالد قال:

 

أعُزيَ شدّي شَدّة لا تـكـذبـي

 

على خالد ألقِي الخِمارَ وشمري

فإنك إلا تقتلي الـيوم خـالـداً

 

فبوئي بنُل عاجل وتنـصـرى

 

فقال خالد:

يا عَز كفرانك لا سبحانك

 

أني رأيت اللَه قد أهانك

 

ثم ضربها ففقا رأسها فإذا هي حُمَمة ثم عضد الشجر وقتل دُبيةَ السادن وفيه يقول أبو خراش الهذلي يرثيه:

 

ما لـدُبـيةَ مـنـذ الـيوم لــم أرَهُ

 

وسطَ الشروب ولم يلمِمْ ولم يطـفِ

لو كان حيا لغـاداهـم بـمُـتـرَعة

 

من الرواويق من شيزَى بني الهَطِف

ضخمُ الرَماد عظيم القدر جَفـنـتـه

 

حين الشتاء كحوْض المنهل اللَقِـف

 

قال هشام يطف من الطَوَفان أو من طاف يطيف والهطف بطن من عمرو بن أسد واللقف الحوض المنكسر الذي يغلب أصله الماء فيتثلم يقال قد لقف الحوض ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال تلك العزى ولا عُزى بعدها للعرب أما إنها لن تعبد بعد اليوم قال ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام أعظامَهم العزّى ثم اللات ثم مناة فأما العزى فكانت قريش تخصها دون غيرها بالهدية والزيارة وذلك فيما أظن لقربها منهم وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريش العزّى وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين وكلهم كان معظماً لها ولم يكونوا يرَون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لُحَي وهي التي ذكرها اللهَ تعالى في القراَن المجيد حيث قال: "ولا تذرُن ودًا ولا سُواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً " كرأيهم في هذه ولا قريباً من ذلك فظننْتُ أن ذلك كان لبعدها منهم وكانت قريش تعظمها وكانت غنى وباهلة يعبدونها معهم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطع الشجر وهدم البيت وكسر الوثن.


عَزَازُ: بفتح أوله وتكرير الزاي وربما قيلت بالألف في أولها والعزاز الأرض الصلبة، وهي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم وهي طيبة الهواء عذبة الماء صحيحة لا يوجد بها عقرب وإذا أخذ ترابها وترك على عقرب قتله فيما حكي وليس بها شيء من الهوام، وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الديرة أن عزاز بالرَقة وأننشَد عليه لإسحاق الموصلي:

إن قلبي بـالـتـل تـل عـزازِ

 

عند ظبي من الظباء الجـوازي

شادن يسـكـن الـشـاَم وفـيه

 

مع ظَرْف العراق لطف الحجاز

وينسب إلى عزاز حلب أبو العباس أحمد بن عمر العزازي روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن المرزبان، وقال نصر: عزاز موضع باليمن أيضاً.

العزاف: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره فاء، جبل من جبال الدهناء وقيل: رمل لبني سعد وهو أبرقُ العزاف بجُبيل هناك وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون به عزيف الجن وهو صوتهم وهو يَسرة عن طريق الكوفة من زَرود، وقال السكري: العزات من المدينة على اثني عشر ميلاً قاله في شرح قول جرير:

حَيّ الهدملَةَ مـن ذات الـمـواعـيس

 

فالحِنْوُ أصبح قَفـراً غـير مـأْنـوس

حيّ الديار التي شبـهـتُـهـا خِـلَـلاً

 

أو مُنهجاً من يمان مـحَ مَـلْـبـوس

بين المُخيصـر والـعـزاف مـنـزلة

 

كالوحي من عهد موسى في القراطيس

 

عَزانُ خَبت: من حصون تَعِز في جبل صَبِر باليمن.


عَزان ذخر: في جبل صبر باليمن.


عَزانُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون يجوز أن يكون فَعلان من الأرض العَزَاز وهي الصلبة الغليظة التي تسرع سيل مطرها، وهي مدينة كانت على الفرات للزباء وكانت لأختها أخرى تقابلها يقال لها: عدان، وعزانُ أيضاً من حصون رَيمةً باليمن.


عَزْرَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم راءٍ بلفظ اسم النبي عزرة من بني إسرائيل وعَزَرة أي نصرة وقيل: عظمة ذكر ذلك في قوله تعالى: "وتعزروه وتوقروه" الفتح: 9، وأصل العزر في اللغة الردُ ومنه عزَرْته إذأ رددتَه عن القبيح، وعزرَةُ، محلة بنيسابور كبيرة، نسب إليها جماعة، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الفقيه الحنفي العزري سمع أبا سعيد عبد الرِحمن بن الحسن وغيره روى عنه الحاكم أبو عبد اللَه مات سنة 347.


عِز: بكسر أوله ضد الذل، قلعة في رستاق برْذعةَ من نواحي أرَان.


العَزفُ: بالفتح ثم السكون وآخره فاء العزف ترك اللهو والعزف صوت الرمال ويقال: لصَوْت الجن أيضاً، وهو ماء لبني نصر بن معاوية بينه وبين شَعفَين مسيرة أربعة أميال، وقال رجل: من بنى إنسان بن غزية بن جُشم بن معاوية بن بكر.

 

سَرَت من جنوب العزف ليلاَ فأصبحتْ

 

بشَعفَين مـا هـذا بـإدلاج أعـبـد

 

العَزلُ: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ ضد الولاية وأصله من عزلت الشيء إذا نخَيته ناحية والعزل، ماءٌ بين البصرة واليمامة، قال امرؤ القيس:

حي الحمولَ بجانب العزل

 

إذ لا يلائم شكلها شكلـي

 

عزلَةُ بحرَانَةَ: بضم العين وسكون الزاي وبعد اللام هاء وباء موحدة مفتوحة والحاء بعد اللام نون، من قرى اليمن.


عزورُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره راء مهملة، قال ابن الأعرابي: العزورَة والحزوَرَة والسروَعة الأكمة والعزورَ السيءِ الخلق وعزور، موضع أو ماء وقيل: هي ثنية المدينيين إلى بطحاء مكة، وقال ابن هَرْمَةَ:

 

تَذَكرَ بعد النأي هنداً وشَـغْـفَـراً

 

فقصر يقضي حاجةً ثم هـجـرا

ولم ينسَ أظعاناً عَرضْنَ عـشـية

 

طوالع من هرشى قواصد عزْورَا

 

وقال أبو نصر: عزورُ ثنية الجحفة عليها الطريق بين مكة والمدينة وقال: عزور أيضاً جبل عن يُمنة طريق الحاج إلى معدن بني سليم بينهما عشرة أميال، وقال أمية:

 

إن التكرمَ والندَى من عامر

 

جدَاك ما سُلِكت لحج عزوَرُ

 

وقال عرام بن الأصبغ: عزور جبل مقابل رضوى وقد ذكرته مستقصى مع رضوى لأن كل واحد له بالاَخر نشب في التعريف، وقال كثير:

 

حلفتُ برب الراقصات إلى مِنًى

 

خلال الملا يمددن كـل جـديل

تراها رِفاقاً بينـهـن تـفـاوُتٌ

 

ويمدُدن بالإهلال كـل أصـيل

تواهَقنَ بالحُجاج من بطن نخـلة

 

ومن عزْوَرٍ فالخبت خبت طفيل

لقد كذب الواشونَ ما بحتُ عندهم

 

بسر ولا أرسلتهـم بـرسـول

 

عزوزَا: بفتح أولهَ وتكرير الزاي، قال العمراني: موضع بين مكة والمدينة جاءَ ذكره والذي قبله أيضاً وأنا أخشى أن يكون صحف بالذي قبله فتبحث عنه. عِزْوِيتُ: بوزن عفريت، اسم بلد وقيل: اسم الداهية وقيل: هو القصير، وذهب النحويون إلى أن الواو في ذوات الأربعة لا تكون إلا زائدة مثل قَسوَر وجرْوَل وترقُوَة إلا أن يكون مضاعفاً نحو قَوقيت وضوضيت قالوا: وعزويت فِعليت مثل عفريت وكبريت فلا يكون من هذا الباب لأن الواو فيه أصلٌ قالوا: ولا يمكن أن يكون الواو في عزويت أصلاً على أن تكون التاء من الأصل أيضاً لأنه كان يلزمك أن تجعل الواو أصلاً في ذوات الأربعة ويكون وزنه فِعليلا قالوا: ولا يجوز أن تجعلها أيضاً زائدة مع أصالة التاء لأنه كان يلزم أن يكون وزنه فِعويل وهذا مثال لا يعرف فلا يجوز الحمل عليه فإذا لم يجز أن يكون فعليلا ولا فعويلا كان فعليتا بمنزلة عفريت لأنه من العفر فمن هنا كانت الواو عنده أصلاً إلا ما كان من الزمخشري فإنه ذكر عدة أمثلة ثم قال: إلا ما اعترض من عزويت يعني أن الواو فيه أصل والتاء أصل فهو عنده فعليل مثل برطيل وقنديل.


عَزِيب: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة والباء الموحدة فَعيل من العزوب وهو البُعد والعزيب المال العازب عن الحي، وهو بلد في شعر خالد بن زُهير الهذلي:

 

لعَمر أبي هند لقد دث مَصعُكـم

 

ونُؤتم إلى أمرٍ إليَ عـجـيبِ

وذلك فعلُ المرء صخر ولم يكن

 

لينفك حتى يلحقـوا بـعـزيب

 

العزيزيةُ: خمس قرًى بمصر، تنسب إلى العزيز بن المعز ملك مصر اثنتان بالكورة الشرقية العزيزية تعرف بالسلَنْت بالمرتاحية وأخرى في السمنودية وأخرى في الجيزية.


العَزِيفُ: بفتح أوله وكسر ثانيه واَخره فاء وهو في الأصل صوت الرمال إذا هبتْ عليها الرياح وقد يجعلون العزيف صوت الجن وهو، اسم لرمل بعَينه لبني سعد قال:

 

كأن بين المرط والشَعوف

 

رملاً حباً من عقد العزيف

 

العُزَيْلَةُ: بلفظ تصغير العزلة وهو الاعتزال والانفراد، اسم موضع.