حـرف الـقـاف: باب القاف والألف وما يليهما

باب القاف والألف وما يليهما

قَابِسُ: إن كان عربياَ فهو من اقتبستُ فلاناً علماَ وناراَ وقَبسته فهو قابس بكسر الباء الموحدة: مدينة بين طرابلس وسفاقس، ثم المهدية على ساحل البحر فيها نخل وبساتين غربي طرابلس الغرب بينها وبين طرابلس ثمانية منازل وهي ذات مياه جارية من أعمال إفريقية في الإقليم الرابع وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها مع فتح القيروان سنة 27 على ما يذكر في القيروان. قال البكري: قابس مدينة جليلة مسوّرة بالصخر الجليل من بنيان الأول ذات حصن حصين وأرباض وفنادق وجامع وحمامات كثيرة وقد أحاط بجميعها خندق كبير يجرون إليه الماء عند الحاجة. فيكون أمنع شيء ولها ثلاثة أبواب وبشرقيها وقبليها أرباض يسكنها العرب والأفارق وفيها جميع الثمار والموز فيها كثير وهي تُمير القيروان بأصناف الفواكه وفيها شجر التوت الكثير ويقوَّم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوَّم من خمس شجرات غيرها وحريرها أجود الحرير وأرقه وليس في عمل إفريقية حرير إلا في قابس واتصال بساتين ثمارها مقدار أربعة أميال ومياهها سائحة مطردة يسقى بها جميع أشجارها وأصل هذا الماء من عين خرّارة في جبل بين القبلة والغرب منها يصب في بحرها وبها قصب السكر كثير وبقابس منار كبير منيف يحدو به الحادي إذا ورد من مصر يقول:

يا قوم لا نومَ ولا قـرَارَا

 

حتى نرَى قابسَ والمنارا

 

وساحل مدينة قابس مَرْفأ للسُّفن من كل مكان وحوالي قابس قبائل من البربر لواتة ولماتة ونَفوسة وزوارة وقبائل شَتى أهل أخصاص وكانت ولايتها منذ دخل عبيد الله إفريقية تتردد فى بنى لقمان الكناني، ولذلك يقول الشاعر:

لولا ابن لقمان حليفُ النـدَى

 

سُل على قابس سيف الرَدى

 

وبين مدينة قابس والبحر ثلاثة أميال ومما يذكرون من معائبهم أن أكثردورهم لا مذاهب لهم فيها وانما يتبرّزون في الأفنية فلا يكاد أحد منهم يفرغ من قضاءِ حاجته إلا وقد وقف عليه من يبتدر أخذ ما خرج منه لطعمة البساتين وربما اجتمع على ذلك النفر فيتشاحُّون فيه فيخصُّ به من أراد منهم وكذلك نساوهم لا يرين في ذلك حرجاً عليهن إذا سترت إحداهن وجهها ولم يعلم من هي، ويذكر أهل قابس إنها كانت أصح البلاد هواءً حتى وجدوا طلسمأ ظنوا أن تحته مالاً فحفروا موضعه فأخرجوا منه قربة غبراء فحدث عندهم الوباء من حينئذ بزعمهم، وأخبر أبو الفضل جعفر بن يوسف الكلبي وكان كاتباَ لمونس صاحب إفريقية أنهم كانوا في ضيافة ابن وانمو الصنهاجي فأتاه جماعة من أهل البادية بطائر على قدر الحمامة غريب اللون والصورة ذكروا أنهم لم يروه قبل ذلك اليوم في أرضهم كان فيه من كل لون أجمله وهو أحمر المنقار طويله فسأل ابن وانمو العرب الذين أحضروه هل يعرفونه ورأوه فلم يعرفه أحد ولا سماه فأمر ابن وانمو بقص جناحَيه وإرساله في القصر فلما جن الليل أُشعِلَ في القصر مشعل من نار فما هو إلا أن رآه ذلك الطائر فقصده وأراد الصعود إليه فدَفعه الخدام فجعل يلحُ في التقدم إلى المشعل فأعلم ابن وانمو بذلك فقام وقام من حضر عنده قال جعفر: وكنت ممن حضر فأمر بترك الطائر في شأنه فطار حتى صار في أعلا المشعل وهو يَتأججُ ناراً واستوى في وسطه وجعل يتفلى كما يتفلى الطائر في الشمس فأمر ابن وانمو بزيادة الوقود في المشعل من حرق القطران وغيره فزاد تأجج النار والطائر فيه على حاله لا يكترث ولا يبرح ثم وثب من المشعل بعد حين فلم يَرَ به ريبٌ واستفاض هذا بإفريقية وتحدث به أهلها والله أعلم، وقد نسب إليها طائفة وافرة من أهل العلم منهم عبد اللَه بن محمد القابسي من مشايخ يحيى بن عمر، ومحمد بن رَجاء القابسي حدث عنه أبو زكرياء البخاري، وعيسى بن أبي عيسى بن نزار بن بُجير أبو موسى القابسي الفقيه المالكي الحافظ سمع بالمغرب أبا عبد اللَه الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي وأبا علي الحسن بن حَمول التونسي وبمكة أبا ذر الهرَوي وببغداد أبا الحسن روح الحرّة العتيقي وأبا القاسم بن أبي عثمان التنُوخي وأبا الحسين محمد بن الحسين الحراني وأبا محمد الجوهري وأبا بكر بن بشران وأبا الحسن القزويني وغيرهم، وحدث بدمشق فروى عنه عبد العزيز الكَناني وأبو بكر الخطيب ونصر المقدسي وكان ثقة ومات بمصر سنة 477.


القَابلُ: بعد الألف باء موحدة: المسجد أو الجبل الذي عن يسارك من مسجد الخيف بمكة عن الأصمعي.


القابلة: من نواحي صنعاء الشرقية باليمن.


قَابُونُ: موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق في وسط البساتين. القَاحَةُ: بالحاء المهملة قاحة الدار وباحتُها واحد وهو وسطها، وقاحة: مدينة على ثلات مراحل من المدينة قبل السُقيا بنحو ميل. قال نصر: موضع بين الجُحفة وقُدَيد، وقال عرّام القاحة في ثافل الأصغر وهو جبل ذكر في موضعه دوارٌ في جوفه يقال له القاحة وفيها بئران عذبتان غزيرتان وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم ذكره في السيرة في حديث الهجرة القاحة والفاجة. قادِسُ: بعد الألف دال مكسورة مهملة ثم سين كذلك: جزيرة في غربي الأندلس تقارب أعمال شَذونة طولها اثني عشر ميلاً قريبة من البرّ بينها وبين البر الأعظم خليج صغير قد حازها إلى البحر عن البر وفي قادس الطلسم المشهور الذي عُمل لمنع البربر من دخول جزيرة الأندلس في قصة تلخيصها أن صاحب هذه الجزيرة من ملوك الروم قبل الإسلام كانت له بنت ذات جمال وأن ملوك النواحي خطبوها إلى أبيها فقالت البنت لا أتزوّجُ إلا بمن يصنع في جزيرتي طلسماً يمنع البربر من الدخول إليها بُغضاً منها لهم أو يسوق الماء إليها من البر بحيث يدور فيها الرَحى فخطبها ملكان فاختار أحدهما سوق الماء والآخر عمل الطلسم على أن من سبق منهما يكون هو صاحب البنت فسبق صاحب الماء فأبو البنت لم يظهر ذلك خوفاً من أن يبطل الطلسم فلما فرغ صاحب الطلسم ولم يبق إلا صقلُه أجرى صاحب الرحى الماء ودارت رحاه فقيل لصاحب الطلسم إنك سُبقت فألقى نفسه من أعلى الموضع الذي عليه الطلسم فمات فحصل لصاحب الرحى الجارية والطلسم، والرحى قالوا وهو من حديد مخلوط بصفر على صورة بربريٍّ له لحية وفي رأسه ذُوابة من شعرٍ جَعد قائمة في رأسه لجعودتها متأبط صورة كساءٍ قد جمع فضلتيه على يده اليسرى قائم على رأس بناء عالٍ مشرف طوله نيف وستون ذراعاً وطول الصورة قدر ستة أذرع قد مدّ يده اليمنى بمفتاح قُفل في يده قابضاً عليه مشيراً إلى البحر كأنه يقول لا عُبورَ وكان البحر الذي تجاهه يسمى الابلاية لم يُر قط ساكناً ولا كانت تجري فيه السفُن حتى سقط المفتاح من يد الطلسم بنفسه فحينئذ سكن البحر وعبرته السفن، وقرأت في بعض كتبهم إن هذا الطلسم هدم في سنة 540 رجاء أن يوجد فيه مال فلم يوجد فيه شيء، وكان في الأندلسى سبعة أصنام قد ذكرها أرسطاطاليس وغيره في كتبهم، وأما الماءُ الذي ذكرنا أنه جيء إليها به فإنه بني في وسط البحر من البر بناءً محكم ووثق بالرُصاص والحجارة الصلبة وهندس مجوفاً بحيث لا يتشرب من ماءِ البحر وسرح الماءُ من نهر فيه من البر حتى وصل إلى آخر جزيرة قادس قالوا وأثره إلى الاَن في البحر ظاهر مبين ولكنه قد انهدم لطول المدة، وقال ابن بَشكُوال الكامل بن أحمد بن يوسف الغفاري القادسي من أهل قادس سكن إشبيلية وله رحلة إلى الشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وأبي الحسن القابسي وأبي بكر بن عبد الرحمن الرادنجي واللبيدي وغيرهم وكان من أهل الذكاءِ والحفظ والخير حدث عنه أبو خروج وقال توفي بإشبيلية سنة 430 ونجله بقادس يُعرفون ببني سعد. وقادس أيضاً قرية من قرى مَرْو عند الدِزْق العُليا.


القَادسيةُ: قال أبو عمرو: القادس السفينة العظيمة. قال المنجمون: طول القادسية تسع وستون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة وثلثان وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً وبينها وبين العذيب أربعة أميال قيل سميت القادسية بقادسِ هراة، وقال المدايني: كانت القادسية تسمى قديساً، وروى ابن عيينة قال: مرَ إبراهيم بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزاً فغسلت رأسه فقال: قدستِ من أرض فسميت القادسية وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16 من الهجرة وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنسب إلى الجبن. فقال رجل من المسلمين:

 

ألم تر أن اللَه أنزل نصرَه

 

وسعد بباب القادسية معْصِمُ

فأبنا وقد آمت نساءٌ كثـيرةٌ

 

ونِسوة سعد ليس فيهن أيمُ

 

وقال بشر بن ربيعة في ذلك اليوم:

ألَّم خيالٌ من أميمَةَ مَوهـنـاً

 

وقد جعلَت أولَى النجوم تَغورُ

ونحن بصحراء العذيب ودوننا

 

حجازية إن المحَل شـطـيرُ

فزارت غريباً نازحاً جل ماله

 

جواد ومفتوقُ الغِرَارِ طريرُ

وحلَت بباب القادسية ناقتـي

 

وسعد بن وقاصٍ عليَّ أميرُ

تَذَكر هداك اللَهُ وقْعَ سيوفنـا

 

بباب قُدَيس والمكَرُ ضـريرُ

عشيةَ وَد القومُ لو أن بعضهم

 

يُعَارُ جَناحَي طائرٍ فيَطـيرُ

إذا برزَت منهم إلينا كـتـيبة

 

أتونا بأخرى كالجبال تمـورُ

فضاربتهم حتى تفرق جمعهم

 

وطاعنْتُ إني بالطعان مهِيرُ

وعمرو أبو ثور شهيدٌ وهاشم

 

وقيس ونعمانُ الفتى وجريرُ

 

والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة، وكتب عمر رضي اللهَ عنه إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوَصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطىء نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة وإنما عن يمين القادسية فيضٌ من فيوض مياههم وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألّب لأهل فارس قد خفوا لهم واستعدوا لنا، وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عِماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية وكان الفتح للمسلمين وقتل رُستم جازَوَيه ولم يقم للفرس بعده قائمة، وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال: إنما سميت القادسية لأن ثمانية الاف من ترك الخزَر كانوا قد ضيقوا على كسرى بن هُرمز وكتب قادس هَراة إلى كسرى إن كفيتك مونة هولاء الترك تعطيني ما أحتكمُ عليك قال: نعم فبعث النريمانُ إلى أهل القرى: إني سأنزل عليكم التركَ فاصنعوا ما آمركم وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم: تشتوا في أرضي العام ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدور وقال: ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يَغدو إليَ بسبلته ففعلوا ذلك وذبحوهم عن اَخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال: قد وفيْتُ لك فأوفِ لي بما شرطتُ عليك فبعث إليه كسرى أن اقدمْ علي فقدم عليه النريمان فقال له كسرى: احتكمْ فقال له النريمان: تضعُ لي سريراً مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجاً مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل ففعل ذلك به ثم قال: أوفيتُ قال: نعم فقال له كسرى: لا واللَه لا ترى هراةَ أبداً فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى وأنزله موضع القادسية ليكون رِدأ له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة، وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة الاف فكانوا بالقادسية فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان بن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر. قال هشام: فالشاه بن الشاه من ولد نريمان وهو الشاه بن الشاه بن لان بن نريمان بن نريمان. قال ويقال: إنما سميت القادسية بقديس وكان قصراً بالعذيب، وقد نسب إلى القادسية عدة قوم من الرواة منهم عليّ بن أحمد القادسي القطان روى عن عبد الحميد بن صالح يروي عنه جعفر الخلدي. والقادسية أيضاً قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حرَبى وسامرا يعمل بها الزجاج، وقد نسب إليها قوم من الرواة وإليها ينسب الشيخ أحمد المقري الضرير وولده محمد بن أحمد القادسي الكتبي، وفي هذه القادسية يقول جحظة:

 

إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي

 

به القصرُ بين القادسية والنخـل

 

في قصيدة ذكرت في القاطول: قادِمٌ: اشتقاقه ظاهر وهو قرن بجنب البرقانية بقربه حفير خالد. قال: فبقادم فالحبس فالسُّوبان وأنشد أبو الندى:

أتتني يمين من أناس لتركـبـن

 

عليَّ ودوني هضبُ غَول فقادمُ

 

قال هضب: غول وقادم واديان للضباب، وقال الحارث بن عمرو بن خُرجة:

ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها

 

رَحَا جابر واحتل أهلي الأداهما

فحزمَ قُطيات إذ البالُ صـالِـح

 

فكبشَةَ معروف فغولاً فقـادمـا

 

القادمة: تأنيث الذي قبله. ماءة لبني ضبينة بن غني. قارَات: جمع قارة والقُور أيضاً جمع قارة وهي أصاغر الجبال وأعاظم الآكام وهي متفرقة خشنة كثيرة الحجارة قاراتُ الحُبَل. موضع باليمامة بينه وبين حجر اليمامة يوم وليلة. قال الشاعر:

ما أبالي ألـئيم سَـبـنـي

 

أم عوى ذئب بقارات الحُبَل

 

قارزُ: بكسر الراءِ ثم زاي: قرية من قرى نيسابور على نصف فرسخ منها ويقال لها كارز وتذكر في الكاف أيضاً، وعُرف بهذه النسبة أبو جعفر غسان بن محمد العابد القارزي النيسابوري سمع عبد الله بن مسلم الدمشقي ومحمد بن رافع وروى عنه أبو الحسن بن هانىء العدل.


قارٌ: القار والقير لغتان في هذا الأسوَد الذي تُطلى به السفن والقار شجر مر. قال بشر:

يَسومون الصلاَحَ بذات كهف

 

وما فيها لهم سَلَـع وقـارُ

 

وذوقار: ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة بينها وبين واسط. وحنوُ ذي قار على ليلة منه وفيه كانت الوقعة المشهورة بين بكر بن وائل والفرس، وكان من حديث ذي قار أن كسرى لما غضب على النعمان بن المنذر بسبب علي بن زيد وزيد ابنه في قصة فيها طول أتى النعمان طيئاً فأبوا أن يدخلوه جبلهم وكانت عند النعمان ابنة سعد بن حارثة بن لأم فأتاهم للصهر فلما أبوا دخوله مرَ في العرب ببني عبس فعرضت عليه بنو رواحة النصرَةَ فقال لهم: لا أيديَ لكم بكسرى وشكر ذلك لهم ثم وضع وضائع له عند أحياء العرب واستودع ودائع فوضع أهله وسلاحه عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود أحد بني ربيعة بن ذهل بن شيبان وتجمعت العربان مثل بني عبس وشيبان وغيرهم وأرادوا الخروج على كسرى فأتى رسول كسرى بالأمان على الملك النعمان وخرج النعمان معه حتى أتى المدائن فأمر به كسرى فحبس بساباط فقيل: إنه مات بالطاعون وقيل طرحه بين أرجل الفيلة فداسته حتى مات، ثم قيل لكسرى: إن ماله وبيته قد وضعه عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود الشيباني فبعث إليه كسرى إن أموال عبدي النعمان عندك فابعث بها إلي فبعث إليه أن ليس عندي مال فعاودهُ فقال: أمانة عندي ولست مسلمَها إليك أبداً فبعث كسرى إليه الهامرز وهو مرزبانة الكبير في ألف فارس من العجم وخناير في ألف فارس واياس بن قبيصة وكان قد جعله في موضع النعمان ملك الحيرة في كتيبتين شهباوين ودوسر وخالد بن يزيد البهراني في بهراءَ وإياد والنعمان بن زرعة التغلبي في تغلب والنمر بن قاسط. قال: وإن العربان المجتمعة عند هانىء بن قبيصة أشاروا عليه أن يفرق دروع النعمان على قومه وعلى العربان فقال: هي أمانة فقيل له: إن ظفر بك العجم أخذوها هي وغيرها وان ظفرت أنت بهم رددتها على عادتها ففرقها على قومه وغيرهم وكانت سبعة آلاف درع وعَبَّا بنو شيبان تَعبية الفرس ونزلوا أرض ذي قار بين الجلهتين ووقعت بينهم الحرب ونادى منادي العرب إن القوم يفرقونكم بالنشاب فاحملوا عليهم حملة رجل واحد وبرز الهامرز فبرز إليه يزيد بن حُرثة اليشكري فقتله وأخذ ديباجه وقرطيه وأسورته وكان الاستظهار في ذلك اليوم الأول للفرس ثم كان ثاني يوم وقع بينهم القتال فجزعت الفرس من العطش فصارت إلى الجُبايات فتبعتهم بكر وباقي العربان إلى الجبايات يوماً فعطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار وبها اشتدت الحربُ وانهزمت الفرس وكانت وقعة ذي قار المشهورة في التاريخ يوم ولادة رسول اللَه صلى الله عليه وسلم وكسرت الفرس كسرة هائلة وقتل أكثرهم وقيل كانت وقعة ذي قار عند منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من وقعة بدر الكبرى وكان أولَ يوم انتصف فيه العرب من العجم وبرسول اللَه صلى الله عليه وسلم انتصفوا وهي من مفاخر بكر بن وائل. قال أبو تمام يمدح أبا دلف العجلي:

 

إذا افتخرت يوماً تميمٌ بـقـوسـهـا

 

وزادت على ما وطدت مـنـاقـب

فأنتم بذي قارأمـالـت سـيوفـكـم

 

عروشَ الذين استرهنوا قوسَ حاجب

 

وذكر أبو تمام ذلك مراراً. فقال يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني:

أُلاك بنو الأفضال لولا فعـالـهـم

 

دَرَجنَ فلم يوجد لمكرُمَةٍ عـقـبُ

لهم يومُ ذي قار مضى وهو مفرَدٌ

 

وحيدٌ من الأشباه ليس له صحـبُ

به علمت صُهْبُ الأعـاجـم أنـه

 

به أعربت عن ذات أنفسها العُرْبُ

هو المشهدُ الفردُ الذي ما نجـا بـه

 

لكسرى بن كسرى لاَ سنام ولا صُلْبُ

         

 

وقال جرير يذكر ذا قار:

فلما التقى الحيانِ القيَتِ العَصَـا

 

ومات الهوَى لما اصيبت مقاتلُه

أبيتُ بذي قار أقول لصحبتـي

 

لعل لهذا الليل نحبا نُطـاولـه

فهيهات هيهاتَ العقيقُ ومن به

 

وهيهات خل بالعقيق نواصلـه

عشيةَ بعنا الحِلم بالجهل وانتحت

 

بنا أريَحياتُ الصِبى ومجاهلـه

 

وقارُ أيضاً قرية بالري. قال أبو الفتح نصر: منها أبو بكر صالح بن شعيب القاري أحد أصحاب العربية المتقدمين قدم بغداد أيام ثعلب وحكى أنه قال: كنت إذا جاريتُ أبا العباس. في اللغة غلبته واذا جاريتُه في النحو غلبني.


قارض: بليدة بطخار ستان العلْيا قارعَةُ الوادي: هي العقبة التي يرمى منها الجمرة فمن كان له فقه فانه يرميها من بطن الوادي لأنها عالية على بطنه.


قارُونية: بتخفبف الياء: جعلها ابن قُلاقس قارون فى قوله:

وتركتها والنوءُ ينزل راحتي

 

عن مال قارون إلى قارون

 

قارَةُ: قال ابن شميل القارة جبيل مستدق ملموم في السماء لا يقود في الأرض كأنه جثوَة وهو عظيم مستدير، وقال الأصمعي القارة أصغر من الجبل وذو القارة. إحدى القريات التي منها دومة وسُكاكة وهي أقلُهن أهلاً وهي على جبل وبها حصن منيع، وقارة أيضاً اسم قرية كبيرة على قارعة الطريق وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى دمشق وهي كانت آخر حدود حمص وما عداها من أعمال دمشق وأهلها كلهم نصارى وهي على رأس قارة كما ذكرنا وبها عيون جارية يزرعون عليها، وقال الحفصي: القارة جبل بالبحرين، ويوم قارة من أيام العرب، وقال أبو المنذر: القارة جبيل بنته العجم بالقُفْر والقير وهو فيها بين الأطيط والشبْعاء في فلاة من الأرض إلى اليوم واياه أريدَ بقولهم في المثل قد أنصفَ القارةَ من رماها وهذا أعجب، وكان الكلبي يقول في جمهرة النسب: إن القارة المذكورة في المثل هي القارة أبناءُ الهَون بن خُزَيمة بن مدركة.


قَارغُوَانُ: مدينة وقلعة بين خلاط وقَرص من أرض أرمينية.


قَاسَانُ: بالسين المهملة واخره نون وأهلها يقولون: كاسان مدينة كانت عامرة آهلة كثيرة الخيرات واسعة الساحات متهدلة الأشجار حسنة النواحي والأقطار بما وراء النهر في حدود بلاد الترك خربت الآن بغلبة الترك عليها، وقا ل البُحتري:

لَقاسَين ليلاً دون قاسان لم تكد

 

أواخره من بُعد قطريه تُلحَقُ

بحيث العطايا مُومضات سَوَافِهٌ

 

إلى كلّ عافٍ والمواعيدُ فُرَّقُ

أرَحنَ علينا الليل وهو ممسَّكٌ

 

وصبَّحننا بالصبح وهو مخلقُ

 

وقد نسب إليها جماعة من الفقهاءِ والعلماءِ، قال الحازمي: وقاسان ناحية بأصبهان ينسب إليها أيضاً، قال: وسألت محمد بن أبي نصر القاساني عن نسبته فقال: أظن أن أصلنا من هذه القرية.


قَاسِمٌ: من قولهم قسم يقسم فهو قاسم اسم: حصن بالأندلس من أعمال طليطلة ونواحي غدة.


قَاسِيُونُ: بالفتح وسين مهملة والياء تحتها نقطتان مضمومة وآخره نون وهو: الجبل المشرف على مدينة دمشق وفيه عدة مغاور وفيها آثار الأنبياءِ وكهوف وفي سفحه مقبرة أهل الصلاح وهو جبل معظّم مقدَّس يُرْوَى فيه آثار وللصالحين فيه أخبار، قال القاضي محي الدين أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري وهو بحلب يرثي كمال الدين قاضي القُضاة بالشام وقد مات بدمشق سنة 572:

ألمُّوا بسَفْحَي قاسيونَ فسلـمـوا

 

على جَدَثٍ بادِي السنا وترَحموا

وأدُوا إليه عـن كـئيب تـحـتةً

 

يكفلكم إهداءها القلبُ لا الـفَـمُ

وبالرَّغْم عني أن أناجيه بالمنَـى

 

وأسألُ مع بُعْد المدَى من يسلّـم

ولو أنني أسطيع وافيتُ مـاشـيا

 

على الرأس أستافُ الترابَ وألثمَُ

لحى اللَه دهراً لا تزال صروفُهُ

 

على الصيد من أبنائه تتغَشْـرَمُ

إذا ما رأينا منه يومـاً بـشـاشَةً

 

أتانا قُطُوبٌ بعـده وتـجـهُـمُ

ومن عرفَ الدنيا ولُومَ طباعهـا

 

وأصبحَ مغروراً بها فَهْـوَ الأمُ

تُرَديك وشياً مُعلَمـاً وهـو صـارم

 

وتُعطيك كفًّا رَخْصَةً وهو لَـهْـذَمُ

وتُصفيك وُدًّا ظاهراً وهـي فـارك

 

وتَسقيك شهداً رائقاً وهو عَـلْـقَـمُ

فأين ملوك الأرض كسرى وقيصَر

 

وأين مضى من قبل عاد وجُرهُـمُ

كأَنهم لم يسكـنـوا الأرض مَـرَّةً

 

ولم يأمروا فيها ولم يتحـكـمـوا

سَلَبتَ أباً يا دهر منـي مـمـدَّحـاً

 

وإني إن لـم أبـكـه لـمـذَمَّـمُ

وقد كان من أقصى أمانيَّ أنّـنـي

 

أجَرَّعُ كاساتِ الحـمـامٍ ويَسـلَـمُ

سأنْسى الورى الخنساءَ حُزْناً وحَسْرَةً

 

ويخجلُ من وَجدي عليهم متـمّـمُ

لقد عَظُمَتْ بالرُّغم منّي مصيبـتـي

 

وإنّ ثوابي لو صَبَـرْتُ لأعـظـمُ

وكيف أرَجي الصبرَ والقلبُ تابـعٌ

 

لأَمر الأسى فيما يقـول ويحـكـمُ

وما الصبرُ إلا طـاعةٌ غـير أنـه

 

على مثل رُزْئي فيك رُزْءٌ ومأْثـمُ

سلامٌ عليكم أهلَ جـلِّـقَ واصـلٌ

 

إلـيكـم يوَالـيه ودادٌ مـخـــيّمُ

وأوصيكم بالـجـار خـيراً فـإنـه

 

يعزّ على أهل الـوفـاءِ ويكْـرَمُ

 

وبه مغارة تعرف بمغارة الدم يقال بها قتلَ قابيلُ أخاه هابيلَ وهناك شبيهٌ بالدم يزعمون أنه دَمُهُ باقٍ إلى الآن وهو يابسٌ وحجر مُلقًى يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامتَه وفيه مغارة الجوع يزعمون أنه مات بها أربعون نبياً.


قَاشَانُ: بالشين المعجمة واخره نون مدينة قرب أصبهان تذكر مع قمَّ ومنها تجلب الغضائرُ القاشانيُّ والعامة تقول القاشيُّ وأهلها كلهم شيعة إماميّة. قرأت في كتاب ألفه أبو العباس أحمد بن علي بن بابة القاشي وكان رجلاً أديباً قدم مرو وأقام بها إلى أن مات بعد الخمسمائة ذكر في كتاب ألفه في فرق الشيعة بلى أن انتهى إلى ذكر المنتظر فقال ومن عجائب ما يذكر ما شاهد ته في بلادنا قومْ من العَلَوية من أصحاب التنايات يعتقدون هذا المذهب فينتظرون صباحَ كل يوم طلوع القائم عليهم ولا يَرضون بالانتظار حتى إن جُلْهم يركبون متوشحين بالسيوف شاكّين في السلاح فيبرُزرن من قُراهم مستقبلين لإمامهم ويرجعون متأسفين لما يفوتهم قال:هذا وأشباهه منامات مَن فسد دماغُه واحترقت أخلاطُه لا يكاد يسكن إليه عاقلٌ ولا يطمئن إليه حازم، وأنشد ابن الهبارية فيها وفي عدة مدُن من مدن الجبل.

 

لابارك الله في قاشـان مـن بـلـد

 

زُزَت على اللوم والبلوَى بـنـائقُـهُ

و لا سقى أرضَ قُم غير ملتـهـب

 

غضبانُ تحرق من فيها صواعـقُـهُ

وأرضُ ساوَةَ أرضٌ ما بـهـا أحـد

 

يرجي ندَاه ولا تخـشـى بـوائقـهُ

فأضْرُط عليها إلى قزوين ضَرطَ فتى

 

تجدُ من كل مـا فـيهـا عـلائقُـهُ

 

وبين قم وقاشان اثنا عشر فرسخاً وبين قاشان وأصبهان ثلاث مراحل ومن قاشان إلى أردستان أربع مراحل وبقاشان عقارب سود كبار منكرة، وينسب إليها طائفة من أهل العلم. منهم أبو محمد جعفر بن محمد . القاشاني الرازي يروي عنه أبو سهل هارون بن أحمد - الاسترابادي وكتب عنه جماعة من أهل أصبهان. قَاشرة: بعد الشين راء مضمومة وهاء ساكنة التقى ساكنان الألف والشين فيه: من أقاليم لبلة ووجد تُ في نسخة . أخرى من كتاب "خطط الأندلس" قاتيده فتحقْق. قاصرة: بعد الأَلف صاد مهملة مكسورة وراءٌ مدينة بأرض ا لروم.


قاصرين: بلد كان بقرب بالس له ذكر في "الفتوح " وقد ذكر في بالس. القَاطَولُ: فاعول من القطل وهو القطع وقد قطلته أي قطعته والقطيل المقطول أي المقطوع: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تُعَمر وكان الرشيد أول من حفرهذا النهر وبنى على فوهته قصراً سماه أبا الجند لكثرة ما كان يسقي من الأرضين وجعله لأرزاق جنده وقيل بسامرا بَنَى عليه بناء دفعه إلى شناس التركي مولاه ثم انتقل إلى سامرا ونقل إليها الناس كما ذكرنا في سامرا، وفوق هذا القاطول القاطول الكسروي حفره كسرى أنوشروان العادل يأخذ من جانب دجلة في الجانب الشرقي أيضاً وعليه شاذروان فوقه يسقي رستاقاً بين النهرين من طسّوج بُزرجسابور وحفر بعده الرشيد هذا القاطول الذي قدمنا ذكره تحته مما يلي بغداد وهو أيضاً يصت في النهروان تحت الشاذروان، وقال جحظة البرمكي يذكر القاطول والقادسية المجاورةَ له:

ألا هل إلى الغدران والشمس طَلْقَة

 

سبيلٌ ونور الخير مجتمع الشمـل

ومستشرف للعين تغـدو ظـبـاوه

 

صوائد ألباب الرجال بـلا نـبـل

إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي

 

به القصرُ بين القاسية والنـخـل

إلى مجمع للطـير فـيه رَطـانة

 

يُطيف به القنّاصُ بالخيل والرَجْل

فجاءته من عند اليهـودي أنـهـا

 

مشهرة بالراح معشـوقة الأهـل

وكم راكبٍ ظَهر الظلام مغـلـسٍ

 

إلى قهوةٍ صفراءَ معدومة المثـلِ

إذا نَفَذَ الخمّـارُ دَنّـاً بـمـبـزل

 

تبيَّنْت وجهَ السكر في ذلك البـزل

وكم من صريع لا يديرُ لِـسـانـه

 

ومن ناطق بالجهل ليس بذي جَهْل

نرى شَرسَ الأخلاق من بعد شُربها

 

جديراً ببذل المال والخُلق السهـل

جمعتُ بها شَملَ الخـلاعة بُـرهَةً

 

وفرقْتُ مالاً غير مُصغ إلى عَذْل

لقد غنيَتْ دهراً بقُربـي نـفـيسةً

 

فكيف تراها حين فارَقها مثـلـي

 

قَاعِسٌ : فاعل من القَعَس وهو نقيض الحدَب. قال ابن الأعرابي الأقعس الذي في ظهره انكباب وفي عنقه ارتداد وقاعسٌ : من جبال القبلية، وقال ابن السكيت: قاعس والمناخ ومنزل أنقب يودين إلى ينبع إلى الساحل.


القاعُ: هو ما انبسط من الأرض الحرة السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءَها وهي مستوية ليس فيها تَطامُن ولا ارتفاعٌ وقاع: في المدينة يقال له: أطمُ البلَويين وعنده بئر تعرف ببئر غدق، وقاع: منزل بطريق مكة بعد العقبة لمن يتوجه إلى مكة تدَعيه أسد وطيءٌ ومنه يُرحل إلى زُبالة، ويوم القاع من أيام العرب. قال أبو أحمد: يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم وفي هنا اليوم أسر أوس بن حجر أسره بسطام بن قيس الشيباني وأنشد غيره:

 

بقاع منعناه ثمانـين حـجة

 

وبضعاً لنا أخراجهُ ومسائلُة

 

وقاعُ النقيع موضع في ثيار سُليم ذكره كثير في شعره، وقاع مَوْحوش باليمامة. قال يحيى بن طالب:

بَعُدنا وبيتِ الله عن أرض قَرقَـرَى

 

وعن قاع موحوش وزدنا على البُعْد

 

وإياه أراد بقوله أيضاً:

أيا أثلات القاع من بطن تُوضح

 

حنيني إلى أطلالكـنّ طـويلُ

 

في أبيات ذكرت في قرقرى.
قَاعُونُ: اسم جبل بالأندلس قرب دانية شاهق يُرَى من مسيرة يومين. قال أبو حفص العرُوضي الزكرمي:

ما راجبٌ مثلي لِوَوكْس عدله

 

لو كان يَعدل وزنه قاعونـا

 

في أبيات ذكرت في زَكْرَم.


القاعَةُ: من بلاد سعد بن زيد مناة بن تميم قبل يَبرين.


قَافٌ: بلفظ القاف الحرف من حروف المعجم إن كان عربياً فهو منقول من الفعل الماضي من قولهم قافَ أثره يقوفه قوفاً إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الارض فيستدير حولها وقاف مذكور في القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض قالوا: وهو  من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماءِ من خضرته قالوا: وأصله من الخضرة التي فوقه وإن جبل قاف عِرْقٌ منها قالوا: وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف. ذكر بعضهم أن بينه وبين السماءِ مقدار قامة رجل وقيل: بل السماءُ مطبقة عليه وزعم بعضهم أن وراءَه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا اللهَ تعالى ومنهم من زعم أن ما وراءَه معدود من الاَخرة ومن حكمها وأن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الساتر لها عن الأرض وتسميه القدماء البرز.


القَاقُزَانُ: بعد الألف قاف أخرى ثم زاي وآخره نون: ثغر من نواحي قزوين تهب فيه ريح شديدة قال الطِّرِمّاح:

بفجّ الريح فجَّ القاقُزان

 

قَاقُوْنُ: بعد القاف الثانية واو ساكنة ونون: حصن بفلسطين قرب الرملة وقيل: هو من عمل قيسارية من ساحل الشام. منها أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن أبي حرب القاقوني إمام مسجد الجامع بقيسارية يروي عن سلامة بن مُنير المجدلي عن أبي أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن ربيعة القيسراني كتب عنه قيس الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار في مُعجم شيوخه. وشِبْل بن عليّ بن شبل بن عبدالباقي أبو القاسم الصوَيني القاقونيِ سمع بدمشق أبا الحسن محمد بن عوف وأبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان روى عنه أبو الفتيان الدهستاني عمر بن عبد الكريم.


قالِسٌ: بكسر اللام وسين مهملة والقَلس ما جُمع من الحلْق مِلأ الفَم أو دونه وليس بقَيْءٍ والرجل قالس إذا غلبه ذلك والسحَابة تقلس النَّد ى والقلس الشربُ الكثير من النبيذ والقلس الرَقصُ والغناءُ. وقالس موضع أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بني الأَحَب من عُذْرَةَ. قال عمر بن حزم: وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كتاباً نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول اللَّه بني الاحب أعطاهم قالساً وكتب الأَرْقمُ.


قالع: بكسر اللام وآخره عين مهملة: جبل وواد بين البحرين والبصرة.


قالوصُ: قال أبو عبد الله بن سلامة القُضاعي في كتابه: من خطط مصر رأيتُه بخط جماعة القالوص بألف والذي يكتب أهل هذا الزمان القلوص بغير ألف والقلوص من الإبل والنعام الشابة والقلوص أيضاً الحُبارى فلعلّ هذا المكان يسمَّى القلوصَ لأنه في مقابلة الجمل الذي كان على باب الرَّيمان وأما سد القالوص بألف فهي كلمة رومية ومعناها بالعربية مرحباً بك ولعلّ الروم كانوا يخضعون لراكب الجمل فيقولون مرحباً بك كذا قال: وهو موضع بمصر.


قالِيقَلاَ: بأرمينية العُظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة. قال أحمد بن يحيى: ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس منذ أيام أنوشروان حتى جاءَ الإسلام وكانت أمور الدنيا تتشتَتُ في بعض الأَحايين وصاروا كملوك الطوائف حتى ملك أرمينياقُس وهو رجل من أهل أرمينية فاجتمع لهم ملكهم ثم مات فملكَتهم بعده امرأة وكانت تسمى قالي فبنَت مدينة وسمتها قالي قاله، ومعناه إحسان قالي وصورت نفسها على باب من أبوابها فعرَبت العرب قالي قاله فقالوا: قاليقلا. قال النحويون: حكم قاليقلا حكم معدي كربَ إلا أن قاليقلا غير منون على كل حال إلا أن تجعل قالي مضافاً إلى قلا وتجعل قلا اسم موضع مذكّر فتنونه فتقول هنا قاليقلاً فاعلم والأكثرُ ترك التنوين. قال الشاعر:

سبيُصبحُ فوقي أقتمُ الريش كاسراً

 

بقالـيقـلا أومـن وراءدبـيل

 

قال بطليموس: مدينة قاليقلا طولها ستون درجةوعرضها ثمان وثلاثون درجة تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان ويشبه أن تكون في الإقليم الخامس. وقال أبو عون في "زيجه": قاليقلا في الإقليم الرابع طولها ثلاث وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وتعمل بقاليقلا هذا البُسطُ المسماة بالقالي اختصروا بالنسبة إلى بعض اسمه لِثِقَلِهِ.وإليها ينسب الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل ابن درَيد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة  وبها ظهر علمه ومات هناك في سنة 356 ومن عجائب أرمينية البيت الذي بقاليقلا. قال ابن الفقيه: أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد بُرُد الآفاق وكان صدوقاً فيما يحكى أن بقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبيريكون فيه مصاحفهم وصُلْبانهم فإفا كان ليلة الشعانين يُفتحَ موضع من ذلك البيت معروف وَيخرُج منه ترب أبيض فلا يزال ليلته تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضمُ موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرُهبان ويدفعونه إلى الناس وخاصيته النفعُ من السموم ولدغ العقارب والحيات يداف منه وزن دانق بماءٍ ويشربه الملسوع فيسكن للوقت وفيه أيضاً اعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيعَ منه شي غ لم ينتفع به صاحبه ويبطل عملُه. قال:اسحاق بن حسان الخُرَّمي وأصله من الصُغْد يفتخر بالعجم:

 

ألا هل أتى قومي مكَري ومشهدي

 

بقاليقلا والمُقْـرَبـاتُ تـثُـوبُ

تداعت مَعَذُ شِيبُها وشـبـابُـهـا

 

وقحطانُ منها حالـبٌ وحـلـيبُ

لينتهبوا مالي ودون انـتـهـابـه

 

حُسام رقيقُ الشفْرَتَين خـشـيبُ

ونادَيْتُ من مَرو وبَلْخٍ فـوارسـاً

 

لهم حَسَب في الأكرمين حسـيبُ

فياحسرتا لا دار قـومـي قـريبة

 

فيكثر منهم ناصـري فـيُطـيبُ

فان أبي ساسان كسرى بن هُزمز

 

وخاقانُ لي لو تعلَمـين نـسـيبُ

مَلَكْنا رقابَ الناس في الشرك كلهم

 

لنا تابعَ طَوْعُ الـقِـيادِ جـنـيبُ

نَسُومُكُمُ خُسْفاً ونقضي عـلـيكُـمُ

 

بماشاءَ منا مُخْطِىءَ ومـصـيبُ

فلما أتى الإسلام وانشرَحَـتْ لـه

 

صدور به نحـو الأنـام تـثـيبُ

تَبعنا رسول اللَه حتـى كـأنـمـا

 

سماء علينا بالرجـال تَـصُـوبُ

 

وقال الراجز:

أقبلْنَ من حمص ومن قاليقلا

 

يَجُنن بالقوم المَلاَ بعد المَلاَ

 

قامُهُل: مدينة في أول حدود الهند ومن صيمُور إلى قامهل من بلد الهند ومن قامهل إلى مكران والبدهَة وما وراء ذلك إلى حد المُلتان كلها من بلاد السند، ولأهل قامهل مسجد جامع تقام فيه الصلاة للمسلمين وعندهم النارجيل والموز والغالب على زروعهم الأرز وبين المنصورة وقامهل ثمان مراحل ومن قامهل إلى كنباية نحو أربع مراحل، وقال في موضع آخر من كتابه: قامهل هي على مرحلة من المنصورة والله أعلم.


القامَةُ: قال الليث: القامة مقدار كهيئة الرجل يبنى على شفير البئريُوضع عليه عودُ البكرة والجمع القِيَم كل شيء كنلك فوق سطح نحوه فهو قامة. قال الأزهري راداً عليه الذي قاله الليث في القامة غير صحيح، والقامة عند العرب البكرة التي يُستقى بها الماءُ من البئر والقامة: اسم جبل بنجد.


قانٌ : آخر؟ نون، والقانُ شجر ينبت في جبال تهامة لمحارب. قال ساعدة:

 

تأوي إلى مُشْمَخِرات مصعدة

 

شُم بهن فُرُوعُ القان والنشم

 

ويجوز أن يكون منقولاً من الفعل الماضى من قولهم قانَ الحدادُ الحديد يقينه قَيناً إذا سَواه وقان: من بلاد اليمن في ديار نهد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة والحارث بن كعب وقبل قوان. وقان موضع بثغور لرمينية.


القانون: بنونَين. منزل بين دمشق وبَعلبَك.


قانِيش: بعد النون المفتوحة ياءٌ مثناة من تحت وشين معجمة: حصن بالأندلس من أعمال سرقسطة.


قاو: بعد الألف واو صحيحة. قرية بالصعيد على شاطىء النيل الرقي تحت إخميم وهناك قرية أخرى يقال لها: فاو بالفاءِ ذكرت في موضعها، وعند هذه القرية يفترق النيل فرقتين تمضي واحدة إلى بردنيش ثم ترجع إلى النيل عند قرية يقالى لها: بوتيج.


القاويه: بكسر الواو والياء مفتوحة وهي في لغتهم اليضة سميت بذلك لأنها قويَت عن فَرخها والقاوية الأرض الخالية الملساءُ والقاوية: روضة بعينها. القاهرَةُ: مدينة بجنب الفسطاط يجمعمما سوز واحدٌ ،وهي اليوم المدينة العظمى، وبها دار الملك، ومسكن الجُتد، وكان أول من أحدثها جوهر غلام المعز أبي تميم معدّبن إسماعيل الملقب بالمنصوربن أبي القاسم نزار الملقب بالقائم بن عبيد الله وقيل سعيد الملقب بالمهدي وكان السبب في استحداثها أن المعز أنفذه في الجيوش من أرض إفريقية للاستيلاءِ على الديار المصرية في سنة 358 فسار في جيش كثيف حتى قد مصر وقد تمهدت القواعد بمراسلات تقدمت وذلك بعد موت كافور فأطاعه أهل مصر واشترطوا عليه ألأَ يساكنهم فدخل الفسطاط وهي مدينة الديار المصرية فاشتقها بعساكره، ونزل تلقاء الشام بموضع القاهرة اليوم وكان هذا الموضع اليوم تبرُزُ إليه القوافلُ إلى الشام وشرع فبنى فيه قصراً لمولاه المعر وبنى للجُند حوله فانعمر ذلك الموضع فصار أعظم من مصر واستمرت الحال إلى الآن على ذلك في أطيب وأجل مدبنة رأيتُها لاجتماع أسباب الخيرات والفضائل بها.


القائمُ: بنية كانت قرب سامرا من أبنية المتوكل.


القائمةُ: بلد باليمن من خان بني سهل.


قايِنُ: بعد الألف ياءٌ مثناة من تحت واخره نون. بلد قريب من طَبَس بين نيسابور وأصبهان كذا قال السمعاني: ونسب إليها خلقاَ كثيراً من أهل العلم والفقه، وقال أبوعبد الله البشاري: قاين قصبة قوهستان صغيرة ضيقة غير طيبة لسانُهم وحش وبلدهم قَنِز ومعاشهم قلبل إلآ أن عليهم حصناً منيعاً واسمها نعمان كبير وُيحمَل إليها بَز كثير وهي فرضة خراسان وخزانة كرمان وشربهم من قُني وبين قاين ونيسابور تسع مراحل ومن قاين إلى هراة نحو ثمان مراحل والى زُوزَنَ نحو ثلاث مراحل والى طبس مسينان يومان ومن قاين إلى خوست مرحلةجيدة ومن قاين إلى الطبَسَين ثلاث مراحل.