باب الغين والميم وما يليهما
غُما: بضم أوله وتشديد ثانيه والقصر والأولى كتابته بالياء وكتبناه بالألف على اللفظ حسب ما اشترطناه من الترتيب يقال صمنا على الغما والغمى إذا صاموا على غير رؤية والغمى الأمر الملتبس كأنه من غممت الشيء إذا غطيته وأخفيته وغمَى. قرية من نواحي بغداد قرب البرَدان وعُكبرا وكان والبة بن الحباب الشاعر ماجناً فشرب يوماَ بغمى وقال:
شربتُ وفاتِكً مثلي جَـمـوح |
|
بغمى بالكؤوس وبالبواطـي |
يعاطيني الزجـاجة أريَحِـي |
|
رخيم الدَل بورك من مُعاطي |
أقول له على طَلبٍ ألِطـنـي |
|
ولو بمواجر علج يُنـاطـي |
فما خير الشراب بغير فسـقٍ |
|
يتابع بالزنـاء وبـالـلـواط |
جعلت الحج في غمى وبنـى |
|
وفي قطْربُلٍ أبداً ربـاطـي |
فقل للخمس آخرُ مُلتـقـانـا |
|
إذا ما كان ذاكِ على الصراط |
وقال جَحظَة البرمكي يذكر غُمى:
قد مَتعَ اللَه بالـخـريف وقـد |
|
بشرَ بالفِطـرِ رِقةُ الـقـمـر |
وطابَ رَميُ الإوَزْ واللـغـلـغ |
|
الراتع بين المياه والـخـضـر |
فهل مُعين على الركـوب إلـى |
|
حانات غمى فالخير في البكـر |
وقهوة تستـحـث راكـبـهـا |
|
في السَير تُحدى بالناي والوتـر |
في بطـن زِنـجـيةٍ مُـقـيرة |
|
لا تتشكى مـآلـم الـسـفـرِ |
فالحمـد لـلـهَ لا شـريك لـه |
|
رب البرايا ومنـزل الـسـوَر |
أقعدَني الدهر عن بَزوغَى وكِر |
|
كين وغمى بالعسر والكـبـر |
وليس في الأرض محسن يكشف |
|
العُسرَ عن المعسرين باليُسُـر |
قوم لو أن القضاء أسـعَـدهـم |
|
ضنوا على المجدبين بالمطـر |
الغِمَادُ: بكسر أوله يجوز أن يكون جمع غِمد السيف إلا أنه لا معنى له في أسماء الأمكنة فيجب أن يكون من غمدت الركيةُ إذا كثر ماؤها. وقال أبو عبيدة: غمِدت البئر إذا قل ماؤها فهو إذاً جمع غمد مثل جمال وجَمْل. وهو برك الغماد وقد ذكر في موضعه.
الغِمَارُ: بالكسر وآخره راء وهو جمع غمر وهو الماءُ المغرق. اسم واد بنجد
وقيل ذو الغمار موضع. قال القعقاع بن حُرَيث بن الحكم بن سلامة بن مِحصن بن
جابر بن كعب بن عُلَيم الكلبي ويعرف بابن درماءَ وهي أم محصن بن جابر شيبة
من بني تميم ولطمه امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عُليم فلم
يُغَظ بلطمته فلحق ببني بحتر من طييءٍ فنزل بأنَيف بن مسعود بن قيس في
الجاهلية فطَرِب إلى أهله فقال:
تَبصر يا ابن مسعود بن قيس |
|
بعينك هل ترى ظُعُنَ القطين |
خَرَجن من الغمار مشرقـات |
|
تميل بهن أزواجُ العُـهـونِ |
بذمك يا آمرأ القيس استقلـت |
|
رِعان غَوارب الجبلين دوني |
غُمَازَةُ: بضم أوله وتخفيف ثانية وبعد الألف زاي وهاءٌ يجوز أن يكون مأخوذاً من الغمز وهو الرّذال من الإبل والغنم والضعاف من الرجال أو من الغميزة وهو ضعف في العمل أو نقص في العقل. قال أبو منصور وعين غُمازة معروفة بالسَودة من تهامة ذكرها ذو الرُمة فقال:
توَخى بها العينين عَينَيْ غمازة |
|
أقت رَباع أو اقـيرحُ عـام |
وقال أيضاً:
أعَينُ بني بَو غمـازة مـورد |
|
لها حين تجتاب الدجى أم أثالها |
- بَو- اسم رجل وقيل غمازة بئر معروفة بين البصرة والبحرين. وقال ربيعة بن مَقروم:
تجانَف عن شرائع بطن قَـو |
|
وحاد بها عن السيف الكراعُ |
وأقربُ مَنهل من حيث راحا |
|
أثالٌ أو غمازةُ أو نَـطـاعُ |
غمدَانُ: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وقد صحفه الليث فقال عُمدان بالعين المهملة كما صحف بعاث بالعين المهملة فجعله بالغين المعجمة يجوز أن يكون جمع غمد عثل ذئب وذؤبان وغمد الشيء غشاؤه ولبسته فكان هذا القصر غشاءٌ لما دونه من المقاصير والأبنية.. قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي إن لِيَشرحَ بن يحصب أراد اتخاذ قصر بين صَنعاء وطيوَة فأحضر البنائين والمقدرين لذلك فمدوا الخيط ليقدروا فانقضت على الخيط حِدَأة فذهبت به فاتبعوه حتى ألقته في موضع غمدان فقال ليشرح ابنوا القصر في هذ المكان فبُني هناك على أربعة أوجه وجه أبيض ووجه أحمر ووجه أصفر ووجه أخضر وبنى في داخله قصراً على سبعة سقوف بين كل سقفَين منها أربعون ذراعاً وكان ظله إذا طلعت الشمس يُرى على عينان وبينهما ثلاثة أميال وجعل في أعلاه مجلساً بناه بالرخام الملون وجعل سقفه رخامةً واحدة وصير على كل ركن من أركانه تمثال أسد من شبَه كأعظم ما يكون من الأسد فكانت الريح إذا هبت إلى ناحية تمثال من تلك التماثيل دخلت من دبره وخرجت من فيه فيسمع له زئير كزئير السباع وكان يأمر بالمصابيح فتسرج في ذلك البيت ليلاً فكان سائر القصر يلمع من ظاهره كما يلمع البرق فإذا أشرف عليه الإنسان من بعض الطرق ظنه برقاً أو مطراً ولا يعلم أن ذلك ضوء المصابيح، وفيه يقول ذو جدن الهمداني:
دَعيني لا أبا لك لن تطـيقـي |
|
لَحاكِ اللَه قد أنْزَفـتِ ريقـي |
وهذا المـال ينـفَـد كـل يوم |
|
لنُزْل الضيف أو صلة الحقوق |
وغمدانُ الذي حُدثت عنـه |
|
بناه مشيداً في رأس نـيق |
بمرمَـرة وأعـلاه رخـام |
|
تحام لا يعَيبُ بالشـقـوق |
مصابيح السليط يلحنَ فـيه |
|
إذا يُمسي كتَوماض البروق |
فأضحى بعد جحته رَمـاداً |
|
وغيرَ حسنَه لهبُ الحريق |
وقال قوم إن الذي بَنَى غمدان سليمان بن داود عليه السلام أمر الشياطين فبنَوا لبَلْقيس، ثلاثة قصور بصنعاء وسلحين وبينون، وفيها يقول الشاعر:
هل بعد غُمدان أم سلحينَ من أثرٍ |
|
أو بعد بَينُونَ يبني الناسُ أبياتـا |
وفي غمدان وملوك اليمن يقول دعبلُ بن عليّ الخُزاعي:
منازلُ الحي من غُمدانَ فالنضَـد |
|
فمأرب فظفار الملك فالجَـنَـد |
أرض التبابع والأقيال من يَمَـن |
|
أهل الجياد وأهل البيض والزرَد |
ما دخلوا قريةً إلا وقد كتـبـوا |
|
بها كتاباً فلـم يدرس ولـم يَبـدِ |
بالقيروان وباب الصين قد زَبَرُوا |
|
وباب مرو وباب الهند والصُغدِ |
وقال أبو الضَلت يمدح ذا يَزَن:
أرسلتَ أسْدًا على بُقْع الكلاب فقد |
|
أضحى شريدهمُ في الأرض فُلأَلا |
فاشرَب هنيئاً عليك التاج مرتفقـاً |
|
في رأس غمدانَ داراً منك مِحلالا |
تلك المكارمُ لا قَعبان مـن لـبـن |
|
شِيبا بماءِ فعـادا بـعـدُ أبـوالا |
وهدم غمدان في أيام عثمان بن عفان رضى اللهَ عنه فقيل له إن كهفَان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يُقتل فأمر بإعادة بنائه فقيل له لو أنفقتَ عليه خرج الأرض ما أعدتَه كما كان فتركه، وقيل وُجد على خشبة لما خُربَ وهدمَ مَكتوب برصاص مصبوب أسلم غمدان هادمُك مقتول فهدمه عثمان رضي اللهَ عنه فقُتل.
الغَمْرَانِ: بالفتح وهو تثنية الغَمر وهو الماءٍ الكثير المغرق، وهو اسم
موضع في بلاد بني أسد، وقالت رامةُ بنتُ حصين الأسدية جاهلية تذكر مواضع
بني أسد أنشده أبو الندَى:
ألامُ على نجد ومن يَكُ ذا هـوى |
|
يُهيجه للشـوق شَـيىء يُرَابِـعة |
تهجه الجنوبُ حين تغدو بنشرهـا |
|
يمانيةً والبرق إن لاح لامـعـهْ |
ومن لامني في حب نجد وأهلـه |
|
فلِيمَ على مثلي وأوعَبَ خـادِعة |
لعمرك للغمران غمرا مـقـلـد |
|
فذَو نجب غُلأنُـه فـدوافـعـه |
وخَو إذا خوَ سَـقَـتـه ذهـابُـه |
|
وأمرع منه تِـينُـه وربـائعـه |
وصوتُ مكاكِي تجاوبُ موهـنـاً |
|
من الليل من يأرق له فَهوَ سامعه |
أحب إلينا مـن فـراريج قـرية |
|
تزاقى ومن حيئ تنق ضفادعـه |
الغَمَرُ: بفتح أوله وئانيه وهو في الأصل السهل غمِرَت يدُهُ غمراً، وهو اسم جبل. قال:
والغَمَرُ الموفي على صُدَى سَفَرْ |
وهو في الجمهرة، بالعين المهملة ولا أحق أهما روايتان في هذا البيت أم كل واحد منهما موضع غير الآخر.
غُمَرُ: بوزن زُفر وجُرَذ وهو القعب الصغير ومنه، ويروى شربَهُ الغمرُ، وذو
غُمَرٍ ، واد بنجد. قال عُكاشة مسَعدة السعدي:
حيت تلاقى واسطٌ وذو أمـر |
|
وقد تلاقت ذات كهف وغُمرَ |
الغمرُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وهو الماءُ الكثير المغرق وثوبٌ غمرٌ إذا كانسابغاً والغمر، بئر قديمة بمكة قال أبو عبيدة: وحفرت بنو سهم الغمرَ. فقال بعضهم:
نحن حفرنا الغمر للحجيج |
|
تَثج ماءًا أيمـا ثـجـيج |
وغمرُ اراكة موضع آخر، وغمر بني جذيمة بالشام بينه وبين تيماءَ منزلان من ناحية الشام. قال عدي بن الرقاع:
لمن المنازلُ أقفرَت بـغـبـاء |
|
لو شئت هيجت الغداةَ بـكـائي |
فالغمرُ غمرُ بني جذيمة قد ترى |
|
مأهولةً فخلـت مـن الأحـياء |
لولا التجلدُ والـتـعـزّي إنـه |
|
لا قومَ إلا عقرُهـم لـفـنـاء |
ناديتُ أصحابي الذين توجـهـوا |
|
ودعوتُ أخرسَ ما يُجيب دُعائي |
وغمرُ طيىءٍ . قال ابن الكلبي سمي بطيىء رجل من العرب الأولى، وغمرُ ذي كِنْدة موضع وراء وَجْرَةَ بينه وبين مكة مسيرة يومين. قال عمر بن أبي ربيعة فيه:
إذا سلكَتْ غَمر ذي كِـنْـدَةٍ |
|
مع الصبح قصداً لها الفرْقدُ |
هنالك إذا تعـزي الـفـؤادَ |
|
وإما على إثرهم تَـكـمَـدُ |
قال ابن الكلبي: في كتاب الافتراق وكان لجُنادة بن مَعَد الغمرُ غمر ذي كِندة وما صاقبها وبها كانت كندة دهرها الأول ومن هنالك احتج القائلون في كندة ما قالوا لمنازلهم في غمر ذي كندة يعني من نسبهم في عدنان، وقال أبو عبيد السًكوني الغمر بحذاءِ تُوَز شرقيه جبلا يقال له الغمر وتوز من منازل طريق مكة من البصرة معدود في أعمال اليمامة.. قال:
بَنَى بالغمر أرْعَنَ مشمخرًا |
|
يغني في طرائقه الحمامُ |
يصف قصرأ وطرائقُه عُقُودُه، وفي حديث الردة خرج خالد بن الوليد من الأكناف أكناف سلمى حتى نزل الغمر ماءً من مياه بني أسد بعد أن حَسُنَ إسلامُ طىءٍ وأدوا زكاتهم.. فقال رجل من المسلمين:
جزى اللهَ عنا طيئاً في بلادهـا |
|
ومُعترك الأبطال خيرَ جـزاءِ |
همُ أهلُ رايات السَماحة والندى |
|
إذا ما الصبا ألوَت بكلّ خِبـاء |
هم ضربوا بعثا على الدين بعدما |
|
أجابوا مُنادي فِتـنَةٍ وعـمـاءِ |
وخال أبونا الغمرَ لا يسلمونـه |
|
وثجتْ عليهم بالرمـاح دمـاءُ |
مِراراً فمنها يومُ أعلى بُـزاخة |
|
ومنها القصيمُ ذو زُهى ودعاءِ |
وهو واد فيه ثِماد ماؤها قليل وهو بين ثحر وتيماءَ.
غمرَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه الغمرة منهمكُ الباطل ومُزتكض الهول غمرة
الجُب ويقال هو يضرب في غمرة اللَهْو ويتسكع في غمرة الفتنة وغمرةُ الموت
شدة همومه هذا قول اللغويين والذي يظهر لي أن الغمرة هو ما يَغمُر الشيء
ويَعمه فهو يصلح للباطل والحق، وهو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل عن
منازلها وهو فصل ما بين تهامة ونجد، وقال ابن الفقيه غمرة من أعمال المدينة
على طريق نجد أغزاها النبي صلى الله عليه وسلم عكاشة بن مِحصن، وقال نصر
غمرة سوداء فيما بين صاحة وعمايتين جبلَين، وغمرة جبل يدلُ على ذلك قول
الشمردَل بن شريك:
سقى جدَثأ أعرافُ غمرةَ دونـه |
|
بيشَةَ ديماث الربيع هو اطـلُـهْ |
وما في حبت الأرض إلاَ جوارَها |
|
صَدَاهُ وقول ظَن أنـي قـائلُة |
وقال ذو الرمة:
تَقَضًين من أعراف لُبنٍ وغمرةِ |
|
فلما تَعرَفْنَ اليمامة عن عُفْرِ |
- تقضين- من الانقضاض وكان به يوم من أيامهم.. قال الحارث بن ظالم:
وإني يوم غمرة غير فَـخـر |
|
تركتُ النهبَ والأسرى الرِغابا |
وقال عمرو بن قياس المُرَادي من قصيدته التي أولها:
ألا يا بيت بـالـعـلـياء بَـيتُ |
|
....... |
وحي ناسلـين وهـم جـمـيع |
|
حذارَ الشر يوماً قـد دَهـيتُ |
وقد علم المعاشرُ غير فـخـر |
|
بأني يومَ غمرة قد مـضـيْتُ |
فوارس من بني حجر بن عمرو |
|
وأخرى من بني وهب حَمـيتُ |
متى ما يأتِني يومي تـجـدْنـي |
|
شَبِعتُ مَن اللذاذة واستـقَـيْتُ |
الغَمْريةُ: كأنها منسوبة إلى رجل اسمه غمر مثل الذي قبله بسكون وسطه، وهو ماء لبني عَبس.
غَمَز: بالتحريك والزاي. جبلِ عن أبي الفتح نصر.
الغَمْلُ: بالفتح ثم السكون وآخره لام والغمل أن يُلَفُ الإهابُ بعد ما
يُسلخ ثم يُغمُ يوماَ وليلة حتى يسترخي شعرُهُ أو صوفهٌ ثم يمرَط فان تُرك
أكثر من يوم وليلة فسَدَ وكذلك البُسرُ وغيره إذا غُم ليدرك فهو مغمول
ويقال غَمَلَ النبتُ يَغْمَل غملاً وغَمَلآ إذا التف وغمَ بعضه بعضاً فعفن
والغمل. اسم موضع قال بعضهم:
كيف تراها والرحال تقبض |
|
بالغمل ليلاً والرحال تنغض |
غملى: بفتح
أوله وتحريك ثانيه وفتح اللام والغلمى من النبات ما ركب بعضه بعضاً فبلي
وغملى.موضع.
غمير: بلفظ تصغير الغَمر وهو الماءُ الكثير.. قال أبو المنذر: سمي الغُمَير
لأن الماء الذي غمر ذلك الموضع غير كثير موضع بين ذات عرق والبستان وقبله
بميلين قبرُ أبي رغال، وغُمَير أيضاً موضع في ديار بني كلاب عند الثلبوت،
وغُمَيرُالصلعاء من مياه أجإ أحد جبلي طيىء بقرب الغري. قال عبيد بن
الأبرص:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
سَلكْنَ غُمير دونهن غُـمُـوضُ |
وفوق الجمال الناعجات كواعب |
|
مخاضَيبُ أبكار أوانِـسُ بـيضُ |
وخبتْ قلوصي بعد هَدإ وهاجَها |
|
مع الشوق برق بالحجاز وميضُ |
فقلتُ لها لا تعجلي إن مـنـزلاً |
|
نأتْني به هنـدٌ إلـيَ بـغـيضُ |
غميزُ الجوعِ: بالفتح ثم الكسر وزاي. تل عنده مُوَيهة في طرَف رَمَان في غربي سَلمَى أحد جبلَيْ طيء أخبر به محمود بن زغل صاحب مسعود بن بريك بحلب.
الغُمُوض: بالضاد المعجمة. أحد حصون خيبر وهو حصن بني الحُقَيق وبه أصاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب وكانت عند كنانة بن
الربيع بن أبي الحقيق فاصطفاها لنفسه ويظهر أنه محرف عن القموص.
الغُمَيس: تصغير الغمس من قولك غمست الشيء في الشيء إذا غططتَه فيه
وأخفيته. قال أبو منصور الغميس الغميم وهو الأخضر من الكلإ تحت اليابس
فيجوز أن يكون الغميس تصغيره تصغير الترخيم، والغميس على تسعة أميال من
الثعلبية وعنده قصر خراب، ويوم الغميس من أيام العرب فيه هاجت الحرب بين
بني قنْفد وقد ذكر الغميس الشعراءُ. فقال أعرابي:
أيا نخلتي وادي الغميس سقيتُمـا |
|
وإن أنتما لم تنفعا من سقاكمـا |
فعما تسودا الأثل حسناً وتنعمـا |
|
ويختال من حسن البنات ذراكما |
غميس: بفتح أوله وكسر ثانيه. قال ابن اسحاق في غزاة بدر مر النبي صلى الله عليه وسلم على تربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام كذا ضبطه. قال الأعشى:
ما بكاء الكبير في الأطـلال |
|
وسؤالي فهل ترد سؤالـي |
دمنة قفرة تعاورها الصـي |
|
ف بريحين من صباً وشمال |
لات هنا ذكرى جبيرة أو من |
|
جاء منها بطائف الأهـوال |
حل أهلي بطن الغميس فبلدو |
|
لي وحلت علوية بالسخـال |
الغميسة: مثل الذي قبله وزيادة هاء التأنيث للبقعة أو البئر أو البركة. موضع قول قال فيه بعض الأعراب:
أيا سرحتي وادي الغميساء أسلما |
|
وكيف بظل منكـمـا وفـنـون |
تعاليتما في النبت حتى علوتـمـا |
|
على السرح طولاً واعتدال متون |
الغميصاء: تصغير الغمصاء تأنيث الأغمص وهو ما يخرج من العين والغميصاء من النجوم تقول العرب في أحاديثها إن الشعرى العبور قطعت المجرة فسميت عبوراً وبكت الأخرى على أثرها حتى غمصت فسميت الغميصاء والغميصاء موضع في بادية العرب قرب مكة كان يسكنه بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد رضي الله عنه عام الفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ووداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقالت امرأة منهم:
ولولا مقال القوم للقوم أسلـمـوا |
|
للاقت سليم يوم ذلك نـاطـحـا |
لما صعهم بشر وأصحاب جحـدم |
|
ومرة حتى يتركوا الأمر صابحـا |
فكائن ترى يوم الغميصاء من فتى |
|
أصيب ولم يجرح وقد كان جارحاً |
ألظت بخطاب الأيامى وطلـقـت |
|
غداتئذ منهن من كان نـاكـحـا |
وقال آخر:
وكائن تسرى بالغميصاء من فتـى |
|
جريحاً ولم يجرح وقد كان جارحاً |
الغَمِيمُ: بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وميم أخرى وهو الكلا الأخضر تحت اليابس والغميم فعيل بمعنى مفعول أي مغموم وهو الشيء المغطى كُرَاعُ الغميم. موضع بين مكة والمدينة والغميم موضع له ذكر كثير في الحديث والمغازي، وقال نصر الغميم. موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة. قال كثير:
قُمْ تأمل فأنْتَ أبصرُ مـنـي |
|
هل ترى بالغميم من أجمال |
قاضياتٍ لُبانةً مـن مـنـاخ |
|
وطوافِ وموقف بالـخـيال |
فسقى اللَه مُنتوَى أم عمـرو |
|
حيث أمتْ به صدور الرحال |
أقطعه رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم أوفى بن مَوَالة العنبري وشرط عليه إطعام ابن السبيل والمنقطع وكتب له كتاباً في أديم أحمر وسببُ تسمية الغميم بهذا ذَكر في أجأ وهو اسم رجل سمى به وقد ذكر في كراع الغميم. الغُمَيمُ: تصغير الغمّ هكذا ذكره نصر بتخفيف الياء وقال. واد في ديار حنظلة من بني تميم، وقال شبيب بن البَرصاء:
ألم ترَ إن الحيَ فرَق بينـهـم |
|
نَوىً بين صحراء الغميم لجوجُ |
نَوىً شطبتهم عن هَوَانا وهيجَتْ |
|
لنا طَرَباً إن الخطوب تـهـيج |
فأصبح مسروراً ببينِك مُعْجَـب |
|
وباكٍ له عند الـديار نَـشـيجُ |
الغمّيم: تصغير الغميم بمعنى المغموم كما تقدم أو تصغير الغميم الكلأ الأخضر الذي تحت اليابس فلم يذكره نصر فإما أن يكون صحف الذي ذكر عنه قبله فإني لم أجده لغيره أو لم يظفر بهذا المشدد فإنه صحيح جاء في أشعارهم، وقد قيل:
لليلى بالغميم ضـوءُ نـار |
|
يَلوح كأنه الشعرَى العَبورُ |
وقال السكري الغميم ماء لبني سعد ذكر ذلك في شرح قول جرير:
يا صاحبيَ هل الصباحُ منيرُ |
|
أم هل للؤم عواذلي تفتـيرُ |
إنا نكلفُ بالغـمـيم حـاجةً |
|
نهيا حمامةَ دونها وجفـيرُ |
ليت الزمان لنا يعود بيسره |
|
إن اليسير بنا الزمان عسيرُ |
.. وقال مالك بن الرَيب:
رأيتُ وقد أتى بحـرانُ دونـي |
|
لليلَى بالغـمـيم ضـوء نـار |
إذا ما قلت قد خمدَت زَهـاهـا |
|
عُصِيُ الزند والعُصفُ السوَاري |