حـرف الـقـاف: باب القاف واللام وما يليهما

باب القاف واللام وما يليهما

 قُلاَبٌ: بالضم والتخفيف، وآخره باءٌ موحدة، والقلاب داءٌ يأخذ الإبل في رؤوسها فيقلبها إلى فوق، وهو جبل في عيار بني أسد قتل فيه بشر بن عمرو بن مَرثد. قالت خرنق بنت هِفان بن بدر:

لقد أقسمتُ آسى بعد بـشـر

 

على حيّ يموت ولا صديق

وبعد الخير علقمة بن بشـر

 

كما مال الجذُوعُ من الخريق

فكم بقلابَ من أوصالِ خرق

 

أخي ثقة وجمجمة فـلـيق

ندامى للملوك إنا لـقـوهـم

 

حبوا وسقوا بكأسهم الرحيق

 

وأنشد أبو عليّ الفارسي في كتابه في أبيات المعاني:

أقبلنَ من بطن قلاب بسَحَرْ

 

يحمِلنَ فَحماً جيداً غير دعِر

أسوَدَ صلاّلاً كأعيان البَقَر

 

 

 

وقال: قلاب اسم موضع، وقال غير هؤلاء: قلاب من أعظم أودية العلاة باليمامة ساكنوه بنو النمر بن قاسط، ويوم قلاب من أيامهم المشهورة.


قِلاَتٌ: بكسر أوله، وفي آخره تاءٌ مثناة من فوق، وهو جمع قَلت، وهو كالنُّقرة تكون في الجبل يستنقع فيه الماءُ. قال أبو زيد: القَلتُ المطمئنُّ في الخاصرة، والقلت ما بين التّرقُوَة والغبب، والقلت عين الرُكية، والقلت ما بين الإبهام والسبابة، وقال الليث: القلت حفرة يحفرها ماء واشل يقطر من سقف كَهف على حجر أيِّرٍ فيُوقب فيه على مرّ الأحقاب وَقْبَةً مستديرة، وكذلك إن كان في الأرض الصُلبة فهي قَلتَةٌ وقَلتُ الثريدة أنْقُوعتها، وقال الأزهري: وقِلاَتُ الصَّمَّان نقَرٌ في رُؤُوس قفافها يملؤُها ماءُ السماءِ في الشتاءِ وَرَدْتُها مرّة، وهي مُفْعمة فوجدتُ القلت منها يأخذ مائة راوية وأقل وأكثر، وهي حفَز خلقها الله تعالى في الصخور الصُمّ وقد ذكرها ذو الرُّمَّة فقال:

 

أمن دِمنَةٍ بين القلات وشـارعِ

 

تصابيتُ حتى ظلَّت العين تَسفَحُ

 

قُلاَخ: بالضم وآخره خاءٌ معجمة والقَلخ والقليخ شدة الهدير، وبه سمى القُلاخ بن جَنَاب بن جلاء الراجز شبه بالفحل إذا هدَرَ فقال:

 

أنا القلاخ بن جَنَاب بن جَلا

 

أخو خَنَاثير أقودُ الجَمَـلاَ

 

القلاخ موضع على طريق الحاج من اليمن كان فيه بستان يُوصف بجودة الرُمان، وقيل فيه كلاخ قاله نصر. وقال جرير:

ونحن الحاكمون على قلاخ

 

كفينا والجريرة والمُصابا

 

قلاخ موضع في أرض اليمن كانت به وقعة فاختلفوا فيها، فكان الحكم لبني رياح بن يربوع، فرضي بحكمهم فيها، ويروى على عُكاظ.

 

القِلادَةُ: بالكسر، بلفظ القلدة التي تجعل في العنق. هو جبل من جبال القبلية عن الزمخشري.


قِلاَطُ: بكسر أوله وآخره طاء مهملة. قلعة في جبال تارم من جبال الديلم، وهي بين قزوين وخلخال، وهي على قلة جبل ولها ربض في السهل فيه سوق وتحتها نهر عليه قنطرة ألواح ترفَع وتُوضع وهي لصاحب الموت وكردكوه.


قُلايةُ القَسن: والقلاية بناء كالدير والقَس اسم رجل، وكانت بظاهر الحيرة، وفيها يقول الثروَاني:

خليليَ من تيم وعجـلٍ هـدِيتُـمـا

 

أضِيفَا بحَث الكاس يومي إلى أمس

وإن أنتما حـييتـمـانـي تـحـية

 

فلا تعدوا رَيحانَ قـلاية الـقـس

 

وكان هذا القسُ معروفاً بكثرة العبادة ثم ترك ذلك، واشتغل باللهو فقال فيه بعض الشعراءِ:

إن بالحيرة قسا قد مَـجَـن

 

فتنَ الرُهبان فيه وافتـتـنْ

هجر الإنجيل من حب الصبا

 

ورأى الدنيا متاعَا فركَـن

 

قُلُب: بالضم فيهما، وباءٍ موحدة جمع قليب. قال الليث: القليب البئرُ قبل أن تُطوى، فإذا طُوِيَتْ فهي الطوي، وجمعه القُلُب، وقال ابن شُميل: القليب من أسماءِ الركي مطويةً كانت أو غير مطوية ذات ماءٍ أو غير ذات ماءٍ جفراً أو غير جفر، وقال شمر: القليب من أسماء البئر البدي، والعادية، لا تخص بها العادية قال: وسميت قليباً لأن حافرها قَلَبَ تُرَابها. قال الأصمعي: قال أبو الوَرد العقيلي: القُلُب مياه لبني عامر بن عُقيل بنجد لا يشركهم فيها أحد غير ركيتين لبني قُشير، وهي ببياض كعب من خيار مياههم.


قَلْبٌ: بالفتح ثم السكون، والقلب معروف، وقلبتُ الشيء قلباً إذا أدرته، والقلبُ المحضُ وقلبٌ ماءٌ قرب حاذَةَ عند حرة بني سُليم، وجبل نجديٌّ. قُلبَين: أظنُّها من قرى دمشق، وهي عند طَرميس ذكرها ابن عساكر في تاريخه، ولم يوضح عنه. قال هشام بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب كان يسكن طرميس، وكانت لجده معاوية، وقد ذكرها ابن مُنير، فقال:

فالقصر فالمرج فالمَيدانُ فالشرَفُ ال

 

أعلى فسطراً فجرمانا فـقُـلْـبـين

 

القَلتُ: قال هشام بن محمد: أخبرني ابن عبد الرحمن القشيري عن امرأة ضريك بن حُباشة النميري قالت: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خرج إلى الشام فنزلنا موضعاً يقال له: القَلتُ قالت: فذهب زوجي شريك يستقي، فوقعت دلوُه في القلب فلم يقدر على أخذها لكثرة الناس فقيل له: أخِّر ذلك إلى الليل، فلما أمسى نزل إلى القلت، ولم يرجع فأبطأ وأراد عمر الرحيل فأتيتُه وأخبرتُه بمكان زوجي فأقام عليه ثلاثاَ وارتحل في الرابع، وإذا شريك قد أقبل فقال له: الناس أين كنت فجاء إلى عمر رضي الله عنه وفي يده ورقة يواريها الكف وتشتمل على الرجل، وتواريه، فقال: يا أمير المؤمنين إني وجدت في القلت سرباً وأتاني اَتٍ فأخرجني إلى أرض لا تشبهها أرضكم وبساتين لا تشبه بساتين أهل الدنيا فتناولتُ منه شيئاً، فقال لي: ليس هذا أوان ذلك فأخذت هذه الورقة فإذا هي ورقة تين فدعا عمر كعب الأحبار، وقال: أتجد في كُتبكم أن رجلاً من أمتنا يدخل الجنة ثم يخرج قال: نعم، وإن كان في القوم أنبأتُك به فقال: هو في القوم فتأملهم فقال: هذا هو فجعل شعار بني نمير خضراء إلى هذا اليوم.


القُلتان: دربُ القُلتَين. من ثغور الجزيرة.


قُلتُ هِبِل: قال الحفصي: في رأس العارض. قلتٌ عظيم يقال له: قلت هبل وأنشد:

متى تراني وارداً قَلتَ هِبلْ

 

فشارباً من مائه ومغتسِل

 

قُلتَهُ: بالضم ثم السكون وتاءٍ مثناة من فوق. هي قرية حسنة تعرف بسواقي قلتة بالصعيد من شرقي النيل دون اخميم.
القَلتَين: كذا يقال: كما يقال البحرَين. قرية من اليمامة لم تدخل في صُلح خالدبن الوليد أيام قتل مُسيلمة الكذاب وهما نخل لبني يكُر، وفيهما يقول الأعشى:

 

شربتُ الراحَ بالقَلتين حتـى

 

حسبتُ دجاجةً مرَّت حماراً

 

قِلحاحٌ : الحاءان مهملتان. جبل قرب زَبيد فيه قلعة يقال لها: شرَفُ قِلحاح.


القَلخُ: بالفتح ثم السكون، والخاءُ معجمة، وهو الضرب باليابس على اليابس والقلخ الهدير، وقلَخٌ ظَرِبٌ في بلاد بني أسد، والظرب الرابية الصغيرة.


قَلري: بلدة بالسند بينها ويين المنصورة مرحلة.


قِلز: بكسر أوله، وتشديد ثانيه وكسره أيضاً واَخره زاي، وهو مرج ببلاد الروم قرب سُميساط كانت لسيف الدولة بن حمدان. قال فيه أبو فراس بن حمدان:

وأطلعها فَوضى على مرج قِلِّزِ

 

جواذر في أشباحهن المجـاذرُ

 

وفي أعمال حلب بلد يقال له كِلّز أظنه غيره والله أعلم. القُلزُمُ: بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة، وميم القَلزَمة ابتلاعُ الشيء يقال: تقلزَمَه إذا ابتلعه، وسمي بحر القلزم قُلزُماً لالتهامه مَن ركبه وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله. قال ابن الكلبي: استطال عُنُقٌ من بحر الهند، فطعن في تهائم اليمن على بلاد فرسان، وحكم، والأشعرين وعك، ومضى إلى جُدَة، وهو ساحل مكة ثم الجار، وهو ساحل المدينة ثم ساحل الطور، وساحل التيماء، وخليج أيلَة وساحل رايةَ حتى بلغ قلزم مصر، وخالط بلادها، وقال قوم: قلزم بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة، والطور، ومدين والى هذه المدينة ينسب هذا البحر، وموضعها أقرَبُ موضع إلى البحر الغربي لأن بينها وبين الفرَما أربعة أيام والقلزم على بحر الهند، والفَرَما على بحر الروم، ولما ذكر القُضاعي كُوَرَ مصر قال: راية، والقلزم من كورها القبلية وفيه غرق فرعون، والقلزم في الاقليم الثالث طولها ست وخمسون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وعشرون درجة وثُلث. قال المهلبي: ويتصل بجبل القلزم جبل يوجد فيه المغناطيس، وهو حجر يجذب الحديد وإذا دُلِكَ ذلك الحجر بالثوم بطل عمله فإذا غُسل بالخل عاد إلى حاله، ووصف القلزم أبو الحسن البلخي بما أحسن في وصفه، فقال: أما ما كان من بحر الهند من القلزم إلى ما يُحاذي بطن اليمن فإنه يسمى بحر القلزم ومقداره نحو ثلاثين مرحلة طولاً وأوسع ما يكون عرضاً عبر ثلاث ليال ثم لا يزال يضيق حتى يُرَى في بعض جوانبه الجانب المحاذي له حتى ينتهي إلى القلزم، وهي مدينة ثم تدور على الجانب الآخر من بحر القلزم وامتداد ساحله من مخرجه يمتدُ بين المغرب والشمال فإذا انتهى إلى القلزم فهوآخر امتداد البحر فيعرج حينئذ إلى ناحية المغرب مستديراً فإذا وصل إلى نصف الدائرة فهناك القصير، وهو مَرسى المراكب، وهو أقرب موضع في بحر القلزم إلى قُوص ثم يمتدُ إلى ساحل البحر مغرباً إلى أن يعرج نحو الجنوب فإذا حاذى أيلة من الجانب الجنوبي فهناك عَيذاب مدينة البجاءِ ثم يمتد على ساحل البحر إلى مساكن البجاء والبجاء قوم سود أشد سواداً من الحبشة، وقد ذكرهم في موضع آخر ثم يمتد البحر حتى يتصل ببلاد الحبشة ثم إلى الزيلع حتى ينتهي إلى مخرجه من البحر الأعظم ثم إلى سواحل البربر ثم إلى أرض الزنج في بحر الجنوب، وبحر القلزم مثل الوادي فيه جبال كثيرة قد علا الماءُ عليها وطرُق السير منها معروفة لا يُهتدى فيها إلا برُبان يتخلل بالسفينة في أضعاف تلك الجبال في ضياء النهار، وأما بالليل فلا يسلك، ولصفاءِ مائه ترى تلك الجبال في البحر، وما بين القلزم وأيلة مكان يعرف بتاران، وهو أخبث مكان في هذا البحر، وقد وصفناه في موضعه وبقرب تاران موضع يعرف بالجبيلات يهيج وتتلاطم أمواجه باليسير من الريح، وهو موضع مخوف أيضاً فلا يسلك قال: وبين مدينة القلزم، وبين مصر ثلاثة أيام، وهي مدينة مبنية علي، شفير البحر ينتهى هذا البحر إليها ثم ينعطف إلى ناحية بلاد البجة، وليس بها زرع، ولا شجر، ولا ماء، وإنما يُحمل إليها من ماء آبار بعيدة منها، وهي تامة العمارة، وبها فرضة مصر والشام، ومنها تحمل حمولات مصر والشام إلى الحجاز واليمن ثم ينتهي على شط البحر نحو الحجاز، فلا تكون بها قرية ولا مدينة سوى مواضع بها ناس مقيمون على صيد السمك وشيء من النخيل يسير حتى ينتهي إلى تاران وجبيلات وما حاذى الطور إلى أيلة. قلت: هذا صفة القلزم قديماً فأما اليوم فهي خرائب يباب، وصارت الفرضة موضعاً قريباً منها يقال لها: سويس وهي أيضاً كالخراب ليس بها كثير أناس قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان:

 

برحَ الخفاءُ فأّي ما بك تكتـمُ

 

ولسوفَ يَظهر ما تسِرُ فيُعلمُ

حُمِّلت سُقماً من علائق حُبها

 

والحب يَعلَقُه السقيمُ فيسقَـمُ

عَلَوِية أمست ودون مزَارهـا

 

مِضمارُ مصر وعابدٌ والقلزمُ

إن الحمام إلى الحجاز يشوقُني

 

ويهيج لي طرباً إذا يتـرنـم

والبرقُ حين أشِيمُه متيامـنـاً

 

وجنائبُ الأرواح حين تنسـمُ

لولج ذو قَسَم على أن لم يكن

 

في الناس مشبهها لبر المقسِمُ

 

وينسب إلى القلزم المصري جماعة. منهم الحسن بن يحيى بن الحسن القلزمي قال أبو القاسم: يحيى بن علي الطحان المصري يروي عن عبد الله بن الجارود النيسابوري وغيره، وسمعت منه ومات سنة385. وقال ابن البناء: القلزم مدينة قديمة على طرف بحر الصين يابسة عابسة لا ماءٌ ولا كلأ ولا زرع، ولا ضرع، ولا حطب، ولا شجر يحمل إليهم الماءُ في المراكب من سويس، وبينهما بريد وهو ملح رديء ومن أمثالهم ميرة أهل القلزم من بلبيس وشربهم من سويس يأكلون لحم التيس، ويوقدون سقف البيت هي أحد كُنف الدنيا مياه حماماتهم زُعاق، والمسافة إليهم صعبة غير أن مساجدها حسنة، ومنازلها جليلة، ومتاجرها مفيدة، وهىخزانة مصر، وفرضة الحجاز، ومغوثة الحجاج، والقلزم أيضاً نهر غرناطة بالأندلس كذا كانوا يسمونه قديماً، والآن يسمونه حدَارُّه بتشديد الراءِ وضمها وسكون الهاء.


فلسَانَةُ: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، وبعد الألف نون، وهي ناحية بالأندلس من أعمال شذُونة، وهي مجمع نهر بيطة، ونهر لَكة، وبينها وبين شذونة أحد وعشرون فرسخاً، وفي كتاب ابن بشكوال خلف بن هانىء من أهل قلسانة مهمل السين وعلى الحاشية حصن من نظر إشبيلية رحل إلى الشرق روى فيه روى عن محمد بن الحسن الأبار وغيره، حدث عنه عباس بن أحمد الباجي.


قلصٌ: بالتحريك لعله منقول من الفعل من قولهم قَلسَ الرجل قلساً، وهو ما جمع من الحلق ملءُ الفَم أو دونه، وليس بقيئ فإذا غلب فهو القيءُ وقلس موضع بالجزيرة. قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

أقفرَت الرَقتان فالقـلـس

 

فهوكأن لم يكن به أنـسُ

فالدير أقوى إلى البليخ كما

 

أقوت محاريبُ أمة درسوا

 

قلشانةُ: بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، وبعد الألف نون. مدينة بإفريقية أو ما يقاربها.


قلعٌ : بالتحريك. قال الأزهري: القلعة السحابة الضخمة، والجمع قلع، والحجارة الضخمة هي القلع وقلع، موضع في قول عمرو بن معدي كَرِبَ الزبيدي:

وهم قتلوا بذي قلع ثقيفـاً

 

فما عقلوا ولا فاؤوا بزيد

 

القلَعَةُ: بالتحريك مرج القلعة. قال العمراني: موضع بالبادية، وإليه تنسب السيوف، وقيل: هي القرية التي دون حُلوان العراق، ونذكرها في مرج إن شاءَ الله تعالى قال ابن الأعرابي في نوادره التي نقلها عنه ثعلب: كَنْفُ الراعي قلع وقلعة إذا طرحت الهاء فهو ساكن وإذا أدخلت الهاء فاللام محركة مثل القَلَعَة التي تسكن.


القلْعَةُ: بالفتح ثم السكون اسم معدن ينسب إليه الرصاص الجيد قيل هوجبل بالشام. قال مِسعر بن مُهلهل الشاعر في خبر رحلته إلى الصين كما ذكرته هناك قال: ثم رجعت من الصين إلى كلَه وهى أول بلاد الهند من جهة الصين، وإليها تنتهي المراكب ثم لا تتجاوزها، وفيها قلعة عظيمة فيها معدن الرصاص القلعي لا يكون إلا في قلعتها وفي هذه القلعة تُضرب السيوف القلعية، وهي الهندية العتيقة، وأهل هذه القلعة يمتنعون على ملكهم إذا أرادوا ويطيعونه إذا أرادوا، وقال: ليس في الدنيا معدن الرصاص القلعي إلا في هذه القلعة وبينها وبين سَنْدَابُل مدينة الصين ثلثمائة فرسخ وحولها مدن ورساتيق واسعة، وقال أبو الريحان: يُجلب الرصاص القلعي من سرند يب جزيرة في بحر الهند، وبالأنلس إقليم القلعة من كورة قبرَة وأنا أظن الرصاص القلعي إليها ينسب لأنه من الأندلس يُجلب فيكون منسوباَ إليها، أو إلى غيرها مما يسمى بالقلعة هناك، والقلعة موضع باليمن، ينسب إليها الفقيه القلعي درسَ بمرباط، وصنف كنز الحفاظ في غريب الألفاظ، والمستغرب من ألفاظ المهذب، واحتراز المهذب، وأحاديث المهذب، وكتاباً في الفرائض، ومات بمرباط.


قَلْعَةُ أبي الحسن: قلعة عظيمة ساحلية قرب صيداءَ بالشام فتحها يوسف بن أيوب وأقطعها ميموناً القصري مدةً ولغيره.


قَلْعَةُ أبي طَويلٍ: بإفريقية. قال البكري: هي قلعة كبيرة ذات منعَةٍ وحصَانة وتمصَرت عند خراب القيروان وانتقل إليها أكثر أهل إفريقية قال: وهي اليوم مقصد التجار، وبها تحل الرحال من الحجاز، والعراق، ومصر، والشام، وهي اليوم مستقر مملكة صنهاجة، وبهذه القلعة احتصن أبو زيد مخلد بن كيداد من إسماعيل الخارجي. قَلْعَةُ أيوب: مدينة عظيمة جليلة القدر بالأندلس بالثغر، وكذا ينسب إليها فيقال: ثغري من أعمال سرقسطة بقعتها كثيرة الأشجار، والأنهار والمزارع، ولها عدة حصون، وبالقرب منها مدينة لبلة. ينسب إليها جماعة من أهل العلم. منهم محمد بن قاسم بن خرم من أهل قلعة أيوب يكنى أبا عبد الله رحل سنة 338 سمع بالقيروان من محمد بن أحمد بن نادر، ومحمد بن محمد بن اللباد حدثنا عنه ابنه عبد الله بن محمد الثغري، وقال: توفي منة 344 قاله ابن الفَرَضي، ومحمد بن نصر الثغري من قلعة أيوب يكنى أبا عبد الله أصله من سرقسطة، وكان حافظاً للأخبار والأشعار، عالماً باللغة والنحو خطيباً بليغاً وكان صاحب صلاة قلعة أيوب قال: ابن الفرضي أحسب أن وفاته كانت في نحو سنة345.


قلعَةَ اللان: ذكرت، في اللان، وهي من عجائب الدنيا فيما قيل.


قلعَةُ بُسر: ذكر أهل السير أن معاوية بعث عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية، فتتحها، واختط القيروان، وبعث بُسرَ بن أرطاة العامري إلى قلعة من القيروان، فافتتحها، وقتل وسبى فهي إلى الآن تعرف بقلعة بسر، وهي بالقرب من مجانة عند معدن الفضة، وقيل: إن الذي وجه بسراً إلى هذه القلعة موسى بن نصير وبسر يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة، ومولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين والواقدي يزعم أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.


قلعَةُ حماد: مدينة متوسطة بين أكم وأقران، لها قلعة عظيمة على قلعة جبل تسمى تاقربوست تشبه في التحصن ما يحكى عن قلعة أنطاكية، وهي قاعدة ملك بني حماد بن يوسف الملقب بُلُكين بن زيري بن مناد الصنهاجي البربري، وهو أول من أحدثها في حدود سنة 370، وهي قرب أشير من أرض المغرب الأدنى وليس لهذه القلعة منظر ولا رُواءً حسن إنما اختطها حماد للتحصن والامتناع، لكن يحف بها رساتيق ذات غلة، وشجر مثمر كالتين والعنب في جبالها، وليس بالكثير، ويتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية، وبها الأكسية القلعية الصفيقة النسج الحسنة المطرزة بالذهب، ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزل مع الذهب بمنزلة الإبريسم، ولأهلها صحة مزاج ليس لغيرها، وبينها وبين بَسكَرَة مرحلتان، وإلى قسنطينية الهواء أيام، وبينها وبين سطيف ثلاث مراحل.


قلعة الجص: بناحية أرجان من أرض فارس فيها آثار كثيرة من آثار الفرس، وهي منيعة جدًا.


قلعَةُ جعبر: على الفرات مقابل صفين التي كانت فيها الوقعة بين معاوية وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت تعرف أولاً بدَوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له: جعبر بن مالك فغلب عليها فسيت به.


قلعَةُ رَبَاح: بالأندلس. ذكرت في رَباح. قلعَةُ الرُوم: قلعة حصينة في غربي الفرات مقابل البيرة بينها وبين سميساط، بها مقام بطرك الأرمن خليفة المسيح عندهم، يسمونه بالأرمنية كتاغيكوس، وهذه القلعة في وسط بلاد المسلمين، وما أظن بقاءها في يد الأرمن مع أخذ جميع ما حولها من البلاد إلا لقلة جدواها فإنه لا دخل لها، وأخرى لأجل مقام رب الملة عندهم كأنهم يتركونها كما يتركون البيع والكنائس في بلاد الإسلام، ولم يزل كتاغيكوس الذي يلي البطركة من قديم الزمان من ولد داود عليه السلام وعلامته عندهم طول يدمَيه وإنهما تتجاوزان ركبتيه إذا قام ومدهما، ويُلفى ذلك في ولده فلما كانت قرابة سنة 610 اعتمد ليون بن ليون ملك الأرمن الذي بالبقعة الشامية في بلاد المصيصة وطَرَسوس وأذَنَةَ ما كرهه الأرمنُ، وهو أنه كان إذا نزل بقرية أو بلدة استدعى إحدى بنات الأرمن، فيفترشها في ليلته ثم يطلقها إلى أهلها إذا أراد الرحِيل عنهم فشكى الأرمن ذلك إلى كتاغيكوس، فأرسل إليه يقول هذا الذي اعتمدته لا يقتضيه دين النصرانية، فإن كنت ملتزماً للنصرانية، فارجع عنه، وإن كنت لست ملتزماً للنصرانية، فافعل ما شئت، فقال: أنا ملتزم للنصرانية، وسأرجع عما كرهه البطرك ثم عاد إلى أمره وأشد، فأعادوا شكواه فبعث إليه مرة أخرى، وقال: إن رجعت عما تعتمده، وإلا حرمتك فلم يلتفت إليه، وشكي مرة أخرى فحرمه كتاغيكوس وبلغه ذلك فكشف رأسه، ولم يظهر التوبة عما صنع فامتنع عسكره ورعيته من كل طعامه وحضور مجلسه واعتزلته زوجته، وقالوا: هو الدين لا بد من التزام واجبه، ونحن معك إن دهمك عدو أو طرقك أمر وأما حضورنا عندك فلا وأكل طعامك كذلك، فبقي وحده، وإذا ركب ركب في شرذمة يسيرة فضجر، وأظهر التوبة، وأرسل إلى كتاغيكوس يسأل أن يحضر لتكون توبته بمحضره، وعند حضور الناس يحلله واغتر كتاغيكوس، وحضر عنده، وأشهد على نفسه بتحليله، وشهد عليه الجموع، فلما انقضى المجلس أخذ ليون بيده، وصعد القلعة وكان اَخر العهد به وأحضر رجلاً من أهل بيته أظنه ابن خالته أو شيئاً من ذلك، وكان مترهباً، فأنفذه الى القلعة، وجعله كتاغيكوس فهو إلى، هذه الغاية هناك، وانقرضت الكتاغيكوسية عن آل داود وبلغني أنه لم يبق منهم في تلك النواحي أحد يقوم مقامهم إن كان في نواحي أخلاط منهم طائفة والله أعلم.


قلعةُ النجم: بلفظ النجم من الكواكب، وهي قلعة حصينة مطلة على الفرات على جبل تحتها ربض عامر، وعندها جسر يعبر عليه، وهي المعروفة بجسرمنبج في الإقليم الرابع طولها أربع وستون درجة، وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة وأربع عشرة دقيقة، ويعبر على هذا الجسر القوافل من حران إلى الشام وبينها وبين منبج أربعة فراسخ، وهي الان في حكم صاحب حلب الملك العزيز ابن الملك الظاهر ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب.


قلعَةُ يحصِبَ: بالأندلس.


قلعيت: بكسر العين ثم ياءٍ ساكنة وتاءِ مثناة من فوق. موضع كثير المياه.


قلفَاو: بكسر أوله وسكون ثانيه وفاءٍ واَخره واو معربة صحيحة. قرية بالصعيد على غربي النيل.


قلمرية: بضم أوله وثانيه، وسكون الميم وكسر الراءِ وتخفيف الياءِ. مدينة بالأندلس، وهي اليوم بيد الأفرنج خذلهم الله.
القَلَمُون: بفتح أوله وثانيه بوزن قربوس وهو فَعَلُول.قال الفراءُ: هو اسم وأنشد:

بنفسي حاضر بجنوب حوضَى

 

وأبيات على القلمون جُـون

 

ومن القلمون التي بدمشق بُحتري بن عبيد الله بن سلمان الطابخي الكلبي من أهل القلمون من قرية الأفاعي كذا قال أبو القاسم روى عن أبيه وسعد بن مُسهر روى عنه إسمعيل بن عياش والوليد بن مسلم وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن أي السري العسقلاني، وسلمة بن بشر، وأبو يحيى حماد السكوني، ومحمد بن المبارك الصوري، وقال أبو عبيد البكري: في واح الداخلة حصن يسمى قلمون مياهه حامضة منها يشربون، وبها يسقون زروعهم، وبها قوامهم، وإن شربوا غيرها من المياه العذبة استوبؤوها، وقال: غيره أبو قلمون ثوب يتراءى إذا قوبل به عين الشمس بألوان شتى يعمل ببلاد يونان. قَلَمْيَةُ: بفتح أوله وثانيه وسكون الميم، والياء خفيفة. كورة واسعة برأسها من بلاد الروم قرب طَرَسوس. قال أبو زيد:إذا جزت أولاس من بلاد الثغر الشامي دخلت جبالاً تنتهي إلى بحر الروم، وولاية يقال لها قلمية. وقلمية مدينة كانت للروم، وبعض أبواب طرسوس يسمى باب قلمية منسوب إليها وقلمية ليست على البحر.


قَلندُوش: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون والدال مهملة، واو ساكنة، وشين معجمة. هي قرية من قرى سرخ بخراسان.


قَلنسُوَة: بفتح أوله، وثانيه وسكون النون وسين مهملة، واو مفتوحة بلفظ القلنسوة التي تلبس في الرأس. هو حصن قرب الرملة من أرض فلسطين قُتل بها عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان، وعمرو بن أبي بكر وعبد الملك، وأبان ومسلمة بنو عاصم، وعمرو بن سُهيل بن عبد العزيز بن مروان، ويزيد ومروان وأبان وعبد العزيز، والأصبغ بنو عمرو بن سهيل بن عبد العزيز حُملوا من مصر إلى هذا الموضع، وقتلوا فيه مع غيرهم من بني امية.


قَلنةُ: بلد بالأند لس. قال ابن بشكوال: عبد الله بن عيسى الشيباني أبو محمد من أهل قلنة حبر سرقسطة محدث حافظ متقن كان يحفظ صحيح البخاري، وسنن أبى داود عن ظهر قلب، فيما بلغني عنه، وله اتساع في علم اللسان وحفظ اللغة، واخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم ، وله عدة تآليف حسنة، وتوفي ببلنسية عام 530.


قَلوذيةُ: هو حصن كان بقرب مَلَطيَة ذكر في ملطية أنه هدم، ثم أعاد بناءه الحسن بن قحطبة في سنة 141 في أيام المنصور، وإليه ينسب بطليموس صاحب المجسطي.


قِلوريةُ: بكسر أوله وتشديد اللام وفتحه وسكون الواو وكسر الراء والياءِ مفتوحة خفيفة، وهي جزيرة في شرقي صقلية وأهلها أفرنج، ولها مدن كثيرة، وبلاد واسعة. ينسب إليها فيما أحسب أبو العباس القلوري روى عن أبي إسحاق الحضرمي وغيره، وحدث عنه أبو داود في سننه، ومن مدن هذه الجزيرة قبوة ثم بيش ثم تامل ثم مُلف ثم سلورى. قال ابن حوقل: وهي جزيرة داخلة في البحر مستطيلة أولها طرف جبل الجلالقة، وبلادها التي على الساحل قسانه وستانه وقطرونية، وسبرينة، واسلو جراجه وبطرقوقة وبوه ثم بعد ذلك على الساحل جون البنادقيين، وفيه جزائر كثيرة مسكونة، وأمم كالشاعرة، وألسنة مختلفة بين أفرنجيين، ويونا نيين، وصقالبة، وبرجان، وغير ذلك ثم أرض بلبُونس واغلة في البحر شكلها شكل قرعة مستطيلة.


قَلُوسُ: بالفتح ثم الضم، واخره سين مهملة. قرية على عشرة فراسخ من الري.


قَلُوسَنَا: مثل الذي قبله وزيادة نون وألف. وهي قرية على غربي النيل بالصعيد.


قَلُونية: بعد الواو الساكنة نون مكسورة ثم ياء خفيفة. بلد بالروم بينه وبين قسططينية ستون بريداً، وصله سيف الدولة في غزاته سنة335، فقال أبو فراس:

فأوردها أعلى قـلـونـية امـرؤ

 

بعيدُ مُغار الجيش ألوَى مخاطـرُ

ويركز في قُطرَي قلونية القـنـا

 

ومن طَعنها نَؤء بهنزيطَ مـاطـرُ

وعاد بها يهدي إلى أرض قِـلـز

 

هَوَاديَ يهديها إلىَ الهدى والبصائرُ

 

قلهَاتُ: بالفتح ثم السكرن، وآخره تاء لعله جمع قلهة، وهو بَثر يكون في الجسد، وقيل وسخ وهو مثل القره: وهي مدينة بعُمان على ساحل البحر إليها ترفأ أكثر سُفُن الهند، وهي الآن فرضة تلك البلاد وأمثَلُ أعمال عُمان عامرة آهلة، وليست بالقديمة في العمارة، ولا أظنها تمصَرت إلا بعد الخمسمائة، وهي لصاحب هرمُز، وأهلها كلهم خوارج إباضية إلىهذه الغاية يتظاهرون بذلك ولايخفونه.


قِلْهَاث: بالكسر ثم السكون، وآخره ثاء مثلثة كذا ضبطه العمراني، وحققه، وقال: موضع ذكره بعد قلهات بالتاءِ المثناة.


قُلةُ الحزن: وقيل: قلة الجبل، وغيره أعلاه، والحزن ذكر في موضعه. قال أبو أحمد العسكري: قلة الحزن موضع قُتل فيه المجبة الميم، والجيم، والباء مفتوحات، وتحت الباءِ نقطة من بني أبي ربيعة قتله المنهال بن عُصيمة التميمى. قال الشاعر:

هُمُ قتلوا المجبة وابنَ تيم

 

فقمنَ نساؤه سود المآلى

قَلهُرةُ: بفتح أوله وثانيه، وضم الهاء وتشديد الراءِ وفتحها. مدينة من أعمال تُطيلة في شرقي الأندلس هي اليوم بيد الأفرنج.
قَلَهى: بالتحريك بوزن جمزَى من القله وهو الوَسخ كذا جاء به سيبويه، وغيره يقول: بسكون اللام، وينشد عند ذلك:  

ألا أبلغْ لديك بني تـمـيم

 

وقد يأتيك بالخبر الظنونُ

بأن بيوتنا بمحل حـجـر

 

بكل قرارة منها تكـونُ

إلى قلهى تكون الدارُ منا

 

إلى كناف دُومةَ فالحجُونُ

بأودية أسافلـهُـن روض

 

وأعلاها إذا خفنا حُصُونُ

 

ويوم قلهى من أيام العرب. قال عرَام: وبالمدينة واد يقال له: ذو رولان به قرى منها قلهى، وهي قرية كبيرة، وفي حروب عبس وفزارة لما اصطلحوا ساروا حتى نزلوا ماء يقال له: قلهى، وعليه وثق بنوثعلبة بن سعد بن ذبيان، وطالبوا بني عبس بدماءِ عبد العزى بن جداد، ومالك بن سُبيع ومنعوهم الماءَ حتى أعطوهم الدية، فقال: مَعقِل بن عوف بن سبيع الثعلبي:

لنعمَ الحيُ ثعلبة بن سعـد

 

إذا ما القومُ عضهم الحديدُ

هُمُ ردُوا القبائل من بغيض

 

بغيظهم وقد حَميَ الوَقودُ

تطل دماؤهم والفضل فينا

 

على قَلَهى ونحكم ما نريدُ

 

قَلهى: بفتح أوله وثانيه وتشديد الهاء وكسرها، حفيرة لسعد بن أبي وقاص بها اعتزل سعد بن أبي وقاص الناس لما قُتل عثمان بن عقان رضي الله عنه وأمر أن لا يحدث بشيءِ من أخبار الناس حتى يصطلحوا و رُوي فيها قَلَهيا، والذي جاءَ في الشعر ما أثبتناه، وقال ابن السكيت: في شرح قول كثير: قلهي مكان، وهو ماء لبني سُليم عادي غزير رواء. قال كثير:

لعزةَ أطلال أبت أن تكـلـمـا

 

تهيج مغانيها الطرُوب المُتيمـا

كأن الرياح الـذاريات عـشـيةً

 

بأطلالها تنْسِجنَ رَيطاً مُسَهَمـا

أبتْ وأبى وَجدي بعزةً إذ نـأت

 

على عُدَواء الدار أن يتصرَّمـا

ولكن سقى صَوبُ الربيع إذا أتى

 

إلى قَلَهي الدارَ والمتـخـيمـا

بغادٍ من الوَسميّ لما تصـوَّبـتْ

 

عثَانين واديه على القعر ديّمـا

 

يعني موضع الخيام، وفي أبنبة كتاب سيبويه قلهيا وبَرَديَّا ومرَحيّا قالوا في تفسيره: قلهيّا حفيرة لسعد بن أبي وقاص، وفي نوادر ابن الأعرابي التي كتب عنه ثعلبٌ قال أبومحمد قلهى قرب المدينة قال: وهي خمسة أحرُف لفظها واحد قلَهى ونَقمى وصَوَرَى وبَشَمى ويُروى بالسين المهملة وضَفَوَى قال أبو محمد: ووجدنا سادساً نخلى.


القَلِيبُ: بالفتح ثم الكسر قد ذكر اشتقاقه في القلب آنفاً هضب القَليب. جبل الشرَبة عن نصر، وعن العمراني هضب القُليب بالضم، وقد ذكر موضع بعينه فقال:

يا طول يومي بالقليب فلم تكد

 

شمسُ الظهيرة تتقي بحجاب

 

القُليبُ: تصغير القلب. ماء لبني ربيعة. قال الأصمعي: فوق الخرِبَة لبني الكذاب ماء يقال له: القُليب لبني ربيعة من بني نمير النصريين، ودون ذلك ماء يقال له الحوراءُ لبني نبهان من طيىءٍ، وقد روى هضب القُليب بالتصغير جبل لبني عامر.


القُلَيّبُ: تصغير القليب. ماء بنجد فوق الخرِبة في ديار بني أسد لبطن منهم يقال لهم: بنو نصر بن قعَين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة. القُلَيسُ: تصغير قلس، وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه. لما ملك أبرهة بن الصباح اليمن بَنَى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها، ونقشها بالذهب، والفضة، والزجاج، والفُسيفساء، وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيه خشباً له رُؤوس كرؤوس الناس، ولككها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القُبة برنُساً فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فيتلأُلأُ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر، وسمّاها القُلَيس بشديد اللام، وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس بفتح القاف، وكسر اللام، وكذا قرأته بخط السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين أخبرنا سلموَيه أبو صالح قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال: رأيت مكتوباً على باب القليس، وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسندَ بنيتُ هذا لك من مالك ليذكر فيه اسمك وأنا عبدُك كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام. قال: عبد الرحمن بن محمد سميت القليس لارتفاع بنيانها وعلوّها، ومنه القلانس لأنها في أعلا الرؤوس، ويقال: تقلنس الرجل وتقلسَ إذا لبس القلنسُوَةَ وقلسَ طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه، وما ذكرنا من أنه جعل على أعلى الكنيسة خشباً كرؤوس الناس، ولككها دليلٌ على صحة هذا الاشتقاق، وكان أبرهة قد استَذَلَّ أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعاً من السُخر، وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع، والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام وكان من موضع هذه الكنيسة على فراسخ، وكان فيه بقايا من آثار ملكهم، فاستعان بذلك على ما أراده من بناءِ هذه الكنيسة، وبهجتها، وبهائها، ونَصَبَ فيها صلباناً من الذهب، والفضة، ومنابر من العاج، والآبنوس وكان أراد أن يرفع في بنيانها حتى يشرف منها على عَدَن وكان حكمه في الصانع إذا طلعت الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن يقطع يده فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت معه أمه وهي امرأة عجوز فتضرّعت إليه تستشفع لابنها فأبى إلا أن يقطع يده، فقالت اضرب بمعوَلك اليوم، فاليوم لك وغداً لغيرك، فقال لها: ويحك ما قلت فقالت: نعم كما صار هذا الملك إليك من غيرك، فكذلك سيصير منك إلى غيرك، فأخذته موعظتها، وعفا عن ولدها، وعن الناس من العمل فيها بعدُ فلما هلك ومُزقت الحبشة كل ممزْق وأقفرَ ما حول هذه الكنيسة ولم يعمرها أحدٌ كُثَرت حولها السباعُ والحيّات، وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجنُّ فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والآلات من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة، والقناطير من المال لا يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئاً إلى زمان أبي العبّاس السفّاح فذكر له أمرُها، فبعث إليها خاله الربيِغ بن زياد الحارثي عامله على اليمن، وأصحبه رجالاً من أهل الحزْم والجلد، حتى استخرج ما كان فيها من الآلات والأموال وخرَّبها حتى عفا رسمها وانقطع خبرُها، وكان الذي يُصيب من يريدها من الجنّ منسوباً إلى كُعيت وامرأته صنمان كانا بتلك الكنيسة بنيت عليهما فلما كسر كُعيت وامرأته أصيب الذي كسرهما بجذام فافتَتَن بذلك رَعاعُ اليمن، وقالوا: أصابه كعيت، وذكر أبو الوليد كذلك في أن كعيتاً كان من خشب طوله ستون ذراعاً، وقال الحُسم شاعر من أهل اليمن:

من القليس هلالٌ كلما طـلـعـا

 

كادت له فتَنٌ في الأرض أن تقعا

حُلْوٌ شمـائلُـه لـولا غـلائلـه

 

لمالَ من شدة التهييف فانقطعـا

كأنه بطلٌ يسـعـى إلـى رجـل

 

قد شد أقبيَةَ الـسـدَّان وادَرَعـا

 

ولما استتم أبرهة بنيان القليس كتب إلى النجاشي أني قد بنيتُ لك أيها الملك كنيسةً لم يبنَ مثلها لملك كان قبلك، ولستُ بمنتَهٍ حتى أصرِفَ إليها حجَّ العرب، فلما تحدَث العرب بكتاب أبرهة الذي أرسله إلى النجاشي غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، والنسأة هم الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية أي يحلونها فيؤخرون الشهر من أشهر الحرُم إلىالذي بعده ويحرّمون مكانه الشهر من أشهر الحل ويؤخرون ذلك الشهر. مثاله أن المحرّم من الأشهر الحرُم فيحللون فيه القتال، ويحرمونه في صفر، وفيه قال اللَه تعالى: " إنما النسيءُ زيادة في الكفر " التوبة : 37، قال ابن إسحاق. فخرج الفُقَيمي حتى أتى القليس، وقعد فيها يعني أحدث وأطلى حيطانها ثم خرج حتى لحق بأرضه فأُخبر أبرَهة فقال: من صنع هذا فقيل له: هذا فعل رجل من أهل البيت الذي تحج إليه العرب بمكة لما سمع قولك أصرف إليها حجَ العرب غضبَ فجاءَ فقعدَ فيها أي إنها ليست لذلك بأهل، فغضب أبرَهة، وحلف ليسيرنّ حتى يهدمه وأمر الحبشة بالتجهيز فتهيأت وخرج ومعه الفيل، فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم.


القُلَيعَةُ: بلفظ تصغير القلعة. موضع في طرف الحجاز على ثلاثة أميال من الغضاض، والقُلَيعة بالبحرين لعبد القيس.


قَليوش: بالفتح ثم السكون، وضم الياء، وسكون الواو، وشين معجمة. على ستة أميال من أورِيولَة بالأندلس والله الموفق للصواب.