حـرف الـكـاف: باب الكاف والواو، الهاء، الياء وما يليهما

باب الكاف والواو وما يليهما

الكَوَاثِلُ: جمع كَوثل وهو مؤخر السفينة. اسم موضع في أطراف الشام مرَ به خالد لما قصد الشام من العراق، وقال ابن السكيت في قول النابغة:

خلاَلَ المطايا يتصلن وقد أتت

 

قِنانُ أبيرِ دونها فالكـواتـلُ

 

- الكواتلُ- بالتاءِ من نواحي أرض ذبيان تلي أرض كلب.


كُوَارُ: بالضم وآخره راءَ من نواحي فارس. بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ. ينسب إليها الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكُوَاري حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس الجوَال روى عنه هبة اللهَ بن عبد الواحد الشيرازي.


كُوار: إقليم من بلاد السودان جنوبي فزانَ افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه فقطع إصبعه فقال له: لم فعلت بي هذا؟ فقال: أدباً لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب وفرض عليه ثلثمائة وستين عبداً.


الكَوَاشَى: بالفتح وشينه معجمه. قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل ليس إليها طريق إلا لراجل واحد وكانت قديماً تسمى أردمشت وكَواشَى اسم لها محدث.


الكَوافر: جمع كافرة تأنيث الكافر من الكفر، وهو التغطية. موضع في شعر الشماخ.


كُوَاكِبُ: بضم الكاف الأولى وكسر الثانية. جبل بعينه معروف تنحت منه الأرحية، وقد تفتح الكاف عن الخارزَنجي، وقال: في عد مساجد النبي صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك ومسجد بطَرَف البتراء من ذَنب كواكب، وقال أبو زياد الكلابي: وهو يذكر الجبال التي في بلاد أبي بكر بن كلاب فقال الكواكب: جبال عدة تسمى الكواكب. كَوَال: اسم نهر معروف بمرو الشاهجان عليه قُرىً، ودور منها قرية حفصاباذ، وغيرها، ولذلك يقال له: كوال حفصاباذ.


كُوَبان: بالضم والباءُ موحدة وآخره نون يقال له: جُوبان بالجيم من. قرى مرو، وكوبان أيضاً من قرى أصبهان. قال ابن مَندة من ناحية خان لَنجان كبيرة ذات حوانيت وأهل كثير.


كُوبَانان: من قرى أصبهان. قال ابن مندة: محمد بن الحسن بن محمد الونَدهندي الكوباناني حدث عن أبي القاسم الأسداباذي حدث بقريته في سنة 423.


كُوبَنجَان: بضم الكاف وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة، ونون ساكنة وجيم وآخره نون. من قرى شيراز بأرض فارس. ينسب إليها عثمان بن أحمد بن دادويه أبو عمر الصوفي الكوبنجاني سمع بأصبهان من أصحاب أبَي المقري ومن سعيد القَيار، وكان من عباد اللهَ الصالحين روى عنه أبو القاسم هبة اللهَ بن عبد الوارث السنجاري.


كُوبَيان: وربما قيل لها كوكيان من قرى كرمان. فيها وقي قرية أخرى يقال لها: بهاباذ يُعمل التوتيا الذي يُحمل إلى أقطار الدنيا أخبرني بذلك رجل من أهل كرمان.


كَوْتم: بفتح الكاف وتاء مثناه من فوقها بعد واو ساكنة. بليدة من نواحي جيلان. ينسب إليها هبة اللَه بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني أبو الحسن أحد الزهاد العُباد المدققين النظر في الورع والاجتهاد قدم بغداد، وله اثنتا عشة سنة في سنة 511، ومات في جمادى الآخرة سنة 583 روى الحديث وسمعه.


كوثَر: بالفتح ثم السكون وثاءِ مثلثة مفتوحة، وهو فَوعَل من الكثرة، وهو الخير الكثير، والكوثر الكثير العطاء وقوله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر" "الكوثر: 11" روى عبد اللهَ بن عمر وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكوثر نهرٌ بالجنة أشدُ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل حافتاهُ قِبابُ الدر المجوف، وأصله كما ذكرنا فَوعَل من الكثرة والخير وكَوثر. قرية بالطائف، وكان الحجاج بن يوسف معلماً بها، وقال الشاعر:

أينسى كُليب زمانَ الهُزال

 

وتعليمَه صبية الكوثـر

 

وقال ابن موسى: كوثر. جبل بين المدينة، والشام. وقال عوف القسري يخاطب عيينة بن حصن الفزاري:

أبا مالك إن كان ساءك ما ترى

 

أبا مالك فانطح برأسك كوثرا

أبا مالك لولا الذي لن تنـالـه

 

أثرن عجاجاً حول بيتك أكدرا

 

كوث: بلد باليمن. قال الصليحي يصف خيلاً:

ثم استمرت إلى كوث تشبههـا

 

من قاحل الشوط المبرو أعوادا

 

كوثَي: بالضم ثم السكون والثاءُ مثلثة وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم. قال نصر: كَوث الزرع تكويثاً إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات، وهو الكوث، وكوثي في ثلاثة مواضع: بسواد العراق في أرض بابل، وبمكة، وهو منزل بني عبد الدار. خاصةً ثم غلب على الجميع، ولذلك قال الشاعر:

لَعَنَ الله منزلاً بطنَ كـوثـى

 

ورَماه بالفقـر والأمـعـار

لستُ كوثى العراق أعني ولكن

 

كوثة الدارِ دارِ عبـد الـدار

 

قال أبو المنذر: سمي نهر كوثا بالعراق بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وهو الذي كَرَاه فنسب إليه وهو جد إبراهيم عليه السلام أبو أمه بُونَا بنت كَرنبا بن كوثي وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفُرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار. قال أبو بكر: أحمد بن أبي سهل الحلواني كنا روينا عن الكلبي نوناً بنونَين وحفظي بُونا بالباءِ في أوله، وكوثى العراق وكوثيان أحدهما كوثي الطريق، والآخر كوثى رَبى، ربها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام وبها مولده، وهما من أرض بابل، وبها طُرح إبراهيم في النار، وهما ناحيتان، وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثي، وقال زهرة بن جَوية:

لقينا بكوثى شهريار نـقـوده

 

عشية كوثى والأسنة جـائرَة

وليس بها إلا النساء وفَلـهـم

 

عشية رُحنا والعناهيج حاضره

أتيناهم في عقر كوثى بجمعنـا

 

كأن لنا عيناً على القوم ناظره

 

وقال أبو منصور حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرَمادي عن عبد الرزاق عن معمر بن أيوب عن محمد بن سيرين قال: سمعت عبيدة السلماني يقول: سمعت علياً يقول من كان سائلاً عن نسبنا فإننا نبَطٌ من كوثي وروى عن ابن الأعرابي أنه قال: سأل رجل علياً أخبرني عن أصلكم معاشر قريش فقال: نحن من كوثى قال ابن الأعرابي: واختلف الناس في قول علي عليه السلام نحن من كوثى فقال: قوم أراد كوثى السواد التي وُلد بها إبراهيم الخليل، وقال آخرون: أراد بقوله كوثى مكة وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها: كوثى فأراد أننا مكيون من أم القرى مكة. قال أبو منصور: والقول هو الأول لقول علي عليه السلام فإننا نبط من كوثى ولو أراد كوثى مكة لما قال: نبط، وكوثى العراق هي سُرة السواد وأراد عليه السلام أن أبانا إبراهيم عليه السلام كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه ونحو ذلك قال ابن عباس: نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى، والأصل آدم والكرم التقوى والحسب الخُلُق وإلى هذا انتهت نسبة الناس وهذا من علي وابن عباس تبرؤ من الفخر بالأنساب، وردع عن الطعن فيها، وتحقيق لقول اللهَ عز وجل "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات: 13" وقد نسب إليها كوثي وكوثاني فمن الثاني أبو منصور بن حماد بن منصور الضرير الكوثاني روى عن أبي محمد عبد اللهَ ابن محمد بن هزار مرد الصريفيني سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.


كُوثَابَه: مدينة بالروس قالوا: هي أكبر من بُلغار. قال الاصطخري: الروس ثلاثة أصناف صنف منهم قريب إلى بلغار، وملكهم مقيم بمدينة تسمى كوثابه وصنف أعلى منهم يسمون الصلاوية، وصنف يسمون الارباوية، وملكهم مقيم بأربا، والناس يبلغون بالتجارات إلى كوثابة، وأما أربا فإنه لم يذكر أحد من الغرباء أنه دخلها لأنهم يقتلون كل من وطىء أرضي من الغرباء، وإنما ينحدرون في الماءِ للتجارة، ولا يخبرون أحداً بشيء من أحوالهم، ويُحمل من بلادهم السمور الأسود والرصاص، وقد شرحنا حال الروس في موضعه بأتم شرح.


كود: بالضم وآخره دال مهملة، وهو كود أثال، وقد تقدم ذكر أُثال علم مرتجل لاسم موضع قتل فيه الصميل بن الأعور الضبابي فقال ذو الجوشن الضبابي:

أمسى بكود أثال لا بَراحَ لـه

 

بعد اللقاء وأمسى خائفاً وجلاَ

 

هكذا ضبطه الحازمي، وقال غيره: كَود بالفتح مصدر كاد يكود كَوداً. ماء لبني جعفر، وقيل: جبل، وأنشد:

مثل عمود الكَود لا بل أعظما

 

والعمود هضبة عظيمة حذاء الكود، ولا أدري أهو الأول أم غيره فإن كان واحداً فالرواية الأخيرة أحب إلي لأنها داخلة في التصريف، والأول إن لم يكن جمعاً لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالاً.


كَوذَب: بالفتح ثم السكون، والذال معجمه ثم باء موحدة بوزن جوهر. موضع.


كُورَدَاباذ: بالضم وبعد الواو الساكنة راء ودال وباء موحدة وآخره ذال معجمه. قرية على باب نيسابور.


كُورانُ: بالضم وآخره نون، من قرى إسفرايين.


كَور: بالفتح ثم السكون، والكور الإبل الكثيرة العظيمة، وكَورُ العِمامة، وكور. أرض باليمامة حكاه الأزهري عن ابن حبيب، وقال غيره: كور جبل بين اليمامة، ومكة لبني عامر ثم لبني سَلول منهم، والكَور أيضاً أرض بنجران. قال ابن مُقبل:

تُهدي زنابير أرواحَ المصيف لها

 

ومن ثنايا فُرُوخ الكَور تأتـينـا

 

كُوَرُ دِجلَةَ: إذا أطلق هذا الاسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين مَيسان إلى البحر كله يقال له: كور دجلة.


كُورَشنْبه: موضع بنواحي همذان كانت فيه وقعة بين سنجر بركيارق وأخيه محمد ابني جلال الدولة ملك شاه.


كُور: بالضم ثم السكون ثم راء والكور كورُ الحداد، وقيل: هو الزق، وكور الرحل، والكور بناء الزنابير، وكُوَير وكورٌ . جبلان معروفان، وقيل: ثنية الكور في أرض اليمن كانت بها وقعة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم.


كُوزَا: قلعة بطبرستان. قال الأبيُ: يصفها تُناطح النجوم ارتفاعاً، وتحكيها امتناعاً حتى لا يعلوها الطير في تحليقها، ولا الغمام في ارتفاعها فتحتف بها السحائب، ولا تطل عليها وتقف دون قُلتها ولا تسمو إليها. كُوزكُنان: بالضم ثم السكون وزاي ثم ضم الكاف، ونون وآخره نون. قرية كبيرة من نواحي تبريز بينها وبين أرمية، وبين تبريز مرحلتان، ومعناها صُناع الكيزان بتقديم وتأخير تتبين منها بحيرة أرمية رأيتها.


كَوساءُ: بفتح أوله ثم السكون وسين مهملة وألف ممدودة والكَوسُ مشيُ الناقة على ثلاث والكوس جمع كوس وكوساءُ. موضع في قول ذُؤيب الهذلي:

 

إذا ذَكرَت قَتلى بكَوساءَ أشعلَت

 

كوَاهِيَةِ الأخْرات رث صُنُوعُها

 

كُوسين: قال الحافظ أبو القاسم: رَيان بن عبد الله أبو راشد الأسوَد الخادم مولى سليمان بن جابر حدث عن الفضل بن زيد الكوسيني بكوسين قلتُ أظنها من قرى فلسطين.


كوشَانُ: مدينة في أقصى بلاد الترك وملكها كان والمستولي عليها ملك التغزغز وكانوا أشدَ الناس شوكة، وملكهم أعظم ملوك الترك وأما الآن فلا أدري كيف حالهم، وقد نسب بهذه النسبة محمد بن عبد اللهَ الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد السرخسي وعتاب وكان منقطعاً على العبادة مات سنة 413 ولا أدري إلى أي شيء ينسب.


كُوعَةُ: بالضم ثم السكون والكوع والكاع طرف الزند الذي يلي أصل الإبهام. اسم موضع.


كُوفا: بالضم وبعد الواو فاء وألف مقصورة. مدينة بباذغيس من نواحي هراة.


كُوفانُ: بالضم ثم السكون وفاء وآخره نون. موضعان يقال: الناس في كوفان من أمرهم أي في اختلاط، وقال الأمَوي: إنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة، والكوفان الدغَلُ من القصب والخشب، والكوفان الاستدارة، وقد ذكرنا غير ذلك في الكوفة قالوا: وكوفان اسم أرض وبها سميت الكوفة قلتُ: كوفان والكوفة واحد، وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحِماني:

ألا هل سبيلٌ إلى نظـرة

 

بكوفانَ يحي بها الناظران

يقلبها الصب دون السدير

 

حيث أقام بها القـائمـان

وحيث أنـافَ بـأرواقـه

 

محل الخوَرنَق والماديان

وهل أبكرنّ وكُثبـانـهـا

 

تلوح كأودية الشاهجـان

وأنوارُها مثل بُرد النبـي

 

رُدع بالمسك والزعفران

 

وقال أبو نواس: وقدم الكوفة واستطابها وأقام بها مدة وقال:

ذهبَتْ بها كوفان مذهبَـهـا

 

وعدمت عن أربابها صبري

ما ذاك إلا أنـنـي رجـل

 

لا أستخف صداقة البصري

 

وكوفان أيضاً قرية بهراة. ينسب إليها الكوفاني شيخ أحمد بن أبي نصر بن أبي الوقت، وينسب إلى كوفان هراة أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني شيخ الصوفية بهراة قال أبو سعد: سافر إلى العراق، والحجاز ودخل مصر، وسمع فيها من عبد الرحمن بن عُمر النحاس الذي حدث عنه أبو الوقت السجزي، وكان شيخاً عفيفاً حسن السيرة توفي بهراة بشهر ربيع الأول سنة 464، وقد حكى عنه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ في بعض مصنفاته.


كوفَدُ: ناحية بين بلاد الطرم وبلاد الديلم.


كوفَن: آخره نون. بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيوَرد أحدثها عبد اللهَ بن طاهر في خلافة المأمون. منها أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي العَلوي الأديب الشاعر صاحب "النجديات"، "والعراقيات" "والتصانيف في الأدب"، وعلي بن محمد بن علي الصوفي أبو القاسم النيسابوري يُعرف بالكوفني روى الحديث عن جماعة ورُوي عنه وكان صدوقاً مات في طريق مكة سنة 470، وعبد الله بن ميمون بن عبد الله المالكاني الكوفني فاضل فحل صاحب قريحة، ولي القضاءَ بأبيورد ونواحيها، وما كان بخراسان في زمانه قاض أفضل منه سمع بمرو أبا بكر السمعاني وتفقه عليه وبنيسابور أبا بكر الشيروي، قال أبو سعد: كتبت عنه بمرو، وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو، وقد كان أقام بمرو الروذ مدة ثم انصرف إلى أبيورد، وتوفي بها في ذي القعدة سنة 551. الكُوفَةُ: بالضم. المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، ويسميها قوم خد العذراء، قال أبو بكر: محمد بن القاسم سميت الكوفة لاستدارتها أخذاً من قول العرب. رأيت كوفاناً وكَوفانا بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة، وقيل: سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم قد تكوَفَ الرمل، وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الإقليم الثالث يتكوُف تكوُفاً إذا ركب بعضه بعضاً، ويقال: أخذت الكوفة من الكوفان يقال: هم في كوفان أي في بلاءٍ وشر، وقيل: سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد من قول العرب قد أعطيت فلاناً كيفة أي قطعة ويقال: كِفتُ أكيف كَيفاً إذا قطعت فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واواً لسكونها وانضمام ما قبلها، وقال: قُطُرب يقال: القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم. قال أبو القاسم: قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك إن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة، وقال آخرون: سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي: سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له: كوفان، وعليه اختطت مهرةُ موضعها، وكان هذا الجبل مرتفعاً عليها فسمّيت به فهذا في اشتقاقها كافٍ، وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال:

 

إن التي وضعت بيتاً مهاجرةً

 

بكوفة الجند غالت ودها غولُ

 

وأما تمصيرها وأوَليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة التي مصرت فيها البصرة، وهي سنة 17، وقال قوم: إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 19، وقيل سنة 18. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى لما فرع سعد بن أبي وقاص من وقعة رُستم بالقادسية، وضمَنَ أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم، ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيهُ، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين، ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجر، وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجر إلى اصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبا أهلها فقسمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حولهم فحولهم إلى سوق حَكَمَة، ويقال: إلى كُوَيفة ابن عمر دون الكوفة فنقِضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك فكتب إليه أن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاءَ والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحراً وعليك بالريف فأتاه ابن بُقَيلةَ فقال له: أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة، وارتفعت عن البَقة قال: نعم فدلَه على موضع الكوفة اليوم، وكان يقال له: سُورَستان فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر رامياً فرمى بسهم قِتل مهب القبلة فعلم على موقعه ثم علا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي، وفيما حوله ثمٍ أسهمَ لنزَار وأهل اليمن سهمَين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي، وهو خير هذا فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار الجانب الغربي من وراء تلك الغايات،. والعلامات،وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك، وقال ابن عباس: كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصاً من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدقوا بها فإذا عادوا بنوها، فكانوا يغزون ونساؤهم معهم فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بَنَت القبائل باللبن من غير ارتفاع، ولم يكن لهم عرف فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجُر فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب آجُر من مُرَاد والخزْرَج، وكتب عمر بن الخطاب إلَى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم فخط على أربعين ألف إنسان فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاءَ بالآجُر وجاءَ بأساطينه من الأهواز. قال أبو الحسن محمد بن علي ابن عامر الكندي البندار أنبأنا عليّ بن الحسن بن صبيح البزار قال: سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية، وكان صاحب خير، وفضل، وكان ينزل دمشق، وذكر قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلاً وثلثَي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة، ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن أخبرني بذلك سنة 314، وقال الشعبي: كُنا نعدُ أهل اليمن اثني عشر ألف، وكانت نزار ثمانية آلاف، وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع، وأبا الهياج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بُصبُهري دهقان الفلوجة اختر لي مكاناً من القرية قال ما بين الماءِ إلى دار الإمارة فاختط لثقيف في ذلك الموضع، وقال الكلبي: قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة، والبصرة فقال: محمد بن عُمَير العُطاردي الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرها فهي برية مَريئة مَريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رَضراض الكافور وإذا هَبت الجنوب جاءتنا ريحُ السواد ووردِه وياسمينه وأترنجه ماؤنا عذب، وعيشنا خِصْب فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي: نحن واللَه يا أمير المؤمنين أوسع منهم بَرية وأعدُ منهم في السرية، وأكثر منهم ذريةَ، وأعظم منهم نفراً يأتينا ماؤنا عفواً صفواً ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدَين خبراً فقال: هات غير مُتَهم فيهم فقال: أما البصرة فعجوز شمطاءُ بخراءُ دفراءُ أوتيت من كل حلي وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاءُ لا حلي لها ولا زينة فقال: عبد الملك ما أراك إلا قد فضلت الكوفة،وكان علي عليه السلام يقول: الكوفة كنزُ الإيمان وحجةُ الإسلام وسيف اللهَ ورمحُهُ يضعه حيث شاءَ والذي نفسي بيده لينتصرن اللَه بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز، وكان سلمان الفارسي يقول: أهل الكوفة أهل اللَه وهي قُبة الإسلام يحن إليها كل مؤمن، وأما مسجدها فقد رَويت فيه فضائل كثيرة روى حَبةُ العُرَني قال: كنتُ جالساً عند علي عليه السلام فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس فقال عليه السلام: كُل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشراً فيما سواه من المساجد، والبركة منه إلى اثني عشر ميلاً من حيث ما أتيته، وهي نازلة من كذا ألف ذراع، وفي زاويته فار التنور، وعند الاسطوانة الخامسة صلى إبراهيم عليه السلام وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصيّ وفيه عصا موسى، والشجرة اليقطين، وفيه هلك يغوث، ويعوق، وهو الفاروق، وفيه مسير لجبل الأهواز، وفيه مصلى نوح عليه السلام ويُحْشر منه يوم القيامة سبعون ألفاً ليس عليهم حساب، ووسطه على روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرجْسَ وتطهر المؤمنين لو يعلم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا، وقال الشعبي: مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفرة، وقال: زادا نفَروخ هو تسعة أجربة، ولما بني عبيد اللهَ بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال: يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجداً لم يبنَ على وجه الأرض مثله، وقد أنفقت على كلى أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغٍ أو جاحدَ، وقال: عبد الملك بن عُمير شهدت زياداً وطاف بالمسجد فطاف به، وقال: ما أشبهه بالمساجد قد أنفقت على كل أسطوانة ثمان عشرة مائة ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج، وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائطُ الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة:

 

لعَمْرك ما من مسجد بعد مسـجـد

 

بمكة ظهراً أو مُصلي بـيثـرب

بشرق ولا غرب علمنا مـكـانـه

 

من الأرض معموراً ولا متجنـب

بأبيَنَ فضلاً من مصلى مـبـارك

 

بكوفان رحب ذي أراس ومحصب

مُصلى به نوح تأَثلَ وابـتَـنَـى

 

به ذات حَيزوم وصدْر محنـب

وفار به التنـورَ مـاء وعـنـده

 

له قيل يا نوح ففي الفلك فاركب

وباب أمير المؤمنين الـذي بـه

 

ممر أمير المؤمنين المـهـذب

 

عن مالك بن دينار قال: كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال:

يا حبذا مقالُنا بـالـكـوفة

 

أرض سواء سهلة معروفه

تعرفها جمالنا العَـلُـوفة

 

 

 

وقال سفيان برت عُيينة: خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة، ومعما قدمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحَسناء من ذام. قال النجاشي يهجو أهلها:

إذا سقى الله قوماً صَوبَ غـادِيةٍ

 

فلا سقى الله أهل الكوفة المطَرَا

التاركين على طُهر نـسـاءهـم

 

والنايكين بشاطي دجلة البَـقَـرَا

والسارقين إذا ما جن لـيلـهـم

 

والدارسين إذا ما أصبحوا السُوَرَا

ألقِ العداوة والبغضاء بـينـهـم

 

حتى يكونوا لمن عاداهم جُـزُرَا

 

وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف، والخورنق، والسدير، والغَريان، وما هناك من المتنزهات، والديرة الكبيرة، فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها، ووردت رامة بنت الحسين بن المُنْقِذ بن الطماح الكوفة فاستَوْبَلَتها فقالت:

 

ألا ليت شعري هل أْبيتن لـيلة

 

وبيني وبين الكوفة النهَـرَان

فإن ينجني منها الذي ساقني لها

 

فلا بُدً من غِمْر ومن شنـاَن

 

وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومن المدينة إلى مكة نحو عشرة مراحل في طريق الجادة، ومن الكوفة إلى مكة أْقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاجُ إلى معدن النّقْرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سُلَيم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة، ومن حُفاظ الكوفة محمد بن العلاء ِبن كُرَيب الهمداني الكوفي سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد اللهَ بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع بن الجرَاح، وخلقاً غيرهم، وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن يحيى الذهلي، وعبد اللهَ بن يحيى بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن سفيان الثوري، وأبو عبد اللهَ البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وابن ماجة القزويني، وأبو عروة المَرَاي، وخلق سواهم، وكان ابن عقدة يقدمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ، والكثرة فيقول: ظهر لابن كُرَيب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، وكان ثقة مجمعاً عليه ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة 243، وأوصى أن تُدفَن كُتبُه فدُفنت.


كُوفيَاباذقان: بعد الألف ياء مثناه من تحت وألف وباء موحدة، وألف وذال معجمه وقاف وألف وآخره نون. من قرى طوس.


كَوكبان: بلفظ تثنية الكوكب الذي في السماء ولم يُرَد به التثنية، وإنما هو بمنزلة فَعلاَن كَوكبان فَوعَلاَن كقولهم حَرَان من الحرّ وولهان من الوَله وعطشان من العطش فهو من كوكب كل شيءٍ معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب كذا أو من الكوكب وهو شدة الحر، وفي الذي بعده زيادة في الشرح وكَوْكبان. جبل قرب صنعاءَ وإليه يضاف شبَامُ كوكبانَ وقصر كوكبان، وقيل: إنما سمي كوكبان لأن قصره كان مبنياً بالفضة، والحجارة وداخله بالياقوت والجوهر، وكان ذلك الدُر، والجوهر يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك وقيل: إنه من بناء الجن. كَوْكَب: ذكر الليث في كوكب في باب الرباعي ذهب إلى أن الواو أصلية وهو عند حذاق النحويين من باب وكب صدر بكاف زائدة، وقال أبو زيد الكوكب: البياض في سواد العين ذهب البصرُ أم لم يذهب، والكوكب من السماء معروف، ويشبه به النور فيسمى كوكباً ويقال: لقَطَرَات الجليد التي تقع على البقل بالليل كوكب، والكوكب شدة الحر وكوكب كل شيءٍ معظمه مثل كوكب العُشب وكوكب الماءِ، وكوكب العيش وغلام كوكب إذا ترَعرَعَ وحَسُنَ وجهه، والكوكب الماءُ والكوكب السيف والكوكب سيد القوم. وكوكب اسم قلعة على الجبل المطلّ على مدينة طبرية حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت بعد.


كَوكَبى: بالفتح على وزن فَوْعَلَي. موضع ذكره الأخطل في قوله:

شوقاً إليهم وشوقاً ثم أتـبـعـهـم

 

طرفي ومنهم بجنبي كَوكَبى زُمَرُ

 

الكَوكَبيةُ: منسوبة. قرية وفي المثل دعوة كوكبية، وذلك أن والياً لابن الزبير ظلم أهل قرية الكوكبية فدعَوا عليه فلم يلبث أن مات فصارت مثلاً. قال:

فيا رَب سعدِ دعوة كوكبية

 

كَوْمَح: بالحاء مهملة. جبل في ديار أبي بكر بن كلاب، وليس بضخم جداً، وعنده ماء يسمى الكَومحَة عن أبي زياد الكلابي.
كَوكُ: بكافين الأول مفتوح والواو ساكنة. قرية رأيتُها كبيرة عامرة بينها وبني شهرستان خراسان مرحلة، وهي من أعمال نَسَا وآخرُ حدودها.


كُولان: بالضم وآخره نون. بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراءَ النهر.


الكَولَةُ: حصن من نواحي ذَمارِ باليمن.


كَوْمَخَان: بلفظ التثنية الكُمَاخ الكبر والعظمة والكَومَخان. مكانان ذوا رمل وفي رواية الأسدي الكَومحان بالحاء مهملة. وقال ابن مقبل يصف سحاباً:

أناخَ برمَل الكَومخَين إنـاخةَ ال

 

يماني قِلاَصاً حَط عنهنّ مِكْوَرا

 

كُوكُو: وهو اسم أمة وبلاد من السودان. قال المهلبي: كوكو من الإقليم الأول وعرضها عشر درج وملكهم يظاهر رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر، والسفرُ إليها من كل بلد متصل، وله مدينة على غربي النيل سكنها هو ورجاله وثقاته، وبها مسجد يصلي فيه ومصلى الجماعة بين المدينيتن،وله في مدينته قصر لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع، وجميعهم مسلمون وزي ملكهم رؤساء أصحابه القمصان والعمائم، ويركبون الخيل أعراء ومملكته أعمر من مملكة زغاوه وبلاد الزغاوة أوسع وأموال أهل بلاده الأموال والمواشي وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح.


كول: بضم أوله وسكون ثانيه ولام. بابُ كُول محلة بشيراز.


كَومَل: من حصون اليمن.


كومَلاَذ: بن قرى همذان فيما أحسب أْو لقب رجل نسب إليه. وينسب إليه صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذَيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس التميمي الكوملاذاني هو وأبوه من الأئمَة والعلماء، والحفاظ روى أحمد أبو الحسين عن محمد بن حيوَيه، ومحمد بن الحسين بن الفرج، وغيرهما كثير، ورحل إلى العراق فسمع من خلق من أهلها ويروي عنه ابنه صالح وخلق لا يُحصى عددهم، وكان ابنه صالح بن أحمد من الحفاظ وله "تاريخ لهمذان" وسمع الكثير، ورواه وصنف وكان من الأبدال له كرامات ومات لثمان بقين من شعبان سنة 384، ومولده سنة 303. كومٌ: بفتح أوله ويروى بالضم وأصله الرمل المشرف، وقال ابن شُميل الكومة: ترَابٌ مجتمع طوله في السماءِ ذراعان ويكون من الحجارة، والرمل والجمع كُومٌ ، وهو اسم لمواضع بصر تضاف إلى أربابها أو إلى شيء عرفت به منها كَومُ الشقاف. قرية على شرقي النيل بأعلى الصعيد كانت عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين، وبين قوم من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين ألفاً وذلك لفساد كان عنهم، وكومُ عَلقام، ويقال: كوم علقماء موضع في أشل مصر له ذكر في حديث رُوَيفع، وكومُ شريك قرب الإسكندرية كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد يغوث بن حرز الغُطيفي أحد وفد مُراد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على مقدمه عمرو، وفتح مصر فكثرت عليه الروم بهذا الموضع فخافهم على أصحابه فلجأ إلى هذا الكوم فاعتصم به ودافعهم حتى أدركه عمرو بن العاص، وكان قريباً منه فاستغرهم فسمى كوم شريك بذلك، وشريك بن سمي هذا هو جد أبي شريك يحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن شريك.


كوميد: قلعة في جبل طبرستان.


كُومين: في نواحي كرمان. قال الاصطخري: إذا قصدت من جيرَفت تريد هرمز تسير إلى لاشكرد ثم تعدل منها على يسارك إلى كومين، ومن كومين إلى نهر راغان، ومن نهر راغان إلى منوجان مرحلتان، ومن منوجان إلى هرمز مرحلة، وكومين أيضاً قرية بين الري وقزوين.


كونجان: بعد الواو الساكنة نون وجيم وآخره نون. من قرى شيراز.


كُوهَك: كأنه تصغير كوه وهو الجبل. بسمرقند باب من أبوابها يعرف بباب كوهك، وبين سمرقند وبين أقرب الجبال إليها نحو من مرحلة خفيفة إلا أنه يتصل بها. جبل صغير يعرف بكوهك يمتد مرحلة إلى سمرقند، وهو مقدار نصف ميل في الطول، ومنه أحجار بلدهم والطين المستعمل في الأواني والزجاج والنورة وغير ذلك.


كوهيار: بالضم وكسر الهاءِ وياءٍ مثناه من تحت وآخره راءٌ. من قرى طبرستان.


كُوَيْر: تصغير كور. جبل بضرية.


الكُوَيْرَةُ: تصغير كارة. جبل من جبال القبلية.


كويلح: موضع في قول حزام بن الحارث الضبابي.

ونحن جلبنا الخيلَ من نحو ذي حساً

 

تغيبُ أحياناً ومنـهـا ظـواهـرُ

إذا اسهلَتْ خبتْ وإن أجزئت مَشَتْ

 

وفيهن عن حـد الإكـام تـزاورُ

دفعن لهم مد الضحي بـكـويلـح

 

فظل لهم يوم بـنـسة فـاخـرُ

 

الكُوَيْفَةُ: تصغير الكوفة التي تقدم ذكرها يقال لها: كويفة ابن عمر منسوبة إلى عبد اللَه بن عمر بن الخطاب نزلها حين قتل بنت أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة العبادي وهي بقرب بزيقيا.

 

باب الكاف والهاء وما يليهما

 

كُهَال: من حصون اليمن وهو كمال بن عدي بن مالك بن زيد بن نبت بن حمير بن سبا وإليه تنسب مصنعة كهال.


كهَاتَان: موضع بالشام. قال محلي بن الرقاع:

أبلغا قومنا جُذَاماً ولـخـمـاً

 

قولَ من عزهم إليه حبـيبُ

كان آباؤكم إذ الناس حَـرب

 

وهم الأكثرون كان الحروبُ

منعوا الثغرة التي بين حمص

 

والكهاتين ليس فيها عَـريبُ

 

الكَهرَجانُ: بالفتح ثم السكون وراءٍ ثم جيم وآخره نون. موضع بفارس فوق نقيلٍ صيدٍ في بلاد مذحج.


كُهَك: بالضم ثم الفتح وآخره كاف أيضاً، مدينة بسجستان وربما سموها تير كهك من أعمال الرُخَج قرب بُست.


الكَهفُ: المذكور في كتاب اللهَ عز وجل استوفيتُ ما بلغني فيه في الرقيم، وذاتُ الكهف. موضع في قول عَوف بن الأحوص:

يسوق صريم شاءها من جلاجلِ

 

إليَ ودوني ذتُ كهف وقورُها

 

وقال بشر بن أبي خازم:

يَسومون الصلاح بذات كهف

 

وما فيها لهم سَلَـع وقـارُ

 

الكَهفَةُ: بلفظ واحدة الكهف، وهو علم مرتجل. ماءة لبني أسد قريبة القعر.


كهلاَنُ: جبل بناحية الغَيل من صعدةَ عن ابن المبارك. وأنشد:

ودار بكَهلاَنٍ لشبل أخيهـم

 

دعامةُ عز من تِلاع الدعائم

 

كُهَيلَةُ: بلفظ تصغير كهلة. موضع في بلاد تميم. قال الفرزدق:

نهضنَ بنا من سِيف رمل كهيلة

 

وفيها بقايا من مراح وعَجْرَف

 

وقال الراعي:

عُميرِية حلّتْ برمل كُـهـيلة

 

فبينونة تلقى لها الدهر مَربعا

 

باب الكاف والياء وما يليهما

 

كَيخَارَان: بالفتح ثم السكون وخاءٍ معجمه وراءٍ وآخره نون. موضع بفارس.


كَيدمَةُ: بالفتح والدال مهملة والميم. موضع بالمدينة وهو سهمُ عبد الرحمن بن عوف من بني النضير.


كِيرَانُ: مدينة بأذربيجان بين تبريز وبيلَقَان أخبرني بها رجل من أهلها وفي بلاد العرب. موضع يقال له كيران، وقال الشاعر:

ولما رأيت أنني لستُ مـانـعـاً

 

كِرَان ولا كِيرانَ من رهط سالم

 

كِيرٌ: بلفظ كِيرِ الحداد، وهو الجلدة التي ينفخ بها الكُرو الذي يوقد فيه. قال السيرافي وكير: جبلان في أرض غطفان. قال عُروَة بن الورد:

سقى سلمى وأين محل سلمى

 

إذا حلت مجاورةَ السـرير

إذا حلت بأرض بني علـي

 

وأهلُكَ بـين إمـرةٍ وكـير

ذكرتُ منازلاً من آل وهـب

 

محل الحي أسفل في النقير

 

كيرداباذ: بالراء ثم دال مهملة وباءٍ موحدة وَآخره معجمه. من قرى طُرَيثيث.


كيركابان: مدينة بولاية قُصدار كان بها مقام المتغلب علي تلك النواحي.


كِيز: بكسر أوله وسكون ثانيه والزاي وبعض يقول: كيج بالجيم. من أشهر مدن مُكران وبها كان مقام الوالي وبينها وبين تيز خمس مراحل وهي فرضة مكران وبها نخيل كثيرة وبينها وبين قيرَبون مرحلتان.


كَيسَبُ: قرية بين الري وخُوَار الري.


كَيسُومُ: بالسين مهملة وهو الكثيرِ من الحشيش يقال روضةٌ أكسُوم ويكْسومْ وكيسوم فيعول منه وهي. قرية مستطيلة من أعمال سُمَيساط ولها عرض صالح وفيها سوق ودكاكين وافرة وفيها حصن كبير على تلعة كانت لنصر بن شَبث تحصَن فيه من المأمون حتى ظفر به عبد الله بن طاهر فأخرجه ثم أحدَثَ بعدُ فيها مياهاً وبساتين، وفي ذلك يقول عوف بن مُحَلم يمدح عبد الله بن طاهر:

شكراً لربك يوم الحصن نعـمـتـه

 

فقد حماك بعزّ النصر والـظـفَـر

فاعرف لسيفك يوم الحصن وَقعتَـه

 

فإنه السـيفُ لـم يَتـرك ولـم يذَر

حللت من فتح كيسـوم فـداك أبـي

 

مثواك في الحفر بين الوَحل والمطر

 

كيش: هو تعجيم قيس. جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس، وقد ذكرتها في قيس، وتعد في أعمال عُمان، وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي قاضيها كان من أهل البصرة يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما روى عنه يحيى بن سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقة وليس بالمكي.


كيف: مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومَرو الروذ، وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من بَغشور معدودة في مرو الروذ فتحها شاكر مولى شريك بن الأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 31 في أيام مرو الروذ.


كيفانه: مدينة بالسند بينها وبين البحر نحو فرسخين، وبينها وبين قامُهل أربع مراحل وبينها وبين سِندان نحو خمس مراحل.
كيلا هجان: ناحية في بلاد جيلان أو طبرستان.


كيلكى: بالكسر والقصر. اسم أحد الطبسين.


كِيلُ: بالكسر والسكون ولام وهي الكال التي ذكرها ابن الحجاج في قوله:

لعن اللَه ليلتي بالكال

 

وقد تقدم ذكرها. نسبوا إليها أبا العز ثابت بن منصور بن المبرك الكيلي حافظ ثقة سمِع مالك بن أحمد البانياسي، ومحمد بن إسحاق الباقرحي ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم وجمع أجزاءً من تصنيفه سمع منه أبو المعمر الأنصاري، وتوفي في سنة 528.


كِيلِين: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وآخره نون. من قرى الري على ستة فراسخ منها قرب قوهَذ العُليا فيها سوق يقال لها: كيلين. ينسب إليها أبو صالح عباد بن أحمد الكيليني عن منصور بن العباس روى عن محمد بن أيوب.


كيمارَج: بالراءِ المفتوحة والجيم. كورة من نواحي فارس.


كَيماك: آخره كاف أيضاً، ولاية واسعة في حدود الصين وأهلها ترك يسكنون الخيام ويتبعون الكلأ وبين طُراربَند آخر ولاية المسلمين، وبينها أحد وثلاثون يوماً بين مفاوز وجبال وأودية فيها أفاعٍ وحشرات غريبة قتالة.