باب القاف والصاد وما يليهما
القُصَا: بالضم والقصر كأنه جمع الأقصى مثل الأصغر والصغر والآخر والأخر والأعلى والعُلَى: اسم ثنية باليمن.
قصاصٌ
: بالضم وقُصاصُ الشعر نهاية منبته يقال: ضربه على قُصاص شعره وقَصاص شعره
وقِصاص شعره، وهو جبل لبني أسد.
قصاصة: بمعنى الذي قبله: موضع.
قصَائرَةُ: بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تَحت وراء: علم مرتجل لاسم جبل في شعر النابغة:
ألا أبلـغـا ذُبـيانَ عـنـي رسـالةً |
|
فقد أصبحت عن مذهب الحق جائره |
فلو شهدَت سَهـمٌ وأبـنـاءُ مـالـك |
|
فتعزرُني من مُرَّة المتـنـاصـرَهْ |
لجاؤوا بجمع لا يرى الناسُ مثـلـه |
|
تضاءَل منه بالعـشـيِّ قـصـائره |
وقال عباد بن عوف المالكي الأسدي:
لمن ديارٌ عفَتْ بالجزْع من رِمَم |
|
إلى قُصائرة فالجفر فالـهـدَمِ |
القَصَبَاتُ: بالفتح جمع قَصبة وقصبة القرية، والقصر وسطُه، وقصبة الكورة مدينتها العُظمى والقصبات: مدينة بالمغرب من بلاد البربر، والقصبات من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد أيام مسيلمة.
قُصدَارُ: بالضم ثم السكون ودال بعدها ألف وراء: ناحية مشهورة قرب غزنة،
وقد تقدم في قزدار وإنها من بلاد الهند، وكلا القولين من كتاب السمعاني،
وذكر أبو النضر العتبي في كتاب اليميني، أن قصدار من نواحي السند وهو
الصحيح، وقصدار قصبة ناحية يقال لها طُوران وهي مدينة صغيرة لها رستاق
ومدن، قال الإصطخري: والغالب عليها رجلٌ يعرف بمعمر بن أحمد يخطب للخليفة
فقط، ومقامه بمدينة تعرف بكير كابان وهي ناحية خصيبة واسعة الأسعار، وبها
أعناب ورمان وفواكه وليس فيها نخل. قال صاحب الفتوح: وولى زياد المنذر بن
الجارود العبدي ويكنَّى أبا الأشعث ثغر الهند فغزا البُوقانَ والقِيقَانَ
فظفر المسلمون وغنموا وبثَ السرايا في بلادهم وفتح قصدار وشَتى بها، وكان
سنان بن سلمةَ المحبّق الهذلي فتحها قبله إلا أن أهلها انتفضوا وبها مات،
وقد قيل فيه:
حلَّ بقصدار فأضحى بـهـا |
|
في القبر لم يقفُل مع القافلين |
للَه قصـدارٌ وأعـنـابـهـا |
|
أيّ فَتى دُنياً أجـنـت ودين |
قصران الداخل وقصران الخارج: بلفظ التثنية وما أظنهم ههنا يريدون به التثنية إنما هي لفظة فارسية يراد بها الجمع كقولهم مَردان وزنَان في جمع مَرد وهو الرجل، وزن وهي المرأة، وهما ناحيتان كبيرتان بالرَّيّ في جبالها فيهما حصن مانع يمتنع على وُلاة الرَّيّ فضلاً على غيرهم فلا تزال رهائن أهله عند من يتملك الري وأكثر فواكه الري من نواحيه، وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الحسين بن أبي القاسم بن علي بن بابا القصراني الأذُوني من أهل قصران الخارج، وأذون من قراها، وكان شيخاً من مشايخ الزيدية صالحاً يرحل إلى الرَّي أحيانًا يتبرك به الناس سمع المجالس المائتين، لأبي سعد إسماعيل بن علي السمان الحافظ من ابن أخيه أبي بكر طاهر بن الحسين بن علي بن السمان عنه، وكان مولده بأذُون سنة 495 روى عنه السمعاني بأذون، وقصران أيضاً مدينة بالسند عن الحازمي. القَصرَانِ: تثنية القصر، وهما قصران بالقاهرة، وكان يسكنهما ملوكها الذين انقرضوا وكانوا ينسبون إلى العلوية وهما قصران عظيمان يقصر الوصفُ دونهما عن يمين السوق وشماليه، والأمير فارس الدين ميمون القصري الذي كان مشهوراً بالشجاعة والعظم منسوب إليه لأنه ممن رأى في هذا القصر في أيام أولئك، وكان أصله أفرنجيًّا مملوكاً لهم فلما كان منهم ما كان صار من مماليك صلاح الدين، وظهرت شجاعته فقاد الجيوش إلى أن مات بحلب في رمضان سنة 616، والقصران أيضاَ مدينة السيرجان بكرمان كانت تسمى القصرين.
القَصرُ: لهذا اللفظ بهذا الوزن معان منها القصر الغاية يقال: قصرك أن تفعل
كذا أي غايتك، والقصر المنع. والقصر ضم الشيء إلى أصله الأول، والقصر تضييق
قيد البعير، والقصر في الصلاة معروف والقصر العشي، والقصر قصر الثوب معروف،
والقصر المراد به ههنا هو البناء المشيد العالي المشرف مشتق من الحبس
والمنع ومنه قوله تعالى: " حور مقصورات في الخيام " الرحمن: 72، أي محبوسات
في خيام من الدر مجوفات، ويقال: قد قصرهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم،
والقصر في مواضع كثيرة إلا أنه في الأعم الأكثر مضاف، وأنا أرتب على الحروف
ما أضيف إليه ليسهُلَ تطلبُه، وإنما فعلنا ذلك لأن أكثر من ينسب إلى هذه
المواضع يقال له: القصري وربما غلب اسم القصر ونسب إلى ما أضيف إليه.
القصر الأبيضُ: والقصر الأبيض: من قصور الحيرة. ذكر في الفتوح أنه كان
بالرقة، وأظنه من أبنية الرشيد، وجد على جدار من جدرانه مكتوب حضر عبد الله
بن عبد الله ولأمر ما كتمت نفسي، وغيبتُ بين الأسماء اسمي في سنة 305،
ويقول: سبحان من تحلم عن عقوبة أهل الظلم والجبرية، إخوتي ما أذل الغريب
وإن كان في صيانة، وأشجى قلب المفارق وإن كان آمناً من الخيانة، وأمور
الدنيا عجيبة، والأعمار فيها قريبة.
وذو اللُب لا يلوي إليها بطـرفـه |
|
ولا يقتفيها دار مكث ولا بـقَـا |
تأمل ترى بالقصر خلقاً تحـسـه |
|
خلا بعد عز كان في الجو قد رَقَا |
وأمر ونهي فـي الـبـلاد ودولةٍ |
|
كأن لم يكن فيه وكان به الشقَـا |
قصر أبي الخصيب: بظاهر الكوفة قريب من السدير بينه وبين السدير ديارات الأساقف وهو أحد المنتزهات يشرف على النجف وعلى ذلك الظهر كله يصعد من أسفله في خمسين درجة إلى سطح آخر أفيَحَ في غاية الحسن، وهو عجيب الصنعة، وأبو الخصيب بن ورقاء مولى المنصور أحد حجابه له ذكر في رصافة المنصور أبي جعفر أمير المؤمنين، وفي قصر أبي الخصيب يقول بعضهم:
يا دار غَـيرَ رسـمَـهــا |
|
مر الشمال مع الجـنـوب |
بين الخـورنـق والـسـدي |
|
ر فبطن قصر أبي الخصيب |
فالدير فالـنـجـف الأشـم |
|
جبال أربـاب الـصـلـيب |
قصر ابن عامر: من نواحى مكة. قال عمر بن أبي ربيعة:
ذكرتك يوم القصر قصر ابن عامر |
|
بخُمّ فهاجت عَبرَةُ العين تسكـبُ |
فظِلتُ وظلَت أينُقٌ بـرحـالـهـا |
|
ضوامرُ يستـأنـين أيام أركـبُ |
أحدث نفسـي والأحـاديث جـمةٌ |
|
وأكبر همي والأحـاديث زينـبُ |
إذا طلعَتْ شمس النهار ذكرتـهـا |
|
وأحدث ذِكراها إذا الشمس تغرُب |
وإن لها دون النساءِ لصحـبـتـي |
|
وحفظي لها بالشعر حين أُشبّـبُ |
وإن الذي يبغي رضائي بذكرهـا |
|
إليّ وإعجابي بـهـا يتـحـبـبُ |
قصرُ ابن عفان: قال ابن الحسن المدائني: كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى عبد الله بن عامر أن اتخذ داراً ينزلها من قدم البصرة من أهل المدينة، وينزلها من قدم من موالينا، فاتخذ القصر الذي يقال له قصر ابن عفان وقصر رملة، وجعل بينهما فضاءً كان لدوابهم وإبلهم.
قصرُ ابن عَوَّانَ: كان بالمدينة، وكان ينزل في شقة اليماني بنو الجذْماءِ
حي من اليمن من يهود المدينة كانوا بها قبل الأوس والخزرج عن نصر.
قصرُ الأحمرِيةُ: من نواحي بغداد في أقصى كورة الخالص من الجانب الشرقي
عُمرَ في أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء في أيامنا
هذه، وفي دار الخلافة. موضع آخر يقال له: قصر الأحمرية. قصرُ الأحنفِ: كان
الأحنف بن قيس قد غزا طخارستانِ في سنة 32 في أيام عثمان وإمارة عبد الله
بن عامر فحاصر حصناً يقال له: سِنوَانُ ثم صالحهم على مال، وأمنهم يقال
لذلك الحصن: قصر الأحنف. ينسب إليه أبو يوسف رافع بن عبد الله القصري. روى
عن يوسف بن موسى المروروذي سمع منه بقصر الأحنف بن قيس أبو سعيد محمد بن
علي بن النقاش.
قصرُ الإفريقيّ: مدينة جامعة على شرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة.
قصرُ أصبَهَانَ: ويقال له: باب القصر إلا أن النسبة إليه قصري، وإليه ينسب
الحسين بن معمر القصرى ذكره السمعاني من مشايخه في التحبير.
قصرُ أُمِّ حبيب: هي أم حبيب بنت الرشيد بن المهدي، وهو من محال الجانب
الشرقي من بغداد مشرف على شارع الميدان، وكان إقطاعاً من الرشيد لعباد بن
الخصيب، ثم صار جميعه للفضل بن الربيع، ثم صار جميعه لأُم حبيب بنت الرشيد
في أيام المأمون، ثم صار لبنات الخلفاء، إلى أن صرن يُجعَلْنَ في قصر
المهدي بالرصافة.
قصرُ أمّ حكيم: بمرَج الصُّفر من أرض دمشق هو منسوب إلى أم حكيم بنت يحيى،
ويقال: بنت يوسف بن يحيى بن الحكم بن العاصي بن أمية، وأمها زَينب بنت عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام، وكانت زوجة عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك
فطلقها فتزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له يزيد بن هشام، وإليها ينسب
أيضاً سوق أم حكيم بدمشق، وهو سوق القَلائِين، وكانت معاقرة للشراب، ومن
قولها:
ألا فاسقياني من شرابكمـا الـوردِ |
|
وإن كنتُ قد أنفدتُ فاسترِ هنَا بُردي |
سِوَارِي ودملوجي وما ملكَـت يدي |
|
مُباحٌ لكم نهبٌ فلا تقطـعـا وِردي |
ودخل عليها هشام بن عبد الملك، وهي مفكرة فقال لها: في أي شيءٍ تفكرين، فقالت في قول جميل:
فما مُكَفهِر في رحىَ مُرجَحِـنةٍ |
|
ولا ما أسرت في معادنها النحلُ |
بأحلى من القول الذي قلتِ بعدما |
|
تمكن من حيزوم ناقتي الرحـلُ |
فليت شعري ما الذي قالت له حتى استحلاه ووصفَهُ لقد كنت أحب أن أعلمَه فضحك هشام، وقال: هذا شيء قد أحب عمك يعني أباه أن يعلَمَه، وسأل عنه من سمع الشعر من جميل فلم يعلَمه فقالت: إِذا استأثر الله بشيء فَالهَ عنه.
قصرُ أنس: بالبصرة. ينسب إلى أنس بن مالك خادم رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم.
قصرُ أوس: بالبصرة أيضاً. ينسب إلى أوس بن ثعلبة بن زُفر بن وديعة بن مالك
بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وكان سيد قومه، وكان قد ولي خراسان في
الأيام الأموية وإياه عنى ابن أبي عُيينَة بقوله:
بغرس كأبكار الجـوَاري وتُـربةٍ |
|
كأن ثراها ماءُ ورد على مسـك |
فيا حسن ذاك القصر قصراً ونزهةً |
|
ويا فيح سهل غير وعر ولا ضَنْك |
كأن قصور القوم ينظرن حـولـه |
|
إلى ملكٍ موف على قبة المـلـك |
يدلّ عليها مستطيلاً بـحـسـنـه |
|
ويضحك منها وهي مطرقة تبكي |
قصرُ باجةَ: مدينة بالأندلس من نواحي باجة قريبة من البحر زعموا أن العنبر يوجد في سواحلها.
قصرُ بني خلف: بالبصرة. ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد اللَه بن خلف
بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جُعثَمَة بن سعد بن مليح بن عمرو بن
ربيعة، وهر خزاعة.
قَصرُ بني عمَرَ: بغوطة دمشق. قرية. منها نُشبَةُ بن حُندُج بن الحسين بن
عبد اللَّه بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن الحسحاس بن معاوية بن سفيان
أبو الحارث المرّي القصري حدت عن وجوده في كتاب جده الحسين وروى عنه تمام
الرازي، وكتب عنه أبو الحسين الرازي، وقال: مات سنة 350 سنة قاله أبو
القاسم الحافظ. قَصرُ بَهرَام جُور: أحد ملوك الفرس. قرب همذان بقرية يقال
لها: جوهستَه، والقصر كله حجر واحد منقورة بيوته، ومجالسه وخزائنه،
وغُرَفُه وشُرَفُه وسائر حيطانه، فإنه كان مبنياَ بحجارة مهندمة قد لوحك
بينها حتى صارت كأنها حجر واحد لا يبين منها مجمع حجرين فإنه لعجب، وإن كان
حجراً واحداً، فكيف نقرت بيوته وخزائنه ومَمرَاته ودهاليزه وشرفاته فهذا
أعجب لأنه عظيم جداً كثير المجالس والخزائن والغرف، وفي مواضع منه كتابة
بالفارسية تتضمن شيئاً من أخبار ملوكهم وسيرهم، وفي كل ركن من أركانه صورة
جارية عليها كتابة، وعلى نصف فرسخ من هذا القصر ناووس الظبية، وقد ذكر في
موضعه.
قصرُ جابر: وأكثر ما يسمى مدينة جابر بين الري وقزويز من ناحية دَستَبي.
ينسب إلى جابر أحد بني زِمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي
بن بكر بن وائل.
قصر الجَصّ: قصر عظيم. قرب سامَراء فوق الهاروني بناه المعتصم للنزهة، وقد
تقدم ذكره، وعنده قُتل بُختيار بن معزّ الدولة بن بويه قتله عضد الدولة ابن
عمه.
قصر حجاج: محلة كبيرة في ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق منسوب إلى حجاج بن
عبد الملك بن مروان قاله الحافظ أبو القاسم.
قصر حيفا: بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحتها والفاء. موضع بين
حيفا وقيسارية. ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني
القصري سكن حلب وكان فقيهاً فاضلاً حسن الكلام في المسائل، تثقف بالعراق في
النظامية مدة على أبي الحسن الكيا الهراسي ، وأبي بكر الشاشي، وعلق المذهب
والخلاف والأصول على أسعد الميهني، وأبي الفتح بن برهان، وسمع الحديث من
أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وأبي طالب الزينبي وارتحل إلى دمشق
وعمل بها حلقة المناظرة بالجامع ثم انتقل إلى حلب فبنى له ابن العجمي بها
مدرسة درس بها إلى أن مات في سنة 543 أو 544 وقال الحافظ أبو القاسم: مات
بحلب سنة 542.
قصر رافع: بن الليث بن نصر بن سَيار. بسمرقند. ينسب إليه محمد بن يحيى بن
الفتح بن معاوية بن صالح البزار السمرقندي كنيته أبو بكر يعرف بالقصري يروي
عن عبد الله بن حَماد الآملي وغيره، قال أبو سعد الإدريسي إنما سمي بالقصري
لسكناه قصر رافع بن الليث. قصر الرمان: من نواحي واسط ذكرناه في رمان، وقد
نسب إليه الرماني.
قصر روناش: بالراء المضمومة ثم الواو الساكنة والنون وآخره شين معجمة. من
كور الأهواز وهو الموضع المعروف بدِزبهل ومعناه قلعة القنطرة، ينسب إليه
جماعة وافرة منهم أبوإبراهيم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله القصري أحد
العباد المجتهدين قرىء عليه في سنة 557. قصر ريان: في شرقي دجلة الموصل من
أعمال نينوى قرب باعشيقا بها قبرالشيخ الصالح أبي أحمد عبد الله بن الحسن
بن المثنى المعروف بابن الحداد وكان أسلافه خطباء المسجد بالموصل، وله
كرامات ظاهرة.
قصرُ الريح: بكسر الراء والياء المثناة من تحت والحاء المهملة. قرية بنواحي
نيسابور كان أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي خطيبها.
قصر زَربي: بالبصرة في سكة المِربَد في الدباغين كان لمسلم بن عمرو بن
الحصين بن أبي قتيبة بن مسلم وكان يليه غلام يقال له: زَربي فلما كثرَ ولدُ
مسلم بن عمرو تقاسموه. قال مسكين الدارمي:
أقمت بقصر زربي زماناً |
|
ومِربَدِه فدار بني بشـير |
لعَمرك ما الكناسة لي بأم |
|
ولا بأب فأكرمُ من كبير |
قصرُ الزيت: بلفظ الزيت الذي يؤكل ويُسرج من الأدهان. بالبصرة قريب من كلائها. ينسب إليها القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن أبي بُردة القصري المعتزلي قاضي فارس له كتاب في الانتصار لسيبوَيه على أبي العباس المبرد في كتاب الغلطة، وله كتاب في إعجاز القرآن سألها أبي عبد اللَه البصري.
قصر السلاَم: من أبنية الرشيد بن المهدي بالرَقة. قصر الشمعِ: بلفظ الشمع
الذي يُستصبحُ به، وهو قصر كان في موضع الفسطاط من مصر قبل تمصير المسلمين
لها، وكان من حديثه أن الفرس لما اشتد مُلكها وقويت على الروم حتى تملكت
الشام ومصر بدَأت الفرس ببناء هذا القصر، وجعلت فيه هيكلاً لبيَت النار فلم
يتم بناؤه على أيديهم فلما ظهرت الروم تممت بناءه وحصنته وجعلته حصناَ
مانعاً ولم تزل فيه إلى أن نازله المسلمون مع عمرو بن العاص كما ذكرناه في
الفسطاط ففتحه وَهيكل النار هو القبة المعروفة فيه بقبة الدخَان اليوم
وتحته مسجد مغلق أحدثه المسلمون وهذا القصر يعرف ببابليون، وقد ذكر في
موضعه ولا أدري لم سُمي بالشمع.
قصرُ شَعوبَ: قصر عادٍ مرتفع ذكر في الشين في شعوب. قال عمر بن أبي ربيعة:
لعمرُك ما جاوَرتُ غُمدان طائعاً |
|
وقصرَ شَعوب أن كون بها صبَّا |
ولكن حُمى أضرَعتنـي ثـلاثةً |
|
مُخَرمةً ثم استمرت بنا غِـبـا |
قصرُ شِيرِينَ: بكسر الشين المعجمة، والياء المثناة من تحت الساكنة، وراء مهملة وياء أخرى ونون، وشيرين بالفارسية الحُلُو وهو اسم حظيةِ كسرَى أبرويز وكانت من أجمل خلق الله والفرس يقولون: كان لكسرى أبرويز ثلاثة أشياء لم يكن لملك قبله ولا بعده مثلها فرسه شبديز، وجاريته شيرين، ومغنيه وعواده بلهبذ. وقصر شيرين. موضع قريب من قرميسين بين همذان وحُلوان في طريق بغداد إلى همذان، وفيه أبنية عظيمة شاهقة يكل الطرف عن تحديدها، ويضيق الفكر عن الإحاطة بها، وهي إيوانات كثيرة متصلة، وخلوات وخزائن وقصور وعقود ومنتزهات ومستشرفات وأروقة وميادين ومصايد، وحُجرات تدلُ على طَولٍ وقوَة. قال محمد بن أحمد الهمذاني كان السبب في بناء قصر شيرين، وهو أحد عجائب الدنيا أن أبرويز الملك، وكان مقامه بقَرميسين أمر أن يُبنى له باغ يكون فرسخين في فرسخين وأن يحصل فيه من كل صيد حتى يتناسل جميعه ووكل بذلك ألف رجل وأجرى على كل رجل في كل يوم خمسة أرغفة من الخبز، ورطلين لحماً ودَورق خمر، فأقاموا في عمله، وتحصيل صيوده سبع سنين حتى فرغوا من جميع ذلك فلما تم واستحكم صاروا إلى البلهبذ المغني، وسألوه أن يخبر الملك بفراغهم ما امروا به، فقال: أفعل فعمل صوتاً وغناه به، وسماه باغ نخجيران أي بستان الصيد فطرب الملك عليه، وأمر للصناع بمال، فلما سكر قال لشيرين: سَليني حاجةً، فقالت: حاجتي أن تُصَير في هذا البستان نهرين من حجارة تجري فيهما الخمور، وتبني لي بينهما قصراً لم يُبن في مملكتك مثله فأجابها إلى ذلك، وكان السكر قد غلب عليه، فأُنسي ما سألته ولم تجسر أن تذكره به فقالت لبلهبذ ذكره حاجتي ولك عليّ أن أهبَ لك ضيعتي بأصبهان فأجابها إلى ذلك، وعمل صوتاً ذكره فيه ما وعد به شيرين، وغناه إياه، فقال: أذكرتني ما كنت قد أنسيته، وأمر بعمل النهرين، وبناءِ القصر بينهما، فبني على أحسن ما يكون، وأحكمه ووفت لبلهبذ بضمانها فنقل عياله إلى هناك فلذلك صار من ينتمي إليه بأصبهان. وقال بعض شعراء العجم يذكر ذلك:
يا طالبي غرر الأمـاكـن |
|
حَيوا الديار ببرزَمـاهِـنْ |
وسَلوا السحابَ تجـودهـا |
|
وتسح في تلك الأمـاكـنْ |
وتزورُ شبديز الـمـلـوك |
|
وتنثني نحو المـسـاكـن |
واهاً لـشـيرين الـتـي |
|
قَرعت فؤادي بالمحاسـن |
تمضي على غُـلَـوائهـا |
|
لا تستكـين ولا تـداهـن |
واهاً لمِعصِمها المـلـيح |
|
وللسوالف والمَـغـابـن |
في كفها الورق الممـس |
|
كُ والمطيب والمـداهـن |
وزجاجة تدَعُ الـحـكـي |
|
م إذا انتشى في زي ماجن |
أنعظـتُ حـين رأيتـهـا |
|
واهتاج مني كلّ ساكـن |
فسقى رِباع الكـسـروي |
|
ة بالجبال وبـالـمـدائن |
دانٍ يسـف ربـابـــه |
|
وتناله أيدي الحـواصـن |
إنما قاله لأن صورتها مصورة في قصرها كما ذكرناه في شبديز وللشعراءِ فيها وفي صورتها التي هناك أشعار قد ذكرتُ بعضها في شبديز.
قصرُ الطوب: بضم الطاء، وأخره باء موحدة، وهو الآجر بلغة أهل مصر.
بإفريقية، وقد ذكرته في طوب.
قصرُ الطين: بكسر الطاء، وآخره نون. من قصور الحيرة، وقصر الطين قصر بناه
يحيى بن خالد بباب الشمَاسية. قصر العَباس: بن عمرو الغَنَوي كان أميراً
مشهوراً في أيام المقتدر باللَه يتولى أعمال ديار مضر في وزارة ابن الفرات
وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 278 إلى البحرين لقتال أبي
سعيد الجنابي، فالتقيا فظفر الجنابي، وقتل جميع من كان مع العباس، وأسر
العباس، ثم أطلقه، ثم ولي عدة ولايات، ومات في سنة305 وهو يتقلد أمور الحرب
بديار مضر، فرتب مكانه وصيف البكتمري، فلم يقدر على ضبط العمل، فعزل وولي
مكانه جنّي الصفواني، وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن
الحسين بن عبد الرحيم الوزير حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير
البطيحة قال: كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد ما بين
سنجار ونصيبين، ثم نزلنا، فاستدعاني بعد النزول، وقد نزل بقصر هناك مطل على
بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي، فدخلت عليه، وهو قائم
في القصر يتأمل كتابة على الحائط فلما وقع بصره علي قال: اقرأ ما ههنا
فتأملت فإذا على الحائط مكتوب:
يا قصرعـبـاس بـن عـم |
|
رو كيف فارقك ابن عمرك |
قد كنتَ تغتـال الـدهـور |
|
فكيف غالك ريبُ دهـرك |
واهاً لعزك بـل لـجـودك |
|
بل لمجدك بل لـفـخـرك |
وتحته مكتوب، وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 331، وهو سيف الدولة، وتحته ثلاثة أبيات:
يا قصر ضعضعك الزما |
|
ن وحط من علياء فخرك |
ومحا محاسـن أسـطـر |
|
شرُفت بهنْ متون جدرك |
واهاً لكاتبهـا الـكـري |
|
م وقدرها الموفي بقدرك |
وتحته وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362. قلت أنا: وهو أبوتغلب ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة، وتحته مكتوب:
يا قصر ما فعـل الألـى |
|
ضربت قبابهم بقعـرك |
أخنى الزمانُ عـلـيهـم |
|
وطواهم تطويل نشـرك |
واهاً لقاصر عُمـر مَـن |
|
يحتال فيك وطول عمرك |
وتحته مكتوب، وكتب المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة 388 . قلت: هذا والد قرواش بن المقلد أحد أمراءِ بني عَقيل العظماءِ، وتحت ذلك مكتوب:
يا قصر أين ثوى الـكـرا |
|
مُ الساكنون قديم عصـرك |
عاصرتهـم فـبـدَدتـهـم |
|
وشأوتهم طُرا بصـبـرك |
ولقد أطـال تـفـجـعـي |
|
يا ابن المسيب رقم سطرك |
وعلـمـت أنـي لاحـق |
|
بك مُدئب في قفي إثـرك |
وتحته مكتوب، وكتب قرواش بن المقلد سنة 401. قال أبو الهيجاء: فعجبت من ذلك، وقلت له: متى كتب الأمير هذا قال: الساعةَ، وقد هممت بهدم هذا القصر، فإنه مشؤوم إذ دفن الجماعة فدَعوت له بالسلامة وانصرفت ثم ارتحلنا بعد ثلاث، ولم يهدم القصر، وبين ما كتب سيف الدولة، ومعتمدها سبعون سنة كاملة، فعل الزمان بأعيانه ما ترى قال: وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع:
إن الذي قسم المعيشة في الورى |
|
قد خصني بالسير في الآفـاق |
متردداً لا أستريح من الـعَـنـا |
|
في كل يوم أبتلـى بـفِـراق |
قصرُ عبدِ الجبار: بنيسابور، وهو عبد الجبار بن عبد الرحمن، وكان ولي خراسان للمنصور سنة 140، ثم خلع طاعةَ المنصور، فأنفذ إليه من قتله، وكان في أول أمره كاتباً، وإلى هذا القصر ينسب محمد بن شُعَيب بن صالح النيسابوري أبو عبد الله القصري سمع قُتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهَوَيه روى عنه علي بن عيسى، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي.
قصر عبدِ الكَريم: مدينة على ساحل بحر المغرب قرب سَبتةَ مقابل الجزيرة
الخضراء من الأندلس. قد نسب إليه بعضهم.
قصر العَدَسيين: جمع العدَسي الذي يطبخ العدسَ، وهو قصر كان بالكوفة في طرف
الحيرة لبني عمار بن عبد المسيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن عشير بن
الرماح بن عامر المذمم بن عوف بن عامر الأكبر بن عوف بن بكربن عُذرة بن زيد
اللات بن رُفَيدة بن ثور بن كلب بن وَبرة، وإنما نسبوا إلى أمهم عَدَسة بنت
مالك بن عامر بن عوف الكلبي كذا قال ابن الكلبي في جمهرته، وهو أول شيء
فتحه المسلمون لما غزوا العراق. قصرُ عُروة: هو بالعقيق منسوب إلى عروة بن
الزبير بن العوام بن خُويلد روى عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: يكون في أمتي خسف وقذفَ وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم قال
عروة: فبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحيتُ عن المدينة، وخشيت أن يقعَ وأنا بها،
فنزلتُ العقيق، وبَنَى به قصره المشهور عند بئره، وقال فيه لما فرغ منه:
بنينـاه فـأحـسـنـا بـنـاه |
|
بحمد الله في وسط العقـيق |
تراهم ينظرون إلـيه شـزراً |
|
يلوح لهم على وضَح الطريق |
فساء الكاشحين وكان غيظـاً |
|
لأعدائي وسُرَ به صـديقـي |
وأقام عبد الله بن عروة بالعقيق في قصر أبيه فقيل له: لم تركتَ المدينة، فقال: لأني كنت بين رَجلَين حاسدٍ على نعمة وشامتٍ بنكبَة، وقال عامر بن صالح في قصر عُروة:
حبذَا القصر ذو الطهارة والبئ |
|
ر ببطن العقيق ذات الشِبـاتِ |
ماءُ مُزْنٍ لم يَبغ عروة فـيهـا |
|
غير تقوى الإله في المقطعات |
بمكانِ من الـعـقـيق أنـيس |
|
بارد الظل طيب الـغَـدَوات |
وقصر عروة أيضاً قرية من نواحي بغداد من ناحية بين النهرين سمع بها أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي السقَطي شيئاً من حديث أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن النَجار التميمي الكوفي على أبي الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد بن القزاز المَطيري الخطيب في سنة 463.
قصرُ عِسلٍ : بكسر العين، والسكون، واَخره لام يقال: رجل عسلُ مالٍ كما
يقال: إزاءُ مال معناه أنه يَسُوسُه، وهو قصر بالبصرة، وقد ذكر في عسل.
قصرُ عِيسَى: هو منسوب إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو أول قصر
بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد، وكان على شاطيء نهر الرُفَيل عند
مصبه في دجلة، وهو اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي، ولس للقصر أثرٌ
الآن إنما هناك محلة كبيرة ذات سوق تسمى قصر عيسى، وقد روي أن المنصور زار
عيسى بن علي ومعه أربعة آلاف رجل فتغدى عنده وجميع خاصته، ودُفع إلى كل رجل
من الجند زنبيلٌ فيه خبز وربع جَدي ودجاجة وفرخان وبيض ولحم بارد وحلاوى،
فانصرفوا كلهم مُسمَّطين ذلك، فلما أراد المنصور أن ينصرف قال لعيسى: يا
أبا العباس لي حاجة قال: ماهي يا أمير المؤمنين فأمرُك طاعة قال: تهَبُ لي
هذا القصر قال: ما بي ضن عنك به، ولكني أكره أن يقول الناس إن أمير
المؤمنين زار عمه فأخرجه من قصره وشرَده وشرد عياله وبَعدُ فان فيه من حرم
أمير المؤمنين ومواليه أربعة آلاف نفس فإن لم يكن بُدُ من أخذه فليأمر لي
أمير المؤمنين بفضاءٍ يَسَعُني ويسعُهم أضرب فيه مضارب وخيماً أنقلهم إليها
إلى أن أبني لهم ما يُواريهم، فقال له المنصور: عمَر الله بك منزلك يا عم
وبارك لك فيه ثم نهض وانصرف، وإلى عيسى هذا ينسب نهر عيسى الذي ببغداد،
وقصرعيسى أيضاً بالبصرة بالخريبة. قال الأصمعي: قال لي الفضل بن الربيع: يا
أصمعي من أشعر أهل زمانك قلت: أبو نَواس. حيث يقول:
أما ترى الشمس حلت الحمَلاَ |
|
وطاب وزنُ الزمان واعتدَلاَ |
فقال والله إنه لشاعر فطن ذَهِنٌ ولكن أشعر منه الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بالخريبة:
يا وادي القصر نعم القصر والوادي |
|
من منزل حاضرٍ إن شئت أو بادي |
ترى قراقيره والـعـيس واقـفةً |
|
والضب والنون والملاح والحادي |
يعني ابن أبي عُيينة المهلَبي.
قصرُ الفرس: بكسر الفاء وسكون الراء وسين مهملة والفرس ضربٌ من النبات وقد
ذكر في الفرس، وهو أحد قصور الحيرة الأربعة.
قصرُ الفُلوس: مدينة بالمغرب قرب وهرَان.
قصر قَرَنبا: بفتح القاف والراء، وسكون النون وباءٍ موحدة. موضع بخراسان،
وقيل بمرو كانت به وقعة لعبد الله بن حازم ببني تميم فهو يوم قَرَنبا.
قصرُ قُضَاعَةَ: بضم القاف، والضاد معجمة. قرية من نواحي بغداد قريبة من
شهرابان من نواحي الخالص. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محاسن بن حسان
القصرَ قضاعي المقرئ الشاعر قدم بغداد وقرأ القرآن واحتدى بالشعر وكان
حريصاً جشِعاً جماعاً مناعاً حصلَ بذاك الحِرص مبلغاَ من المال ومات في
شهور سنة575، وقال عبدالسلام بن يوسف بن محمد الدمشقي الواعظ وأنشدني
لنفسه:
غرامي في محبتكم غـريمـي |
|
كما لِفراقكم نَدمـي نـديمـي |
صَباً هبتْ فأصبتـنـي إلـيكـم |
|
صبابات نسمنَ من الـنـسـيم |
ألا هل مبلغ سَلمى بسـلـمـى |
|
وذي سَلَم سلاماً مـن سَـلـيمِ |
وهل من كاشفً غـمـاً بـغـم |
|
عراني بعد سُكـان الـغـمـيم |
رسومٌ أقفرت مـن آل لـيلَـى |
|
وعفتها الرواسـمُ بـالـرسـيم |
حماماتُ الحمى هَيجن شـوقـي |
|
وقد حمَت مفارقة الـحـمـيم |
حرامٌ أن يَزور النـوم عـينـي |
|
وقد حَرمنـه حـرَم الـحـريم |
عدمتُ الصبرَ حين وجدت وجدي |
|
بكم والعجبُ وِجـدانُ الـعـديم |
وعاصَيت اللوائم فـي هـواكـم |
|
لأن اللومَ من خُـلُـقِ الـلـئيم |
أقدم نحوكـم قـدم اشـتـياقـي |
|
ليقدُم غائبُ العـهـد الـقـديم |
قصرُ قيرَوَان: كانت مدينة عظيمة، في قبلي القيروان بينهما أربعة أميال أول من أسسها إبراهيم بن الأغلب بن سالم في سنة 184، وصارت دار أمراءِ بني الأغلب، وكان بها جامع، وفيه صومعة مستديرة مبنى بالآجر، والعمد سبع طبقات لم يرَ أحكم منها ولا أحسن منظراً، وكان بها حمامات كثيرة، وأسواق وصهاريج للماءِ حتى إن أهل القيروان ربما قصرَ بهم في بعض السنين الماءُ فكانوا يجلبونه منها وكان في وسطها رحبة واسعة، وتجاورها مدينة يقال لها: الرصافة خربتا معاً بعمارة رقادة كما ذكرنا في رقادة.
قصرُ كُتامَةَ: مدينة بالجزيرة الخضراءِ من أرض الأندلس. ينسب إليها صديقنا
الفقيه الأديب الفتح بن موسى القصري مدرس المدرسة برأس عين، وله شعر حسن
جيد، ونظم المفصل للزمخشري.
قصرُ كَثيرٍ : في نواحي الدينَوَر. ينسب إلى كثير بن شهاب الحارثي، وكان
والي همذان والدينَوَر من قبل المغيرة بن شعبة في أيام عمر بن الخطاب رضي
اللَه عنه.
قصرُ كُلَيب: يقال قصر بني كليب. قرية بصعيد مصر على شرقي النيل قرب فاو.
قصرُ كَتكِوَرَ: بفتح الكاف وسكون النون وكسر الكاف الأخرى، وفتح الواو
واَخره راء. بليدة بين همذان وقَرميسين، وقال ابن المقدسي قصر اللصوص مدينة
على سبع فراسخ من أسدَاباذ يقال لها بالفارسية كنكوَر من حدث بها من أهل
العلم يقال له: القصري، وقال ابن عبد الرحيم: أبوغانم معروف بن محمد بن
معروف القصري الملقب بالوزير من أهل كنكور ناحية بين همنان والدينور كان
كاتباً سديداً مليح الشعر كثير المحفوظ تقلد ديوان الإنشاءِ بجرجان وخلافة
الوزارة في أيام منوجهر بن قابوس بن وشمكير وكان يتردد في الرسائل بينه
وبين محمود بن سُبكْتكين لصباحة وجهه فإن محموداً كان لا يقضي حاجة رسول
ورَد عليه إذا لم يكن صبيحاً، وله أشعار حسان. منها:
تذَكر أخي إن فرق الـدهـر بـينـنـا |
|
أخاً هو في ذكراك أصبحَ أو أمـسـى |
ولا تنسَ بعد البُـعـد حـق اخـوَتـي |
|
فمثلك لايَنسـى ومـثـلـي لايُنـسـى |
ولن يعرت الإنسـان قـدر خـلـيلـه |
|
إذا هو لم يفقد بـفـقـدانـه الانـسـا |
يقول بفضل النور مَن خـاض ظـلـمة |
|
ويعرف فضلَ الشمس من فارَق الشمسا |
وقال السلفي: أنشدني أبو العميثل عبد الكريم بن أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زَرَند في مدرسته بها قال: أنشدني أبو غانم معروف بن محمد بن معروف القصري لنفسه:
مِحنُ الزمان وإن تولت تنقضي |
|
بدوام عمرِ والحوادثُ تقـلـعُ |
فالمحنةُ الكبرى التي قد كدرت |
|
أمنية بـمـنـية لا تـدفَـع |
وذكر السلفي عمن حدثه قال: كان لأبي غانم القصري أربعمائة غلام يركبون بركوبه، وكان يدخل الحمام ليلاَ، فيكون بين يديه شمع معمولْ من العود والعنبر. وأنواع الطيب إلى أن يخرج، ولم يُحك عن أحدٍ من الوزراء ما حُكي عنه من التنعم. قال ومن شعره:
نحن نخشى الإله في كل كرب |
|
ثم ننساه عند كشف الكـروب |
كيف نرجو استجابةً لـدعـاء |
|
قد سددَنا طريقه بالـذنـوب |
قصْرُ الكُوفَةِ: ينسب إليه عبدالخالق بن محمدبن المبارك الهاشمي أبو جعفر بن أبي هاشم بن أبي القاسم القصري الكوفي ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجي في تعليقه، فقال: القصري من قصر الكوفة مولده في سنة 513سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه، قال تميم: ومات ببغداد سنة 589، في ثاني رجب، ودفن بباب الأزج عند ابن الخلاَل.
قصرُ اللصُوص: قال صاحب الفتوح : لما فتحت نهاوَنْدُ سار جيشَ من جيوش
المسلمين إلى همذان فنزلوا كنكور فسُرِقَتْ دواب من دواب المسلمين فسمي
يومئذ قصر اللصوص وبقي اسمه إلى الاَن وهو في الأصل موضع قصر كنكور، وهو
قصر شيرين، وقد ذكرا، وقال مِسعَر بن المهلهل: قصرُ اللصوص بناؤه عجيب جداً
وذلك أنه على د كه من حجرارتفاعها عن وجه الأرض نحو عشرين ذراعاً فيه
إيوانات، وجواسيق، وخزائنُ يتحيرُ في بنائه وحسن نقوشه الأبصار، وكان هذا
القصر معقل إبروبز، ومسكنه ومتنزهه لكثرة صيده وعذوبة مائه وحسن مروجه
وصحاريه، وحول هذا القصر مدينة كبيرة لها جامع كذا قال. ونسب إليه أبو سعد
عبد العزيز بن بدر القصري الولاشجردي كان قاضي هذا البلد سمع الحديث ذكره
أبو سعد في شيوخه مات في حدود سنة 540.
قَصرُ مصمُودةَ: بالمغرب.
قصرُ مُقَاتِلٍ : قصر. كان بين عين التمر والشام، وقال السكوني: هو قرب
القُطقُطانه وسُلاَم ثم القُريات، وهو منسوب إلى مقاتل بن حسَان بن ثعلبة
بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مجروف بن عامربن عُصية بن امرىء القيس بن زيد
مناة بن تميم. قال ابن الكلبي: لا أعرف في العرب الجاهلية من اسمه إبراهيم
بن أيوب غيرهما، وإنما سُميا بذلك للنصرانية، وخربه عيسى بن علي بن عبد
الله ثم جددَ عمارته، فهو له، وقال ابن طَخماء الأسدي.
كأنْ لم يكن بالقصر قصر مقاتل |
|
وزُورَةَ ظل ناعـم وصـديقُ |
في أبيات ذكرت في زورة، وقال عبيد الله بن الحر الجعفي:
وبالقصر ما جزبتموني فلم أخـم |
|
ولم أَكُ وقافاً ولا طائشاَ فـشـل |
وبارزتُ أقواماً بقصر مـقـاتـل |
|
وضاربتُ أبطالاً ونازلتُ من نزل |
فلا بصرَة أمي ولأ كوفـه أبـي |
|
ولا أنا يثنيني عن الرحلة الكسَـلْ |
فلا تحسبني ابنَ الزبيركنـاعـس |
|
إذا حل أغْفَى أو يقال له: ارتحل |
فإن لم أزرك الخيلَ تردي عوابسا |
|
بفرسانها حولي فما أنا بالبـطـل |
قَصْرُ الملحِ: مدينة كانت بكرمان في الإقليم الثالت طولها إحدى وثمانون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة ونصف قصرُ ميدَانَ خَالِصٍ : بدار الخلافة ببغداد.
قَصرُ النعمَانِ: ينسب إليه محدث، وهو عند كمال الدين بن جَرَادةَ دام عزه.
قصرُ نَفيس: بفتح النون وكسر الفاءِ ثم ياءِ وسين مهملة. على ميلين من
المدينة. ينسب إلى نفيس بن محمدمن موالي الأنصار. قال أحمد بن جابر: قصر
نفيس منسوب فيما يقال إلى نفيسى التاجر بن محمد بن زيد بن عُبيد بن مُعَلى
بن لَوذان بن حارثة بن زيد من حلفاءِ بني زريق بن عبدحارثة من الخزرج، وهذا
القصر بحرَة واقم بالمدينة، واستشهد عبيد بن المعلى يوم أحد، ويقال: إن جدَ
نفيس الذي بَنَي قصره بحَرة واقم هو عُبيد بن مُرّة وإن عبيداً وأباه من
سبي عين التمر، ومات عبيد أيام الحرة، وكان يكنى أبا عبد اللهَ.
قَصرُ نَوَاضح: في بادية البصرة على يوم من دجلة.
قصرُ الوَضاح: قصر بُني للمهدي قرب رصافة بغداد، وقد توَلى النفقة رجل من
أهل الأنبار يقال له: وَضاح، فنسب إليه، وقيل الوضاح من موالي المنصور،
وقال الخطيب: لما أمر المنصور ببناء الكرخ قلد ذلك رجلاً يقال له: الوَضاح
بن شبا فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح، والمسجد فيه فهذا يحل على أن
قصر الوضاح بالكرخ والله أعلم، وذكره علي بن الجهم فقال:
سقى الله باب الكرخ من متنـزهٍ |
|
إلى قصر وَضَاح فبركة زُلزُل |
منازل لا يستتبع الغَيْثَ أهلـهـا |
|
ولا أوجُهُ اللذات عنها بمعْـزل |
منازل لو أن امرأ القيس حلهـا |
|
لأقصَرَ عن ذكر الدخول فحومَل |
إذاً لرآني أمنـح الـود شـادنـاً |
|
مُقلص أذيال القبا غير مرسـل |
إذا الليل أدنى مضجعي منه لم يقُل |
|
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل |
قصرُ ابن هُبيرَةَ: ينسب إلى يزيد بن عمربن هبيرة بن مُعية بن سُكين بن خديج بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فَزَارة بن ذبيان بن بغيض بن رَيث بن غطفان كان لما ولي العراق من قبل مروان بن محمد بن مروان بَنَى على فرَات الكوفة مدينة، فنزلها، ولم يستتمها حتى كتب إليه مروان بن محمد يأمره بالاجتناب عن مجاورة أهل الكوفة، فتركها وبَنَى قصره المعروف به بالقرب من جسر سُوَرا فلما ملك السفاح نزله واستتمَ تسقيف مقاصير فيه وزاد في بنائه وسماه الهاشمية، وكان الناس لا يقولون: إلا قصر ابن هبيرة على العادة الأولى فقال: ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنه فرفضه وبنى حياله مدينة، ونزلها أيضاً واستتمَ بناء كان قد بقي فيها، وزاد فيها أشياء، وجعلها على ما أراد ثم تحوَلَ منها إلى بغداد فبنى مدينة وسماها مدينة السلام. قال هلال بن المحسن في كتاب بغداد، وذكر خرابها وأما قصر ابن هبيرة، فإني أذكر فيه عدة حمامات، وكثيراَ من الناس. منهم قضاة، وشهود، وعمال، وكُتاب، وأعوان، وتُنَاء: و تجار، و كنت أحدث بذلك شرف الدولة بن علي في سنة415 على ضَمان النصف من سوق الغزل بها وضَمنته بسبعمائة دينار في كل سنة وضمن الناظر في الحساميات من جهة الغرب النصف الآخر بألف دينار لأن يده كانت بسطى، وما بقي في هذا الموضع اليوم أكثر من خمسين نفساً من رجال ونساءٍ في بيوت شَعثَة على حال رثة. قال ابن طاهر: حدث من هذا القصرعلي بن محمد بن علي بن الحسن المكنى أبا الحسن وهو أخو أحمد بن محمد روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره، روى عنه ابن أخيه أبوعبد الله أحمد بن أحمد بن محمد. وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير حدث عن الحسن الحلواني، وأحمد الدورَقي روى عنه أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما. وعبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله أبو عبيدالله التميمي المعروف بابن السيني القصري روى عن محمد بن عمر بن زنبور، وأبي محمد الأكفاني روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه توفي سنة 459، وأبو بكر محمد بن جعفر بن رُميس القصري، ومحمد بن طوس القصري الذي ينسب إليه تعليق الكتاب عن أبي علي الفارسي قاله أبو منصور: المقدر الأصبهاني في كتاب له صنفه في ثلب أبي الحسن الأشعري.
قَصرُيانِه: بالياءِ المثناة من تحت وألف ساكنة ثم نون مكسورة وبعدها هاء
ساكنة. هي رومية اسم رجل، وهو اسم لمدينة كبيرة بجزيرة صقلية على سِن جبل
يشتمل سورُها على زروع، وبساتين، وعيون، ومياه.
قُصَمُ: موضع بالبادية قرب الشام من نواحي العراق مر به خالد بن الوليد رضي
الله عنه لما سار من العراق إلى الشام فصالحه به بنو مَشْجعة بن التيم بن
النمِر بن وَبَرَة من قضاعة ثم أتى منه إلى تدمُر.
قصوَانُ: يروى بالضم، والفتح وهو فعلان من قولهم قَصَى يقصو قُصواً فهو
قاصِ وهو ما تنحَى وبَعُدَ من كل شيء، وهو موضع في ديار تيم الله بن ثعلبة
بن بكر. قال مرران بن سمعان:
ولو أبصَرَت جاري عُمَيرَةُ لم تَلم |
|
بقصوان إذ يعلو مفارقها الـدَمُ |
وقال أبو عبيدة في قول جرير:
نبيتُ بحسان بن واقصة الحصى |
|
بقصوانَ في مستكلئين بطـانِ |
قال: قصوان أرض لبني سعد بن زيد مناة بن تميم.
قُصُورُ حسان: جمع قصر، وحسَان يجوز أن يكون فعلان من الحُسن فهو منصرف،
وأن يكون من الحسن وهو القتل فهو لا ينصرف. كان عبد الله بن مروان سير حسان
بن النعمان الغساني إلى إفريقية لمحاربة البربر فواقعهم فهزموه فرجع عنهم،
وأقام بإفريقية خمس سنين وَبنى في مقامه هناك قصوراً نسبت إليه إلى هذه
الغاية.
قُصورُ خيرينَ: من نواحي الموصل ذكر في خيرين. قصةُ: بالفتح، وتشديد الصاد
الجصُ الذي تبتض به المنازل، ومنه الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن تقصيص القبور وقد أول قول عائشة للنِساء لا تغتسلنَ من الحيض حتى ترين
القَصة البيضاء أي القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها القصة لا
تخالطها صُفْرة. قال السكوني ذو القصة موضع بين زُبالة والشُقُوق دون
الشقوق بميلين فيه قُلبٌ للأعراب يدخلها ماءُ السماء عذباً زُلاَلاً وإلى
هذا الموضع كانت غزاة أبي عبيدة بن الجزاح أرسله إليها رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وذو القصة ماءٌ لبني طريف في أجإٍ، وبنو طريف موصوفون بالملاحة.
قال الشاعر:
يُشَبُّ بعودي مجمرٍ تصطليهمـا |
|
عِذَابُ الثنايا من طريف بن مالك |
وقيل ذو القصة جبل في سَلمىَ من جبلَي طيئٍ عند سقف وغَضوَر، وقال نصر: ذو القصة موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلاً، وهو طريق الرَبذَة، وإلى هذا الموضع بعث رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة بن سعد، وفي كتاب سَيف خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي القصة، وهو على بريدِ من المدينة تلقاءَ نجد فقطع الجنود فيها، وعقد فيها الألوية، والقصة مدينة بالهند عنه أيضاً.
القُصَيَبةُ: تصغير القصبة، وهو اسم لمدينة الكورة، ويقال: كورة كذا قصبتها
فلانة يعني أنها أشهر مدينة بها، والقصبة واحدة القصب مشهورة، والقصيبة من
أرض اليمامة لتيم وعديّ وعُكل وثور بني عبد مناة بن أُدّ بن طابخة،
والقصيبة بين المدينة وخيبر، وهو واد يزهُو أسفل وادي الدّوم، وما قارب
ذلك، وقصيبة العجاج أظنها من نواحي اليمامة أقطعه إياها عبدالملك، ويوم
القصيبة لعمرو بن هند على بني تميم، وهو يوم أُوَارَةَ. قال الأعشَى:
وتكون في السلف الموَا |
|
زي مِنْقَراً وبني زُرَارَهْ |
أبنـاءَ قـوم قـتّـلـوا |
|
يومَ القصيبة من أوَارَه |
وقال ابن أبي حفصة القصيبة من أرض اليمامة لبني امرىء القيس، والقصيبة في قول الراعي قال يهجو الأخطَلَ:
فلن تشربي إلاّ بريق ولن تَرَي |
|
سواماً وحِساً بالقصيبة والبشر |
قال ثعلبٌ القصيبة أرض ثم الكَوَاثل ثم حوله جبل، ثم الرقة، وهذه هي التي قرب خيبر، وقالت وجيهة بنت أوس الضبية:
وعاذلةٍ هبهت بلـيل تـلـومُـنـي |
|
على الشوق لم تمحُ الصبابةَ من قلبي |
فما لي أن أحببتُ أرضَ عشـيرتـي |
|
وأحببت طرفاء القصيبة مـن ذنـب |
فلو أن ريحاً بلَغَت وحـيَ مُـرسـلٍ |
|
خَفِياَ لناجيت الجنوبَ على النـقـب |
وقلتُ لهـا أدي إلـيهـا تـحـيتـي |
|
ولا تخلِطِيها طالَ سعدُكِ بالـتُـرب |
فإني إذا هبت شمـالاً سـألـتُـهـا |
|
هل ازدادَ صداحُ النميرة من قـرب |
القُصَيرُ: بلفظ تصغير قصر في عدة مواضع منها. قُصير مُعين الدين بالغور من أعمال الأردن يكثر فيه قصب السكر، والقصير ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق، والقصير موضع قرب عيذَابَ بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام، وبينه وبين عيذاب ثمانية أيام، وفيه مرفأ سفن اليمن، وقال ابن عبد الحكم: المقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة، وما بعد ذلك من اليحموم، وقد اختلف في القصير، فقال ابن لهيعة: ليس بقُصير موسى عليه السلام ولكنه قصير موسى الساحر وقال المفضل بن فَضالة: عن أبيه قال: دخلنا على كعب الأحبار فقال: ممن أنتم قلنا من مصر قال: ما تقولون في القصير قلنا قصير موسى، فقال: ليس بقصير موسى، ولكنه قصير عزيز مصر، وكان إذا جرى النيل يترفع فيه، وعلى ذلك فإنه مقدس من الجبل إلى البحر.
القُصَيعَةُ: تصغير قصعة. اسم لقريتين بمصر إحداهما في الكورة الشرقية
والأخرى في الكورة السمنودية.
قَصيصٌ: بالفتح ثم الكسر على فَعِيل، والقصيص نبت ينبت في أصول الكمأة، وقد
يُجعل غسلاً للرأس كالخطمي. وقصيص ماءٌ بأجأ.
القَصيم: بالفتح، ثم الكسر، وهو من الرمال ما أنبتَ الغضا، وهي القصائم،
والواحدة قصيمة. قال أبو منصور: القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فَلْج،
وأنشد ابن السكيت:
يارِيَّها اليوم على مُبـين |
|
على مُبين جرَدِ القصيم |
ويوم القصيم من أيام العرب. قال زيد الخيل الطائي:
ونحن الجالبون سباء عبـس |
|
إلى الجبلين من أهل القصيم |
فكان رواحها للحي كعـب |
|
وكان غُدُوُّها لبني تـمـيم |
وقال أبوعبيد السكوني: القصيم بلد قريب من النباج يُسرَةً في أقوازه، وأجارعه فيه أودية، وفيه شجر الفاكهة من التين، والخوخ، والعنب، والرمان، وهو بلد وبيءٌ وفيه يقول الشاعر:
إن القصيم بلد مَحَمَّة |
|
أنكدُ أفنى أُمّةً فأمّه |
وقال الأصمعي بعد ذكره الرُمة واد وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم، وهورمل لبني عبس.
قَصِيمَةُ: بالفتح ثم الكسر، وهي الرملة التي تنبت الغضا، والجمع قصيم،
وحكى فيه القُصَيمة بلفظ التصغير، ويضاف فيقال: قصيمة الطُراد. قال الأسود
بن يعفر:
بالجو فالأمواج حول مُرَامر |
|
فبضارج فقُصيمة الطُرَاد |
وقال بشر بن أبي خازم:
وفي الأظعان آنسة لَعوبٌ |
|
تيمَمَ أهلُها بلداً فـسـاروا |
من اللائي غُذِينَ بغير بؤس |
|
منازلها القصيمة فالأُوارُ |
قال الحفصي: القصيمة رمل وغضاً باليمامة والله الموفق والمعين.