حـرف الـكـاف: باب الكاف والراء وما يليهما

باب الكاف والراء وما يليهما

كَراثا: قرية من قرى الموصل بينها وبين جزيرة ابن عمر تعرف اليوم بتَل موسى، وكان موسى تركمانيًا، ولي الموصل من قبل السلجوقية، وقتل هناك، ودفن على تلها فعُرفت بذلك، وذلك في أيام كربوغا على الموصل.


كِرَاءُ: فمن رواه بالكسر فهو مصدر كارَيتُ ممدود والدليل عليه قولك رجل مُكار، ورواه ابن دريد والغوري كَرَاءُ بالفتح والمد ولا أعرفه في اللغة. ثنية ببيشةً، وقيل ثنية بالطائف، وقيل واد يدفع سيلُه في تُرَبَةَ، وقال ابن السكيت في قول عُروة بن الورد:

 

تحن إلى سَلمى بحُـر بـلادهـا

 

وأنت عليها بالمَلاَ كنتَ أقـدَرا

تحُل بواد من كَـرَاءَ مـضـلة

 

تحاول سَلمى أن أهابَ وأحصرا

 

قال: كَرَاء هذه التي ذكرها ممدودة هي أرض ببيشة كثيرة الأسد وكَرَا غير هذه مقصور ثنية بين مكة والطائف. قال بعضهم:

ألا أبلغ بنـي لأي رسـولاً

 

وبعض جوار أقوام ذمـيمُ

فلو أني علقتُ بحبل عمرو

 

سعي وافٍ بذمتـه كـريمُ

كأغلَبَ من أسُود كَرَاءَ وَرْد

 

يشد خشاشه الرجل الظلومُ

ولكني علقتُ بحبـل قـوم

 

لهم لَمَم ومنكرة جُـسـومُ

 

لما قدم نعتَ النكرة نصبه على الحال فقال: ومنكرةً جُسومُ. فهو مثل قوله:

لعَزةَ موحشاً طَلَلُ

 

وقال آخر:

منعناكم كَرَاء وجـانـبـيه

 

كما منع العزيز وَحا اللُهام

 

الكَرَاثُ: بالفتح وآخره ثاء مثلثة. قال السُكَري وغيره في قول ساعدة بن جُوَية الهُذلي:

وما ضَرَبٌ بيضاءُ يسقى دَبوبها

 

دُفاق فعُروانُ الكراث فضيمُها

 

دفاق وعروان والكراث وضيم أودية كلها في بلاد هذيل هكذا هو في عدة مواضع من كتاب هذيل، وهو غلط، والصواب الكراب بالباء الموحدة لأن تأبط شراً يقول:

لعلَّي ميتٌ كمـداً ولـمـا

 

أطالع أهلَ ضيم فالكراب

إذا وقعت بكَعب أو قُـرَيم

 

فقـد سـاغ الـشـرابُ

وإن لم آت جمع بني خُثَيم

 

وكاهلها برجل كالضباب

 

كَراجُك: بالفتح والجيم المضمومة وآخره كاف. قال السمعاني. قرية على باب واسط.


كُراش: بالضم وَآخره شين معجمة أظنه مأخوذاً من الكرش، وهو من نبات الرياض والقيعان أنجعُ مربع وأمرؤه تُسمَن عليه الإبلُ وتغزر، وهو اسم جبل لهذيل، وقيل: ماءٌ بنجد لبني دهمان. قال أبو بثينة بن أبي زنيم: يخاطب سارية بن زُنيم فقال:

أسارية الذي تُهـدَى إلـينـا

 

قصائدُه ولم يعلم خـلـيلـي

فهل تأوي إلى المَنحاة إنـي

 

أخافُ عليك معتلج السـيول

متى ما تَبلُهُم يوماً تجـدهـم

 

على ما نابَ شر بني الذبيل

وأوفى وَسطَ قَرنِ كُرَاشَ داع

 

فجاؤوا مثلَ أفواج الحسـيل

 

كُرَاعٌ : بالضم وآخره عين مهملة وكُرَاعُ كل شيءٍ طرفُه وكراعُ الأرض ناحيتها وكراع ما سال من أنف الجبل أو الحرة، والكراع اسم لجمع الخيل وكُرَاعُ الغَميم. موضع بناحية الحجاز بين مكة، والمدينة، وهو واد أمام عُسفان بثمانية أميال، وهذا الكراع جبل أسوَدُ في طرف الحرة يمتدُ إليه وله خبر في ذكر أجإ وسَلمَى، وكُرَاعُ ربة بالراء وتشديد الباءِ الموحدة والهاء بلفظ ربة البيت أو ربة المال أي صاحبته في ديار جذام. قال ابن إسحاق: في سرية زيد بن حارثة إلى جُذام قال: نزل رفاعة بن زيد بكراع رَبةَ كذا ضبطه ابن الفرات بخطه، وكُرَاعُ مَرشى موضع آخر.


كَرَاغُ: بالفتح وآخره غين معجمة. نهر بِهَرَاة.


كَرانطه: بالفتح ثم التشديد، وبعد الألف نون ساكنة وطاءٌ وهاءٌ، وهو موضع في أرض البربر من بلاد المغرب.


كُرَانُ: بالضم والتخفيف وآخره نون. قال أبو سعد: قرية بالشام، وهو غلط منه فاحش لأني سألت عنها بالشام، فلم ألقَ من يعرفها إنما كران بليدة بفارس ثم من نواحي دارا بجرد قرب سيراف، وقال السلفي: قال لي أبو منصور: الفيروزابادي الحافظ: كُرَان قرية على عشرة فراسخ من سيراف، وإليها ينسب محمد بن سعد الكراني الأديب الأخباري روى عن الأصمعي، وأكثر عن الرياشي، وأبي حاتم السجستاني، وعمر بن شبة وحمَاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي الحسن الميداني، والخليل بن أسد النوشَجاني، وطبقته روى عنه الصولي، وكان من مشاهير أهل الأدب، وأبو الطيب الفرحان بن شيران الكراني عن سواد كران، وزير صمصام الدولة بن عضد الدولة، وأبو محمد عبد الله بن شاذان الكراني روى عن زكرياءَ بن يحيى الساجي، وعبد الله بن شبيب المدني، ومحمد بن يحيى بن المنذر الخراز روى عنه الخَطابي أبو سليمان أحمد بن محمد في كتاب صفة أسماء الله تعالى، وأبو إسحاق الكراني أحد كُتاب الإنشاءِ في ديوان عضد الدولة نيابة عن أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف وله قصّة مع عضد الدولة ظريفة، وذلك أنه أنشد عضد الدولة في بعض الأيام قصيدة مدحه بها، وقال فيها وقد تأخر عنه جارية:

أمِن الرعاية يا ابن كل مـمـلـك

 

رفعَتْ له في المكرمات مـنـارُ

أن تَقطع الجاري اليسير عن امرىء

 

ردفتَ كتابـتَـهُ لـك الأشـعـارُ

يا صاحبيَ دَنى الـرحـيلُ فـذلـلا

 

قُلُصَ الركائب تحتها الـشـفَـارُ

الأرض واسعة الفضـاء بـسـيطة

 

والرزق مكتفـلٌ بـه الـجـبـارُ

 

فالتقَتَ عضد الدولة إلى أبي القاسم المطهر بن عبد الله وزيره، وقد غاظه ما سمعه، وقال له: أنت عرَضتني لهذا القول أطلق جاريهُ ووَفهِ ما فاته منه. قال أبو إسحاق: فلما خرج أبو القاسم المطهر من بين يدي عضد الدولة قال لي: أظنك قد كرهتَ رأسَك فقلتُ له: أيها الأستاذ رأس لا يتكلم خير منه دابة.


كِرَانُ: بكسر أوله. موضع في البادية. قال مَعبد بن علقمة بن عباد المازني: وقد خرج عليه قوم من عبد القيس، ولم يكن بحضرته أحد من عشيرته فاستعان بناس من الأزد من الجهاضم وواشج واليحمَد فظفر بهم، فقال:

 

ولما رأيتُ أنني لسـتُ مـانـعـاً

 

كرانَ ولا كيرانَ من رهط سالـم

نَهَضْتُ بقوم مـن هَـدَاد وواشـج

 

وأشباههم من يحمَد والجهـاضـم

بزب اللحى ميلُ العـمـائم عُـزل

 

ترى الوَشمَ في أعصادهم كالمحاجم

فخُضنا القبا حتى جَزَعنا صـوادراً

 

عن الموت غمر المأزق المتلاحم

 

فذكروا أن الأزد أتوا المهلَب بن أبي صفرة، فقالوا: إن معبد بن علقمة مَدَحنا حين أعناه فقال: ما قال لكم فأنشدوه:

بزب اللحى ميلُ العمائم

 

فضحك المهلب، وقال: يا وَيلكم والله ما ترك شيئاً من شتمكم فقالوا: لو علمنا ما نصرناه.


كرانُ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون. محلة مشهورة بأصبهان، وقد نسب إليها من لا يُحصى من أهل العلم والرواية، وكرَانُ أيضاً بلد من بلاد الترك من ناحية التبت بها معدن الفضة، وثم عين ماءِ لايُغْمس فيها شيء من المعدنيّات نحو الحديد وغيره إلا يذوب. قال الحازمي: وكرَانُ حصن على نهر شلف بالمغرب في بلاد البربر، وذكره ابن حَوقَل، وقال: هو حصن أزلي يقال له: سوقُ كرَانَ، وبينه وبين ملتانة مرحلة وبينه وبين أشير ثلاث مراحل.


كربُج دينار: يقال للحانوت: كُربُج وكربُق بالضم ثم السكون وباءُ موحدة مضمومة وجيم: موضع قريب من الأهواز دون سوق الأهواز بثمانية فراسخ من جهة البصرة له ذكر في أخبار الخوارج مع المهلب بن أبي صُفْرة. قال يزيد بن مفرغ:

سقى هَزَمُ الأرعاد منبجسُ العُرَى

 

منازلَها من مسرَقانَ فـسـرَقـا

فتُستَرَ لا زالت خصيباً جنـابُـهـا

 

إلى مدفَع السُلاَن من بطن دورَقا

إلى الكربُج الأعلى إلى رامَ هرمز

 

إلى قرَيَات الشيخ من فوق شسَتقا

 

كربَلاءُ: بالمد، وهو الموضع الذي قُتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه في طرف البرية عند الكوفة فأما اشتقاقه، فالكربلة رخاوة في القدمَين يقال: جاء يمشي مُكربِلاَ فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رَخْوة فستيت بذلك، ويقال: كربَلْتُ الحنطة إذا هذبتها، ونقيتها وينشد في صفة الحنطة:

يحملن حمراء رسوباً للثـقـل

 

قد غربِلَت وكُزبِلَت من القَصْل

 

فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض مُتقاة من الحصى والدَغَل فسميت بذلك والكَربَل اسم نبت الحماض، وقال أبو وجرَةَ يصف عُهُونَ الهوْدَج:

وثامر كربل وعميم دِفْلَى

 

عليها والندى سبط يمور

 

فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر نبتُه هناك فسمى به وقد روي أن الحسين رضي الله عنه لما انتهى إلى هذه الأرض، قال لبعض أصحابه: ما تسمَى هذه القرية وأشار إلى العَقر فقال له: اسمها العقر فقال الحسين: نَعُوذ بالله من العَقر ثم قال: فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها قالوا كربلاءُ فقال أرضُ كرب وبلاءٍ وأراد الخروج منها فمنع كما هو مذكور في مقتله حتى كان منه ما كان، ورثته زوجتُه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقالت:

واحُسينا فلا نسيتُ حُسينـاً

 

أقْصدتهُ أسِـنْةُ الأعـداء

غادروه بكربلاءَ صريعـاً

 

لاسَقَى الغيثُ بعده كربلاءُ

 

ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاءُ فشكا إليه عبد الله بن وثيمة البصرية الذبانَ فقال رجل من أشجع في ذلك:

لقدحُبِسَت في كربلاء َمطيتـي

 

وفي العَين حتى عاد غثاً سمينُها

إذا رحلَت من منزل رجعَتْ له

 

لعمري وأيها إنني لأهِـينُـهـا

ويمنَعها من ماء كـل شـريعة

 

رفاق من الذبانِ زرق عيونُهـا

 

كرتُم: بالضم والسكون وتاءٍ مثناة من فوقها وميم. قال أبو منصور: كرتُوم بالواو، وهي حرَة بني عذْرَةَ والكرتوم في اللغة الصغار من الحجارة، وينشد بعضهم:

أسقـاك كـل رائح هـزيم

 

يتركُ سيلاً خارج الكلـوم

ونافعاً بالصفصف الكرتوم

 

 

 

كرث: بالضم ثم السكون وثاء مثلثة. مدينة في أقصى بلاد المغرب قرب بلاد السودان، وربما قيلت: بالتاء المثناة.


كَرَجُ: بفتح أوله وثانيه وآخره جيم، وهي فارسية، وأهلها يسمونها كَرَه، وهي في رِستاق يقال له: فاتق وفاتق عرب عن هَفْته فأما مجازه في العربية فالكرج من قولهم تكَرَجَ الخبزُ إذا أصابه الكرج، وهو الفساد لا أعرف له معنى غيره وبني منه الكرج وهي. مدينة بين همذان وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرِب، ويضاف إليها كورة وأول من مصرها أبو دُلف القاسم بن عيسى العِجلي وجعلها وطنه وإليها قصده الشعراء، وذكروها في أشعارهم،وإلى كرج أبي دلف ينسب القاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري المعروف بالكافي الكرجي، وكاق فقيهاً فاضلاَ ذا عبادة، ومضاءٍ في المناظرة لقي الشيوخ فأخذ عنهم ثم ناظر الأئمة فقطعهم، وسمع الحديث ورواه وولي القضاءَ بالكرج ومات سنة 538، ومن بُرُوجرد إلى الكرج عشرة فراسخ ومن الكرج إلى البرج اثنا عشر فرسخاَ ومن البرج إلى نُوبنْجان عشرة فراسخ ومن نوبنجان إلى أصبهان ثلاثون فرسخاً وبين الكرج وهمذان نحو ثلاثين فرسخاً وكانت الكرج مدينة متفرقة ليس لها اجتماع المدن، وأبنيتها أبنية الملوك قصور واسعة متفرقة، وهي ذات زرع ومواشٍ فأما البساتين والمنتزهات فليست بها إنما فواكههم من بُرُوجرد وغيرها وبناؤهم من طين، وهي مدينة طويلة نحو من فرسخ، ولها سوقان على باب الجامع، وسوق آخر بينهما صحراءُ، وكَرَج من قرى الري أخرى. والكَرَج أيضاً أكبر بلدة في ناحية رُوذراور بالقرب من همذان من نواحي الجبال بين همذان ونهاوند بين الكَرَج وبين كل واحدة منهما سبعة فراسخ.


الكُرْجُ: بالضم ثم السكون وآخره جيم، وهو جيل من الناس نصارى كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم، وملك ولُغَة برأسها، وشوكة وقوة وكثرة وعدد. قال المسعودي: وقد وصف سُكان جبال القبق، وكورها فقال: ويلي مملكة خيزان مما يلي باب القبق ملك يقال له: برزينان، ويعرف بلده هذا بالكرج، وهم أصحاب الأعمدة، وكل ملك يلي هذه البلاد يقال له: برزينان، ولم يزد مع إكثاره في غيرهم فيدلُ على قلتهم فسبحان من يغير الأحوال فإنهم في زماننا ملولكً لهم شوكة وعدة تملكوا بها البلاد حتى أخرجهم عنها خوارزم شاه جلال الدين.


كرجة: مدينة من مُدُن خوزستان.


كَرْجَن: بالفتح ثم السكون وجيم ونون. موضع.


كَرْخايا: بالفتح ثم السكون وخاءٌ معجمة وبعد الألف ياء مثناة من تحت. هو نهر كان ببغداد يأخذ من نهر عيسى تحت المحوَل حتى يمر ببراثا فيسقي رستاق الفَرَوسيَج الذي منه بغداد نفسها فلما أحدث عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس الرَحا المعروفة برحا أم جعفر قطع نهر كرخايا، وجعل سقي رستاق الفَروسيَج، والكَرخ من نهر الرُفيل، وهذا نهر معروف مشهور، وقد أكثرت الشعراءُ من ذكره، والآن لا أثر له، ولا يعرف البتةَ. قال الخطيب: ويحمل من نهر عيسى بن علي نهرٌ يقال له: كرخايا تتفرع منه أنهار تدخل بغداد من موضع قال له: باب أبي قبيصة ويمرُ إلى قنطرة اليهود وقنطرة درب الحجارة، وقنطرة البيمارستان وباب المحوَل وتتفرع منه أنهار الكرخ كلها منها نهر رَزين يمر في سُوَيقة أبي الورد إلى بركة زَلزَل ثم إلى طاق الحرَاني ثم يصب في الصَراة أسفل من القنطرة الجديدة ويتفرع من نهر رزين نهر يعبر بعبارة فيدخل إلى مدينة المنصور وتتفرع من كرخايا أنهار عدة في سوق الكرخ لا أثر لها الآن البتة منها نهر الدَجاج.


الكرخُ: بالفتح ثم السكون، وخاء معجمة، وما أظنها عربية إنما هي نبطية، وهم يقولون: كَرَخْتُ الماء وغيره من البقر والغنم إلى موضع كذا أي جمعته فيه في كل موضع، وكلُها بالعراق، وأنا أرتب ما أضفت إليه على حروف المعجم حسب ما فعلناه في مواضع.


كَرْخُ باجدا: قيل هو: كرخ سامرا يذكر في موضعه وقيل: كرخ باجدا، وكرخ جُدانَ واحد والله أعلم. كَرْخُ البصرَة: حدث أبو علي المحسن. قال القاسم بن علي: بن محمد الكرخي، وأخوه أبو أحمد وابناه جعفر ومحمد تقلدوا الدنيا لأن القاسم تقلد كور الأهواز وتقلد مصر والشام، وتقلد ديار ربيعة، وتقلد ابنه جعفر كور الأهواز، وتقلد فارس وكرمان، وتقلد الثغور، وأشياء أخر، وتقلد أبو جعفر محمد بن القاسم الجبل، وديوان السواد دفعات، وقطعة من المشرق كبيرة، وتقلد البصرة والأهواز مجموعة ثم تقلد عدة دواوين كبار جليلة بالحضرة ثم تقلد الوزارة للراضي ثم الوزارة للمتقي، وإذا أضيف إليهم من تقلد من وجوه أهلهم وكبارهم لم يخلُ بلد جليل من أن يكون واحد منهم يقلده وإنما سموا الكرخيين لأن أصلهم من ناحية الرستاق الأعلى بالبصرة في عراض المفتح تعرف بالكرخ باقية إلى الاَن إلا أنها كالخراب لشدة اختلالها، وقد تقلد البصرة غير واحد منهم وقطعاَ من الأهواز تقلد البصرة أبو أحمد أخو القاسم الكرخي، وتقلد مصر أيضاً وتقلد قطعة من الأهواز في أيام السلطان أبو جعفر الكرخي المعروف بالجرو وهذا الرجل مشهور بالجلالة فيهم قديماَ، وكان مقيماً بالبصرة قال: وشاهدته أنا وهو شيخ كبير، وقد اختلتْ حاله فصار يلي الأعمال الصغار من قبل عُمال البصرة، وكان أبو القاسم بن أبى عبد الله البريدي لما ملك البصرة صادره على مال أُقرِفَ به وسمرَ يديه في حائط، وهو قائمٌ على كرسي فلما سمرت يداه بالمسامير في الحائط نحى الكرسي من تحته وسلت أظافيره، وضرب لحمه بالقضيب الفارسي، ولم يمتْ، ولا زمِنَ قال: ورأيته أنا بعد ذلك بسنين صحيحاَ ولا عيب لهم إلا ما كانوا يرمون به من الغلو فإن القاسم وولديه استفاض عنهم أنهم كانوا مخمسة يعتقدون أن علياً وفاطمة، والحسن والحسين، ومحمد صلى الله عليه وسلم خمسة أشباح أنوار قديمة لم تزل ولا تزال إلى غير ذلك من أقوال هذه النُحلة، وهي مقالة مشهورة، وكان القاسم ابنه من أسمح من رأينا في الطعام وأشدهم حرصاً على المكارم وقضاء الحاجات وكان لأبي جعفر محمد بن القاسم على ما بلغني في غير عمل تقلده وخرج إليه ستمائة دابة وبغل ونيف وأربعون طباخاً ثم آلت حاله في آخر عمره إلى الفقر الشديد، ومات بعد سنة 340 في منزله ببغداد كَرْخُ بغداد : ولما ابتنى المنصور مدينة بغداد أمر أن تجعل الأسواق في طاقات المدينة إزاء كل باب سوق فلم يزل على ذلك مدة حتى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم رسولاً من عند الملك فأمر الربيعَ أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليها ويتأملها، ويرى سورها وأبوابها، وما حولها من العمارة ويصعده السور حتى يمشي من أوله إلى آخره، ويريه قباب الأبواب، والطاقات وجميع ذلك ففعل الربيع ما أمره به فلما رجع إلى المنصور قال له: كيف رأيتَ مدينتي قال: رأيت بناءً حسناً ومدينة حصينة إلا أن أعداءَك فيها معك قال: من هم قال: السوقة يُوافي الجاسوس من جميع الأطراف فيدخل الجاسوس بعلة التجارة والتجار هم بُرُد الآفاق فيتجسس الأخبار ويعرف مايريد وينصرف من غير أن يعلم به أحد فسكتَ المنصورفلما انصرت البطريق أمر بإخراج السوقة من المدينة وتقدم إلى إبراهيم بن حُبيش الكوفي وخراش بين المسيب اليماني بذلك وأمرهما أن يبنيا ما بين الصراة، ونهر عيسى سوقاً وأن يجعلاها صفوفاً ورتب كل صف في موضعه، وقال: اجعلا سوق القصابين في آخر الأسواق فإنهم سفهاء، وفي أيديهم الحديد القاطع ثم أمر أن يبنى لهم مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة ولا يدخلوا المدينة قال الخطيب: وقلد المنصور ذلك رجلاً يقال له: الوَضاح بن شَبا فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح، والمسجد فيه قال: ولم يضع المنصور على الأسواق غَلةً حتى مات فلما استخلف المهدي أشار عليه أبو عبد الله حتى وضع على الحوانيت الخراج، وقال غيره: إنه وضع عليهم المنصور الغلة على قدر الصناعة فلما كثر الناس ضاقت عليهم، فقالوا لإبراهيم بن حُبيش وخراش قد ضاقت علينا هذه الصفوف، ونحن نتسع ونبني لنا أسواقاَ من أموالنا، ونؤدي عنا الإجارة، فأجيبوا إلى ذلك فاتسعوا في البناء والأسواق، وقد قيل: إن السبب في نقلهم إلى الكرخ أن دخاخينهم ارتفعت واسودت حيطان المدينة وتأذَى بها المنصور فأمر بنقلهم، وقال محمد بن داود الأصبهاني:

يهيم بذكر الكرخ قلبي صـبـابة

 

وما هو إلا حب من حل بالكرخ

ولست أبالي بالردى بعد فقـدهـم

 

وهل يجزَعَ المذبوح من ألم السلخ

وأضاف إليهما عبيد الله بن عبد الحافظ بَيتَين آخرين وهما:

 

أقول وقد فارقتُ بغداد مُكرَهـاً

 

سلام على أهل القطيعة والكرخ

هَوَايَ ورائي والمسير خـلافُـهُ

 

فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ

 

والأشعار في الكرخ كثيرة جدا وكانت الكرخ أولاً في وسط بغداد والمحال حولها فأما الاَن فهي محلة، وحدها مفردة في وسط الخراب، وحولها محال إلا أنها غير مختلطة بها فبين شرقها والقبلة محلة باب البصرة وأهلها كلهم سُنية حنابلة لا يوجد غير ذلك، وبينهما نحو شوط فرس، وفي جنوبها المحلة المعروفة بنهر القلآئين، وبينهما أقل مما بينهما، وبين باب البصرة، وأهلها أيضاً سنية حنابلة، وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحوَل وأهلها أيضاً سنية، وفي قبلتها نهر الصراة، وفي شرقيها نصب بغداد ، ومحال كثيرة، وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية لا يوجد فيهم سُنيٌ البتة.


كرخُ جدانَ: بضم الجيم وسمعت بعضهم يفتحها، والضم أشهر والدال مشددة وآخره نون زعم بعض أهل الحديث أن كرخ باجدا، وكرخ جدان واحد وليس بصحيح فأما باجدا فهو كرخ سامرا وأما كرخ جدان. فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خَانِقين عن بعد، وهو الحد بين ولاية شهرزور والعراق، وإلى هذا الكرخ ينسب الشيخ معروف الكرخي ابن الفيرزان أبو محفوظ، وأخوه عيسى بن الفيرزان حكى عن أخيه وقد روي أن معروفاً من كرخ باجدا قالوا: وبيته معروف إلى الآن يزار فيها، وقال أبو بكر الخطيب: إنه من كرخ بغداد واللَه أعلم، وإلى كرخ جدان. ينسب عبد الله بن الحسن بن دلهم أبو الحسن الكرخي سكن بغداد، وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي روى عنه ابن حيوَيه، وابن شاهين، وغيرهما، وهو المصنف على مذهب أبي حنيفة مات في رمضان سنة 340، ومولده سنة 260، وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبدالله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد الكرخي المعروف بابن الرُّطبي من أهل كرخ جدان ولي القضاء، والأسجال نيابة عن قاضي القضاة رَوح بن أحمد الحديثي وغيره عدة نوب وَوُلي الحِسبة عدة نُوَب، ومات في سنة 527.


كَرخُ الرَقة: من أرض الجزيرة. قال الصَنَوبري يذكره:

وإلى الرَقتَين أطْوَى قرى البي

 

د بمطوية القَـرى مِـذعـان

فأرُودُ الهَنِيءَ في خَفْض عيش

 

وأمان من حادثات الـزمـان

حبّذا الكَرخُ حبذا العمر لابـل

 

حبذا الدير حبذا السَـروَتـان

 

كرخُ سامَرَّا: وكان يقال له: كرخ فيروز منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك، وهو أقدم من سامرَّا فلما بُنيت سامرّا اتصل بها، وهو إلى الان باقٍ عامرٌ ، وخربت سامرَّا وكان الأتراك الشبلِية ينزلونه في أيام المعتصم، وبه قصر اشناس التركي مولى المعتصم، وهو موضع مدينة قديمة على ارتفاع من الأرض، وزعم بعضهم أنه كرخ باجدّا، ومنه الشيخ معروف بن الفيرزان الكرخي الزاهد، ويحتاج إلى كشف وبحث، وقد نسب ابن أبي حاتم أبا بدر عَبّاد بن الوليد بن خالد الغُبَري الكرخي إلى كرخ سامرّا، وقال الخطيب: أحمد بن هارون الكرخي من كرخ سامرّا روى عن عمرو بن محمد بن أبي رزين، وأبي داود الطيالسي، وحبان بن هلال، وسعيد بن عامر وبَدَل بن المحبر قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وسمع أبا بكر الزاغوني، وأبا الكرم بن الشَهرَزُوري، وأبا المعالي بن الحنان الخزيمي، وغيرهم.


كَرخُ مَيسانَ: كورة بسواد العراقَ تدعى استراباذ، وهي غير أستراباذ التي بطبرستان، ونقل العمراني أن كرخ مَيسان بلد بالبحرين وفيه نظرٌ.


كَرخُ عَبَرتا: وعبرتا. من نواحي النهروان وخرب النهروان جميعه وهي الاَن عامرة. ينسب إليه أبو محمد عبد السلام بن يوسف بن محمد بن عبد السلام العَبَرتي الكرخي من كرخ عَبَرتا، وهو خطيبها سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي مجلدَين من أماليه الرابع والخامس، وهو حيٌّ في سنة 620 فيما أحسب.


كَرخُ خُوزِستان: مدينة بها وأكثرهم يقولون كَرخَة.


كَرخِينِي: بكسر الخاء المعجمة ثم ياء ساكنة ونون وياء ممالة. هي قلعة في وَطَاءٍ من الأرض حسنة حصينة بين دقوقا، واربل رأيتُها، وهي على تل عالٍ ، ولها ربض صغير. كِرداح: بكسر أوله وسكون ثانيه، ودال مهملة وآخره حاءٌ مهملة. موضع.


كُرد: بالضم ثم السكون ودال مهملة بلفظ واحد الأكراد اسم القبيلة. قال: ابن طاهر المقدسي. اسم قرية من قرى البيضاء. منها شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الكردي حدثنا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فادشاه الأصبهاني عن أبي القاسم الطبراني بكتاب الأدعية من تصنيفه وسألتهُ عن هذه النسبة، فقال: نحن من أهل قرية بيضاءَ يقال لها: كُرد، وقال الاصطخري: كرد بلدة أكبر من أبَرقُوه، وأخصَبُ سعراً، ولهم قصور كثيرة.


كَردَرُ: بفتح أوله ثم السكون ودال مفتوحة وراءٌ . هي ناحية من نواحي خوارزم، أو ما يتاخمها من نواحي الترك لهم لسان ليس خوارزميًّا، ولا تركيا، وفي ناحيتهم عدة قرى ولهم أموال ومَوَاش إلا أنهم أدنياء الأنفس كذا ذكر لي ابن قسّام الحبلي. منها عبد الغفور بن لُقمان بن محمد أبو المفاخر الكردري روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي المروزي، وله تصانيف على مذهب أبي حنيفة منها الانتصار لأبي حنيفة في أخباره، وأقواله والمفيد والمزيد، في شرح التجريد، وشرح الجامع الصغير وكان مدرّساً بحلب في مدرسة الحدادين مات في سنة 562، ووجدت في أخبار الفرس أن أفراسياب ملك الترك دفن كنوزه وخزائنه في وسط البحر الذي بناحية خوارزم فوق كَردَر فلم يَعثُر عليه أحد حتى كان زمن ابرويز بن هُرمز فكان هو الذي ظفر بتلك الكنوز فنقلت إليه في اثنتي عشرة سنة في كل شهر يرد عليه عشر بغال مُوقَرة، وأكثر ذلك الجواهر وصفائح الذهب الإبريز.


كَردَشير: ويقال ديرُ كَردَشير. حصن في المفازة التي بين قُمّ والرَّيّ ذكر في الديرة.


كَردُ فَنَّاخُسرَه: وفَناخُسره بفتح الفاء وتشديد النون والخاء معجمة مضمومة هو الملك عضد الدولة أبو شجاع بن ركن الدولة أبي الحسن علي بن بُوَيه، وهي مدينة اختطها على نصف فرسخ من شيراز وشق إليها نهراً كبيراً أجراه من مسيرة يوم أنفق عليه الأموال العظيمة، وجعل إلى جنبها بستاناً سعته نحو فرسخ، ونقل إليها الصوَافين وصُناع الخز والديباج وصُناع البَرَكانات، وكتب اسمه على طرزها، واتخذ بها القُواد دوُراً، وعقارات جليلة، وجعل لها عيداً في كل سنة يجتمع إليه للفسق واللهو، والآن قد خربت بعد موته وبطلت رسومها، وكان وصول الملك إليها لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 354، وجعل هذا اليوم عيداً يجتمع فيه الناس من النواحي للشرب والقَصف ويقيمون فيها سبعة أيام في أسواق تستعدُّ لذلك.


كَرْديِز: بالفتح ثم السكون ودال مهملة مكسورة، وياءٌ مثناة من تحتها وزاي هي، ولاية بين غزنة والهند.


كُرْزُبان: وأهل خراسان يسمونها كُرْزُوَان بضم الكاف، وبعد الراء الساكنة زاي وباءٌ موحدة وآخره نون. هي بلدة في الجبل قرب الطالقان جبلها متصل بجبال الغور وهي، قرية من مرو الروذ أيضاً خرج منها قوم من أهل العلم وربما كتبت في الخط بالجيم، فقيل جُرزُبان.


كَرْزَين. قلعة من نواحي حلب بين نهر الجَوز والبيرة عمل بفتح الكاف وسكون الراء، وفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف، وآخره نون.


كرسَكان: بفتح الكاف، وسكون الراء وفتح السين وآخره نون. هي قرية من قرى أصبهان ثم من قرى ناحية لنجان ينسب إليها محمد بن حيوية بن محمد بن الحسن بن الكرسكاني الإسكافي أبو بكر حدث عن عبد الرحمن الكلابي روى عنه أحمد بن محمد التبع ،وأبو عبد الله القايني حدث في شوال سنة423 . كرٌ:بالضم والتشديد بلفظ الكر من الكيل المعلوم وهو ستون قفيزاًوالكر في اللغة الحسي العظيم والجمع كرار قال:قلب عادية وكرار.وقال البكري: الكر هو القليب الذي يكون في الوادي فإن لم يكن بالوادي فهو ليس بكر. قال الأديبي: هوموضع بفارس والمشهور أن الكر نهر بين أرمينية وأران يشق مدينة تفليس،وبينه وبين برذعة فرسخانثم يجتمع هو،ونهر الرس بالجمعثم يصب في بحر الخزر،وهو بحر طبرستانوقال الأصطخري: الكر نهر عذب مريء خفيف يجري ساكناً ومبدؤه من بلاد خزران ثم يمر ببلاد أبخار من ناحية اللان من الجبل فيمر بمدينة تفليس ثم على قلعة خنان ثم إلى شكى،ومن جانبيه جنزة، وشمكور، ويجري على باب برذعة إلى برزنج إلى البحر الطبري بعد اختلاطه بالرس، وهو نهر أصغر من الكر. والكر أيضاًمن نواحي الصل الشرقية تعد في أعمال العقر عليها عدة قرى ومزارع كرسفةُ:بالضم ثم السكون ثم سين مضمومة،وفاء مشددة وتاء كالهاء وهو في اللغة اسم للقطن،واسم موضع في قول الشاعر:

كل رُزْءٍ ما أتاني جـلَـلَ

 

غيركرسُقةَ من قنعَيْ قَطَن

 

أي غير ما أتاني من هذا الموضع.


الكرسُ: قرية من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد في أيام مُسيلمة الكذاب، وقاد الحفصي: الكرس بكسر الكاف نخل لبني عدي، وقد أنشد أبو زياد الكلابي:

أشاقَتك الديارُ بهَضـب حَـرسِ

 

كخط معلّم ورقـاً بـنِـقْـسِ

وقفت بها ضُحى يومي وأمسي

 

من الأطراف حتى كدتُ أعسى

وأظعان طلبت لأهل سلـمَـى

 

تباهي في الحرير وفي الدمَقس

كأن حمـولـهـن مـولـيات

 

نخيل العرض أو نخل بكِـرْس

 

كرسيٌ : بلفظ الكرسي الذي تجلس عليه الملوك وتشديد الياء ليس للنسبة، وهي قرية بطبرية يقال: إن المسيح جمع الحواريين بها، وأنفذهم منها إلى النواحي، وفيها موضع كرسي زعموا أنه جلس عليه عليه السلام.


الكرشُ: بلفظ كِرْش الماشية يقال: لمدينة واسط الكرش لقول: الحجاج لما عمرها بنيتُ مدينة على كرش من الأرض، وقد بسط القول فيه في واسط، وكان يقال: لأهلُ واسط الكرشيون، وكانوا إذا مروا بالبصرة تولع بهم أهلُها فينادونهم، فيقولون لهم: يا كرشي فيتغافل، فقيل: تغافُلُ واسِطِي، وهو مثل، والكِرْشُ أيضاَ قلعة بالمهجَم من نواحي مدينة زبيد باليمن. قال أبو زياد الكلابي: ومن جبال أبي بكر بن كلاب الكرش، وكرشِ يؤنث في الإسم، ويذكر فمن شاء قال: هذا كرش، ومن شاءَ قال: هذه كِرش فأما كرشوان فلا تذكر قال: ولا يعرف في بلاد بني كلاب جبل أعظم من كرش.


كرعة: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج المهدي من قرية باليمن يقال: لها كرعة." كرفَةَ: بالضم ثم السكون وفاءٌ . اسم قف غليظ ضخم لبني حنظلة علم مرتجل.


كركانج: بالضم ثم السكون وكاف أخرى، وبعد الألف نون ساكنة يلتقي بها ساكنان ثم جيم: اسم لقصبة بلاد خوارزم، ومدينتها العُظمى، وقد عربت، فقيل: الجرجانية فأما أهل خوارزم فيسمونها كركانج، وليس خوارزم اسماً لمدينة بعَينها إنما هو اسم للناحية بأسرها، وهما كركانجان فهذه الكبرى، وبينها وبين كركانج الصغرى ثلاثة فراسخ وعهدي بالصغرى، وهي أيضاً عامرة كثيرة الأهل ذات أسواق وخيرات، وما أظنهما إلاخربتا معاً في وقت التتر في سنة 618 والله المستعان. ينسب إليها أبونصر محمد بن أحمد بن علي بن حامد يكتب من الأدباءِ.


كُركَانُ: بالضم وآخره نون وإذا عرب قيل: جرجان، وهي ثلاثة مواضع. أحدها هذه المدينة المشهورة التي بين طبرستان، وخراسان، وقد خرج منها الجم الغفير من العلماء، وهذه لا تكتب إلا بجيمين، وكركان قرية بفارس، وكركان أيضاَ قرية بقرميسين، وهذان لا يعرَبان فيما علمت إنما يكتبان بالكاف. قال ابن الفقيه: وبالقرب من قرميسين قرية يقال لها: كركان، وكان يقوم بها سوق في كل عام فيتلف فيها خلق كثير بالعقارب فطلسمها بليناس الحكيم بأمر كسرى، فقلت العقارب فيها وخف على أهلها ما كانوا يلقونه منها، فيقال: إنه لا يوجد فيها عقرب وإن وُجد لم يضر، ومن أخذ من ترابها وطين به حيطان داره في أي بلاد كان لم ير في داره عقرباَ، ومن شرب منه عند لسعة العقرب برَأ لوقته، ومن أخذ شيئاً منه ومسك العقارب بيده لم تضره كذا قال: والله أعلم. كركُ: بسكون الراءِ وآخره كاف. قرية في أصل جبل لُبنان قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نُقطة. أما الكركيُ بفتح الكاف، وسكون الراء فهو أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي قال لي: أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي الحافظ بدمشق هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها: الكرك بسكون الراءِ وليس هو من القلعة التي يقال لها: الكرك بفتح الراء قلت أنا وكان أبو الرضا تاجراً مثرياً بخيلاَ ضيق العيش ليس له غلام ولا جارية، ولا من ينفق عليه فلساً وكان مقتراً على نفسه سمع أبا منصور بن الجواليقي، ومحمد بن ناصر السلامي، ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبيد الله الزاغوني، وسمع في أسفاره في عدة بلاد، وكان أكثر سفره إلى مصر، وكان ثقة في الحديث متقناً لما يكتبه إلا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضياً مات في سادس عشر ذي الحجة سنة 592، وبقي في بيته أياماً لا يعلم بموته أحد حتى أكلت الفار أذنيه وأنفه على ما قيل: وكان مولده سنة 529.


كركَرُ: بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراءَ. مدينة بأرَان قرب بَيلقان أنشأها أنوشروان، وقال لي ابن الأثير: إن كركر حصن قرب ملطية بينها وبين آمد، وبالقرب منه حصن الران الذي يذكره المتنبي في شعره والله أعلم، وكركر أيضاً ناحية من بغداد منها القفص، وكركر أيضاً حصن بين سميساط، وحصن زياد وهو قلعة وقد خربت.


كَرَكُ: بفتح أوله وثانيه وكاف أخرى كلمة عجمية اسم لقلعة حصينة جداً في طرف الشام من نواحي البلقاء في جبالها بين أيلة وبحر القُلزُم، والبيت المقدس، وهي على سن جبل عال تحيط بها أودية إلا من جهة الربض. قال: والكرك أيضاً قرية كبيرة قرب بعَلبك بها قبر طويل يزعم أهل تلك النواحي أنه قبر نوح عليه السلام.


كَرَكسكُوه: كلمة مركبة أما كركس فهو اسم مفازة تتاخم الري، وقُم وقاشان، وما بين ذلك قليلة القرى، والبلدان لا يسكنها إلا قطاع الطريق، وكوه اسم الجبل ومعناه جبل كركس وهو، جبل في هذه المفازة دورُه نحو فرسخين تحيط به هذه المفازة، وفي شعاب هذا الجبل مياه قليلة، وهو جبل وعرُ المسلك، وفي وسط هذا الجبل مثل الساحة فيه ماء يقال له: بيده إذا كنت فيه كنت في مثل الحظيرة، والجبل محيط بك.


كَرْكنت: بفتح أوله وسكون ثانيه، وكسر الكاف الثانية ثم نون ساكنة وتاء مثناة. بلد على ساحل البحر في جزيرة صقلية.


كَرْكُور: ضيعة من ضياع سَفاقس. ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد الكركوري الأديب روى السلفي عن أبي الحسن علي بن خلَف بن عبداللَه الحضرمي الإفريقي عنه أبياتاً قال: كان معلمي.كركولان: كركَوَيه: بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وواو ساكنة وياء مثناة من تحت مفتوحة. مدينة من نواحي سجستان فيها بيت نار معظم عند المجوس.


كركِينُ: بكسر الكافين وآخره نون. من قرى بغداد قرب البردَان. ذكر جحظَة في أماليه قال: كتب علي بن يحيى المنجم إلى الحسن بن مخلد في يوم مهرَجان:

ليت شعري مهرَجتَ يا دهقانُ

 

وقديماً مامهرجَ الـفـتـيان

لم أزل أعمل الزجاجة حتـى

 

كان مني ما يعمل السكـرانُ

 

فأجابه ابن مخلد يقول:

إصو ياذا فلو دعيتَ بكسـرى

 

وعلت في قبابك الـنـيران

لم تجاوز بيوت كركين شبـراً

 

أين منك النوروز والمهرجانُ

 

فأما إصو فمعناه بالنبطية اسكت، وأنشد جحظة لنفسه:

يا نسيم الروض بـالأس

 

حار هيجت ارتياحـي

لقُرَى كركينَ والـقُـف

 

ص وعصيان اللواحي

واستماعي مُلَـحَ الأص

 

وات من قـوم مـلاح

أحمـد الـلـه لـقـد م

 

ات غَبوقي واصطباحى

كم سرور مات لـمـا

 

مات أربابُ السـمـاح

 

كَرَكَى: بالتحريك بوزن بَشكَى. اسم حصن من أعمال أوريط با لأندلس، له ولاية وقرى.
كرمَاطةُ: بالفتح ثم السكون وميم وبعد الألف طاء مهملة. اسم سوق، وحصن على ايناون كذا وجدته في كتاب العمراني ولا أدري ايناون ماهي.


كِرمَان: بالفتح ثم السكون وآخره نون، وربما كسرت،  والفتح أشهر بالصحة، وكرمان في الإقليم الرابع طولها تسعون درجة، وعرضها ثلاثون درجة وهي، ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومُدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان فشرقيها مُكران، ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البَلُوص وغربيها أرض فارس، وشمالها مفازة خراسان وجنوبيها بحر فارس ولها في حدّ السيرجان دَخْلَة في حد فارس مثل الكم، وفيما يلي البحر تقويس، وهي بلاد كثيرة النخل، والزروع، والمواشي، والضرع تشبه بالبصرة في كثرة التمور، وجودتها وسعة الخيرات. قال محمد بن أحمد البناءِ البشاري: كرمان إقليم يشاكل فارس في أوصاف، ويشابه البصرة في أسباب، ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر، واجتمع فيه البرد والحَرُ والجوز والنخل، وكثرت فيه التمور والأرطاب، والأشجار والثمار، ومن مدنه المشهورة جيرَفت، وموقان وخبيص بم والسيرجان ونرماسير وبردَسير وغير ذلك، وبها يكون التوتيا ويُحمَل إلى جميع البلاد وأهلها أخيار أهل سُنة وجماعة وخير وصلاح إلا أنها قد تشعثت بقاعها واستوحشت معاملها، وخربت أكثر بلادها لاختلات الأيدي عليها، وجور السلطان بها لأنها منذ زمن طويل خلَت من سلطان يقيم بها إنما يتولاها الولاة فيجمعون أموالها ويحملونها إلى خراسان، وكل ناحية أنفقت أموالها في غيرها خربت إنما تعمر البلدان بسكنى السلطان، وقد كانت في أيام السلجوقية، والملوك القارونية من أعمر البلدان وأطيبها ينتابها الركبان، ويقصدها كل بكر وَعوان. قال ابن الكلبي: سميت كرمان بكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث بن نوح عليه السلام وقال غيره إنما سميت بكرمان بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام عليه السلام لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنها فسميت به، وقال ابن الفقيه: يقال إن بعض ملوك الفرس أخذ قوماً فلاسفة فحبسهم وقال: لا يدخل عليهم إلا الخبز، وحده وخيروهم في أدم واحد فاختاروا الأترج فقيل لهم: كيف اخترتموه دون غيره فقالوا: لأن قشره الظاهر مشموم وداخله فاكهة، وحماضه أدم وحبه دهن فأمر بهم فأسكنوا كرمان وكان ماؤها في آبار، ولا يخرج إلا من خمسين ذراعاً فهندسوه حتى أظهروه على وجه الأرض ثم غرسوا بها الأشجار فالتفت كرمان كلها بالشجر فعرف الملك ذلك فقال: أسكنوهم الجبال فأسكنوها فعملوا الفوارات، وأظهروا الماء على رؤوس الجبال، فقال الملك: اسجنوهم فعملوا في السجن الكيمياء وقالوا: هذا علم لا نخرجه إلى أحد وعملوا منه ما علموا أنه يكفيهم مدة أعمارهم ثم أحرقوا كتبهم وانقطع علم الكيمياء، وقد ذُكر بعض كتب الخراج عن بعض كتاب الفرس أن الأكاسرة كانت تجبي السواد مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم سوى ثلاثين ألف ألف من الوضائع لموائد الملوك، وكانوا يجبون فارس أربعين ألف ألف، وكانوا يجبون كرمان ستين ألف ألف درهم لسعتها، وهي مائة وثمانون فرسخاً في مثلها، وكانت كلها عامرة، وبلغ من عمارتها أن القناة كانت تجري من مسيرة خمس ليال، وكانت ذات أشجار وعيون وقني وأنهار، ومن شيراز إلى السيرجان مدينة كرمان أربعة وستون فرسخاً، وهي خمسة وأربعون منبراً كبار وصغار، وأما في أيامنا هذه فقصبتها، وأشهر مدنها جواشير، ويقال: كواشير، وهى بردسير، وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارسِ ففتحها ولقي مرزبان كرمان في جزيرة بركاوان فقتله فوَهى أمره أهل كرمان، ونخبت قلوبهم فلما سار ابن عامر إلى فارس في أيام عثمان بن عفان أنفذ مجاشع بن مسعود السلمي إلى كرمان في طلب يزدجرد فهلك جيشه بميمند من مدن كرمان، وقيل: من رساتيق فارس ثم لما توجه ابن عامر إلى خراسان وَلى مجاشعاً كرمان، ففتح ميمند واستبقى أهلها، وأعطاهم أماناً بذلك، وله بها قصر يعرف بقصر مجاشع ثم فتح مجاشع بروخروه ثم أتى السيرجان مدينة كرمان فتحصن أهلها منه ففتحها عَنوة، وقد كان أبو موسى الأشعري، وجه الربيع بن زياد الحارثي، ففتح ما حول السيرجان، وصالح أهل بم، والأندغان ثم نكث أهلها فافتتحها مجاشع بن مسعود، وفتح جيرفت عنوة، وسار في كرمان فدوخها، وأتى القُفصَ، وقد اجتمع إليه خلق ممن جلا من الأعاجم فواقعهم وظفر عليهم فهربت جماعة من أهل كرمان فركبوا البحر، ولحق بعضهم  بسجستان ومُكران فأقطعت العرب منازلهم وأرضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها واحتفروا القني في مواضعها فعند ذلك قال حمير السعدي:

أيا شجرات الكرم لا زال وابـل

 

عليكن منهل الغمـام مَـطـيرُ

سُقيتن ما دامت بنجـد وشـيجة

 

ولا زال يسعى بينكـنّ غـديرُ

ألا حبذا الماء الذي قابل الحمـى

 

ومرتبع من أهلنـا ومـصـيرُ

وأيامنا بالـمـالـكـية إنْـنـي

 

لهنَ على العهد القـديم ذَكـورُ

ويا نخلات الكرخ لا زال ماطر

 

عليكنْ مستن السحـاب درورُ

سقيتن ما دامت بكرمان نـخـلة

 

عوَامر تجري بينهـن نـهـورُ

لقد كنتُ ذا قرب فأصبحتُ نازحاً

 

بكرمان ملقًى بـينـهـن أدورُ

 

وولي الحجاج قطَن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شدَاد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الهلالي فارس وكرمان، وهو الذي انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على عبوره فقال: من جازه فله ألف درهم فجاوزوه فوفى لهم، وكان ذلك أول يوم سميت الجائزة جائزة وقال الجحاف بن حُكيم:

فدىً للأكرمين بنى هـلال

 

على علاتهم أهلي ومالـى

هُمُ سنوا الجوائزَ في مَعـد

 

فصارت سُنةً أخرى الليالي

رماحُهمُ تزيد على ثـمـان

 

وعشر حين تختلف العوالي

 

وكرمان أيضاً مدينة بين غزنة وبلاد الهند، وهي من أعمال غزنة بينهما أربعة أيام أو نحوها.. وبنيسابور محلة يقال لها مربعة الكرمانية ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف الكرماني النيسابوري الشيباني الفقيه الحافظ المعروف بابن الأخرم أطال المقام بمصر وكان بينه وبين المُزَني مكاتبة سمع إسحاق بن راهَوَيه وقُتيبة بن سعيد، ويونس، بن، عبد الأعلى وغيرهم، سمع بالعراق، والشام، وخراسان، والجزيرة،. ومصر روى عنه أبو حامد بن الشرقي وعلي بن جمشاد العدل توفي سنة 287.


كرمةُ: قرية كبيرة ذات جامع ومنبر وخلق كثير، وماء جار ونخل من نواحي طَبسَ شاهدها ابن النجار الحافظ.


كرمجينُ: بالفتح ثم السكون وفتح الميم، وكسر الجيم وياء ونون. قرية من قرى نَسف. ينسب إليها اليَمان بن الطيب بن حنيس بن عمر أبو الحسن: قال المستغفري: هو من قرية كرمَجين من قرى نسف حدث عن عبد الله وداود ابني نصر بن سهل اليزديين مات في ذي الحجة سنة 332، وفي كتاب النسب، للسمعاني أنه مات سنة 382.


كرملُ: بالكسر ثم السكون، وكسر الميم، ولام هو حصن على الجبل المشرف على حَيفا بسواحل بحر الشام، وكان قديماً في الإسلام يعرف بمسجد سعد الدولة، وكرمل. قرية في آخر حدود الخليل من ناحية فلسطين.


كرمليس: كأنها مركبة من كرم وليس قرية من قرى الموصل شبيهة بالمدينة من أعمال نينوى في شرقي دجلة كثيرة الغلة، والأهل، وبها سوق عامر وتجار.


كرملَين: اسم ماء في جبلي طيء في قول زيد الخيل وثناه ثم أفرده في شعر واحد:

ألم أخبركما خبراً أتـانـي

 

أبو الكساِح يُرسل بالوعيد

أتاني أنهم مَزِقون عرضي

 

جِحاش الكرملَين لها فديدُ

فسِيري يا عديُ ولا تُراعي

 

فَحلي بين كِرمل فالوحيد

 

كرمٌ: بلفظ الكرم مصدر الكريم. اسم موضع في شعر زُهير حيث قال:

عَوم السفين فلما حل دونهـم

 

فَيدُ القُريات فالعِتكانُ فالكرَمُ

 

كرمَةُ: من نواحي اليمامة يمين الحصن، وهي في شعر أبي خراش الهذلي:

وأيقنتِ أن الجود مـنـه سـجـية

 

وما عشتِ عَيشاً مثل عَيشكِ بالكرم

 

قال: الكرم جمع كرمة وهو موضع جمعه بما حوله.


كرمية: بضم أوله وتشديد ثانيه، وكسر ميمه وتشديد ياء النسبة. قرية من أعمال الموصل من المروج على دجلة. ينسب إليها عمر بن كُوَيز بواو ممالة بن عبد الله بن الحسن أبو خليل الماراني الكرمي خطيبها هو، وأبوه وجده من قبله، وكان والده تفقه على مذهب الشافعي، وطلب أن يتولى قضاء الناحية فتَوُرع، ولم يُجب، وتوفي ولده الخطيب عمر سنة 615  كرمِينِية: بالفتح ثم السكون وكسر الميم، وياء مثناة من تحت ساكنة، ونون مكسورة، وياء أخرى مفتوحة خفيفة. هي بلدة من نواحي الصغد كثيرة الشجر والماء بين سمرقند وبُخارى بينها وبين بخارى ثمانية عشر فرسخاً، وقد نسب إليها كرماني. قال أبو الفضل بن طاهر: قد حدث من أهل كرمينية جماعة والنسبة المشهورة عند أهل بخارى لمن كان من أهل هذه القرية الكرميني إلا أن أبا القاسم بن الثلاج حدث عن حفص بن عمر بن هبيرة أبي عمر البخاري فقال الكرماني من أهل قرية يقال لها كرمينية، وقال: قدم حاجاً، وحدثنا عن شجاع بن شجاع الكشاني.


كرمَى: بفتح أوله وسكون ثانيه وإمالة الميم. قرية مقابل تكريت، وليس لتكريت اليوم غيرها أو قرية أخرى يقال لها الخصاصة إلى جنب هذه.


كَرنَبَا: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم فنح النون وباء موحدة وألف: موضع في نواحي الأهواز كانت به وقعة بين الخوارج، وأهل البصرة بعد وقعة دولاب. قال الكلبي: كرنبا بن كوثي الذي حفر نهر كوثي بنواحي الكوفة من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وقرأت في ديوان حارثة بن بدر بخط ابن نُباتةَ السعدي قال: لما اجتمعت الأزارقة، وهزمت مسلم بن عبيس اجتمع الناس بالبصرة فجعلوا عليهم حارثة بن بدر الغُداني فلقيهم بجسر الأهواز فخذَله أصحابه وتركوه فقال: من جاءنا من الأعراب فله فريضة المهاجرين، ومن جاءَنا من الموالي فله فريضة العرب فلما رأى ما يلقى أصحابه. قال:

أيرُ الحمار فريضة لشبابـكـم

 

والخصيتان فريضة الأعراب

عض الموالي جِلد أير أبيكـم

 

إن الموالي معشـر خـياب

 

ثم بلغه ولاية المهلب عليهم فناداهم:

كَرنبوا و دولبـوا

 

وأين شئتُم فاذهبوا

قد وليَ المهلْبُ

 

 

 

فقال المهلب: أهلها والله يا حُوَيرثة فانصرف مغضوضاً فذهب يدخل زورقاً فوضع رجله على حرف الزورق فانكفأ به الزورق فوقع في دُجيل فغرق فصار ذلك مثلاً. قال العُقفاني الحنظلي يعير حارثة:

ألا باللهَ يا ابنة آل عـمـرو

 

لما لاقى حُوَيرثة بن بـدر

غداة دعا بأعلى الصوت منه

 

إلا لا كرنبوا والخيل تجري

فياللهَ ما سحـبـت عـلـيه

 

ذيول العار من شفع ووتر

 

وقد ذكرها عبد الصمد بن المعذل يهجو هشامًا الكرنباي. فقال:

ولم تر أبلغ من ناطق

 

أتته البلاغةُ من كرنبا

 

وقال جرير:

ولقد وَسَمتُ مجاشعاً بأنوفهـا

 

ولقد كفيتك مدحة بن جعـال

فانفَخْ بكيرك يا فرزدق وانتظرْ

 

في كرنَباءَ هديةَ الـقُـفـال

كرنبة: مدينة بصقلية على البحر.

كُرنك: بضم أوله وكسر ثانيه، وسكون النون وآخره كاف أيضاً. بليدة بينها وبين مدينة سجستان ثلاثة فراسخ، وأهلها كلهم خوارج حاكة وهي بليدة نزهة كثيرة الخيرات وبعضهم يسميها كرون.

كَرنَةُ: بلد بالأندلس. قال ابن بَشكوال عبد الله بن أحمد ين سعدان من أهل كرنة أبو مروان روى عن أبي المطرف الغفاري، وعبد الله بن واقد القاضي ثم رحل، وحج، وقفل، وتوفي قريباً من الخمسين والأربعمائة.

كَرَوَانٌ : بفتح أوله وثانيه ثم واو وآخره نون بلفظ الكَرَوَان من الطير، وهو القَبج الحَجَل وجمعه كروَان وهي قرية بطوس.
كروَه: شعب في جبل أروند من همذان، وفيه شعر في أروند ينقل إلى هنا.

كَرُوخ: بالفتح وآخره خاء معجمة. بلدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ، ومن كروخ يرتفع الكِشمش الذي يحمل إلى جميع البلاد، وهي مدينة صغيرة. قال الاصطخري: وأهلها شُراة وبناؤها طين، وهي في شعب جبل وحدها مقدار عشرين فرسخاً كلها مشتبكة البساتين، والمساجد والقرى والعمارة. ينسب إلي أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد اللَه أبي سهل القاسم بن أبي منصور الكروخي، وهو شيخ صالح كثير الخير من أهل هراة، وأهله من كروخ سمع بهراة من أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي نصر الترياقي، وغيرهما ذكره أبو سعد في شيوخه وجاور بمكة إلى أن توفي بها سنة 548، ومولده بهَراةسنة462.

كره: بالتحريكَ، وهي الكرج بالجيم، وقد تقدمت.

كَرِيب: بالفتح ثم الكسر وآخره باء موحدة، وهو في السويق قالوا: والكريب أن تزرع في القَرَاح الذي لم يُزْرَع قط ويروى كُرَيْب بلفظ التصغير، وهو اسم موضع في قول جرير:

هاج الفؤاد بذي كريب دمنة

 

أو بالأفاقة منزل من مَهْدَدَا

أفما يزال يهيج منك صبابةً

 

نُؤي يحالف خالداتٍ رُكَدَا

 

كَرِيتٌ : بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وتاء مثناة من فوق لا أعرف فيه إلا قولهم حَول كريت أي تام اسم موضع في شعر عدي بن زيد، وقيل: ذو كريب موضع في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد.


الكَرِيرُ: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ، وآخره راء أخرى، وهو البحةُ تعتري من الغُبار، والكرير صوت المختنق المجهود المحشرج للموت، وهو اسم. نهر سمي بذلك لصوته.


كُرِينُ: بالضم ثم الكسر وآخره نون قبلها ياء مثناة من تحت. قرية من قرى طَبس بنواحي قُهستان، ويروى بتشديد الراء، وقيل: هي إحدى الطبَسَين. ينسب إليها أبوجعفر محمد بن كثير الكُريني سمع أباعبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي.


كريونُ: بكسر أوله وسكون ثانيه، وفتح الياء المثناة من تحتها وواو ساكنة ثم نون اسم موضع قرب الاسكندرية أوقع به عمرو بن العاص أيام الفتوح بجيوش الروم، وهو موضع يذكر في شعر كثير رواه بعضهم بالدال وهو خطأ فقال:

لعمري لقد رُعتُم غداةَ سُوَيقة

 

بينكم يا عـز حـق جـزوعِ

ومرت سِرَاعاً عِيرُها وكأنهـا

 

دوافعُ بالكريون ذات قُلُـوعِ

وحاجةَ نفس قد قضيتُ وحاجةً

 

تركتُ وأمرٌ قد أصبتُ بـديعُ

 

قال ابن السَكيت: الكريون نهر بمصر يأخذ من النيل، ولذلك شبه عيرها بالسُفُن ذات القلوع وهي الشراعات، وقال عبيد الله بن قيس الرُقيات يمدح عبد العزيز بن مروان:

لحي من أمَـية لـي

 

س في أخلاقهم رِنق

غدوا من رَنحَ الكريو

 

ن حيث سفينهم خرق

فلما أن علوتُ النـي

 

ل والرايات تختفـق

رأيتُ الجوهر الحكم

 

ي والديباج يأتـلـق

سفائن غير مغـرقة

 

إلى حلوان تستـبـق

أحب إليَ مـن قـوم

 

إذا ما أصبحوا نعقوا

 

الكَريةُ: بالفتح ثم الكسر والياء مشددة. موضع في ديار كلب قال أبو عَذام بِسطام بن شريح الكلبي:

لما تَوَازوا علينا قال صاحـبـنـا

 

روضُ الكرية غال الحي أو زُفَر