التَّوُّ: الفَرْد. وفي الحديث: الاسْتِجْمارُ تَوٌّ والسعي تَوٌّ والطواف تَوٌّ؛ التوُّ: الفرد، يريد أَنه يرمي الجمار في الحج فَرْداً، وهي سبع حصيات، ويطوف سبعاً ويسعى سبعاً، وقيل: أَراد بفردية الطواف والسعي أَن الواجب منهما مرَّة واحدة لا تُثَنَّى ولا تُكرَّر، سواء كان المحرم مُفرِداً أَو قارناً، وقيل: أَراد بالاستجمار الاستنجاء، والسنَّة أَن يستنجيَ بثلاثٍ، والأَول أَولى لاقترانه بالطواف والسعي. وأَلْف تَوٌّ:تامٌّ فَرْدٌ. والتَّوُّ: الحَبْلُ يُفتل طاقة واحدة لا يُجعل له قُوىً مُبْرَمة، والجمع أَتْواء. وجاء تَوّاً أَي فَرْداً، وقيل: هو إذا جاء قاصداً لا يُعَرِّجه شيء، فإِن أَقام ببعض الطريق فليس بِتَوٍّ؛ هذا قول أَبي عبيد. وأَتْوَى الرجلُ إذا جاء تَوّاً وحْده، وأَزْوَى إذا جاء معه آخرُ، والعرب تقول لكل مُفرَد تَوٌّ، ولكل زوج زَوٌّ. ويقال: وَجَّهَ فلان من خَيْله بأَلْفٍ تَوٍّ، والتَّوُّ: أَلف من الخيل، يعني بأَلف رجل أَي بأَلف واحد.
وتقول: مضت تَوَّةٌ من الليل والنهار أَي ساعة؛ قال مُلَيح:
فَفاضَتْ دُموعي تَوَّةً ثم لم تَفِضْ |
|
عَليَّ، وقد كادت لها العين تَمْرَحُ |
وفي حديث الشعبي: فما مضت إِلاَّ تَوَّةٌ حتى قام الأَحَنفُ من مجلسه أَي ساعة واحدة. والتَّوَّة: الساعة من الزمان. وفي الحديث: أَن الاستنجاء بِتَوٍّ أَي بفرد ووتر من الحجارة وأَنها لا تُشفع، وإِذا عقدت عقداً بإدارة لرباط مرّة قلت: عقدته بتَوٍّ واحدٍ؛ وأَنشد:
جارية ليست من الوَخْشَنِّ، |
لا تعقِدُ المِنْطَقَ بالمَتْنَـنِّ |
إِلاَّ بِـتـوٍّ واحـدٍ أَو تَـنِّ |
أَي نصف تَوٍّ، والنون في تَنٍّ زائدة، والأَصل فيها تا خففها من تَوٍّ، فإِن قلت على أَصلها تَوْ خفيفةً مثل لَوْ جاز، غير أَن الاسم إذا جاءت في آخره واو بعد فتحة حملت على الأَلف، وإِنما يحسن في لَوْ لأَنها حرف أَداة وليست باسم، ولو حذفت من يوم الميم وحدها وتركت الواو والياء، وأَنت تريد إِسكان الواو، ثم تجعل ذلك اسماً تجريه بالتنوين وغير التنوين في لغة من يقول هذا حَا حَا مرفوعاً، لقلت في محذوف يوم يَوْ، وكذلك لوم ولوح، ومنعهم أَن يقولوا في لَوْلا لأَن لو أُسست هكذا ولم تجعل اسماً كاللوح، وإِذا أَردت نداء قلت يا لَوُّ أَقبل فيمن يقول يا حارُ لأَن نعتَه باللَّوِّ بالتشديد تقوية لِلَوْ، ولو كان اسمه حوّاً ثم أَردت حذف أَحد الواوين منه قلت يا حا أَقبل، بقيت الواو أَلفاً بعد الفتحة، وليس في جميع الأَشياء واو معلقة بعد فتحة إِلاَّ أَن يجعل اسماً. والتَّوُّ: الفارغ من شُغْلِ الدنيا وشغل الآخرة. والتَّوُّ: البِناء المنصوب؛ قال الأَخطل يصف تسنُّمَ القبر ولَحْدَه:
وقد كُنتُ فيما قد بَنى ليَ حافِري |
|
أَعاليَهُ توّاً وأَسْفَـلَـه لَـحْـدَا |
جاء في الشعر دحلا، وهو بمعنى لحد، فأَدَّاه ابن الأَعرابي بالمعنى.
والتَّوَى، مقصور: الهلاك، وفي الصحاح: هلاك المال. والتَّوَى: ذهاب مال لا يُرْجى، وأَتْواه غيرهُ. تَوِيَ المال، بالكسر، يَتْوَى تَوىً، فهو تَوٍ: ذهب فلم يرج، وحكى الفارسي أَن طَيّئاً تقول تَوَى. قال ابن سيده: وأُراه على ما حكاه سيبويه من قولهم بَقَى ورَضَى ونَهَى. وأَتْواه الله: أَذهبه. وأَتْوَى فلانٌ مالَه: ذهب به. وهذا مال تَوٍ، على فَعِلٍ. وفي حديث أَبي بكر، وقد ذكر من يُدْعَى من أَبواب الجنة فقال: ذلك الذي لا تَوَى عليه أَي لا ضَياع ولا خَسارة، وهو من التَّوَى الهلاك. والعرب تقول: الشُّحّ مَتْواةٌ، تقول: إذا مَنَعْتَ المال من حقه أَذهبه الله في غير حقه. والتَّوِيُّ: المقيم؛ قال:
إِذا صَوَّتَ الأَصداءُ يوماً أَجابها |
|
صدىً، وتَوِيٌّ بالفَلاة غَـريبُ |
قال ابن سيده: هكذا أَنشده ابن الأَعرابي، قال: والثاء أَعرف.
والتِّوَاء من سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ كهيئة الصليب طويل يأْخذ الخَدَّ كلَّه؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي. النضر: التِّواءُ سِمَة في الفَخِذِ والعنق، فأَما في العنق فأَن يُبْدَأَ به من اللِّهْزِمة ويُحْدَر حِذاء العنق خَطّاً من هذا الجانب وخَطّاً من هذا الجانب ثم يجمع بين طرفيهما من أَسفلَ لا من فوقُ، وإِذا كان في الفخذ فهو خط في عَرْضِها، يقال منه بعير مَتْوِيٌّ، وقد تَوَيْتُه تَيّاً، وإِبل متواةٌ، وبعير به تِواءٌ وتِواءانِ وثلاثة أَتْوِيَةٍ. قال ابن الأَعرابي: التِّوَاءُ يكون في موضع اللَّحاظ إِلاَّ أَنه منخفض يُعْطَف إِلى ناحية الخدّ قليلاً، ويكون في باطن الخد كالتُّؤْثُورِ. قال: والأُثْرةُ والتُّؤْثُور في باطن الخد، والله أَعلم.
التَّوْبةُ: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ. وفي الحديث: النَّدَمُ تَوْبةٌ. والتَّوْبُ مثلُه. وقال الأَخفش: التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ.
وتابَ إلى اللّهِ يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً: أَنابَ ورَجَعَ عن المَعْصيةِ إلى الطاعةِ، فأَما قوله:
تُبْتُ إلَيْكَ، فَتَقَبَّـلْ تـابَـتـي، |
|
وصُمْتُ، رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامَتي |
إنما أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله. أَلا ترى أَن فيها:
أَدْعُوكَ يا رَبِّ مِن النارِ، الَّتي |
|
أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ في القِـيامة |
فجاء بالتي، وليس فيها أَلف تأْسيس، وتابَ اللّهُ عليه: وفَّقَه لَها.
ورَجل تَوَّابٌ: تائِبٌ إلى اللّهِ. واللّهُ تَوّابٌ: يَتُوبُ علَى عَبْدِه. وقوله تعالى: غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْب، يجوز أَن يكون عَنَى به المَصْدَرَ كالقَول، وأَن يكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ، وهو مذهب المبرد. وقال أَبو منصور: أَصلُ تابَ عادَ إلى اللّهِ ورَجَعَ وأَنابَ. وتابَ اللّهُ عليه أَي عادَ عليه بالمَغْفِرة. وقوله تعالى: وتُوبُوا إلى اللّه جَمِيعاً؛ أَي عُودُوا إلى طَاعتِه وأَنيبُوا إليه. واللّهُ التوَّابُ: يَتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إذا تابَ إليهِ من ذَنْبه.
واسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ عليهِ التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه. واسْتَتابه: سأَلَه أَن يَتُوبَ. وفي كتاب سيبويه: والتَّتْوِبةُ على تَفْعِلةٍ: من ذلك.
وذكر الجوهريّ في هذه الترجمة التابوت: أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، وهو فَعْلُوَةٌ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنيث تاءً. وقال القاسم بن معن: لم تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ في شيءٍ من القرآن إلاَّ في التَّابُوتِ، فلغةُ قريش بالتاءِ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ. قال ابن بري: التصريفُ الذي ذكره الجوهري في هذه اللفظة حتى ردّها إلى تابوت تَصْرِيفٌ فاسِدٌ؛ قال: والصواب أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلية، ووزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ وحاطُومٍ، والوقْفُ عليها بالتاءِ في أَكثر اللغات، ومن وقف عليها بالهاءِ فإنه أَبدلها من التاءِ، كما أَبدلها في الفُرات حين وقف عليها بالهاء، وليست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنيث، وإنما هي أَصلية من نفس الكلمة. قال أَبو بكر بن مجاهد: التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءَة الناس جميعاً، ولغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ.
التُّوتُ: الفِرْصادُ، واحدته تُوتَةٌ، بالتاء المثناة، ولا تقل التُّوثُ، بالثاء. قال ابن بري: ذكر أَبو حنيفة الدينوري أَنه بالثاء؛ وحكي عن بعض النحويين أَيضاً، أَنه بالثاء. قال أَبو حنيفة: ولم يُسمع في الشعر إِلاّ بالثاء، وأَنشد لمحبوب بن أَبي العَشنَّطِ النَهْشَلِيِّ.
لَرَوْضَةٌ مـــن رياضِ الـــحَــــزْنِ، أَوْ طَـــــــرَفٌ |
|
من الـــقُـــرَيَّةِ، جَـــرْدٌ غـــيرُ مَـــحْـــــروثِ |
لِلـــنَّـــوْرِ فـــيه، إذا مَـــجَّ الـــنَّــــــدَى، أَرَجٌ |
|
يَشْـفـي الـصُّـداعَ، ويُنْـقــي كـــلَّ مَـــمْـــغُـــوثِ |
أَحْلى وأَشْهَى لِعيني، إِن مَررتُ به،مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ، ذي الرُّمَّانِ والتُّوثِ |
|
|
واللَّيْلُ نِصْفانِ: نِصْفٌ للهُمُومِ، فما |
|
أَقْـضِـي الـرُّقـادَ، ونِـصْــفٌ لـــلـــبـــراغِـــيث |
أَبِــيتُ حَـــيْثُ تُـــســـامِـــينـــي أَوائِلُـــهـــا، |
|
أَنْـزُو، وأَخْـلِـطُ تَـســـبـــيحـــاً بـــتَـــغْـــوِيثِ |
سُودٌ مَـدالِـيجُ فـــي الـــظَّـــلْـــمَـــاء، مُـــؤْدَنَةٌ، |
|
ولـيسَ مُـلْـتَـمَـسٌ مـنــهـــا بـــمَـــنْـــبُـــوثِ |
المُؤْدَنُ، بالهمز: القصير العُنق. والمُودَنُ، بغير الهمز: الذي يُولدُ ضاوِيّاً؛ نقلته من حواشي ابن بري ومن حواشٍ عليها. قال ابن بري: وحكي عن الأَصمعي أَنه بالثاء في اللغة الفارسية، وبالتاء في اللغة العربية.
التهذيب: التُّوثُ كأَنه فارسي، والعرب تقول: التُّوتُ، بتاءين. وفي حديث ابن عباس: أَن ابن الزبير آثَرَ عَليَّ التُّوَيتَاتِ، والحُمَيْدَاتِ، والأُساماتِ؛ قال شمر: هم أَحْياءٌ من بني أَسَدٍ: حُمَيْدُ بن أُسامةَ بنِ زُهَيرِ بن الحارث بنِ أَسَدِ ابن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ، وتُوَيتُ بنُ حَبيب بنِ أَسدِ بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ، وأُسامةُ بنُ زُهير بن الحارث بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ.
والتُّوتِياءُ: معروف، حَجَر يُكْتَحَلُ به، وهو مُعَرَّب.
التُّوثُ: الفِرْصادُ، واحدتُه تُوثةٌ، وقد تقدّم بتاءَين.
وكَفْرُتُوثا: موضع.
التَّاجُ، معروف، والجمعُ أَتواجٌ وتِيجانٌ، والفعل التَّتْويجُ.
وقد تَوَّجَهُ إذا عَمَّمَهُ؛ ويكون تَوَّجَهُ: سَوَّدَهُ.
والمُتَوَّجُ: المُسَوَّدُ، وكذلك المُعَمَّمُ. ويقال: تَوَّجَهُ فتَتَوَّجَ أَي أَلبسه التاجَ فلبسه.
والإِكْلِيلُ والقُصَّةُ والعِمامةُ: تاجٌ على التشبيه. والعربُ تسمي العمائمَ التاجَ. وفي الحديث: العمائمُ تِيجانُ العربِ، جمع تاج، وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر؛ أَراد أَن العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك لأَنهم أَكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أَو بالقلانس، والعمائمُ فيهم قليلةٌ. والأَكاليلُ: تيجان ملوك العجم. والتاجُ: الإِكليلُ. ابن سيده: ورجلٌ تائجٌ ذو تاج، على النَّسَبِ، لأَنا لم نسمع له بفعل غير متعدٍّ؛ قال هِمْيان بن قحافة:
تَقَدُّمَ النَّاسِ الإِمامَ التَّائَجا |
أَرادَ تَقَدَّمَ الإِمامُ التائجُ الناسَ. فقلب. والتاجُ: الفضة. ويقال للصَّلِيجَةِ من الفضة: تاجةٌ، وأَصله تازه بالفارسية للدرهم المضروب حديثاً؛ قال: ومنه قول هميان:
تَنَصُّفَ الناسِ الهُمامَ التَّائجا |
أَراد مَلِكاً ذا تاج، وهذا كما يقال: رجل دارِعٌ ذو دِرْعٍ.
وتاجٌ وتُوَيْجٌ ومُتَوَّجٌ: أَسماء. وتاجٌ وبنو تاجٍ. قبيلةٌ من عَدْوانَ، مصروف؛ قال:
أَبَعْدَ بَني تاجٍ وسَعْيِكَ بَيْنَهُـمْ؟ |
|
فلا تُتْبِعَنْ عَيْنَيْكَ ما كان هالِكا |
وتاجةُ: اسمُ امرأَة؛ قال:
يا وَيْحَ تاجَةَ، ما هذا الذي زَعَمَتْ؟ |
|
أَشَمَّها سَبُعٌ أَمْ مَسَّـهـا لَـمَـمُ؟ |
وتَوَّجُ: اسمُ موضع، وهو مأْسدة ذكره مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
ومِن دونِهِ أَثْباجُ فَلْجٍ وتَوَّجُ |
وفي ترجمة بَقَّمَ: تَوَّجُ على فَعَّل موضعٌ؛ قال جرير:
أَعْطُوا البَعِيثَ حَفَّةً ومِنْسَجا، |
|
وافْتَحِلُوهُ بَقَراً بِـتَـوَّجـا |
الليث: تاخت الإِصْبَع في الشيء الوارم الرِّخْو؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب:
بالنِّيِّ فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ |
قال ويروى: فهي تَثُوخُ، بالثاء، وسيأْتي ذكره؛ قال الأَزهري: ثاخَ وساخَ معروفان بهذا المعنى، وأَما تاخَ بمعناهما فما رواه غير الليث.
أَبو زيد: يقال للعصا المِتْيَخة؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ بسكران فقال: اضربوه، فضربوه بالنعال والثياب والمِتْيَخِة؛ وهذه لفظة قد اختلف في ضبطها، فقيل: هي بكسر الميم وتشديد التاء مِتِّيخة؛ وقيل: هي بفتح الميم مع التشديد مَتِّيخة؛ وقيل: هي بكسر الميم وسكون التاء قبل الياء مِتْيخة؛ وقيل: هي بكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء مِيتَخَة؛ قال الأَزهري: وهذه كلها أَسماء لجرائد النخل وأَصل العُرْجُون، فمن قال مِتْيَخة، فهو من وَتَخَ يَتِخُ، ومن قال مِيتَخة، فهو من تاخَ يَتِيخُ، ومن قال مِتِّيخة، فهو فِعَّيلة من مَتَخَ، وقيل: المِتْيَخة جرائد رطبة؛ وقيل: هي اسم للعصا؛ وقيل: للقضيب الدقيق اللين؛ وقيل: كل ما ضرب به من جريد أَو عصا أَو دِرَّة وغير ذلك، وترجم عليها ابن الأَثير في متخ، قال: وأَصلها فيما قيل من مَتَخَ اللَّهُ رقبته ومَتَخه بالسَّهم إذا ضربه؛ وقيل: من تَيَّخَه وطَيَّخه إذا أَلَحَّ عليه، فأُبدلت التاء من الطاء؛ وفي الحديث أَنه خرج وفي يده مِتْيَخة في طرفها خوص معتمداً على ثابت بن قيس.
التُّودُ: شجر؛ وبه فسر قول أَبي صخر الهذلي: عَرَفْت من هِنْدَ أَطْلالاً بذي التُّودِ قَفْراً، وجاراتِها البِيضِ الرَّخاوِيدِ الأَزهري: وأَما التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ، وهي الخشبات التي تُشدّ على أَخلاف الناقة إذا صُرَّتْ لئلاَّ يرضعها الفصيل؛ قال: ولم أَسمع لها بفعل، والخيوط التي تُصَرُّ بها هي الأَصِرَّةُ واحدها صِرارٌ؛ قال: وليست التاء بأَصلية في هذا ولا في التُّؤَدَةِ بمعنى التأَني في الأَمر.
التَّوْرُ من الأَواني: مذكر، قيل: هو عربي، وقيل: دخيل. الأَزهري: التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه. وفي حديث أُم سليم: أَنها صنعت حَيْساً في تَوْرٍ؛ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد يتوضأُ منه، ومنه حديث سلمان: لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْ خِفِيهِ في تَوْرٍ أَي اضربيه بالماء. والتَّوْرُ: الرسول بين القوم، عربي صحيح؛ قال:
والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْـمَـلُ |
|
يَرْضَى بهِ الآثِيُّ والمُرْسِلُ |
وفي الصحاح: يرضى به المأْتيُّ والمرسل.
ابن الأَعرابي: التَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق.
والتَّارَةُ: الحين والمَرَّة، أَلفها واو، جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ؛ قال:
قُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا |
وقال العجاج:
رْباً، إذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ |
|
بالْغَلْي، أَحْمَوهُ وأَحْنَوه التِّيَرْ |
قال ابن الأَعرابي: تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها. قال أَبو منصور وقال غيره: جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مهموزة؛ قال: ومنه يقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ. وأَتَرْتُ الشيءَ: جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة؛ قال لبيد يصف عَيْراً يديم صوته ونهيقه:
جِدُّ سَحِيلَةً ويُتَيرُ فيهـا |
|
ويُتْبِعها خِنَاقاً في زَمالِ |
ويروى: ويُبِيرُ، ويروى: ويُبِين؛ كل ذلك عن اللحياني. التهذيب في قوله أَتْأَرْتُ النظر إذا حَدَدْتَهُ قال: بهمز الأَلفين غير ممدودة، ثم قال: ومن ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً.
وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إذا رميته تارة بعد تارة، فهو مُتَارٌ؛ ومنه قول الشاعر:
ظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ |
ابن الأَعرابي: التَّائر المداوم على العمل بعد فُتور.
أَبو عمرو: فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ؛ وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي:
قَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني |
|
فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتـارُ |
ويروى: مُتارُ، وحكي: يا تارات فلان، ولم يفسره؛ وأَنشد قول حسان:
تَسْمَعُنَّ وَشيكاً في دِيارِكُمُ: |
|
اللهُ أَكْبرُ، يا تاراتِ عُثمَانَا |
قال ابن سيده: وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير موازن به. وتِيرَ الرجلُ: أُصيب التَّارُ منه، هكذا جاء على صيغة ما لم يسمَّ فاعله؛ قال ابن هَرْمَةَ:
ييَّ تَقِيَّ ساكنُ الـقَـوْلِ وَادِعٌ |
|
إِذا لم يُتَرْ، شَهْمٌ، إذا تِيرَ، مانِعُ |
وتارَاءُ: من مساجد سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتبوك؛ ورأَيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، وأَظنه نسبه إلى ابن سيده، قوله:
ما الدَّهْرُ إِلاّ تارتانِ: فَمِنْـهـمـا |
|
اُموت وأُخرى أَبْتَغِي العَيْشَ أَكْدَحُ |
أَراد: فمنهما تارة أَموتها أَي أَموت فيها.
التُّوزُ: الطبيعة والخُلُقُ كالتُّوسِ. والتُّوزُ: الأَصل.
والأَتْوَزُ: الكريم الأَصل. والتُّوزُ أَيضاً: شجر. وتُوزُ: موضع بين مكة والكوفة؛ قال: بَيْنَ سَمِيراءَ وبَيْنَ تُوزِ
التُّوسُ: الطبيعة والخُلُق. يقال: الكرَم من تُوسِه وسُوسِه أَي من خليقته وطبع عليه، وجعل يعقوب تاء هذا بدلاً من سين سوسه. وفي حديث جابر: كان من توسي الحياءُ؛ التُّوس: الطبيعة والخِلْقَةُ. يقال: فلان من تُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصلِ صِدْقٍ. وتُوساً له: كقوله بُوساً له؛ رواه ابن الأَعرابي قال: وهو الأَصل أَيضاً؛ قال الشاعر:
إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا |
أَي خَرَّجْنَ طبائعَ الناس. وتاساه إذا آذاه واستخف به.
تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إذا كسره بقِطعة خبز أَو أَخذه بها. حكى الأَزهري عن الليث قال: التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً بكِسْرة خبز ترفَعُه بها، تقول منه: تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً.
تاغَ هلك وأَتاغه الله، وكأَنه مقلوب من وتَغَ.
ما في أَمرهم تَوِيفةٌ أَي تَوانٍ. وفي نوادر الأَعراب: ما فيه تُوفةٌ ولا تافةٌ أَي ما فيه عَيْبٌ. أَبو تراب: سمعت عَراماً يقول تاه بصر الرجل وتافَ إذا نظر إلى الشيء في دوام؛ وأَنشد:
فما أَنسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنسَ نَظْرتي |
|
بمكةَ أَني تـائفُ الـنَّـظَـراتِ |
وتافَ عني بصَرُكَ وتاهَ إذا تَخَطَّى.
التَّوْقُ: تُؤُوق النفس إلى الشيء وهو نِزاعها إليه. تاقَت نفْسي إلى الشيء تَتُوق توْقاً وتُؤوقاً: نزَعَت واشتاقت، وتاقَت الشيءَ كتاقت إليه؛ قال رؤبة:
فالحمدُ لِله على مـا وفَّـقـا |
|
مَرْوانَ، إذْ تاقُوا الأُمورَ التُّوَّقا |
والمُتَوَّقُ: المُتَشَهَّى. وفي حديث عليّ: ما لك تَتَوَّقُ في قُريش وتَدعُنا؟ تَتَوَّقُ، تفعَّل من التَّوْقِ: وهو الشَّوقُ إلى الشيء والنُّزوعُ إليه، والأَصل تَتَتوّق بثلاث تاءات فحذف تاء الأَصل تخفيفاً، أراد لِمَ تتزوّجُ في قريش غيرنا وتدعُنا يعني بني هاشم، ويروى تَنَوَّقُ، بالنون، من التنوُّقِ في الشيء إذا عُمل على استحسان وإعجاب به. يقال:تنوَّق وتأَنَّق. وفي الحديث الآخر: ما لك تَتَوِّقُ في قريش وتدعُ سائرهم.والمُتَوَّقُ: الكلام الباطل. ونفْس توَّاقةٌ: مُشْتاقةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:
جاء الشِّتاء وقَميصي أَخْلاقْ |
|
شَراذِمٌ يَضْحَكُ مني التَّوّاقْ |
قيل: التَّوّاق اسم ابنه، ويروى النَّوَّاق بالنون. ويقال في المثل: المرْء تَوَّاقٌ إلى ما لم ينَل. وقيل: التوّاق الذي تَتُوق نفْسُه إلى كل دَناءة. ابن الأَعرابي: التَّوَقةُ الخُسَّفُ جمع خاسِفٍ وهو الناقِهُ، والتَّوْقُ نفْس النزْع، والتُّوقُ العَوَج في العصا ونحوها.
وتاقَ الرجلُ يتُوق: جاد بنفْسه عند الموت. وفي حديث عبيد الله بن عمر، رضي الله عنهما: كانت ناقةُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُتوّقةً؛ كذا رواه بالتاء، فقيل له: ما المتوّقة؟ فقال: مثل قولك فرس تَئِقٌ أَي جواد؛ قال الحربي: وتفسيره أَعْجبُ من تَصحِيفه، وإِنما هي مُنَوَّقة، بالنون، هي التي قد رِيضَت وأُدِّبَت.
أَحمق تائِكٌ: شديد الحمق، ولا فعل له؛ قال ابن سيده: لذلك لم أَخص به الواو دون الياء ولا الياء دون الواو.
التُّوَلة: الداهية، وقيل: هي بالهمز، يقال: جاءنا بتُولاته ودُولاته وهي الدواهي. ابن الأَعرابي: إِن فلاناً لذو تُولات إذا كان ذا لُطْف وتَأَتٍّ حتى كأَنه يَسْحَر صاحبه. ويقال: تُلْتُ به أَي دُهِيتُ ومُنِيت؛ قال الراجز:
تُلْتُ بساقٍ صادق المَرِيسِ |
وفي حديث بدر: قال أَبو جهل إِن الله قد أَراد بقريش التُّوَلة؛ هي بضم التاء وفتح الواو الداهية، قال: وقد تهمز. والتُّوَلة والتِّوَلة: ضَرْب من الخَرَز يوضع للسِّحْر فتُحَبَّب بها المرأَةُ إِلى زوجها، وقيل: هي مَعَاذَة تُعَلَّق على الإِنسان، قال الخليل: التِّوَلة والتُّولة، بكسر التاء وضمها، شبيهة بالسِّحر. وحكى ابن بري عن القزاز: التُّوَلة والتِّوَلة السِّحْر. وفي حديث عبدالله بن مسعود: التِّوَلة والتَّمَائم والرُّقَى من الشِّرْك؛ وقال أَبو عبيد: أَراد بالتَّمائم والرُّقَى ما كان بغير لسان العربية مما لا يُدْرَى ما هو، فأَما الذي يُحَبِّب المرأَةَ إِلى زوجها فهو من السِّحْر. والتِّوَلة، بكسر التاء: هو الذي يُحَبِّب المرأَة إِلى زوجها، وفي المحكم: التِّوَلة الذي يُحَبِّب بين الرجل والمرأَة، صِفَةٌ، ومثله في الكلام شيء طِيَبَة؛ قال ابن الأَثير: التِّوَلة، بكسر التاء وفتح الواو، ما يُحَبِّب المرأَة إِلى زوجها من السِّحْر وغيره، جعله ابن مسعود من الشِّرْك لاعتقادهم أَن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما يُقَدِّرُه الله تعالى. ابن الأَعرابي: تالَ يَتُول إذا عالج التِّوَلة وهي السِّحْر.
أَبو صاعد: تَوِيلةٌ من الناس أَي جماعة جاءت من بُيُوت وصِبْيان ومال، وقال غيره: التّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيله، الواحدة تالَةٌ. وفي حديث ابن عباس: أَفْتِنا في دابة تَرْعى الشَّجر وتشرب الماء في كَرِش لم تُثْغَر، قال: تلك عندنا الفَطِيمُ والتَّوْلة والجَذَعة؛ قال الخطابي: هكذا روي، قال: وإِنما هو التِّلْوة، يقال للجَدْيِ إذا فُطِم وتَبِعَ أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوة، والأُمهات حينئذ المَتَالي، فتكون الكلمة من باب تلا لا تول، والله أَعلم.
التُّومةُ: اللؤلؤة، والجمع تُوَمٌ وتُومٌ؛ قال ذو الرمة:
وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَى، والشمسُ ماتِعةٌ، |
|
إِذا تَوقَّد في أَفْنـانِـهِ، الـتُّـومُ |
قال أَبو عمرو: هي الدرَّة والتُّومةُ والتُّؤَامِيَّة واللَّطَمِيَّة.
الجوهري: التُّومةُ، بالضم، واحدة التُّوَمِ، وهي حبَّة تعمَل من الفِضَّة كالدرَّة؛ هكذا فسر في شعر ذي الرمة. والتُّومةُ: القُرْط فيه حبَّة. وقال الليث: التُّومةُ القُرْط. ابن السكيت: قال أَيوب ومِسْحَل ابنا رَبْداء ابنة جرير: كان جرير يسمي قصيدتيه اللتين مدَح فيهما عبدَ العزيز بن مَرْوان وهجا الشعراء وإِحداهما:
ظَعَن الخليطُ لغُرْبة وتَنائِي، |
|
ولقد نَسِيت برَامَتَيْنِ عَزائي |
والأُخرى:
يا صاحِبَيَّ دَنا الرَّواحُ فَسِيرَا |
قالا: كان يسمِّيهما التُّومَتَيْنِ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه قال للنساء أَتَعْجِز إِحداكُنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَيْن من فضَّة ثم تُلَطِّخَهما بعَنْبر؟ قال أَبو منصور: من قال للدرَّة تُومةٌ شبَّهها بما يسوَّى من الفضَّة كاللؤلؤة المستديرة تجعلُها الجارية في أُذنيها، ومن قال تَوْأَمِيَّة فهما دُرَّتان للأُذنين إِحداهما تَوْأَمةُ الأُخرى. وفي حديث الكوثر: ورَضْراضُه التُّومُ أَي الدرُّ. والتُّومةُ: بيضَةُ النَّعام تشبيهاً بتُومة اللؤلؤ، والجمع كالجمع؛ قال ذو الرمة:
وحتى أَتى يومٌ يَكادُ من اللَّظى |
|
به التُّومُ، في أُفْحُوصه، يَتَصَيَّحُ |
قال أَبو عبيد: يَعني البَيْض. ويَتَصَيَّح: لغة في يَتَصَوَّح بمعنى يتشقَّق؛ وقال ذو الرمة يصِف نباتاً وقع عليه الطَّلُّ فتعلَّق من أَغْصانه كأَنه الدرُّ فقال:
وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَى، والشمسُ ماتِعةٌ، |
|
إِذا توقَّد في أَفْنـانـه، الـتُّـومُ |
أَفْنانُه: أَغْصانُه، الواحد فَنَن. توقَّد: أَنارَ لطلوع الشمس عليه.
وتَوْماءُ: مرضع وهو من عمَل دِمَشْق؛ قال جرير:
صَبَّحْنَ تَوْماءَ، والناقُوسُ يَقْرَعُـه |
|
قَسُّ النصارى، حَراجِيجاً بنا تَجِفُ |
التهذيب: أَبو عمرو التَّتاوُن احْتيال وخديعة. والرجل يَتتاوَنُ الصيدَ إذا جاءه مرة عن يمينه ومرة عن شماله؛ وأَنشد:
تَتاوَن لي في الأَمر من كلِّ جانبٍ، |
|
لِيَصْرِفَني عـمّـا أُريدُ كَـنُـود |
وقال ابن الأَعرابي: التُّونُ. الخَزَفة التي يُلعب عليها بالكُجّة؛ قال الأَزهري: ولم أَرَ هذا الحرف لغيره، قال: وأَنا واقفٌ فيه إنه بالنون أَو بالزاي.
التَّوْهُ: لغة في التِّيهِ، وهو الهَلاكُ، وقيل: الذهاب، وقد تاهَ يتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً هَلَك. قال ابن سيده: وإِنما ذكرت هنا يتِيهُ وإِن كانت يائية اللفظ لأَن ياءها واو، بدليل قولهم ما أَتْوَهَهُ في ما أَتْيَهه، والقول فيه كالقول في طاحَ يَطِيحُ، وسنذكره في موضعه. قال أَبو زيد: قال لي رجل من بني كلاب أَلْقَيْتَنِي في التُّوهِ، يريد التِّيهَ. وتَوّهَ نفسَه: أَهلكها، وما أَتْوَهَه. قال ابن سيده: فتاه يتيهُ، على هذا، فَعِلَ يَفْعِلُ عند سيبويه، وفلاةٌ تُوهٌ والجمع أَتْواهٌ وأَتاويهُ.
تي وتا: تأْنيث ذا، وتَيّا تصغيره، وكذلك ذَيَّا تصغير ذِهْ وذِ هي وهذه.
رجل تَيْتاءُ وثِيتَاءُ: وهو مثل الزُّمَّلِقِ، وهو الذي يَقْضِي شهوتَه قبل أَن يُفْضِيَ إِلى امرأَته. أَبو عمرو: التَّيتاءُ الرجل الذي إذا أَتَى المرأَة أَحْدَثَ، وهو العِذْيَوطُ، قال ابن الأَعرابي: التِّئْتاءُ الرجل الذي يُنزِلَ قبل أَن يُولِجَ
تاحَ الشيءُ يَتِيحُ: تَهَيَّأَ؛ قال:
تاحَ له بعدَك حِنْزابٌ وَأَى |
وأُتِيح له الشيءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئ له؛ قال الهذلي:
أُتِيحَ لَها أُقَيْدِر ذُو حَـشِـيفٍ، |
|
إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما |
وأَتاحه اللهُ: هَيَّأَه. وأَتاحَ الله له خيراً وشرّاً. وأَتاحه له: قَدَّره له. وتاحَ له الأَمرُ: قدرَ عليه؛ قال الليث: يقال وقع في مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنقذه، وأَتاح الله له من أَنقذه. وفي الحديث: فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهم فتنةً تَدَعُ الحليم منهم حَيْرانَ. وأَمرٌ مِتْياحٌ: مُتاحٌ مُقَدَّرٌ، وقَلْبٌ مِتْيَحٌ؛ قال الراعي:
أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عينُكَ تَلْمَحُ؟ |
|
نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ |
قوله: لات هنَّا أَي ليس هنا حينُ تَشَوُّق. ورجل مِتْيَحٌ: لا يزال يقع في بلية. ورجلٌ مِتْيَحٌ: يَعْرِضُ في كل شيءٍ ويدخل فيما لا يعنيه، والأُنثى بالهاء؛ قال الأَزهري: وهو تفسير قولهم بالفارسية أَنْدَرُونَسْت وقال: إِن لنا لَكَنَّه مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْيَحَةً مِعَنَّه وكذلك تَيِّحَان وتَيَّحان؛ قال سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِي:
بذَبِّي اليومَ، عن حَسَبي، بمالي، |
|
وزَبُّوناتِ أَشْـوَسَ تِّـيحـان |
ولا نظير له إِلاَّ فرس سَيِّبانُ وسَيبَّانُ، ورجل هَيِّبانُ وهَيَّبانُ إذا تمايل؛ قال ابن بري: معنى زبُّونات دَفُوعات، واحدتها زبُّونة، يعني بذلك أَحْسابه ومفاخره أَي تَدْفَعُ غيرَها، والباء في قوله بذبِّي متعلقة بقوله بلاني في الذي قبله، وهو:
لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِي |
|
وأَعْدائي، فكلٌّ قد بلانـي |
أَي خَبَرَني قومي فعرفوا مني صلة الرحم ومواساة الفقير وحِفْظَ الجِوار، وكوني جَلْداً صابراً على محاربة أَعدائي ومُضْطَلِعاً بنكايتهم. وناحَ في مِشْيَته إذا تمايل.
وقال أَبو الهيثم: التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطويل؛ وقال الأَزهري: رجل تَيِّحانٌ يتعرض لكل مَكْرُمَةٍ وأَمر شديد؛ وقال العجاج:
لقد مُنُوا بتَيِّحانٍ ساطي |
وقال غيره:
أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَيِّحان |
الأَزهري: فرس تَيِّحانٌ شديد الجري، وفرس تَيَّاحٌ: جَوَاد، وفرس مِتْيَح وتَيَّاح وتَيِّحانٌ: يعترض في مشيه نَشاطاً ويميل على قُطْرَيْه؛ وتاحَ في مشيته.
التهذيب: ابن الأَعرابي: المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمِنْفَحُ، بالحاء: الداخل مع القوم ليس شأْنه شأْنهم.
ابن الأَعرابي: التَّاحِي البُسْتَانيان
ابن الأَعرابي: التَّيْدُ الرفق؛ يقال: تَيْدَك يا هذا أَي اتَّئِدْ. وقال ابن كيسان: بَلْهَ ورُوَيْدَ وتَيْدَ يخفضن وينصبن، رُوَيْدَ زيداً وزيدٍ، وبَلْهَ زيداً وزيد، وتَيْدَ زيداً وزيد؛ قال: وربما زيد فيها الكاف للخطاب فيقال رُوَيْدَكَ زيداً، وتَيْدَك زيداً، فإِذا أَدخلت الكاف لم يكن إِلا النصبُ، وإِذا لم تدخل الكافَ فالخفض على الإِضافة لأَنها في تقدير المصدر، كقوله عز وجل: فضَرْبَ الرقاب.
التِّير: الحاجز بين الحائطين، فارسي معرب.
والتَّيَّارُ: المَوْجُ، وخص بعضهم به موج البحر، وهو آذِيُّه ومَوْجُه؛ قال عدي بن زيد:
فُّ المكاسِبِ ما تُكْدى حُسافَتُه |
|
كالبَحْرِ يَقْـذِفُ بـالـتَّـيَّارِ |
تَيَّارا ويروى: حَسيفَتُه أَي غيظه وعداوته. والحُسافَةُ: الشيء القليل، وأَصله ما تساقط من التمر؛ يقول: إِن كان عطاؤُه قليلاً فهو كثير بالإِضافة إِلى غيره، وصواب إِنشاده: يُلجق بالتيار تياراً. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ثم أَقبل مُزْبِداً كالتَّيَّار؛ قال ابن الأَثير: هو موج البحر ولُجَّتُه. والتَّيَّار فَيْعالٌ من تار يتور مثل القيام من قام يقوم غير أَن فعله مُماتٌ. ويقال: قطع عِرْقاً تَيَّاراً أَي سريع الجَرْيَةِ.
وفَعَلَ ذلك تارَةً بعد تارة أَي مرة بعد مرة، والجمع تاراتٌ وتِيَرٌ.
قال الجوهري: وهو مقصور من تِيَارٍ كما قالوا قاماتٌ وقِيَمٌ وإِنما غُيِّرَ لأَجل حرف العلة، ولولا ذلك لما غير، أَلا ترى أَنهم قالوا في جمع رَحَبَةٍ رحابٌ ولم يقولوا رِحَبٌ؟ وربما قالوه بحذف الهاء؛ قال الراجز:
الْوَيْلِ تاراً والثُّبُورِ تارا |
وأَتاره: أَعاده مرة بعد مرة.
التَّيَّاز: الرجل المُلَزَّزُ المفاصل الذي يَتَتَيَّزُ في مِشْيَتِه لأَنه يَتَقَلَّعُ من الأَرض تَقَلُّعاً؛ وأَنشد:
تَيَّازَةٌ في مَشْيِها قُناخِرَهْ |
الفراء: رجل تَيَّازٌ كثيرُ العَضَلِ، وهو اللحم.
وتازَ يَتُوزُ تَوْزاً ويَتِيزُ تَيْزاً إذا غَلُظَ؛ وأَنشد:
تُسَوَّى على غُسْنٍ فَتازَ خَصِيلُها |
قال: فمن جعل تازَ من يَتِيزُ جعل التَّيَّازَ فَعَّالاً، ومن جعله من يَتُوزُ جعله فَيْعالاً كالقَيَّام والدَّيَّار من قامَ ودَارَ. وقوله تازَ خَصِيلُها أَي غَلُظَ. وتازَ السهم في الرَّمِيَّةِ أَي اهتزَّ فيها. وتَتَيَّزَ في مشْيَتِه: تَقَلَّعَ. والتَّيَّازُ من الرجال: القصير الغليظ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشديدُ العَضَلِ مع كثرة لحم فيها. ويقال للرجل إذا كان فيه غلظ وشدة: تَيَّازٌ؛ قال القَطَامِيُّ يصف بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا وقد أَحسن القيام عليها إِلى أَن قويت وسمِنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوَّتها وعزة نفسها:
فلما أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليهـا |
|
كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّيَاعـا |
أَمَرْتُ بها الرِّجالَ ليَأْخُذُوها |
|
ونحن نظُنُّ أَن لا تُسْتَطاعا |
إِذا التَّيَّازُ ذو العَضَلاتِ قلنا |
|
إِليكَ إِليكَ، ضاقَ بها ذِراعا |
قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري وغيره إِليك إِليك وفسر في شعره أَن إِليك بمعنى خذها لتركبها وتَرُوضَها؛ قال: وهذا فيه إِشكال لأَن سيبويه وجميع البصريين ذهبوا إِلى أَن إِليك بمعنى تَنَحَّ وأَنها غير متعدية إِلى مفعول، وعلى ما فسروه في البيت يقضي أَنها متعدية لأَنهم جعلوها بمعنى خذها؛ قال: ورواه أَبو عمرو الشَّيْبانِيُّ لَدَيْكَ لَدَيْكَ عوضاً من إِليك إِليك، قال: وهذا أَشبه بكلام العرب وقول النحويين لأَن لديك بمعنى عندك، وعندك في الإِغراء تكون متعدية، كقولك عِنْدَكَ زيداً أَي خذ زيداً من عندك، وقد تكون أَيضاً غير متعدية بمعنى تَأَخَّرْ فتكون خلاف فَرْطَكَ التي بمعنى تَقَدَّمْ، فعلى هذا يصح أَن تقول لديك زيداً بمعنى خذه.
وقوله: ذو العضلات أَي ذو اللحمات الغليظة الشديدة، وكل لحمة غليظة شديدة في ساق أَو غيره فهي عَضَلَةٌ، وإِذا في البيت داخلة على جملة ابتدائية لأَن التياز مبتدأٌ، وقلنا خبره، والعائد محذوف تقديره قلنا له، وضاق بها ذراعاً جواب إِذا؛ قال: ومثله قول الآخر:
وهَلاَّ أَعَدُّوني لمِثْلـي تَـفـاقَـدُوا |
|
إِذا الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ |
وقوله: كما بطَّنت بالفدن السياعا، قال: الفدن القَصْرُ، والسياع: الطين، قال: وهذا من المقلوب، أَراد كما يُطَيَّنُ بالسِّياعِ الفَدَنُ؛ قال: ومثله قول خُفَاف بنِ نُدْبَةَ:
كَنَواحِ رِيشِ حَمامَةٍ نَـجْـدِيَّةٍ |
|
ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ |
وعصف الإِثم: غباره. تقديره: ومسحت بعصف الإِثمد اللثتين؛ قال: ومثله لعروة بن الورد:
فَدَيْتُ بنفْسِه نَفْسي ومالي |
|
وما آلُوكَ إِلا ما أُطِـيقُ |
أَي فديت بنفسي ومالي نفسه، قال: وقد حمل بعضهم قوله سبحانه وتعالى: وامْسَحُوا برؤُوسكم؛ على القلب لأَنه قدّر في الآية مفعولاً محذوفاً تقديره وامسحوا برؤُوسكم الماء، والتقدير عنده وامسحوا بالماءِ رؤُوسكم فيكون مقلوباً، ولا يجعل الباء زائدة كما يذهب إِليه الأَكثر.
التَّيْسُ: الذكر من المَعَزِ، والجمع أَتْياسٌ وأَتْيُسٌ؛ قال طَرَفَةُ:
ملك النهار ولِعْبُه بفُحُولَةٍ |
|
يَعْلُونَه بالليل عَلْوَ الأَتْيُسِ |
وقال الهُذَليّ:
من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبَةٌ |
|
ودونه أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْـياسُ |
والجمع الكثير تُيُوسٌ. والتَّيَّاسُ: الذي يمسكه. والمَتْيُوساءُ: جماعة التُّيُوس. وتاسَ الجَدْيُ: صار تَيْساً؛ عن الهَجَري. أَبو زيد: إذا أَتى على ولد المِعْزى سنة فالذكر تَيْسٌ، والأُنثى عنز. واسْتَتْيَسَتِ الشاة: صارت كالتَّيْس. قال ثعلب: ولا يقال اسْتاسَتْ. وعَنْزٌ تَيْساءُ إذا كان قرناها طويلين كَقَرْن التَّيْس، وهي بَيِّنَةُ التَّيَسِ. وقال ابن شميل: التَّيْساءُ من المِعْزى التي يُشْبه قرناها قَرْنَي الأَوعالِ الجبلية في طولها، والعرب تُجْري الظِّباءَ مُجْرى العَنْزِ فيقولون في إناثها المَعَز، وفي ذكورها التُّيُوس؛ قال الهُذَليُّ:
وعادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ، كأَنَّـهـا |
|
تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْبِتارُها |
ولو أَجرَوها مُجْرى الضأْن لقال: كباش ظباء؛ ورجل تَيَّاسٌ. وتِيْسي: كلمة تقال عند إِرادة إِبطال الشيء وتكذيبه والتكذيب به؛ ومنه حديث أَبي أَيوب: أَنه ذَكرَ الغُولَ فقال قل لها: تِيسِي جَعارِ، فكأَنه قال لها كذبت يا خارية. قال: والعامة تغير هذا اللفظ وتقول: طِيْزي، تبدل من التاء طاء ومن السين زاياً لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج.
أَبو زيد: يقال احْمَقِي وتِيسي للرجل إذا تكلم بحُمْق، وربما لا يَسُبُّه سَبّاً. ومن أَمثالهم في الرجل الذليل يَتَعَزَّزُ: كانت عَنْزاً فاستَتْيَستْ. ويقال: استَتْيَسَت العَنْزُ كما يقال استَنْوَقَ الجَمَلُ.
الجوهري: وفي فلان تَيْسِيَّةٌ، وناس يقولون: تَيْسُوسِيَّة وكَيْفُوفِيَّةٌ؛ قال: ولا أَدري ما صحتهما. ويقال: تُوساً له وبُوساً وجُوساً. ويقال للذكر من الظباء: تَيْسٌ وللأُنثى عَنْزٌ، وجَعارِ معدولة عن جاعِرَة كقولك قَطامِ ورَقاشِ، على فَعالٍ، مأْخوذ عن الجَعْر، وهو الحَدَث. قال: وهو من أَسماء الضَّبُع. قال ابن السكيت: تُشْتَم المرأَةُ فيقال قُومي جَعارِ، وتشبه بالضبع. ويقال للضبع: تِيْسي جَعار، ويقال: اذهبي لَكاعِ وذَفارِ وبَظارِ. وفي حديث علي، رضي اللَّه عنه: واللَّه لأُتِيسَنَّهم عن ذلك أَي لأُبْطِلَنَّ قولهم ولأَرُدَّنَّهُمْ عن ذلك.
وتِيَاسٌ: موضع بالبادية كان به حرب حين قُطِعت رِجل الحرث بن كعب فسمي الأَعرج؛ وفي بعض الشعر:
وقتْلَى تِياسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ |
التَّيْعُ: ما يَسيل على وجه الأَرض من جَمَد ذائب ونحوه؛ وشيء تائع مائع. وتاعَ الماءُ يَتِيعُ تَيْعاً وتَوْعاً، الأَخية نادرة، وتَتَيَّعَ كلاهما: انبسط على وجه الأَرض. وأَتاعَ الرجلُ إِتاعة، فهو مُتِيع: قاء. وأَتاع قَيْأَه وأَتاعَ دَمَه فتاعَ يَتِيعُ تُيُوعاً. وتاعَ القَيْءُ يَتِيع تَوْعاً أَي خرج، والقَيءُ مُتاعُ؛ قال القُطامي وذكر الجراحات:
فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدي كُلُوماً |
|
تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا |
وتاعَ السُّنْبُلُ: يَبِس بعضُه وبعضُه رَطْب، والريحُ تَتَّايَعُ باليَبِيسِ؛ قال أَبو ذؤيب يذكر عَقْره ناقة وأَنها كاسَتْ فخَرَّتْ على رأْسها:
ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِهـا |
|
فخَرّتْ، كما تَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ |
قال الأَزهري: يقال اتَّايَعَتِ الريحُ بورق الشجر إذا ذهَبت به، وأَصله تَتايَعت به. والقَفْلُ: ما يَبِسَ من الشجر.
والتَّتايُع في الشيء وعلى الشيء: التَّهافُت فيه والمُتايَعةُ عليه والإِسْراعُ إِليه. يقال: تَتايَعُوا في الشرّ إذا تَهافَتُوا وسارَعُوا إِليه. والسكْرانُ يَتَتايَعُ أَي يَرْمِي بنفسه. وفي حديثه، صلى الله عليه وسلم: ما يحمِلُكم على أَن تَتايَعُوا في الكَذِب كما يَتتايَعُ الفَراشُ في النار؟ التَّتايُعُ: الوقوع في الشرّ من غير فِكْرةٍ ولا رَوِيّةٍ والمُتايَعةُ عليه، ولا يكون في الخيْر. ويقال في التَّتايُع: إِنه اللَّجاجةُ، قال الأَزهري: ولم نسمع التَّتايُع في الخير وإِنما سمعناه في الشر. والتتايُع: التهافُت في الشر واللَّجاج ولا يكون التتايع إِلا في الشرّ؛ ومنه قول الحسن بن علي، رضوان الله عليهما: إِنَّ عليّاً أَراد أَمْراً فتَتايَعَتْ عليه الأُمور فلم يَجِد مَنْزَعاً، يعني في أَمْرِ الجَمَل. وفلان تَيِّعٌ ومُتتيِّعٌ أَي سريع إِلى الشر، وقيل: التتايُع في الشر كالتتايُع في الخير. وتَتايَعَ الرجل: رمى بنفسه في الأَمر سريعاً. وتَتايَعَ الحَيْرانُ: رَمى بنفسه في الأمر سريعاً من غير تثبُّت. وفي الحديث: لما نزل قوله تعالى: والمُحْصَناتُ من النساء، قال سَعْد بنُ عُبادة: إِنْ رأَى رجل مع امرأَته رجلاً فيَقْتُله تَقْتُلونه، وإِن أَخْبر يُجْلَد ثمانين جَلْدة، أَفلا نَضْرِبه بالسيف؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: كفى بالسيف شا؛ أَراد أَن يقول شاهداً فأَمسك ثم قال: لولا أَن يَتتايَعَ فيه الغَيْرانُ والسّكْرانُ، وجواب لولا محذوف أَراد لولا تَهافُتُ الغَيْرانِ والسكْرانِ في القَتْل لتَمَّمْتُ على جعله شاهداً أو لحكَمْت بذلك، وقوله لولا أَن يتتايع فيه الغيران والسكران أَي يَتهافَت ويقع فيه. وقال ابن شميل: التتايُع ركوب الأَمر على خلاف الناس. وتَتايَعَ الجملُ في مَشْيِه في الحر إذا حرَّك أَلواحه حتى يكاد يَنْفَكُّ.
والتِّيعةُ، بالكسر: الأَربعون من غَنَم الصدَقة، وقيل: التيعة الأَربعون من الغنم من غير أَن يُخص بصدقة ولا غيرها. وفي الحديث: أَنه كتَب لوائل ابنُ حجر كتاباً فيه على التِّيعةِ شاةٌ والتِّيمةُ لصاحبها؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد التِّيعةُ الأَربعون من الغنم لم يزد على هذا التفسير، والتِّيمة مذكورة في موضعها، قال: والتيعة اسم لأَدنى ما يجب فيه الزكاة من الحيوان، وكأَنها الجملة التي للسُّعاة عليها سَبِيل من تاعَ يَتِيعُ إذا ذهَب إِليه كالخمس من الإِبل والأَربعين من الغنم. وقال أَبو سعيد الضرير: التِّيعةُ أَدنى ما يجب من الصدقة كالأَربعين فيها شاة وكخمس من الإِبل فيها شاة، وإِنما تَيَّعَ التِّيعةَ الحَقُّ الذي وجب للمصدِّق فيها لأَنه لو رامَ أَخْذ شيء منها قبل أَن يبلُغ عددها ما يجب فيه التِّيعةُ لمنَعَه صاحبُ المال، فلما وجَب فيه الحق تاعَ إِليه المصدِّق أَي عَجِل، وتاعَ رَبُّ المال إِلى إِعْطائه فجاد به، قال: وأَصله من التَّيْعِ وهو القَيْءُ. يقال: أَتاعَ قَيْأَه فَتاعَ. وحكى شمر عن ابن الأَعرابي قال: التِّيعة لا أَدري ما هي، قال: وبلغنا عن الفراء أَنه قال: التيعة من الشاء القِطْعة التي تجب فيها الصدقة ترعى حول البيوت. ابن شميل: التيْعُ أَن تأْخذ الشيء بيدك، يقال: تاعَ به يَتِيع تَيْعاً وتَيَّع به إذا أَخذه بيده؛ وأَنشد:
أَعْطَيْتُها عُوداً وتِـعْـتُ بـتَـمْـرةٍ |
|
وحَيْرُ المَراغِي، قد عَلِمْنا، قِصارُها |
قال: هذا رجل يزعم أَنه أَكل رَغْوة مع صاحبة له فقال: أَعطيتها عُوداً تأْكل به وتِعْت بتمرة أَي أَخَذْتها آكُل بها. والمِرْغاة: العود أَو التمر أَو الكسرة يُرْتَغى بها، وجمعه المَراغِي. قال الأَزهري: رأَيته بخط أَبي الهيثم: وتِعْت بتمرة، قال: ومثل ذلك وبَيَّعْتُ بها، وأَعطاني تمرة فتِعْت بها وأَنا فيه واقف، قال: وأَعطاني فلان درهماً فتِعت به أَي أَخذته، الصواب بالعين غير معجمة.
وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة: اليَتُوعاتُ كل بقلة أَو ورقة إذا قُطِعَت أَو قُطِفَت ظهر لها لبن أَبيض يَسِيل منها مثلُ ورَق التين وبُقُول أُخر يقال لها اليَتُوعات.
حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: تُعْ تُع إذا أَمرته بالتواضُع.
وتتايَعَ القومُ في الأَرض أَي تَباعَدوا فيها على عَمىً وشِدَّة.
قال ابن الأَعرابي: التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَاءِ الثَّخينةُ.وفي نوادر الأَعراب: تتيَّع عَلَيّ فلان، وفلان تَيَّعانُ وتَيِّعانُ وتَيَّحانُ وتَيِّحانُ وتيِّعٌ وتَيّحٌ وتَيَّقانُ وتَيِّقٌ مثله.
أَحمق تائِكٌ: شديد الحمق ولا فعل له، وقد تقدم قبل هذه الترجمة.
التَّيْمُ: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى، وقد تامَه؛ ومنه تَيْمُ الله: وهو ذَهابُ العقل من الهَوى، ورجل مُتَيَّم، وقيل: التَّيم ذهاب العقل وفساده؛ وفي قصيدة كعب:
مُتَيَّم إِثْرها لم يُفْدَ مَكْبولُ |
أَي مُعَبَّد مُذَلَّل. وتيَّمَه الحبُّ إذا اسْتولى عليه. قال الأَصمعي: تَيَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ وتامَتْه تَتِيمُه تَيْماً، فهو مُتَيَّم بالنساء ومَتِيمٌ بهنَّ؛ وأَنشد للقِيط بن زُرارة:
تامَتْ فؤادَك، لو يَحْزُنْك ما صَنَعَتْ، |
|
إِحْدَى نِساء بني ذُهْلِ بنِ شَيْبـانـا |
وقيل: المُتَيَّم المُضَلَّل؛ ومنه قيل للفَلاة تَيْماء، لأَنه يُضَلُّ فيها. وأَرض تَيْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، وقيل: واسعة. ابن الأَعرابي: التَّيْماء فَلاة واسعة.قال الأَصمعي: التَّيْماء التي لا ماء بها من الأَرَضِين، ونحو ذلك قال أَبو وَجْزة. ابن الأَعرابي: تامَ إذا عَشِق، وتامَ إذا تَخَلَّى من الناس. والتَّيم: العبد، وتَيمُ الله منه كما تقول ُعبد الله.
وتَيمُ: قبيلةٌ. وبنو تَيمٍ: بطْن من الرِّباب. وبنو تَيْم اللاَّتِ بن ثعلبة: من بكر بن وائل. وأَما قولهم التَّيم فإِنما أَدخلوا اللام على إِرادة التَّيْمِيِّين، كما قالوا المجوس واليهود؛ قال جرير:
والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، وأَلأَمُـه |
|
تَيمُ بنُ ذُهْلٍ بنُو السُّود المَدانِيس |
الجوهري: تَيْمُ الله حَيٌّ من بكر يقال لهم اللَّهازم، وهو تَيْمُ الله بن ثعلبة بنِ عُكابةَ. وتَيمُ الله في النَّمِر ابن قاسِط، وأَصله من قولهم تَيَّمه الحبُّ أَي عَبَّدَه وذلَّلَهُ، فهو مُتَيَّم، ومعنى تَيْمِ الله عبدُ الله. وتَيْمٌ في قريش: رَهْطُ أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وهو تَيْمُ بنُ مُرَّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالب بن فِهْر بن مالك. وتَيْم بن غالب بن فِهْر أَيضاً في قريش وهم بنو الأَدْرَمِ، وتَيم بن عبد مَناة ابن أُدِّ بن طابِخَة بنم إِلْياس بن مُضَر، وتَيْم بن قيس بن ثعلبة بن عُكابَة، وتَيْمُ بن شَيْبان بن ثعلبة ابن عُكابَة في بكر، وتَيْم بن ضَبَّة، وتَيْمُ اللاَّتِ أَيضاً في ضَبَّة، وتَيْمُ اللاَّتِ أَيضاً في الخَزْرَج من الأَنْصار وهم تَيْمُ اللاَّتِ بن ثعلبة، واسمه النجَّار؛ وأَما قول امرئ القيس:
أَقَرَّ حَشا امْرِئ القيس بن حُجْرٍ |
|
بنو تَيْمٍ مَصـابـيحُ الـظَّـلامِ |
فهو بنو تَيْم بن ثعلبة من طَيِّءٍ.
والتِّيمةُ، بالكسر: الشاة تُذْبَح في المَجاعة، والإِتْئام ذبحُها، وهو مذكور في الهمز. وكتب سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لوائل بن حُجْر كتاباً أَمْلَى فيه: في التِّيعة شاةٌ والتِّيمَةُ لصاحبها، وقيل: التِّيَمةُ الشاة الزائدة على الأَربعين حتى تبلُغ الفَرِيضة الأُخرى، وقيل: هي الشاة تكون لصاحبها في منزله يَحْتَلِبُها، وليست بسائمةٍ، وهي من الغنم الرَّبائب؛ قال أَبو عبيد: وربما احتاج صاحبها إِلى لَحْمها فيَذْبَحها فيقال عند ذلك: قد أَتامَ الرجل وأَتامَتِ المرأَة. وفي الحديث: التِّيمةُ لأَهْلها؛ تقول منه: اتَّامَ الرجل يَتَّامُ اتِّياماً إذا ذَبَحَ تِيمَته، وهو افْتَعَل؛ قال الحُطَيئة:
فما تَتَّامُ جـارةُ آلِ لأْيٍ، |
|
ولكن يَضْمَنُون لها قِراها |
يقول: جارتُهم لا تحتاج أَن تَذْبَح تِيمَتَها لأَنهم يَضْمَنون لها كفايتَها من القِرى فهي مُسْتَغنية عن ذبح تِيمَتِها. قال أَبو الهيثم: الاتِّيامُ أَن يَشْتَهيَ القومُ اللحمَ فيذبَحوا شاةً من الغنم، فتلك يقال لها التِّيمة تذبح من غير مرض، يقول: فجارتُهم لا تَتَّامُ لأَن اللحمَ عندها من عندهم فتكتفي ولا تحتاج أَن تذبح شاتها. قال ابن الأَعرابي: الاتِّيام أَن تُذْبَح الإِبل والغنم بغير عِلَّة؛ قال العماني:
يَأْنَفُ للجارة أَن تَتَّـامـا، |
|
ويَعْقِر الكُومَ ويُعْطي حاما |
أَي يُطْعِم السُّودان من أَولاد حامٍ. وقال أَبو زيد: التِّيمةُ الشاة يذبَحُها القومُ في المَجاعة حين يُصِيب الناسَ الجوعُ.
وتَيْماء: موضع؛ ومنه قول الأَعشى:
والأَبْلَقُ الفَرْدُ من تَيْماء مَنْزِله |
وقيل: هو موضع من عَمل دِمَشْق؛ قال جرير:
صَبَّحْنَ تَيْماءَ، والناقُوسُ يَقْرَعُـه |
|
قَسُّ النصارى، حَراجِيجاً بنا تَجِفُ |
والله أَعلم.
التِّينُ: الذي يُؤكل، وفي المحكم: والتينُ شجر البَلَس، وقيل: هو البَلَس نفْسُه، واحدته تِينة؛ قال أَبو حنيفة: أَجناسُه كثيرة بَرِّيّة وريفيّة وسُهْليّة وجبَلِيّة، وهو كثير بأَرض العرب، قال: وأَخبرني رجل من أَعراب السَّراة، وهم أَهلُ تينٍ، قال: التِّينُ بالسراة كثيرٌ جدّاً مُباح، قال: وتأْكله رَطباً وتُزَبِّبه فتَدَّخِرُه، وقد يُكسَّر على التِّين. والتينةُ: الدُّبُرُ. والتين: جبَل بالشأْم؛ وقال أَبو حنيفة: هو جبل في بلاد غَطَفان، وليس قول من قال هو جبل بالشأْم بشيء، لأَنه ليس بالشأْم جبل يقال له التِّين، ثم قال: وأَين الشأْم من بلاد غَطَفان؛ قال النابغة يصف سَحائب لا ماءَ فيها فقال:
صُهْب الشمال أَتَينَ التِّينَ عن عُرُضٍ، |
|
يُزْجِينَ غَيْماً قليلاً مـاؤُه شَـبِـمـا |
وإيّاه عَنى الحَذْلِميُّ بقوله:
تَرْعى إلى جُدٍّ لها مَكِين، |
|
أَكْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّين |
والتِّينةُ: مُوَيهة في أَصل هذا الجبل؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة، مُوَيهة كأَنه تصغيرُ الماء. وقوله عز وجل: والتين والزيتون؛ قيل: التين دِمَشق، والزَّيتونُ بيتُ المَقْدس، وقيل: التين والزيتون جَبَلان، وقيل: جَبَلان بالشأْم، وقيل: مَسجِدان بالشام، وقيل: التين والزيتون هو الذي نَعرفه.
قال ابن عباس: هو تِينُكم هذا وزَيتونكم؛ قال الفراء: وسمعت رجلاً من أَهل الشأْم، وكان صاحبَ تفسير، قال: التين جبالُ ما بين حُلوان إلى هَمَذان، والزيتونُ جبال الشأْم. وطُورُ تَيْنا وتَيْناء وتِيناء كَسِيناء.
والتِّينانُ: الذئبُ؛ قال الأَخطل:
يَعْتَفْنَـه عـنـد تِـينـانٍ، يُدَمِّـنُـه |
|
بادي العُواءِ ضَئيل الشَّخْصِ مُكتَسِب |
وقيل: جاء الأَخطل بحرْفَيْن لم يجئ بهما غيرُه، وهما التِّينانُ الذئبُ والعَيْثومُ أُنْثى الفِيَلةِ. وفي حديث ابن مسعود: تانِ كالمرّتانِ؛ قال أَبو موسى: هكذا ورد في الرواية، وهو خطأٌ، والمراد به خَصْلَتانِ مَرَّتانِ، والصواب أَن يقال: تانِكَ المرَّتانِ، وتَصِل الكافَ بالنون، وهي للخطاب أَي تانِك الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْكُرُهما لكَ، ومَنْ قَرَنَها بالمرَّتيْن احتاج أَن يَجُرَّهما، ويقول كالمرَّتَيْن، ومعناه هاتانِ الخَصْلَتان كخَصْلَتَيْن مَرَّتَيْن، والكافُ فيها للتشبيه.
التِّيهُ: الصَّلَفُ والكِبْرُ. وقد تاهَ يَتِيهُ تَيْهاً: تكبر.
ورجل تائِهٌ وتَيّاهٌ وتَيَّهان ورجل تَيْهانٌ وتَيِّهانٌ إذا كان جَسُوراً يَرْكَبُ رأْسَه في الأُمور، وناقة تَيْهانةٌ؛ وأَنشد:
تَقْدُمُها تَيْهانةٌ جَسُـورُ، |
|
لا دِعْرِمٌ نامَ ولا عَثُورُ |
وتاه في الأَرض يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً، والتِّيه أَعَمُّها، أَي ذهب متحيراً وضَلَّ، وهو تَيّاهٌ. وفي الحديث: إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ أَي متكبر أَو ضالٌّ متحيِّر؛ ومنه الحديث: تاهَتْ به سَفِينَتُه. أَبو عبيد: طاحَ يَطِيحُ طَيْحاً وتاهَ يتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً، وما أَطْوَحَه وأَتْوَهه وأَطْيَحه وأَتْيَهه، وقد طَوَّحَ نفسَه وتَوَّهَها. قال ابن دريد: رجل تَيَّهانٌ إذا تاه في الأَرض، قال: ولا يقال في الكِبْر إِلاَّ تائِهٌ وتَيّاه، وبلد أَتْيَهُ. والتَّيْهاء: الأَرض التي لا يُهْتَدَى فيها. والتَّيْهاءُ: المَضِلَّةُ الواسعة التي لا أَعلام فيها ولا جبال ولا إِكامَ. والتِّيه: المَفازَة يُتاهُ فيها، والجمع أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ. وفلاة تَيْهاءُ وأَرض تِيهٌ وتَيْهاء ومَتْيَهة ومُتِيهَةٌ ومَتِيهة ومِتْيَهٌ: مَضِلَّة أَي يَتيه فيها الإِنسانُ؛ قال العجاج:
تِيه أَتاوِيه على السُّقَّاطِ |
وقد تَيَّهه. وأَرض مُتَيِّهَةٌ؛ وأَنشد:
مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤُه |
وأَرض مَتِيهةٌ: مثال مَعِيشةٍ، وأَصله مَفْعِلَة. ويقال: مكان مِتْيَهٌ للذي يُتَيِّه الإِنسانَ؛ قال رؤبة:
يَنْوي اشتِقاقاً في الضلالِ المِتْيَهِ |
أَبو تراب: سمعت عَرَّاماً يقول تاهَ بصرُ الرجل وتافَ إذا نظر إِلى الشيء في دَوامٍ، وتافَ عني بَصرُك، وتاهَ إذا تَخطَّى. الجوهري: هو أَتْيَهُ الناس. وتَيَّه نفسَه وتَوَّه بمعنىً أَي حَيَّرها وطوَّحها، والواو أَعم. وما أَتْيَهه وأَتْوَهَهُ. والتِّيهُ: حيث تاه بنو إِسرائيل أَي حاروا فلم يَهْتَدُوا للخروج منه؛ فأَما قوله:
تَقْذِفُه في مثلِ غِيطان التِّيهْ، |
|
في كلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّـيهْ |
فإِنما عنى التِّيهَ من الأَرض، أَو جمع تَيْهاء من الأَرض، وليس بتِيهِ بني إِسرائيل لأَنه قد قال في كل تِيهٍ، فذلك يدلك على أَنه أَتْياهٌ لا تِيهٌ واحد، وتِيهُ بني إِسرائيل ليس أَتْياهاً إِنما هو تِيهٌ، واحد، شبَّه أَجوافَ الإِبل في سَعتها بالتيه، وهو الواسعُ من الأَرض.
وتَيَّه الشيءَ: ضَيَّعَه. وتَيْهانُ: اسمٌ.