حـرف الـقـاف: باب القاف والباء وما يليهما

باب القاف والباء وما يليهما

قبا: بالضم وأصله اسم بئر هناك عُرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار وألفُه واو يُمَذُ ويقصر ويصرَف ولا يصرف. قال عياض: وأنكر البكري فيه القصر ولم يحك فيه القالي سوى المدة. قال الخليل: هو مقصور قلت فمن قصر جعله جمع قبَوَة وهو الضم والجمع في لغة أهل المدينة وقد قبوت الحرف إذا ضممته قال النحويون: لم تجمع فعلة على فُعَل مما لامُه حرفُ علة إلا بروَة وبُرًى للتي تجعل في أنف البعير وقرية وقُرًى وكوَة وكُوىً وقد ألحقتُ أنا هذا الحرف به والجامع فيه وكأن الناس انضمُوا في هذا الموضع فسمي بذلك والله أعلم. قال أبوحنيفةرحمه اللهُ في اشتقاق قُبا إنه مأخوذ من القبو، وهو الضمُ والجمع ولم يذكر أهو جمِع أو مفرد، ولا يصحُ أن يكون على قوله جمعاً لأن فعل لا يجمع على فُعَل فيما علمت وان كان مفرداً فلا أدري ما المراد بهذه البنية والتغيير عن الأصل فصار ما ذكرته أنا وقِستُه أبيَن وأوضح، وهي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة بها أثر بنيان كثير وهناك مسجد التقوى عامر قدامه رصيف وفضاء حسن وآبار، ومياه عذبة، وبها مسجد الضرار يتطوع العوامُ بهدمه كذا قال البشاري: قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان المتقدمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقُباءَ مسجداً يصلون فيه الصلاة سَنَةً إلى البيت المقدس فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد قُباءَ صلى بهم فيه وأهل قباء يقولون: هو المسجد الذي أسسى على التقوى من أول يوم وقيل إنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وُسع مجد قباء وكبر بعدُ وكان عبد الله بن عمررضي اللهَ عنه إذا دخله صلى إلى الأسطوانة المحلقة وكان ذلك مصلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأقام لما هاجر بقباء يوم الإثنين والثلاثاءِ والأربعاء والخميس وركب يوم الجمعة يريد المدينة فجمع في مسجد بني سالم بن عوث بن عمرو بن عوف بن الخزرج فكانت أول جمعة جمعت في الإسلام، وقد جاءَ في فضائل مسجد قباء أحاديث كثيرة، وممن ينسب إليها أفلح بن سعيد القبائي روى عنه أبو عامر العَقدي وزيد بن الحُباب. وعبد الرحمن بن عباس الأنصاري القبائي. ومحمد بن سليمان المدني القبائي من أهل قباء يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيْف روى عنه عبد العزيز الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبي الموالي وزيد بن الحباب وغيرهم. وقُبا أيضاً موضع بين مكة والبصرة، وقال السري بن عبد الرحمن بن عُتبة بن عُوَيمر بن ساعدة الأنصاري:

ولها مَربَـغ بـبُـزقة خـاخ

 

ومَصيفث بالقصر قصرِ قباءِ

كَفنوني إن مُت في درع أروَى

 

واَغسلوني من بئر عروة مائي

سُخنة في الشتاءِ باردةُ الصـي

 

ف سراج في الليلة الظلمـاءِ

 

وقُباء أيضاً مدينة كبيرة من ناحية فرغانة قرب الشاش. نسب إليها قوم من أهل العلم بكل فن عن ابن طاهر، ونسب إليها أبو سعد أبا المكارم رزق الله بن محمد بن أبي الحسن بن عمر القبائي كان من أهل قُبا أحد بلاد فرغانة سكن بُخارى وكان أديباً صالحاً وسمعتُ منه، وإبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق القبائي الصوفي شيخ الصوفية بالثغر يرجع إلى سِتر طاهرٍ وسَمتٍ حسن وطريقة مستقيمة كثير الدرس للقرآن طويل الصَمت ملازم لما يعنيه ولد بما وراء النهر وخرج صغيراً وتغرب وسافر إلى خُراسان والعراق والحجاز ثم نزل صور فاستوطنها إلى أن مات بها وحدث بها كثير عنه وكان سماعه صحيحاً وأقام بصور نحو أربعين سنة وسُئلَ عن مولده فقال: سنة 394 أو 95 3 وتوفي عاشر جمادى الاخرة سنة 471 ولم يكن قد بقي بالشام شيخ لهذ الطائفة يجري مجراه. القِبابُ: جمع قُبة: موضع بسمرقند. ينسب إليه أحمد بن لُقمان بن عبد الله أبو بكر السمرقندي المعروف بالقبابي حدث بالري وغيرها روى عن أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم بن ماهان العسكري ذكره ابن طاهر، وقِبابُ أيضاً كانت أقصى محلة بنيسابور على طريق العراق، ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن العلاء القبابي النيسابوري سمع محمد بن يحيى اسحاق بن منصور وعبد اللَه بن هاشم وعَمار بن رجاءٍ وغيرهم وتوفي سنة 314 ذكره الحازمي، وأبو العباس محمد بن محمود القبابي روى عن أبي حامد بن الشرقي ذكره ابن طاهر. وقِبابُ الحسين كانت خارجِ بغداد على طريق خراسان منسوبة إلى الحسين بن سُكين الفزاري في قول ابن الكلبي وقال غيره: حسين بن قُرَة الفزاري وكان قُزَة ممن خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج، والقباب أيضاً موضع بنجد على طريق حاج البصرة.


قِبابُ لَيثٍ : قرية قريبة من بعقوبا من نواحي بغداد، ينسب إليها محمد بن المُومَل بن نصر بن الموئل أبو بكر بن أبي طاهر بن أبي القاسم كان يذكر أنه من ولد الليث بن نصر بن سَيار وسكن بعقوبا ودخل بغداد وسمع من أبي الوقت عبد الوَل السنجري وغيره ومولده سنة 540ببعقوبا وتوفي بها في ثامن وعشرين جمادى الأولى سنة 617.


القُبابَةُ: بالضم وتكرير الباء واحد القُباب ضرب من السمك يشبه الكنعَدَ. وهو أطُم من آطام المدينة. قُباذخُزه: بالضم وذال وخاءٍ معجمتين وراءٍ مهملة: من كور فارس عمرها قباذ الملك ومعناه فَرَحُ قباذ.


قباذِق: ولاية واسعة في بلاد الروم حدها جبال طَرَسوس وأذنة والمصيصة وفيها حصون منها قُوَة وخضرة وأنْطيغَوس ومن مد نها المعروفة قونية ومَلَقونية.


قباذيان: بالضم وبعد الألف ذال وياء مثناة من تحت وآخره نون: من نواحي بلخ.


قباقبُ: بالضم وتكرير القاف والباءِ قباقب: ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة ذكره أبو الفرج الأصبهاني في أخبار السُلَيك بن سُلَكةَ. اسم نهر بالثغر وقد ذكره المتنبي فقال:

 

وكرت فمرت في دماءٍ مَلَطية

 

مَلطيَةُ أم للبـنـين ثَـكـولُ

وأضعفْن ما كلفنه من قُباقـب

 

فأضحى كأن الماءَ فيه عليلُ

 

وهو قرب ملطية وهو نهر يدفع في الفرات وبقباقب قتل نوق بن بُريد البكائي ابن امرأة كعب الأحبار وكان قد خرج في الصائفة.


قبال: بلفظ قِبال النعل بكسر أوله واخره لام وهو السَير الذي يكون بين الإبهام والسبابة من النعل. وهو جبل بالبادية عال في أرض بني عامرورواه ابن جنى قبال بالفتح قال: وهو جبل عال بقرب دومة الجندل، والأول رواية القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني قالاذلك في قول المتنبي:

 

فوَحشُ نجد منه في بلبـال

 

يخَفن في سَلمى وفي قِبال

 

وقال كثير:

يَجتزن أودية النصيع جوازعاً

 

أجوازَعين أبا فنعف قَبـال

 

قبانُ: بالفتح والتشديد وآخره نون بوزن القبان الذي يوزن به. وهي مدينة وولاية بأذربيجان قرب تبريز بينها وبين بَيلقان خبرني بها رجل من أهلها.


القَبائضُ: مصانع لبني قبيصة. قال ابن مُقبل:

 

منها بنعف جراد فالقبائض من

 

وادي جُفاف مَراد نيَا ومستمعُ

 

أراد مرأى دنيا بوزن مَرعى فترك الهمز للضرورة. قَبثُور: قال ابن بَشكُوال: سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب الخطيب بجزيرة قَبثور وغيرها يكنى بأبي عثمان يروي عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء وأبي زكرياءَ العائذي وأبي بكر الزبيدي وغيرهم وسمع من أبي علي البغدادي يسيراً، وهو صغير، وكان شيخاً صالحاً من أئمة القرآن عالماً بمعانيه وقراءته عالماً بفنون العربية متقدماً في ذلك كله حافظاَ فهماً ثبتاً وتوفي في حدود سنة 420.


قَبْحَاطَةُ: قلعة ومدينة من أعمال جَيان بالأندلس.


قُبْحَانُ: كأنه فُعلان بضم أوله من القبح ضد الحسن. محلة بالبصرة قريبة من سوقها.


قَبْدَةُ: بالفتح ثم السكون ثم دال علم مرتجل: ماء بذي بِحار واد يصمب في التسرير لبني عمرو بن كلاب.


قبذاق: مدينة من نواحي قرطبة بالأندلس، ينسب إليها أبو الوليد يوسف بن المفضل بن الحسن الأنصاري القبذاقي لَقيه السلفي بالإسكندرية وكتب عنه وقال: سمع بقرطبة نفراً من المتأخرين وكان حريصاً على الأخذ فكتب عني واستجازني الأمير أبا سفيان بنٍ علي ملك المغرب سافر إلى المغرب ولم أسمع له خبراً. قبْرَاثَا: بالفتح ثم السكون وألف وثاء مثلثة وألف مقصورة. قرية من نواحي بَقعاء الموصل ومن قبراثا كان أبو جَوْرة محمد بن عَباد الخارجي الذي خرج على هارون الشاري الخارجي أيضاً، وفي شعر أبي تمام يمدح مالك بن طَوق:

 

يا مالك بن المالكين أرى الذي

 

كنا نوملُ من إيابـك رَاثـا

لولا اعتمادك كنتُ ذا مندوحة

 

عن بَرقَعِيدَ وأرض باعِيناثـا

والكامخيّة لم تكن لي منـزلاً

 

فمقابر اللذات في قبـراثـا

لم آتها من أي وجه جئتـهـا

 

إلا حَسِبتُ بيوتهـا أجـداثـا

بلد الفِلاحة لو أتاها جـرولٌ

 

أعني الحطيئة لاغتدى حراثا

تصدَى بها الأفهامُ بعد صقالها

 

وتردُ ذُكرانَ العقول إنـاثَـا

 

قبرونيا: موضع أظنه من نواحي الجبل. أنثدني ابي الثياب في يوم مهرجان ابتداء قصيدة:

 

أقبرونيَا طلَتْ نَدَاكَ يَدُ الـطَـل

 

وحيا الحَيا المشكورُ تالك من تلّ

 

فتطير من الافتتاح بذكر القبر وتنغص باليوم والشعر.


قبرٌ : بلفظ القبر الذي يُذفَنُ فيه. خيفُ ذي القبر بلد قرب عسفان وهو خيف سَلاَم وقد مر ذكره، وإنما اشتهر بخيف ذي القبر لأن أحمد بن الرضا قبره هناك ذكره أبو بكر الهمذاني.


قبر العبادي: منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم المغيثة ثم القرعاء ثم واقصة ثم العقبة ثم القاع ثم زبالة ثم شُقُوق ثم قبر العِبادي ثم الثعلبية وهي ثلث الطريق قال أهل السيركان روزبه بن بزر جمهر بن ساسان من أهل همذان وكان من أهل كسرى على فرج من فروج الروم فأدخل عليهم سلاحاً فأخافه الأكاسرة فلم يأمن حتى قدم سعد بن أبي وَقاص ومَصَر الكوفة فقدم عليه وبَنَى له قصره والمسجد الجامع ثم كتب معه إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بحاله فأسلم وفرض له عمر وأعطاه وصرفه إلى سعد فصرفه إلى أكرِيائه والأكرياءُ يومئذ هم العبادُ أهل الحيرة حتى إذا كان بالمكان الذي يقال له: قبر العبادي مات فحفروا له ثم انتظروا به من يمر بهم ممن يشهدون موته فمرّ بهم قوم من الأقراب وقد حفروا له على الطريق فأروهم إياه ،ليبرووامن دمه وأشهدوهم ذلك فغلب عليه قبر العبادي لمكان الأكرياءِ ظنوه منهم. قبر النذور: مشهد بظاهر بغداد على نصف ميل من السور يزار وينذر له. قال التنوخى: كنت مع عضد الدولة وقد أراد الخروج إلى همذان فوقع نظرُه على البناءِ الذي على قبر النذور فقال لي: يا قاضي ما هذا البناءُ قلتُ أطال الله بقاءَ مولانا هذا مشهدُ النذور ولم أقُل قبر لعلمي بتطيره من دون هذا فاستحسن اللفظ وقال: قد علمتُ أنه قبر النذور وإنما أردتُ شرح أمره فقلت له هذاقبرعبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان بعض الخلفاءِ أراد قتله خفيَةً فجعل هناك زُبيَةَ وستر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهِيلَ عليه الترابُ حياً وشُهِرَ بالنذور لأنه لا يكاد ينذر له شيء إلا ويصحُ ويبلغ الناذر ما يريد وأنا أحدُ مَن نذر له وصحَ مراراً لا أحصيها فلم يقبل هذا القول وتكلم بما دلَ على أن هذا وقع اتفاقا فتسوق العوامُ بأضعاف ذلك ويروون الأحاديث الباطلة فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني وذكر لي أنه جَرَبه لأمر عظيم ونذر له وصح نذرُه في قصة طويلة.


قبرُسُ: بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراءِ وسين مهملة كلمة رومية، وافقت من العربية القُبرس النحاس الجيد عن أبي منصور وهي: جزيرة في بحر الروم، وبأيديهم دورها مسيرة ستة عثر يوماً، وذكر بطليموس في كتاب "ملحمة الأرض، قال: مد ينة قبرس طولها إحدى وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاث عشرة دقيقة في الإقليم الرابع طالعها القوس لها شركة في قلب العقرب أربع درج تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وسبع وخمسين دقيقة يقابلها إحدى عشرة درجة وسبع وخمسون دقيقة من الجدي رابعها مثل ذلك من الميزان بيت ملكها مثل ذلك من الحمل.


قبْرَةُ: بلفظ تأنيث القبر أظنها عجمية رومية وهي: كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة من قبليها وهي أرض زكية تشتمل على نواح كثيرةورساتيق ومُدن تذكر في مواضعها متفزقة من هذا الكتاب وهي مخصوصة بكثرة الزيتون وقصبتها بيانةُ. ينسب إليها تمام بن وهب القبري الأندلسي فقيه لقي أبا محمد عبدَ الله بن أبي زيد بالقيروان وأبا الحسن القابسيِ وغيرهما. وعبدُ الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عبّاد بن زياد بن يزيد بن ابى يحيى المُرادي القَبرى أصله من قبرة وسكن قرطبة سمع من تقي بن مخلد كثيراَ وصحبه وكان هو والحسن بن سعد آخر من حدث عنه وسمع من محمد بن عبد السلام الخشَني وأحمد بن ميسرة الطرطوشي وسعيد بن عثمان الأغنامي وسمع غيرهم وسمع منه الناس كثيراَ. قال ابن الفرضي: وحد ثني غير جماعة أنه مات في شهر رمضان سنة 330 وهو ابن سبغ وسبعين سنة. ومحمدبن يوسف بن سليمان الجهني من أهل قبرة سكن قرطبة أيضاَ وكان من أهل القرآن واتخذه عبد الرحمن التاجر إماماً في قصره ثم ولآه الصلاة والخطبة بمدينة الزهراءِ وولاه قضاء قبرة ومات سنة 372، وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي من قصيدة يمدح جبران العامري صاحب المرية:

 

واني لفل القِبطِ في مصر مَـولٌ

 

وقد غِيلَ فرعونٌ وأهلِكَ هامانُ

فيا ذلَ أعلام الهدى بعد عِزهـم

 

ويا عِز أعلام الهدى بكَ إذ هانوا

حفرتَ لهم في يوم قبرَةَ بالقَـنـا

 

قبوراً هواءُ الجومنهـن مـلآن

يطيرُ بهم نسر وهـامٌ ونـاعـبٌ

 

ويغدو بها ذيخ وذئبٌ وسِرحـان

 

قبرَيَان: بالضم ثم السكون وفتح الراء ثم ياءٍ مثناة من تحت وآخره نون: من قرى إفريقية.


قِبْرَين: بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم ياءٍ مثناة من تحت ونون علم مرتجل لعقبة بتهامة.


قُبَّشُ: بضم القاف وتشديد الباء وفتحها والشين معجمة. قال السلفي: أبو بكر الحسن بن محمد بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري المعروف بالقبشي روى عن خلف بن قاسم بن سهل الحافظ وآخرين وقد روى عن أبي عمر أحَمد بن محمد بن عفيف القُرظي في تاريخه وزاد فيه وتممَ وهو من أعلام علماء الأندلس وممن يعول على قوله ويستحسن كلامه لبلاغته وبراعته وإنما قيل له القبشي لسكناه غربي قرطبة بالقرب من عين قبش. قال ابن بشكوال: وجمع كتاباً سماه كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء ومات بعد 435 ومولده سنة 343. قبط : بالكسر ثم السكون، بلاد القِبطِ بالديار المصرية سميت بالجيل الذي كان يسكنها ونحن نزيد القول فيها في قفط إن شاء الله تعالى. وقبط أيضاً ناحية بسامرَّا تجمع أهل الفساد كالحانات.


قبْقٌ: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره أيضاً قاف كلمة عجمية وهو: جبل متصل بباب الأبواب وبلاد اللان وهو آخر حدود أرمينية. قال ابن الفقيه: وجبل القبق فيه اثنان وسبعون لساناً لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان، ويقال: إن طوله خمسمائة فرسخ وهو متصل ببلاد الروم إلى حدّ الخزَر واللان ويقال: إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسَنير من دمشق ويمضي فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللُكام ثم يمتد بلى ملطية وشمشاط وقاليقلا إلى بحر الخزَر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق. قال البحتري:

أتَسَلى عن الحظـوظ وآسَـى

 

لمحَلٍّ من آل ساسـانَ درسِ

ذكَّرَتنيهم الخطوبُ التـوَالـي

 

ولقد تُذْكِرُ الخطوبُ وتُنْسِـي

وهم خافضون في ظل عـالٍ

 

مُشرفٍ يُحسر العيونُ ويخسي

مُغلَقٌ بابُه على جبل الـقَـب

 

ق إلى دارتَيْ خلاط ومُكـس

حِللٌ لم تكن كأطلال سُعـدى

 

في قِفارٍ من البسابس مُلـس

 

وفي شعر بعضهم القبجُ بالجيم وهو في شعر سُراقة بن عمرو وذكر في باب الأبواب.


قَبَلٌ: بالتحريك. قال الأصمعي: القبَلُ أن يُورد الرجلُ إبلَه فيستقي على أفواهها ولم يكن حيالها قبلَ ذلك شيء، وقال الفراءُ: أفعلُ ذلك من ذي قَبل أي فيما يستقبل والقَبَلُ النشزُ من الأرض يستقبلك يقال: رأيت فلاناَ في ذلك القَبل والقبل أن يُرَى الهلالُ ولم يُرَ قبل ذلك يقال: رأيت الهلال قَبلاً والقبل أن يتكلم الرجل بالكلام ولم يستعدَّ له يقال: تكلم فلان قَبلاً فأجاد وقبلٌ : جبل قيل إنه بدومة الجندل.


القُبَلارُ: بالضم ثم الفتح وتشديد اللام وآخره راءٌ: موضع في الثغر ذكره أبو تمام. فقال:

في كُماة يُكسون نسجَ السلوتيئ

 

وتعدو بهم كـلاب سَـلـوق

وطئتْ هامة الضواحي إلى أن

 

أخذت حظّها من الـفـيذوق

شَنَّها شُزَّباً فلما استـبـاحـت

 

بالقُبَلاّر كل سـهـبٍ ونـيقِ

سار مستقدماً إلى البأس يُزجي

 

رَهَجاً باسقاً إلى الإبِـسـيقِ

 

قُبْلَى: بضم أوله وسكون ثانيه والقصر: ببلاد كلب وبلاد كلاب وديارهم ما بين غُرَّب إلى الرَّيان، وقال أبو الطُّرَّامة الكلبي:

وإنا لممدودون ما بين غُـرْب

 

إلى شُعَب الريَّان مجداً وسُؤدداً

 

وقال جوَّاس بن القعطل الحنائي:

تعَفى من جُلاَلةَ روضُ قُبلَى

 

فأقرية الأعنة فالـدَخـولُ

 

قَبَلةُ: بالتحريك: مدينة قرب الدَّربند وهو باب الأبواب من أعمال أرمينية أحدثها قُباذ الملك أبو أنوشروان. إليها ينسب فيما أحسب أبوبكر محمد بن عمر بن حفص الحكم الثغري المعروف بالقَبَلي حدث ببغداد عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك وغيره وكان ضعيفاً في الحديث روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبوالفتح الأزدي الموصلي.


 القَبَلِيَّةُ: بالتحريك الناحية كأنه نسبة إلى قَبَل بالتحريك، وقد تقدم اشتقاقه وهو من نواحي الفُرع بالمدينة. قال لعمراني: أخبرني جار الله عن عُلَي الشريف قال: القبلية سَرَاة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى أودية المدينة سمي بالقبيلة وحدها من الشام ما بين الحُت وهو جبل من جبال بني عرك من جهينة وما بين شرف السيالة أرض يطأها الحاج وفيها جبال وأودية قد مر ذكرها متفرقاً، وقال الطبراني في المعجم الكبير: أنبأنا الحسن بن إسحاق أنبأنا هارون بن عبدالله أنبأنا محمد بن الحسن حدثني حُميد بن صالح عن عمار وبلال ابني يحيى بن بلال بن الحارث عن أبيهما بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه هذه القطيعة، وكتب له فيه " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رِسول الله بلال بن الحارث أعطاه معادن القبلية غورِيها وجلسيها غشيةَ وذات النصب وحيث صلح الزرعُ من قُدس إن كان صادقاً " وكتب معاوية، ويروى وحيث يصح الزرع من قريس وفي رواية محمد الصيرَفي غشيةَ بالغين والشين معجمتين وفي رواية فاطمة بالعين والسين مهملتين.


قَبُّودِيَةُ: بالفتح ثم التشديد والضم وواو ساكنة ودال مهملة وياءٍ خفيفة: ساحل على بر إفريقية.


قبَةُ: بالكسر ثم الفتح والتخفيف: ماء لعبد القيس بالبحرين.


قُبّةُ: بالضم والتشديد بلفظ القبة من البناءِ معروفة. قبة الكوفة وهي الرَحبة بها. ينسب إليها عمرو بن كثير القبي الكوفي سمع سعيد بن جُبير روى عنه حسان بن أبي يحيى الكندي نسبه يحيى بن معين. قال ابن طاهر: ذكره الأمير ثم قال: وعمران بن سليمان القبي روى عن قتادة حدث عنه يزيد بن أبي حبيب قال: وأظن هنا هو الذي ذكره ابن سليم ووهم وأظنه من القبيلة. وسعد بن بثر الجهني القبي عن أبي مجاهد الطائي عن أبي المدلة لا أدري من أيهما هو أمن القبيلة التي من مُراد أم من هذه القبة. قال: وقبة جالينوس بمصر قد نسب إليها جماعة قال: ذكره بعض أهل الاسكندرية. وقبة الرحمة بالإسكندرية سميت بذلك لأن مُبرح بن شهاب كان مع عمرو بن العاص في فتحه للإسكند رية فدخل من باب سليمان وخارجة بن سليمان من البقيطا فجعلا يقتتلان حتى التقيا بالقبة فرفعا السيف فسمي ذلك المكان قبة الرحمة لذلك وبه يعرف إلى الآن، وقبة الحمار كانت داراً في دار الخلافة ببغداد أنشأها المكتفي بالله بن المعتضد هانما سميت بفلك لأنه كان يصعد إليها على حمار له لطيف ويشرف على ما حولها وكانت شكل نصف الحائرة احترقت في أيام المقتفي بالذ بصاعقة وقعت فيها، وقبة الفِزك موضع كان بكلْوَافى. ذكره أبو نواس فقال:

 

وقائلِ هل تريدُ الحافيَ قلت لـه

 

نعم إفا فنيت لذات بَـغْـنَـافَـا

أما وقُطرَتُل منها بـحـيث أرى

 

فالصالحيةَ فالكزخَ التي جمعت

شُفاذَ بغفاذ ما هم لي فيها بثنـاد

 

وَهنكَ من تصف بغفاذ تخلصني

كيف التخثُصُ لي من طيزناباذ

 

 

 

القُبيبَاتُ: جمع تصغير الذي قبله، بئر ثرن المغيثة في طريق مكة بخمسة أميال بعد واثي السباع، وهي بئر وحوضق وماوها قليل عنب، صرشاوها نيف وأربعون قامة والقبيبات: محلة ببغداد، وماء في منازل بني تميم، وموضع بالحجاز والقبيبات: محلة جليلة بظاهر مسجدثمثق.


قُبيس: أبو قبيس: جبل مشرف على مسجد مكة ذكر في باب الألف في أبو.


القُبَيصَةُ: فُعيلة بالضم ثم الفتح تصغير القبصة من قَبَصتُهُ إذا تناولته بأطراف الأصابع وهو: موضع في شعر الأعشى.


القَبيصَةُ: منسوبة إلى رجل اسمه قبيصة بالفتح ثم الكسر: قرية من أعمال شرقى مدينة الموصل بينهما مقدار فرسخين والقبيصة أيضاُ: قرية أخرى قرب سامرا ذكرها جحظة في قطعة ذكرت في دير العلث منها:

واعدِلاَ بي إلى القبيصة الزه

 

اء حتى أعاشر الرهبـانـا

وإلى واصلة منهما ينسب أبو الصقر القبيصي المنجم كان أثيباً شاعراً ومن شعره قال ابن نصر: كان بعض أصدقاءِ أبي الصقر وعده بسمك ثم وعده بحَمَل ومطَلَه بهما ولم يحمله وكانت تلك حاله. فكتب إليه:

أيا واعدي سَمَكاً ما حَصَل

 

ومُتبعَهُ حَمَلاً ما حـمَـل

فيا سمكاً في محل السًماك

 

ويا حملاً في محل الحمَل

لقد ضعفت حيلتي فـيكـمـا

 

كما ضعفت في المُحال الحِيل

 

قَبيلإَ: مدينة بأرض السند بينها وبين الديبُل أربع مراحل.


قبينُ: بالضم ثم الكسر والتشديد وياء مثناة من تحت وآخره نون اسم أعجمي لنهر وولاية بالعراق. ذكر عن الأقيشر واسمه المغيرة بن عبد الله الأسدي أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المعروف بالقباع أخرجه مع قومه لقتال أهل الشام ولم يكن عند الأقيشر فرش فخرج على حمار فلما عبرَ على جسر سُوراء نزل بقرية يقال لها: قُتين فتوَارَى عند خَمار نبطئ تبذل زوجته الفجورَ فباع حماره وجعل ينفقه هناك إلى أن قفلَ الجيش. فقال عند ذلك:

خرجتُ من المصرِ الحواري أهلُـهُ

 

بلا نيةٍ فيها احتسـاب ولا جُـعـلِ

إلى جيش أهل الشام اغزِيت كارهـاً

 

سفاهاً بلا سيف حديد ولا نَـصـل

ولكن بسـيف لـيس فـيه حـمـالةٌ

 

ورُمح ضعيف الزج مُنصدع الأصل

حباني به ظلم القـبَـاع ولـم أجـد

 

سوى أمره والسير شيئاً من الفعـل

فأزمعتُ أمري ثم أصبحـتُ غـازياً

 

وسلمتُ تسليم الغُزَاة على أهـلـي

جَوَادى حمار كان حيناً لـظـهـره

 

إِكاف وآثار المـزَادَة والـحـبـل

فسرنا إلـى قُـتـين يومـاً ولـيلةً

 

كأنا بغَايَا ما يسِـرْن إلـى بَـعـل

مررنا على سُوراءَ نسمعٍ جسرهـا

 

يئط نقيضا من سفائنه الـعـصـل

فلما بَدا جسرُ الصَراة وأعـرضـت

 

لنا سوق فرَاغ الحديث إلى الشغـل

نزلنـا إلـى ظـل ظـلـيل وبـاءة

 

حلالٍ برَغم القَلْطبان ومـا يغـلـي

بشارطة من شـاء كـان بـدِرهـم

 

عروساً بما بين المشبه والـفـسـل

فاتبعتُ رُمحَ السَوء سُنة نـصـلـه

 

وبعتُ حماري واسترحتُ من الثقل

مَهرتهما جَـرْدِيقةً فـتـركـتـهـا

 

طَموحاً بطَرحف العين شائلة الرًجلِ

تقول طبانـا قـلْ قـلـيلاً ألا لـيا

 

فقلتُ لها إصوي فإني على رِسلـي