حـرف الـعـيـن: باب العين والياء وما يليهما

باب العين والياء وما يليهما

عِيَارُ: هضبة في ديار الإِوَاس بن الحِجر ويوم حِراق من أيامهم غزَت غامد الإواسَ بن الحجر بن الهِنوِ بن الأزد فوجدوا خمسين رجلاً من الاواس في حِصار فأحرقوهم في هضبة يقال لها عيارُ فقال زهير الغامدي هذين البيتين:

 

تَبغي الإواسُ بأرضها وسمانهـا

 

حتى انتهينا في دواب تكـبـدَا

حتى انتهينا في عِيارَ كـأنـنـا

 

أظْبٍ وقد لبد الرُؤوس من الندى

 

عَيان: بفتح أوله وتشديد ثانيه يجوز أن يكون من قولهم عان الماءُ يعين إذا سال أو من عيَنَ التاجر إذا باع سِلعتَه بعَين وهو عيان أو من عَين الماء مكان عيان كثير العيون أو يكون رجل عيان الذي يصيب بالعين كثيراً ويجوز غير ذلك. وهو بلد باليمن من ناحية مخلاف جعفر. عُيَانَةُ: بالضم. حصن من حصون ذمار باليمن كان لولد عمران بن زيد.


عِيَانَةُ: بكسر أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف نون علم مرتجل. موضع في ديار بني الحارث بن كعب بن خُزاعة. وقال المُسيب بن عَلَس.

 

ويومُ العيانة عند الكثي

 

ب يوم أشائمهُ تنعَبُ

 

عَيبَانُ: جبل باليمن عن نصر.


عَيبَةُ: بالفتح ثم السكون وباء موحدة بلفظ واحدة العياب التي يطرح فيها الثياب. من منازل بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مُر.


عَيثَةُ: بالفتح ثم السكون ثم ثاء مثلثة والعيثة الأرض السهلة. قال ابن أحمر الباهلي:

 

إلى عيثِه الأطهار غير وسـمـهـا

 

نباتُ البِلَى من يخطىء الموت يهرَم

 

وقال الأصمعي عيثةُ بئر بالشريف. قال مؤرج العيثة بلد بالجزيرة وروى بيت القطامي:

على مُنادٍ دعانا دعوةً كشفَـتْ

 

عَنا النعاس وفي أعناقها مَيلُ

سمعتها ورِعان الطوْد معرضة

 

من دونها وكثيب العيثة السَهِلُ

 

وقال عيثة موضع باليمن وأيضاً. ناحية بالشام.


عَيجاء: من قرى حوران قرب جاسم كان أهل أبي تمام الطائي ينزلون بها وبجاسم.


عيدانُ: موضع في قول بشر بن أبي خازم.

 

وقد جاوزتُ من عَيدان أرضاً

 

لأبوال البغال بـهـا وقـيعُ

 

عَيذَابُ: بالفتح ثم السكون وذال معجمة وآخره باء موحدة. بليدة على ضفة بحر القلزم هي مرسى المراكب التي تقدم من عدَن إلي الصعيد.


عِيذُو: بكسر أوله وسكون ثانيه وذال معجمة مضمومة وآخره واو ساكنة. قلعة بنواحي حلب.


العِيَراتُ: بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره تاء جمع عيرة وهو علم مرتجل غير منقول. اسم موضع.


عَير: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ حمار الوحش والعير المثال الذي في الحدقة والعير الوتد والعير الطبل والعير العظم الناتىء في وسط الكتف والعير عير النصل وهو الناتىء في وسطه وعير القدم الناتىء في ظهر وعير الورقة الناتىء في وسطها. قالوا في قو ل الحارث بن حِلزة:

 

زعموا أن كل من ضرَب العي

 

ر مُوالٍ لـنـا وأنـا الـوَلاءُ

 

قال أبو عمرو ذهب من يحسن تفسيره ثم قال العير هو الناتىء في بُؤبُؤ العين ومنه أتيتك قبل عَيرٍ وما جرى أي قبل أن ينتبه نائم وقيل العير. جبل بالحجاز. قال عَرام عير جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطم العقيق تريد مكة ومن عن يسارك شوران وهو جبل مطل على السد، وذكر لي بعض أهل الحجاز أن بالمدينة جبلَين يقال لأحدهما عير الوارد والآخر عير الصادر وهما متقاربان وهذا موافق لقول عرام. وقال نصر عَير جبل مقابل الثنية المعروفة بشعب الخور وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حرَم ما بين عَيْر إلى ثور وهما جبلان عير بالمدينة وثور بمكة وهذه رواية لا معنى لها لأن ذلك بإجماعهم غير محرم وقد ذكر في ثور، وقال بعض أهل الحديث إنما الرواية الصحيحة أنه عليه الصلاة والسلام حزم ما بين عير إلى أُحد وهما بالمدينة والعير واد في قوله.


ووادٍ كجوفِ العَير قَفرٍ هبَطتُه قوله كجوف العير أي كوادي العير وكل واد عند العرب جوف. وقال صاحب العين العَير اسم واد كان مخصباَ فغيره الدهر فأقفر فكانت العرب تضرب به المثل في البلد الوحش. وقال ابن الكلبي: إنه كان لرجل من عاد يقال له حمار بن مويلع كان مؤمناً باللهَ ثم ارتد فأرسل اللهَ على وادِيه نارا فاسودَ وصار لا ينبت شيئاً فضرب به المثل وإنما قيل جوف في المثل لأن الحمار ليس في جوفه شيء ينتفع به. وقال السكري في قول أبي صخر الهذلي:

 

فجلل ذا عَيْر ووالـى رِهـامَـه

 

ومن مَخمص الحجاج ليس بناكب

 

قال هو جبل- ومخمص- اسم طريق فيه ويروى ذا عير.


العَيرَة: موضع بأبطح مكة.


المَيزَارةُ: بالفتح ثم السكون ثم زاي وبعد الألف راء مهملة. قال أبو عمرو مَحالة عَيزارة شديدة الأسر وقد عيزرها صاحبها وهي البكرة العظيمة تكون للسانية والعيزار الغلام الخفيف الروح النشيط والعيزارة. قرية على ستة أميال من الرَقة على البليخ منها كان ربيعة الرَقّي الشاعر القائل:

لَشتّان ما بين اليزيدَين في النـدى

 

يزيدِ سُلَيم والأغَر بـن حـاتـم

يزيدُ سليم سالَم الماًل والـفـتـى

 

أخو الأزد للأموال غير مسالـم

فَهَمُ الفتى الأزدي إتلاف مـالـه

 

وهم الفتى القَيسي جمع الدراهم

فلا يحسب التَمتامُ أني هَجـوْتـه

 

ولكنني فضلت أهل المـكـارم

فيا آبن أسيد لا تسام ابن حـاتـم

 

فتقرعَ إن سامَيتـهُ سِـن نـادم

هو البحر إن كلفت نفسك خوضه

 

تهالَكتَ في موج له متـلاطـم

 

عيسَابَاذ: هذا مما تقدم كثيرٌ من أمثاله وذكرنا أن باذ فيه مما تستعمله الفرس ومعنى باذ العمارة فكأن معناه عمارة عيسى ويسمون العامر أباذان: هذه. محلة كانت بشرقي بغداد منسوبة إلى عيسى بن المهدي وأمه وأمُ الرشيد والهادي الخيزُران هو أخوهما لأمهما وأبيهما وكانت إقطاعاَ له وبه مات موسى بن المهدي بن الهادي وبني بها المهدي قصره الذي سماه قصر السلام فبلَغت النفقه عليه خمسين ألف ألف درهم.


عيْسَطَان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وطاءٍ كذلك واَخره نون. موضع بنجد مرتجل له.


عيْشَانُ: قرية من قرى بخارى. ينسب إليها إبراهيم بن أحمد العيشاني روى عن أبي سهل السَري بن عاصم البخاري وغيره روى عنه صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ وذكره شيروَيه. العِيصَانِ: بكسر أوله تثنية العيص وهو منبت خيار الشجر. قال عمارة العيص من السدر والعوسج وما أشبهه إذا تدانى والتف والعيصان. من معادن بني نَمير بن كعب قريب من أضاخ البُرْم يكون فيه ناس من بني حنيفة. وقيل العيصان ناحية بينها وبين حجر خمسة أيام من عمل اليمامة بها معدن لبني نُمَير.


العِيصُ: بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة قد ذكر اشتقاقه في الذي قبله وفي العوَيص اَنفاً أيضاً. وهو موضع في بلاد بني سُليم به ماء يقال له ذَنبان العيص قاله أبو الأشعث وهو فوق السوارقية. وقال ابن إسحاق في حديث أبي بصير: خرج حتى نزل بالعيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يأخذون منها إلى الشام، وقال أفنون التغلبي واسمه صريم بن معشر بن ذُهل بن تيم بن عمرو بن تغلب:

لو أنني كنتُ من عـادٍ ومـن إرمٍ

 

غذْيتُ فيهم ولُقمـانٍ وذي جـدَن

لمَا فدَوْا بأخيهـم مـن مُـهـوَلةٍ

 

أخا السَكون ولا حادُوا عن الشَنن

سألتُ عنهم وقد سدَتْ أباعـرُهـم

 

من بين رحبة ذات العيص فالعَدَن

 

عَيقَةُ: بالفتح ثم السكون والقاف. قال الأموي: ما في سقاية عيقة من رُب كأنه ذهب به إلى قولهم: ما عاقت ولا ذاقت، وغيره يقول عبقة بالباء الموحدة. قال الأصمعي العيقة ساحل البحر ويجمع عيقات. وقال أبو الحسن الخوارزمي عيقة. موضع ذكره في هذا الباب من العين مع الياء.


عَيْكَتَانِ: تثنية عَيْكة وعيكانِ كلاهما واحد ولم أجد في كلامهم ما عَينُه ياء وإنما العَوْك الكَرُ في الحرب والذهاب والعائك الكَسُوب. وهو اسم موضع في شعر تأبط شرا:

إني إذا خُلَة ضنتْ بـنـائلـهـا

 

وأمْسكَتْ بضَعيف الحبل أحذاق

نجَوْتُ منها نجائي من بَجـيْلَةَ إذ

 

ألقَيتُ ليلةَ خبتِ الرَهط أرواقي

ليلةَ صاحوا وأغرَزا بي سِرَاعَهم

 

بالعَيكتينَ لَدَى مَعدَى ابن بَـراق

 

وقال أبو زياد العيكان جبلان في قول العُجَير السَلولي:

ثوَى ما أقام العَيكـان وعُـرّيَتْ

 

دقاق الهوادي محرَثات رواحلُة

 

وقال ابن مُقبل:

تخَيرَ نبع الـعـيكـتـين ودونـه

 

متالفُ هضبٍ يحبسُ الطيرَ أوعَرَا

 

عَينَا ثَبيرٍ : تثنية عَين. وهو معروف وثبير قد تقدم اشتقاقه وهو شجرٌ في رأس ثبير جبل مكة.


عَينَانِ: تثنية العين ويذكر اشتقاقه في العين بعد. وهو هضبة جبل أحد بالمدينة ويقال جبلان عند أحد ويقال ليوم أُحد يوم عَينَين وفي حديث ابن عمر لما جاءه رجل يخاصمه في عثمان. قال: وإنه فَرَ يومَ عينين الحديث. وقيل: عينين جبل من جبال أحد بينهما واد يسمى عام أحد وعام عينين كذا ذكره البُخاري في حديث وَحشي وقيل: عينان جبل بأحد قام عليه إبليس ونادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُتل وفي مغازي ابن إسحاق وأقبل أبو سفيان بمن معه حتى نزلوا بعَينَين جبل ببطن السبْخة من قَناة على شفير الوادي مقابل المدينة وفي شعر الفرزدق.

 

ونحن منعنا يومَ عينـين مِـنْـقـراً

 

ولم نَنْبُ في يومَيْ جَدود عن الأْسَلْ

 

وقال أبو سعيد. عَينين بالبحرين أيضاً ماءٌ من مياه العرب. وقال غيره هو في ديار عبد القيس وهي بالبحرين. وإليه ينسب خُلَيدُ عينين الشاعر. وقيل عينان اسم جبل باليمن بينه وبين غُمْدان ثلاثة أميال ويوم عينين ذُكر بعد في عينين.


عَينَبٌ : بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح النون وآخره باء موحدة أظنه من العناب وهو الجبل الفارد المحدد الرأس وقد ذُكر قبل. وهو اسم أرض من بلاد الشحر بين عُمان واليمن. قال أبو أحمد العسكري: عَينب اسم موضع العين مفتوحة غير معجمة والياءُ ساكنة تحتها نقطتان والنون مفتوحة وتحت الباء نقطة ويُصَحَف بعتيب على وزن فعيل وإنما بنو عَتيب قبيلة من بني شيبان لهم جُفْرة بالبصرة يقال أصلهم ناقلة من جُذام واللَه أعلم. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع معَقل بن سنان المُزَني ما بين مسرَح غنمه من الصخرة إلى أعلى عينب ولا أعلم في ديار مُزَينة ولا في الحجاز. موضعاً له هذا الاسم قاله نصر. عَينم: في وزن الذي قبله أراه منقولاً من الفعل الماضي من الغَنَم وهو ضرب من شجر الشوْك لين الأغصان لطيفها كأنه بنانُ العذاري واحدتها عَنمةٌ ، والعنم ضرب من الوزَغ يشبه العِظاية إلا أنه أحسن منها وأشد بياضاً وقيل العنم شجرة لها ثمر أحمرُ كالعناب تكون بالحجاز تشبه بها بنانُ النساء سمي بذلك لكثرته في أو يكون اسماَ غير عن صيغته فرقاً بين الموضع وما فيه.


عِين: بكسر أوله ويجوز أن يكون منقولاً من فعل ما لم يسمَ فاعله ثم أعرب من قولهم عِينَ الرجلُ إذا أصيب بالعين ويجوز أن يكون منقولاً من جمع عيناءَ. قال اللحياني إنه لأعَينُ إذا كان ضخم العين واسعها والأنثى عيناءُ والجمع منهما عِين ومنه حور عِين. وهو موضع بالحجاز ذكره أبو حنيفة الدينوري في كتاب النبات .


العَينُ: من عان الرجل فلاناَ يعينه عَيناَ إذا أصابه بالعين والعين الطليعة للعسكر وغيره والعين من الماء معلومة وعين الحيوان معروفة أيضاً ويقال: ما بالدار عَين ولا عاينة أي أحد. قال الفَرَاءُ: لقيتُه أول عين أي أول شيء والعين الذهب والفضة والعين النَّقْد الحاضر والعين عين الركية وهي نُقْرة الركية والعين المطر يدوم خمسة أيام وأكثر لا يُقلع والعينُ ما عن يمين قبلة أهل العراق وعين الشيء نفسه والعين للميزان خَلَل فيها والعين عين الشمس وعين القوس التي يوضع فيها البندُقُ وعين الركية منبعها والعين يقال للرجل يظهر من نفسه ما لا يفي به إذا غاب هو عَبْدُ عَينٍ وصديق عين والعين المعاينة في قولهم ما أطلُبُ أثراً بعد عَين والعين الدينار الراجح بمقدار ما يميل معه الميزان وعَيْن سبعة دنانير ونصفُ دانق فهذا عشرون معنى للعين والعين غير مضافة. قرية تحت جبل اللُكَام قرب مرعش وإليها ينسب دربُ العين النافذ إلى الهارونية مدينة لطيفة في ثغور المصيصة ذكرت في موضعها. والعين بالعراق عينُ التمر تُذكَر. والعين قرية باليمن من مخلاف سنحان. وعين موضع في بلاد هذَيْل. قال ساعدة بن جؤيةُ الهذلي يصف سحاباُ:

 

لما رأى نعمان حَل بِكرفِـىء

 

عَكرّ كما لَبخ النزول الأركَبُ

فالدرُ مختلجْ وأنزل طـافـياً

 

ما بين عَينَ إلى نباتا الأثـأبُ

 

عينُ أباغَ: بضم الهمزة وبعدها باء موحدة وآخره غين معجمة إن كان عربيا فهو من بغى يبغي بُغياً وباغَ فلان على فلان إذا بغى وفلان ما يُباغُ عليه ويقال: إنه لكريمٌ لا يُباغ وأنشد:

 

إما تكرم إن أصبتَ كريمة

 

فلقد أرك ولا تُباغُ لئيمـا

 

وهذا من تباغ أنت وأباغ أنا كأنه لم يسم فاعله وقد ذكرت في أباع أيضاً، وقال أبو الحسين التميمي النساَبة وكانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه وفي كتاب الكلبي يُباغ بن أسليجا الجرمقاني. قال أبو بكر بن أبي سهل الحُلْواني وفيه لغات يقال عين باغ ويُباغ وأباغ وقيل: في قول أبي نُوَاس:

 

فما نجدت بالماء حتى رأيتُـهـا

 

مع الشمس في عَينَي أباغَ تَغُورُ

 

حكي عن أبي نواس أنه قال جهد تُ علي أن تقعَ في الشعر عين أباغ فامتَنَعَتْ عليَ فقلتُ عينَي أباغ ليستوي الشعر عين أُباغ ليست بعين ماءٍ وإنما هو. واد وراءَ الأنبار على طريق الفرات إلى الشام. وقوله تَغُورُ أي تغرُب فيها الشمس لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها.


عينُ أبي نَيزَرَ: كُنية رجل يأتي ذكره ونيزَر بفتح النون وياءٍ مثناة من تحت وزاي مفتوحة وراءٍ وهو فَيعل من النزارة وهو القليل أو من النزر وهو الإِلحاح في السؤال وروى يونس عن محمد بن إسحاق بن يسار أن أبا نَيزَر الذي تنسب إليه العين هو مولى علي بن أبي طالب رضي اللَه عنه كان ابناً للنجاشي ملك الحبشة الذي هاجر إليه المسلمون لصُلبه وأن علياً وجده عند تاجر بمكة فاشتراه منه وأعتقه مكافأةً بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه وذكروا أن الحبشة مَرِجَ عليها أمرُها بعد موت النجاشي وأنهم أرسلوا وفداً منهم إلى أبي نيزر وهو مع علي ليُملكوه عليهم ويتوجوه ولا يختلفوا عليه فأبى وقال: ما كنت لأطلُب الملك بعد أن مَن اللَه علي بالإسلام. قال أبو نيزر من أطول الناس قامة وأحسنهم وجهاً قال ولم يكن لونه كألوان  الحبشة ولكنه إذا رأيتَه قلتَ هذا رجل عربي. قال المبرَد رَووا أن علياً رضي اللهَ عنه لما أوصى إلى الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبُغيبغة فهذا غلطٌ لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته. حدثنا أبو محمد بن هشام في إسناده قال: كان أبو نيزر من أبناء بعض الملوك الأعاجم. قال: وصح عندي بعد أنه من ولد النجاشي فركب في الإسلام صغيراً فأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه في بيوته فلما توفي رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم صار مع فاطمة وولدهما رضي الله عنهم. قال أبو نيزر جاءني عليُ بن أبي طالب رضي اللهَ عنه وأنا أقوم بالضَيعَتين عين أبي نيزر والبُغيبغة فقال هل عندك من طعام فقلتُ طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين قَرع من قرع الضيْعة صنعته بإهالة سنخة فقال علي به فقام إلى الربيع وهو جدولَ فغسل يده ثم أصاب من ذلك شيئاً ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضم يديه كل واحدة منهما إلى أختها وشرب منهما حُسىً من الربيع ثم قال: يا أبا نيزر إن الأكف أنظفُ الاَنية ثم مسحَ ندى ذلك الماء على بطنه وقال من أدخله بطنُهُ النار فأبعده اللَه ثم أخذ المِعوَلَ وانحدر فجعلٍ يضرب وأبطأ عليه الماءُ فخرج وقد تنَضح جبينه عرقا فانتكَف العرق من جبينه ثم أخذ المعوَلَ وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يُهمهم فآنثالث كأنها عنُقُ جَزُور فخرج مسرعاً وقال أشهد الله أنها صدقة عليِ بدواة وصحيفة قال فعجلتُ بهما إليه فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد اللَه على أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل لتقي بهما وجهه حر النار يوم القيامة لا تُباعا ولا توهبا حتى يرثهما اللهَ وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما. قال أبو محلم محمد بن هشام فركب الحسين دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع وقال: إنما تصدق بهما أبي ليَقيَ اللَه وجهه حر النار ولستُ بائعهما بشيء وقد ذكرتُ هذه القصة في البغيبغة وهو كاف فلا يكتب ها هنا.


عَينُ أنا: ويروى عَينونا وقد ذُكرت بعد هذا ومن قال بهذا قال: أنا واد بين الصلاَ ومتينَ وهو على الساحل. وقال السكري. هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا وأنا واد وروي قول كثير:

 

يَجتزنَ أودية البُضيْع جوازعاً

 

أجوازَ عينِ أنا فنعَق قِبـالِ

 

وغيره يروي عَينونا: عَينُ البَقَر: قرب عَكا تُزار يزورها المسلمون والنصارى واليهود ويقولون: إن البقر الذي ظهر لآدم فحرث عليه منها خرج وعلى هذه العين مشهد. ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه فيه حكاية غريبة.


عَين تاب: قلعة حصينة ورستاق بين حلب وأنطاكية وكانت تعرف بدُلوك ودلوك رستاقها وهي الآن من أعمال حلب.


عَينُ التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها موضع يقال له شفاثا منهما يُجلَب القسب والتمر إلى سائر البلاد وهو بها كثير جدأ وهي على طرف البرية وهي قديمة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة وكان فتحها عنوة فسبى نساءها وقتل رجالها فمن ذلك السبي والله محمد ابن سيرين وسيرين اسم أمه وحُمرانُ بن أبان مولى عثمان بن عفان فيه يقول عبيد الله َبن الحُر الجعفي في وقعة كانت بينه وبين أصحاب مصعب:

ألا هل أتى الفتيانَ بالمصر أنـنـي

 

أسرتُ بعين التمر أرْوَعَ ما جـدا

وفرَقْتُ بين الخيل لما تـواقـفـت

 

بطعن امرىءٍ قد قام من كان قاعدا

 

عَينُ ثَرمَاء: قرية في غوطة دمشق. منها داود بن محمد المعيوفي الحَجُوري حدث عن أبي عمرو المخزومي ونُمَير بن أوس الأشعري روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السلَمي وأحمد بن عبد الواحد الجَوبري. وصدقة بن محمد بن محمد بن خالد بن معيوف أبو الفتح الهمذاني العين ثرمي حدث عن أبي الجَهْم بن كلاب روى عنه تمام بن محمد. وعبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حميد بن معيوف أبو المقدم المعيوفي الهمذاني قاضي عين ثرماءَ حدث عن خيثمة بن سليمان روى عنه علي الحنائي وعلي بن الحصين ومات في منتصف ربيع الأول سنة 409، وأحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن معيوف أبو المجد الهمذاني من أهل عين ثرماء. قال الحافظ لم يقع إلي ذكره كتب عنه أبو الحسين الرازي والد تمام وقال كان شيخاً جليلأ مات في محرم سنة 133.


عَينُ جارَةَ: بلفظ تأنيث واحدة الجيران. قال أبو علي التنوخي حدثني الحسين بن بنت غلام الببغا وكتب لي خطه وشهد له الببغا بصحة الحكاية قال: كانت في أعمال حلب ضيعة تُعرَف بعين جارة بينها وبين الهونة أو قال: الحونة أو الجومة حجر قائم كالتخم بين الضيعتين وربما وقع بين أهل الضيعتين شرٌ فيكيدهم أهل الهونة بأن يلقوا ذلك الحجر القائم فكلما يقع الحجر يخرج أهل الضيعتين من النساء ظاهرات متبرجات لا يعقلن على أنفسهن طلباً للجماع ولا يستحيين في الحال ما عليهن من غلبة الشهوة إلى أن يتبادر الرجال إلى الحجر فيعيدوه إلى حالته الأولى قائماً منتصباً فتتراجع النساءُ إلى بيوتهن وقد عاد إليهن التمييز باستقباح ما كُنَ فيه. وهذه الضيعة كان سيف الدولة أقطعها أبا علي أحمد بن نصر البازيار وكان أبو علي يتحدث بذلك ويسمعه الناس منه وقد ذكر هذه الحكاية بخطه في الأصل. قال عبيد اللهَ الفقير إليه مؤَلف هنا الكتاب قد سألتُ بحلب عن هذه الضيعة فعرفوها وذكروا أن هناك أهوية كالخسف في وسطها عمود قائم لا يدرون ما هو ولم يعرفوا هذا الذي ذُكر من أنه إذا ألقى شبِقَت النساءَ. وهي ضيعة مشهورة يعرفها جميع أهل حلب.


عَينُ الجالوت: اسم أعجمي لا ينصرف. وهي بليدة لطيفة بين بيسان ونابلُس من أعمال فلسطين كان الروم قد استولت عليها مدة ثم استنقذها منهم صلاح الدين الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 579.


عَينُ الجَر: موضعٍ معروف بالبقاع بين بعلبَك ودمشق يقولون: إن نوحا عليه السلام منه ركب في السفينة.


عَينُ جَملٍ : بنواحي الكوفة من النجف قرب القُطقُطانة وهي مع عدة عيون يقال لها العيون يُرْحل منها إلى القيارة مات عندها جَمل فسميت به وقيل: بل الذي استخرجها اسمه جمل. وفي كتاب العزيزي من البصرة إلى عين جمل لمن أراد الكوفة ثلاثون ميلاَ ثم إلى عين صَيد ثلاثون ميلاً.


عَينُ زربىَ: بفتح الزاي وسكون الراء وباءٍ موحدة وألف مقصورة يجوز أن يكون من زرب الغنم وهو مأواها. وهو بلد بالثغر من نواحي المصيَصة. قال ابن الفقيه كان تجديد زربَى وعمارتها على يد أبي سليمان التركي الخادم في حدود سنة 190 وكان قد ولي الثغور من قبل الرشيد ثم استولى عليها الروم فخزبوها فأنفق سيف الدولة بن حمدان ثلاثة آلاف ألف درهم حتى أعاد عمارتها ثم استولى الروم عليها في أيام سيف الدولة كما ذكرنا في طرسوس وهي في أيديهم إلى الآن وأهلها اليوم أرمن وهي من أعمال ابن لَيون. وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. منهم أبو محمد إسماعيل بن علي الشاعر العين زربي القائل:

 

وحقكُمُ لا زرتكتم فـي دُجـنة

 

من الليل تخفيني كأني سارقُ

ولا زُرْتُ إلا والسيوف هواتف

 

إليَ وأطرافُ الرماح لواحقُ

 

ومحمد بن يونس بن هاشم المقرىءُ العين زربي المعروف بالإسكاف روى عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي وأبي عمر محمد بن موسى بن فاضلة وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حسان وأحمد بن عمرو بن معاذ الرازي وأحمد بن عبد اللهَ بن عمر بن جعفر المالكي ومحمد بن الخليل الأخفش وجمع علا آي القراَن العظيم روى عنه عبد العزيز الكناني والأهوازي المقرىء وأبو عليّ الحين بن معشر الكناني وعلي بن خضر السلمي ومات في ثامن عشر ذي الحجة سنة 411، قال الواقدي ولما كانت سنة 180 أمر الرشيد ببناء مدينة عين زربى وتحصينها وندبَ إليها نُدْبَةً من أهل خراسان وغيرهم وأقطعهم بها المنازل ثم لما كانت أيام المعتصم نقل إليها والى نواحيها قوماً من الزط الذين كانوا قد غلبوا على البطائح بين واسط والبصرة فانتفع أهل الثغر بهم.


عبنُ سُلوَانَ: يقال سَلَوتُ عنه أسْلُو سُلوًا وسُلوَاناً وكان نصر بن أبي نُصير يعرض على الأصمعي بالري فجاءَ على قول الشاعر:

 

لو أشرَبُ الشلوَانَ ما سَلوتُ

 

فقال لنصر ما السلوان فقال يقال إنها خرَزَة تُسحق وتُشرَب بماءٍ فتُورث شاربها سلوةً فقال: اسكت لا يسخر منك هزلا إنما السلوان مصدر قولك سَلَوْتُ أسلُو سلواناً فقال: لو أشرب السلوان أي السلُوَ ما سَلَوتُ. قال أبو عبد اللهَ البشاري المقدسي سلوان. محلة في ربض مدينة بيت المقدس تحتها عين عذبة تسقي جناناً عظيمة وقفها عثمان بن عفان رضي اللَه عنه على ضعفاء البلد تحتها بئر أيوب ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء هذه العين ليلة عرفة. قال عبيد الله الفقير ليس من هذا الوصف اليوم شيء لأن عين سلوان محلة في وادي جهنم في ظاهر البيت المقدس لا عمارة عندها ألبتة إلا أن يكون مسجداً أو ما يشابهه وليس هناك جنان ولا ربض ولعل هذا كان قديماً واللهَ أعلم.


عَينُ السلَوْر: بفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها وهو السمك الجرُيُ بلغة أهل الشام. قال البلاذري وكان عين السلور وبُحيرَتها لمَسلمة بن عبد الملك ويقال لبُحيرتها بحيرة يَغْرَا وقد ذكرت في وضعها وهي قرب أنطاكية وإنما سميت عين السلور لكثرة هذا النوع الذي بها من السمك.


عينُ سَيلَم: بفتح السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح اللام مرتجل إن كان عربي وإلا فهو عجميٌ. بينه وبين حلب نحو ثلاثة أميال كانت العرب تنزلها وكانت بها وقعة بين عطية بن صالح ومحمود بن صالح ابنَيْ مِرْداس في سنة 455.
عَينُ شَمس: بلفظ الشمس التي في السماء. اسم مدينة فرعون موسى بمصر بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ بينه وبين بلبيس من ناحية الشام قرب المطرية وليست على شاطىء النيل وكانت مدينة كبيرة وهي قصبة كورة اتريب وهي الآن خراب وبها آثار قديمة وأعمدة تسميها العامة مَسالً فرعون سودٌ طوال جداً تبين من بُعد كأنها نخيل بلا رُؤُوس. قال الحسن بن إبراهيم المصري ومن عجائب مصر عين شمس وهي هيكل الشمس وبها قدَت زَلَيخا على يوسف القميص وبها العمودان اللذان لم يُرَ أعجبُ منهما ولا من بنائهما وهما مبنيان على وجه الأرض بغير أساس طولهما في السماء خمسون ذراعأ فيهما صورة إنسان على دابة وعلى رُؤوسهما شبه الصومَعَتين من نحاس فإذا جرى النيل رَشَحتا وقطر الماءُ منهما وهما رصد لا تجاوزهما الشمس في الانتهاء فإذا دخلت أول دقيقة من الجدي وهو أقصَرُ يوم في السنة انتهت إلى العمود الجنوبي قطعت على قُبة رأسه فإذا نزلت أول دقيقة من السرطان وهو أطول يوم في السنة انتهت إلى العمود الشمالي وقطعت على قبة رأسه ثم تَطرِد بينهما ذاهبةَ وجائيةً سائر السنة ويرشح من رأسها ماء إلى أسفل حتى يصيب أسفلهما وأصولهما فينبت العوسج وغيره من الشجر. قال ومن عجائب عين شمس أنها تخرب من أول الإسلام وتحمل حجارتها ولا تَفنى وبعين شمس يُزْرع البلسان ويُستخرج دهنه. وبالصعيد مقابل طهِنةَ بلد يقال له عين شمس غير التي عند المطرية. قال كثير يرثي عبد العزيز بن مروان:

 

أتاني ودوني بطنُ غول ودونـه

 

عِمادُ الشبا من عين شمس فعابدُ

نَعِيُ ابن لَيْلى فاتبعْتُ مـصـيبةً

 

وقد ضقت ذَرعاً والتجـلُـدُ آيدُ

 

وعين شمس أيضاً ماء بين العُذَيب والقادسية له ذكر في أيام الفتوح. عَينُ صَيد: من صاد يصيد صيداً سميت بذلك لكثرة السمك الذي كان يصاد بها وهي بين واسط العراق وخَفان بالسواد مما يلي البر تُعدُ في الطف بالكوفة. قال محمد بن موسى عين صيد. موضع من ناحية كلواذة من السواد بين الكوفة والحزن حكاه ابن حبيب وفي كتاب العزيزي من البصرة إلى عين صيد عملُ ثلاثين ميلاً. قال المتلمس:

 

ولا تحسبنْي خاذلاً متخـلـفـاً

 

ولا عَين صيد من هواي ولعْلع

 

عَينُ ظبي: بلفظ واحد الظباءِ. موضع بين الكوفة والشام في طرف السماوة.


عَينُ عُمارةَ: قال أبو منصور: رأيت بالسوْدَة عيناً يقال لها عين عمارة شربتُ من مائها أحسبها نسبت إلى عمارة من ولد جرير.


عَينُ غَلاَقِ: بفتح الغين المحجمة وآخره قاف والغلاق إسلام القاتل إلى ولي المقتول يحكم في دمه بما شاء وعين غلاق. اسم موضع.


عَينُ مُحلمٍ : بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام المشددة ثم ميم يجوز أن يكون من الحلم وهو مُفعل أي يعلم الحلمَ غيره ويجوز أن يكون من حلمتُ البعير إذا نزعت عنه الحَلَمَ والمحلم الذي يفعل ذلك وهو اسم رجل نسبت العين إليه في رأي الأزهري. قال الكلبي: محلم بن عبد اللهَ زوج هجرَ بنت المكفف من الجرامقة، وقال صاحب العين محلم. نهر بالبحرين، وقال أبو منصور: محلم عين فوَارة بالبحرين وما رأيت عيناً أكثر ماءً منها وماؤها حار في منبعها فإذا بَرَدَ فهو ماء عذب ولهذه العين إذا جرت في نهرها خُلُجٌ كثيرة تتخلج منها تسقي نخيل جُوَاثاءَ وعسلج وقُرَيات من قرى هجر.


عَينُ مُكرَم: مُفْعَل من الكرامة أكرمتُه فهو مكرم. بلد لبني حمان ثم لمكرم.


عَين الوَرْدَة: بلفظ واحدة الوَرْد الذي يشمُ ويقال لكل نَور وَرْد والورد من ألوان الدوب لون يضرب إلى الصفرة الحسنة والأنثى وردة وقد قلنا في قوله تعالى:" أفكانت وردة كالدهان" الرحمن: 37، وهو: رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب ويوم من أيامهم وكان أحد رُؤسائهم يومئذ رِفاعة بن شداد بِن عبد الله بن قيس بن جال بن بدَا بن فِتيان جمع فتى وبعض يصحف بالقاف والباء الموحدة.


عَينُ يُحنسَ: كانت للحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه استنبطها له غلام يقال له يُحنسُ باعها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللَه عنهم من الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بسبعين ألف دينار قضى بها دين أبيه وكان الحسين رضي اللهَ عنه قُتل وعليه دين هذا مقدارُهُ.


عينون: بالفتح كلمة عبرانية جاءت بلفظ سلامة العين ولا يجوز في العربية وهو بوزن هَينون ولَينون إلا أن يريد به العين الوبيثة فإنه حينئذ يجوز قياساً ولم نسمعه قيل هي: من قرى بيت المقدس، وقيل قرية من وراء البثنية من دون القلزُم في طرف الشام ذكره كثير:

 

إذ هُن في غَلَس الظلام قوارِب

 

أعداد عين من عـيون أثَـالِ

يجتزن أودية البُضيع جوازعـا

 

أجوازَ عينونَا فنعـفَ قِـبـالِ

 

قال يعقوب سمعت من يقول هي عين أنا وهي بين الصلاَ ومدين على الساحل، وقال البكري هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا وأنا واد.، وقد نسب إليها عبد الصمد بن محمد العينوني المقدسي روى عن أبي ميسرة الوليد بن محمد الدمشقي روى عنه أبو القاسم الطبراني.


عَينَينِ: وهو تثنية عين ولكن بعضهم يتلفظ به على هذه الصيغة في جميع أحواله فإن الأزهري ذكره فقال مبتدئاً عينين. جبل بأحد وقد بسطتُ القول فيه في عينان قال أبو عبيدة في قول البعيث:

 

ونحن منعنا يوم عينـين مِـنـقـراً

 

ولم ننْبُ في يومَي جدُود عن الأسل

 

قال أما يوم عينين بالبحرين فكانت بنو منقر بن عبد اللَه بن الحارث والحارث هو مُقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد خرجوا ممتارين فعرضت لهم بنو عبد القيس فاستعانوا بني مجاشع فحمَوْهم حتى استنقذوهم، وقال الحفصي عينين بالبحرين وأنشد:

 

يتُبعْنَ عـوْداً قـالـياً لـعـينـين

 

راجٍ وقد مل ثَوَاءَ الـبـحـرين

ينسـل مـنـهـن إذا تـدانَـين

 

مثل انسلال الدمع من جفن العين

 

وإليها يُضاف خُليد عينين الشاعر، وقال الراعي:

 

يحُث بهن الحاديان كأَنمـا

 

يحثان جباراً بعينين مُكرَعَا

 

قال ثعلب عينين مكان بشق البحرين به نخل - والمكرع- الذي يشرع في الماء. العُيُونُ: جمع عين الماء، وهو في مواضع ومن أشهرها عند العرب. قال السكوني من واسط إلى مكة طريق يخرجون إليه من واسط فينزلون العيون وهي صُماخ وأدم ومُشرجة، والعيون مدينة بالأندلس من أعمال ليلة يقال لها جبل العيون، وبالبحرين موضع يقال له العيون. ينسب إليه شاعر قدم الموصل وأنا بها واسمه علي بن المقرَب بن الحسن بن عزيز بن ضبار بن عبد اللهَ بن محمد بن إبراهيم العيوني البحراني لقيته بالموصل في سنة 617، وقد مدح بها بدر الدين وغيره من الأعيان ونفق فأرفدوه وأكرموه ومن شعره من قصيدة في بحر الدين صاحب الموصل:

 

حُطوا الرحالَ فقد أوْدَت بها الرحَلُ

 

ما كلفَتْ سيرَها خـيل ولا إبـلُ

بلغتم الغاية القصوى فحسـبـكـمُ

 

هذا الذي بعُلاه يُضرب المـثـلُ

 

وليست بالطائل عندي.


عَيهَم: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الهاء والعيهم الناقة السريعة والبعير الذي أنضاه السيرُ شبهت الدار في دروسها به ويقال للفيل الذكر عيهم أيضاً، وهو موضع بالغور من تهامة قال:

وللشآميَن طريق المشْيِم

 

وللعراق في ثنايا عيهم

 

قال ابن الفقيه عيهم جبل بنجد على طريق اليمامة إلى مكة. قال جابر بن حُنَي التغلبي:

ألا يا لقومي للجديد المصـرَم

 

وللحلمْ بعد الزلة المـتـوهَـم

وللمرءِ يعتاد الصبابة بعـدمـا

 

أتى دونها ما فرْط حولٍ مجرم

فيا دارَ سلمى بالصريمة فاللوى

 

إلى مدفع القيقاءِ فالمتـثـلـمِ

أقامت بها بالصيف ثم تذكـرت

 

منازلها بين الجواءِ فعـيهـم

 

قال ابن السكيت في قول عمرو بن الأهتم:

فنحن كَررنا خلفكم إذ كررتمُ

 

ونحن حملنا كلكُمْ يومَ عيهَمَا

 

عَيهُومُ: بالفتح أيضاً ومعناه معنى الذي قبله وقيل العيهوم الأديم الأملس. قال أبو دؤاد:

فتعفت بعد الرباب زمانا

 

فهي قفر كأنها عيهومُ

 

وهو اسم موضع عن العمراني واللهَ الموفق للصواب.