حـرف الـمـيم: باب الميم والباء، التاء، الثاء وما يليهما

باب الميم والباء وما يليهما

المُبَارَكُ: اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد اللهَ القَسري أمير العراقين لهشام بن عبد الملك. ينسب إليه أبو زكرياء َيحيى بن يعقوب بن مِرداس عبد الله البقال المباركي روى عن سُوَيد بن سعيد، وغيره روى عنه عبد الصمَد بن علي الطّبسي وأبو بكر الشافعي وأبو قاسم الطبراني، والمبارك أيضاً نهر، وقرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ، وقيل: هو الذي احتفره خالد، وقال الفرَزدق:

إن المبارك كاسمه يسقى به

 

حرث السواد ولاحق الجبار

 

ولما قدم خالد بن عبد الله القسري والياً على العراق جعل على شرطة البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي، وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن مالك يدعي على مالك قرية فأبطلها خالد بن عبد الله وحفر نهراً سماه المبارك فقال الفرزدق:

وأهلكت مال الله في غير حـقـه

 

على النهر الممشؤوم غير المبارك

وتضرب أقواماً صحاحاً ظهورهم

 

وتترك حق الله في ظهر مـالـك

أإنفاق مال الله في غير كـنـهـه

 

ومنعاً لحق المرملات الضـرائك

 

وقال المفرج بن المرفع وقيل الفرزدق أيضاً:

كأنك بالمبـارك بـعـد شـهـر

 

تخوض غماره بقـع الـكـلاب

كذب خليفة الـرحـمـن عـنـه

 

وسوف يرى الكذوب جزا الكذاب

 

وقال هلال بن المحسن المبارك: قرية بين واسط وفم الصلح. ينسب إليها كورة منها فم الصلح جميعه، وينسب إليها أبو داود سليمان بن محمد المباركي، وقيل سليمان بن داود يروي عن أبي شهاب الحناط وعامر بن صالح وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي ومات سنة 231.


المباركة: قرية من قرى خوارزم.


المباركية: حصن بناه المبارك التركي أحد موالي بني العباس وبها قوم من مواليه مبايض: بالضم وآخره معجم موضع كان فيه يوم للعرب قتل فيه طريف بن تميم فارس بني تميم قتله حميصة بن جندل، وقتل فيه أبو جدعاء الطهوي، وكان من فرسان تميم، وقال عبدة بن الطبيب:

كأن ابنة الزيدي يوم لقـيتـهـا

 

هنيدة مكحولة المدامع مرشق

يراعي خذولاً ينفض المرد شادناً

 

تنوش من الضال القذاف ويعلق

وقلت لها يوماً بوادي مبـايض

 

إلا كل عان غير عانيك يعتـق

يصادف يوماً من مليك سمـاحة

 

فيأخذ عرض المال أو يتصدق

وذكرَنيها بعد ما قد نسـيتـهـا

 

ديار علاها وابل مـتـبـعّـق

بأكناف شَماتٍ كان رُسومـهـا

 

قضيم صَنَاعٍ في أديم مُنـمـقُ

 

مبرك: بالفتح ثم السكون وفتح الراءِ وآخره كاف. موضع بتهامة برك فيه الفيلُ لما قصد به مكة بعُرَنَة، وهو بقرب مكة عن الأصمعي.


مَبرَكَانِ: قال كثير:

إليك ابن ليلَى تمتطي العيس صحبتي

 

ترامي بنا من مبرَكَين المـنـاقـلُ

 

قال ابن حبيب في تفسيره: مبركان. قريب عن المدينة، وقال ابن السّكيت: مبركان أراد مبرَكاً ومُناخاً، وهما نقبان ينحدر أحدهما على ينبع بين مضيق يَليل، وفيه طريق المدينة من هناك ومناخ على قَفا الأشعر، والمناقل المنازل أحدهمَا منَقل.
مَبرةُ: بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء بوزن المبرَة من البر. موضع وجدته بخط ابن باقية مُبرة بضم الميم وكسر الباء وتشديد الراء في قول كثير:

حي المنازل قد عَفَتْ اطلالُهـا

 

وعفا الرسومَ بمورِهِن شمالها

قفراً وقفتُ بها فقلتُ لصاحبي

 

والعين يَسبُقُ طرفها إسبالهـا

أقوى الغياطلُ من حراج مُبرة

 

فخبوتُ سهوة قد عفت فرمالها

 

مبعُوقُ: موضع بالحجاز. قال أبو صخر الهذلي:

إن المنى بعدما استيقظتُ وانصرفت

 

ودارُها بين مـبـعـوق وأجـياد

 

مبلت: البلتُ بالتاء المثناة القطع، وهذا مَفعل منه. موضع.


مبهِل: مُفعل من استبهلته إذا أهملته وهو ماء في ديار بني تميم، وقرأته بخط أبي علي بن الهَبارية مُبهل بفتح الباء وتشديد الهاء، وفي كتاب الأصمعي ذكر ذا العُشيرة فيما ذكرناه ثم قال: وفوق في العشيرة مُبهل الأجرد. واد لبني عبد الله بن غطفان وفوق مبهل معدن البئر.


مُبينٌ : بالضم ثم الكسر وآخره نون من بان الشيء يبين فهو مبين أي ظاهر اسم موضع. قال:

يا ريها اليوم على مبين

 

باب الميم والتاء وما يليهما

 

مُتَالع: بضم أوله وكسر اللام يجوز أن يكون من التلعَة واحدة التلاع وهي مجاري الماء من الأسناد والنجاف، والمواضع العلية والجبال، وتلعة الجبل إن الماء يجيءُ فيجد فيه فيحفره حتى يخلص منه ولا تكون التلاع في الصحارَى والتلعة ربما جاءت من أبعد من خمسة فراسخ في الوادي وإذا جرَت من الجبال ووقعت في الصحارى حفرت فيها كهيئة الخنادق قال: وإذا عظمت التلعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثه في سيل، ويجوز أن يكون عن التليع، وهو الطويل ومنه عنق تليعَ. قال الأصمعي: متالع جبل بنجد، وفيه عين يقال لها: الخرارة، وهو الذي يقول فيه صدقة بن نافع العُمَيلي وكان بالجزيرة:

أرقتُ بحران الجزيرة موهنـاً

 

لبرقٍ بدا لي ناصب مُتعالِـي

بدا مثل تلماع الفَتَاة بكـفـهـا

 

ومن دونه نأيٌ وعبـرُ قِـلال

فبتُ كأن العين تكحل فُلـفُـلاً

 

وبي عس حمى بـين ومـلال

فهل يرجعن عيش مضى لسبيله

 

وأظلالُ سدر تـالـع وسـيال

وهل ترجعنْ أيامنا بمـتـالـع

 

وشرب بأوْشال لهـن ظـلال

وبيض كأمثال المَها تستبينـهـا

 

بقيلٍ وما مع قيلهـنَ فـعـالُ

 

ومُتالع جبل بناحية البحرين بين السودة والإحساء وفي سفح هذا الجبل عين يسيح ماؤها يقال لها: عين متالع ولذلك قال ذو الرمة:

نحاها لثأج نحـوةً ثـم إنـه

 

توَخى بها العينين عيني متالع

 

قال الحفصي: وهو جبل وعنده ماء، وهو لبني مالك بن سعد، وقيل: متالع جبل لغني، وقال الزمخشري: متالع لبني عُميلة. قال صدقة بن نافع العميلي:

وهل ترجعَن أيامنا بمتالـع

 

وشرب بأوشال لهن ظلال

 

وقال السكوني أبو عبيد الله متالع ماء في شرقي الظهران عند الفوارة، وقال كثير:

بكى سائب لما رأى رمل عالـج

 

أتى دونه والهضب هضب مُتالع

بكى إنه سهوُ الدموع كما بكـى

 

عشية جاوزنا نجـاد الـبـدائع

 

المتثلمَ: بضم أوله وفتح ثانيه وثاءٍ مثلثة ولام مشددة مكسورة كأنه من ثلِم الوادي، وهو أن يتثلم جُرفُه والمتثلم: موضع في أول أرض الصمان في قول عنترة العبسي:

بالحزن فالصمان فالمتثلم

 

وقال ابن الأعرابي في نوادره المتثلم: جبل في بلاد بني مُرة.


متريس: بليد من أران بينه وبين بَرذعة عشرون فرسخاً.


متلجتم: بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وفتح الجيم وتاء مثناة من فوق ساكنة وميم. قرية بالأندلس لأبي محمد أحمد بن علي بن حزم الحافظ المصنف الأندلسي.


متن: بالفتح ثم السكون ثم النون بلفظ مَتن الظهر، والمتن من الأرض ما ارتفع وصَلُبَ والجمع المِتان ومتنُ كل شيء ماظهر منه، ومتنُ ابن عليا بمكة. شعب عند ثنية ذي طوى. متوث: بالفَتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وآخره ثاء مثلثة. قلعة حصينة بين الأهواز وواسط قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث. قال أبو الفرج الأصبهاني:متوث مدينة بين سوق الأهواز وبين قرقوب اجتزت بها سنة 327، ونسب المحدثون إليها جماعة منهم محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد القطان المتوثي والد أبي سهل حدث عن إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما روى عنه ابنه أبو سهل وحليم بن يحيى المتوثي حدث عن الحسن بن علي بن راشد الواسطي روى عنه الطبراني، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد حدث عنه أبو القاسم التنوخي وعبد بن محمد الصريفني في آخرين.


المُتَوَكلِيةُ: مدينة بناها المتوكل على الله قرب سامرا بني فيها قصراً وسماه الجعفريَ أيضاً سنة 246، وبها قتل في شوال سنة 247 فانتقل الناس عنها إلى سامرا وخربت.


مَتيجَةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديده ثم ياء مثناه من تحت ثم جيم. بلد في أواخر إفريقية من أعمال بني حماد. قال البكري: الطريق من أشير إلى جزائر بني مَزْغَناي ومن أشير إلى المدية، وهي بلد جليل قديم، ومنها إلى أقزرنة، وهي مدينة على نهر كبير عليه الأرحاءُ والبساتين، ويقال: إنها متيجة، ولها مزارع، ومسارح، وهي أكثر تلك البلاد كتاناً ومنها يحمل، وفيها عيون سائحة، وطواحين، ومنها إلى مدينة أغزر ومنها إلى جزائر بني مَزغَناي. ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المتيجي سمع أبا الفضل عبد الحميد بن الحسين بن يوسف بن دليل الخطي وعبيدة سمع منه ابن نقطة بالإسكندرية.

 

باب الميم والثاء وما يليهما

 

المَثَاني: أرض بين الكوفة والشام.


مثحص:.....


مَثَرُ: بالتحريك وآخره راء لم أجد له أصلاً في العربية، وهو موضع بقربٍ من الشام من ديار بَلْقَين بن جسر.


مُثعلِب: قال أبو سعد: ومن جبال الضباب مثعلب، وإنما سمي مثعلباً لكثرة ثعالبه.


مَثعَرُ: يروى بالغينِ والعين والفتح ثم السكون ثم الفتح، والعين مهملة وآخره راء، ويحتمل أن يكون من الثعر هو الثآليل لحجارته أو شيء شبّه به أو يكون من الثعرُور، وهي رؤوس الطراثيث، واد من أودية القبلية، وهو ماء لجهينة معروف إلى جنب منتخر. قال ابن هَرمة:

يا أثلَ لا غِيراً أعطـي ولا قَـوَداً

 

علامَ أو فيم إسرافاً هرقتِ دمي

إلا تريحي علينا الـحـق طـائعةً

 

دون القضاة فقاضينا إلى حـكـم

صادتك يوم المَلاَ من مثعر عرضاً

 

وقد تلاقي المنايا مطلـع الأكـم

بمقتلـي ظـبـيةٍ أدمـاء خـاذلةٍ

 

وجيدها يتراعى ناضر السـلـم

ما أنجزت لك موعوداً فتشكرهـا

 

ولا أنالتك منها بَـرَة الـقَـسَـم

 

مثقب: بالكسر ثم السكون وفتح القاف والباء موحدة يجوز أن يكون اسم الآلة من ثَقَبَ الزندُ أو من ثقبتُ الشيء إذا انفذْته كأنه يثقب بالسير فيه تلك الصحارى أو كأنه الآلة التي تقدح النار لحره وشدته. قال أبو المنذر: إنما سمي طريق مثقب باسم رجل من حمير يقال له: مثقب، وكان بعض ملوك حمير بعثه على جيش كثير، وكان من أشراف حمير فأخذ ذلك الطريق متوجهاً إلى الصين فسمي به لأخذه فيه وهو اسم للطريق التي بين مكة والمدينة. قال أبو منصور: طريق العراق من الكوفة إلى مكة يقال لها: مثقب، وقال الأصمعي: مثقَب بالفتح فيكون على هذا اسم المكان من النفوذ والزنْد، وقال ابن درَيد: مِثقَب بكسر الميم طريق في حرةٍ أو غلظ، وكان فيما مضى طريق ما بين اليمامة والكوفة يسمى مثقباً وأنشد:

إن طريق مثقب لحُوبي

 

وقال جندل بن المثنى الطُهوي الراجز يصف إبلاً:

يهوين من أفجة شتى الكُـوَر

 

من مثقب ومجدل ومنـكـدر

ومثلهم من بصرة ومن هجر

 

 

 

مُثَقبٌ : هو مُفَعل بتشديد القاف، وبفتحها، وهو في أربعة مواضع. أحدهما صقع باليمامة عن الحازمي، وقال: هو بفتح الميم، والمثقْب حصن على ساحل البحر قرب المصيصة سمي المثقب لأنه في جبال كلها مثقبة فيه كِوى كِبار كان أول من بنَى حصن المثقب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن مَاهَوَيه الأنطاكي ووُجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول فبعت به إلى هشام. والمثقب ماء بين تكريت والموصل. والمثقب ماء بين رِأس عين، والرقة معروف، ولا أدري أأحد هذه أراد طَرَفةُ أم موضعاً آخر بقوله:

ظللتُ بذي الأرطي فُوَيق مثقب

 

ببينة سوء هالكاً في الهوالـك

تكفُ إلي الريحُ ثوبي قـاعـداً

 

إلى صدفي كالحنـية بـارك

 

- صدفي - منسوب إلى الصدِف هو حي من همدان.


المِثل: بكسر أوله وسكون ثانيه ولام وهو الشبه. موضع بنجد. ذكره مالك بن الرَيب في قصيدته حيث قال:

فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا

 

رحا المثل أمٍ أضحت بفلج كماهيا

إذا القوم حلُوها جميعاً وأنـزلـوا

 

بها بقراً حورَ العيون سواجـيا ا

 

المُثَلمُ: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام من ثَلمتُ الشيء إذا كسرتَ جنبه.


المُثناةُ: بالضم ثم الفتح، وتشديد النون من ثنيت الشيء إذا أطريته. موضع في قول الأعشى:

دعا رهطَهُ حولي فجاؤوا لنصره

 

وناديت حيا بالمثـنـاة غـيبـا

 

مَثوب: مِفعَل بفتح أوله وسكون ثانيه، وفتح الواو وآخره باء من ثاب يثوب إذا رجع فمعناه مَزجع. بلد باليمن عن أبي بكر بن موسى.


مَثوَة: من حصون بني زبيد باليمن.