حـرف الـقـاف: باب القاف والعين وما يليهما

باب القاف والعين وما يليهما

قِعَاسٌ: بكسر أوله وهو جمع القَعس، وهو ضد الحدب كأنه انقعار الظهر، وقعاس جبل من ذي الرُقيبة. القَعَاقِعُ: جمع القَعقاع يقال: خِمسٌ قعقاعٌ إذا كان بعيداً، والسير فيه متعباً، وكذلك طريق قعقاع إذا بَعُدَ واحتاج السائر فيه إلى جدّ سمي بذلك لأنه يقعقع الركابَ ويُتعبها وبالشرَيف من بلاد قيس مواضع يقال لها: القعاقع عن الأزهري، وقال أبو زياد الكلابي: القعاقع بلاد كثيرة من بلاد العَجلان. وقال البَعيث:

أزارتك لَيلى والرفاقُ بغَـمـرة

 

وقد بهَرَ الليلَ النجومُ الطوالـع

وأنى اهتَدَت ليلى لعُوِجٍ مُنـاخةِ

 

ومن دون ليلى يَذْبلٌ فالقعاقـع

تمَطت إلينا هَول كـل تَـنـوفةٍ

 

تَكل الصَّبا في عرضها والنزائع

طمِعتُ بلَيلَى أن تريعَ وربـمـا

 

تُقطع أعناق الرجال المطامـع

وبايَعتُ لَيلى في الخلاءِ ولم يكن

 

شهودي على لَيلى عُدُول مقانعُ

وأما أنت في شرَّ إذا كنتَ كلمـا

 

تذكرتَ ليلى ماءُ عينيك دافـع

 

قعبَةُ العَلم: أرض واسعة ينزلها العرب في زمن الربيع، وهي كثيرة النصِي، وليس بها ماءٌ عذب، وهي في قبلي بُسيطة، والعلم جبل عال في غربيها منسوبة إليه، وهو في طريق السالك من تبوك وفي قبليها ماء عذب يقال له ثجرٌ.


القَعرَاءُ: تأنيث الأقعر من قولهم أقعرت البئر إذا جعلتَ لها قعراً وما شابهه، والقعراء اسم ماء أو بُقعة.


القَعْرُ: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو وسط الشيء مع نزول فيه. قال الكندي: قال عرَّام: ومِن ذَرَةَ قرية يقال لها: القعر، وقرية يقال لها: الشرع، وهما شرقيتان، وفي كل هذه القرى مزارع ونخيل على عيون، وهما على واد يقال له: رَخيم والله الموفق.
قعرَةُ: من قرى اليمن من ناحية ذمار.


قعسَانُ: بالفتح ثم السكون، وهو من القعس ضدّ الحدب. اسم موضع.


قِعسرَّى: بكسر أوله وسكون ثانيه، وفتح السين وتشديد الراء، والقصر، والقعسري بتخفيف الراء وتشديد الياء الجمل الضخم الشديد، وبهذه الصيغة أظنه للمبالغة والتعظيم، وهو اسم موضع في شعر علقة بن جحوان العنبري:

تدق الحصا والمرو دقًّا كأنهـا

 

بروضة قِعسرى سمامَةُ مَوكب

 

القَعقَاعُ: بالفتح، وقد ذكر اشتقاقه في القعاقع، وهو طريق تأخذ من اليمامة والبحرين كان في الجاهلية.


قَعمعمٌ: هو تضعيف القعم وهو ضخم الأرنبة ونتوها وانخفاض القصبة. موضع.


القعمة: من قرى ذمار باليمن.


قُعَيقِعَانُ: بالضم ثم الفتح بلفظ تصغير، وهو اسم جبل بمكة قيل: إنما سمى بذلك لأن قطوراء وجُرهم لما تحاربوا قعقعت الأسلحة فيه، وعن السُدي أنه قال: سمي الجبل الذي بمكة قعيقعان لأن جُرهم كانت تجعل فيه قسيها وجعابها ودَرَقَها، فكانت تقعقع فيه. قال عرام: ومن قعيقعان إلى مكة اثنا عشر ميلاً على طريق الحوف إلى اليمن، وقعيقعان قرية بها مياه، وزروع ونخيل، وفواكه، وهي اليمانية، والواقف على قعيقعان يشرُف على الركن العراقي إلا أن الأبنية قد حالت بينهما قاله البلخي. وقال عمر بن أبي ربيعة:

 

قامت تَراءى بالصفاح كأنـهـا

 

كانت تريد لنا بـذاك ضـرارَا

سُقِيتْ بوجهك كل أرض جئتها

 

ولمثل وجهك أسقي الأمطـارا

من ذا نواصل إن صرمتِ حبالنا

 

أومن نحدث بعدك الأسـرارا

هيهات منك قعيقعانُ وأهلُـهـا

 

بالحزنتَين فشـط ذاك مَـزارا

 

وبالأهواز جبل يقال له: قعيقعان منه نحتَتْ أساطين مسجد البصرة سمي بذلك لأن عبد الله بن الزبير بن العوام وَلى ابنه حمزة البصرة، فخرج إلى الأهواز، فلما رأى جبلها قال: كأنه قعيقعان فلزمه ذلك. قال أعرابي:

 

لا ترجعن إلى الأهواز ثـانـيةً

 

قعيقعان الذي في جانب السوق

 

باب القاف والفاء وما يليهما

 

قَفا آدَمَ: بالقصر وآدم باسم آدم أبي البشر، وهو اسم جبل. قال مُلَيح الهذلي:

 

لها بين أعيارِ إلى البِرك مَربعٌ

 

ودار ومنها بالقفا متصـيفُ

 

القُفَالُ: موضع في شعر لبيد. حيث قال:

ألم تُلمم على الدمَن الخوالي

 

لسلمى بالمَذانب فالقَفـالِ

فجنبَي صَوْأرٍ فنِعاف قَـو

 

خوالدَ ما تحدَثُ بالـزوال

تحملَ أهلُهـا إلا غـراراً

 

وعزواً بعد أحياءٍ حِـلال

 

القُفَاعَةُ: من نواحي صَعدة ثم أرض خَولان باليمن يسكنها بنو مَعمر بن زُرارة بن خولان به معدن الذهب.


القُفس: بالضم ثم السكون والسين المهملة، وأكثر ما يتلفظ به غير أهله بالصاد، وهو اسم عجمي، وهو بالعربية جمع أقفس، وهو اللئيم مثل أشهل وشُهل. قال الليث: القُفس جيل بكرمان في حيالها كالأكراد يقال لهم: القفس والبلوص. قال الراجز يذكره والمشتق منه:

 

وكم قطعنا من عدُوّ شُرسِ

 

زطٍّ وأكراد وقفس قُفسِ

 

قال الرُهني: القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسُكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمَعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام، ثم انتقلوا إلى عبادة النيران، فلم يعبدوها أيضاً عندهم، وفي قدرتهم، ثم فتحت كرمانُ على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يظهر لأحد منهم ذلك من ذلك الزمان إلى هذا الزمان ما يوجب لهم اسم نحلةٍ وعقد ولا اسم ذمة، وعهد ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار، ولا فهرُ يهود ولا بيعة نصارى، ولا مصلى مسلم إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم، وأخبرني مخبرٌ أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه. قال الزُهني: وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوَتَ أهلها فيها فليس أحد منهم يغار من شيء منها، فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق الذي جُعلا سبباً للأمر والزجر، ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة، ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمةٌ كالضحك، فلم أجد في القفس منها قليلاً ولا كثيراً فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزاً ولو جعلناهم من جنس ما يُصاد ويرمى لا 3من جنس ما يُغزى ويُدعى، ويؤمرُ، وينهى إذا ما كان على ما بان لنا، وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح عل سياسة سائسٍ ولا دعوة داعٍ وهداية هادٍ، ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخَير، والشر والإيمان، والكفر كأن السبع الذي يقتل في الحرم والحل، وفي السرق، والأمن، ولا يُستبقى للاستصلاح، والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة، والنزوع من البطالة، والانتقال من حالة إلى حالة. قال: وولد مالك بن فهم ثمانية فراهيد والخُمّام، والهُناءة، ونوىً، والحارث، ومعن وسَليمة وجذيمة الأبرش بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عُدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. قال: والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبا هو جد القفس وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلي ساحل العجم مما يلي مُكران، والقاطن بعدُ في تلك الجبال. قال الرُهني: وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية، ولا إسلام ديانة يعتمدونها، وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا لعقد ديانة، ولكن لأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره،واستبشارهم عند وصفه. قال البشاري: الجبال المذكورة بكرمان جبال القفص، والبلوص، والقارن، ومعدن الفضة، وجبال القفص شمالي البحر من خلفها جُروم جيرَفت، والروذبار، وشرقيها الأخواس، ومفازة ببن القفص ومكران، وغربيها البلوص، ونواحي هُرمز، ويقال: إنها سبعة أجبلٍ وإن بها نخلاً كثيراً وخصباً، ومزارع وإنها منيعة جداً والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة يزعمون أنهم عرب، وهم مفسدون في الأرض، وبين أقاليم الأعاجم مفازة وجبال ليس بها نهر يجري، ولا رستاق، ولا مدينة مشهورة يسكنها الذُعارُ صعبة المسلك، وفيها طرُقٌ تسلَك من بعض النواحي إلى بعض، فلذلك قد عُمل فيها حياضٌ، ومصانع أكثرها من خراسان، وبعضها من كرمان وفارس، والجبال، والسند، وسجستان، والذعّار بها كثير لأنهم إذا قطعوا في عمل هربوا إلى الآخر وكَمنوا في كَركس كوه، وسياه كوه حيث لا يقدر عليهم، وليس بها من المُدُن المعروفة إلا سفند وهي من حدود سجستان، ويحيط بهذه الجبال، والمفاوز الموحشة من المدن المعروفة من كرمان خَبيص، ونرماسير، ومن فارس يَزْد وزَرَند، ومن أصبهان إلى أردِستان والجبال قُم، وقاشان ومن قوهستان طبس وقائنُ، ومن قومس بِيار قال: ومثلها مثل البحر كيف ما شئتَ فسر إذا عرفت السمت لأن طرقها مشتهرة مطروقة. قال: وقد خرجنا من طبس نريد فارس فمكثنا فيها سبعين يوماً نَعدل من ناحية إلى ناحية نقعُ مرة في طريق كرمان وتارة نقرب من أصبهان، فرأيت من الطرق والمعارج ما لا أحصيه، وفي هذه الجبال صُرُودٌ، وجُرومٌ ،  ونخيل وزروع، ورأيت أسهلها وأعمَرَها طريق الري، وأصعبها طريق فارس، وأقربها طريق كرمان، وكلها مخيفة من قوم يقال لهم: القفص يسيرون إليها من جبال لهم بكَرمان، وهم قوم لا خلاق لهم وجوههم وحشة، وقلوبهم قاسية، وفيهم بأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بأخذ المال حتى يقتلون صاحبه وكل من ظفروا به قتلوه بالأحجار كما تقتل الحيات يمسكون رأس الرجل، ويضعونه على بَلاَطة، ويضربونه بالحجارة حتى يتفدَّغ، وسألتهم لم تفعلون ذلك فقالوا حتى لا تفسد سيوفنا، فلا يفلتُ منهم أحد إلا نادرا، ولهم مكامن وجبال يمتنعون بها، وقتالهم بالنشاب ومعهم سيوف. وكان البلُوصُ شَرا منهم فتتبعَهم عضد الدولة حتى أفناهم، وصمد لهؤلاءِ فقتل منهم كثيراً وشرَّدهم ولا يزال أبداً عند المتملك على فارس رهائن منهم كلما ذهب قوم استعاد قوماً، وهم أصبرُ خلق الله على الجوع والعطش، وأكثر زادهم شيء يتخذونه من النبق، ويجعلونه مثل الجوز يتقوتون به ويدعون الإسلام، وهم أشد على المسلمين من الروم والترك، ومن رسمهم أنهم إذا أسروا رجلاً حملوه على العَدو معهم عشرين فرسخاً حافي القدم جائع الكبد، وهم مع ذلك رَجالة لا رغبةَ لهم في الدواب، والركوب، وربما ركبوا الجمازات، وحدثني رجل من أهل القراَن وقع في أيديهم قال: أخذوا مرَة فيما أخذوا من المسلمين كُتباً فطلبوا في الأسارى رجلاً يقرأ لهم، فقلت: أنا فحملوني إلى رئيسهم فلما قرأت الكتب قرَبني وجعل يسألني عن أشياء إلى أن قال لي: ما تقول فيما نحن فيه من قطعِ الطريق وقتل النفس، فقلت: من فعل ذلك استوجبَ من الله المقت، والعقاب الأليم في الآخرة فتنفسَ نفساً عالياً، وانقلب إلى الأرض، واصفر وجهه ثم أعتقني مع جماعة، وسمعت بعض التجار يقول: إنهم إنما يستحلون أخذ ما يأخذونه بتأويل أنها أموال غير مزكاة، وأنهم محتاجون إليه فأخذها واجب عليهم وحق لهم.


القَفصُ: بالضم ثم السكون وآخره صاد مهملة، جبال القفص لغة في القفس المذكور قبل هذا قال أبو الطيب:

 

لما أصارَ القُفصَ أمسِ الخالِي

 

وكان عضد الدولة قد غزا أهل القفص ونكا فيهم نكاية لم ينكها أحد فيهم وأفنى أكثرهم، والقفص أيضاً قرية مشهورة بين بغداد وعُكْبَرَا قريب من بغداد، وكانت من مواطن اللهو، ومعاهد النزه، ومجالس الفَرَح. تنسب إليها الخمور الجيدة، والحانات الكثيرة، وقد أكثر الشعراء من ذكرها فقال أبو نواس:

رَددتني في الصِّبا على عَقِبـي

 

وسُمت أهلي الرجوع في أدبي

لولا هواؤك ما اغتـربـت ولا

 

حطَّت ركابي بأرض مغترب

ولا تركتُ المُدَام بين قـرى ال

 

كرخ فبُورَى فالجوسق الخرب

وبَاطرُنجى فالقُفص ثـم إلـى

 

قُطرَبُّلٍ مَرجَعي ومَنْقَـلَـبـي

ولا تخطيت في الصلاة إلى

 

تَبت يدا شيخنا أبي لهـب

 

كان قد هوي كلاماً من بني أبي لهب لما حج، فقال هنه الأبيات: ونسب إليها أبو سعد أبا العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصي الشيخ الصالح سكن بغداد، وسمع الحسن بن طلحة النعالي، وغيره، وذكره في شيوخه قال: ومولده في سنة 466. قَفصَةُ: بالفتح ثم السكون، وصاد مهملة القَفص الوَثبُ، والقفص النشاَط هذا عربي، وأما قفصة اسم البلد فهو عجميٌ ، وهي بلدة صغيرهّ في طرف إفريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب الكبير بالجريد بينها، وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا الأشنان والشيح، يشتمل سورها على ينبوعين للماءِ أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماءُ الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية، والأخرى بيش، وعلى هذه العين عدة بساتين ذوات نخل، وزيتون وتين، وعنب، وتفاح وهي أكثر بلاد إفريقية فُستقاً، ومنها يحمل إلى جميع نواحي إفريقية، والأندلس، وسجلماسة، وبها تمر مثل بيض الحمام وتميرُ القيروان بأنواع الفواكه قال: وقد قسم ذلك الماءُ على البساتين بمكيال توزَن به مقادير شربها معمولة بحكمة لايدركها الناظر لا يفضل الماءُ عنها، ولا يعوزها تشرب في كل خمسة عشر يوماً شرباً، وحولها أكثر من مائتي قصر عامرة آهلة تطرِدُ حواليها المياه تعرف بقصور قفصة، ومن قصور قفصة مدينة طَرَّاق، وهي مدينة حصينة أجنادها أربابها لها سور من لبن عال جداًّ طول اللبنة عشرة أشباب خرّبه يوسف بن عبد المؤمن حتى ألحقه بالأرض لأن أهلها عصَوا عليه مراراً ومنها إلى توزَرَ مدينة أخرى يوم ونصف، وقال ابن حوقل: قفصة مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماءِ قسطيلية، وهي تُصاقب من جهة إقليم قَمُودة مدينة قاصرة قال: وأهلها، وأهل قسطيلية، والحمة، ونفطة، وسماطة شُراة متمردون عن طاعة السلطان، وينسب إلى قفصة جميل بن طارق الإفريقي يروي عن سحنونبن سعيد.


قِفطُ: بكسر أوله وسكون ثانيه كلمة عجمية لا أعرف في العربية لها أصلاً، وهي مسماة بقفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام، وقبط بالباءِ الموحدة قالوا: إنه أخو قفط وأصله في كلامهم قفطيم، ومصريم، ولما حاز مصر بن بيصر الديار المصرية كما ذكرنا في مصر وكثر ولدُه أقطعَ ابنه قفط بالصعيد الأعلى إلى أُسوان في المشرق وابتنى مدينة قفط في وسط أعماله، فسميت به، وهي الآن وقفٌ على العلوية من أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليس في ديار مصر ضيعةٌ وقفٌ، ولا ملك لأحد غيرها إنما الجميع للسلطان إلا الحُبس الجيوشي، وهو ضياع، وقرى، وقفها أمير الجيوش بدر الجمالي. قال: والغالب على معيشة أهلها التجارة، والسفر إلى الهند، وليست على ضفة النيل بل بينهما نحو الميل، وساحلها يسمى بقُطر، وبينها وبين قُوص نحو الفرسخ، وفيها أسواق، وأهلها أصحاب ثروة، وحولها مزارع، وبساتين كثيرة فيها النخل، والأترج، والليمون، والجبل عليها مطل، وإليها ينسب الوزير الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أصلُهم قديماً من أرض الكوفة انتقلوا إليها فأقاموا بها ثم انتقل فأقام بحلب وولي الوُزارة لصاحبها الملك العزيز بن الملك الظاهر غازي بن أيوب، وهو الآن بها وأبوه الأشرف، ولي عدة ولايات منها البيت المقدس، وانتقل إلى اليمن فهو إلى الآن به في حياة، وأخوه مؤيد الدين إبراهيم بحلب أيضاً وكلهم كُتَّاب علماء فضلاء لهم تصانيف وأشعار، واَداب، وذكاء، وفطنة، وفضل غزير. القُفُّ: بالضم، والشديد، والقف ما ارتفع من الأرض وغَلُظَ، ولم يبلغ أن يكون جبلاً، وقال ابن شميل: القف حجارة غاصٌّ بعضها ببعض مترادف بعضها إلى بعض حمر لا يخالطها من اللين والسهولة شيء، وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء فيه إشراف على ما حوله، وما أشرف منه على الأرض حجارة تحت تلك الحجارة أيضاً حجارة قال: ولا تلقى قُفًّا إلا وفيه حجارة متعلقة عظام مثل الإبل البروك، وأعظم، وصغار قال: ورُب قُفٍّ حجارته فنادير أمثال البيوت قال ويكون في القف رياض وقيعان، فالروضة حينئذ من القف الذي هي فيه، ولو ذهبت تَحفر فيها لغلبتك كثرة حجارتها، وإذا رأيتَها رأيتَها طيناً، وهي تنبت وتعشب، وإنما قف القفاف حجارتها. قال الأزهري: وقفاف الصمان بهذه الصفة، وهي بلاد عريضة واسعة فيها رياض، وقيعان، وسلقان كثيرة، وإذا أخصبت ربعت العرب جميعاً بكثرة مراتعها، وهي من حزون نجد، والقف علم لواد من أودية المدينة عليه مال لأهلها وأنشد الأصمعي لتماضر بنت مسعود بن عقبة أخي في الرُمة، وكان زوجها خرج بها إلى القفين:

 

نظرت ودوني القف ذو النخل هل أرى

 

أجارعَ في اَل الضحى من ذرَى الرمل

فيالك مـن شـوق رجـيع ونـظـرة

 

ثناها عليَّ القفُّ خبلاً من الـخـبـل

ألا حبـذا مـا بـين حُـزوَى وشـارع

 

وأنقاءِ سلمى من حزون ومن سـهـل

لعمري لأصواتُ المكاكيّ بالضـحـى

 

وصوتُ صَباً في حائط الرمث بالذحل

وصوت شمال زعزعت بـعـد هَـدأة

 

ألاءً وأسباطاً وأرطَى من الـحـبـل

أحـبُّ إلـينـا مـن صـياح دجـاجة

 

وديك وصوت الريح في سعَف النخـل

فياليت شـعـري هـل أبـيتـن لـيلة

 

بجمهور حُزْوَى حيث رَبتني أهـلـي

 

وقال زهير:

لمن طَلَلٌ كالوحي عافٍ منازلُهْ

 

عفا الرسُ منه فالرُسيسُ فعاقله

فقف فصارات بأكناف مَنـعـج

 

فشرقي سلمى حوضه فأجاولُة

 

ثم أضاف إليه شيئاً آخر وثناه فقال زهير أيضاً:

كم للمنازل من عام ومن زمن

 

لآل سلماءَ بالقُفين فالرُكُـن

 

والقف موضع بأرض بابل قرب باجَوَّا سُورَا. خرج منه شبيب بن بحرة الأشجعي الخارجي المشارك لابن ملجم في قتل علي رضي الله عنه في جماعة من الخوارج فخرج إليه أهل الكوفة في إمارة المغيرة بن شعبة فقتلوه.


قُفْلٌ: بضم أوله وسكون ثانيه، وآخره لامِ، والقفل معروف من الحديد لا يجوز أن يكون جمع قفلة، وهي شجرة تنبت في نجود الأرض جمعها قفل، وهو موضع في شعر أبي تمام، والقفل من حصون اليمن.


قَفَلُ: قال عرام: والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على قفل، وقفل الثنية التي تُطلعك على قرن المنازل حيال الطائف تُلهزك عن يسارك، وأنت تَؤُمّ مكة متقاودة، وهي جبال حمرٌ شوامخ أكثر نباتها القرظ.


قَفُوصٌ : بالفتح وآخره صاد مهملة، ويجوز أن يكون من قولهم قَفِصَ فلان يقْفَصُ قَفَصاً إذا تشنجَ من البرد، وكذلك كل شيء إذا تشنجَ، وهو موضع في شعر عدي بن زيد.


القَفْوُ: بالفتح ثمِ السكون، وآخره واو معربة، والقفو مصدر قولك قفَا يَقَفُو قفْواً، وهو أن يتتبع شيئاً ومنه قوله تعالى: "ولا تقفُ ماليسَ لكَ به علم " الإسراء: 36، وهو اسم موضع.


القُفَيانِ: تصغير تثنية القَفَا أو تصغير تثنية القُفيَة، وهي الزبية على الترخيم، وهو موضع قال:

مَهاةٌ ترعّى بالقفيين مُرشِحُ

 

قُفَيرٌ : تصغير القفر، وهو المكان الخالي من الناس، وقد يكون فيه كلأٌ. اسم موضع قال ابن مُقبل:

كأني ورحلي روّحتنا نعامةٌ

 

تخرّم عنها بالقفير رئَالُها

 

القَفِيرُ: بالفتح ثم الكسر يجوز أن يكون فعيلاً من القفر، وهو الخلاءُ والقفير الزنبيل الكبير لغة يمانية، وهو ماءٌ في طريق الشام بأرض عذرة.


قَفِيل: فَعيل بفتح أوله، وكسر ثانيه من قولهم قَفَلَ من سفره إذا رجع إلى أهله. موضع في ديار طيىء. قال زيد الخيل قبل موته في قطعة ذكرت في فردة:

سقى الله ما بين القفيل فطابة

 

فما دون أرمام فما فوق مُتشد