باب الميم والجيم وما يليهما
مُجَاح: موضع من نواحي مكة. قال كثير:
إذا أمسيت بطن مُجاج دوني |
|
وعَمق دون عزة فالبقـيعُ |
فليس بلائمي أحد يصـلـي |
|
إذا أخذت مجاريها الدموعُ |
وفي حديث الهجرة عن ابن إسحاق أن دليلهما جاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة مَحاج كذا ضبطه بفتح الميم وحاءٍ مهملة وآخره جيم. قال ابن هشام: ويقال: مِجاج بجيمين وكسر الميم والصحيح عندنا فيه غير ما روياه جاء في شعر ذكره الزبير بن بكار وهو مَجاح بفتح الميم ثم جيم وآخره حاء مهملة، والشعر هو قول محمد بن عُروة بن الزبير:
لعَنَ الله بطن لَقف مَسيلاً |
|
ومَجاحاً وما أحب مَجاحا |
لقيَت ناقتي به وبلَـقـفِ |
|
بل مجدُباً وأرضاً شحَاحا |
وأنا أحسب أن هذه هي رواية ابن إسحاق، وإنما القلب على كاتب الأصل فأراد تقديم الجيم فقدم الحاء والله أعلم.
المَجَازُ: بالفتح وآخره زاي يقال: جُزْتُ الطريق جوازاً ومجازاً، وجوزاً،
والمجاز الموضعِ، وكذلك المجازة، وذو المجاز. موضع سوق بعرَفةَ على ناحية
كبكَب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام،
وقال الأصمعي: ذو المجاز ماء من أصل كبكب، وهو لهُذَيل، وهو خلف عرفة، وقال
حسان بن ثابت: يخاطب أبا سفيان في شأن أبي أزَيْهر، وكان الوليد بن المغيرة
المخزومي قتله، وكان أبو سفيان صهره فأراد حقن الدماءِ وأدَي عقله ولم يطلب
بدمه فقال:
غدا أهلُ ضَوجي في المجاز كِلَيهما |
|
وجارُ ابن حرب بالمغمس ما يغدو |
ولم يمنع العيرُ الضـرُوطُ ذِمـارَه |
|
وما منعتْ مَخزَاةَ والدهما هـنـدُ |
كساك هشام بن الـولـيد ثـيابـه |
|
فأبْلِ وأخلق مثلها جُـلـداً بَـغـدُ |
وقال المتوكل الليثي:
للغانيات بذي المجاز رُسُومُ |
|
في بطن مكة عهدهن قديمُ |
لا تنه عن خُلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيمُ |
والمجاز أيضاً موضع قريب من ينبع والقُصيبة. قال الشاعر:
تراني يا علي أمـوت وجـداً |
|
ولم أرع القـرائن مـن رِئام |
ولم أرع الكِرَى فمشتْ وطاءت |
|
وأوردها المجازَ وهِي ظوامي |
المَجَازَةُ: مثل الذي قبله في المعنى والوزن إلا أنه بزيادة هاء في آخره. قال أبو منصور: المجازة. مَوسم من المواسم فإما أن يكون لغة في الذي قبله أو هو غيره، وذو المجازة منزل من منازل طريق مكة بين مَاوِية ويَنسوعة على طريق البصرة، والمجازة واد وقرية من أرض اليمامة ساكنه بنو هِزان من عَنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وبها أخلاط من الناس من موالي قريش، وغيرهم سكنوها بعد قتله مُسَيلمة الكذاب لأنها لم تدخل في صلح خالد بن الوليد لما صالح أهل اليمامة وبها جبل يقال له: شَهوان يصب فيه نَعام وبرك ووراء المجازة فُلج الأفلاج، وقال السكري: المجازة موضع بين ذات العُشَيرة والسمَينة في طريق البصرة، وهو أول رمل الدهناءِ. قال جرير:
ألا أيها الوادي الذي بانَ أهلُـهُ |
|
فساكنُ مَغناه حـمـام ودُخـلُ |
فمن راقبَ الجَوزاءَ أو بات ليله |
|
طويلاً فلَيلي بالمجازة أطْـوَلُ |
بَكى دوبَل لا يُرْقِيء اللهُ عينـه |
|
ألا إنما يبكي من الذل دَوْبَـلُ |
وأنشد ابن الأعرابي في "نوادره":
فإن بأعلى ذي المجازة سَـرحةً |
|
طويلاً على أهل المجازة عارُها |
ولو ضربوها بالفؤوس وحرّقـوا |
|
على أصلها حتى تأرثَ نارهـا |
وكان به يوم لنجدةَ الحرَوري في أْيام عبد اللهَ بن الزبير حين هزم عسكر ابن الزبير فقال عبد اللهَ بن الطفيل:
ولا تعذليني في الفرار فـإنـنـي |
|
على النفس من يوم المجازة عاتبُ |
ويوم المجازة من أيام العرب. قال بعضهم:
ويوماً بالمجازة والكَلـنـدَى |
|
ويوماً بين ضَنكَ وصَوْمَحان |
مُجَالخُ: بالضم وكسر اللام وآخره خاء معجمه الجُلاَخ الوادي العميق، وكذلك الجلواخ وهو نهر بتهامة في شعر كثير.
مَجانَةُ: بالفتح وتشديد الجيم وبعد الألف نون. بلد بإفريقية فتحه بُسرُ بن
أرطاة، وهي تسمى قلعة بُسر وبها زعفران كثير، ومعادن حديد وفضة وبينها وبين
القيروان خمس مراحل ومعدن المُرتك والحديد والرصاص في جبل من جنوبها وتقلع
حجارة للطواحين تحمل، إلى القيروان وغيرها من، مدن المغرب.
المجتبية: ماء لبني سلول في الضمرَين.
مخبست: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وسين مهملة وتاء مثناه من
فوق. من قرى بخارى، ويقال لها: أو لغيرها من قرى بخارى مَجبس.
مجدابَاذ: بفتح أوله وآخره باذ كإضافة، وهي قرية من قرى همذان.
مجدل: بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال واللام، وهو القصر المشرف وجمعه
مَجادل. اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وفيه أسواق كثيرة،
وبازار قائم. ينسب إليه مسعود بن أبي بكر بن ملكدار المجدلي شاعر حي في
عصرنا مدح الملك الأشرف بن العادل فأكثر، وقال في خياط من أبيات:
وسرتُ عنه وأشواقي تُجـاذِبـنـي |
|
إليه وافَرقِي من عظم فُـرقَـتِـهِ |
لو كنتُ من عظم سقمي والنحول به |
|
خَيطاً لما ضاق عني خرمُ إبرتِـه |
إن حال في الحب عما كنت أعهده |
|
وغَيرته الليالـي عـن مـودَتِـه |
فربمـا خَـيطَـتْ أيامُ أُلـفَـتـه |
|
ما قَصَ من وَصلنا مِقراضُ جفوَيه |
قيل: مجدل بفتح الميم. اسم موضع في بلاد العرب. قالت سَودة بنت عُمَير بن هُذيل:
نُغاورُ في أهل الأراك وتارةً |
|
نغاور أصراماً بأكناف مَجدل |
كذا ضبطه الحازمي، وقال البَراءُ بن قيس في زوجته حُذفَة بنت الحمحام بن أوس الحميري، وهو محبوس عند كسرى أنوشروان:
يا دارِ حذفة باللوَى فالمَجـدلِ |
|
فجنوب أسنُمة فقُفّ العُنصُل |
بل لاَ يغرك من حليل صالح |
|
إن لم يلاقك بعد عـام الأول |
كانت بنا غضبَت علي تظلمَت |
|
وإذا كَرِهتُ كلامها لم تثقِل |
وإذا رأت لي جَتة عملت لها |
|
ومتى تعن بعلم شيء تسـأل |
مَجدَلياَبَةُ: بعد اللام ياء مثناه من تحتها وبعد الألف باء موحدة. قرية قرب الرملة فيها حصن محكم. قال بطليموس: مدينة مجدليابه طرلها ثمان وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وارتفاعها سبعون درجة من الإقليم الرابع خارجة عن البرج داخلة تحت السرطان عشر درجة تقابلها وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان. مَجدُوَانُ: بالفتح والسكون ثم دال مهملة مضمومة وآخره نون. من قرى نَسف. ينسب إليها أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤذّن الزاهد المجدواني كان عابداً صالحاً أديباً سمع غريب الحديث لأبي عُبيد من أبي الحسن محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره، وسمع منه أبو العباس المستغفري، وتوفي في شوال سنة 378.
مجدولُ: قرية من ديار قَمودة بإفريقية من البربر، وإليها ينسب أبو بكر عتيق
بن عبد العزيز المَذحجي الشاعر مدح المعز بن باديس ومات سنة 409 عن أربعين
سنة، وكان شاعراً شريراً معجباً بما صنعه ذكره ابن رشيق.
مجدول: كأنه جمع صحيح لمجد. من قرى بُخارى وقد روي بكسر ميمها. ينسب إليها
أبو محمد عبد اللهَ بن محمد المجدولي المؤذن الأزدي سمع الحديث، ورواه عنه
أبو عبد الله غُنجار.
المجدية: بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الدال وياء خفيفة، وهو بمعنى المغنية
من الجداء، وهو الغناءُ يقال: لا يُجدي كذا عنك أي لا يغني، وهو اسم. موضع
جاءَ ذكره في "المغازي".
مَجْذونية: بفتح أوله وسكون ثانيه وذال معجمه ونون وياء مشددة. موضع عن
العمراني.
مَجْرٌ: بالفتح ثم السكون والمجر الكثير المتكاثف، ومنه جيشٌ مَجر والمجر
أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة، وهو بيع فاسد نهى عنه عليه
الصلاة والسلام، وهو غدير كبير في بطن قَوران يقال له: ذو مَجر من ناحية
السوارقية، وقيل: هضبات مَجر. قال الشاعر:
بذي مَجَر أسقيت صوب الغوادي |
ولا يستقيم البيت حتى يفتح الجيم من مَجر ليصير من بحر الطويل، الثالث، ويقطع الألف أيضاً، وإن كان من المتقارب فمع الوصل قاله: عرام.
المَجَرةُ: بلفظ مجرة السماء، وهو في اللغة بمنزلة الشيء الذي يُجَر به أو
يجر فيه. موضع.
مَجرِيط: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وياء ساكنة وطاء. بلدة
بالأندلس. ينسب إليها هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبي
أصله من مجريط يكنى أبا نصر سمع من أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي روي
عنه الخولاني، وكان رجلاً صالحاً صحيح الأدب، وله قصة مع القالي ذكرتها في
أخباره من كتاب "الأدباء"، ومات المجريطي لأربع بقين من ذي القعدة سنة 401
قاله: ابن بشكوال.
المُجَزلُ: بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي ولام. جبل أو روضة باليمامة،
وثم. جبل يقال له: بُلْبُول والجزل القطع والمجزل المقطع.
مَجسد: بفتح الميم وسكون ثانيه وفتح السين. موضع الجسد جاء في شعر بعضهم.
المُجَمرُ: الموضع الذي ترمي فيه الجمارُ. قال كثير:
وخَبرَها الواشون أني صَرَمتُها |
|
وحَملها غيظاً عليَ المحتـلُ |
وإني لمنقادٌ لها اليوم بالرضى |
|
ومعتذر من سُخطِها متنصلُ |
أهيم بأكناف المجمَر من مِنًى |
|
إلى أم عمرو إنني لمـوكـل |
وقال حذيفة بن أنس الهذلي:
فلو أسمِعَ القومُ الصُراخ لقَوربَت |
|
مَصارِعُهم بين الدَخول وعرعرا |
وأدركهم شُعثَ النواصي كأنهـم |
|
سَوَابقُ حُجاجِ تُوافي المُجمـرَا |
المَجمَعَةُ: موضع بوادي نخلة من بلاد هذَيل.
مجنَبٌ : بكسر الميم وسكون الجيم، وفتح النون وآخره باء كسرُ الميم يدل على
أنه آلة فيكون الشيء الذي يُجنب به والمِجنَب الترسُ. قال الحازمي: اسم.
لما بين سواد العراق وأرض اليمن.
مجنَح: اسم المكان من جَنحَ يَجنح، وهو إمالة الشيء عن وجهه من. مخاليف
اليمن.
مَجنَقُون: أظنه. موضعاً بالأندلس. ينسب إليه إبراهيم بن محمد الأنصاري
الضرير المجنقوني أبو إسحاق سكن قرطبة وأصله من طُلَيطلة أخذ عن أبي عبد
اللهَ المَغامي المقري، وسمع الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن
المحجمي، وكان يقرأ القرآن ويجوده، وتوفي في عقيب شعبان سنة 519 قاله: ابن
بشكوال. مَجنةُ: بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة، وهو الستر،
والإخفاء، ويقال: به جنونٌ وجِنةٌ ومَجنة، وأرضٌ مَجَنة كثيرة الجن
ومَجنةُ. اسم سوق للعرب كان في الجاهلية، وكان ذو المجاز، ومجنة وعُكاظ
أسواقاً في الجاهلية. قال الأصمعي: وكانت مجنة بمر الظهران قرب جبل يقال
له: الأصفر، وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها، وكانت تقوم عشرة أيام من آخر
ذي القعدة، والعشرون منه قبلها سوق عُكاظ، وبعد مجنة ثلاثة أيام من ذي
الحجة ثم يعرفون في التاسع إلى عرفة، وهو يوم التروية، وقال الداودي: مجنة
عند عرفة، وقال أبو ذؤيب:
سُلاَفةُ راحٍ ضَمـنـتـهـا إداوة |
|
مقيرةٌ ردف لمؤخـرة الـرحـل |
تزودها من أهل بُصـرى وغـزة |
|
على جَسرة مرفوعة الذيل والكِقل |
فوافى بها عسفان ثم أتـى بـهـا |
|
مجَنة تصفو في القلال ولا تغلي |
وتيل: مجنة بلد على أميال من مكة، وهو لبني الدُئِل خاصة، وقال الأصمعي: مجنة جبل لبني الدُئِل خاصة بتهامة بجنب طفيل، وإياه أراد بلال فيما كان يتمثل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة |
|
بواد وحولي إذخر وجلـيلُ |
وهل أردن يوماً مياه مجـنة |
|
وهل يَبدُوَنْ لي شامَةٌ وطفيلُ |
المُجيثُ: هكذا رواه العمراني بالثاء المثلثة، ولا أصل له في كلام العرب، ورواه الزمخشري بالباءِ الموحدة في آخره. وأنشد للطرِماح:
لحراش المجيب بكل نيقِ |
|
يقصر دونه نَبلُ الرمِيا |
- حراش - جمع حارش، وهو الذي يحرش الضب، وهو جبل بأجإ، وأبوابه أبواب أجإ وسلمى.
مُجيرَة: بضم أوله وكسر ثانيه أصله من أجاره يجيره، ويجمع بما حوله فيقال:
مجيرات، ويضاف إليها الضباع فيقال: ضباع مجيرات عن الأديبي. قال محرز بن
المُكعبر الضبي:
دارت رحانا قليلاً ثم صبحهم |
|
ضرب تَصَيح منه حلةُ الهام |
ظلت ضِباعُ مجيرات يلذنَ بهم |
|
وألحمُوهُن منهمٍ أي إلـحـام |
حتى حُذُنْة لم تترك بها ضَبُعا |
|
إلا لها جزَر من شِلوِ مِقـدام |
المُجَيمرُ: تصغير المِجمر، وهو ما يجتمر به فمن أنثه ذهب به إلى النار، ومن ذكره عني به الموضع. جبل بأعلى مُبهل. قال امرؤ القيس:
كأن ذُرى رأس المجيمر غدوة |
|
من السيل والغُثاء فَلكَةُ مِغزلِ |
وقيل: المجيمر أرض لبني فزارة، وقال عَباد بن عود المالكي ثم الأسدي:
لمن ديارٌ عفَت بالجزع من رِمَم |
|
إلى قُصائرةٍ فالجفَر فالـهـدَم |
إلى المجيمر والوادي إلى قَطَن |
|
كما يخط بياض الرق بالقلـم |
مَحَا: ارض لكندة باليمن.
المحالب: بليدة، وناحية دون زبيد من أرض اليمن.
المحاقرة: من قرى سنحان من أرض اليمن.
محبل: بالضم ثم السكون وكسر الياءِ الموحدة ولام. موضع في ديار بني سعد قرب
اليمامة، ومحبل من ديار غسان بالشام. قال بشير أبو النعمان بن بشير:
تقول وتُذري الدمع عن حُر وجهها |
|
تُعَللُ نفسي قبل نفسـك بـاكـر |
تربع في غسان أكناف مُـحـبـل |
|
إلى حارثُ الجولان فالشيء قاهر |
مَحبَلة: بالفتح وبعد الحاء باء موحدة، وذو محبلة ماء عذب قرب صَفينة قريب من مكة.
مُحتِدْ: بالفتح ثم الكسون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة. قال ابن
الأعرابي المَحتدُ والمحفِد والمحقد، والمحكد الأصل يقال: إنه لكريم
المحتد. موضع.
مُحَجر: بالضم ثم الفتح وكسر الجيم المشددة، وقد تفتح، وهو اسم الفاعل من
حَجَرَ عليه يَحجر حجراً إذا منعه من أن يوصل إليه، ومنه حجر الحكام على
الأيتام والحجرة من الدور والتشديد فيه للمبالغة والكثرة وقد روى مُحجر
بفتح الجيم فيكون مبنياً للمفعول، وهو في مواضع منها. في أقبال الحجاز،
وجبل في ديار طييءِ. قال طفَيل الغنَوي:
وهُن الأولى أدرَكنَ تَبل مُحَجرٍ |
|
وقد جعلَت تلك التنابيل تنشبُ |
وجبل في ديار يربوع، وقرن في أسفله جَرَعة بيضاءُ في ديار أبي بكر بن كلاب بفَرع السرة، وقرن في ديار عُفرة، وجُبيل في ديار نمير، وجبل لبني وَبر. قال بشر بن أبي خازم:
مُعاليةَ لا هم إلا مُـحـجـر |
|
وحرةُ لَيلى السهل منها فلوبُها |
وقال زيد الخيل الطائيُ:
نحن صبَحناهم غداة محـجـر |
|
بالخيل مُحقَبَة علـى الأبـدان |
نُزْجي المطي منقلاً أخفافـهـا |
|
والجُرد مرسلة بـلا أرسـان |
حتى وقعنا في سُـلَـيم وقـعةً |
|
في شر ما يخشي من الحدثَان |
فاسأل غراب بني فزارة عنهم |
|
واسأل بنا الأحلاف من غَطَفان |
واسأل غنيا يوم نعفِ محَـخـرٍ |
|
واسأل كلاباً عن بني نَبـهـان |
نَرمي بهن بغمرة مـكـروهة |
|
حتى يَغبنَ بنـا إلـى الأذقـان |
وقال الحفصي: محجر قرية في واد باليمامة. قال يحيى بن أبي حفصة:
حي المحجر ذات الحاضر البـاد |
|
وانعم صباحاً سقيت الغيث من واد |
مِحجَن: بكسر أوله وسكون ثانيه، وآخره نون وأصله الحجن، وهو الاعوجاج، والمحجن عصاً في طرفها عُقافة، وهو الذي تسميه العجم جَوكان، وهو موضع لبني ضبة بالدهناء.
المُحجةُ: من قرى حَوران بها حجر يزار زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم
جلس عليه والصحيح أنه عليه الصلاة والسلام لم يجاوز بُصرى وذكروا أن
بجامعها سبعين نبياً.
المحدَثُ: بالضم ثم السكون وفتح الدال، وآخره ثاء مثلثة اسم المفعول من
أحدثت الشيء إذا ابتدَعتَه، ولم يكن قبل وهو اسم ماءٍ لبني الدُئل بتهامة
ووجدته في كتاب الأصمعي المحدث بفتح الميم، والمحدث أيضاً منزل في طريق مكة
بعد النقرة لأم جعفر على ستة أميال من النقرة فيه قصر، وقباب متفرقة، وفيه
بركة وبئران ماؤهما عذب.
المحدًثةُ: هو مؤنث الذي قبله. ماءٌ ونخل في بلاد العرب، ولها جبل يسمى
عمود المُحَدثة، ومُحدَثَةُ سُوَاج ماءَة في أودية عِضَاهٍ لبني كعب بن عبد
الله بن أبي بكر قرب العَفلانة، وقد ذكرت في العفلانة.
المَحدُودُ: هو اسم نهر بأرض العراق قرب الأنبار في جانب الديار الغربي
منها أمرَت بحفره الخَيزُران أمُ الخلفاء وسمته المربان، وكان وكيلها قد
جعله أقساماً وحد كل قسم ووكل بحفره قوماً فسمي المحدود لذلك.
مِحرَاج: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره جيم مِفعال من الحرَج، وهو الضيق.
جبل ذكره ابن ميادة فقال:
صقرٌ أحَم غذا بلـحـم أفْـرُخـا |
|
في ذي شواهق من ذُرى محراج |
وقال جميل:
وأني من المحراج أبصرتُ نارهـا |
|
وكيف من الرمل المُنَطق بالهضب |
المُحَرًقُ: صنم كان بسلَمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة، وكانوا قد جعلوا في كل حي من ربيعة له، ولداً فكان في عَنزَةَ بَلخ بن المحرق، وكان في عمرو غُفيلَة عمرو بن المحرق، وكان سدنته أولاد الأسوَد العِجلِيون.
المُحَرقَةُ: بالضم وتشديد الراء والقاف اسم المفعول من حَرقَه إذا بالغ في
إحراقه بالنار. من قرى اليمامة. قال ابن السكيت: هي قران، وقال غيره:
المحرقة قرية باليمامة من جهة مهب الشمال من حَجر اليمامة والعِرض في مهب
الجنوب عنه فالمحرقة في قبلة العرض، والعرض في قبلة حجر اليمامة وحجر في
قبلة الشط بين الوتر، والعرض، وهي للبادية، وهم بنو زيد، ولبيد وقطن بني
يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنيفة، وهم على شفير الوُتر، وإنما سميت
المحرقة لأن عبيد بن ثعلبة الذي ذُكر أمره في حجر اليمامة ولد ستة أرقَمَ
وزيداً، وسلمة، ومسلمة، ووهباً وسياراً فلما هلك عبيد كان ابنه لرقم غائباً
عند أخواله عنزة بن أسد بن ربيعة فاقتسم إخوته حجراً على خمسة أقسام ولم
يسهموا لأرقمَ معهم بشيء فلما قدم سألهم شيئاً فلم يعطوه فخرج حتى حرق قرية
البادية ليلقي بين إخوته الحرب فلم يبالوا بذلك وأغضبوا عليه فسميت المحرقة
ثم أحرق منفوحة فقام بنو سعد بن قيس بن ثعلبة فأحرقوا الشط عوضاً من إحراق
منفوحة فلذلك قال الأعشى:
وأيام حجر إذا تحرق نخله |
|
ثأرناكُمُ يوماً بتحريق أرقم |
كأن نخيل الشط عند حريقه |
|
مآتم سُودٍ سُلبَتْ عند مأتـم |
مَحرَمَةُ: بالفتح وهو اسم المكان من الحرم، وهو من الحرمة، والمهابة، ومنه حرم مكة وهو. حاضر من محاضر سَلمى جبل طييءِ وبه نخل ومياه.
المَحرُومُ: بالفتح يجوز أن يكون مفعولاً من الذي قبله، وأن يكون من حرمه
إذا منعه الخير. قال العمراني: المحروم مدينة بها سلطان ولم يُبن.
مَحرِيطُ: بالفتح ثم السكون وكسر الراءِ وياءٍ وآخره طاءٍ مهملة. مدينة
بوادي الحجارة اختطها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن
بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. ينسب إليها سعيد بن سالم الثغري ساكن
محريط يكنى أبا عثمان سمع بطليطلة من وهب بن عيسى، وبوادي الحجارة من وهب
بن مسرة، وغيرهما، وكان فاضلاً وقُصد السماع عليه، ومات لعشر خلون من شهر
ربيع الآخرَ سنة 376 قاله ابن الفرضي.
مُحَسرٌ : بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة وراءٍ. هو اسم الفاعل من
الحسر، وهو كَشطُك الشيء وكَشفُك إياه يقال: حسر عن ذراعَيه وحسر البيضة عن
رأسه ويجوز أن يكون من الحسر بمعنى الإعياء تقول: حسَرَت الدابة والعَينُ
بنا أعيَت ويجوز أن يكون من حَسِرَ فلان حَسراً وحَسرَةَ إذا اشتدئَت
ندامتُه وهو. موضع ما بين مكة وعرفة وقيل: بني مِنًى، وعرفة وقيل: بين منًى
والمزدَلفة، وليس من منَى ولا مزدلفة بل هو واد برأسه قال عمر بن أبي
ربيعة:
يا صاحبي قِفَا نُـقَـض لُـبَـانَةً |
|
وعلى الظعائن قبل بينكما اعرضا |
ومقالُها بالنعف نَعْف مـحـسـر |
|
لفَتَاتِها هل تعرفين المُعـرِضـا |
هنا الذي أعطى مواثق عـهـده |
|
حتى رضيتُ وقلتِ لي لن ينقِضا |
وقال الفضل بن عباس بن عُتبة اللهبي:
أقول لأصحابي بسَفْح محشر |
|
ألم يأن منكم للرحيل هُبوبُ |
فيتبعَكم بادي الصبابة عاشق |
|
له بعد نوم العاشقين نحيبُ |
المُحَصبُ: بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة اسم المفعول من الحصباءِ أو الحصب، وهو الرمي بالحصى، وهي صغار الحصى وكباره، وهو موضع بين مكة ومنًى، وهو إلى منى أقرب وهو بطحاءُ مكة، وهو خَيف بني كنانة وحده من الحَجُون ذاهباً إلى منًى، وقال الأصمعي: حدُه ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة، وهذا من الحصباء التي في أرضه، والمحصب أيضاً موضع رمي الجمار بمنى، وهذا من رمي الحصباء. قال عمر بن أبي ربيعة:
نظرتُ إليها بالمحصب من مِنَـى |
|
ولي نظَر لولا التحـرُجُ عـارمُ |
فقلتُ أشَمس أم مصـابـيحُ بـيعة |
|
بدَت لك تحت السجف أم أنت حالم |
بعيدة مَهوَى القرزط إما لنَـوفَـلٌ |
|
أبوها وإما عبد شمس وهـاشـمُ |
ومد عليها السجف يوم لقـيتـهـا |
|
على عَجَل تباعُهـا والـخَـوَادم |
فلم أستَطِعها غير أن قد بدا لـنـا |
|
عشيةَ رُحنا وَجهُها والمعـاصـمُ |
إذا ما دَعَت أترابَها فاكتنفـنـهـا |
|
تمايَلنَ أو مالت بهـنّ الـمـآكـمُ |
طَلَبن الصبا حتى إذا ما أصبـنَـه |
|
نزعنَ وهن المسلماتُ الظـوالـمُ |
مِحصَن: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الصاد وآخره نون كذا ذكره الأديبي، وهو القفل في اللغة إن كان منقولاً منه أو مشبهاً به فجائز وإن كان من الحصانة، والمنعة فقياسه مَحصَن لأنه من حَصَنَ يحصُنُ، واسم المكان منه محصَن. دارةُ مِحصَن، وقد ذكرت في الدارات من هذا الكتاب.
مَحضَر: بالفتح اسم المكان من الحضر ضد البادية، وهي قرية بأجإِ لصخر وعمرو
وجُوين وشَمَجى بطون من طيءِ، وقال مرداس بن أبي عامر:
أجُن بلَيلَى قـلـبُـه أم تَـذَكـرَا |
|
منازلَ منها حول قرى ومَحضَرَا |
مَحْضَرَةُ: وهو تأنيث الذي قبله. ماء لبني عِجْل بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة.
مَحْضُوراء: بالفتح وآخره ممدود، وهو مفعولاءُ من الذي قبله ومده للتأنيث.
ماء من مياه بني كلاب ثم لأبي بكر منهم، وقال أبو زياد: مَحضُوراءُ لبني
سَلُول، وهو في كتابه بالخاءِ المعجمه.
المَحضَةُ: بالفتح ثم السكون ومحضُ الشيء خالصُه. قرية في لحف آرَةَ بين
مكة والمدينة، والمحضة من نواحي اليمامة.
المَحلَبياتُ: هي المحلبية المذكورة بعد هذا. قال الأخطل:
كَرُوا إلى حَرَتَيهم يعمرونهما |
|
كما تكُرُ إلى أوطانها البَقَرُ |
فأصبحَت منهم سنجارُ خاليةً |
|
فالمحلبياتُ فالخابور فالسرَرُ |
المَحلَبيةُ: بالفتح ثم السكون واللام مفتوحة ثم باء موحدة والياءُ مشددة كأنه اسم المكان من حلب يحلب، ويكون اسم بقعة نسبت إلى المحلب،وهو شيء العِطر، وهي بليدة بين الموصل وسنجار قصبة كورة الفرج من تل أعفَرَ، وجميعها أملاك لأهلها، وليس للسلطان فيها إلا خراج يسيرٌ. قال بعضهم:
أيا جَبلَي سنجار ما كُنتما لـنـا |
|
مقيظاً ولا مَشتاً ولا مُترَبـعـا |
فلو جَبَلاَ عُوج شكَونا إليهـمـا |
|
جرتْ عَبَرات منهما أو تصدعا |
بكى يوم تل المَحلَبية صابـيء |
|
وألهَى عُوَيداً بَثه فتـقـنـعـا |
مُحلًم: بالضم ثم الفتح وكسر اللام المشددة. عَين مُحَلم وقد ذكرتُ اشتقاقه وأمره في عين محلم وقد يضاف ولا يضاف، وفال خَبّال بن شَبة بن غَيث بن مخزوم بن ربيعة بن قُطيعة بن عبس جاهلي:
أبني جذيمة نحن أهل لـوائكـم |
|
وأقلكم يوم الطعـان جـبـانـا |
كانت لنا كرم المواطـن عـادةً |
|
تَصلُ السيوف إذا قصرن خُطانا |
وبهن أيام المشقر والـصـفَـا |
|
ومُحلم يبكي علـى قـتـلانـا |
وقال الأعشى:
ونحن غداة العين يوم فُطَيمة |
|
مَنعنا بني شيبان شُرب محلم |
وقال الحفصي: محلم بالبحرين، وهو نهر لعبد القيس. قال عبد اللَه بن السبط:
سقيتُ المطايا ماء دجلة بعدما |
|
شربنَ بفَيض من خليجي محلم |
المَحَلة: بالفتح والمحل، والمحلة الموضع الذي يُحَل به، وهي مدينة مشهورة بالديار المصرية، وهي عدة مواضع منها. محلة دَقَلاَ، وهي أكبرها وأشهرها، وهي بين القاهرة ودمياط، ومحلةُ أبي الهيثم أظنها بالحوف من ديار مصر ومحلة شرقيون بمصر أيضاً، وهي المحلة الكبرى، وهي ذات جنَبين أحدهما سَندَفا، والآخر شرقيون، ومحلة مَنُوف، وهي مدينة بالغربية ذات سوق، ومحلة نُقَيدةَ بالحوف الغربي بمصر، ومحلة الخلفاء ولا أدري إلى أيها ينسب رضي الدولة داود مقدام بن مظفر المحلي رجل من أبناء الجند تأدب، وقال الشاعر: فأجاده ذكره ابن الزبير في كتاب "الجنان"، وقال: كان أسير حرفة الأدب وله شعر كثير منه قصيدة ضمن فيها شعراً للمتنبي أجاده وهي:
زُرتُ المهذب ليلاً فاسترَبتُ به |
|
ومن شروط كمون الريبة الظلَمُ |
وقد نزا عنه عبد كان أعمـلَـهُ |
|
حتى تبينَ فيه العجزُ والـسـأمُ |
وقام في إثرِه يعدُو فقلـتُ لـه |
|
وذلك الأسوَدُ الزنجيُ منهـزمُ |
أكلما رُمت عبداً فانثنى هَـرَبـاً |
|
تَقَسَمَتْ بك في آثاره الهِـمَـمُ |
فقال وَهوُ مجد غير مكـتـرث |
|
بيتاً وإضماره السودان لاالبَهَـمُ |
عليَ جمعُهُمُ في كل مـعـركة |
|
وما علي بهم عارٌ إذا انهزموا |
وقال أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي يتشوق المحلة:
سقى اللهُ أطلالَ المحلة مـا صَـبـا |
|
إلى ربعها المأنوس قلبُ مَـشُـوقِ |
فطلت دُمُوعاً أو عيوناً بـتُـربـهـا |
|
سيوفُ لحـاظٍ أو سـيوف بـروقِ |
إذا ما الصبا هبتْ على الروض قَبلَت |
|
خُدودَ أقـاحٍ أو خـدود شـقــيقِ |
وإن خطرَت في يانع الدوح عانقـتْ |
|
قُدود غُصون وُشحَـتْ بـعـقـيقِ |
وإن جنَحَت شمسُ الأصيل حسبتَهـا |
|
غرائس نخل ضُمخَتْ بـخَـلُـوقِ |
صحبتُ بها الأيام من خمرة الصًبـي |
|
وتيه الفتى نَشْـوَانُ غـير مُـفـيق |
وما خانَني إلا الشـبـاب فـإنـنـي |
|
وثَقتُ بعهـد مـنـه غـير وثـيقِ |
وقال أيضاً:
ولقد نزلتُ من المحلة مـنـزلاً |
|
ملك العيونَ وحاز رق الأنفس |
وجمعتُ بين النيرَين تجـمُـعـاً |
|
أمِن المحاق فأصبحا في مجلس |
المَحِلة: بفتح الميم وكسر الحاءِ. قرية من قرى ذِمارِ بأرض اليمن.
محَمدابَاذ: قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ.
المُحمدِياتُ: موضع بدمشق. قال الحافظ أبو القاسم: ينسب إلى محمد بن الوليد
بن عبد الملك بن مروان، وقد ذكر في دير محمد. المُحمدِية: أصله مُفَعل مشدد
للتكثير، والمبالغة من الحمد وهو اسم مفعول منه ومعناه أنه يحمد كثيراً وهو
اسم لمواضع منها. قرية من نواحي بغداد من كورة طريق خراسان أكثر زرعها
الأرُز، والمحمدية أيضاً ببغداد من قرى بين النهرين. منها أبو علي محمد بن
الحسين بن أحمد بن الطيب الأديب كتب عنه هبة اللهَ الشيرازي، وقال: أنشدنا
الأديب محمد بن الحسين لنفسه بالمحمدية من العراق فقال:
إذا اغتربَ الحرُ الكريم بدت له |
|
ثلاث خصال كلهن صعـابُ |
تفرُقُ أحباب وبَـذل لـهـيبة |
|
وإن مات لم تشقَق عليه ثيابُ |
والمحمدية أيضاً من أعمال بَرقَةَ من ناحية الإسكندرية، والمحمدية مدينة بنواحي الزاب من أرض المغرب، ومدينة المسيلة بالمغرب يقال لها: أيضاً المحمدية اختطها محمد بن المهدي الملقب بالقائم في أيام أبيه، وذلك أن أباه أنفذه في جيش حتى بلغ تاهرت فقتل، وتملك ومر بموضع المسيلة فأعجبه فخط برمحه، وهو راكب فرسه صفة مدينة وأمر عليَ بن حمدون الأندلسي ببنائها وسماها المحمدية باسمه، وكانت خطة لبني كملان قبيلة من البربر فأمر بنقلهم إلى فحص القيروان فهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي عليه فأحكمها، ونقل إليها الذخائر، وذلك في سنة 315، والمحمدية مدينة بكرمان في الإقليم الثالث طولها تسعون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع. قال البلاذري: الإيتاخِية تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر وكانت تعرف أولاً بدير أبي الضُفرة، وهم قوم من الخوارج، وهي بقرب سامرا، ووقع لي بمروَ كتاب اسمه تمام الفصيح لابن فارس وبخطه وقد كتب في آخره وكتب أحمد بن فارس بن زكرياءَ بخطه في شهر رمضان سنة 390 بالمحمدية فغبرت دهراً أسأل عن موضع بنواحي الجبال يعرف بهذا الاسم فلم أجده لأن ابن فارس في هذه الأيام هناك كان حياً حتى وقعت على كتاب محمد بن أحمد بن الفقيه فذكر فيه قال: جعفر بن محمد الرازي لما قدم المهدي الريَ في خلافة المنصور بَنَى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقاً، وبني فيها مسجداً جامعاً، وجرى ذلك على يد عَمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتم عملها سنة 158، وجُعِل لها فصيلاً يطيف به فارقين آخر وسماها المحمدية فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة، ويسمون الفصيل المدينة الخارجة، والحصن المعروف بالزبيدية في داخل المدينة بالمحمدية، وقد كان المهدي نزله أيام كونه بالري، وكان مطلاً على المسجد الجامع ودار الإمارة ثم جُعل بعد ذلك سجناً ثم خرب فعمَره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها. فلما وقفت على هذا فرج عني وإن كان في ألفاظ هذا الخبر اختلال إلا أن الغرض حصل أنها محلة بالري، وقرأت في "تاريخ أبي سعد الآبي" إن المهدي لما قدم الري بَنَى بها المسجد الجامع فذكر أنه لما أخذ في حفر الأساس أتى إلى أساس قديم في أبواب بيوت قد رسخت في الأرض كان السيل قد أتى عليها فطمها ودفنها فأخبر المهدي بذلك فنادى من كان له ههنا دار فليأت فإن شاء باع وإن شاء عوض عنها داراً فأتاه ناس كثير فاختار بعضهم الثمن فقبضوه وبعضهم اختار العوض فبنى لهم المحلة المعروفة بمهدي أباذ، ووقع الفراغ من بناء جميع ذلك في سنة 158 فسميت الري المحمدية باسم المهدي وسميت البيوت المدينة الداخلة والفصيل المدينة الخارجة.
مَحمَر: بفتح أوله وسكون ثانيه، وفتح الميم فيكون بلفظ الآلة التي يحمرُ
بها كذا صفته عن أبي عمرو، والمِحمر المحلاَ الحديد أو الحجر الذي يقشر به
ما على الإهاب من لحم ووسخ، ويقال للهجين: ولمَطية السوءِ مِحمَر ورجل محمر
لا يعطي إلا على الكَد والإلحاح، وهو. صقع قرب مكة بين مر وعلاف من منازل
خُزاعة، وقال عبد الله بن إبراهيم الجُمحي راوية شعر هذيل محمِر بفتح أوله
وسكون ثانيه وكسر الميم اسم المكان من حمرت الجلد أحمره إذا قشرته مثل جلس
يجلس، والمكان المجلس. قرية بين علاف ومر في خبر حذيفة بن أنس الهذلي.
مَحَمةُ: بفتح أوله وثانيه وتشديد الميم، ويقال للأرض: التي يكثر بها
الحُمَى محمة، وكذلك الطعام الذي يحمُ عليه من يأكله يقال له: مَحَمة قال:
والقياس أحمَت الأرض إذا صارت ذات حُمَى كثيرة، وهي قرية بالصعيد قرب
قِنَا، والمَحَمَة أيضاً في كورة الشرقية من مصر أيضاً، والمحمَة أيضاً من
نواحي الإسكندرية.
مُحَنبُ: بالضم ثم الفتح وتشديد النون مكسورة وباء موحدة، وهو الاعوجاج في
الساقين من صفات الخيل، وهو اسم الفاعل من الحنَب وهو الاعوجاج. بئر وأرض
بالمدينة على طريق العراق.
مَحنةُ: بالفتح ثم السكون ونون والمحنُ القشر، ومنه فيما أحسب الامتحان،
وهو. منزل بني الكوفة ودمشق.
مَحوَاشُ: قرية من قرى مخلاف سنحان باليمن.
محورة: موضع في بلاد مُراد. قال كعب بن الحارث المرادي:
أقْفَرَ الحوف والمحورة كل |
|
من ذباب إذ قد ترِش علينا |
المُحَولُ: اشتقاقه واضح من حَوَلتُ الشيء إذا نقلته من موضع إلى موضع. بليدة حسنة طيبة نزهة كثيرة البساتين، والفواكه، والأسواق، والمياه بينها وبين بغداد فرسخ. وباب مُحَوَل محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ، وكانت متصلة بالكرخ أولاً وإلى باب محول. ينسب أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بَسام الآَجُري المحولي صنف التصانيف الكثيرة الغالب عليها الحكايات والأشعار روى عن الزبير بن بكار، وأحمد بن منصور الزيادي، ومحمد بن أبي السري الأزدي، وابن أبي الدنيا، وغيرهم روى عنه الحافظ أبو أحمد بن عدي، وأبو عمرو بن حيوَيه الخراز، وعيسى بن موسى المتوكل، وغيرهم، ومات سنة 309.
المَحوُ: بالفتح ثم السكون والواو صحيحة وهو إذهاب أثر الشيء يقال: محاه
يمحوه محواً وطييٌ تقول محيته محياُ وهو. اسمَ موضع من ناحية سايَةَ، وقيل:
هو واد لا ينبت شيئاً قالت الخنساءُ:
لتَجْرِي المنيةُ بعد الفَتى ال |
|
مُغادر بالمحو إذلالـهـا |
وقال كثير:
متى أرَيَن كما قـد أرى |
|
لعزة بالمحو يوما حُمُولا |
بقاع النقيع فحصن الحمى |
|
يباهين بالرقم غيماً مُخيلا |
مُحَياةُ: اسم المفعول من حياه اللهَ. قال الأصمعي: وأسفل من أبان الأسوَد غير بعيد. هضبة يقال لها: مُحياة لبني أسد. قال الراعي:
ونكبن زوراً عن محياة بعدما |
|
بدا الأثلُ أثلُ الغينة المتجاورُ |
قال الأصمعي: في كتاب "جزيرة العرب" قال رُوَيشد الأسدي: الذي جر المهاجرة بين بني أسامة، وهم من والبة وعامر بن عبد اللهَ وهم من بني عمرو بن قُعَين قال لسان الأسامي:
نحن بنو أسام ايسار الشياه |
|
فينا رُفيع وأبو مُـحـياه |
وعسعس نعم الفتى تبياه |
|
|
أي يأتيه لحاجة ينتحيه، وبأبي محياه سميت محياة وهي. ماءة لأهل النبهانية.
المُحَيصِرُ: تصغير المحصر من الحصار كذا ضبطه بخط ابن أخي الشافعي. موضع في قول جرير. قال:
بين المحيصر فـالـعـزاف مـنـزلة |
|
كالوَحي من عهد موسى في القراطيس |
وبين العزاف والمدينة اثنا عشر ميلاً عن السكري.
مَحيصٌ: موضع بالمدينة. قال الشاعر:
إسلُ عمن سلاَ وصالك عمدا |
|
وتصابي وما به من تصابي |
ثم لا تنْسها على ذاك حتـى |
|
يسكن الحي عند بئر رئاب |
فإنى ما يلي العقيق إلى الج |
|
ما وسَلع فمسجد الأحزاب |
فمحيص فواقم فـصـؤار |
|
فإلى ما يلي حَجاجَ غُراب |
محيلات: موضع في شعر امرؤ القيس:
فجزع محيلات كأن لم تُقِم به |
|
سلامةُ حولاً كاملاً وقَـذُورُ |
المُحَيليةُ: تصغير محلية من حلاه عن الشيء إذا صده. موضع عن جار اللَه عن عُلي.
المَخَا: موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر، وهو مقصور.
المَخَابِط: بالفتح والباء الموحدة مكسورة. هي أرض بحضرموت. قال أبو شمر
الحضرمي:
عفا من سُلَيمى روضتا ذي المخابط |
|
إلى ذي العلاقي بين خبتِ خطائط |
- العلاقي
- شجر وهي شجرة العَلقى - والخطيطة - أرض لم تمطر ومطر ما حولها.
مُخَاشِن: بضم أوله، وبعد الألف شين معجمه ونون وهو. جبل على البشر
بالجزيرة. قال جرير:
لو أن جمعهم غداة مخاشن |
|
يُرمى به حَضَن لكاد يزولُ |
مَخَاليفُ اليَمَن: وهي بمنزلة الكور والرساتيق، وقد فسرنا اشتقاقه في أول الكتاب، وقد ذكرنا ما أضيف مخلاف إليه في مواضعه من الكتاب، وهي أسماء قبائل اليمن.
مِخلاَفُ أبيَنَ: هو قرب عدن فيه حصون وقلاع وبلدان.
مخلاف لَحج: بالقرب من أبين وله سواحل وأكثر سكانه بنو أصبح رهط مالك بن
أنس وغيرهم وفيه بلدان وقرى.
مِخلاَفُ بَيحَانَ: وله طريقان. الصدارة واد يُهريق في بيجان منه شربهم،
وأهله الرضاويون من طيءٍ ، وهم بنو عبد رضاً، وواد آخر وسكن بيحان مراد إلى
العطف لسفل بيحان، والعطف يسكنه المعاجل من سبإ ثم وراءَ ذلك الغائط إلى
مرخَةَ.
مخلافُ شَبوَةَ: يسكنه الأشباء والآبرُون ومن مداوِرها.
مِخلاَفُ المعافِر: بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مُرة بن أدد بن هميسع
وكورتها جبأ، وملوك المعافر آل الكرندي من سبإ الأصغر، وينتمون إلى ولادة
الأبيض، بن حمال ومنازلهم بالجبل من قاع جبأ ومشرب الجميع من عين تنحدر من
رأس جبل صَبرَ يقال لما: أنف أخف ماء وأطيبه ويصلح عليه الشيء، ويكثر ويفضي
قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية بلد بني محيد إلى كثير من قرى المعافر مثل
حَرَازة وسفلي المعافر أهل تَمتَمة في المنطق وأهل رُقا وسِحر سيماً من كان
هناك من السكاسك، وهو بلد واسع، وهم أهل جدّ ونجدة، وهم ممن يدين للقرامطة
بل قتلوا أحمد بن فضيل، ولم يزالوا مشاقين للملوك لقاحاً لا يدينون لأحد،
وقال محمد بن أبان بن ميمون بن جرير:
حلُوا معافرَ دار الملك فاعتـزمـوا |
|
صيد مقاولةٌ عن نـسـل أحـرار |
من ذي رُعين ومن حي الأرون ومن |
|
حيّ الكلاع إذا يلوي بهـا الـجـار |
في ذي حرَازَةَ أو رَيمان كان لهـم |
|
عز منيع وفي القصرين سُـمـارُ |
مِخلاَفُ اليحصِبيينَ: يتصل بالسحول من شماليها إلى سمت متوسط السراة يحصبُ السفل وبحذتها قصدَ الشمال يحصبُ العلو، وساكنها بنو يحصب بن دهمان، واليحصبيون، والسفليون من همذان فالسفل الواديان الصنع وشَيعان موضع الورس النفيس، وسوق عبدان، ووادي حمض، وأهل حمض أجد حمير جداً وأرماهم وبيحصب ثمانون سدًا وفيه قال تُبع:
وبالربوة الخضراء من أرض يحصب |
|
ثمانون سُدًا تقلـس الـمـاء سـائلاَ |
مِخلاَفُ العَودِ: وهو مخلاف يسكنه العدَويون من ذي رعين وغيرهم من أقيال حمير وفيه جبل جبأ وسحلان ووراخ، وهو لبني موسى بن الكلاع.
مِخلاَفُ السحولِ: بن سوادة وساكنه معهم شَرعب بن سهل ووحاظة بن سعد، وبطون
الكلاع وجبأ الذي ينسب إليه جبأ المعافر وبَغلان وريمان والسلف بن زرعة وبه
من البلدان تعكر وريمة ومُذَيخرة، ومن، أسفلها جبال نخلة وأشراف حبيش من
وادي الملح.
مِخلاَفَ رُعينٍ: منه مصانع رعين ووادي خُبان وحصن كحلان وحصن مَثوَة،
وكُهال إلى ما حاذى جيشان فيحصب العلو من ناحية ظفار فراجعاً إلى مخلاف
ميثم وخدود مَذحج من بني حبيش، وجعل صالح من أرض الربعيين والزياديين ولا
يسكنه إلا آل ذي رُعين.
مخلافُ جيشانَ: وجيشان من مدن اليمن وقد مر نسب جيشان في موضعه لم يزل بها
علماءُ وفقهاء ومن شعرائهم ابن حبران، وهو من شعراء الرافضة، وصاحب الكلمة
المحرضة على المسلمين منها:
وليس حيٌ من الأحياءِ نعلـمـه |
|
من ذي يمان ولا بكر ولا مُضر |
إلا وهم شركاء فـي دمـائهـم |
|
كما تشارك أيسارٌ على جـزُر |
وهذا يروى لدِعيل ومن جيشان كان مَخرَج القرامطة باليمن ومن الجنَد ويعدُ منه حجر وبدر وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب، وسحلان والعود ووراخ.
مِخلاَفُ رُداع وثاتٍ: رداع وثات والعرُوش، وبشران، وبلد ردمان، وكومان بلد
واسع يسكنه كومان، وقوم من روق وصُنابح.
مِخلاَفُ مأرب: كان بها نخل كثير، وأكثر تمر صنعاءَ منها، وفي جنوبي مأرب،
ومساقط في شماليها إلى نهج الحوف العواهل، وهبتا وضراوح، ومأرب بحذاء صنعاء
شرقاً، وفيها جبل الملح، وليس بجبل منتصب لكنه جبل. في الأرض يحفر عليه
ويمعن في الأرض، ويبقى منه أساطين تحمل ما استقل من تلك المحافر، وربما
انهدم على الجماعة فذهبوا، وهي أرض لا نبات فيها فيحمل إليها الماء والزاد،
والحطب، والعلف، ويتحفظ على الماء من أجل التراب أن يَنْسُرَ السقاء فيذهب
ماؤه، وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف. مخلاف جُبلاَن ريمَةَ: ذكر في
جُبلان.
مِخلاَفُ ذمار: ذمار. قرية جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد،
ويسكنها بطون من حمير وأفناء: من الأبناءِ، وبها بعض قبائل عبس، وهو مخلاف
نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع به بينونُ وهَكِرُ
وغيرهما من القصور، وفيها جبل إسبيل، وقد ذكر في موضعه، وذمار مسماة بذمار
بن يحصب بن دهمان بن سعد بن علي من مالك بن سَدد بن حمير بن سبإ.
مخلاف ألهان: إخوة همدان وهو مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة.
مِخلاَفُ مُقرى: ينسب إلى مقرى بن سبيع بن الحارث بن عمرو بن غوث بن سعد بن
عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد
شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير
بن سبإ، وهذا المخلاف مخالط مخلاف ألهان، وفيه وادي رمع وفيه محفر البقران
وريمةُ الصغرى، وهما في غربي ذمار.
مخلاف حَراز وهورن: وهما قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي، وهي سبعة
أسباع أي سبعة بلاد حراز وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية، وصعقان،
ومشار ولهاب ومجنح، وشبام ويجمع الجميع اسم حراز، وهوزن، وهما ابنا الغوث
بن سعد بن عوف بن عدي، ويتصل بنسب مُقرى، وحراز مختلطة من غربيها بأرض
لعسان وعك.
مِخلاَفُ حَضُور: وهو حضور بن عدي بن مالك اتصل بالذي قبله، ومن ولده شعَيب
النبي عليه السلام بن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور، وهو الذي قتله
قومه وليس بصاحب موسى عليه السلام.
مخلاف مادن: منسوب إلى مادن من آل ذي رُعَين.
مخلاف أقيان: ابن زُرعة بن سبأ الأصغر شِبام أقيان. قرية بها مملكة بني
حوال وفيها عيون تخرج منها تشق بين المنازل والبساتين، وفي رأس الجبل منها
مما يطل عليها قصر كَوكبان.
مِخلافُ ذي جُرَةَ وخَولاَنَ: أما مشرف صنعاءَ الذي يقع بينها وبين مأرب
فإنه مخلاف خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مُرَة بن أدد، وهم خولان
العالية التي ذكرها رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم وفرَق بينها وبين خولان
قُضاعة فقال اللهم صل على السكاسك والسَكون، وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى
خولان خولان العالية، ويتصل بمخلاف خولان مخلاف إخوتهم ذي جُرة بن رَكلان
بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد من جنوبيه إلى ما يحاذي بلد عبس،
والحذاء من مُراد، ومخلاف ذي جُرَة، وخولان يسمَى خزانة اليمن، وذمار،
ورُعَين والسحول مصر اليمن لأن الذرة والشعير والبُر تبقى في هذه المواضع
المدة الكثيرة. قال: ورأيت بجبل مِسوَر بُراً أتى عليه ثلاثون سنة لم
يتغير، وهو مخلاف واسع وبه أودية وقرى كثيرة.
مِخلافُ همدَانَ: هو ما بين الغائط وتهامة والسراة في شمالي صنعاءَ ما
بينها وبين صَعدةَ من بلاد خَولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو منقسم بخط
عرضي ما بين صنعاءَ، وصَلة فشرقيه لِبكيل وغربيه لحاشِدٍ .
مِخلافُ جَهرَانَ: بقرب من صنعاءَ ويعد في بلاد هَمدان وفيه قرى منها ضاف
وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب، وقرن قبائل. ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان
بن سعد بن علي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبإ. حدثني القاضي المفضل
بن أبي الحجاج قال: حدثني راشد بن منصور الزبيدي أن قبر روبيل بن يعقوب
بظاهر جَهران، وقال: اللحجي جهران من بلاد عبس.
مِخلافُ البَون: وهما بونان وفيه قرى، وهو من أوسع قيعان نجد اليمن ومن
قراه رَيدةُ.
مِخلافُ صَعدةَ: قال: مدينة خولان العُظمى صعدة، وصعدة بلد الدُباغ في
الجاهلية لأنها في وسط بلد القَرَظ.
مخلافُ وَادِعَةَ: من ناحية نجد وهو وادعة بن عمرو بن ناشج ومن قُراه بقعة،
وعُمران وأعلى وادي نجران.
مِخلاف يَامِ: ليَام وطن بنجران نصف ما مع همدان منها.
مِخلافُ جنْب: وهي ست قبائل منبّه، والحارث، والغلى، وسنحان، وشِمران،
وهِفان بنو يزيد بن حرب بن عُلة بن جلد بن مالك بن أدد جانبوا إخوتهم
صُداءَ، وحالفوا سعد العشيرة فسموا جَنباً.
مخلافُ سِنْحانَ: وهم من جَنب أيضاً ولهم مخلاف مفرد، ومخلاف جنب، وما بين
منقطع سراة خولان بحذاء بلد وادعة إلى جُرَش، وفيها قرى ومساكن ومزارع، وهو
شبيه بالعارض من أرض اليمامة، وله أودية تهامية، ونجدية، ولهم الجبل الأسود
ومن ديارهم راحة، ومحلاة واديان يصبان من الجبل الأسود إلى نجد شرقاً.
مِخلافُ زَبيد: منه قلاع، وهو واد فيه نخل غير التي في جبال خَثعم.
مِخلافُ نَهد: وقريتهم الهجير، ولهم محال كثيرة.
مِخلافُ شِهَاب: يقال هم: بنو شهاب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،
وقيل: شهاب بن الأزمع بن خولان، وقال لبن الحائك: بنو شهاب من كندة، وقيل:
شهاب بن العاقل بن هانئ بن خولان.
مِخلافُ أقبَان: بن سبأ بن يَعرُب بن قحطان.
مِخلافُ جُعفِي: بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يَشجُب بن عريب
بينه وبين صنعاءَ اثنان وأربعون فرسخاً.
مِخلافُ جَعفَر: باليمن وجعفر مولى زياد الذي اختط مدينة زبيد، وقد ذكرنا
قصة زياد في زبيد وقصة جعفر هذا في المذَيخرة فأغنى.
مخلافُ عنةَ: باليمن أيضاً.
مُخايِلُ: بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت ولام كأنه من خَايَلَ يخايل
فهو مخايل إذا أراك خياله أو ما أشبه هذا التأويل. اسم موضع في عقيق
المدينة. قال الشاعر:
ألا قـلـت أثـالةُ يوم قــو |
|
وحُلوُ العيش يذكر في السنين |
سكنت مخايلاً وتركت سَلعـاً |
|
شقاءً في المعيشة بعد لـين |
المختارُ: قصر كان بسامرَا من أبنية المتوكل. ذكر أبو الحسن علي بن يحيى المنجم عن أبيه قال: أخذ الواثق بيدي يوماً وجعل يطوف الأبنية بسامرا ليختار بها بيتاً يشرب فيه فلما انتهى إلى البيت المعروف بالمختار استحسنه وجعل يتأمله، وقال لي: هل رأيت أحسن من هذا البناء فقلت: يمتع اللَّه أمير المؤمنين وتكلمت بما حضرني، وكانت فيه صُوَر عجيبة من جملتها صورة بيعة فيها رهبان وأحسنها صورة شقار البيعة فأمر بفرش الموضع وإصلاح المجلس، وحضر الندماءُ، والمغنون وأخذنا في الشرب، فلما انتشى في الشرب أخذ سكيناً لطيفاً، وكتب على حائط البيت:
ما رأينا كبهجَة المـخـتـار |
|
لا ولا مثل صورة الشـهـار |
مجلس حف بالسرور وبالنـر |
|
جس والآس والغناء والمزمار |
ليس فيه عَيب سوى أن ما في |
|
ه سفنـى بـنـازل الأقـدار |
فقلت: يعيذ الله أمير المؤمنين ودولته من هذا، ووجَمنا فقال: شأنكم وما فاتكم من وقتكم وما يقتم قولي خيراً ولا يؤخر شرًا. قال أبو علي: فاجتزتُ بعد سُنيات بسر من رأى فرأيت بقايا هذا البيت وعلى حائط من حيطانه مكتوب:
هذي ديارُ ملوك دبـروا زمـنـاً |
|
أمرَ البلاد وكانوا سادة العـرب |
عصي الزمان عليهم بعد طاعتـه |
|
فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب |
وبَزكُوَار وبالمختار قد خـلَـتـا |
|
من ذلك العزْ والسلطان والرتب |
وبَزكُوَار بيت بناه المتـوكـل. |
|
|
المُختَارَةُ: محلة كبيرة بن أبرز، وقراح القاضي والمقتدية ببغداد بالجانب الشرقي.
مُختَارَان: كأنه جمع مختار بالفارسية. محلة بهمذان.
مُخدَرةُ: من قرى ذمار باليمن.
المِخْرافُ: وهو كل المخَارِف واحدها مِخرف، وهو جنى النخل، وإنما سمي مخرفاً لأنه يخترف منه أي يجتنى والمخراف حائط أي بستان لسعد.
مَخرَفَةُ: من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد يوم قتل مُسَيلمة.
المخرَفَين: بلفظ التثنية من قرى سنحان باليمن.
المُخَرًمُ: هو اسم رجل، وهو الكثير التخريم، وهو إنفاذ الشيء إلى شيء آخر بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الراء وتشديدها وهي محلة كانت ببغداد بين الرُصافة، ونهر المعلى، وفيها كانت الدار التي يسكنها السلاطين البُوَيهية، والسلجوقية خلف الجامع المعروف بجامع السلطان خربها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد أطال اللهَ تعالى بقاه في سنة 587، وكانت هذه المحلة بين الزاهر والرصافة، وهي منسوبة إلى مخرم بن يزيد بن شرَيح بن مخرم بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب كان ينزله أيام نزول العرب السواد في بدء الإسلام قبل أن تعمر بغداد بمدة طويلة فسمي الموضع باسمه، وقال ابن الكلبي: سمعت قوماً من بني الحارث بن كعب يقولون: إن المخرم إقطاع من عمر بن الخطاب رضي اللهَ عنه في الإسلام لمخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ذكر ذلك في كتاب "أنساب البلدان"، وعلى الحاشية بخط جَحجح. قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني: الذي رويناه أن كسرى أقطعه إياها، وقدم أعرابي بغداد فلم تطب له فقال:
هل الله من بغداد يا صاح مخرجي |
|
وأصبح لا تبدو لعَيني قصورُهـا |
وأصبح قد جاوزتُ بابَي مـخَـرم |
|
وأسلمني دولابُها وجـسـورُهـا |
وميدانه المُذْرِي علـينـا تـرابـه |
|
إذا هاجه بالعَدو يوماً حمـيرُهـا |
فنُضحي بها غبر الرؤوس كأننـا |
|
أناسيُ موتى نبشَ عنها قبورُهـا |
وقال دِعبل بن علي الخزاعي يهجو الحسن بن الرجا وابني هشام أحمد وعليا ودينار بن عبد اللهَ الذي تنسب إليه دار دينار محلة معروفة ببغداد، واليوم يسمونها درب دينار، ويحيى بن أكثم، وهؤلاء كانوا ينزلون المخرم فقال:
ألا فاشتروا مني دروب المخرَم |
|
أبع حسناً وابني هشام بدرهـم |
وأعطي رجاءً بعـد ذاك زيادةً |
|
وأدفع ديناراً بـغـير تـنـدُم |
فإن رُدَ من عَيب عليَ جميعُهم |
|
فليس يردُ العَيبَ يحيى بن أكثم |
وكان بها جماعة من المحدثين. نسبوا إليها منهم أبو الحسن خَلَف بن سالم المخرّمي يروي عن يحيى بن سعيد القَطان وعبد الرحمن بن مهدي، وكان من الحفاظ المتقنين روى عنه أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصقلي ومات آخر شهر رمضان سنة 231، وأنشد إسحاق الموصلي لأبي مروان الثقفي:
من لقـب مـتـيم |
|
بغزال مـنـعـم |
مرَ في قُرطُق علي |
|
ه يمان مُـسـهَـم |
بين باب الربـيع يم |
|
شي وباب المخرم |
قد رضينا إذا مرر |
|
ت بنا أن تسـقـم |
يعني جارية لأسماءَ بنت عيسى بن علي، وكانت تغني، وكان يرجو حَوراءَ يتعشقها أيضاً، وهو الذي عنى بهذا الشعر.
مُخَرمة: مثل الذي قبله وزيادة هاء. موضع.
مُخرِئٌ: مُفعِل من الخرء وهو النجو. قال ابن إسحاق: لما توجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن
جبلَيها ما اسماهما فقالوا: يقال لأحدهما هذا مُسلح وقالوا: للآخر هذا
مُخرِئ فكره رسول اللَه صلى الله عليه وسلم المرور بينهما فتركهما يساراً،
وسلك ذات اليمين، ولتسمية هذين الجبلين بهذه الأسماءِ سبب، وهو أن عبداً
لغفار كان يرعى بهما غنماً لسيده فرجع ذات يوم من المرعى فقال له سيده: لم
رجعتَ؟ فقال: إن هذا الجبل مُسلح للغنم وإن هذا مخرئ لها فسميا بهما وذلك
قرىء بخط الجاحظ.
مَخْضُورَاءُ: بالفتح ثم السكون وضاد معجمه وواو ساكنة وراء وألف ممدود
والخضرِمة. ماءتان لبني سَلول، وقال أبو زياد: لبني الحُلَيس من خثعم، وهم
مجاورو بني سلول لهم من المياه مخضوراءُ والخضرمة.
مُخَطط: بالضم ثم الفتح والطاء مكسورة مشددة. اسم موضع كان فيه يوم من
أيامهم، وقال مالك بن نُوَيرة: في يوم الغبيط حين هزمَت يربوعُ بني شيبان
ولم يشهده:
وإلا أكن لاقيتُ يومَ مخطـط |
|
فقد خبر الركبان مـا أتـوَددُ |
أتاني بنَقد الخُبر لما لقـيتُـه |
|
رزين وركبٌ حوله متصعدُ |
فأقررتُ عيني يوم ظلوا كأنهم |
|
ببطن الغبيط خُشبُ أثلٍ مسندُ |
صريعٌ عليه الطير تنقُر عينَه |
|
وآخرُ مكبولٌ يمـانٍ مـقـيدُ |
وقال امرؤ القيس:
وقد عمرُ الروضات حول مخطط |
|
إلى اللُخ مَرأى من سُعادَ ومسمعا |
مُخَفق: بضم أوله وفتح ثانيه، وكسر الفاءِ ثم قاف هو اسم فاعل من خَفق يخفق فهر مخفق شدد لكثرة السرَاب إذا تَلألأ أو من الخفق، وهو الاضطراب، وهو رمل في أسفل الدهناءِ من ديار بني سعد. قال الخطيم اللصُ:
لها بين ذي قار فرمل مـخـفـق |
|
من القُف أو من رملة حين أبردا |
أواعسُ في بَرث من الأرض طيب |
|
وأودية ينبتـن سِـدراً وغـرقَـدا |
أحب إلينا من قرى الشام مـنـزلاً |
|
وأجبالها لـو كـان أنـأى تـوددا |
المَخلَدية: بالفتح ثم السكون هو من أخلد إليه إذا ركن إليه، وهو اسم رجل كانت له قرية بالخابور.
المَخلَفَة: كأنه اسم المكان من أخلف عليه. موضع أسفل مكة.
مُخمَد: بالضم ثم السكون وفتح الميم اسم المفعول من خمدت النار. اسم واد
باليمن.
مِخمَر: بكسر أوله وسكون ثانيه، وفتح الميم وراء وهو من الخمر، وهو ما
واراك من شجر وغيره، وهو واد في ديار بني كلاب وقيل: مُخمر بضم أوله وتشديد
ميمه. مُخَمَر: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الميم وفتحها، وهو من الخمر
الذي قبله، واد لبني قُشَير عن أبي زياد. قال يزيد بن الطثرية:
خليليَ بين المُنْحنا من مُـخـمَـر |
|
وبين اللَوَى من عرفجاءَ المقابـل |
قفا بين أعناق الـلـوى لـمُـرَية |
|
جنوب تُداوي غُل شوق مماطـل |
لكيما أرى أسماءَ أو لتمـسـنـي |
|
رياح برياها لـذاذ الـشـمـائل |
لقد جادلت أسماءُ دونك بالـلـوى |
|
خصوم العدى سَقْياً لها من محادل |
وقال أبو زياد: ومن ثهلان رُكن يسمى دَغنان، وركن يسمى مخمراً.
مُخَمَسَةُ: ماءة بالبياض من أرض اليمامة.
المَخمِصُ: بخاءٍ معجمة. طريق في جبل عَير إلى مكة. قال أبو صخر الهذلي:
فجللَ ذا عَير ووالـى رِهـامَـه |
|
وعن مَخمِص الحجاج ليس بناكب |
مَخِيضْ: بلفظ المخيض من اللبن جاء ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه وسلم. لبني لِحيان. قال عبد الملك بن هشام: سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم على غُراب ثم على مخيض ثم على البتراءِ.
مِخيط: بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياءِ المثناة من تحت وآخره طاء مهملة
وهو الإبرة. اسم جبل. قال:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا |
|
صَرَائمُ جَنبي مِخيطٍ وجنائبه |
في أبيات ذكرت في الحومان.
مَخِيلِ: بالفتح ثم الكسر. وادي مخيل، وهو حصن قرب بَرقةَ بالمغرب فيه
جامع، وسوق عامرة، وحواليه جباب ماء، وبرك، وليس ينبط فيه، وهو وادي الشُعر
بينه وبين أجدابية خمس مراحل، وكذلك بينه وبين أنطابلس مدينة برقة.
المَخِيم: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة مثناة من تحت مرتجل فيما أحسب بوزن
المضيم إلا أن يكون من الخِيمِ وهو السجية، واد وقيل: جبل. قال أبو ذُؤيب:
ثم انتهى عنهمُ بصرَى وقد بلغـوا |
|
بطنَ المخيم فقالوا الجو أو راحوا |
قالوا من القيلولة، والجو موضع آخر.