باب الميم والألف وما يليهما
مَابُ: بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن مَعاب، وهو في اللغة المرجع، وقد ذكرت من اشتقاق هذا الموضع في عمان ما إذا نظرته عجبت منه، وهي مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء. قال أحمد بن محمد بن جابر: توجه أبو عبيدة بن الجراح في خلافة أبي بكر في سنة 13 بعد فتح بُصرَى بالشام إلى مآب من أرض البلقاء، وبها جمع العدو فافتتحها على مثل صلح بصرى، وبعض الرواة يزعم أن أبا عبيدة كان أمير الجيش كله، وليس ذلك بثابت لأن أبا عبيدة إنما ولي الشام من قبل عمر بن الخطاب رضي اللهَ عنه وقيل: إن فتح مآب قبل فتح بُصرَى، وينسب إليها الخمر. قال حاتم طي:
سقى اللهَ رب النـاس سـحـاً وديمة |
|
جَنوب السراة من مَآب إلـى زُغَـر |
بلادَ امرئ لا يعـرف الـذمَ بَـيتـه |
|
له المشربُ الصافي ولا يعرف الكدَر |
وقال عبد اللهَ بن رواحة الأنصاري:
فلا وأبي مَآب لنأتِـيَنـهـا |
|
وإن كانت بها عرب ورومُ |
المآَثِبُ: بالثاء المثلثة ثم الباءِ الموحدة. موضع في شعر كثير:
أمن آل سَلمـى دمـنةٌ بـالـذنـائبِ |
|
إلى الميت من رَيعان ذات المطارب |
يلوح بأطراف الأجـدة رسـمـهـا |
|
بذي سلَم أطلالها كـالـمـذاهـب |
أقامت به حتى إذا وقـدَ الـحـصـا |
|
وقَمَصَ صَيدَانُ الحصا بالجَـنـادب |
وهبت رياح الصيف يومين بالسـفـا |
|
بلّية باقي قَـرمَـل بـالـمـآثـب |
مَأبدٌ: بالباء الموحدة المكسورة ودال من قولهم أبدت بالمكان آبدُ به أبوداً إذا أقمتَ ولم تبرح والمكان مَأبد. موضع في قول الهذلي أبي ذُؤيب:
يمانية أحيا لهـا مَـظ مَـأبِـدِ |
|
وآل قَراس صَوبُ أرمية كحلِ |
ويروى مأيد بالياء المثناة ويروى أسقية - والرمي والسقي - سحابتان وجمعهما وأسقية - والكحل - السود.
المَاءتين: في أخبار سيف الدولة وإيقاعه ببني نمير وعامر ونزل بالساوة
بالماءتين وهما سَعادة ولؤلؤة.
المئبر: بكسر أوله وسكون الهمزة بعده وباء موحدة وراء وهو الحشُ الذي تُلقح
به النخل ويقال: للسانِ مئبر ومذرب. موضع.
مَابَرسام: بفتح الباء، وسكون الراء وسين مهملة وآخره ميم. قرية من قرى
مرو، ويقال لها: ميم سام بينهما أربعة فراسخ.
المَاتمَةُ: من مياه بني نُمير بنجد.
ماتيرب: بكسر التاء ثم ياء ساكنة وراء ثم باء موحدة. محلة بسمرقند.
المَأثولُ: من نواحي المدينة. قال كثير:
كأن حمولهم لـمـا ازلأمَـت |
|
بني المأثول مجمعة التوَالـي |
ذوارع في ثرى الخرماءِ ليست |
|
بجاذية الـجـذوع ولا وقـال |
مَاجَانُ: بالجيم وآخره نون. نهر كان يشق مدينة مَرو وماخان بالخاءِ المعجمه من قرى مرو، وذكرته في شعر قلته أنا عند كوني بمرو متشوقاً إلى العراق:
تحية مغرىً بالصبـابة مـغـرَم |
|
مُعنى بعيدِ الدار والأهل والهـم |
تراها إذا ما أقبل الركب هاجرت |
|
وتسري إذا ما عَرَ سوا نحو تَكتم |
أحملها ريح الجنوب مع الصبـا |
|
إلى أرض نُعْم وافؤاديَ من نُغم |
وأكني بنُعم في النسـيب تـعـلة |
|
وأفدى بها من لا أقول ولا أسمي |
وأرتاح للبرق العراقـي إن بـدَا |
|
وأين من الماجان أرض المخرم |
سلام على أرض العراق وأهلها |
|
وسقى ثراها من ملث ومُـرزِم |
بلاد هَرَقنا قهوة اللهو بعـدهـا |
|
ففقدي لها فقد الشبيبة بالـرغـم |
ماجَجُ: بجيمين يجوز أن يكون من قولهم أجِ في سيره يؤجُ أجا إذا أسرع أو من أخت النار والحَرُ تؤج أجيجاً إذا احتدمت أو من الماءِ الأجاج، وهو الملح، والمكان من ذلك كله.
ماجد: قرية من قرى اليمن بذَمار.
المَأجَلُ: هو في الأصل البركة العظيمة التي تستنقع فيها المياه وكان بباب
القيروان مأجَلْ عظيم جداً وللشعراءِ فيه أشعار مشهورة وكانوا يتنزهون فيه.
قال السيد الشريف الزيدي: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن زيادة الله َبن محمد
بن علي بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
يا حُسن مأجَلِنا وخُضْرة مائه |
|
والنهر يُفرغ فيه ماءَ مُزْبدَا |
كاللؤلؤ المـنـثـور إلا أنـه |
|
لما استقرَ به استحالَ زَبرجَدا |
وإذا الشًباك سَطَت على أمواجه |
|
نثرَت حُباباً فوقهن مُنَـضـدا |
وكأنما الفـلـك الأثـير أداره |
|
فلكاً وضمَنه النجومَ الـوُقّـدا |
ماجرَم: بسكون الجيم وفتح الراءِ والميم. من قرى سمرقند.
ماجَندان: بفتح الجيم وسكون النون. قرية بينها وبين سمرقند خمسة فراسخ.
ماجِن: بكسر الجيم والنون. مخلاف باليمن فيه مدينة صَهر.
ماخان:بالخاء المعجمه وآخره نون. من قرى مرو غير ماجان التي بالجيم، وهذه
التي بالخاءِ هي قرية أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة. عن عمران قال: ماخان
اسم رجل من شيوخ الماليني.
ماخ: بالخاء المعجمه. مسجد ماخ ببخارى، ومحلة ماخ بها، وهو اسم رجل مجوسي
أسلم وبنى داره مسجداً.
ماخُوَان: بضم الخاءِ المعجمه وآخره نون. قرية كبيرة ذات منارة وجامع من
قرى مرو، ومنها خرج أبو مسلم صاحب الدعوة إلى الصحراء. ينسب إليها أحمد بن
شَبوَيَة بن أحمد بن ثابت بن عثمان بن يزيد بن مسعود بن يزيد الأكبر بن كعب
بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن
عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء أبو الحسن الخزاعي الماخُوَاني، وقيل: هو
مولى بديل بن ورقاءَ الخزاعي حدث عن وكيع وأبي أسامة وعبد الرزاق والفضل بن
موسى الشيباني، وسلموَيه أبي صالح صاحب ابن المبارك وأيوب بن سليمان بن
بلال، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتَكي روى عنه ابنه عبد اللهَ
وأبو داود السجستاني، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وعلي بن الحسين الهِسَنْجاني،
وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجوَيه، ونوح بن حبيب وغيرهم، وكان يسكن
طرسوس، وقدم دمشق فروى عنه من أهلها أحمد بن أبي الحواري، وعباس بن الوليد
بن صبح الخَلال، وأبو زرعة الحافظ، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ثقة
مات سنة 230، وقيل: سنة 229 عن ستين سنة.
ماذَرانُ: بفتحِ الذال المعجمه وراءِ وآخره نون. قال حمزة: ماذران معرب
مختصر من كسمادران، وقال البلاذُري: قال ابن الكلبي ونسبت القلعة التي تعرف
بماذَران إلى النسَير بن ديْسم بن ثور العجلي، وهو كان أناخ عليها حتى
فتحها فقيل: قلعة التسَير فقد ذكرتها في قلعة النسير، وقد نسب إليها بهذه
النسبة عثمان بن محمد الماذراني، روى عن علي بن الحسين المروزي روى عنه
محمد بن عبد اللَه الربعي. قال: مسعَر بن مهلهل الشاعر في رسالة كتبها إلى
صديق له يذكر فيها ما شاهده من البلدان قال: خرجنا من ولاستَجرد إلى ماذران
في مرحلة، وهي بُحيرة يخرج منها مَاءٌ كثير مقداره أن يدير ماؤه أرحاء
متفرقة مختلفة، وعندها قصر كسروي شامخ البنيان، وبين يديه زَلاقة وبستان
كبير ورحلتُ منها إلى قصر اللُصوص. قال الإصطخري: ومن همذان إلى ماذران
مرحلة، ومن ماذران إلى صحنة أربعة فراسخ وإلى الدينَوَر أربعة فراسخ. قال
مسعر في موضع آخر من رسالته: وفي بعض جبال طبرستان بين سمنان والدامغان
فلجة تخرج منها ريح في أوقات من السنة على من سلك طريق الجادة فلا تصيب
أحداً إلا أتت عليه ولو أنه مشتمل بالوبر وبين الطريق، وهذه الفلجة فرسخ
واحد وفتحُها نحو أربعمائة ذراع، ومقدار ما ينال أذاها فرسخان، وليس تأتي
على شيءٍ إلا جعلَته كالرميم، ويقال: لهذه الفلجة وما يقرب منها من الطريق
الماذران قال: وإني لأذكر وقد سرتُ إليها مجتازاً، ومعي نحو مائتي نفس
وأكثر، ومن الدواب أكثر من ذلك فهبت علينا فما سلم من الناس والدواب غيري،
وغير رجل آخر لا غير، وذلك أن دوابنا كانت جياداً فوافَتْ بنا أزَجاً
وصِهريجاً كانا في الطريق فاستكنا بالأزج وسَدرنا ثلاثة أيام بلياليهن ثم
استيقظنا بعد ذلك فوجدنا الدَابتين قد نفقتا وسَيرَ الله لنا قافلة حملتنا
وقد أشرفنا على التلف. ماذَرَايا: مثل الذي قبله إلا أن الياء ههنا في موضع
النون هناك. قال تاج الإسلام: أبو سعد. هي قرية بالبصرة ينسب إليها
الماذرائيون كُتاب الطُولونية بمصر أبو زينور وآله. قلتُ: وهذا فيه نظر
والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سابس، والآن
قد خرب أكثرها أخبرني بذلك جماعة من أهل واسط، وقد ذكر الجهشياري في كتاب
الوزراء قال: استخلف أحمد بن إسرائيل، وهو يتولى ديوان الخراج للحسن بن عبد
العزيز الماذرائي من طسوج النهروان الأسفل، وهذا مثل الذي ذكرنا، ومن وجوه
المنسوبين إليها الحسين بن أحمد بن رستم، ويقال: ابن أحمد بن علي أبو أحمد،
ويقال: أبو علي، ويعرف بابن زينور الماذرائي الكاتب من كُتاب الطولونية وقد
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات
فلم يصنع شيئاً ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لأربع خلون من ذي القعدة سنة
306، وكان أهدى للمقتدر هدية فيها بغلة معها فلوها وزرافة وغلام طويل السان
يلحق لسانه طرف أنفه ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر وأخذ خطه بثلاثة
آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 311 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس المظفر
فمات في ذي الحجة سنة 314، وقيل 317.
ماذَانْكَت: بالذال المعجمة والنون الساكنة والكاف وآخره تاءٍ. من قرى
أسبيجاب.
ماذروستان: موضع في طريق خراسان من بغداد على مرحلتين من حُلوان نحو همذان،
ومنه إلى مرج القلعة مرحلة فيه إيوان عظيم، وبين يديه دكة عظيمة وأثر بستان
خراب بناه بهرام جور زعموا أن الثلج يسقط على نصفه الذي من ناحية الجبل،
والنصف الذي يلي العراق لا يسقط عليه أبداً.
مارَبانان: بالراءِ ثم الباءِ الموحدة والنون وآخره نون. من قرى أصبهان على
نصف فرسخ. ينسب إليها شبيب بن عبد اللهَ بن محمد بن أحمد بن خورة
المارباناني الأصبهاني.
مَأرِبٌ : بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحدة اسم المكان من الأرَب وهي
الحاجة، ويجوز أن يكون من قولهم أرُبَ يأرُب إرَباً إذا صار ذا دهي أو من
أرِب الرجل إذا احتاج إلى الشيء وطلبه وأرِبْتُ بالشيء كَلِفتُ به يجوز أن
يكون اسم المكان من هذا كله، وهي بلاد الأزد باليمن. قال السهيلي: مأرب اسم
قصر كان لهمٍ ، وقيل: هو اسم لكل ملك كان يلي سبأً كما أن تبعاً اسم لكل من
ولي اليمن، والشحر وحضرموت. قال المسعودي: وكان هذا السد من بناءِ سبأً بن
يَشجُب بن يعرف، وكان سافله سبعين وادياً ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك
حمير بعده. قال المسعودي:بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخاً في فرسخ، وجعل له
ثلاثين مثعباً، وفي الحديث أقطع رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم أبيض بن
حمال ملحَ مأرب. حدثني شيخ سديد فقيه محصلٍ من أهل صنعاءَ من ناحية شِبام
كَوْكبان، وكان مستبيناً متثبتاً فيما يحكي قال: شاهدت مأرب، وهي بين
حضرموت وصنعاء، وبينها وبين صنعاءَ أربعة أيام، وهي قرية ليس بها عامر إلا
ثلاث قرى يقال لها: الدروب إلى قبيلة من اليمن فالأول من ناحية صنعاءَ درب
آل الغشيب ثم درب كهلان ثم درب الحُرمة، وكل واحد من هذه الدروب كاسمه درب
طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار إلى جنب الأخرى طولاً وبين كل درب
نحو فرسخين أو ثلاثة، وهم يزرعون على ماءٍ جار يجيءُ من ناحية السد فيسقون
أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام قال: ويكون بين بَذْر
الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين وسألتُهُ عن سُد مأرب فقال: هو بين
ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة
واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة، والرصاص فيجتمع
فيه ماءُ عيون هناك مع ما يجتمع من مياه السيول فيصير خلف النُد كالبحر
فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة
وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا، وقال عبيد اللهَ بن
قيس الرقَيات:
يا ديار الحـبـائب |
|
بين صنعا ومارب |
جادك السعدُ غُدوَةً |
|
والثُريا بصـائب |
من صريم كأنمـا |
|
يرتمي بالقواضب |
في اصطفاق وَرَنة |
|
واعتدال المواكب |
وأما خبرُ خراب سُد مأرِب وقصَةُ سيْل العَرِم فإنه كان في ملك حبشان فأخرب الأمكنة المعمورة في أرض اليمن، وكان أكثر ما أخرب بلاد كهلان بن سبأ بن يشجُب بن يعرب وعامة بلاد حمير بن سبأ، وكان ولد حمير، وولد كهلان هم سادة اليمن في ذلك الزمان، وكان عمرو بن عامر كبيرهم وسيدهم، وهو جد الأنصار فمات عمرو بن عامر قبل سيل العرم وصارت الرياسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن، وكان عاقراً لا يولد له ولد وكان جواداً عاقلاً، وكان له ولولد أخيه من الحدائق، والجنان ما لم يكن لأحد من ولد قحطان، وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طُرَيفة فأقبلت يوماً حتى وقفت على عمران بن عامر، وهو في نادي قومه فقالت: والظلمة والضياء، والأرض والسماء. ليقبلن إليكم الماء. كالبحر إذا طما. فيد أرضكم خلاء. تسفي عليها الصبا. فقال لها عمران: ومتى يكون ذلك يا طريفة؟ فقالت: بعد ست عدد يقطع فيها الوالد الولد. فيأتيكم السَيل. بفَيض هَيْل وخطب جليل، وأمر ثقيل. فيخرب الديار، ويعطل العشار، ويطيب العَرار، قال لها: لقد فُجعنا بأموالنا يا طريفة فبيني مقالتك قالت: أتاكم أمر عظيم، بسيل لطيم، وخَطْب جسيم، فاحرسوا السد. لئلا يمتد، وإن كان لابد من الأمر المُعد. انطلقوا إلى رأس الوادي فسترون الجُرذ العادي. يجر كل صخرة صَيْخاد بأنياب حداد. وأظافر شداد. فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السد فإذا هم بجُرذان حمر يحفرون السدَ الذي يليها بأنيابها فتقتلعُ الحجر الذي لم يستقله مائة رجل ثم تدفعه بمخاليب رجليها حتى يسد به الوادي مما يلي البحر، ويفتح مما يلي السدً فلما نظروا إلى ذلك علموا أنها قد صدقت فانصرف عمران، ومن كان معه من أهله فلما استقر في قصره جمع وجوه قومه ورؤساءهم وأشرافهم وحدثهم بما رأى، وقال: اكتموا هذا الأمر عن أخوتكم من ولد حمير لعلنا نبيع أموالنا وحدائقنا منهم ثم نرحل عن هذه الأرض وسأحتال في ذلك بحيلة ثم قال لابن أخيه: حارثة إذا اجتمع الناس إلي فإني سآمرك بأمر فأظهر فيه العصيان فإذا ضربتُ رأسك بالعصا فقم إلي فالطمني فقال له: كيف يلطم الرجل عمه فقال: افعل يا بني ما آمرك فإن في ذلك صلاحك وصلاح قومك. فلما كان من الغد اجتمع إلى عمران أشراف قومه، وعظماء حمير، ووُجوه رعيته مسلمين عليه فأمر حارثة بأمر فعصاه فضربه بمخْصرة كانت في يده فوَثب إليه فلطمه فأظهر عمران الأنفة، والحميّة، وأمر بقتل ابن أخيه حتى شفع فيه فلما أمسك عن قتله حلف أنه لا يقيم في أرض امتُهِنَ بها، ولا بدَ من أن يرتحل عنها فقال عظماءُ قومه: والله لا نقيم بعدك يوماً واحداً ثم عرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها منهم بنو حمير. بأعلى الأثمان وارتحلوا عن أرض اليمن فجاءَ بعد رحيلهم بمديدة السيل، وكان ذلك الجرَذُ قد خرب السد فلم يجد مانعاً فغرّق البلاد حتى لم يبق من جميع أتأرضين، والكروم إلا ما كان في رؤوس، الجبال، والأمكنة البعيدة مثل ذمار، وحضرموت، وعدن، ودهيت الضياع والحدائق، والجنان، والقصور، والدور، وجاء السيل بالرمل وطمها فهي على ذلك إلى اليوم، وباعد الله بين أسفارهم كما ذكروا فتفرقوا عباديد في البلدان ولما انفصل عمران وأهله من بلد اليمن عَطف ثعلبة العنقاءُ بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأرض بن الغوث نحو الحجاز فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار وباسمه سميت الثعلبية فنزلها بأهله وولده وماشيته ومن يتبعه فأقام ما بين الثعلبية وذي قار يتتبع مواقع المطر، فلما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة وبها ناس كثير من بني إسرائيل متفرقون في نواحيها فاستوطنوها، وأقاموا بها بين قُرَيظة والنضير، وخيبر، وتيماءَ ووادي القرى، ونزل أكثرهم بالمدينة إلى أن وجد عزّة وقوة فأجلى اليهود عن المدينة واستخلصها لنفسه وولده فتفرق من كان بها منِ اليهود وانضموا إلى إخوانهم الذين كانوا بخيبرَ وفدك وتلك النواحي وأقام ثعلبة وولده بيثرب فابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخل فهم الأنصار الأوس والخزرج أبناءُ حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياءَ، وانخزع عنهم عند خروجهم من مأرب حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، وهو خزاعة فافتتحوا الحرم وسكانه جُرهُم وكانت جرهم أهل مكة فطغَوا وبَغوا وسنوا في الحرم سنناَ قبيحة، وفجر رجل منهم كان يسمَى إساف بامرأة يقال لها: نائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين، وهما اللذان أصابهما بعد ذلك عمرو بن لحَي ثم حسنَ لقومه عبادتهما كما ذكرنه في إساف فأحب الله تعالى أن يخرج جُرهماً من الحرم لسوء فعلهم فلما نزل عليهم خزاعة حاربوهم حرباً شديداً فظَفرَ الله خزاعة بهم فتفَوْا جرهماً من الحرم إلى الحل فنزلت خزاعة الحرم ثم إن جرهماً تفرقوا في البلاد وانقرضوا ولم يبق لهم أثر ففي ذلك يقول شاعرهم:
كأن لم يكن بين الحجُون إلى الصفا |
|
أنيس ولم يسمر بمـكة سـامـرُ |
بلى نحن كنا أهلـهـا فـأبـادنـا |
|
صروف الليالي والجدود العواثِرُ |
وكنا وُلاة البيت من قبـل نـابـت |
|
نطوف بذاك البيت والخيرُ ظاهرُ |
وعطف عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء مفارقاً لأبيه وقومه نحو عُمان، وقد كان انقرض من بها من طسم وجديس ابني إرم فنَزلها وأوطنها وهم أزد عمان منهم وهم العتيك آل المهلب، وغيرهم وسارت قبائل نصر بن الأزد، وهم قبائل كثيرة منهم دوس رهط أبي هُريرة وغامد وبارق وأحجن والجنادبة، وزهران، وغيرهم نحو تهامة فأقاموا بها وشنؤوا قومهم أو شنئهم قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم أعنى حروب الذين قصدوا مكة فحاربوا جرهم، والذين قصدوا المدينة فحاربوا اليهود فهم أزد شنوءة، ولما تفرقت قُضاعة من تهامة بعد الحرب التي جرت بينهم وبين نزار بن معد سارت بلي وبهراءُ وخَولان بنو عمران بن الحاف بن قضاعة ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فوَغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها فأقاموا بها زماناً ثم أنزلوا عبداً لأراشة بن عَبيلة بن فَران بن بلي يقال له أشعب بئراً لهم بمأرب ودَلوا عليه دِلائهم ليملأها لهم فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته، ويؤثرهم، ويبطيءُ عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قِسميل فغضب من ذلك فحط عليه صخرة، وقال: دونك يا أشعب فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك، واقتتلوا حتى تفرقوا فتقول قضاعة: إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خَولان وإن مَهْرَة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر، ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم زيد الله فقال المثلم بن قُزط البلوي:
ألم ترَ أن الحي كانـوا بـغـبـطةِ |
|
بمأربَ إذ كانوا يحلونهـا مـعـا |
بلـى وبـهـراء وخـولانُ إخـوة |
|
لعمرو بن حافٍ فَرع من قد تفَرَّعا |
أقام به خولانُ بـعـد ابـن أمـه |
|
فأثرى لعمري في البلاد وأوسعـا |
فلم أر حيا من مَـعـد عـمـارةً |
|
أجل بدار العز منـا وأمـنـعـا |
وهذا أيضاَ دليل على أن قضاعة من سعد والله أعلم، وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام، وملكوها فهذه الأزد باقية، وأما باقي قبائل اليمن فتفرقت في البلاد بما يطول شرحه، وقد ذكرت الشعراءُ مأرب فقال المثلم بن قرط البلوي:
ألم تر أن الحي كانوا بغبطة |
|
بمأرب إذ كانوا يحلونها معًا |
وقد ذكرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه قصة مأرب فقال: "فأرسلنا عليهم سيل العرم" سبأ: 16، كما ذكرناه في العرم، والعرم المسناة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزاً بين ضياعهم، وحدائقهم، وبين السيل ففَجرَته فأرة ليكون أظهر في الأعجوبة كما أفار الله الطوفان من جوف التنور ليكون ذلك أثبت في العبرة، وأعجب في الأمة ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخَر عليه بين يدي السفاح ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد أو ناسج بُرد أو سائس قرد أو راكب عرد غرقتهم فارة وملكتهم امرأة ودل عليهم هدهد، وقال الأعشى:
ففي ذاك للمؤتسي أسـوة |
|
ومأرب عفى عليها العَرِم |
رُخام بنتْه لهـم حِـمـير |
|
إذا ما نأى ماؤهم لم يَرِم |
فأروى الحروثَ وأغنامها |
|
على سعة ماؤهم إن قُسم |
وطار القُيولُ وَقيلاتُـهـا |
|
بيهماءَ فيها سَرَابٌ يَطِـمْ |
فكانوا بذلـكُـم حِـقْـبَة |
|
فمالَ بهم جارف مُنَهزِم |
قال أحمد بن محمد: ومأرب أيضاً قصر عظيم عالي الجدران وفيه قال الشاعر:
أما ترى مأرباً ما كان أحصنه |
|
وما حواليه من سور وبنـيان |
ظل العباديُ يسقي فوق قلتـه |
|
ولم يَهب ريبَ دهر جدّ خوان |
حتى تناوله من بعد ما هجعوا |
|
يرقي إليه على أسباب كتـان |
وقال جهم بن خلف:
ولم تدفع الأحسابُ عن رب مأرب |
|
منيته وما حوالَيهِ مـن قـصـر |
ترقى إليه تارة بـعـد هـجـعة |
|
بأمراس كتان أمِرت على شَـزْر |
وقد نسب إلى مأرب يحيى بن قيس المأربي الشيباني روى عن ثمامة بن شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد ومحمد بن بكر ذكره البخاري في تاريخه، وسعيد بن أبيض بن جمال المأربي روى عن أبيه وعن فَروَة بن مُسيك العطيفي روى عنه ابنه ثابت بن سعيد ذكره ابن أبي حاتم، وثابت بن سعيد المأربي حدث عن أبيه روى عنه ابن أخيه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي الشيباني هكذا نسبه ابن أبي حاتم، وقال أبو أحمد في الكُنَى: أبو روح الفرج بن سعيد أراهُ ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاصي، وعمه ثابت بن سعيد المأربي روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي وعبد الله بن الزبير الجندي، وقال: أبو حاتم جبر بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد المأربي سألت أبي عن فرج بن سعيد فقال: لا بأس به، ومنصور بن شيبة من أهل مأرب روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضاً في ترجمة فرج بن سعيد.
مَارِث: بكسر الراءِ وآخره ثاء مثلثة يجوز أن يكون اسم المكان من الإرث من
الميراث أو من الأرث، وهي الحدود بين الأرضين واحدته أرثة، وهي الأرث التي
في حديث عثمان الأرث تقطع الشفعة، والميم على هذه زائدة، ويجوز أن يكون اسم
فاعل من مَرَثتُ الشيء بيدي إذا مرسته أو فتته أو من المَرث، وهو الحليم
الوَقُور، ومارث: ناحية من جبال عُمان.
مَارِد: بكسر الراءِ والدال موضعان والمارد والمريد كل : شيءٍ تمرّد
واستعصى ومرَد على الشر أي عَتَا وطَغا وقد يجوز أن يشتق من غير ذلك إلا أن
هذا أولى، وهو حصن بدومة الجندل، وفيه وفي الأبلق قالت الزباء وقد غزتهما
فامتنعا عليها تمرد مارد وعز الأبلق فصارت مثلاً لكل عزيز ممتنع، ومارد
أيضاً في بيت الأعشى:
فركن مِهراسَ إلى ماردٍ |
|
فقاع منفوحة فالحـائر |
وقال الأعشى أيضاً:
أجدَك وَدَعتَ الصبـي والـولائدا |
|
وأصبحت بعد الجور فيهن قاصداً |
وما خلت أن ابتاع جهلا بحكـمة |
|
وما خلت مهراساً بلادي وماردا |
قالوا في فسره: - مهراس - ومارد - ومنفوحة - من أرض اليمامة، وكان منزل الأعشى من هذا الشق، وقال الحفصي: مارد قُصير بمنفوحة جاهلي.
ماردة: هو تأنيث الذي قبله. كورة واسعة من نواحي الأندلس متصلة بحوز فِريش
بين الغرب، والجوف من أعمال قرطبة إحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى
من القياصرة، والروم، وهي مدينة رائقة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها
آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة، والتعجب، وبينها وبين قرطبة ستة أيام ولها
حصون وقرى تذكر في مواضعها. ينسب إليها غير واحد من أهل العلم والرواية.
منهم سليمان بن قريش بن سليمان يكنى أبا عبد الله أصله من ماردة وسكن قرطبة
وسمع من ابن وضاح ومن غيره من رجالها، ورحل فسمع بمكة من علي بن عبد العزيز
كُتُبَ أبي عبيد، وغير ذلك، وسمع قريشَ جعفر الخصيب المعروف بسيف الستة،
ودخل اليمن وسمع تعسفاً من عبيد بن محمد الكِشوَري، وغيره واستقضاه مروان
ببطليوس ثم سار إلى قرطبة فسكنها وسمع منه الناس كثيراً، وكان ثقة ومات
بقرطبة في محرم سنة 329. ماردِين: بكسر الراء والدال كأنه جمع مارد جمع
تصحيح وأرى أنها إنما سميت بذلك لأن مستحدثها لما بلغه قول الزباء تمرد:
مارد وعز الأبلق |
ورأى حصانة قلعته، وعظمها قال: هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد وإنما جمعه جمعَ مَن يعقل لأن المرود في الحقيقة جمعه لا يكون من الجمادات، وإنما يكون من الجن والإنس، وهما الثقلان الموصوفان بالعقل والتكليف، وماردين: قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة شرفة على دُنيسر وداراً ونصيبين، وذلك الفضاء الواسع وقُدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات، ومدارس ورُبط وخانقاهات ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى، وكل درب منها يشرف على ما تحته من الدور ليس دون سطوحهم مانع، وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم، وقد ذكرها جرير في قوله:
يا خُزْرَ تَغْلِبَ إن اللؤم حالفـكـم |
|
ما دام في ماردين الزيت يُعتصرُ |
وقد ذكرت في الفتوح قالوا: وفتح عياض بن غنم طُور عبدين، وحصن ماردين ودارا على مثل صلح الرها، وقد ذهب بعض الناس إلى أنها أحدثت عن قريب من أيامنا، وأنه شاهد موضع القلعة ووجد به من شاهده، وليس له بينة وهذا يكذبه قول جرير: قالوا: وكان فتحها، وفتح سائر الجزيرة في سنة 19، وأيام من محرم سنة 20 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب، وقال أنشدني بعض الظرفاء فقال:
في ماردين حماها الله لي قمر |
|
لولا الضرورةُ ما فارقته نفسا |
يا قوم قلبي عراقي يرق لـه |
|
وقلبه جبلي قد قَسا وعَـسـا |
مَارِشْكُ: بكسر الراءِ والشين معجمه. من قرى طوس. منها محمد بن الفضل بن علي أبو الفتح المارشكي الطوسي من أهل الطابران كان إماماً فاضلاً متقناً مناظراً فحلاً أصولياً حسن السيرة جميل الأمر كثير العبادة تفقه على أبي حامد الغزالي، وكان من أنجب تلامذته الطوسيين سمع نصر الله الخشنامي، وعمر بن عبد الكريم الروَاسي سمع منه أبو سعد بطوس، وتوفي بها خوفاً من الغُز وقت نزولهم بطوس، وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر رمضان سنة 549.
مار صَمْوِيل: ويقال: مارسمويل ومار بالسوريانية هو القسن وسمويل اسم رجل
من الأحبار وهو اسم بليدة من نواحي بيت المقدس.
مَارمُل: بالفتح ثم السكون: قرية في جبال نواحي بلخ.
مَارَوَان: بفتح الراء والواو وآخره نون. موضع بفارس.
مارية: بتخفيف الياء. كنيسة بأرض الحبشة.
مازج: بالزاي المكسورة والجيم اسم. موضع.
مَازَرُ: بفتح الزاي وآخره راء. مدينة بصقلْية نُسب بعض شُراح الصحيح
إليها.
المازحين: لما فتح المسلمون الحيرة ووليَ عثمان، ولى معاوية الشام،
والجزيرة، وأمره أن ينزل العرب مواضع نائية عن المدن والقرى، ويأذن لهم في
اعتمار الأرضين التي لا حق لأحد فيها فأنزل بني تميم الرابية، وأنزل.
المازحين والمديبرَ أخلاطاً من قيس وأسد وغيرهم ورَتّبَ ربيعة في ديارها
على ذلك، وفعل مثل ذلك في جميع ديار مُضَر،.
مَازُل: بضم الزاي ولام من. قرى نيسابور. ينسب إليها أبو الحسن محمد بن
الحسين بن مُعاذ النيسابوري المازلي سمع الحسين بن الفضل البلخي، وتماماً،
وغيرهما روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، وتوفي سنة335.
المَأزِمَان: تثنية المأزِم من الأَزم وهو العض ومنه الأزْمة، وهو الجدب
كأن السنَةَ عضتهم والأزَمُ الضيق، ومنه سمي هذا المِوضع، وهو. موضع بمكة
بينِ المشعر الحرام، وعَرَفةَ، وهو شعب بين جبلين يُفضي آخره إلى بطن
عُرنة، وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف الإمام إلى طريق
يفضي إلى حصن، وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه الإمام
بين الصلاتين الظهر والعصر، وهو حائط نخيل، وبه عين تنسب إلى عبد الله َبن
عامر بن كُرَيز، وليس عرفات من الحرم، وإنما حد الحرم من المأزمين فإذا
جزتهما إلى العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحل أخذ من المأزم وهو
الطريق الضيق بين الجبال، وقال الأصمعي المأزم في الستة مضيق بين جمع
وعرفة، وقال ساعدة بن جُوَية:
ومقامُهُن إذا حبسن بـمـأزم |
|
ضيق ألف وصدهن الأخشبُ |
وقال عياض: المأزمان مهموز مثنى، وقال ابن شعبان: هما جبلا مكة وليس من المزدلفة، وقال أهل اللغة: هما مضيقا جبلين، والمأزمان المضايق الواحد مأزم، وقال بعض الأعراب:
ألا ليت شعري هل أبـيتـن لـيلة |
|
وأهلي معاً بالمأزمـين حُـلـولُ |
وهل أبصرن العيس تنفخ في البُرى |
|
لها بمني بالمـحـرمـين ذمـيلُ |
منازلُ كنا أهـلـهـا فـأزالـنـا |
|
زمان بنا بالصـالـحـين حَـدولُ |
والمأزمين أيضاً قرية بينها وبين عسقلان نحو فرسخ كانت بها وقعة بين الكنانيّه أهل عسقلان والإفرنج مشهورة.
مَازَرُ: بتقديم الزاي. مدينة بصقلية عن السلفي، ومازر أيضاً من قرى لرستان
بين أصبهان وخوزستان عن السلفي أيضاً، ونسب إليها عياض بن محمد بن إبراهيم
المازري قال: وسألته عن مولده فقال: في سنة 500، وقال لي: قد نِفْتُ على
السبعين وكان صوفياً كان قد استوطن مازر من ناحية لرستان.
مَازنْدَرَان: بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة وراء وآخره نون. اسم لولاية
طبرستان وقد تقدم ذكرها وما أظن هذا إلا إسماً محدثاً لها فإني لم أرَه
مذكوراً في كتب الأوائل.
مَازِن: بالزاي المكسورة والنون وهو بيض النمل، ويجوز أن يكون فاعلاً من
مزن في الأرض إذا مضى فيها لوجهه، والمازن ماء معروف.
مَاسَبذَان: بفتح السين والباء الموحدة والذال معجمه وآخره نون وأصله ماء
سبذان مضاف إلى اسم القمر، وقد ذكر في ماء دينار فيما بعد بأبسط من هذا،
وكان بعد فتح حُلوَان قد جمع عظيم من عظماء الفرس يقال له آذين جمعاً خرج
بهم من الجبال إلى السهل وبلغ خبره سعد بن أبي وَقاص، وهو بالمدائن فأنفذ
إليهم جيشاً أميرهم ضِرار بن الخطاب الفهري في سنهْ 16 فقتل آذين، وملك
الناحية وقال:
ويوم حبسنـا قـوم آذين جـنـده |
|
وقُطراتِهِ عند اختلاف العوامـل |
وزُردَ وآذيناً وفهداً وجمـعـهـم |
|
غداةَ الوغى بالمرهفات القواصل |
فجاؤوا إلينا بعد غـبَّ لـقـائنـا |
|
بما سبذان بعد تـلـك الـزلازل |
وقال أيضاً:
فصارت إلينا السيرَوان وأهلها |
|
وماسبذانٌ كلها يوم ذي الرمد |
قال مِسعر بن مهلهل: وخرجنا من مرج القلعة إلى الطزَر نعطف منها يُمنةً إلى ماسبذان، ومهرجان قذق وهي مدن عدة منها أريوجان، وهي مدينة حسنة في الصحراء بين جبال كثيرة الشجر كثيرة الحمات والكباريت والزاجات، والبوارق، والأملاح وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها، ولا أثر لها إلا حمات ثلاث، وعين إن احتقن إنسان بمائها أسهلَ إسهالاً عظيماً، وإن شربه قذف أخلاطاً عظيمة كثيرة، وهو يضرُ أعصاب الرأس، ومن هذه المدينة إلى الرذْ بالرًاء عدة فراسخ وبها قبر المهدي ولا له أثر إلا بناء قد تعفت رُسومه، ولم يبق منه إلا الآثار. ثم نخرج منها إلى السًيرَوَان وبها آثار حسنة، ومواطن عجيبة، ومنها إلى الضيمَرة، وقد ذكرت في موضعها.
ماستي: من قرى مرو. قال السمعاني: ماستين، ويقال: ماستي من قرى بخارى.
ماسح: تل: ماسح ذكر في التلول.
ماسِخ: كذا قرأته في شعر النابغة بالخاء المعجمة وهو قوله:
من المتعرضات بعين نخل |
|
كأن بياض لبتـه سـدينُ |
كقوس الماسخي أرن فيها |
|
من الشرعي مربوعْ متينُ |
وقال ابن السكيت في شرحه: - الماسخي - منسوب إلى. قرية يقال لها: ماسخ لا إلى رجل وأهلها يستجيدون خشب القسي - والشرعي - الموتر.
ماسِطٌ : وهو ضرب من شجر الصيف إذا رَعته الإبل مَسط بطونها أي أخرأها
وماسط اسم مُوَية مِلح لبني طُهية بالسر في أرض كثيرة الحمض فالإبل تسلح
إذا شربت ماءها، وأكلت الحمض سمي بذلك لأنه يمسط البطون، قال جرير:
يا بلطة حامضة بربـع |
|
من ماسطٍ تربع القُلاما |
- حامضة- إبل أكلت الحمض.
مَاسَكان: بفتح السين وآخره نون. بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمُكران
وراءَ سجستان وأظنها من نواحي سجستان، ولا يوجد الفانيذ بغير مكان إلا بهذا
الموضع، وقليل منه بناحية قُصدار، وإليه ينسب الفانيذ الماسكاني، وهو
أجوَدُ أنواعه، والفانيذ نوع من السكر لا يوجد إلا بمكران، ومنها يُحمل إلى
سائر البلدان، وقال حمزة: ماء سكان اسم لسجستان، وسجستان يسمى سكان،
وماسكان أيضاً، ولذلك يقال للفانيذ: من هذا الصقع الفانيذ الماسكاني، قال:
وماه اسم القمر وله تأثير في الخصب فنسب كل موضع ذو خصب إليه.
مَاسْكَنَات: بالفتح وبعد النون ألف وآخره تاء. موضع بفارس. مَاسِل: يقال:
لجريد النخل الرطب المُسل، والواحد مسيل والمَسَلُ السيلان، وماسل اسم رملة
وقيل: ماءٍ في ديار بني عُقَيل، وقال ابن دريد: نخل وماءَ لعقيل وتصغيره
مُوَيسل، قال الراجز:
ظلت على مُوَيسل خياماً |
|
ظلت عليه تعلِكُ الرماما |
وماسل اسم جبل في شعر لبيد. ودارة مأسل.
مَاسُورَاباذ: قرية من قرى جُرجان رأيتها بعيني يوم دخولي.
مَاشَان: بالشين معجمه. نهر يجري في وسط مدينة مرو، وعليه محلة، وأهل مرو
يقولونه بالجيم موضع الشين إلا أن أبا تمام كذا جاء به فقال:
واجداً بالخليج ما لم يجدْ ق |
|
ط بماشان لا ولا بالرزيق |
- والرزيق - نهر بمرو أيضاً بتقديم الراءِ على الزاي.
ماشية: أرض في غربي اليمامة فيها آبار، ومياه يشملها هذا الاسم تذكر في
مواضعها.
مَاشْتِكِين: بالشين المعجمة ساكنة، والتاء مكسورة، وكسر الكاف وآخره نون.
قرية من قرى قزوين.
المَاطِرونُ: بكسر الطاء من شروط هذا الاسم أن يلزم الواو وتُعرب نونه، وهو
عجمي ومخرجه في العربية أن يكون جمع ماطر من المطر من قولهم يوم ماطر،
وسحاب ماطر ورجل ماطر أي ساكب، وأنشد أبو علي قول يزيد بن معاوية:
آبَ هنا الهم فاكتنعـا |
|
وأترَ النوم فامتنـعـا |
جالساً للنجم أرقبـهـا |
|
فإذا ما كوكب طلعـا |
صار حتى إنني لأرى |
|
أنه بالغور قد وَقعـا |
ولها بالماطِـرون إذا |
|
أكل النمل الذي جمعا |
خرفة حتى إذا ارتبعت |
|
سكنت من جلق بيعـا |
في قباب حول دسكرَة |
|
بينها الزيتون قد ينَعـا |
فقيل له: لم لم يقلب الواو ويجعل النون معتقب الأعراب كما قلب الواو ياء في قنسرين ونصيبين وصريفين وصفين فهن جعل نونها معتقب الأعراب فقال: لعله أعجمي قلت: أنا ومثله جَبرون، وبيرون اسم موضعين ذكرا في موضعهما، والماطرون. موضع بالشام قرب دمشق.
مَاعِزَةُ: بالعين المهملة والزاي أظنه من الأمعز، وهو المكان الكثير
الحصا، ومثله المَعزاءُ.
ماغِرَةُ: بالغين المعجمة والراء هو من المغرَة، وهو الطين الأحمر وتأنيثها
للأرض. اسم موضع عن الزمخشري عِن الشريف علي بن عيسى بن حمزة الحسني.
ماءُ فرَس: كان عُقبة بن عامر قد غزا فزان، وتعداهم إلى أراضي كُوار فنزل
بموضع لم يكن فيه ماء فأصابهم عطش أشرفوا منه على الموت فصلّى عقبة ركعتين
ودعا الله تعالى وجعل فرس عقبة يبحث في الأرض حتى كشف عن صفاة فانفجر منها
الماء فجعل فرس عقبة يمص ذلك الماء فأبصره عقبة فنادى في الناس أن احتفروا
فحفروا سبعين حِسياً فشربوا واستقوا فسمي. الموضع لذلك ماء فَرَس.
ماقَلاصَان: بالقاف وآخره نون. قرية من قرى جرجان.
ماكِسِين: بكسر القاف. بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طَوق من ديار
ربيعة. قال الأخطل:
ما دام في ماكسين الزيت يُعتصر |
نسبوا إليه جماعة من أهل العلم. منهم أبو عبد الله سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني شيخ صالح سكن بغداد وسمع من أبي مِسعر محمد بن عبد الكريم الكرخي، وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ذكره أبو سعد في شيوخه وتوفي بأربل سنة 547.
ماكيان:.......
مَالاَن: من قرى مَرو.
مَالَبَانُ: بفتح اللام والباءِ الموحدة وآخره نون. بلد في أقصى بلاد الغرب
ليس وراءَه غير البحر المحيط.
مَالِطَةُ: بلدة بالأندلس. قال السلفي: سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت
البلَنسي بالشقر يقول: سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول: كان
القائد يحيى صاحب مالطة قد صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات
النهار بالصنج فقلت لعبد الله بن السمطي المالطي: أجز هذا المِصراع. جارية
ترمي الصنج. فقال:
................ |
|
بها النفوس تبتهـج |
كأن من أحكمـهـا |
|
إلى السماءِ قد عرَج |
فطالع الأفلاك عـن |
|
سر البروج الدرج |
مَالَقَةُ: بفتح اللام والقاف كلمة عجمية. مدينة بالأندلس عامرة من أعمال
رَية سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية. قال الحميدي: هي
على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق، والقولان متقاربان وأصل وضعها قديم
ثم عمرت بعد وكثر قصد المراكب والتجار إليها فتضاعفت عمارتها حتى صارت
أرشذونة وغيرها من بلدان هذه الكورة كالبادية لها أي الرستاق، وقد نسب
إليها جماعة من أهل العلم. منهم عزيز بن محمد اللخمي المالقي وسليمان
المَعافري المالقي.
المالِكيةُ: نسبت إلى رجل اسمه مالك. قرية على باب بغداد وأخرى على الفرات
بالعراق، وينسب إليها أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني
الخفاف المالكي الحنبلي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيره ثقة
صالح ذكره السمعاني في مشايخه وقال: مولده سنة 482، وابنه الخالق بن عبد
الوهاب روى عن أبي المعالي أحمد بن محمد البخاري البزاز وأبي القاسم هبة
الله بن محمد بن الحسين وأبي عبد العزيز كادش وغيرهم، توفي في شوال سنة
592، وقد نيف على الثمانين هو من المكثرين. قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن
كلاب المالكية.
مالين: بكسر اللام وياء مثناه من تحت ساكنة. قال الأديبي: مالين. قرية على
شط جيحون، وقال أبو سعد مالين في موضعين أحدهما كورة ذات قرى مجتمعة على
فرسخين من هراة يقال لجميعها: مالين وأهل هراة يقولون: مالان، وإليها ينسب
أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الماليني الصوفي كان
أحد الرحالين في طلب الحديث ما بين الشاش إلى الإسكندرية، وسمع الكثير روى
عن أبي عمرو بن نجيد السلمي وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد بن علي وغيرهم
روى عنه أبو بكر خطيب، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وخلق لا يحصى، ومات
بمصر سنة 412، ومالين أيضاً من قرى باخَرز، وينسب إلى مالين باخرز منصور بن
محمد بن أبي نصر منصور الهلالي الباخرزي الماليني أبو نصر سكن مالين، وكان
شيخاً فقيهاً صالحاً ورعاً كثير العبادة مكثراً من الحديث سمع أبا بكر أحمد
بن علي الشيرازي، وموسى بن عمران الأنصاري، وأبا نزار عبد الباقي بن يوسف
المراغي كتب عنه أبو سعد، كانت ولادته سنة 466 بمالين باخرز، وقتل بنيسابور
في وقعة الغز في الحادي عشر من شوال سنة 546، . ورأيت مالين هراة فقيل لي:
إنها خمس وعشرون قرية، وقال الاصطخري: من نيسابور إلى بُوزجان على يسار
الجائي من هراة إلى نيسابور على مرحلة منها ،مالين وتعرف بمالين كباخرز
وليس بمالين هراة.
مامطير: بفتح الميم الثانية وكسر الطاءِ. بليدة من نواحي طبرستان قرب
آملها. ينسب إليها المهدي بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن يحيى
المامطيري أبو الحسن الطبري يعرف بابن سَرهَنك قال ابن سيرَوَيه: قدم همذان
في شوال سنة 440 روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد صاحب عبد الرحمن بن أبي حاتم
والحاكم أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن السلمي وذكر جماعة قال: وحدثنا عنه
محمد بن عثمان والمَيداني وأبو القاسم محمد بن جعفر القَؤول وغيرهم، وكان
صدوقاً، وأبو الحسن علي بن أحمد بن طازاد المَامطيري يروي عن عبد الله بن
عَتاب بن الرقبي الدمشقي، وغيره روى عنه أبو سعد الماليني الحافظ.
المَأمُونيةُ: منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد
وقد ذكرتُ سبب استحداث هذه المحلة في التاج والقصر الحَسني وهي محلة كبيرة
طويلة عريضة ببغداد بين نهر المعلى، وباب الأزَج عامرة آهلة، ومأمونية
زَرندَ بين الري وساوَه. قال السلفي: أنشدني القاضي أبو العميثل عبد الكريم
بن أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند بين الرَي وسلوَه.
مَانِد: بالنون المكسورة والدال المهملة. قال الحازمي: بلد بحري تجلَب منه
ثياب كتان رقاق صفاق.
ماندكان: من قرى أصبهان. ينسب إليها أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن
الماندكاني أبو نصر يعرف بقاضي الليل مات في شعبان.سنة 475.
مَانَقَانُ: بنون مفتوحة وقاف وآخره نون. محلة في قرية سِنج من أعمال مرو.
مانق: بالنون والقاف أيضاً. قرية من نواحي أستُوَا من أعمال نيسابور.
ماوَانُ: بالواو المفتوحة وآخره نون وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ
ومأوِي الإبل بكسر الواو نادر وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة
الماء واواً، وكان القياس أن تقلب هاءً فيقال: ماهان، ولكن شبهوه بما
الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا
الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه لذلك اطّرد فيها ذلك لشبهه
وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مَفعان وأصله مَفعلان وحقه على ذلك أن
يكون مَأوَوان على مثال مكرمان ومَلْكعان ومَلأمان إلا أن لام مفعلان في
ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم
يمكن النطق به فأسقطت لام الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد
بهذا التعسف أن يكون المعنى مطابقاً للفظ لأن الموضع يؤوي إليه أو أن
المياه تكثر به فأما ماوان السنور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة، ولعل
أكثرهم ما يدري ما السنور وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم
من بني هِزان وربيعة وهم ناس من اليمن، وقال ابن درَيد: يهمز ولا يهمز،
ويضاف إليه ذو، وقال عروة بن الورد العَبسي:
وقلت لقوم في الكنيف تـروحـوا |
|
عشية بتـنـا دون مـاوان رُزح |
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفـوسـكـم |
|
إلى مستراح من حمام مُـبـرح |
ومن يك مثلي ذا عيال ومُقـتـرا |
|
من المال يطرح نفسَه كل مطرَح |
ليبـلُـغ عـذراً أو ينـال رغـيبة |
|
ومُبلغُ نفس عذرَها مثلُ مُنـجـح |
قال ابن
السِكيت ماوان هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماءُ فسمي
بذلك الماء ماوان قاله: في شرح شعر عُروَة وكانت منازل عبس فيما بين أبانين
والنقرة وماوان، والربذة هذه كانت منازلهم.
مَاوَانَةُ: مذكورة. في شعر ابن مقبل حيث قال:
هاجوا الرحيل وقالوا إن شِرْبَهمُ |
|
ماءُ الزنانير من ماوانة الترَعُ |
والترع هو الملآن كذا بخط ابن المعلى الأزدي، وقد ذكر ابن مقبل الزنانير في موضع آخر من شعره، وقرأته بالمَرَانة، ولا يبعد أن يكون أشبع الفتحة للضرورة فصارت ألفاً فتكون المارانة بالراء والله أعلم فإن ماوانة لم أجده في هذا الموضع.
ما وراء النهر: يراد به. ما وراء نهر جَيحُون بخراسان فما كان في شرقيه
يقال له: بلاد الهياطلة، وفي الإسلام سموه ما وراء النهر وما كان في غربيه
فهو خراسان، وولاية خوارزم، وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه،
وما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها، وأكثرها خيراً، وأهلها يرجعون
إلى رغبة في الخير والسخاءِ واستجابة لمن دعاهم إليه مع قلة غائلة وسماحة
بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكُراع وسلاح فأما الخصب
فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلادالإسلام، وغيرها
مثله، وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مراراً قبل أن يقحط ما
وراء النهر ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما
يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء إليهم من بلاد
أخر وليس بما وراءَ النهر موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى، أو مياه،
أو زروع أو مراع لسوائمهم، وليس شيء لا بد للناس منه إلا وعندهم منه ما
يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم وأما مياههم فإنها أعذب المياه وأخفها فقد
عمت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها، وأما الدواب ففيها من المباح ما
فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها، وكذلك الحمير والبغال والإبل وأما لحومهم
فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية، وغيرها ما يفضل عنهم
وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق، ولهم
القَز والصوف، والوبر الكثير، والإِبريسم الخُجَنْدي ولا يفضل عليه إبريسم
البتة، وفي بلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات
وبها معدن الذهب، والفضة، والزيبق الذي لا يقاربه في الغزارة، الكثرة معدن
في سائر البلدان إلا بتجهيز في الفضة، وأما الزيبق والذهب والنحاس، وسائر
ما يكون في المعادن فأغزرُها ما يرتفع من ما وراء النهر، وأما فواكههم فإنك
إذا تَبطَنْتَ الصغْد، وأشْرُوسنة وفرغانة، والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد
على سائر الآفاق، وأما الرقيق فإنه يقع عليه من الأتراك المحيطة بهم ما
يفضل عن كفايتهم، وينقل إلى الآفاق، وهو خير رقيق بالمشرق كله، ومنها من
المسك الذي يجلب إليهم من التبت، وخرخيز ما ينقل إلى سائر الأمصار
الإسلامية منها ويرتفع إلى الصغانيان وإلى واشَجرْد من الزعفران ما ينقل
إلى سائر البلدان وكذلك الأَوَبار من السمور والسنجاب والثعالب وغيرها ما
يحمل إلى الآفاق مع طرائف من الحديد والحتر البزاة وغير ذلك مما يحتاج إليه
الملوك، وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراءَ النهر كأنهم في دار واحدة
ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه رجل دخل دار صديقه لا يجد المضيف من طارقٍ في
نفسه كراهةَ بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدمت
ولا توقع مكافأة بل اعتقاداً للجود والسماحة في أموالهم وهمة كل امرءٍ منهم
على قدره فيما ملكت يده والقيام على نفسه، من يطرقه. قال الاصطخري: ولقد
شهدت منزلاً بالصُغْد قد ضُربت الأوتاد على بابه فبلغني أن ذلك الباب لم
يُغْلَق منذ زيادة على مائة سنة لا يمنع من نزوله طارق وربما ينزل بالليل
بيتاً من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر بدوابهم فيجدون من عَلَف
دوابهم وطعامهم، ودثارهم من غير أن يتكلف صاحب المنزل شيء من ذلك لدوام ذلك
منهم والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات، وعمارة
الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووُجوه الخيرات إلا للقليل منهم وليس من بلد
ولا من منهل ولا مفازة طروقة ولا قرية آهلة إلا وبها من الرباطات ما يفضل
عن نزول من طَرَقه. قال: وبلغني أن بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف
رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم عَلَفٌ دوابهم وطعام أنفسهم إلى
أن يرحلوا وأما بأسهُم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظاً في الجهاد
عنهم، وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب فمن حدود خوارزم إلى
أسبيجاب فهم الترك الغزية، ومن أسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية ثم
يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية، وبلد الهند من حد ظهر الخُتل إلى حد
الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي ومستفيض أنه ليس
للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام وجميع ما
وراء النهر ثغر يَبلغُهم نفيرُ العدو ولقد أخبرني من كان مع نصر بن أحمد في
غزاة أشرُوسنة أنهم كانوا يحزرون ثلاثمائة ألف رجل انقطعوا عن عسكره فضقوا
أياماً قبل أن يبلغهم نفير العدو ويتهيأ لهم الرجوع وما كان فيهم من غير
أهل ما وراء النهر كبير أحد يعرفون بأعيانهم، وبلغني أن المعتصم كتب إلى
عبد الله بن طاهر كتاباً يتهدده فيَه فأنفذَ الكتاب إلى نوح بن أسد فكتب
إليه بما وراء النهر ثلاثمَائة ألف قرية ليس من قرية إلا ويخرج منها كذا
وكذا فارس وراجل لا يتبين على أهلها فقدهم وبلغني أن بالشاش، وفرغانة من
الاستعداد ما لا يُوصف مثله عن ثغر من الثغور حتى إن الرجل الواحد من
الرعية عنده ما بين مائة ومائتي دابة، وليس بسلطان وهم مع ذلك أحسن الناس
طاعة لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم حتى دعا ذلك الخلفاءَ إلى أن استدعوا
من ما وراء النهر رجالاً وكانت الأتراك جيوشاً تفضلهم على سائر الأجناس في
البأس والجَرَاءة، والإقدام، وحسن الطاعة فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا
قُواداً وحاشية للخلفاء ونُقاباً عندهم مثل الفراغنة الأتراك الذين هم
شحنَة دار الخلافة ثم قوي أمرهم، وتوالدوا وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على
الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج وهم من أشروسنة والأخشيد من سمرقند.
قال: وأما نزهة ما وراء النهر فليس في الدنيا بأسرها أحسن من بُخارى ونحن
نَصِفُها ونَصِفُ الصغد وسمرقند، وغيرها من نواحي ما وراء النهر في مواضعها
من هذا الكتاب، ولم تزل ما وراء النهر على هذه الصفة وأكثر إلى أن ملكها
خوارزم شاه محمد بن تَكَش بن ألب أرسلان بن أتْسُز في حدود سنة 600 فطرد
عنها الخطا، وقتل ملوك ما وراء النهر المعروفين بالخانية، وكان في كل قطر
ملك يحفظ جانبه فلما استولى على جميع النواحي، ولم يبق لها ملك غيره عجز
عنها وعن ضبطها فسلط عليها عساكره فنهبوها وأجلوا الناس عنها فبقيت تلك
الديار التي وصفت كأنها الجنان بصفاتها خاوية على عروشها وبساتينها ومياهها
متدفقة خالية لا أنيس بها ثم أعقب ذلك ورود التتر لعنهم اللهَ في سنة 617
فخربوا الباقي وبقيت مثل ما قال بعضهم:
كأن لم يكن بين الحَجُون إلى الصفا |
|
أنيس ولم يسمر بمـكة سـامـرُ |
ماوَشَانُ: بفتح الواو والشين معجمه وآخره نون. ناحية وقرى في وادي في سفح جبل أروَنْد من همذان، وهو موضع نزه فرح ذكره القاضي عين القضاة في رسالته فقال: وكأني بالركب العراقي يوافون همذان. ويحطون رحالهم في محاني ماوشان. وقد اخضرت منها التلاع والوهاد. وألبَسَها الربيع حبرةً تحسدها عليها البلاد. وهي تفوح كالمسك أزهارها. وتجري بالماء الزلال أنهارها. فنزلوا منها في رياض مُونقه. واستظلوا بظلال أشجار مُورقة. فجعلوا يكررون إنشاد هذا البيت وهم يتنغمون بنَوح الحمام وتغريد الهزار:
حَياك يا همذان الغيث من بـلـد |
|
سقاك يا ماوشان القطرُ من وادي |
وقد وصفه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي في قطعة ذكرناها في درب الزعفران، وقال أبو المظفر الأبيوردي:
سقى هـمـذان حَـيَا مُـزنةٍ |
|
يفيد الطلاَقة منها الـزمـان |
برَغدٍ كما جرجَرَ الأرحـبـي |
|
وبَرقِ كما بَصبَصَ الأفعُوَان |
فسفح المقطم بـئس الـبـديل |
|
نبيهاً وأروَنْد نعم الـمـكـان |
هي الجنة المشتهى طيبُـهـا |
|
ولكن فردوسهـا مـاوشـان |
فألواحُ أمواهها كالـعـبـير |
|
تُرَى أرضها وحصاها الجُمان |
ماوِينُ: بكسر الواو والياءِ وَآخره نون. موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي:
وإن سال ذو الماوين أمسَتْ فَلاَتُه |
|
لها حَبَبٌ تستن فيه الضـفـادعُ |
ماوِيةُ: قال الأصمعي: الماوية المرآة كأنها نُسبت إلى الماء وقال الليث: الماوِية البلور، ويقال: ثلات ماويات لقيل ممواة، وهي في الأصل مائية فقلبت المدة واواً فقيل: ماوية. قال الأزهري: ورأيت في البادية على جادة البصرة إلى مكة منَهلَةً بين حفر أبي موسى ويَنْسوعة يقال لها ماوية وكان ملوك الحيرة يتبدَون إلى ماوية فينزلونها، وقد ذكرتها الشعراء وقال السكوني: ماوِية من أعذب مياه العرب على طريق البصرة من النباج بعد العَشيرة بينهما عند التواء الوادي الرَقمتان، وقال محمد بن أبي عبيدة المهلبي البئر التي بالماوية، وهي بئر عادية لا يقل ماؤها، ولو وردها جميع أهل الأرض، وإياها عَنَى أبو النجم العجلي حيث قال:
من نحت عادٍ في الزمان الأول |
وفي كتاب الخالع ماوية ماءة لبني العنبر ببطن فلج، وقد أنشد ابن الأعرابي:
تَبيتُ الثلاثُ السودُ وهي مُنَاخَةٌ |
|
على نَفس من ماء ماويةَ العذب |
- التفَسُ: الماءُ الرواءُ. ماهَان: إن كان عربياً فهو تثنية الماء الذي يشرب لأن أصله الهاءُ وإلا فهو فارسي، وهو تثنية الماه، وهي القصبة كما يذكر في ماه البصرة بعده والماهان. الدينور ونهاوَند، وماهان مدينة بكرمان بينها وبين السيرجان مدينةِ كرمان مرحلتان وبينها وبين خبيص خمس مراحل، والعرب تسميها بالجمع فتقول الماهات، قال القعقاع بن عمرو:
جذعتُ على الماهات آنفَ فارس |
|
بكل فتى من صلب فارس خادرِ |
هَتكتُ بيوتَ الفرس يوم لقيتُهـا |
|
وما كل من يلقى الحروب بثائرِ |
حبستُ ركاب الفيرزان وجمعـه |
|
على فَتَرِ من جَرينا غير فاتـرِ |
هدمتُ بها الماهات والدربَ بَغتةً |
|
إلى غاية أخرى الليالي الغوابرِ |
وقال أيضاً:
هُمُ هدموا الماهات بعد اعتدالها |
|
بصَحن نهاوند التي قد أمـرتِ |
بكـل قَـنَـاة لـدنَة بـرمـية |
|
إذا أكرهَت لم تنثني واستمرَتِ |
وأبيض من ما الحديد مُهَـنـد |
|
وصفراء من نبع إذا هي رَنتِ |
ماهُ البصرة: الماه بالهاء خالصة. قصبة البلد، ومنه قيل ماه البصرة، وماه الكوفة، وماه فارس، ويقال لنهاوَند وهمذان وقُم ماه البصرة. قال الأزهري: كأنه معرب ويجمع ماهات. قال البُحتري:
أتاك بفتحي مـولـييك مـبـشـراً |
|
بأكبر نعمَي أوجبَت أكثر الشُكـر |
بما كان في الماهات من سَطْوِ مُفلحٍ |
|
وما فعلَتْ خيل ابنخاقان في مصر |
وقد ذكرت السبب في هذه التسمية بنهاوَند. قال الزمخشري: ماه وجُور اسما بلدتين بأرض فارس وأهل البصرة يسمون القصبة بماه فيقولون: ماه البصرة، وماه الكوفة كما يقولون: قصبة البصرة وقصبة الكوفة، وللنحويين، ههنا كلام، وذلك أنهم يقولون: إن الاسم كان فيه علتان تمنعان الصرف وكان وسطه ساكناً خفيفاً قاومت الخفة مقام إحدى العلتين فيصرفونه وذلك نحو هِندٍ ونوحٍ لأن في هند التأنيث والعلمية، وفي نوح العجمة، والعلمية فإذا صاروا إلى ماه، وجور وسموا به بلدة أو قصبة، أو بقعة منعوه الصرف وإن كان أوسطه ساكناً لأن فيه ثلاث علل، وهي التأنيث، والتعريف، والعجمة، فقاومت خفته بسكون، وسطه إحدى العلل الثلاث فبقي فيه علتان منعتاه من الصرف والنسبة إليها ماهي وماوي وجمع ماهات تذكر وتؤنَث.
ماه بهرَاذَان: وما أظنها إلا. ناحية الراذانَين، وقد شرح في ماه دينار.
ماه دينار: هي مدينة نهاوند، وإنما سميت بذلك لأن حذيفة بن اليمان لما
نازلها اتبع سِماك العبسي رجلاً في حَومة الحرب وخالطه ولم يَبقَ إلا قتله
فلما أيقنَ بالهلاك ألقى صلاحه واستسلم فأخذه العبسي أسيراً فجعل يتكلم
بالفارسية فأحضر ترجماناً فقال: اذهبوا بي إلى أميركم حتى أصالحه عن
المدينة وأؤدي إليه الجزية، وأعطيك أنت مهما شئت فقد مننت علي إذ لم تقتلني
فقال له: ما اسمك؟ قال: دينار فانطلقوا به إلى حذيفة فصالحه على الخراج
والجزية وأمن أهلها على أموالهم، وأنفسهم وذراريهم فسميت نهاوند يومئذ ماه
دينار، وقد ذكر حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة، ما خالف هذا كله فقال
ماسبذَان، واسم هذه الكورة مضاف إلى اسم القمر، وهو ماه، وكان في ممالك
الفرس عدة مدن مضافة الأسماء إلى اسم القمر، وهو ماه نحو ماه دينار، وماه
نهاوند، وماه بهراذان وماه شهرياران ماه بسطام وماه كَرَان وماه سكان وماه
هروم فأما ماه دينار فهو اسم كورة الدَينَور، وقيل: إن أصله ديناوران لأن
أهلها تلقوا دين زردشت بالقبول، ونهاوند اسم مختصر من نيوهاوند ومعناه
الخير المضاعف وماه شهرياران اسم الكورة التي فيها الطزَرُ والمطامير
والزبيدية، والمرج وهو دون حُلوان وماه بهراذان في تلك الناحية ولا أدري
كيف أخذه وبالقرب من هذه الناحية موضع يلي وندنيكان فعُرّب على البندنيجان
وماه بسطام أقدر تقديراً لا سماعا أنه بسطام التي هي حَومَة كورة قومس وماه
كَرَان هو الذي اختصروه فقالوا: مكران وكرَان اسم لِسيف البحر وماه سكان
اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضاً ولذلك يقال: للفانيذ من ذلك
الصقع الفانيذ الماسكاني، وماه هروم اسم كورة الجزيرة، وعلى ذلك سموا جين
التي هي الصين ماه جين أيضاً وأقدر تقديراً لا سماعاً إن ماه الذي هو اسم
القمر إنما يقحمونه على اسم كل بلد في خصب لأن القمر هو المؤثر في
الأنداءِ، والمياه التي منها الخصبُ.
مَاه شَهرياران: قد شرح في ماه دينار.
مَاه الكُوفَة: هي. الدينوَر، وقد ذكر السبب في هذه التسمية في نهاوَند.
مَاهِيَاباذ: بالهاء ثم الياء المثناة من تحت وباء موحدة وألف وذال معجمة.
محلة كبيرة على باب مروَ شبه القرية منفصلة عن سورها من شرقيها.
مَاهِيَان: بكسر الهاء وياء وآخره نون. قرية بينها وبين مرو نحو فرسخين.
ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل الماهياني
كان فقيهاً فاضلاً وسمع الحديث ورواه ومات بماهيان في شوال سنة 549، ومولده
في رجب سنة 492، وجماعة سواه.
مَائدٌ : من ماد يميد فهو مائد إذا تمايل متثنياً متبختراً، وهو جبل
باليمن، ويروى بالباءِ الموحدة، وقد تقدم ذكره، وأنشد بعضهم:
يمانية أحيا لـهـا مَـظ مـائد |
|
وآل قراس صَوْبُ أرمية كحل |
مَايدَشت: بالشين المعجمة. قلعة وبلد من نواحي خانقين بالعراق.
مَائر: من مار يمور موراً أي دار فهو مائر، والمائر الناقة النشيطة. قال
الحازمي: صقع أحسبه عُمانيا.
مائق الدشت: ومعنى الدشت بالفارسية الصحراء، وآخر الكلمة الأولى منه قاف
بعد الياء المثناة من تحتها. قرية من ناحية أستُوَا من نواحي نيسابور. ينسب
إليها أبو عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان السُلمي
المائقي الاستوائي ابن خال أبي القاسم القُشيري، وصهره على ابنته وشريكه في
الإرادة والإنتماءِ إلى أبي علي الدقاق، وهو من شيوخ الطريقة، وله كلام
وشعر بالفارسية روى الحديث عن أبي طاهر الزيادي وغيره روى عنه حفيده أبو
الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد القشيري، وغيره وتوفي في سنة 470.
مَايَمُرغ: بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء والغين معجمة من قرى بُخارى
على طريق نسف. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن الحسين بن علي المقري
الضرير المايمرغي سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر، وأبا سعيد الخليل بن
أحمد وأبا أحمد الحاكم البخاريين روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن
أبي نصر النسفي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وغيرهما، وكان
صدوقاً ثقة توفي في سنة 403، وولادته سنة 342. ومَايمَرُغ أيضاً من قرى
سمرقند بالقرب منها يتصل عملها الدرغم قال: وليس برساتيق سمرقند رستاق أشد
اشتباكاً في القرى والأشجار من مايمرغ وينسب إليها أبو العباس الفضل بن نصر
المايمرغي يروي عن العباس بن عبد الله َالسمرقندي روى عنه بكر بن محمد بن
أحمد الفقيه وغيره. قال أبو سعد: أيضاً بلد على طرف جيحون، وكان به جماعة
من الفضلاء.
مَائينُ: بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون. بلد من أعمال فارس من
نواحي شيراز. خرج منها جماعة من أهل العلم. منهم أبو القاسم فارس بن الحسين
بن شهريار المائيني روى عن أبي بكر بن محمد الفارسي روى عنه أبو عبد الله
محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ توفي بعد سنة 475.