حـرف الـفـاء: باب الفاء والألف وما يليهما

باب الفاء والألف وما يليهما

فابِجَانُ: بعد الألف باء موحدة مكسورة وجيم وآخره نون. قال أبو سعد: قرية من قرى أصبهان وقال لا أدري أهي الفابزان أم غيرها. فابِزَانُ: بعد الألف باء موحدة وزاي وآخره نون. موضع وقيل قرية وقيل بليدة. ينسب إليها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن صالح العقيلي الأصبهاني الفابزاني سمع بدمشق إسماعيل بن عمار ودُحَيماَ ومحمد بن مسلم روى عنه أحمد بن محمود بن صبيح وأبو عثمان إسحاق بن إبراهيم وأبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال وأبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد اللَه العقيلي الفابزاني روى عن أبيه روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني وتوفي سنة 301.

فابستين: وجدته بخط بعض الفضلاء كما تراه وقال هو: اسم موضع.

فاثور: بعد الألف ثاء مثلثة وواو ساكنة وآخره راء والفاثور عند العامة هو الطشت خان وأهل الشام يتخذون خوانا من رخام يسمونه الفاثور والناجود والباطيَة يقال لها الفاثور أيضاً والفاثور. اسم موضع أو واد بنجد. قال لبيد:

ومقام ضـيقٍ فـرجـتُـه

 

بمقامي ولسانـي وجـدَل

لو يقومُ الفـيل أو فـيالُـهُ

 

زَلّ عن مثل مقامي وزحل

ولدى النعمان مني موقـف

 

بين ماثورِ أفاقٍ فالـدَحـلْ

 

وقال ابن مقبل:

 

حيٌ محاضرهم شتى ومجمعُهم

 

دومُ الإياد وفاثور إذا اجتمعـوا

لا يبعد اللَه أقوامأ تركـتـهـمُ

 

لم أدرِ بعد غداةِ البين ما صنعوا

 

- دومُ الإياد- موضع. وقال عدي بن زيد:

 

سقى بطنَ العقيق إلى أفاقٍ

 

ففاثور إلى لَببِ الكثـيب

 

الفاخِرَةُ: بعد الألف خاء معجمة ومعناه معلوم. اسم سميت به بخارى بما وراء النهر في بعض الأخبار لأنه روي أنه بُعث إليها أيوب النبي عليه السلامِ فدعا لها بالخير فصارت بذلك. فاخرة على غيرها.


فَاذَجان: بعد الألف ذال معجمة ثم جيم وآخره نون. من قرى أصبهان.


فارَابُ: بعد الألف راء وآخره باء موحدة، ولاية وراء نهر سَيحون في تخوم بلاد الترك وهي أبعد من الشاش قريبة من بَلاساغون ومقمارها في الطول والعرض أقل من يوم إلا أن بها منعةَ وبأساً وهي ناحية سبخة لها غِياض ولهم مزارع في غربي الوادي يأخذ من نهر الشاش، وقد خرج منها جماعة من الفضلاء. منهم إسماعيل بن حماد الجوهري مصنف الصحاح في اللغة، وخاله أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم صاحب ديوان الأدب في اللغة وغيرهما، وإليها ينسب أبو نصر محمد بن محمد الفارابي الحكيم الفيلسوف صاحب التصانيف في فنون الفلسفة مات بدمشق سنة 339 وكان تلميذ يوحنا بن جبلان وكانت وفاة يوحنا قبله في زمان المقتدر، وعبد الله َبن محمد بن سلمة بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد المقدسي الفارابي سمع بدمشق هشام بن عمَار وعبد اللهَ بن أحمد بن بشير بن ذكوان وعباس بن الوليد الخلأَل وأبا محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَه الدمشقي ودُحيمأ روى عنه أبو بكر وأبو زُرعة ابنا أبي دُجَانة وأبو بكر بن المقرىء وأثنى عليه والحسن بن منير والحسن بن رشيق وأبو حاتم محمد بن حِتان البُستي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن رُميح النَّسَوي وغيرهم.


فاران: بعد الألف راء وآخره نون كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة قيل هو اسم لجبال مكة. قال ابن ماكولا أبو بكر نصر بن القاسم بن قُضاعة القضاعي الفاراني الإسكندراني سمعت أن ذلك نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز وفي التوراة: جاء اللهَ من سيناءَ وأشرَق من ساعير واستعلن من فاران مجيئه من سيناء تكليمه لموسى عليه السلام وإشراقه من ساعير وهي جبال فلسطين هو إنزالهُ الإنجيل على عيسى عليه السلام واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وفاران جبال مكة، وفاران أيضاً قرية من نواحي صغُد من أعمال سمرقند. نسب إليها أبو ومنصور محمد بن بكر بن إسماعيل السمرقندي الفاراني روى عن محمد بن الفضل الكرماني ونصر بن أحمد الكندي الحافظ روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد اللَه بن محمد الكاغلد السمرقندي، وقال أبو عبد اللهَ القضاعي فاران والطور كورتان من كور مصر القبلية.


فارِجَك: باب فارِجَك بالراء المكسورة والجيم المفتوحة والكاف. محلة كبيرة ببخارى.


فار: بلفظ واحد الفيران. بلدة من نواحي أرمينية. نسب إليها بعض المتأخرين، وذو فار حصن من أعمال ذمار باليمن.


فارد: فاعل من الفرد وهو الواحد كأنه منفرد عن أمثاله. جبل بنجد. فارِزَة: بتقديم الراء المكسورة على الزاي المفتوحة. محلة ببخارى.


فارسجين: بالراء المكسورة وسين مهملة ساكنة وجيم مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة ونون وربما قالوا فارِسين بطرح الجيم من فارسجين ليست من نواحي همذان إنما هي: من أعمال قزوين بينها وبين قزوين مرحلتان وبين أبهر مرحلة وبينها وبين همذان نحو ثماني مراحل من رستاق الألمر التي يقال لها الأعلم. ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مَردين أبو منصور القومساني بن أبي علي الزاهد ذكرته في القومسان نزل هذه القرية فنسب إليها روى عن أبيه وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وأبي جعفر محمد بن محمد الصفار وأبي الحسين أحمد بن محمد بن صالح وأبي سعيد عمر بن الحسين الصرام روى عنه أبو الحسن بن حُميد وحُميد بن المأمون. قال شيرويَة وحدثنا عنه ابن ابنه أبو علي أحمد بن طاهر بن محمد القومساني وغيره وهو ثقة صدوق تُوُفي عشية يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 423 وروى عنه أبو نُعَيم الحافظ الأصبهاني، وأحمد بن طاهر بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مَرْدين أبو علي القاضي بفارسجين سمع الحديث ورواه وكان صدوقاً. فارِسُ: ولاية واسعة وإقليم فسيح أول حدودها من جهة العراق أزَجان ومن جهة كرمان السِيرَجانُ ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مُكران. قال أبو علي في القصريات فارس اسم البلد وليس باسم الرجل ولا ينصرف لأنه غلب عليه التأنيث كنَعمانَ وليس أصله بعربي بل هو فارسي معرب أصله بارس وهو غير مرتضى فعرب فقيل فارس. قال بطليموس في كتاب ملحمة البلاد : مدينة فارس طولها ثلاث وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة طالعها الحوت تسع درجات منه تحت عشر درج من السرطان من الإقليم الرابع لها شركة في سُرّة الجوزاء يقابلها عشر درج من الجدي بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت ملكها مثلها من الحمل، وهي في هذه الولاية من أمهات المدن المشهورة غير قليل وقد ذكرت في مواضعها وقصبتها الاَن شيراز. سميت بفارس بن عَلَم بن سام بن نوح عليه السلام، وقال ابن الكلبي فارس بن ماسور بن سام بن نوح، وقال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني الذي أحفظُ فارس بن مدين بن إرم بن سام بن نوح وقيل بل سميت بفارس بن طهمورث وإليه ينسب الفُرس لأنهم من ولده وكان ملكاً عادلاً قديماً قريب العهد من الطوفان وكان له عشرة بنين وهم جم وشيراز واصطخر وفَسَا وجنابة وكسكر وكلواذا وقرقيسيا وعقرقوف فأقطع كل واحد منهم البلد الذي سمي به ووافق من العربية أن يقال رجل فارسٌ بين الفروسية والفراسة من ركوب الفَرَس وفارس بين الفراسة إذا كان جيدَ النظر والحدس هذا مصدره بالكسر ويقال إنه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالماً به والفارس الحاذق بما يُمارس والعجم لا يقولون لهذا البلد إلا بارس بالباء الموحدة، وقال الإصطخري: فارس على التربيع إلا من الزاوية التي تلي أصبهان والزاوية التي تلي كرمان مما يلي المفازة وفي الحد الذي يلي البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره وإنما قلنا إن في زاويتها مما يلي كرمان وأصبهان زنقة لان من شيراز وهي وسط فارس إليهما من المسافة نحواً من نصف ما بين شيراز وخوزستان وبين شيراز وجروم كرمان وليس بفارس بلد إلا وبه جبل أو يكون الجبل بحيث لا تراه إلا اليسير، وكُوَرُها المشهورة خمس فأوسعُها كورة إصطخر ثم أردشير خُرَة ثم كورة دار ابجرد ثم كورة سابور ثم قُباذ خُرَه ونحن نَصف كل كورة من هذه في موضعها، وبها خمسة رُموم أكبرها رمُ جيلَويَه ثم رمُ أحمد بن الليث ثم رم أحمد بن الصالح ثَم رم شهريار ثم رم أحمد بن الحسن فالرم منزل الأكراد ومحلتهم، وقد روى في فارس فضائل كثيرة منها قال ابن لهيعة فارس والروم قريشُ العجم وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أبعد الناس إلى الإسلام الروم ولو كان الإسلام معلقاً بالثريا لتناولته فارس، وكان أرض فارس قديماً قبل الإسلام ما بين نهر بلخ إلى منقطع أذربيجان وأرمينية الفارسية إلى الفرات إلى برية العرب إلى عُمَان ومكران وإلى كابل وطخارستان وهذا صفْوَة الأرض وأعدلها فيما زعموا وفارس خمس كور إصطخر وسابور وأردشير خُرَة ودار ابجرد وأرجان قالوا وهي مائة وخمسون فرسخاً طولاً ومثلها عرضاً، وأما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء بن الحضرمي عامل أبي بكر ثم عامل على البحرين وجهَ عرفجةَ بن هرثمة البارقي في البحر فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيرة مما يلي فارس فأنكر عمر ذلك لأنه لم يستأذنه وقال غررتَ المسلمين وأمره أن يلحق بسعد بن أبي وقاص بالكوفة لأنه كان واجداً على سعد فأراد قمعه بتوجهه إليه على أكره الوجوه فسار نحوه فلما بلغ ذا قار مات العلاءُ الحضرمي وأمر عمر عرفجة بن هرثمة أن يلحق بعُتبة بن فرقد السلمي بناحية الجزيرة ففتح الموصل وولى عمر رضى اللهَ عنه عثمان بن أبي العاصي الثقفي على البحرين وعمان فدوخها واتسقت له طاعة أهلها فوجه أخاه الحكم بن أبي العاصي في البحر إلى فارس في جيش عظيم ففتح جزيرة لافِتَ وهي بَركاوان ثم سار إلى توج ففتحها كما نذكره في توج واتسق فتحٍ فارس كلها في أيام عثمان بن عفان كما نذكره متفرقا عند كل مدينة نذكرها، وكان المستولي على فارس مرزبان يقال له سهرك فجمع جموعه والتقى المسلمين بريشهر فانهزم جيشه وقُتل كما نذكره في ريشهر فضعفت فارس بعده، وكتب عمر بن الخطاب رضي اللهَ عنه إلى عثمان بن أبي العاص أن يعبر إلى فارس بنفسه فاستخلف أخاه المغيرة وقيل: إنه جاء حفص بالبحرين وعمان وعبر إلى فارس  ومدينة توج وجعل يغير على بلاد فارس وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري بمظاهرة عثمان بن أبي العاص على أرض فارس فتتابعت إليه الجيوش حتى فتحت وكان أبو موسى يغزو فارس من البصرة ثم يعود إليها، وخراج فارس ثلاثة وثلاثون ألف ألف درهم بالكفاية وذكر أن الفضل بن مروان وزير المتوكل قبلها بخمسة وثلاثين ألف ألف درهم بالكفاية على أنه لا مؤونة على السلطان وجبَاها الحجاج بن يوسف مع الأهواز ثمانية عشر ألف ألف درهم، وقال بعض شعراء الفرس يمدح هذه البلاد:

 

في بلدة لم تَصِل عكل بها طُنباً

 

ولا خباءً ولا عك وهمـدانُ

ولا لجزم ولا الأتلاد من يمن

 

لكنها لبني الأحرار أوطـانُ

أرض يبُتي بها كسرى مساكنَه

 

فما بها من بني اللَخناءِ إنسانُ

 

وبنواحي فارس من أحياء الأكراد ما يزيد على خمسمائة ألف بَيت شعر ينتجعون المراعي في الشتاء والصيف على مذاهب العرب وبفارس من الأنهار الكبار التي تحمل السفن نهر طاب ونهر سيرين ونهر الشاذكان ونهر درخيد ونهر الخوبَذان ونهر سكان ونهر جرسق ونهر الإخشين ونهر كُر ونهر فرواب ونهر بيردة ولها من البحار بحر فارس وبحيرة البجكان وبحيرة دشتأرزن وبحيرة التوز وبحيرة الجوذان وبحيرة جنكان. قال وأما القلاع فإنه يقال فيما بلغنى فإنه لفارس زيادة على خمسة آلاف قلعة مفرثة في الجبال وبقرب المدن وفي المدن ولا يتهيأ تقصيها إلا من الدواوين ومنها قلاع لا يمكن فتحها ألبتة بوجه من الوجوه منها قلعة ابن عمارة وهي قلعة الديكدَان وقلعة الكارِيان وقلعة سعيد أباذ وقلعة جوذَزز وقلعة الجص وغير ذلك ونحن نِصفُها في مواضعها من هذا الكتاب إن شاء اللهَ تعالى.


الفارَسكُرْ: من قرى مصر قرب دمياط من كورة الدقهلية.


الفارسية: منسوبة إلى رجل اسمه فارس قرية غناءُ نزهة ذات بساتين مُونقة ورياض مشرفة على ضِفًة نهر عيسى بعد المحوَل من قرى بغداد بينهما فرسخان.. ينسب إليها الشيخ مسلم بن الحسن بن أبي الجود الفارسي ثم الحوري من حورَى قرية من قرى دجيل انتقل منها إلى الفارسية واتخذ بها مُليكا وخدم الفقراء فغلبت عليه ومات يوم الأحَد حادي عشر المحرم سنة 594 دفن بها من الغد وعمل عليه قبة تهدى إليه النذور وتزار رأيتها.


فارعُ: قال أبو عدنان: الفارع المرتفع العالي الهيءُ الحسن، وقال ابن الأعرابي: الفارع العالي والفارع المستفل وفرعت إذا صعدت وفرعت إذا نزلت وفارع. اسم أطُم وهو حصن بالمدينة. قال ابن السكيت وهو اليوم دار جعفر بن يحيى ذكر ذلك في قول كثير:

 

رسا بين سَلع والعقيق وفارع

 

إلى أحُدٍ للمزن فيه غشامِرُ

 

كلها بالمدينة. قال عرام وساية وادي الشراة بالشين المعجمة وفي أعلاه قرية يقال لها الفارع بها نخل كثير وسكانها من أفناءِ الناس ومياهها عيون تجري تحت الأرض وأسفل منها مهايعُ قرية كان رجل من الأنصار قتل هشام بن ضبابة خطأ فقدم أخوه مِقيس بن ضبابة على النبيّ صلى الله عليه وسلم مظهراً للإسلام وطلب دية أخيه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عدَا على قاتل أخيه فقتله ولحق بمكة وقال:

 

شَفَى النفس أن قد ماتَ بالقاع مُسنداً

 

تُضرج ثـوبـيه دمـاءُ الأخـادع

وكانت همومُ النفس من قبل قتلـه

 

تُلِمُّ فتحميني وطاء المـضـاجـعِ

حللتُ به وِترِي وأدركتُ ثُـوْرَتـي

 

وكنت إلى الأوثـان أول راجـع

ثأَرتُ به قهراً وحملتُ عَـقـلَـهُ

 

سراةَ بني النجار أربـاب فـارع

 

فارِفَانُ: بعد الراء المكسورة فاء أخرى وآخره نون من قرى أصبهان. ينسب إليها القاضي أبو منصور شابور بن محمد بن محمود الفارفاني شيخ لأبي سعد. وأبو بكر محمد بن محمود بن إبراهيم الفارفاني روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله المستملي روى عن أبي الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هرون بن داره.


فارْمَذ: بالراءِ الساكنة يلتقي بسكونها ساكنان وفتح الميم وَاخره ذال معجمة. من قرى طوس. ينسب إليها أبو علي الفضل بن محمد بن علي الفارمذي الواعظ، وابنه عبد الواحد بن الفضل أبو بكر الطوسي قال شيرُوَيه قدم علينا مراراً روى عنه ابنه وغيره وكان واعظاً حسن الكلام ليّنَ الجانب وذكر في التحبير الفضل بن علي بن الفضل بن محمد بن علي الفارمني أبو علي بن أبي المحاسن بن أبي علي الطوسي من بيت العلم والتصوُف والتقدُم سمع أباه سمع منه أبو سعد وأبو القاسم وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة سنة 537.


الفارُوثُ: بضم الراء ثم واو ساكنة وآخره ثاء مثلثة. قرية كبيرة ذات سوق على شاطىء دجلة بين واسط والمذَار أهلها كلهم روافض وربما نسبوا إلى الغلُو واشتقاقه إما من الفرث وهو السِرْجِينُ أو من قولهم أفْرَثَ الرجل أصحابه إفراثاً إذا عرضهم للسلطان أو لأئمة الناس. فارُوز: بعد الألف راء مضمومة وواو ساكنة وزاي. من قرى نَسَا.. نسب إليها بعض المحدثين.


فارُوقُ: بضم الراءِ بعدها واو ثم قاف. من قرى إصطخر فارس. ينسب إليها جماعة من أهل العلم والفضل منهم شارح المصابيح للبغوي الشرح المعروف ب ألفا روقي وآخرون.


فارُويَة: بالراء المضمومة وواو ساكنة وياءٍ مثناة من تحت مفتوحة. محلة بنيسابور.


فارة: بالراءِ المشلاة والهاءِ بلفظ قولهم امرأة فارة أي هاربة. مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تُطِيلَة.


فارِيابُ: بكسر الراءِ ثم ياءِ مثناة من تحت وآخره باء مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون وربما أميلت فقيل لها فِيرِياب ومن فارياب إلى شَبورقان ثلاث مراحل ومن فارياب إلى طالقان ثلاث مراحل ومن فارياب إلى بلخ ست مراحل.. ينسب اليها جماعة من الأئمة. منهم محمد بن يوسف الفاريابي صاحب سفيان الثوري وغيره. فأما عبد الرحمن بن حبيب الفاريابي فأصله بغدادي سكنها روي عن بقية بن الوليد واسحاق بن نجيح وحكي أنه كان يضع الليث على الثقات كذا قال أبو حاتم محمد بن حبان في كتاب الضعفاء،.


فاريَانَان: اسم قرية. قال ابن مندة: محمد بن تميم السغدي من أهل فاريانان ولم يزد.. وأحمد بن عبد اللهَ بن حكيم الفارياناني المروزي عن النضر بن محمد المروزي والفضل بن موسى متروك الحديث مات سنة 248.


فازِرُ: بتقديم الزاي المكسورة على الراء. قال ابن شميل: الفازر الطريق يعلو الفزَرَ فيفزرها كأنها تخد في رؤوسها خدوداً تقول أخذنا الفازر وأخذنا في طريق فازر وهو طريق في رؤوس الجبال وفازر. اسم رملة في أرض خَثعم على سمت اليمامة وثم الأطهارُ قرية من نجران هكذا ضبطه نصر وقد ترى أنه لا جامع بين اشتقاقه والرمل وأخاف أن يكون بتقديم الراء على الزاي لأن الفارز طريقة تأخذ في رملة في دكادكَ لينةٍ كأنها صَدع من الأرض منقاد طويل خلقةً حكاه الأزهري عن الليث.


فازُ: بعد الألف زاي بلفظ قولهم فازَ الرجل يفوز فوزاً وهو النجاة من الشر. بلدة بنواحي مرو. ينسب إليها أبو العباس محمد بن الفضل بن العباس الفازي المروزي حدث عن علي بن حجر روى عنه أبو سوَار محمد بن أحمد بن عاصم المروزي. ودخلت بمرو على شيخنا أبي المظفر عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن أبي بكر بن محمد بن أبي المظفر السمعاني للسماع منه وذلك في سنة 615 فأحضَرَنا بطْيخاً ثم قال: اخرجوا سكاكينكم فقال أكثرنُا: ليس معنا سكاكين فقال: أنشدنا شيخنا فلان الفازي وقد حضر البطيخ إما قال لنفسه أو لغيره:

 

أحق الوَرَى بالحزن عندي ثـلاثة

 

فَتًى لاَنَ حيناَ فالتَحَى فامتَحى لينُة

وحاضرُ معشوقٍ وقد نام عِضْـوُهُ

 

وحاضرُ بطْيخ وقد ضاع سكـينُة

 

وفاز أيضاً من قرى طوس. ينسب إليها أبو بكر محمد بن وكيع بن دوَاس الفازي وأحمد بن عبدالله َبن أحمد بن محمد بن عمر بن أبي حامد الفازي الصوفي سمع أبا بكر عبد الله بن محمد الفازي الخطيب وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرَواس ذكره في التحبير.


فَاسُ: بالسين المهملة بلفظ فاس النجار مدينة مشهورة كبيرة على بر المغرب من بلاد البربر وهي حاضرة البحر وأجل مُدُنه قبل أن تختطّ مرَاكشُ وفاس مختطة بين ثنيتبنَ عظيمتين وقد تصاعدت العمارة في جنبيها على الجبلٍ حتى بلغت مستواها من رأسه وقد تفجرت كلُها عيونا تسيل إلى. قرارة واديها إلى نهر متوسط مستنبط على الأرض منبجس من عيون في غربيها على ثُلُثي فرسخ منها بجزيرة دوِي ثم ينساب يميناً وشمالاً في مروج خُضر فإذا انتهى النهر إلى المدينة طلب قرارتها فيفترق منه ثمانية أنهار تشق المدينة عليها نحو ستمائة رحىً في داخل المدينة كلُها دائرة لا تبطل ليلاً ولا نهاراً تدخل من تلك الأنهار في كل دار ساقيةُ ماءٍ كبار وصغار وليس بالمغرب مدينة يتخللها الماءُ غيرها إلا غرناطة بالأندلس.. وبفاس يُصبغُ الأرجُوَانُ والأكسية القرمِزيثة وقلعتها في أرفع موضع فيها يَشقُها نهر يسمَى الماء المفروش إذا تجاوز القلعة أدار رحى هناك وفيها ثلاثة جوامع يُخطَب يوم الجمعة في جميعها. قال أبو عبيد البكري مدينة فاس مدينتان مفترقتان مسورتان وهي مدينتان عدوة القَرويين وعدوة الأندلسيين وعلى باب دإر الرجل رحاه وبستانه بأنواع الثمر وجداول الماء تخترق في داره وبالمدينتين اكثر من ثلاثمائة رحىً وبها نحو عشرين حماماً وهي اكثر بلاد المغرب يهوداً يختلفون منها إلى جميع الآفاق ومن أمثال أهل المغرب فاس بلد بلا ناس، وكلتا عدوتَي فاس في سفح جبل والنهر الذي بينهما مخرجه من عين في وسط بلد من عُسرة على مسيرة نصف يوم من فاس.. وأسست عدوة الأندلسيين في سنة 192 وعدوة القرويّين في سنة 193 في ولاية إدريس بن إدريس ومات إدريس بمدينة وليلَى من أرض فاس على مسافة يوم من جانب الغرب في سنة 213، وبعدوة الأندلسيين تفاح حلوٌ يعرف بالأطرابلسي جليل حسن الطعم يصلح بها ولا يصلح بعدوة القرويين وسميدُ عدوة الأندلسيين أطيب من سميد القرويين لحذقهم بصنعته وكذلك رجال عدوة الأندلسيين أشجعُ وأنجبُ وأنجدُ من القرويين ونساؤهم أجمل من نساء القرويين ورجال القرويين أجمل من رجال الأندلسيين وفي كل واحدة من العدوتين جامع مفرد، وقال محمد بن اسحاق المعروف بالجليلي.

 

يا عدوة القروين التي كـرمـت

 

لا زال جانبك المحبوب ممطوراً

ولا سَرَى اللهَ عنها ثوب نعمتـه

 

أرض تجنبت الآثـامَ والـزورا

 

وقال إبراهيم بن محمد الأصيلي والد الفقيه أبي محمد عبد اللَه:

دخلتُ فاساً وبي شوقٌ إلى فاس

 

والحيْنْ يأخذ بالعينين والـراس

فلستُ أدخل فاساً ما حييت ولو

 

أعطيتُ فاساً بما فيها من الناس

 

وقال أحمد بن فتح قاضي تاهرت في قصيدة طويلة:

اسلَحْ على كل فاسي مررتَ به

 

بالعدوتين معاً لا تبقـيَنْ أحـداً

قوم غذوا اللُؤْم حتى قال قائلهم

 

من لا يكون لئيماَ لم يعش رَغَدًا

 

ومنه! إلى سبتة عشرة أيام وسبتة أقرب منها إلى الشرق، وقال البكي يهجو أهل فاس:

فرِاقُ الهم عند خـروج فـاسِ

 

لكل مُلمَةٍ تـخـشـى وبـاسِ

فأما أرضهـا فـأجـلُ أرض

 

وأما أهلهـا فـأخـسُ نـاس

بلاد لم تكـن وطـنـاً لـحـر

 

ولا اشتملت على رجل مُوَاسي

 

وله فيهم أيضاً:

اطعن بأيْرك من تلقـى مـن الـنـاس

 

من أرض مصر إلى أقصى قُرى فاس

قوم يمصون ما في الأرض من نطـفٍ

 

مص الخليع زمانَ الورد لـلـكـاس

وله أيضاً فيهم:

دخلتُ بلدةَ فـاس

 

أسترزق اللهَ فيهم

فما تيسرَ منـهـم

 

أنفقتُه في بنيهـم

 

وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو عمر عمران بن موسى بن عيسى بن نجح الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته نزل بها وكان قد سمع بالمغرب من جماعة ورحل وسمع بالمشرق جماعة من العلماء وكان من أهل الفضل والطلب وغيره.


 فَاشَانُ: بالشين المعجمة وآخره نون. قرية من نواحي مرو رأيتها، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم. منهم موسى بن حاتم الفاشاني حدث عن المقري وأبي الوزير حدث عنه محمود بن وَالاَنَ وغيره، وينسب إلى المروزية أيضاً أبو قلد محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللَه بن محمد الفاشاني الفقيه الشافعي المنقطع القرين في وَقته تققه على أبي اسحاق المروزي وكان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظراً فيه وأزهدهم في الدنيا سمع الحديث من جماعة من أصحاب علي بن حجر وغيرهم وسمع صحيح البخاري من الفربري وروى عنه الحاكم أبو عبد الله والدارقطني ومات سنة 371 ثالث عشر رجب.


فاشوق: بالقاف وَاخره شين معجمة من قرى بخارى عن السمعاني.


فَاشون: بالنون. موضع ببخارى عن العمراني.


فَاضِجَةُ: بالضاد المعجمة والجيم كذا ضبطه أبو الفتح، وقال: هي أرض في جبال ضرية بينها وبين ضرية تسعة أميال. قال وقيل بالحاء وهو أيضاً أطُمٌ لبني النضير بالمدينة.


فَاضِح: موضع قرب مكة عند أبي قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجاتهم سمي بذلك لأن بني جُرْهُم وبني قَطُوراءَ تحاربوا عنده فافتضحت قطوراءُ يومئذ وقتل رئيسهم السميدَع فسمي بذلك، وقال ابن الكلبي: إنما سمي فاضحاً لأن جُرهماً والعماليق التقوا به فهزمت العماليق وقُتلوا به فقاد الناس افتضحوا به فسمي بذلك وهو عند سوق الرقيق إلى أسفل من ذلك، وفاضحٌ واد بالريف شريف بني نمير بنجد. قال الشاعر:

 

فإن لا تكن سيفاً فـان هِـرَاوَةً

 

مُقَطَطَةْ عجراءَ من طلح فاضح

 

قال ذلك رجل رأى قومه وقد جمعوا سلاحاَ فقالوا له: أين سيفك؟ فقال: هذا وأشار إلى عَصاهُ، وقال نصر: فاضح جبل قرب رِئمِ وهو واد قرب المدينة.


فَاطِمَابَاذ: من قرى همذان. قال شيرويه: قيل إن مسجد جامع همذان كان بفاطماباذ وإنه كان بجنب المسجد الجامع اليوم كرومٌ وزروعٌ .


فاغِ: بالغين معجمة. من قرى سمرقند.


فَافانُ: بفاءَين وآخره نون. موضع على دجلة تحت ميافارقين يصب في دجلة عنده وادي الرَزْم.


فَاقِر: بالقاف مكسورة وراص وهو فاقر من الفقر أو من الفَقار وهو خَرَزُ الظهر والفاقرة الداهية التي تكسر الفَقار، ويومُ فاقر من أيام العرب ويجوز أن يكون افتقر فيه قوم أو كسر فيه فَقارُ قوم فسمي بذلك.


فَاقُ: بالقاف هو في الأصل الجفنة المملوءَة طعامأ من قوله:

ترى الأضياف ينتجعون فاقي

 

وقيل الفاق الزيت المطبوخ في قول الشمَاخ:

قامت تُرِيك أثيثَ النبت منسَدِلاً

 

مثل الأساود قد مُسحنَ بالفاق

 

وقال أبو عمرو: الفاق الصحراءُ، وقال مرَة هي أرض هذا اسم صريح ويجوز أن يكون مأخوفاً من الفعل من فاق غيره يفوقهم إذا فضلهم وفاق أرض في شعر أبي نجيد.


فَاقُوسُ: بالقات وآخره سين مهملة يجوز أن يكون من قولهم فقَسَ الرجل إذا مات أو من تففسَ الفخ على العُصفور إذا انقلب على عنقه وفاقوس اسم مدينة في حوف مصر الشرقي من مصر إلى مشتول ثمانية عشر ميلاً ومن مشتول إلى سفط طرابية ثمانية عشر ميلاً ومنها إلى مدينة فاقوس ثمانية عشر ميلاً وهى في اَخر ديار مصر من جهة الشام في الحوف الأقصى.


فَالق: قالوا الفلقُ الصبح وقيا، الفلق، الخلق، في قوله تعالى: "فالقُ الحب والنوى" الأنعام: 95، والفلق المطمئن من الأرض بين المرتفعين والفلق الفطرة والفلق الشق ونخلة فالق إذا انشقتْ عن الكافور وهو الطلع وفالق. اسم موضع بعينه. قال الأصمعي: ومن منازل أبي بكر بن كلاب بنجد الفالق وهو مكان مطمئن بين حزْمين به مُوَيهة يقال لها ماءُ الفالق وجُوَي جبل لبني أبي بكر بن كلاب، ويقال: خليته بفالق الوركاءِ وهي رملة عن الأزهري والخارزَنجي.


فَالُ: بعد الألف الساكنة لام، وهي قرية كبيرة شبيهة بالمدينة في آخر نواحي فارس من جهة الجنوب قرب سواحل البحر يمرُ بها القاصد إلى هُرمز وغلى كيش على طريق هُزو فهي على هذا فارسية وحظها من العربية يقال رجل فالُ الرأي وفيلهُ وفائلُهُ إذا كان ضعيفاً. قال جرير:

 

رأيتك يا أخيطِلُ إذ جَرَينـا

 

وجربتِ الفِرَاسَةَ كنتَ فَالاَ

 

والفال عرق يستبطن الفخذَين في قول امرىء القيس:

 

له حجباتٌ مرفاتٌ على الفال

 

وقيل أراد الفايل لأنه أحد الفائلين والفأل بالهمز ضد الطيرة منهم من يجعله بمعناه.


 فَالَةُ: بزيادة الهاء عن الذي قبله. بلدة قريبة من أيذَج من بلاد خوزستان. ينسب إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن سَلك الفالي المؤَدّب سمع بالبصرة من القاضي أبي عمرو أحمد بن اسحاق بن جربان وحدث بشيءٍ يسير.، ورأيت بالعراق خشبة في رأسها حديدة ذات ثلاثة شعب كالأصابع إلا أنها أطوَلُ يصطاد بها الدرَاج يقال لها فالة وبالة وأظنها فارسيةً.
فَامِية: بعد الألف ميم ثم ياء مثناة من تحت خفيفة. مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص وقد يقال لها أفامية بالهمزة في أوله وقد ذكرت في موضعها وذكر قوم أن الأصل في فامية ثانية بالثاء المثلثة والنون وذاك أنها ثاني مدينة بُنيت في الأرض بعد الطوفان. قال البلاذري: سار أبو عبيدة في سنة 17 بعد افتتاح شيزَر إلى فامية فتلقاه أهلها بالصلح فصالحهم على الجزية والخراج، وقال العساكريُ: عبد القدُوس بن الريان بن إسماعيل البهراني قاضي فامية سمع بدمشق محمد بن عائذ وبغيرها عبيد بن جَناد روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرَسْعَنيِ الورزَاق، وفامية أيضاَ قرية من قرى واسط بناحية فم الصلح. ينسب إليها أبو عبد اللهَ عمر بن إدريس الصلْحِي ثم الفامي حدث عن أبي مسلم الكجي روى عنه أبو العلاء محمد بن يعقوب الواسطي سكن بغداد وحدث بها، وذكر أحمد بن أبي طاهر أنه رفع إلى المأمون أن رجلاً من الرعية لزم بِلجام رجل من الجُند يُطالبه بحق له فقنَعه بالسوط فصاح الفاميُ واعُمَرَاهُ ذهبَ العدلُ منذ ذهبتَ فرُفع ذلك إلى المأمون فأمر بإحضارهما فقال: للجندي مالك وله؟ فقال: إن هذا رجل كنت أُعامله وفَضلَ له على شيء من النفقة فلَقِيَني على الجسر فطالبني فقلت إني أريد دار السلطان فإذا رجعتُ وفيتك فقال: لو جاء السلطانُ ما تركتك فلما ذكر الخلافة يا أمير المؤمنين لم أتمالَك أن فعلت ما فعلتُ. فقال: للرجل ما تقول فيما يقول فقال: كذب عليَ وقال الباطل فقال الجنديُ: إن لي جماعة يشهدون إن أمر أمير المؤمنين بإحضارهم أحضرتُهم فقال المأمون: ممن أنت؟ قال: من أهل فامية فقال: أما عمر بن الخطاب كان يقول من كان جارُه نبطيًا واحتاج إلى ثمنه فليبعه فإن كنتَ إنما طلبت سيرة عُمَرَ فهذا حُكمُهُ في أهل فامية ثم أمر له بألف درهم وأطلقه وهذه فامية إلى عند واسط بغير شك. قال عيسى بن سعمان الحلبي شاعر مُعاصر يذكر فامية:

 

يا دار علوة ما جيدِي بمنـعـطـف

 

إلَى سواكِ ولا قلبي بمـنـجـذب

ويا قرَى الشام من لَيْلُونَ لا بَخَلَـتْ

 

على بلادكمُ هَطـالَةُ الـسـحُـبِ

ما مرَ برقُك مجتازاً على بَصَـري

 

إلآ وذكرني الدارين مـن حَـلَـبِ

لَيْتَ العواصم من شرقـي فـامـيةٍ

 

أهدَت إلي نسيمَ البـان والـغَـرَبِ

ما كان أطيَبَ أيامي بُـقـرْبِـهِـم

 

حتى رمتني عَوادِيَ الدهر من كَثَبِ

وقد اخلُف في أبي جعفر أحمد بن محمد بن حُميد المقري الفامي الملقب بالفيل فقيل هو منسوب إلى الضيعة وقيل إلى البلدة أخذ عَرَضاً عن أبي جعفر عمرو بن الصباح بن صبيح الضرير الكوفي عن أبي عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز الأسدي عن عاصم بن أبي النَجُود الأسدي وأخذ أيضاً عن يحيى بن هاشم بن أبي كبير الغسَاني السمسار عن حمزة بن حبيب الزيات وسمع علي بن عاصم بن علي بن عاصم وآخرين روى عنه أبو بكر محمد بن خلف بن حَيان ووكيع القاضي البغدادي خليفة عَبدَان على قضاء الأهواز وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي وأبو عبد اللهَ محمد بن جعفر بن أبي أمية الكوفي وأحمد بن عبد الرحمن بن البُحتري الدقاق المعروف بالوَلي وقال الولُي: هذا هو من فامية وكان يلقب فِيلاً لعظم خلقته توفي سنة 287 وقرأ على عمرو بن الضباح في سنة 218 وقال غيره 225 ومات عمرو هذا سنة 221، وكان يتولى فامية رجل كُرْدِي يقال له أبو الحجر المُؤَمل بن المصبح نحو أربعين سنة من قبل الخليفة فلما حضر القرمطي في سنة 190 بالشام مال إليه وأغراه بأهل المَعرًة حتى قتلهم قتلأ ذريعاً فلما قُتل القرمطيُ أسرَى إلى هذا الكردي إبراهيم وانجو ابناً يوسف القصصي فأوقَعا به فهرب منهما حتى ألقى نفسه في بُحَيرة أفامية فأقام بها أياماَ وقتل ابنه، فقال فيه بعض شعراء المعرة:

تَوهَمَ الحزبَ شطرنجاً يقلبُهـا

 

للقَمْر يَنْقُلُ منه الرُخ والشَاها

جازَت هزيمتُهُ أنهار فـامـية

 

إلى البحيرة حتى غَط في ماها

 

فامِينُ: بالميم مكسورة وياءٍ مثناة من تحت ونون. مر قرى بُخارى.


فاو: بعد الفاء همزة ساكنة ثم واو صحيحة. قال أبو عبيد الفاوُ ما بين الجبلَين. قال ذو الرمَة:

 

حتى آنفا الفاوُ عن أعناقها سَحَرًا

 

- آنفاًَ- انكَشفَ. قال الأزهري الفاوُ في بيت ذي الرُمَة طريق بين قارتَين بناحية الدو بينهما فَج واسعٌ يقال له فَأوُ الرَيان وقد مررتُ به.


فَاوُ: بسكون الألف والواو صحيحة معربة كلمة قبطية . قرية بالصعيد شرقي النيل في البر تُغرَف بابن شاكر أمير من أمراء العرب وفيها دير أبى بَخُوم وبالصعيد أخرى يقال لها قاو بالقاف ذكرت في موضعها.


فاوَةُ: من مخاليف الطائف.


فَايَا: كورة بين مَنبج وحلب كبيرة وهي من أعمال مَنبج في جهة قبلتها قرب وادي بُطنانَ ولها قرى عامرة فيها بساتين ومياه جارية. ينسب إليها القاضي أبو المعالي رافع بن عبد اللهَ بن نصر بن سلمان الحنفي الفايائي سمع البُرهان أبا الحسن علي بن محمد البلخي الحنفي سمع منه عبد القادر الرُهاوي وروى عنه.


الفَائحَةُ: من نواحي اليمامة وهو سهل حزْن.


فائدٌ : بعد الألف ياءٌ مهموزة ودال مهملة يجوز أن يكون من قولهم فأدتُ الصيدَ أفاده فإذاً إذا أصبتَ فؤاده فأنا فائده وفأدتُ الخُبزَ أفأدُه إذا خبزتَه في الملَة وأنا فائد وفائدٌ . اسم جبل في طريق مكة سمي باسم رجل يقال له فائد ذكرتُ قصتَه في أجإ من هذا الكتاب.


فائشٌ : بعد الألف ياء مهموزة يقال جاؤوا يتفايشون أي يتفاخرون وفائش، واد في أرض اليمن وبه سمي سلامة بن يزيد بن عريب بن تِريم بن مرثَد الحميري ذا فائش وكان هذا الوادي له أو لأبيه واللهَ الموفق للصواب.