باب الكاف والزاي وما يليهما
كزدُ: بالفتح ثم السكون وآخره دال مهملة اسم موضع.
قال ابن دريد: لاأعرف حقيقته.
كزك: نهر بسجستان وهو شعبة من سَنَارُوذ.
كُزمَانُ: بالضم ثم السكون وآخره نون: قال ابن دريد. موضع يقال: كَزَمت الشيء الصلب كَزْماً إذا عضضته عضاً شديداً.
كَزنَا: بالفتح ثم السكون ونون. هي بليدة بينها وبني مَراغة نحو ستة فراسخ فيها معبد للمجوس، وبيت نار قديم وإيوان عظيم عالٍ جداً بناه كَيخسرو الملك.
كِزَه: بكسر أوله وفتح ثانيه. مدينة بسجستان كذا يقوله العجم، ويكتب بالجيم جِزَه، وقد ذكرناه في بابه.
كُزنَةُ: هو فيما أحسب. موضع في جزيرة الأندلس في فحص البلوط. ينسب إليه المنذر بن سعيد البلوطي القاضي، وأيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف الكزني القرطبي يروي عن أبي المطرف عبد الرحمن بن القاسم بن محمد الشعبي المالقي روى عنه السلفي بالإجازة، وقال: قتل في جامع قرطبة سنة 589، أو سنة ثمان في يوم جمعة بغير حق.
كَزِيريم: بيت عبادة للسامرة من اليهود بنابلس يزعمون أن الذبح فيه كان، وأن الذبيح هو إسحاق، والسامرة من اليهود بنابلس كثيرون لذلك.
باب الكاف والسين وما يليهما كُسَابُ: بالضم وآخره باء موحدة. موضع في قول عمر بن أبي ربيعة:
حي المنازل قد عمرن خرابا |
|
بين الجُرِير وبين ركن كُسابا |
بالثنىِ من ملكان غير رسمَها |
|
مرُ السحاب المعقبات سَحَابا |
دار التي قالت غداة لقيتهـا |
|
عند الجمار فما عَييْت جَوَابا |
في أبيات، وقال عبد اللًه بن إبراهيم الجُمَحي كَساب بالفتح على وزن قَطَام. جبل في ديار هذيل قرب الحَزم لبني لِحيانَ نقله عنه ابن موسى فإن لم يكن غير الأول فأحدهما مخطىء بخط اليزيدي في شعر الفضل بن عباس اللهبي:
ألا أحمي وأذكُرُ إرثَ قوم |
|
هُمُ حلُوا المركنة اليبابـا |
وكانوا رحمةً لنـاس طُـرا |
|
ولم يك كان كائنهم عذابـا |
ولو وُزِنَت حُلُومُهُمُ برَضْوَى |
|
وَفَتْ منها ولو زيدت كَسَابا |
كذا ضبطه بالفتح، وقال: هو جبل.
كَسَادُن: الدال مهملة مضمومة وآخره نون. قرية من قرى سمرقند.
كسبة: بلفظ المرة الواحدة من الكَسب. من قرى نَسف . ينسب إليها كسبَوِي،
وكسبي على أربعة فراسخ من نسف، وهي ذات جامع ومنبر، وسوق. ينسب إليها أبو
أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي مصنف كتاب البُستان روى عنه أبو سعد
لإدريسي، والإمام أبو بكر محمد بن محمد بن أبي محمد واسمه عبد الملك بن
محمد بن محمد بن سليمان بن قريش الكسبوي من بيت علم كل منهم يروي الحديث عن
أبيه، وكان من الأئمة، والعلماء، وكان أبو بكر فاضلاَ مناظراً، وتوفي
بكسبَةَ سنة 494، ومولده سنة 439 في صفر.
كسَانة: بالضم ثم السكون وتاء، مثناة من فوقها وآخره نون.وهي قرية بين الري
وسَاوَة. ينسب إليها قسطاني، وقد ذكر من نسب إليها في قسطانة من هذا
الكتاب.
الكسرُ: قرى كثيرة بحضرموت يقال لها: كسر قشاقش سكنها كندة قاله ابن
الحائك.
كس: بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. قال البلاذري: كس هي
الصغد وكان القعقاع بن سُوَيد التميمي ولى أبا خَلدَةَ اليشكُري كس ثم عزله
فقال:
يا أهل كس أقل الله خـيرَكُـمُ |
|
هَلا كسرتم ثنايا العبد إذ نبحـا |
يعدو ثعالة في البردين معترضاً |
|
كأنه ثعلب لم يعدُ أن قُـرِحـا |
وقال ابن ماكولا: كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف وربما صحفه بعضهم فقاله: بالشين المعجمة، وهو خطأ، ولما عبرتُ نهر جيحون، وحضرتُ بخارى، وسمرقند وجدت جميعهم يقولون: كس بكسر الكاف والسين المهملة وكس.مدينة لها قهندز وربض، ومدينة أخرى متصلة بالربض، وللمدينة الداخلة مع القهندز خراب والمدينة الخارجة عامرة. قال الاصطخري: وهي مدينة نحو ثلاثة فراسخ في مثلها، وهي مدينة حصينة جرومية تدرك فيها الفواكه أسرع ما تدرك بسائر ما وراء النهر غير أنها وبئة على ما يكون عليه بلاد الغور، وذكر أبوابها وأنهارها ثم قال: وفي المدينة والربض في عامة دورها مياه جارية، وبساتين وطول عمارتها مسيرة أربعة أيام في مثلها، وكِس أيضاَ مدينة بأرض السند مشهورة ذُكرت في المغازي: وممن ينسب إليها عبد بن حُميد بن نصر واسمه عبد الحميد الكسي صاحب المسند وأحد أئمة الحديث روى عن يزيد بن هارون، وعبد الرَزاق، وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، وتوفي سنة 249 وقال أبو الفضل: بن طاهر كس بالسين المهملة تعريب كش بالشين المعجمة.
كَسَفُ: بفتح أوله وثانيه وفاءٍ هي قرية من نواحي الصغد.
كسفَةُ: ماء لبني نَعَامَةَ من بني أسد.
كسكَرُ: بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء معناه عامل الزرع. كورة واسعة
ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جداً رأيتها أنا تباع فيها
أربعون وعشرون فرُوجاً كباراً بدرهم واحد: قال ابن الحجاج:
ما كان قط غذاؤها |
|
إلا الدجاج المصدر |
والبط يجلب إليها لكن يجلب من بعض أعمال كسكر وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة وكانت قصبتها قبل أن يمصر الحجاج واسطاً خسرو سابور، ويقال: إن حدَ كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سَقي النهروان إلى أن تصب دجلة في البحر كله من كسكر فتدخل فيه على هذا البصرة ا ونواحيها فمن مشهور نواحيها المبارك. وعبدسي و المذار. ونغيا. وميسان. ودستميسان. وآجام البريد. فلما مصرت العرب الأمصار فرَقَتها، ومن كسكر أيضاً في بعض الروايات إسكاف العليا وإسكاف الشفلَى ونفر، وسِمَر وبَهَندَف وقرقُوب، وقال الهيثمِ بن عدي: لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية، وكورة جبلية أما السَهلية فكسكر، وأما الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال. قالوا: وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس، وقد ذكر في فارس، وقال آخرون: معنى كسكر بلد الشعير بلغة أهل هراة، وقال عبيد الله بن الحر:
أنا الذي أجلَييتكم عن كَسكَـر |
|
ثم هَزمتُ جمعكم بتُسـتَـر |
ثم انقضضْتُ بالخيول الضمَر |
|
حتى حَللتُ بين وادي حمير |
وسمع عمران بن حِطَان قوماً من أهل البصرة أو الكوفة يقولون: ما لنا وللخروج وأرزاقنا دارة وأعطياتنا جارية وفقيرنا نائمٌ . فقال عِمران بن حطان:
فلو بُعثت بعض اليهود عـلـيهـم |
|
يَؤمُهُمُ أو بعض من قد تنـصَـرَا |
لقالوا رضينا إن أقمتَ عطـاءَنـا |
|
وأجربَت ما قد سُن من بر كسكرا |
الكسوَةُ: قرية هي أول منزله تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. قال الحافظ أبو القاسم: وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسانَ قتلت بها رُسُلَ ملك الروم لما أتوا إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم.
كُسَير وعُوَيْر: تصغير كسر وعور، وهما جبلان عظيمان مشرفان على أقصى بحر
عُمَان صعبة المسالك، وعرة المقصد صعبة المنجى فلذلك سميت بهذا الاسم
يقولون: كُسَيرٌ وعُوَير وثالث ليس فيه خَير.
كُشَاف: بالضم وآخره فاء للتخفيف. موضع من زاب الموصل.
كَشَانِية: بالفتح ثم التخفيف وبعد الألف نون وياء خفيفة. بلدة بنواحي
سمرقند شمالي وادي الصُغْد بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخاً قال: وهي قلب
مدن الصغد وأهلها أيسرُ من جميع مدن الصغد. خرج منها جماعة من العلماءِ
والرُوَاة، وقد رواه بعضهم بالضم والأول أظهرُ. ينسب إليها أبو عمر أحمد بن
حاجب بن محمد الكشاني روى عن أبي بكر الإسماعيلي وحفيده أبوعلي إسماعيل بن
أبي نصر محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني آخر من روى صحيح البخاري، عن
الفربري، وتوفي سنة 391.
كشبٌ : بالضم وآخره باء موحدة، والكَشب شدة أكل اللحم وكشب جمع فاعلة. موضع
في قول بَشامة بن عمرو:
فمرَت على كشُب غـدوَةً |
|
وحاذت بجنب أريكٍ أصيلا |
كَشْب: بفتح الكاف وسكون الشينَ. جبل معروف قاله: علي بن عيسى الرماني، وقال أبو منصور كشَب بالفتح ثم الكسر جبل بالبادية، ولعل المراد بالجميع موضع واحد إنما الروَاية مختلفة.
كشبىَ: بالفتح بوزن جَمَزَي. هو جبل بالبادية.
كِشت: بالكسر ثم السكون وتاءٍ مثناة. بلدة من نواحي جيلان.
كشتُ الحبيبِ: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من ثغور الأندلس ثم من أعمال
بَلنسية وهو حصن منيع.
كَشتُ كُزُولَةَ: وكزولة قبيلة من البربر تعرب فيقال: جُزُولة. منها عيسى
صاحب المقدمة في النحو. جبل منقطع بأرض المغرب من عواصم الجبال لا يملكه
غير أهله.
كَشح: بالفتح ثم السكون وحاءٍ مهملة بلفظ الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع
الخلْفِ، وهو من لَدُن السرَة إلى المتن، وهما كَشحان. موضع في دالية ابن
مُقْبل.
كُشَرُ: بوزن زُفَرَ. من نواحي صنعاءِ اليمن.
كشرُ: بالفتح ثم السكون، وهو بدو الأسنان عند التبسم. جبل قريب من جُرَش،
وفي حديث الهجرة ثم سار بهما بعد ذي العضوَين إلى بطن كشر، وهما بين مكة
والمدينة.
كَشُ: بالفتح ثم التشديد. قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل. ينسب
إليها أبو زرعة محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن الجُنيد الكَشي الجرجاني
حدث عن أبي نُعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن
أبي حاتم وغيرهم، وقال أبو الفضل المقدسي: الكَشي منسوب إلى موضع بما وراءَ
النهر. منهم عبد بن حميد الكشي، وفيهم كثرة وإذا عرب كُتب بالسين، وقد تقدم
عن بن ماكولا ما يردُ هذا. قال والمحدث الكبير أبو مسلم إبراهيم بن عبد
الله بن مسلم البصري الكشيّ وابنه محمد بن أبي مسلم الكشي سمعت أبا القاسمِ
الشيرازي يقول إنما لقب بالبصرة لأنه كان يبني داراً بالبصرة، وكان يقول:
هاتوا الكج، وأكثر من ذكره فلقب بالكجي، ويقال الكشي: والكج بالجيم
بالفارسية الجص، وقال أبو موسى الحافظ الأصبهاني: لا أرى لما ذكره أصلاً
ولو كان كذلك لما قيل: إلا الكجي بالجيم وأظنه منسوباً إلى ناحية بخوزستان
يقال لها: زير كج. قال أبو موسى: وكش قرية من قرى أصبهان بكاف غير صريحة
كان بها جماعة من طُلاب العلم إلا أنه يكتب فيما أظن بالجيم بدل الكاف.
كشفريد: بلد في جبال حلب تنبأ فيه رجل في سنة 561 وانضم إليه جمع فخرج إليه
عسكر الشام فقُتل وقُتل أصحابه وكفى الله المؤمنين أمره.
كَشفَلُ: بالفتح ثم السكون وفاءٍ ولام. من قرى آمُل بطبرستان.
كَشفَةُ: بالفتح ثم السكون وفاءٍ أيضاً. ماء لبني نَعامة. كَشكِينان: قال
السلفي: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر القَنباني المعروف
بالكشكيناني نسب إلى قرية كشكينان من قنبانية قرطبة كان من الثقات في
الرواية المجودين في الفتاوى، وله حِظوَةٌ عند الخليفة المستنصر أحد خلفاءِ
بني أمية بالأندلس، وقد دخل الشرق، وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس
عن عبد الله بن يحيى الليثي، ومحمد بن عبدالله بن عبد البر بن عبدالأعلى بن
سالم بن غيلان بن أبي مرزوق النُجيبي المعروف بالكشكيناني من أهل قرطبة رحل
إلى المشرق، وسمع بمكة، ومصر، وانصرف إلى الأندلس وسمع منه الناس كثيراً ثم
رحل ثانياً فحج وسمع ابن الأعرابي ومات بطرابلس الشام في سنة 141.
كَشمَرُ: من قرى نيسابور. ينسب إليها أبو حاتم الورَاق كان مورده علينا بعد
خمسين سنة. فقال:
إن الورَاقَةَ حرفَة مـذمـومة |
|
مجرومة عيشي بهـا زَمِـنُ |
إن عشتُ عشتُ وليس لي أكلٌ |
|
أو مُت مُت وليس لي كَفَـنُ |
كُشميهَن: بالضم ثم السكون، وفتح الميم وياءٍ ساكنة،وهاءٍ مفتوحة ونون. قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرية اَخر عمل مرو لمن يريد قصد جيحون خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم خربها الرملُ.
كِشوَرُ: بالكسر ثم السكون، وفتح الواو ثم راء. من صنعاء باليمن.
الكَعَباتُ: جمع كعبة وهو البيت المربع، وقيل: المرتفع كما ذكرناه بعد. بيت كان لربيعة يطوفون به.قال الأسوَد بن يَغفر في بعض الروايات:
أهل الخَورنَق والسدير وبارق |
|
والبيت ذي الكَعَبات من سنداد |
كذا قال ابن إسحاق في المغازي والرواية المشهورة:
والقصر ذي الشُرُفات من سنداد |
الكعبةُ: بيت الله الحرام. قال ابن عباس: لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق اللَه السموات بعث ريحاً فصفقَت الماء فأبرَزَت عن خَسفة في موضعِ البيت كأنها قبة فدَحا الأرض من تحتها فمادت فأؤتدها بالجبال الخسفة واحدة الخسف تنبت في البحر نباتاً، جاءَ في الأخبار أن أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي سرةُ الأرض ووَسطُ الدنيا وأمُ القُرَى أولها الكعبة وبكةُ حولَ مكة وحول مكة الحرم وحول الحرم الدنيا، وحدث أبو العباس القاضي أحمد بن أبي أحمد الطبري حدثني المفضل بن محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن الحُلواني حدثنا الحسين بن إبراهيم ومحمد بن جبير الهاشمي قال: حدثني حمزة بن عُتبة عن جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن أول خلق هذا البيت إن الله عز وجل قال للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة " البقرة: 30، قالت الملائكة: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماءَ ونحن نُسبح بحمدك ونُقدّس لك قال: إني أعلم ما لا تعلمون " البقرة: 30، ثم غضب عليهم فأعرض عنهم فطافوا بعرش الله سبعاً كما يطوف الناس بالبيت الحرام وبقوا يسترضونه من غضبه يقولون: لبيك اللهم لبيك ربنا معذرة إليك نستغقرك ونتوب إليك فرَضِيَ عنهم وأوحي إليهم أن ابنوا لي في الأرض بيتاً يطوف به من عبادي من أغضبُ عليه فأرضى عنه كما رضيتُ عنكم. قال أبو الحسين: ثم أقبل عليَّ حمزة بن عتبة الهاشمي فقال: يا ابن أخي لقد حدثتك والله حديثاً لو ركبتَ فيه إلى العراق لكنتَ قد اعتفتَ، وأما صفته، فذكر البشاري، وقال: هو في وسط المسجد الحرام مربع الشكل بابه مرتفع على الأرض نحو قامة عليه مصراعان ملبسة بصفائح الفضة قد طليت بالذهب مقابلاً للمشرق، وطول المسجد الحرام ثلثمائة ذراعٍ وسبعون ذراعاً وعرضه ثلثمائة وخمسة عشر ذراعاً، وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعاً، وشبر وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعاً، وشبر وذرع دور الحجر خمسة وعشرون ذراعاً، وذرع الطواف مائة ذراع، وسبعة أذرع وسمكها في السماءِ سبعة وعشرون ذراعاً والحجر من قبل الشام فيه يقلب الميزاب شبه الأندر قد ألبسَت حيطانه بالرخام مع أرضه ارتفاعها حَقوٌ ويسمونه الحطيم، والطواف من ورائه، ولا يجوز الصلاة إليه، والحجر الأسود على الركن الشرقي عند الباب على لسان الزاوية في مقدار رأس الإنسان ينحني إليه من قَبّلَه يسيراً وقبة زمزم تقابل الباب والطواف بينهما، ومن ورائهما قبة الشراب فيها حوض كان يسقي فيه السويق والسكر قديماً، ومقام إبراهيم عليه السلام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب، وهو قرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف أيام الموسم عليه صندوق حديد طوله أكثر من قامة مكسو وُيرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رُدَّ جُعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب، وفيه أثر قدم إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسوَدُ وأكبر من الحجر الأسود، وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى، وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رُخام حملها المهدي من الاسكندرية في البحر إلى جُدة. قال وَهب بن منبه: لما أهبط الله عز وجل اَدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض حزن واشتدَ بكاؤه عليها فعزاه الله بخيمه من خيامها فجعلها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وكانت ياقوتة حمراء، وقيل: درة مجوفة من جوهر الجنة فيها قناديل من ذهب ونزل معها الركن يومئذ، وهو ياقوتة بيضاء، وكان كرسياً لآدم فلما كان في زمن الطوفان رفع ومكثت الأرض خرابا الفي سنة أعني موضع البيت حتى أمر اللَه نبيه ابراهيم أن يبنيه فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم فبنى هو وإسماعيل البيت على ما ظلّلَته ولم يجعلا له سقفاً وحرس الله آدم والبيت بالملائكة فالحرم مقام الملائكة يومئذ، وقد روى أن خيمة آدم لم تزل منصوبة في مكان البيت إلى أن قُبض، فلما قبض رُفعت فبنى بنوه في موضعها بيتاً من الطين، والحجارة ثم نسفه الغرق فغير مكانه حتى بعث الله إبراهيم عليه السلام فحفر قواعده، وبناه على ظل الغمامة فهو أول بيت وضِع للناس كما قال الله عز وجل: وكان الناس قبله يحجون إلى مكة وإلى موضع البيت حتى بَوَّأَ اللَّه مكانه لإبراهيم لما أراد الله من عمارته وإظهاره دينه وشعائره، فلم يزل البيت منذ أهبط آدم إلى الأرض معظَّماً محرَّماً تتناسخه الأمم والملل أمة بعد أمّة وملة بعد ملة، وكانت الملائكة تحجه قبل آدم، فلما أراد إبراهيم بناءَه عُرِجَ به إلى السماء فنظر إلى مشارق الأرض، ومغاربها، وقيل له: اختر فاختار موضع مكة فقالت الملائكة: يا خليل الله اخترت موضع مكة، وحرم الله في الأرض فبناه، وجعل أساسه من سبعة أجبل، ويقال: من خمسة أو من أربعة، وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم من تلك الجبال، وروى عن مجاهد أنه قال: أسس إبراهيم زوايا البيت من أربعة أحجار حجر من حراءٍ وحجر من ثبير، وحجر من طور، وحجر من الجودي الذي بأرض الموصل، وهو الذي استقرَت عليه سفينة نوح، روى أن قواعده خلقت قبل الأرض بألفي سنة ثم بُسطت الأرض من تحت الكعبة، وعن قتادة بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء، وطور زَيتا وأُحد، ولبُنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها. في السماء سبعة أذرع وعرضها في الأرض اثنين وثلاثين ذراعاً من الركن الأسود إلى الركن الشمالي الذي عنده الحِجر، وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعاَ، وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحد وثلاثين ذراعاً، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعاً، ولذلك سميت الكعبةَ لأنها مكعبة على خلق الكعب، وقيل: التكعيب التربيع وكل بناءٍ مربع كعبة، وقيل: سميت لارتفاع بنائها، وكل بناء مرتفع فهو كعبة، ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع وجعل بابها في الأرض غير مبوب حتى كان تبع الحميري هو الذي بوبها، وجعل عليها غلقاً فارسيًا وكساها كسوة تامة، ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل عليه السلام فقال له: طف فطاف هو واسماعيل سبعاً يستلمان الأركان فلما أكملاَ صليا خلف المقام ركعتين، وقام معه جبرائيل، وأراه المناسك كلها الصفا والمروة، ومنى، ومزدلفة، فلما دخل منىَ وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة فقال له جبرائيل: ارمِهِ فرَماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة الوُسطى، فقال له جبرائيل: ارمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة السفلى فقال له جبرائيل: ارمه فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ثم مضى، وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرَفات فقال له أعرفت مناسكك، فقال له إبراهيم: نعم فسميت عرفات لذلك، ثم أمره أن يؤذن في المسلمين بالحجّ فقال: يا رب وما يبلغ من صوتي فقال الله عز وجل: أذن وعلي البلاغ فَعلاَ على المقام فأشرف به حتى صار أعلى الجبال وأشرفَها وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها، وبرها، وبحرها، وجنها، وإنسها حتى أسمعهم جميعاً، وقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى بيت الله الحرام، فأجيبوا ربكم فمن أجابه ولباه فلا بد له من أن يحج، ومن لم يجبه لا سبيل له إلى ذلك، وخصائص الكعبة كثيرة، وفضائلها لا تحصى، ولا يسع كتابنا إحصاءُ الفضائل، وليست أمةٌ في الأرض إلا وهم يعظمون ذلك البيت، ويعترفون بقدَمه وفضله، وأنه من بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى، والمجوس والصابئة، وقد قيل: إن زمزم سميت بزمزمة اليهود والمجوس فأما الصابئون فهو بيت عبادتهم لا يفخرون إلا به ولا يتعبدون إلا بفضله. قالوا: وبقيت الكعبة على ما هي عليه غير مسقفة فكان أول من كساها تبع لما أتى به مالك بن العجلان إلى يثرب، وقتل اليهود في قصة ذكرتها في كتابي المسمى بالمبدأ والمآل في التاريخ، فمر بمكة فأخبر بفضلها، وشرفها فكساها الخَصفَ، وهي حُصُر من خوص النخل ثم رأى في المنام أن اكسها أحسن من هذا فكساها الأنطاع فرأى في المنام أن اكسها أحسن من ذلك فكساها المعافر، والوصائل والمعافر ثياب يمانية تنسب إلى قبيلة من همدان يقال لهم: المعافر اسم الثياب، والقبيلة، والموضع الذي تُعمل فيه واحد، وربما قيل لها: المعافرية، وثوب معافري يتصرف في النسبة، ولا يتصرف في المفرد لأنه على زنة الجمع ثالثه ألف، ونسب إلى الجمع لأنه صار بمنزلة المفرد سمي به مفرد، وكان أول من حلى البيت عبد المطلب لما حفر بئر زمزم وأصاب فيه من دفن جرهم غزالين من ذهب فضربهما في باب الكعبة فلما قام الإسلام كساها عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه القباطي، ثم كساها الحجاج الديباج الخسرواني، ويقال: يزيد بن معاوية، وبقيت على هيئتها من عمارة إبراهيم عليه السلام إلى أن بلغ نبينا عليه السلام خمساً وثلاثين سنة من عمره جاء سيل عظيم فهدمها، وكان في جوفها بئر تحرز فيه أموالها، وما يهدي إليها من النذور، والقربان فسرق رجل يقال له: دويك ما كان فيه أو بعضه فقطعت قرَيش يده واجتمعوا، وتشاوروا، وأجمعوا على عمارتها، وكان البحر رمى بسفينة بجُدة فتحطمت فأخذوا خشبها فاستعانوا به على عمارتها، وكان بمكة رجل قبطى نجاز فسوَى لهم ذلك، وبنوها ثمانية عشر ذراعاً فلما انتهوا إلى موضع الركن اختصموا وأراد كل قوم أن يكونوا هم الذين يضعونه في موضعه وتفَاقَمَ الأمرُ بينهم حتى تواعدوا للقتال ثم تحاجزوا، وتناصفوا على أن يجعلوا بينهم أول طالع يطلع من باب المسجد يقضي فخرج عليهم النبي عليه السلام فاحتكموا إليه فقال: هلموا ثوباً فأتى به فوضع الركن فيه، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ليرفعوا حتى إذا رفعوه إلى موضعه أخذ النبي عليه السلام الحجر بيده فوضعه في الركن فرضوا بذلك وانتهوا عن الشرور، ورفعوا بابها عن الأرض مخافة السيل، وأن لا يدخل فيها إلا من أحبوا، وبقوا على ذلك إلى أيام عبد الله بن الزبير فحدَثته عائشة رضي الله عنها قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحِجر أمن البيت هو قال:" نعم قالت: قلتُ فما بالهم لم يدخلوه في البيت قال: إن قومك قصرت بهم النفقة قلت: فما شأن بابه مرتفعاً قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا قومك حديثو عهد في الإسلام فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرتُ أن أدخل الحجر في البيت وأن الزق بابه بالأرض" فأدخل ابن الزبير عشرة مشايخ من الصحابة حتى سمعوا ذلك منها ثم أمر بهدم الكعبة فاجتمع إليه الناس وأبوا ذلك فأبى إلاهدمها فخرج الناس إلى فرسخ خوفاً من نزول عذاب، وعظم ذلك عليهم، ولم يجر إلا الخير، وذكر ابن القاضي عن مجاهد قال: لما أراد ابن انزبير أن يهدم البيت، ويبنيه قال للناس: اهدموا فأبوا، وخافوا أن ينزل العذاب عليهم. قال مجاهد: فخرجنا إلى منًى فأقمنا بها ثلاثاَ ننتظر العذاب، و ارتقى ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم البيت فلما رأوا أنه لم يصبه شيء اجترؤوا على هدمه وبناها على ما حكت عائشة، وتراجع الناس، فلما قدم الحجاج تحرَم ابن الزبير بالكعبة فأمر بوضع المنجنيق على أبي قُبيس، وقال: ارموا الزيادة التي ابتدعهاهذا المكلف فرموا موضع الحطيم فلما قتل ابن الزبير، وملك الحجاج رد الحائط كما كان قديماً، وأخذ بقية الأحجار فسدَ منها الباب الغربي، ورصف بقيتها في البيت حتى لا تضيع فهي إلى الان على ذلك، وقال تبع لما كسا البيت:
وكسونا البيت الذي حرَم الل |
|
ه مُلاَءً معضـداً وبـرودا |
وأقمنا به من الشهر عشراً |
|
وجعلنا لبـابـه إقـلـيدا |
وخرجنا منه نَؤُم سُـهـيلاَ |
|
قد رفعنا لواءنا المعقـودا |
ويقال: إن أول من كساه الديباج يزيد بن معاوية، ويقال: عبد اللَه بن الزبير، ويقال: عبد الملك بن مروان، وأول من خلق الكعبة عبد الله بن الزبير، وقال ابن جريج: معاوية أول من طيب الكعبة بالخلوق، والمجمروإحراق الزيت بقناديل المسجد من بيت مال المسلمين، ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: خلق اللَه البيت قبل الأرض بأربعين عاماً، وكان غثاءَةً على الماء، وقال مجاهد في قو له تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمن" البقرة: 125، قال: يثوبون إليه، ويرجعون ولا يقضون منه وَطراً، وفي قوله تعالى:" فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم "إبراهيم: 37، قال: لو قال أفئدة الناس لأزدحمت فارس والروم عليه.