حـرف الـفـاء: باب الفاء والباء، التاء، الجيم، الحاء، الخاء، الدال، الذال وما يليهما

باب الفاء والباء وما يليهما

فبث: بالضم ثم التشديد. موضع بالكوفة وقيل بطن من همدان. ينسب إليها سعدان بن بشر الفُبي وقيل اسمه سعيد وسعدان لقب واللَه أعلم.

باب الفاء والتاء وما يليهما

الفُتَاتُ: من نواحي مُرَاد. قال كعب بن الحارث المرادي:

ألم تَرْبَعْ على طَلَلِ الـفُـتَـاتِ

 

فتقضي ما استَطعتَ من البتَاتِ

عَدَاني أن أزُورَك حَربُ قـومً

 

وأنباء طَرَقـن مُـشـمـرَاتِ

 

فِتَاخ: بالكسر وآخره خاء معجمة يجوز أن يكون جمع فَتْخ مثل زَنْد وزناد وهو اللين ويقال للبراجم إذا كان فيها لينٌ فُتْخ ويجوز أن يكون جمع فتخ مثل جَمل وجمال والفتَخ في الرِجلَين طول العظم وقلة اللحم وقيلَ غير ذلك وفتاخُ. أرض بالدهناءِ ذات رمال كأنها للينها سميت بذلك. قال ذو الرمة:

لميةَ إذ مَي مغـان تَـحـلَـهـا

 

فتاخ وحُزْوَى في الخليط المُجاور

 

وقال أيضاً:

رأيتُهُمُ وقد جعلوا فتاخـاَ

 

وأجرُعَةُ المقابلة الشًمالا

 

فِتَاق: بالكسر واَخره قاف وهو جمع فتق وهو الموضع الذي لم يمطَر وقد مطر ما حوله والفتاق انفتاق الغيم عن الشمس والفتاق أصل الليف الأبيض يشبه الوجه لنقائه والفتاق خميرة ضخمة لا يَلْبَثُ العجينُ إذا نزلت فيه أن يدرك والفتاق أدوية مدقوقة تُفتَق وتُخلَط بدهن الزنْبَق كي تفوح ريحُه وفتاق موضع في شعر الحارث بن حلزَة وفي قول الأعشى:

أتاني وغَورُ الحُوش بيني وبينه

 

كرانسُ من جنبَيْ فتاق فأبْلَقَا

 

وقال الراعي:

تَبَصر خليلي هل ترى من ظعائنٍ

 

تحملنَ من جَنبيْ فتاق فثهـمـد

فُتُق: بضم أوله وثانيه وَاخره قاف كأنه جمعٌ لشيء من الذي قبله مثل جدَار وجدُرُ وحِمار وُحمُر. قرية بالطائف، وفي كُتُب المغازي أن النبي صلى الله عليه وسلم سير قُطبة بن عامر بن حديدة إلى نَبالة ليُغير على خَثْعم في سنة تسع فسلك على موضع يقال له فُتق، وقرأتُ بخط بعض الفضلاء الفَتق من مخاليف الطائف بفتح الفاء وسكون التاء وفي كتاب الأصمعي في ذكر نواحي الطائف فقال: وقرية الفُتُق.

فَتك: بالفتح ثم السكون وآخره كاف وهو أن يأتي الرجل صاحبَهُ وهو غار غافل فيقتله وفَتك: ماء بأجإِ أحد جَبلَي طيىءٍ . قال زيد الخيل:  

مَنَعنا بين شَرقَ إلى المطالي

 

بحيّ ذي مُكابَرَة عَـنُـودِ

نزلنا بين فَتْكٍ واًلخِـلاقَـى

 

بحي ذي مُـدَارَأة شـلـيد

وحلَتْ سِنبس طَلحَ الغُبارى

 

وقد رَكِبَتْ بنَصر بني لبـيد

 

الفَتِينُ: في نوادر أبي عمرو الشيباني:

وما شن من وادي الفَتِين مشرقا

 

فهيمانَه لم ترعَهُ أمُ كـاسـب

 

- أمُ كاسب- امرأة- وهيمانه- جباله- وماشَن- ما انفرد.

 

باب الفاء والجيم وما يليهما

 

فَج: موضع أو جبل في ديار سُلَيم بن منصور عن أبي الفتحِ.


فَجُ حَيوَةَ: فجُّ بفتح أوله وتشديد ثانيه وَحيوَة بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الواو والفجُ الطريق الواسع بين الجبلَين وجمعه فجاج ثم كل طريق فَج والفجُ الذي لم يَبلُغْ من البطيخ وَالفواكه وغيرها وأما حَيوَة فشاذ في بابه لأن الياء والواو إذا التقتا وسبقَتْ إحداهما بالسكون وجب إدغامُها وأظهرت ههنا لئلا يلتبس بالحية وحيوَة اسم رجل وفَجُ حيوة موضع بالأندلس من أعمال طُلَيطلة.


فجُ الروحاء: قد تقدم اشتقاقهما في موضعهما وفجُ الروحاءِ. بين مكة والمدينة كان طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىِ بحر وإلى مكة عام الفتح وعام الحج.


فجُ زيدَانَ: بلد مطل على مدينة طبنة لإفريقية وإياه عنى عبد اللهَ السبيعي بقوله:

 

من كان مغتبطاً بلين حشـيةٍ

 

فحشيتي وأريكتي سَرجـي

من كان يعجبه ويبـهـجـه

 

نقْرُ الدُفوف ورنة الضَنـج

فأنا الذي لاشيء يعجبـنـي

 

إلا اقتحامي لخة الـوهـج

سَلْ عن جيوشي إذ طلعتُ بها

 

يوم الخميس ضُحًى من الفج

 

الفُجَيرةُ: بضم أوله بلفظ تصغير فجرة للواحدة من الفجور. اسم موضع.


فَجْكَشُ: قرية برَبع الرِيْوَنْد من أرباع نواحي نيسابور. منها محمد بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن التيلُوَيه أبو الفضائل المُعيني الريوندي الفجكشي. الضرير الأديب شيخ فاضل عارف باللغة والأدب يقرأ الناسُ عليه سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواس. كتب عنه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي وكانت ولادته بفَجكَشَ ومات بنيسابور في شَوال سنة 537.

 

باب الفاء والحاء وما يليهما

الفحْصُ: بفتح أوله وسكون ثانيه واخره صاد مهملة بالمغرب من أرض الأندلس مواضعِ عدة تسمى الفحص وسألت بعض أهل الأندلس ما تعنون به فقال كل موضع يُسكن سهلاَ كان أو جبلاً بشرط أن يُزرع نسميه فحصاً ثم صار علماً لعدة مواضع فأما في لغة العرب فالفحص شدة الطلب خِلاَلَ كل شيء ومَفْحَص القطاة موضع بيضها والحجاجة تفحص برجلها لتتخذ أفحوصَةَ تبيض فيها أو تَجثمِ والفحص. ناحية كبيرة من أعمال طليطلة ثم عملَ طَلبيرة، والفحص أيضاً إقليم من أقاليم أكشونية، والفحص أيضاَ إقليم بإشبيلية وفحصُ البلوط ذكر في البلوط، وفحص الأجم حصن منيع من نواحي إفريقية وفحص سُورَنجين بطرابلس ذكر في سورنجين.
الفَحْفَاحُ: بفتح أوله وتكرير الفاء والحاء أيضاً الفحفاح الأبحُ من الرجال لا أعرف فيه غيره، وهو اسم نهر في الجنة وذكره ههنا بارد إلاّ أنه خير من مكانه بياض.

فَحْفَح: قال أبو موسى في مشيخته سألت عبد الحكيم الفحفحي عن نسبه فقال: نُنسب إلى فحفح. ناحية من الكرخ في طريق بغداد كان أبي منها.

الفحلاَءُ: بالفتح ثم السكون والمد والفحل من صفات الذكور وفحلاءُ من صفات الإناث فإن لم يكن أريدَ به تأنيث الأرض فلا أدري ما هو وهو اسم موضع.

فَحِل: بفتح أوله وكسر ثانيه لعله منقول عن الفعل الماضي من فحل يَفحل إذا صار فحلاً وهو اسم موضع حكاه أبو الحسن الخوارزمي.

فَحل: بالفتح ثم السكو واللام بلفظ فحل الإبل وفحل النخل وفحل: جبل بتهامة يصب منه واد يسمى شجوةَ، وقيل: فحل جبل لهذيل، وقال الأصمعي وهو، يعد جبال هذيل فقال: ولهم جبل يقال له فحل يصب منه واد يقال له شجوة وأسفله لقوم من بني أمية بالأردن قرب طبرية.

فِحل: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره لام. اسم موضع بالشام كانت فيه ومعه للمسلمين مع الروم. ويوم فحل مذكور في الفتوح وأظنه عجمياً لم أره في كلام العرب قُتل فيه ثمانون ألفاً من الروم وكان بعد فتح دمشق في عام واحد. قال القعقاع بن عمرو التميمي:  

كم من أبٍ لي قد ورثتُ فعالَهُ

 

جم المكـارمٍ بـحـرُه تـيارُ

وغداةَ فِحل قد رأَوْني معلمًـا

 

والخيلُ تنحِطُ والبلاَ أطـوارُ

ما زالت الخيلُ العرابُ تدوسم

 

في حوم فِحل والهَبَـا مـوَارُ

حتى رَمَين سراتَهم عن أسرهم

 

في روعةٍ ما بعدها استمرارُ

 

وكان يوم فحل يسمى يوم الرَدَغة أيضاً ويوم بيسان: الفحْلاَن: جبلان من أجإ مشتبهان إلى الحمرة.


فحلين: بلفظ تثنية الذي قبله. موضع في جبل أحد. قال القتال الكلابي:

عبد السلام تأملْ هل ترى ظُعُنـاً

 

إني كبرت وأنتَ اليوم ذو بصر

لا يُبعِدِ اللهَ فتيانـاً أقـول لـهـم

 

بالأبرق الفرد لما فاتهم نظـري

يا هل تَرَاءى بأعلى عاسم ظعُن

 

نكبن فحلين واستقبلنَ ذا بـقَـر

صلى على عمْرَةَ الرحمنُ وآبنتها

 

ليلى وصلى على جاراتها الاخر

هن الحرائر لا رباتُ أخـمـرة

 

سود المحاجر لا يقرأنَ بالسُوَرِ

 

الفحْلتَان: في غزاة زيد بن حارثة إلى بني جُذام قدم رفاعة بن زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى ما صنع بهم زيد بن حارثة وكان رفاعة بن زيد قد أسلم ورجع إلى قومه فأنقذه رسول اللًه صلى الله عليه وسلم علياً إلى زيد ينزع ما في يده ويد أصحابه ويرده إلى أربابه فسار فلقِي الجيش بفيفاءِ الفَحلتين فأخذ ما في أيديهم حتى كانوا ينزعون لبد الراحل من تحت المرأة.

 

باب الفاء والخاء وما يليهما

 

فخ: بفتح أوله وتشديد ثانيه والفخ الذي يُصاد به الطيرُ معربَ وليس بعربي واسمه بالعربية طَرَق، وهو واد بمكة، وقال السيد علي الفخ وادي الزاهر ويروي قول بلال:

 

ألا ليتَ شعري هل أبيتَن ليلة

 

بفخ وعندي إذْخِر وجلـيلُ

 

ويوم فخ كان أبو عبد اللَه الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه خرج يدعو إلى نفسه في ذي القعدة سنة 169 وبايعه جماعة من العلويين بالخلافة بالمدينة وخرج إلى مكة فلما كان بفخ لقِيَتْهُ جيوش بني العباس وعليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد اللهَ بن عباس وغيره فالتقوا يوم التروية سنة 169 فبذلوا الأَمان له فقال: الأمان أريد فيقال إن مباركاَ التركي رَشَقَهُ بسهم فمات وحُمل رأسهإلى الهادي وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته فبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع ولهذا يقال لم تكن مصيبة بعد كربلاءَ أشد وأفجعَ من فخ. قال عيسى بن عبد اللَه يرثي أصحاب فخ:

 

فلأبكيَن على الحُسـي

 

ن بعَوْلة وعلى الحَسَنْ

وعلى ابن عاتكة الذي

 

وَاروه ليس بذي كَفَن

تركوا بـفـخ غـدوةً

 

في غير منزلة الوَطَنْ

كانوا كراماً هـيجـوا

 

لا طائشين ولا جُبُـن

غسلوا المذلة عنـهـم

 

غسلَ الثياب من الدرَن

هُدِيَ العباد بجـدهـم

 

فلهم على الناس المِنَنْ

 

وأنشد موسى بن داود بن سَلْم لأبيه في أصحاب فخ:

 

يا عين بكي بدمع منكِ مُنهمـرٍ

 

فقد رأيتِ الذي لاقى بنو حَسَن

صرعى بفخ تجرُ الريح فوقهـم

 

أذيالها وغوادي دلح الـمُـزُن

حتى عفَتْ أعظُم لو كان شاهدها

 

محمد ذب عنها ثم لـم تَـهُـن

 

وفي هذا الموضع دُفن عبد الله بن عمر ونفز من الصحابة الكرام، وفخ أيضأ ماءة أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم بن الحارث المحاربي حكى ذلك الحازمي: فخرَابَاذ: كان فخر الدولة بن ركن الدولة بن بُوَيه الديلمي قد استأنف عمارة. قلعة الري القديمة وأحكم بناءها وعظم قصورها وخزائنها وحصنها وشحنها بالأسلحة والذخائر وسماها فخراباذ وهي مشرفة على البساتين والمياه الجارية، أنزه شيء يكون وأظنها قلعة طبرك والله أعلم، وفخراباذ أيضاَ من قرى نيسابور.

 

باب الفاء والدال وما يليهما

 

فدانُ: قرية من أعمال حران بالجزيرة يقال بها وُلد إبراهيم الخليل عليه السلام والصحِيح أن مولده بأرض بابل، وتل فدان بحرَان أظنه منسوبا إلى هذه القرية. قَدَكُ: بالتحريك وآخره كاف. قال ابن دريد فدَكتُ القطن تفديكا إذا نفشتَه وفدَكُ. قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع صلحاً وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل خيبرَ وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يُنزلهم على الجلاءِ وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم وفيها عين فوارة ونخيل كثيرة وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها: إن رسول اللَه صلى الله عليه وسلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي اللَه عنه أريد لذلك شهوداً ولها قصة. ثم أدَى اجتهاد عمر بن الخطاب بعده لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردها إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها فكان علي يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لفاطمة وكان العباس يأتي ذلك ويقول: هي ملك لرسول اللَه صلى الله عليه وسلم وأنا وارثه فكانا يتخاصمان إلى عمر رضي اللهَ عنه فيأبى أن يحكم بينهما ويقول: أنتما أعرفتُ بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا فيما يؤتي واحد منكما من قلة معرفة. فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره برد فدَكَ إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيم عليها يفرقها في بني علي بن أبي طالب فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن به إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني عليّ بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها فكُتب السجل وقُرأ على المأمون فقام دِعبل الشاعر وأنشد:

 

أصبحَ وجهُ الزمان قد ضحكا

 

برد مأمون هاشـم فـدَكـا

 

وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وآل رسول الله ومن رُواة خبرها من رواه بحسب الأهواءِ وشدة المراءِ وأصح ما ورد عندي في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب الفتوح فإنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من خيبرَ إلى أرض فدك محيصة بن مسعود ورئيس فدك يومئذ يُوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام فوجدهم مرعوبين خائفين لما بلغهم من أخذ خيبرَ فصالحوه على نصف الأرض بتربتها فقبل ذلك منه وأمضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار خالصاً له صلى الله عليه وسلم لأنه لم يُوجَفْ عليه بخبل ولا ركاب فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناءِ السبيل ولم يزل أهلها بها حتى أجلَى عمر رضي اللهَ عنه: اليهود فوجهَ إليهم منَ قوَمَ نصف التربة بقيمة عد لٍ فدفعها إلى اليهود وأجلاهم إلى الشام وكار لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة رضى الله عنها لأبي بكر رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لي فدَك فاعطني إياها وشهد لها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألها شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمنَ مولأ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين فانصرفت وروي عن أم هانىء أن فاطمة أتت أبا بكر رضي الله عنه فقالت له: من يرِثك فقال: ولدي وأهلي فقالت له فما بالك ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم دوننا فقال يا بنت رسول الله ما ورثت ذهباً ولا فضة ولا كذا ولا كذا ولا كذا فقالت سهمُنا بخيبر وصدقتنا بفدك فقال: يا بنت رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما هي طُعمة أطعمنيها الله تعالى حياتي فإذا مت فهي بين المسلمين وعن عروةَ بن الزبير: أن أزواج رسول اللًه صلى الله عليه وسلم أرسلن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألن مواريثهن من سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة إنما هذا المال لآل محمد لنائبتهم وضيفهم فإذا مت فهو إلى والي الأمر من بعدي فأمسكن فلما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقص قصة ذلك وخلوصَها لرسول اللَه صلى الله عليه وسلم وأنه كان ينفق منها ويضع فضلها في أبناءِ السبيل وذكر أن فاطمة سألتهُ أن يهبها لها فأبى وقال: ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أُعطيك وكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل وإنه عليه الصلاة والسلام لما قُبض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي مثله فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم وإن مروان وهبها لعبد العزيز ولعبد الملك أبنية ثم إنها صارت لي وللوليد وسليمان وإنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصته فوهبها لي أيضاً فاستجمعتها وإنه ما كان لي مال أحب إليَ منها وأتني أُشهدكم أني رددتها على ما كانت عليه من أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناءِ السبيل فلما كانت سنة 210 أمر المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة وكتب إلى قُثم بن جعفر عامله على المدينة أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى ابنته فاطمة رضي اللًه عنها فدَك وتصدق عليها بها وأن ذلك كان أمراً ظاهراً معروفاً عند آله عليه الصلاة والسلام ثم لم تزل فاطمة تدعي منه بما هي أولى من صدق عليه وأنه قد رأى ردها إلى ورثتها وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد اللَه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنهما ليقوما بها لأهلهما فلما استخلف جعفر المتوكل ردها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ومن بعده من الخلفاء، وقال الزجاجي: سميت بفدك بن حام وكان أول من نزلها وقد ذكر غير ذلك وهو في ترجمة أجإ، وينسب إليها أبو عبد اللًه محمد بن صدقَة الفدكي سمع مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وكاز مدنسأ، وقال زُهير:

 

لئن حللتِ بَجو في بنـي أسـد

 

في دين عمرو وحالت بيننا فدكُ

ليأتينكَ متـي مـنـطـق تـذع

 

باقٍ كما دنسىَ القِبطية الـودكُ

 

 فُدَيك: تصغير الذي قبله. قال العمراني. هو موضع.


الفُدَيْنُ: تصغير الفدَن وهو القصر المشيد، وهو قرية على شاطىء الخابور ما بين ماكسين وقرقيسيا كانت بها وقعة.


الفَديْن: استَوفد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فقهاء من أهل المدينة فيهم عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي اللهَ عنه يستفتيهم عن الطلاق قبل النكاح فمات عبد الرحمن بالفدين. من أرض حَورانَ ودفن بها، وسعيد بن خالد بن محمد بن عبد اللهَ بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفديني خرج في أيام المأمون وادعى الخلافة بعد أبي العَمَيطر علي بن يحيى خرج وأغار على ضباع بني شرنبثَ السعدي وجعل يطلب القيسيةَ ويقتلهم ويتعصب لأهل اليمن فوجه إليه يحيى بن صالح في جيش فلما كان بالقرب من حصنه المعروف بالفدين هرب منه العثماني فوقف يحيى بن . صالح على الحصن حتى هدمه وخرب زيزاء وتحصن العثماني في عُمان في قرية يقال لها ماسوح وصار يحيى بن صالح إلى عمان واستمد العثماني بزيوندية الغوؤر وبأراشة وبقوم من غطَفان وانضمت إليه عياره من بني أمية ومن جلا عن دمشق من أصحاب أبي العَمَيطر ومسلمة فصار في زُهاء عشرين ألفاً فلم يزل بحي بن صالح يحاصره ويحاربه حتى أجلاه عن القريتين جميعأ فصار إلى قرية حُسبان وبها حصن حصين فأقام به وتفرق عنه أصحابه ولا أعرف ما جرى بعد ذلك.

 

باب الفاء والذال وما يليهما

 

فَذايَا: من قرى دمشق ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء ويقال له ابن أبي الأشعث أبو بكر الفذايي يعرف بابن الخراط ذكره الحافظ أبو القاسم وقال روى عن سليمان بن عبد الرحمن وأيوب بن أبي حجر الأيلي ومحمد بن يوسف بن بشر القرشي وهشام بن عمَار ومحمد بن خالد الفذايي ويحيى بن الغمر وقاسم بن عثمان الجوعي وإبراهيم بن المنذر الحزامي روى عنه أبو إسحاق بن سنان وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني وأحمد بن سليمان بن حذام وأبو عبد الرحمن عمر بن عبد اللهَ بن مكحول وأبو عبد اللَه محمدبن إسماعيل بن علي الأيلي وأبو علي بن شُعَيب وأبو علي بن مكحول والقاسم بن عيسى العضاد والحسن بن حبيب الحظايري وأبو الفضل أحمد بن عبد الله السلمي. قال ابن مندة: مات بعد الثمانين أو 290.


فَذوَرد: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء ساكنة ودال مهملة. قرية.


فَذيَانَكَث: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وبعد الألف نون مفتوحة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من نواحي هَيطل بما وراء النهر.