حـرف الـعـيـن: باب العين واللام، الميم وما يليهما

باب العين واللام وما يليهما

العُلاَ: بضم أوله والقصر وهو جمع العليا، وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك وبُنيَ مكان مصلاه مسجد، والعلا أيضاً ركيات: عند الحصا من ديار كلاب والعلا أيضاً: موضع في ديار غطفان.

العَلاَءُ: بفتح أوله والمد بمعنى الرفعة. موضع بالمدينة أطُم أو عنده أطم، وسكة العلاء ببخارى معروفة. ينسب إليها أبو سعيد الكاتب العلائبُ روى عنه أبو كامل البصري وغيره. العَلاَتَانِ: بلفظ تثنية العلاة وهي السندان وتشبه بها الناقة الصلبة، وكورة العلاتين بنواحي حمص بالشام.

العَلاَةُ: بالفتح هي السندان كما ذكر قبله والعلاة أيضاً صخرة محوط حولها بالاخثاء واللبن والرَماد ثم يطبخ فيها الأقِطُ وجمعها علاً وهو: جبل في ديار النمر بن قاسط لبني جُشَم بن زيد مناة، وعَلاة لبني هِزان باليمامة على طريق الحاج وبها المحالي وهي حجارة بيض يُحك بعضها ببعض ويكتحل بتلك الحكاكة، وعلاة حلب بالشام وقال الحفصي: العلاة والعُلية لبني هزان وبني جشم والحارث ابني لؤي قال:

أتتك هِزانك من نَعامهـا

 

ومن علاتها ومن آكامها

 

والعلاة كورة كبيرة من عمل معرّة النعمان من جهة البرّ تشتمل على قرى كثيرة ويطؤها القاصد من حلب إلى حماة.


عَلاَفِ: مثل قِطام كأنه أمر بالعلف. موضع.


العلاقمة: بليدة في الحوف الشرقي من أرض مصر دون بلبيس فيها أسواق وبازاز يقوم للعرب العَلآقي: حصن في بلاد البجة في جنوبي أرض مصر به معدن التِبر بينه وبين مدينة أسوان في أرض فياحة يحتفر الإنسان فيها فإن وجد فيها شيئاً فجزء منه للمحتفر وجزء منه لسلطان العلاقي وهو رجل من بني حنيفة من ربيعة وبينه وبين عَيذاب ثمان رحلات.


عِلاَنُ: بكسر العين. من نواحي صنعاء اليمن.


العَلأنَةُ: من نواحي ذمار باليمن حصن أو بلد.


العَلاية: لا أدري أيَ شيء هذه الصيغة. إلا أنها اسم موضع. قال فيه أبو ذؤيب الهذَلي:

 

فما أم خِشفٍ بالـعـلاية دارُهـا

 

تَنوش البربر حيث نال اهتصارُها

فسَود ماء المَرد فاها فَوجهُـهـا

 

كَلوْن الثُؤور وهي أدماءُ سارُها

بأحسن منها حين قامت فأعرضت

 

تواري الدموعَ حين جدَ انحدارُها

 

وقال أبو سهم الهذلي:

 

أرى الدهر لا يُبقي على حدَثانه

 

أنور بأطراف العلاية فـاردُ

 

عِلبٌ : بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره باء موحدة علبُ الكرمَة. آخر حد اليمامة إذا خرجت منها تريد البصرة فأما العلب فهو الأرض الغليظة التي لو مطرت دهراً لم تنبت خضراً وكل موضع صلب خشن من الأرض فهو علب والعلب منبتُ السدرُ وجمعه علوب والعلب أثنة غليظة من الشجَر تتخذ مقطر وأما الكرمة فمعناها الكرامة ومنه أفعل ذلك كُرمةً لك وكُرمَى لك.


عِلبية: بكسر أوله وسكون ثانيه وهو فعَلِيَةَ من الذي قبله، وهو مُوَيهة بالدّاَث.


العلثُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره ثاء مثلثة إن كان عربياً فهو من العلث وهو خلط البر بالشعير يقال علَثَ الطعام يَعلِثه علثاً، وهي قرية على دجلة بين عُكبرَا وسامَراء، وذكر الماوردي في الأحكام السلطانية أن العلث قرية موقوفة على العَلويين وهي في أول العراق في شرقي دجلة وفيها يقول أحمد بن جعفر جَحظَةُ:

وحانة بالعلث وَسط السـوقِ

 

نزَلتها وصارِمي رَفـيقـي

على غلام من بني الخلـيق

 

بكل فعلٍ حسـنِ خـلـيق

فجاء بالـجـام وبـالابـريق

 

أما رأيتَ قطعَ الـعـقـيق

أما رأيت شفَـقَ الـبـروق

 

أما شممتَ نكهَة المعشـوق

ما أحسنَ الأيام بالـصـديق

 

على صبوح وعلى غَبـوق

إن لم يَحُلْ ذاك إلى التفريق

 

 

 

وقد نسب إليها جماعة من المحدثين. منهم أبو محمد طلحة بن مظفر بن غانم الفقيه العلثي سمع يحيى بن ثابت وأحمد بن المبارك المَرقعاني وابن البِطيء وغيرهم قرأ بنفسه وكان موصوفاَ بحسن الخط والقراءة ديناً ثقة فاضلاً توفي سنة 593، وبنو عبد الرحمن ومكارم ومظفر سمعوا الحديث جميعاً.


علثَم: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم ثاءٍ مثلثة مفتوحة. اسم موضع لا أعرف له أصلاً.


عَلَجانُ: موضع في شعر أبي دؤاد الإيادي:

 

ولقد نظرتُ الغيثَ تحفِـزُهُ

 

ريح شآمـيَة إذا بـرقـت

بالبطن من علَجانَ حل بـه

 

دانٍ فُوَيق الأرض إذ وَدَقت

 

علَجانةُ: موضع. في قول حبيب الهذلي:

ولقد نظرت ودرن قومي مَنظر

 

من قيسرونَ فبلقع فـسِـلاَبُ

فجبالُ أيلةَ فالمحصبُ دونـنـا

 

فألات ذي عَلَجانةٍ فـذهـا بُ

 

العلدمَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم دال مهملة والعلد الصلب الشديد كأن فيه يبساً من صلابته وأنث كأنه صفة للأرض، وهو اسم موضع في شعر هذيل.


عُلْطَةُ: نقب باليمامة وإنما سميت بذلك لأن خالد بن الوليد رضي اللَه عنه لما جاز بالنقب قالوا هذا لا نقب يحدرنا عن بلاد مسيلمة فقال اعلَوَطوه فسميت العلطة.


عَلْعال: جبل بالشام مشرف على البثنية وبين الغور وجبال السراة.


عَلْقٌ : مخلاف باليمن.


علق: بالتحريك وآخره قاف وهو لجميع آلة الاستسقاءِ بالبكرَة على الأبيار من الخُطاف والمحوَر والبكرة والنعامتين وحبالها كله يقال له عَلَق والعلق الدم الجامد في قوله تعالى:" ثم خلقنا النطفة علقة" المؤمنون: 14، ومنه قيل للدابة التي تكون في الماء علقة لأنها حمراء كالدم أو لأنها إذا علقت بدابة شربت دمها فبقيت كأنها قطعة دم أو لأنها تسرع التعلق بحلوق الدواب، وذو علقٍ . جبل معروف في أعلاه هضبة سوداء قال الأصمعي: وأنشد أبو عبيدة لابن أحمَرَ:

 

ما أمُ غفر على دَعجاءَ ذي علـقٍ

 

ينفي القراميدَ عنها الأعصمُ الوَقُلُ

 

ويوم ذي علق من أيامهم. فال لبيد بن ربيعة:

فإما تريني اليوم أصبحتُ سالمـاً

 

فلست بأحيا من كلاب وجعفـر

ولا الأحوصين في ليال تتابَـعَـا

 

ولا صاحب البراض غير المعمر

ولا من ربيع المقتـرين رزئتـهُ

 

بذي علق فاقنَيَ حياءَكِ واصبِرِي

 

يعني بربيع المقترين أباه وكان مات في هذا الموضع.


علقماءُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وبعدما ميم وألف ممدودة. اسم موضع وقالوا عو علقام فقلب هكذا نقله الأديبي والعلقم شجر الحنظل وألفه الممدودة لتأنيث الأرض فيما أحسب.


علقَمةُ: بفتح أوله ثم السكون وقاف مفتوحة وميم وهاءٍ . مدينة على ساحل جزيرة صقلية.


عللاَن: بالتحريك فَعَلان من العَلل وهو شرب الإبل الثاني والأول يقال له النهل يعني أنه موضع لذلك ويجوز أن يكون من التعليل وهو كالمدافعة والاشتغال والإلهاء وهو ماءٌ بحِسمَى.


العلَم: بالتحريك والعلم في لغة العرب الجبل وجمعه الأعلام. قال جرير:

إذا قطعن عَلَماً بدا عَلم

 

وأنشد أحمد بن يحيى:

سَقى العلم الفرد الذي في ظلاله

 

غزالانِ مكحولانِ مُؤتلـفـانِ

طلبنُهما صيداً فلم استطِعهُـمـا

 

وخَتلاَ فقاتاني وقد قـتـلانـي

 

ويقال لما يبنى على جواز الطرق من المنار مما يُستدل به على الطريق أعلام واحدها علم والعلم الراية التي إليها يجتمع الجند والعلم للثوب رقمة على أطرافه والعلم العلامة والعلم شق في الشفة العليا والعلم. جبل فرد شرقي الحاجر يقال له أبان فيه نخل وفيه واد لو دخله مائة من أهل بيت بعد أن يملكوا عليهم المدخلَ لم يقدر عليهم أبداً وفيه عيون ونخيل ومياه، وعلم بني الصادر يواجه القَنَوَين تلقاء الحاجر ولا أدري أهو الذي قبله أم آخَرُ، وعَلَم السعد ودجوج جبلان من دومة على يوم وهما جبلان منيفان كل واحد منهما يتصل بالآخر ودجوج رمل متصل مسيرة يومين إلى دون تيماءَ بيوم يُخرج منه إلى الصحراء وهو الذي عناه المتنبي بقوله:

 

طردتُ من مصر أيديها بأرجلها

 

حتى مرَقْنَ بنا من جَوْشَ والعَلَم

 

قال هما جبلان بينهما وبين حسمى أربع ليال: عَلمَانُ: يضاف إليها ذو فيقال ذو علمانَ. من قرى ذمار باليمن.


العَلَندَى: نبت ويضاف إليه ذات فيصير. اسم موضع في قول الراعي:

 

تحملنَ حتى قلت لسنَ بوارحـاً

 

بذات العلندى حيث نام المفاخر

 

عَلَن: واد في ديار بني تميم.


عَلُوس: بفتح أوله وضم ثانيه ثم واو ساكنة وسين مهملة. اسم قرية والعلَس ضرب من القمح يكون في الكمام منه حبتان يكون بناحية اليمن ويقال ما ذقتُ عَلوساَ ولا ألوساً أي طعاماً.


عَلُوسُ: بتشديد اللام من قلاع البُختية الأكراد. من ناحية الأرزن عن ابن الأعرابي.


العلوي: نسبة إلى عالية نجد وإنما ذكر ههنا لأن هذا النسب جاء على غير قياس وربما خفي عن كثير من الناس وقد ذكرنا الحالية في موضعها وحددناها. قال المرار بن منقذ الفقعسي مما رواه الأسودَ أبو محمد:

 

أعاشر في داراءَ من لا أودُهُ

 

وبالرمل مهجور إلي حبيبُ

لعمرك ما ميعادُ عينيك والبُكـا

 

بداراءَ إلا أن تهب جَـنـوبُ

إذا هب عُلويّ الرياح وجدتني

 

كأني لعلوي الرياح نـسـيبُ

وكانت رياح الشام تَكرَهُ مرَة

 

فقد جعلَتْ تلك الرياحُ تطيبُ

هنيئاً لخوطٍ من بشـام يُرِفـه

 

إلى بَرَدٍ شُهدذ بهن مَـشـوبُ

بما قد تَسَقى من سُلاف وضمه

 

بنان كهداب الدمَقس خضـيبُ

إذا تركت وحشية النجد لمَ يكن

 

لعينيك مما تشكوان طـبـيبُ

 

عَلِياباذ: معناه عمارة علي. عدة قرى بنواحي الري منها واحدة تحت قلعة طبَرَك والباقي متفرق في نواحيها. كذا خبر ابن الرازي.


عُلْيَب: بضم أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة وآخره باء موحدة العُلُوب الآثار وعَلِبَ النبت يعلَب عَلَباً فهو عَلب إذا جسا وعَلِبَ اللحم إذا غلظ والعِلب الوعل الضخم المسِن وأما هذا الوزن وهذه الصيغة فلم يجيء عليهما بناء غير هذا، وقال الزمخشري فيما حكاه عنه العمراني أظن أن قوماَ كانوا في هذا الموضع نزولاً فقال بعضهم لأبيه عُل يا أبُ فسمي به المكان، وقال المرزوقي كأنه فُعيل من العَلْب وهو الأثر والوادي لا يخلو من انخفاض وحزن، وقال صاحب كتاب النبات عُلْيَب موضع بتهامة وقال جرير:

 

غضبَتْ طُهيةُ أن سَببتُ مجاشعـاً

 

عضوا بصُم حجارةٍ من عُلْـيَبِ

إن الطـريق إذا تـبـينَ رشـدُه

 

سلكَتْ طُهيةُ في الطريق الأخيب

يتراهنون على التيوس كـأنـمـا

 

قبضوا بقُصة أعوجي مُـقـرَب

 

وقول أبي دهبل يدل على أنه واد فيه نخل والنَخل لا ينبت في رؤوس الجبال لأنه يتطلب الدِفءَ:

 

إلا عَلِقَ القلبُ المتيم كـلـثُـمَـا

 

لجوجاً ولم يلزم من الحب ملزمـاً

خرجت بها من بطن مكة بعـدمـا

 

أصاتَ المنادي للصلاة وأعتـمـا

فما نام من راع ولا ارتد سـامـر

 

من الحي حتى جاوزت بي يلملما

ومرت ببطن الليث تهوي كأنـمـا

 

تباثر بالإصباح نهباً مقـسـمـا

وجازَت على البزواء والليل كاسر

 

جناحيه بالبزواء ورداً وأدهـمـا

فما ذَزَ قرن الشمس حتى تبـينـت

 

بعُلْيَب نخلاَ مشرفـاً ومـخـيمـا

ومرَت على أشطان رَوْقةَ بالضحى

 

فما جرَرَت بالماء عيناً ولا فـمـا

فما شربَتْ حتى ثنيْتُ زِمـامـهـا

 

وخِفت عليها أن تجن وتكـلـمـا

فقلت لها قد بعـتِ غـير ذمـيمة

 

وأصبَحَ وادي البرك غيثاً مـديمـا

 

قال موسى بن يعقوب: أنشدني أبو دهبل هذا الشعر فقلت ما كنت إلا على الريح يا عم فقال يا ابن أخي إن عمك كان إذا هم فعل، وقال أبو دهبل أيضاً:

 

لقد غال هذا اللحد من بطن عُلْيَب

 

فتى كان من أهل الندى والتكرم

 

وقال ساعدة بن جؤية الهذَلي:

 

والإثلُ من سعيا وحلية منـزل

 

والدَوْمُ جاء به الشجون فعُلْيب

 

العلْيبُ: بلفظ التصغير. موضع بين الكوفة والبصرة. قال معن بن أوس:

 

إذا هي حلت كربلاء فلعلعاً

 

فجو العلَيْب دونها فالنوائحا

 

العِليبَةُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وياءٍ مفتوحة وباءٍ موحدة. مُوَيهة بالماَث من بلاد بني أسد بقرب جبل عَند، وقد قال فيها الشاعر:

 

شرُ مياه الحارث بن ثعلبه

 

ماء يسمى بالحرير العِليبَه

 

العُلَيةُ: بضم أوله وفتح ثانيه وتحريك الياء بالفتح مشددة هو في الأصل تصغير العلية والعُلَية والعَلاَة. جبلان باليمامة وبالعلية أودية كثيرة ذكرت متفرقة في مواضعها من هذا الكتاب منها الدَخول الذي ذكره امرؤ القيس. قال الحفصي: وهما لبني هِزان وبني جُشم والحارث ابني لؤي وأنشد:

 

أتتك هِزانُك من نعامهـا

 

ومن علاتها ومن آكامها

 

علي: بفتح أوله وسكون ثانيه وياء صحيحة بوزن ظبي وما أراه إلا بمعنى العلوِ، وهو موضع في جبال هذَيل. قال أمية بن أبي عائذ:

 

لمن الخيام بعليَ فالأحراص

 

فالسودَتين فمجمع الأبواص

 

باب العين والميم وما يليهما

 

عمَا: بفتح أوله وتشديد ثانيه والقصر اسم عجمي لا أدريه إلا أنه يكون تأنيث رجل عم وامرأة عما من العمومة أخو الأب مثل سَكر وسكرَى هو كفر عفَا. صُقع في برية خُساف بين بالس وحلب عن الحازمي.


عما: بالضم. اسم صنم لِخَولان باليمن فيه نزل قوله تعالى: "وجعلوا اللَه مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبِاً" الأنعام: 136 الآية.


العِمَاد: بكسر أوله. قال المفسرون في قوله تعالى: " إرم ذات العماد" الفجر: 7، قال المبرد يقال رجل طويل العماد إذا كان معمداً أي طويلاً قال وقوله: "إرم ذات العماد" أي ذات الطول وقيل ذات العماد ذات البنا الرقيع، وقال الفراء ذات العماد أي أنهم كانوا ذوي عمد ينتقلون إلى الكلإ حيث كان ثم يرجعون إلى منازلهم ويقال لأهل الأخبية أهل العماد، وغورُ العماد موضع بعينه قرب مكة في ديار بني سليم يسكنه بنو صبيحة منهم. وعماد الشبا موضع بمصر.


العمَادِية: قلعة حصينة مكينة عظيمة في شمالي الموصل ومن أعمالها. عمرها عماد الدين زنكي بن آق سُنْقُر في سنة 537 وكان قبلها حصناً لأكراد فلكبره خربوه فأعاده زنكي وسماه باسمه في نسبه إليه وكان اسم الحصن الأول آشب.


العمارَة: ماءة جاهلية لها جبال بيض وتليها الأغربة جبال سود وتليها بِرَاق رِزمة بيض.


العمَارَة: بالكسر وبعد الألف راء ضد الخراب والعمارة الحي العظيم ينفرد بظعنه وهي دون القبيلة والعمارة الصدرُ وبها سميت القبيلة وهو: ماء بالسَليلة من جبل قَطَن به نخل.

 

العمارية: كأنها منسوبة إلى عمار. قرية باليمامة لبني عبد اللهَ بن الدؤل.


عِمَاسُ: بكسر العين كان اليوم الثالث من أيام القادسية يقال له يوم عماس ولا أدري أهو موضع أم هو من العمس مقلوب المعس.


عَمَاق: بفتح أوله وآخره قاف. موضع.


العَماكِرُ: من قرى سنحان باليمن.


عُمَان: بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون. اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند وعُمان في الإقليم ا لأول طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة في شرقي هَجَر تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل وأكثر أهلها في أيامنا خوارج أباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارىء غريب وهم لا يخفون ذلك وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريباً. قال الأزهري يقال أعمَنَ وعمَنَ إذا أتى عُمان، وقال رُؤبة:

 

نَوَىً شاَم بانَ أو مُعمن

 

ويقال أعمَن يُعمِن إن أتى عمان. قال الممزق واسمه شاس بن نَهار:

أحقا أبيْتَ اللعنَ أن ابـن فـرتـنـا

 

على غير أجرايم برِيق مـشـرق

فان كنتُ مأكولاً فكـن خـير آكـل

 

وإلا فأدركـنـي ولـمـا أمَـزق

أكلفتني أدواءَ قـوم تـركـتُـهـم

 

فإن لا تداركني من البحر أغْـرَق

فإن يتهموا أنجدْ خلافـاً عـلـيهـم

 

وأنَ يُعمنوا مستحقبي الحرب أعرِق

فلا أنا مولاهم ولا فـي صـحـيفة

 

كفلتُ عليهم والكفـالة تـعـتـق

 

وقال ابن الأعرابي العُمُنُ المقيمون في مكان يقال رجل عامن وعمُون ومنه اشتق عَمان وقيل أعمنَ دام على المقام بعمان وقصبة عمان صُحار وعمان تُصرف ولا تصرف فمن جعله بلداً صرفه في حالتي المعرفة والنكرة ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وقال الزجاجي سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، وقال ابن الكلبي سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمان، وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدل على أنها المرادة في حديث الحوض لقوله ما بين بُصرَى وصنعاء وما بين مكة وأيلَة ومن مقامي هذا إلى عمان وفي مسلم من المدينة إلى عمان وفيه مابين أيلة وصنعاء اليمن ومثله في البخاري وفي مسلم وعرضه من مقامي هذا إلى عمان، وروى الحسن بن عادية قال: لقيت ابن عمر فقال من أي بلد أنت قلت من عمان قال أفلا أحدثك حديثاً سمعته من رسول اللَه صلى الله عليه وسلم قلت: بلى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم أرضاً من أرض العرب يقال لها عمان على شاطىء البحر الحجة منها أفضلُ أو خير من حجتين من غيرها وعن الحسن: "يأتين من كل فج عميق" الحج: 27، قال: عمان وعنه عليه الصلاة والسلام ومن تعذر عليه الرزقُ فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:

 

حلفْتُ بحج من عُمَانَ تحللـوا

 

ببئرين بالبطحاء ملقَىً رحالها

يسوقون انضاءً بهن عـشـيةً

 

وصهباء مشقوقاً عليها جلالها

بها ظعنة من ناسكٍ متـعـبـد

 

يمور على متْن الحنيف بلالها

لئن جعفر فاءتْ علينا صدورها

 

بخير ولم يردد علينا خيالـهـا

فشثتُ وشاء اللَه ذاك لأعنَـيَنْ

 

إلى الله مأوى خلفة ومصالها

 

وينسب إلى عمان دارد بن عفان العماني روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر. وأبو هارون غطريف العماني روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيان العجلي أصله من عمان وسكن البصرة يروي عن ثابت البناني روى عنه شعبة والبصريون.


عَمَانُ: بالفتح ثم التشديد وآخره نون يجوز أن يكون فعلان من عم يعم فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة ويجوز أن يكون فعالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد وعمان. بلد في طرف الشام وكانت قصبة أرض البلقاء والأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضاً وفي الترمذي من عدن إلى عمان البلقاءِ والبلقاءُ بالشام وهو المراد في الحديث لذكره مع أذرح والجرباءِ وأيلة وكل من نواحي الشام، وقيل إن عمان هي مدينة دقيانوس وبالقرب منها الكهف والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد واللهَ أعلم وقد قيل غير ذلك، وذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب اللهَ أن لوطاً عليه السلام لما خرج بأهله من سدوم هارباً منِ قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زُغر ولم ينج غيره وأخيه وابنتيه وتوهم بنتاه أن اللهَ قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلاً من أبيهما وعمهما فأسقَتَاهما نبيذاً وضاجعت كل واحدة منهن واحداً فحبلتا ولم يعلم الرجلان بشيء من ذلك وولدت الواحدة ابناًً فسمته عمان أي أنه من عم وولدت الأخرى ولداً فسمته مآب أي أنه من أب فلما كبرا وصارا رجالا بنى كل واحد منهما مدينة بالشام وسماها باسمه وهما متقاربتان في برية الشام وهذا كما تراه ونقلته كما وجدته واللَه أعلم بحقه من باطله، وقال أبو عبد اللهَ محمد بن أحمد البشاري: عمان على سيف البادية ذات قرى ومزارع ورستاقها البلقاءُ وهي معدن الحبوب والأنعام بها عدة أنهار وأرحية يديرها الماءُ ولها جامع ظريف في طرف السوق مُفَسفَسُ الصحن شبه مكة وقصر جالوت على جبل يطل عليها وبها قبر أورياءَ النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود عليه السلام وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبة. قال الأحوص بن محمد الأنصاري:

 

أقول بعَمان وهل طَرَبـي بـه

 

إلى أهل سلع إن تشوًقْتُ نافع

أصاح ألم يحزنك ريح مريضة

 

وبرق تلالا بالعقيقـين لامـع

وأن غريبَ الدار مما يَشُوقُـهُ

 

نسيمُ الرياح والبروقُ اللوامـعُ

وكيف اشتياقُ المرء يبكي صبابة

 

إلى من نأى عن داره وهْوَ طامع

وقد كنت أخشى والنوى مطمـئنة

 

بنا وبكم من علمِ ما اللهُ صـانـع

أريد لأنسى ذكرَها فيشُـوقـنـي

 

رِفاق إلى أرض الحجاز رواجع

 

وقال الخطيم العُكلي اللص يذكر عَمانَ:

أعوذُ بربي أن أرى الشام بعدهـا

 

وعمانَ ما غنى الحمامُ وغـرَدَا

فذاك الذي استنكرت يا أم مالـك

 

فأصبحتُ منه شاحبَ اللون أسودَا

وإني لماضي العزم لو تعلمـينـه

 

ورَكابُ أهوالِ يخاف بها الردىَ

 

وينسب إلى عمان أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد اللَه بن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني العماني قال الحافظ أبو القاسم من أهل عمان مدينة البلقاءِ قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص العماني المخزومي ومحمد بن هرون بن بكار وعبد اللَه بن محمد بن جعفر القزويني القاضي روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافة سنة 324، وقال الرازي: سنة 325، وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي ونفرٍ سواه، ودَيرُ عمان بنواحي حلب ذكر في الديرة، ومحمد بن كامل العماني روى عنه زكريا الأضاخي.
عمَايتَان: تثنية عماية بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف ياءٌ مثناة من تحت وباقيه للتثنية وعماية ويَذْبل. جبلان بالعالية وثني عماية وهو جبل كما ثني رامتان. قال جرير:

 

لو أن عُصْمَ عمايتين ويَذْبُـلِ

 

سمعَتْ حديثك أنزلا الأوعالاَ

 

قال أبو علي الفارسي أراد عصمَ عمايتين وعصمَ يذبل فحذف المضاف.


عَمَاية: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وياءٍ مثناة من تحت. اسم جبل يجوز أن يكون من العما وهو الطول يقال ما أحسن عَما هذا الرجل أي طوله ويجوز أن يكون عَمَي يَعمى إذا سأل والعَميُ مثال الظبي دفعُ الأمواج القذَى والزبد من أعاليها وقيل العَمَاية الغوَاية وهي اللجاجة والعماية السحابة الكثيفة المطبقة، وقال نصر عمايتان جبلان عماية العليا اختلطت فيها الحريش وقشير والعَجْلان وعماية القُصيا هي لُهم شرقيها كله ولباهلة جنوبيها وللعجلان غربيها وقيل هي جبال حمر وسود سميت به لأن الناس يضلون فيها ويسيرون فير مرحلتين، وقال السكري عماية جبل معروف بالبحرين قاله في شرح قول جرير يخاطب الحجاج فقال:

 

وخفتك حتى استنزلتني مخافتي

 

وقد حال دوني من عمايةَ نيقُ

يُسر ُلك البغضاء َكل منافـق

 

كما كل ذي دين عليك شفيقُ

 

وقال أبو زياد الكلابي عماية جبل بنجد في بلاد بني كعب للحريش وحق والعجلان وقشير وعقيل قال وإنما سمي عماية لأنه لا يدخل فيه شيءٌ إلا عميَ ذكره وأثرُه وهو مستدير وأقل ما يكون العرض والطول عشر فراسخ وهي هضبات مجتمعة متقاودة حمر ومعنى متقاودة متتابعة فيها الأرشال وفيها الآوى وفيها النمر وأكثر شجرها ألبان ومعه شجر كثير وفيه قلال لا تؤتى أي لا تقطع. قال السكري: قتل القتال الكلابي واسه عبد الله بن مُجيب رجلاً وهرب حتى لحق بعمايَةَ وهو جبل بالبحرين فأقام به قبل عشر سنين وأنِسَ به هناك نمر فكان إذ اصطاد النمر شيئاً شاركه القتالُ فيه وإذا اصطاد القتال شيئأ شاركه النمر فيه إلى أن أصلح أهله حاله مع السلطان وأراد الرجوع إلى أهله عارضه النمر ومنعه من الذهاب حتى هم بأكله فخاف على نفسه فضربه بسهم فقتله وقال فيه:

 

جزى اللَه خيراً والجزاء بكفه

 

عَماية عنـا أم كـل طـريد

فلا يزدهيها القوم إن نزلوا بها

 

وإن أرسل السلطان كلَّ بريد

حمتَني منها كل عيطاءَ عَيطل

 

وكل صفاً جم القلات كـؤود

 

وقال يذكر النمر:

وفي ساحة العنقاء أو في عَمـاية

 

أو الادَمَى من رَهبة الموت موئل

ولي صاحب في الغار هدَك صاحباً

 

أبو الجَـون إلا أنـه لا يُعـقـلُ

إذا ما التقينا كان أنـس حـديثـنـا

 

سُكات وطرفَ كالمَعابل أطحـل

كلانا عدو لـو يرى فـي عـدوه

 

مَهزا وكل في العداوة مجـمـلُ

وكانت لنا فلث بأرض مظلِّة

 

شريعتها لأينـا جـاء أولُ

 

عَمتَا: قرية بالأردُن بها قبر أبي عبيدة بن الجراح رضي اللهَ عنه ويقال هو بطبرية.. وقال المهلبي من عَمان إلى عمتا وبها يُعملُ النبل الفائقة وهي في وسط الغور اثنا عشر فرسخاً ومنها إلى مدينة طبرية اثنا عشر فرسخاً.


عُمدَانُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو في اللغة رئيس العسكر.. قال الأزهري: قال ابن المظفر: عمدان اسم جبل أو موضع.. قال الأزهري: أراه غمدان بالغين المعجمة فصحفه وهو حصن في رأس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن وهنا كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام العرب فأخرجه في باب الغين المعجمة فصحفه.. قال عبيد اللهَ الفقير إليه: وذكرته أنا لتعرفه فلا تغتر به إلا أن يكون ما ذهب إليه الليث موضعاً غير عُمدان.


عَمَرَانِ: بالتحريك كأنه ضمَ إلى عَمَر الذي في بلاد هذيل موضعاً اَخر فقال عمران ولم يرد التثنية والعَمَرُ بالتحريك مَنديل أو غيره تغطي به نساء الأعراب رؤوسهن وهو عَمرٌ وإنما ثناه ضرورة إقام الوزن ويفعلون ذلك كثيراً وربما جمعوه أيضاً وهو واحد.. قال صخر الغي يصف سحاباً:

أسال من الليل أشجـانـه

 

كأن ظواهره كُن جوفـا

فذاك السطاعُ خلاف النجاءِ

 

تحسبه ذا طِلاءٍ نـتـيفـا

إلى عمرين إلـى غـيقة

 

فيليلَ يهدي رِبَحلاً رَجوفا

 

العمرَانيةُ: قرية كبيرة وقلعة في شرقي الموصل متاخمة لناحية شوش والمرج فيها رستاق وكروم والقلعة آلت إلى الخراب ما بقى منها شيء وبها كهف يقولون أنه كهف داود يُزار.


عُمرَان: بضم أوله وسكون ثانيه واَخره نون وهو ضد الخراب. موضع في بلاد مراد بالجَوف وكان فيه يوم مر أيامهم.


عَمْرو: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ اسم الرجل وهو واحد عُمور الأسنان وهو اللحم المتدلي بين كل سِنين والعَمر العُمر أيضاً. وهو جبل بالسراة سمُي بعَمرو بن عدوان كذا ذكره الحازمي وليس لعَدوان في رواية الكلبي ابن اسمه عمرو وإنما هو عدوان بن عمرو.. وقال الأديبي عَمروٌ جبل في بلاد هذيل.


عَمَر: بالتحريك قد ذكرنا أن العمر منديل أو غيره تغطي به نساء الأعراب رؤوسهن وهذا هو الجبل الذي ذكر آنفاً أنه ضم إلى آخر فقيل العَمران. وهو جبل في بلاد هذيل.. قال صخر الغي يصف سحاباً.

وأقبل مرا إلى مـجـدَل

 

سِياقَ المُقَيدِ يمشي رسيفاً

فلما رأى العمقَ قدَامـه

 

ولما رأى عمَراً والمُنيفا

 

قالوا عَمَر جبل يصب في مسيل مكة:

أسال من الليل أشجانـه

 

كأن ظواهرَهُ كُن جُوفَا

 

عُمْرُ الحَبيسِ: من نواحي بغداد ذكره أبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأزرقي في شعر له فقال:

 

لَيتني والمُنا قديمـاً سَـفـاه

 

وضلالَ وحبرةِ وعـنـاءُ

كنت صادفت منك يوماً بعمأ

 

وبدير الحبيس كان اللقـاءُ

فتُوافيك ضرَة الشمس تختا

 

لُ كأن العِيانَ منها هبـاءُ

لذ منها طعم وطاب نسـيم

 

فلها الفخر كله والسـنـاء

 

عمرُ الزعفَران: بنواحي الجزيرة وآخر في جبال نصيبين قد ذُكرا في دير الزعفران.


عُمرُ كَسْكَرَ: بضم أوله وسكون ثانيه فأما كسكر فيذكر في بابه وأما العُمر فهو الدير للنصارى.. ذكر أبو حنيفة الديُنَوَري في كتاب النبات أن العمر الذي للنصارى إنما سمي بذلك لأن العمر في لغة العرب نوع من النخل وهو المعروف بالسكري خاصة وكان النصارى بالعراق يبنون ديرتهم عنده فسمي الدير به وهنا قول لا أرتضيه لأن العمر قد يكون في مواضع لا نخل به ألبتة كنحو نصيبين والجزيرة وغيرهما والذي عندي فيه أنه من قولهم عمرتُ ربي أي عبدته وفلانٌ عامر لربه أي عابد وتركت فلاناً يعمُرُ ربه أي يعبده فيجوز أن يكون الموضع الذي يتعبد فيه يسمى العُمرَ ويجوز أن يكون مأخوذا من الاعتمار والعمرة وهي لزيارة وأن يُراد أنه الموضع الذي يزار ويقال جاءنا فلان معتمراً أي زائراً ومنه قوله: وراكبٌ جاء من تثليث معتمرُ ويقال عمرتُ ربي وحججته أي خدمته فيجوز أن يكون العمر الموضع الذي يُخدم فيه الربّ وقد يَغلِبُ الفرعُ على الأصلِ حتى يُلغى الأصلُ بالكلية ألا ترى إلى قولهم لعَمرُكً أنه يميز بالعمر فلا يقال لعمرُك بالضم ألبتة ويجوز أن يكون من العمر الذي هو الحياة كأنهم سموه بما يؤول إليه لأن النصراني يُفْني عمره فيه كقول الرجل لأبوَيه هما جنتي وناري فهذا هو الحق في اشتقاقه واللَه أعلم. وكسكر هي ناحية واسط وهذا العمر في شرقي واسط بينه وبين المدينة نحو فرسخ وهو عند قرية تسمى برجونية وفي هذا العمر كرسي المطران وهو عمر حسن جيد البناء مشهور عند النصارى يُحيط به بساتين نخيل بينه وبين دجلة فلا يراه القاصد حتى يلتصق بحائطه وقد اكثر الشعراءُ من ذكره فقال محمد بن حازم الباهلي:

 

بعُمر كسكَر طاب اللهو اللـعِـبُ

 

والبازكارات والأدوارُ والنـخَـبُ

وفتيةٌ بذلوا للكـأس أنـفـسـهـم

 

وأوجبوا الرضيع الكاس ما يجبُ

وأنفقوا في سبيل القصف ما وجدوا

 

وانهبوا ما لهم فيها وما كسـبـوا

محافظين إن استنجدتهـم دفـعـوا

 

وأسخياءُ إن استوهبتهم وهـبـوا

نادمت منهم كراماً سادةً نـجـبـا

 

مهذبين نمتهـم سـاعةٌ نـجُـبُ

فلم نزل في رياض العمر نعمُرُها

 

قصفاً وتعمُرُنا اللذات والطـربُ

فالزهرُ يضحك والأنواء بـاكـية

 

والنّايُ يُسعِدُ الأوتارُ تصطـخـبُ

والكاس في فَلـك الـلـذات دائرة

 

تجري ونحن لها في دورها قُطبُ

والدهرُ قد طُرَقت عنا نـواظـرُه

 

فما تُرَوِّعنا الأحـداث والـنـوَبُ

 

عُمرُ نَصرٍ : بسامرا.. وفيه يقول الحسين بن الضحاك:

يا عمرَ نصر لقد هيجت ساكـنةً

 

هاجت بلابل صَب بعدَ إقصـارِ

للَه هاتـفة هـبـت مـرجـعة

 

زَبور داود طوراً بعـد أطـوار

يحثُها دالق بالقدس مـحـتـنـكٌ

 

من الأساقف مزمور بمزمـار

عجت أساقفها في بيت مذبحهـا

 

وعجَ رُهبانها في عَرصة الدار

خمارُ حانتها إن زرتَ حانـتَـهُ

 

أذكى مجامرها بالعود والغـار

يهتر كالغصن في سُلْب مسـوَدة

 

كأن دارسها جسم من الـقـار

تُلْهيك ريقتُه عن طيب خمرتـه

 

سَقياً لذاك جنًى من ريق خمـار

أغرى القلوب به ألحاظ ساجـية

 

مرهاء تطرف عن أجفان سحار

 

عُمْرُ واسِطٍ : هو عمر كسكر الذي تقدم ذكره وفي يقول أبو عبد اللَه بن حجاج:

قالوا غدَا العيدُ فاستبشر به فـرَحـاً

 

فقلت مالي وما للـعـيد والـفـرَح

قد كان ذا والتَوَى لم تـمـس نـازلةً

 

بعَقوَتي وغراب البـين لـم يصـحِ

أيام لم يَخترم قريي الـبـعـاد ولـم

 

يَغدُ الشتات على شَملـي ولـم يَرُحِ

فاليوم بَعدَك قلبي غـير مُـتـسـع

 

لما يَسُر وصدري غير مـنـشـرح

وطائر ناحَ في خضـراءَ مـونـقة

 

على شَفا جدول بالعشب مـتـشـح

بكـى ونـاحَ ولـولا أنـه سـبـب

 

لكان قلبي لمعنـىً فـيه لـم يَنُـحِ

في العمر من واسطٍ والليل ما هبطَتْ

 

فيه النجوم وضوءُ الصُبح لـم يَلُـحِ

بينـي وبـينــك ود لا يغـــيرهُ

 

بعدُ المزار وعهد غـير مُـطـرح

فمـا ذكـرتُـك والأقــداح دائْرَة

 

إلا مزجْت بدَمعيِ باكـياً قـدحـي

ولا استمعتُ لصَوْت فيه ذكر نـوَى

 

الا عصيتُ عليه كـل مـقـتـرح

 

العُمَريةُ: محلة من محال باب البصرة ببغداد منسوبة إلى رجل اسمه عمر لا أعرفه.. ينسب إليها محمد أبو الكرم وأبو الحسن عبد الرحمن ابنا أحمد بن محمد العمري كان أبو الحسن قاضيا شاهداً روى الحديث وسمع أبو الكرم أبا القاسم هبة اللهَ بن محمد بن الحصين وغيره.. وابنه أبو الحارث علي بن محمد العمري سمع الحديث أيضاً ورواه.


العمرية: ماء بنجد لبني عمرو بن قُعَين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة: عمق: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره قاف عمقُ الشيء ومعقه قعرُه والعمق المطمئن من الأراضي. وهو واد من أودية الطائف نزله رسول اللَه صلى الله عليه وسلم لما حاصر الطائف وفيه بئر ليس بالطائف أطول رِشاءً منها. والعَمقُ أيضاً موضع قرب المدينة وهو من بلاد مُزَينة.. قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

 

يوم لم يتركوا على ماءِ عمْق

 

للرجال المشيعين قلـوبـاً

 

ويروى عَمقي بوزن سَكْرَى بغير تنوين.. وقال الشريف عُلَي العمق عين بوادي الفُرع.. وقال ساعدة بن جُؤية يصف سحاباً:

 

أفعنك لا برق كأن ومـيضَـهُ

 

غاب تَشَيمه ضرام مثـقـبُ

سادٍ تخرم في البضيع ثمـانـيا

 

يلوي بعَنقات البحار ويجـنـب

لما رأى عمقاً ورجّع عَرضـهُ

 

هدراً كما هدَرَ الفنيقُ المُصْعَب

 

ويروي لما رأى عِرقاً. والعمق أيضاً واد يسيل في وادي الفرع يسمى عمقَين والعين لقوم من ولد الحسين بن علي وفيها تقول أعرابية منهم جلَتْ إلى ديار مُضرَ:

 

أقول لعيوق الثُـريا وقـد بـدَا

 

لنا بدْوَةً بالشام من جانب الشرق

جَليتَ مع الجالين أم لست بالذي

 

تبدَى لنا بين الخشاشين من عَمْق

 

والخشاشان جبلان ثمَة وقال عمرو بن معدي كرب:

 

لمن طَلَل بالعمق أصبح دارساً

 

تبدل آراما وعيناً كـوانـسـاً

بمعترَكٍ ضَنْك الحبيا ترى بـه

 

من القوم محدوساً وآخر حادساً

تساقَت به الأبطالُ حتى كأنهـا

 

حني بَرَاها لسيرُ شعثاً بوائسـا

 

والعمق أيضاً كورة بنواحي حلب بالشام الآن وكان أولاً من نواحي أنطاكية ومنه أكثر ميرة أنطاكية وإياه عنَى أبو الطيب المتنبي حيث قال:

 

وما أخشى تبوك عن طـريق

 

وسيفُ الدولة الماضي الصقيلُ

وكل شواةِ غِطرِيفٍ تـمـنـى

 

لسيرك أن مَفْرِقها السـبـيلُ

ومثل العَمْق ممـلـوء دمـاءً

 

مَشَتْ بك في مجاريه الخيولُ

إذا اعتادَ الفَتى خَوض المنـايا

 

فأهوَنُ ما يمرُ به الـوُحـولُ

 

وقال أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة يذكر العمق:

 

وكم شامخ عالي الذرَى قد تركتـه

 

وأرفعه دَك وأسفـلـه سـهـبُ

وأوقعتَ بالاشراك في العمق وقعةً

 

تزَلْزَلَ من أهوالها الشرق والغرب

 

عمَقُ: بوزن زُفَرَ علمِ. مرتجل على جادة الطريق إلى مكة بين معدن بني سُليم وذات عِرْق والعامة تقول العُمُق بضمتين وهو خطأ.. قال الفَرَاءُ وهو دون النقرة وأنشد لابن الأعرابي وذكر ناقته:

 

كأنها بين شَرورَى والـعُـمَـق

 

وقد كَسونَ الجلد نَضحاً من عَرَق

نَوَاحَة تلوى بجلبـابٍ خَـلَـقْ

 

 

 

العَمقَةُ: قال أبو زياد. من مياه بني نمير العمقة ببطن واد يقال له العمق.


عمقيان: حصن في جبل جحاف باليمن.


عمقين: بلفظ تثنية العَمق وقد ذكر في العمق.


العِمْقى: بكسر أوله وسكون ثانيه والقاف وألف مقصورة ذكر في هذا الموضع لأنه لا يكتب إلا بالياء وهو في الأصل اسم نبت ويروى بالضم. وهو واد في بلاد هذيل وقيل هو أرض لهم. قال أبو ذؤيب يرثي صاحباً له مات في هذه الأرض.

 

نام الخليُ وبت الليل مشتـجـراً

 

كأن عينيَ فيها الصابُ مذبـوحُ

لما ذكرت أخا العمقى تأَوَبنـي

 

هَمى وأفْرَدَ ظَني الأغلبُ الشيحُ

 

عمَل: بفتح أوله وثانيه وآخره لام معروف. وهو اسم موضع.


عملَةُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه لا أدري ما أصله، وهو اسم موضع في قول النابغة الذبياني:

 

تأَوَبني بعمَلة الـلـواتـي

 

مَنعنَ النوم إذ هَدأت عيونُ

 

ويروى عن الزمخشري عُمَلَة: عملَى: بالفتح ثم السكون بوزن سَكرَى إذا قيل رجل عَملاَنُ من العمل قيل امرأة عَملَى، وهو اسم موضع وذكره ابن دُرَيد في جمهرته بفتحتين.


العمُ: بلفظ أخي الأب، اسم موضع. عمُ: بكسر أوله وتشديد ثانيه ولا أراها إلا عجمية لا أصل لها في العربية، وهي قرية عناء ذات عيون جارية وأشجار متدانية بين حلب وأنطاكية وكل من بها اليوم نَصارَى، وقد نسب إليها قديماً قوم من أهل العلم والحديث.. منهم بشر بن علي العِمىُ الأنطاكي روى عن عبد اللهَ بن نصر الأنطاكي روى عنه الطبراني وأنشد ابن الأعرابي لرجل من طيءٍ يصف جملاً.

 

أقسمتُ أشكيك من أيْنٍ ومن نَصَبٍ

 

حتى ترى معشرا بالعثـم أزْوالا

 

قال والعِمُ. بلد بحلب، وقال ابن بُطْلاَن في رسالته التي كتبها في سنة 540 إلى ابن الصابي وخرجنا من حلب إلى أنطاكية فبتنا في بلدة للروم تعرف بعم فيها عين جارية يصاد فيها السمك ويدور عليها رحىً وفيها من مشارير الخنازير ومباح النساء والزنا والخمُور أمر عظيم وفيها أربع كنائس وجامع يُؤذنُ فيه سرًا.


عِمَوَاسُ: رواه الزمخشري بكسر أوله وسكون الثاني ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره سين مهملة وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس قال البشاري عمواس ذكروا أنها كانت القصبة في القديم وإنما تقدموا إلى السهل والبحر من أجل الاَبار لأن هذا على حد الجبل، وقال المهلبي: كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس ومنها كان ابتداءُ الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي اللَه عنه ثم فشا في أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي اللهَ عنهم ومن غيرهم وذلك في سنة 18 للهجرة ومات فيه من المشهورين أبو عبيدة بن الجرَاح وعمره ثمان وخمسون سنة وهو أمير الشام ولما بلغت وفاته عمر رضي اللهَ عنه ولى مكانه على الشام يزيدَ بن أبي سفيان ومعُاذُ بن جبل والحارث بن هشام وسهيل بن عمر، والفضل بن العباس وشرحبيل بن حسَنَةَ ويزيدُ بن أبي سفيان وقيل مات فيه خمسة وعشرون ألفاً من المسلمين وفي هذه السنة كان عام الرَمادة بالمدينة أيضاَ، وقال الشاعر:

 

رُب رُزْق مثلى الهلال وبيضا

 

ء حَصانٍ بالجزْع من عموَاس

قد لقوا اللَه غير باغ علـيهـم

 

وأقاموا في غير دار ائتنـاس

فصبَرْنا صبراً كما علـم الـل

 

ه وكنا في الصبر أهل إياس

 

عَمُود: بفتح أوله هو عمود الخباءِ خشبة تُطنبُ بها الخيمُ وبيوت العرب. هضبة مستطيلة عندها ماء لبني جعفر، وعمود البان.. قال عرَام أسفل من صفينة بصحراء مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائراًيقال لأحدهما عمود البان والبان موضع وللآخر عمود السفح وهما عن يمين طريق المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية، وعمود الحفيرة موضع آخر ذكر في الحفيرة، وعمود سُوَادمة أطوَل جبل ببلاد العرب يضرب به المثل قال أبو زياد عمود سوادمة جبلِ مُصَعلك في السماء والمصعلك الطويل، وعمود غريفةَ في أرض غني من الحمى، وعمود المحدَث ماء لمحارب بن خَصَفَة، والمحدث ماء بينه وبين مطلع الشمس كانت تنزله بنو نصر بن معاوية. قال الأصمعي: ومن مياه بني جعفر. عمود الكود وهو جَرُور أنكَدُ عن الأصمعي يقال بئر جرور أي بعيدة القعر ولأنكد المشؤوم المتعِبُ المستقى.. قال الأصمعي: والعمودان في بلاد بني جعفر بن كلاب عمود بلال وذات السواسي جبل.


عَمُوِريَةُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. بلد في بلاد الروم غزاة المعتصم حين سمع شُراة العلوية قيل سميت بعمُورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام وقد ذكرها أبو تمام فقال:

 

يا يوم وقعة عمُورية انصرفـت

 

عنك المنى حفلاً معسولة الحلب

 

.. قال بطليموس مدينة عمورية طولها أربع وتسعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وست عشرة دقيقة طالعها العقرب بيت حياتها تسع درجات من الدلو تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الخامس، وفي زيج أبي عون عمورية في الإقليم الرابع طولها ثلاث وخمسون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي التي فتحها المعتصم في سنة 223 وفتح أنقرة بسبب أسر العلوية في قصة طويلة وكانت من أعظم فتوح الإسلام، وعمُورية أيضاً بليدة على شاطىء العاصي بين فامية وشيزَر فيها آثار خراب ولها دخلٌ وافر ولها رحىً تغل مالاً. عُمْيَانِس: بضم العين وسكون الميم وياءٍ وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة. قال أبو المنذر وكان لخولان صنمَ يقال له عميانس بأرض خولان يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين اللَه عز وجل بزعمهم فما دخل في حق اللَه من حق عميانس ردوه عليه وما دخل في حق الصنم من حق اللَه الذي سموه له تركوه له وهم بطن من خولان يقال لهم الاذوم وهم الاسوم وفيهم نزك فيما بلغنا قوله تعالى: "وجعلوا للهَ مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا اللهَ بزعمهم وهنا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللهَ وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون" الأنعام: 136.


العُمَيرُ: بلفظ تصغير العمر. موضع قرب مكة يصب منه نخلة الشامية، وبئرُ عمير في حزم بني عُوَال وهو ههنا اسم رجل، وعميرُ اللصوص قرية من قرى الحيرة قال عدي بن زيد:

 

أبلغْ خليلي عنـد هـنـد فـلا

 

زِلْتَ قريباً من سواد الخصوص

مُوَازِيَ الـقُـرة أو دونـهــا

 

غير بعيد من عمير اللصـوص

 

وهو في شعر عَبيد أيضاً عن نصر: العميسُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وهو بوزن فعيل وِالعميس في اللغة الأمر المغطى، وهو واد بين مَلَل وفرْش كان أحد منازل رسول اللَه صلى الله عليه وسلم إلى بدر كذلك ضبطه أبو الحسن بن الفرات في غير موضع وكذلك يقوله المحققون قال ابن موسى ويقال لهم عميس الحمام.


العَميمُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وهو العاتم في الأصل، وهو اسم موضع عن العمراني.