حـرف الـمـيـم: باب الميم والشين، الصاد وما يليهما

باب الميم والشين وما يليهما

مشاحج: حصن من معارف ذمار باليمن.

مَشَارُ: قُلَةْ في: أعلى موضع من جبال حَرَازَ منه كان مخرج الصليحي في سنة 448 وجاهَرَ فيه لم يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره، وقال شاعر الصليحي:

كأنْا وأيام الحُصـيب وسُـردد

 

درادمُ عقرن الأجل المظفـرا

ولم نتقدَم فـي سَـهـام ويأزل

 

وبيش ولم نفتح مشاراً ومسوَرا

 

المشارفُ: جمع مُشرف: قُرىً قرب حَوران منها بُصْرَى من الشام ثم من أعمال دمشق إليها تنسب السيوف المُشرَفية ردَ إلى واحده ثم نُسب إليه. قال أبو منصور قال الآصمعي السيوف المشرفية منسوبة إلى مشارف وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، وحكى الواحدي هي قرى باليمن وقال أبو عبيدةِ سيف البحر شطُه وما كان عليه من المدُن يقال لها المشارف تنسب إليها السيوف المشرفية والمشارف من المدن على مثل مسافة الأنبار من بغداد والقادسية من الكوفة ومشارف الأرض أعاليها، وفي مغازي، ابن إسحاق في حديث موته ثم مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاءِ لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاءِ يقال لها مشارف فهذا قد جعلها قرية بعينها.


المشَاشُ: بالضم. قال عرَام ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف وفيها مياه كثيرة أوشال وعظائمُ قني منها: المشاش وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة.


المشافِرُ: موضع. قال الراعي:

 

تَؤمُ وصحراءُ المشافر دونها

 

سَنَا نارِنا أنى يشب وقودها

 

المشًانُ: بالفتح وآخره نون: هي بليدة قريبة من البصرة كثيرة التمر والرطب والفواكه وما ابعد أن يكون أصلها الضم لأن الرطب المُشان ضرب منه طيب فيه جرى المثل بعلة الوَرَشان يأكل رُطبَ المُشان فغيرته العامة، ومنها تحكي العوامُ قيل لملك الموت أين نطلبك إذا أردناك قال عند قنطرة حُلوان قيل فإن لم نجدك قال ما أبرَحُ من مشرَعة المشان، وإلى الآن إذا سُخط ببغداد على أحد يُنفى إليها، ومنها كان أبو محمد القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات، وكتب سديد الدولة بن الأنباري إلى الحريري كتاباً صدره بهذين البيتين:

سقى ورعى الله المشان فإنها

 

محل كريم ظل بالمجد حالـيا

أسائل من لاقيتُ عنه وحالـه

 

فهل يسألنْ عني ويعرف حاليا

 

مشان: بالكسر وآخره نون: اسم جبل عن العمراني.


المُشتَرِكُ: آخره كاف: من قرى المحلة المَزْيدية. ينسب إليها علي بن غنيمة بن علي المقري قدم بغداد وقرأ القران بالسبع على الشيخ أبي محمد بن علي سبط أبي منصور أحمد الخياط وغيره وأمَ بمسجد الريحانيين المعروف بمسجد أنس وتَلَقى عليه خلق من الأعيان ومات في رمضان سنة 572.


مَشتَلَةُ: بالفتح ثم السكون وتاءٍ فوقها نقطتان ولام. قرية من قرى أصبهان. ينسب إليها عامر بن حمدونة المشتلي الزاهد روى عن سفيان الثوري وشعبة وغيرهما روى عنه إبراهيم بن أيوب وعقيل بن يحيى.


مَشتُولُ: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وواو ساكنة ولام. قريتان مشتول الطواحين ومشتول القاضي وكلتاهما من كورة الشرقية. قال المهلبي مر بينهما طريقان فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين وهي مدينة حسنة العمارة جليلة الارتفاع بها عدة طواحين تطحن الدقيق الحوَارَي وتجهَز إلى مصر، وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن موسى المشتولي من مشايخ الصوفية. تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الأحمر إلى مشتول ثمانية عشر ميلأ.


مِشحَاذ: بالكسر والحاء المهملة وآخره ذال معجمة من شَحذْتُ السكين إذا حددتها. علم شمالي قَطَن.


مَشحَلاَ: بالحاء مهملة والقصر. قرية من نواحي عزاز من أعمال حلب يقال إن فيها قبر داود النبي صلى الله عليه وسلم .


مشخِرة: بكسر الخاءِ المعجمة وهي: بلد باليمن من ناحية ذمار.


مشرَجَةُ: بالضم ثم الفتح والراءُ شديدة والجيم لعله مأخوذ من الشرج وهو مجرى الماء وهو: منزل من واسط للقاصد إلى مكة.


مشرد: قرية باليمامة عن الحفصي.


مشُرِفٌ : بالضم ثم السكون وكسر الراء والفاء هو: رمل بالدهناءِ. قال ذو الرمة.

إلى ظُعُن يقطعن أجوازَ مشرف

 

شمالاَ وعن أيمانهن الفـوارسُ

 

- الفوارس- أيضاً موضع، وقال ذو الرمة أيضاَ:

رَعَتْ مشُرِفاً فالأجبُلَ العفرَ حوله

 

إلى رُكن حُزْوَى في أوابدَ همل

تتتع جزراً من رُخامى وخِطـرة

 

وما اهتز من ثداءها المتـربـل

 

مشرف: قال ابن السكيت في تفسير قول كثير:

أحاطَتْ يداه بالخلافة بعد ما

 

أراد رجال آخرون اغتيالها

فما أسلموها عَنْوَةً عن مودَة

 

ولكن بحد المشرفي استقالها

 

- العَنْوَةُ- بلُغة أهل الحجاز وهم خزاعة وهذيل الطوعُ ولغة باقي العرب القسر، وقال ابن السكيت مرة أخرى العنوة في سائر الكلام القسر والقهر قال والمشرفيُ منسوب إلى المشارف وهي قرى للعرب تدنو من الريف. قال الفزاري هي حزون وأودية وضمار مديرة بأرض الثلوج من الشام فإذا أصاب الناس الثلج ساقوا أموالهم إليها فيقال نزل الناس مشارفهم، وقال أبو عبيدة تنسب إلى مشرف وهو جاهلي وقال ابن الكلبي هو المشرف بن مالك بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم بن علي بن الحارث بن مرَة بن أدد بن زيد بن يَشْجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرُب بن قحطان.


مشرف: هو جبل. قال قيس بن العَيزارة الهذلي:

فإما أعش حتى أدب على العصا

 

فو الله أنسى ليلتي بالمـسـالـم

فإنك لو عالَيتَه فـي مـشـرف

 

من الصفر أومن مشرفات التوائم

 

المَشرقُ: بالفتح ثم السكون وكسر الراءِ وآخره قاف بلفظ ضد المغرب: جبل من جبال الأعراف بين الصريف والقَصيم من أرض ضبة، وجبل آخر هناك: ومخلاف المشرق باليمن.


المشرق: بضم أوله وفتح ثانيه والراء مفتوحة مشددة وقاف يجوز أن يكون من شرقَ بريقه ومن الشرق ضد الغرب. قال ابن السكيت الشرق الشمس بالتحريك والشرق بالسكون المكان الذي تشرق منه الشمس والمشرق موضع الشمس في الشتاء على الأرض بعد طلوعها وهو: سوق بالطائف عن أبي عبيدة وقيل هو مسجد بالخيف وقيل هو جبل البَرَام. قال الأصمعي المشرق المصلى ومسجد الخيف وحكي عن شعبة أنه قال خرجت أقود سِمَاك بن حرب فقال أين المشرَق يعني مسجد العيدين، وإياه عنى أبو ذؤيب بقوله يذكر بنيه الخمسة:

أودى بَني وأعقبوا لي حسـرَةً

 

بعد الرقاد وعَبرَةً ما تُقـلـعُ

فالعينُ بعدهُمُ كأنّ حـدَاقَـهـا

 

سُمِلت بشَوك فَفي عُور تدمعُ

ولقد حرصتُ بأن أدافعَ عنهمُ

 

وإذا المنية أقبلَتْ لا تـدفـعُ

وإذا المنية أنشبت أظفـارَهـا

 

ألفيتَ كل تميمة لا تـنـفـعُ

وتجلدي للشـامِـتـين أريهـمُ

 

أني لرَيب الدهر لا أتضعضعُ

حتى كأني للحـوادث مـروَة

 

بصفَا المشرق كل يوم تُشرَعُ

 

مشرق: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء وكسرها: واد بين العذَيب وعين شمس في عدوَتَيه الدنيا منهما الى العذب والقصوَى منهما من العذيب ومن عين شمس دُفن فيهما شهدُاءُ يوم القادسية من المسلمين، وقد قال شاعر في نقل سعد إياهم إلى هنالك:

جزى الله أقواماً بجنب مشـرق

 

غداة دَعا الرحمنُ من كان داعيا

جناناً من الفردوس والمنزلَ الذي

 

يحل به م اِلخيرمن كان بـاقـيا

 

قال ودُفن شهداء ليلة الهَرير من ليالي القادسية وقتلى يوم القادسية وهو اَخر أيام القادسية حول قدَيس من وراء العقيق وكانوا ألفين وخمسمائة بحيال مشرق ودفن شهداء ما كان قبل ليلة الهرير على مشرق.


مشرقين: بكسر القاف علم مرتجل لاسم: موضع.


مشَرُوح: بالفتح وآخره حاءٌ مهملة: موضع بنواحي المدينة في شعر كثير:

وأخرى بذي الشروح من بطن بيشه

 

بها لمطافيل الـنْـعـاج جُـؤارُ

 

مشرُوق: موضع بالبين منه معدي كَرِب المشرقيُ الهمذاني يروي عن علي وابن مسعود روى عنه أبو إسحاق الهمذاني.
مشِريق: بالكسر بوزن معطير: موضع.


المَشعَرُ الحرَامُ: هو في قول الله تعالى:"فاذكروا الله عند المشعر الحرام" البقرة: 198، وهو: مُزدلفة وجمع يسمَى بهما جميعأ والمشعر العلم المتعبد من متعبداته وهو بين الصفا والمروَة وهو من مناسك الحج وقد روى عياض في ميمه الفتح والكسر والصحيح الفتح والمشاعر في غير هذا كل موضع فيه أشجار كثيرة.


مِشعَلٌ : بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح العين المهملة: موضع بين مكة والمدينة من الرُوَيثة. قال الشنفَرَي:

خرجنا من الوادي الذي بين مشعل

 

وبين الجَبا هيهات أنسأتُ سربتي

 

مَشْغَرَى: بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء: قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع، ينسب إليها أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طَلأَب بن كثير بن حمَاد بن الفضل، مولى عيسى بن طلحة بن عبيد اللهَ وقيل مولى يحيى بن طلحة أبو الجهم المشغراني أصله من بيت لَهيا تعلَم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لُبنان فصار بها إمامهم وخطيبهم روى عن أحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وطبقتهم كثيراً روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي والحاكم أبو أحمد النيسابوري وأبو سليمان بن زَبر وجماعة أخرى كثيرة وكان ثقة ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 317 سقط عن دابته فمات لوَقته ودفن بالباب الصغير، والقَرشي المشغراني الدمشقي سمع هشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان، وعلي بن الحسين بن عبد الرزاق أبو الحسن المشغراني الدمشقي حدث بصَيداء عن أبي الحسين بن شاب بن نظيف وعلي بن محمد النيسابورى روى عنه عمر الدهستاني.


المُشقرُ: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد القاف وراءٍ كأنه مأخوذ من الشُقرة وهي الحُمرة أو من الشقر وهي شقائق النعمان، قال ابن الفقيه: هو حصن بين نجران والبحرين يقال إنه من بناء طسم وهو على تل عالٍ ويقابله حصن بني سدُوس ويقال إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام، وقال غيره المشفر حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصناً لهم آ خر يقال له الصفا قبل مدينة هَجَر والمسجد الجامع بالمشقر وبين الصفا والمشقر نهر يجري يقال له العين وهو يجري إلى جانب مدينة محمد بن الغِمر ولذلك قال يزيد بن المفرغ يهجو المنذر بن الجارود وكان قد أجاره فحقد عبيد الله بن زياد جواره وأخذه منه فنكل به، ونسب المشقر إلى عبد القيس وهم أهل البحرين فقال:

تركتُ قُرَيشـاً أن أجـاورَ فـيهـم

 

وجاورت عبدِ القيس أهلَ المشقـر

أناساً أجارونـا فـكـان جـوارهـم

 

أعاصير من فَسو العراق المـبـذر

فهلأ بي اللفاء كنتم بنـي أسـتـهـا

 

فعلتم فعال العامري ابن جـعـفـر

حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثَـدٍ

 

بألف كمي في الحـديد مـكـفَـر

وخاضَ حِياضَ الموت من دون جاره

 

كُهولاَ وشبانـاً كـجـنَة عـبـقـر

وأدَاه موفوراً وقد جُـمـعـتْ لـه

 

كتائبُ خضر للهمـام بـن مـنـذر

 

ولما قدمت عبد القيس البحرين وبها إياد أخرجوهم منها قهراً ونزلوها فاستقروا بها إلى الان، قال عمرو بن أسوَى العَبقسي:

ألا بلغا عمـرو بـن قـيس رسـالةً

 

فلا تجزَ عَنْ من نائب الدهر وآصبر

شَحطنا إياداً عن وقاع وقـلَـصـت

 

وبكراً نَفَينا عن حياض المـشـقـر

 

وفيه حبسَ كسرى بني تميم، وقد روى أن المشقر جبل لهذيل فيمن روى قول أبي ذؤيب وهو ابن الأعرابي:

حتى كأنى للحوادت مـروَة

 

بصفا المشقر كل يوم تقرَعَ

 

قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له المشقر وهذا الذي قال فيه أبو ذؤيب وذكر البيت ثم قال وبعض المشقر لخزاعة هذا نص قوي على أن المشقر في موضعين ويروى المشرق، وقال الحازمي المشقر أيضاَ: واد بأجأ وقد قال امرؤ القيس في قصيدته التي يذكر فيها الشام فذكر فيها عدة مواضع ثم قال:

أو المكرعات من نخيل ابن يامن

 

دوَين الصفا اللائي يَلين المشقرا

 

ولعله شبه موضعاً بالشام به أو أراد أنه رحل من هناك إلى الشام. وقال عُرفُطة بن عبد الله المالكي ثم الأسدي:

لقد كنتُ أشقى بالغرام فشاقـنـي

 

بليلى على بنيان حمـل مـقـدَرُ

فقلتُ وقد زال النهـار كـوارع

 

من الثاج أو من نخل يَثرب مُوقَرُ

أو المكرَعات من نخيل ابن يامـن

 

دوَين الصفا اللائي يحف المشقرُ

 

المُشَققُ: قال ابن إسحاق في غزوة تبوك وكان في الطريق ماء يخرج من وَشل ما يروي الراكب والراكبَين والثلاثة: بواد يقال له المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سَبَقَنا إلى هذا الماء فلا يستقين منه شيئاً حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عليه فلم ير فيه شيئاً فقال من سَبقنا إلى هذا الماءِ فقيل له: يا رسول اللهَ فلان وفلان فقال أولم أنهَهم أن يستقوا منه شيئاً حتى آتيهم ثم لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليهم ثم نزل فوضع يده تحت الوشَل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نضحه به ومسحه بيده ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شاء أن يدعُوَ به فانخرَق من الماء كما يقول من سمعه ما إن له حِسًا كحس الصواعق فشرب الناس س واستقوا حاجتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيتم أو من بقي منكم لتسمعُن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه : وما خلفه.


مشقلقيل: بالضم وقافَين ولامين: قرية على غربي النيل عن الصعيد.


مشكاذين: قرية من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسن بن زيد العلوي وبين عبد اللهَ بن عزيز صاحب الطاهرية انهزم فيها العلويون وذلك في سنة 251.


مُشكانُ: بالضم ثم السكون وآخره نون. قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان، ينسب إلى مشكان أبو عمرو وعثمان بن محمد المشكاني الصرفي روى عنه السلفي بالكسر قال كان من أهل الصلاح وولد بمشكان من مدُن قهستان وهو يسمى بلاد الجيل قهستان وصاحب في سفره مشايخ الشام والعراق ومصر والحجاز وتأهل بمصر وأقام بها إلى أن مات وكان سمع الكثير. ومشكان أيضا بليدة بفارس من ناحية كورة إصطخر.


مُشكُويَه: من أعمال الريّ: بليدة بينها وبين الري مرحلتان على طريق سَاوَه.


المُشللُ: بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضاَ والشل الطردُ: وهو جبلُ يُهبط منه إلى قدَيد من ناحية البحر، قال العرجي:

ألا قل لمن أمسى بمكة قاطـنـاً

 

ومن جاء من عَنق ونَقْب المشلل

دَعوا الحجَ لا تستهلكوا نَفَقاتـكـم

 

فما حج هذا العام بالمـتـقـبـل

وكيف يزكى حج من لم يكن لـه

 

إمام لدى تجهـيزه غـير دُلـدُل

يظل أليفاً بـالـصـيام نـهـارَه

 

ويلبس في الظلماءِ سمطى قَرَنْفُل

 

المَشوكَةُ: قلعة باليمن في جبل قِلحاح.


المُشَيرِبُ: وجدته في مغازي ابن إسحاق المشترب: وهو ماء ببطحاء ابن أزهر وكان قد شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم .

 

باب الميم والصاد وما يليهما

 

المَصَامَةُ: بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة بالمقامة كأنه الموضع الذي يقام فيه وهو: موضع في شعر عامر بن الطفيل.


مَصَاد: بالفتح كأنه موضع الصيد: اسم جبل.


المَصَانِعُ: كأنه جمع مصنع، قال المفسرون في قوله تعالى: " وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" الشعراء: 129، المصانع الأبنية، وقال بعضهم هي أحباس تتخذ للماءِ واحدها مَصنعة ومصنع ويقال للقصور أيضاً مصانع، قال لبيد:

بَلينا وما تَبلى النجومُ الطوالعُ

 

وتبلى الديار بعدنا والمصانعُ

 

والمصانع: اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يَعفُر بن عبد الرحمن بن كُرَيب الحوالي، قال عنترة العبسي:

وفي أرض المصانع قد تركنا

 

لنا بفعالنا خبـراً مُـشـاعـاً

أقمنا بالذوابل سـوقَ حـرب

 

وأظهرنَا النفوس لها مَتاعـاً

حصاني كان دلآل الـمـنـايا

 

فخاضَ جموعها وشرَى وباعا

وسيفي كان في البيدا حكيمـاً

 

يداوي الرأس من ألم الصداعا

ولو أرسلتُ سيفي مـع ذلـيل

 

لكان بهيبتي يلقى السبـاعـا

 

من قصيدة، وقال امرؤ القيس:

وألحَقَ بيت أحوال بحجر

 

ولم ينفعهمُ عدد ومـالُ

 

وقال بعضهم:

أزال مصانعاً من ذي أراش

 

وقد ملك السهولة والجبالا

 

وبأعمال صنعاء: حصن يقال له المصانع: والمصانع أيضاً قرية من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد أيام قتل مُسَيلمة الكذاب وهو نخل لبني ضَور بن رَزاح قاله الحفصي. المصَامدَة: هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي: قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم وبينهم كان محمد، بن تُومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من الاستبلاء على البلاد والغلبة.


المصْحَبية: من مياه بني قُشَير عن أبي زياد.


مصراثا: بالفتح والسكون والثاء مثلثة: قرية من سواد بغداد تحت كلواذى.


المصران: بالكسر تثنية المِصر وإذا اطلق هذا اللفظ يراد به: البصرة والكوفة.


مِصَر: بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء يجوز أن يكون مفعلاَ من أصر على الشيء إذا عزم أو من صرَ الجندبُ أو من صرير الباب: وهو: واد بأعلى حمى ضريَة وقد تكسر الصاد عن الحازمي.


مضرُ: سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام وهي من فتوِح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اسَتقصينا ذلك في الفسطاط، قال صاحب الزيج طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان وعرضها تسع وعشرِون درجة وربع في الإقليم الثالث، وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط، والإسكندرية، ومدن إخميم. وقوص، واهناس، والمَقس، وكورة الفيوم، ومدينة القلزم، ومدُن أتريب، وبنى وما والى ذلك من أسفل الأرض وأن عرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى ذلك ثلأثون درجة وأن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة وإن عرض مدينة أهناس والقُلزُم ثمان وعشرون درجة وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة ومن الإقليم الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض وان عروضهن إحدى وثلاثون درجة، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: "وآويناهما إلى رَبوَة ذات فرار ومعين" المؤمنون: 50، قال يعني مصر وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ألا ترى إلى قول يوسف عليه السلام لملك مصر: "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم: يوسف: 55، ففعل فأغاث اللهَ الناس بمصر وخزائنها ولم يذكر عز وجل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر فإنه قال: أليس لي ملكُ مصر" الزخرف: 51، وهذا تعظيم ومدح وقال: "اهبطو مصر" البقرة: 61، فمن لم يصرف فهو علم لهذا الموضع وقوله تعالى: "فإن لكم ما سألتم" البقرة: 61، تعظيم لها فإن موضعاً يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلاَ عظيماً وقوله تعالى: "وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته" يوسف: 21 . وقال "ادخلوا مصر إن شاءَ الله آمنين" يوسف: 99،وقال: "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَبَؤا لقومكما بمصر بيوتاَ" يونس: 87، وسمى اللهَ تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى: "وقال نسوة في المدينة امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه " يوسف: 30، وقالوا ليوسف حين ملك مصر: "يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر" يوسف:88 فكانت هذه تحية عظمائهم، وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رَفح والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة وكانت منازل الفراعنة واسمها باليونانية مقدونية والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخاً وروى أبو ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن العاص فقال ما أقدمك إلى بلدنا قال: أنت أقدمتني كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابأ ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت فقال إن مصر قد وقع خرابها دخلها بختنصر فلم يدَع فيها حائطاً قائمأ فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها وهي اليوم أطيَبُ الأرضين تراباً وأبعدها خراباً لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان، قوله تعالى:" فإن لم يصبها وابل فطل " البقرة: 265 هي أرض مصر إن لم يصبها مطرٌ زكت وإن أصابها أضعف زكاها، وقالوا مثلت الأرض على صورة طائر فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت الدنيا، وقرأت بخط أبي عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال قال لِي أحمد بن المدبر أبو الحسن لو عمرت مصر كلها لوَفتْ بالدنيا وقال لي مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فَدَان وانما يعمل فيها في ألف ألف فدان وقال لي كنت أتققد الدواوين لا أبيتُ ليلة من الليالي وعليَ شيءٌ من العمل وتقلدت مصر فكنت ربما بت وعليَ شيءٌ من العمل فأستتمه إذا أصبحتُ قال وقال لي أبو حازم القاضي جَبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي اللهَ عنه اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه وقلدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف فقال عمر لعمرو يا أبا عبد الله أعلمت أن اللقحة بعدك درَت فقال نعم ولكنها أجاعت أولادها وقال لنا أبو حازم إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصَة دون الخراج وغيره، ومن مفاخر مصر مارية القبطية أمُ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرزَق من امرأة ولداَ ذكراً غيرها وهاجر إسماعيل عليه السلام وإذا كانت أمَ إسماعيل فهي أم محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم صهراً، وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال: قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال كتبتُ إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل في كتابي إليه فكتب إلي وسألتَ عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السلَمي:

 

إذا جاءَ باغي الخير قُلنَ بشاشةً

 

له بوُجوه كالدنانير مرحـبـاَ

وأهلاً ولا ممنوعَ خير تـريده

 

ولا أنت تخشى عندنا أن تُؤنبا

 

وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مُؤنة ثغورة وأطرافه ويقوت بها عامة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عمد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق، وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودُفنوا بها منهم يوسف الصديق عليه السلام والأسباط وموسى وهارون وزعموا أن المسيح عليه السلام وُلد بأهناس وبها نخلة مريم وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام ومات بها طائفة أخرى، منهم عمرو بن العاص وعبد اللهَ بن الحارث الزبيدي وعبد اللهَ بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجُهني وغيرهم، قال أمية يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جداً في وضعهما أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطم والآخر في الضفة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فَثمَ تتسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلاً ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وِرابٍ من مأخَذَيهما وتعريج مسلكيهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفَرَما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية. ولذلك مهب الشمال يهب إلى القبلة شِئاماَ فإذا بلغتَ آخر مصر عدتَ ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبه عن يمينك إلى إفريقية وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو ما استقبلته منه ثم تعرج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائراً إلى النيل تسير ثمانية مراحل إلى النيل ثم على النيل صاعداً وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد النوبة ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكباً على بلاد السودان إلى عَيذاب ساحل البحر الحجازي فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة وذلك كله قبلي أرض مصر ومهب الجنوب منها ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا البحر المذكور وهو بحر القلزُم وهو داخل في أرض مصر بشرقيه وغربيه فالشرقيُ منه أرض الحوراء وطبة فالنبك وأرض مديَنْ وأرض أيلة فصاعداً إلى المقطم بمصر والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم والبحري منه مدينة القلزم وجبل الطور وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش، وذكر من له معرفة بالخراج وأمر الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنوَيس متولى خراج مضر يتضمن أن قرى مصر والصعيد وأسفل الأرض ألفان وثلثمائة وخمس وتسعون قرية منها الصعيد تسعماثة وسبع وخمسون قرية وأسفل أرض مصر ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية والآن فقد تغير ذلك وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه العدة، وقال القضاعي أرض مصر تنقسم قسمَين فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهب الجنوب منها وأسفل أرضها وهو يلي مهب الشمال منها فقسم الصعيد عشرون كروة وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة فأما كور الصعيد فأولها كورة الفيوم. وكورة منف، وكورة وسيم. وكورة الشرقية، وكورة دَلاص. وكورة بوصير، وكورة أهناس، وكورة الفشن، وكورة البهنسا، وكورة طَحَا، وكورة جَير، وكورة السمنودية، وكورة بُوَيط، وكورة الأشمونين، وكورة أسفل أنصنا وأعلاها، وكورة قوص وقاو، وكورة شُطب، وكورة أسيوط، وكورة قهقُوَة. وكورة إخميم، وكورة دير أبشيا، وكورة هُو وكورة إقنا، وكورة فاو، وكورة دندرا وكورة قفط وكورة الأقصُر، وكورة إسنا وكورة أرمنت، وكورة أسوان ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصر، وذكر ابن عبد الحكم بعد قفط اشمُن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدراس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدراس ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة  زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام عند قدومه عليه ثم مات طوطيس وليس له إلاَ ابنة اسمها حوريا فملكت مصر فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليه السلام ثم ابنة عمها زالفا وعمرت عمراَ طويلاً فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكأَ وجسوماً وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر الفرإعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكهم نحو من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه ثم ملك ولله الريان صاحب يوسف عليه السلام ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف عليه السلام ثم غرُق الله دارماً في النيل فيما بين طُرَا وحلوان ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليه السلام وقيل كان من العرب من بلي وكان أبرش قصيراً يطأ في لحيته ملكها خمسمائة عام ثم غرقه اللهَ وأهلكه وهو الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة، وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلُوكَةَ كما ذكرناه في حائط العجوز فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملكوه وهو دركون بن بلوطس وفي رواية بلطوس وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقاً ليكون حاجزاَ بينه وبين الروم ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردهم إليه وإلأَ غزاه فامتنع من ردهم وشتَمَه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحداَ وبقيت مصر خراباَ أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خربها وخرب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها أرميا النبي صلى الله عليه وسلم فملكها وعمرها وأعاد أهلها إليها وقيل بل الذي ردهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمروها وملك عليها رجلاً منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة، ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم بَرا وبحراً إلى أن صالحوهم على شيءٍ يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم، ثم ظفرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحّوا على مصر بالقتال ثم استقرت الحال على خَرَاج ضُرِبَ على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين.، ثم غلبت الروم فارس، وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر كله خالصاَ للروم وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الحدَيبية وظهور الإسلام وكان الروم قد بنَؤا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصناَ سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع ولما غزا الرومَ عمرو بن العاص تحصنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط وجميع ما ذكرته ههنا إلأ بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألفه أبو عبد اللهَ محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وقال أمَية ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الاقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط والسبب في اختلاطهم تداوُل المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهنا اختلطت أنسابهم واقتصروا من الانتساب على ذكر مساقط رُؤسهم وكانوا قديماً عُباد أصنام ومدبري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي اللهه عنه فأسلم بعضهم وبقي البعضَ على دين النصرانية وغالب مذههم يعاتبة، قال وأما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات، وضعف المرائر والعزمات، قالوا ومن عجائب مصرالنمْسُ وليس يرِى في غيرها وهو دوَيبة كأنها قدِيدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطَوَى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرةً وانتفخت انتفاخاً عظيماً فينقدُ الثعبان من شدته قطعتين ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفعُ لأهل مصر من القنافد لأهل سجستان قال الجاحظ من عيوب مصر أن المطر مكروه بها قال اللهَ تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يديِ رحمته" الأعراف: 57، يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزْكو عليه زروعهم وفي ذلك يقول بعض الشعراء:

 

يقولون مصرَ أخصبُ الأرض كلـهـا

 

فقلتَ لهم بغدادَ أخضبَ مـن مـصـر

وما خصبُ قوم تجدب الأرض عندهـم

 

بما فيه خصب العالمين من القـطـر

إذا بشروا بالغيث ريعـت قـلـوبـهـم

 

كما ريع في الظلماء سربُ القطا الكدر

 

قالوا وكان المُقَوقس قد تضمن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار، وقال صاحب الخراج: إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعاً وَافى خراجها كما جرت عادته فإن زاد ذراعاً آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي فإن زاد ذراعاً آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون، قال كشاجم يصف مصر:

أما ترى مصر كيف قد جمعت

 

بها صنوفُ الرياح في مجلس

السوسن الغضُ والبنفسـج وال

 

ورد وصنف البهار والنرجس

كأنها الجنة التي جـمـعـت

 

ما تشتهيه العيون والأنـفـس

كأنما الأرض ألبست حـلـلاً

 

من فاخر العبقري والسنـدُس

 

وقال شاعرآخر يجهو مصر:

مصرُ دارُ الفاسقينا

 

تستفز السامعـينـا

فإذا شاهدتَ شاهـد

 

تَ جنونأ ومُجونـا

وصفاعاً وضُراطـاً

 

وبغـاء وقـرونـا

وشيوخـاً ونـسـاءَ

 

قد جعلنَ الفسقَ دينا

فهي موت الناسكينا

 

وحياة النـائكـينـا

 

وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر:

هل غاية من بعد مصر أجـيئهـا

 

للرزق من قذِف المحل سحـيق

لم يألُ من خَطت بمصر ركـابـه

 

للرزق من سبـب لـديه وثـيق

نادته من أقصى البلاد بذكـرهـا

 

وتغشه من بعـد بـالـتـعـويق

كم قد جشمتُ على المكاره دونها

 

من كل مشتبه الفجاج عـمـيق

وقطعت من عافي الصوى متخرفاً

 

ما بين هيت إلى مَخـارم فـيق

فعريش مصر هناك فالفَرَما إلـى

 

تنـسـيهـا ودمـيرة ودَبــيق

براً وبحراً قد سلكتـهـمـا إلـى

 

فسطاطها ومـحـل أي فـريق

ورأيتُ أدنى خيرها من طـالـب

 

أدنى لطالبـهـا مـن الـعـيوق

قلت منافعُها فـضـج وُلاتـهـا

 

وشكا التجارُ بها كساد الـسـوق

ما إن يرى فيها الغـريب إذا رأى

 

شيئاً سوى الخَيلءا والـتـبـريق

قد فضلوا جهلاً مُقَطمهم عـلـى

 

بيت بـمـكة لـلآلـه عـتـيق

لمصَارع لم يبق في أجـداثـهـم

 

منهـم صـدى بـر ولا صـديق

إن همَ فاعلهم فـغـير مـوفـق

 

أو قال قائلُهم فـغـير صـدوق

شيع الضلال وحزب كل منافق

 

ومصارع للبغي والتـنـفـيق

أخلاقُ فرعون اللعينة فـيهـم

 

والقولُ بالتشبيه والمخـلـوق

لولا اعتزال فيهم وتـرفـض

 

من عصبة لدَعوتُ بالتغـريق

 

وبعد هذا أبيات ذكرتها في رَحى البطريق، وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبلى واليمن ألا ترى إلى جميل حيث يقول:

إذا حلت بمصرَ وحـل أهـلـي

 

بيثـرب بـين اَطـام ولــوب

مجاورة بمسكنـهـا تـجـيبـا

 

وما هي حين تسأل من مُجـيب

وأهوَى الأرض عندي حيث حلَتْ

 

بجدب في المنازل أو خصـيب

 

وبمصر من المشاهد والمزارات بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي رضي اللهَ عنه نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليه السلام به أثرُ أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه، وبين مصر والقاهرة قُبة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر ومشهد فيه قبر رُقية بنت علي بن أبي طالب ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون والله أعلم. وبالقرافة الصغرى قبر الامام الشافعي رضي اللهَ عنه وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر أمنة بنت موسى الكاظم في مشهد ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أم عبد اللهَ بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ومشهد فيه قبر كلثُم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قُتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن هناك وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي وعلى باب درب الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليه السلام وبها غير ذلكمما يطول شرحه منهم بالقرافة يحيى بن عثمان الأنصاري صعيد وعبد الرحمن بن عوف والصحيح أنه بالمدينة وقبر صاحب أنكلوتة وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى عائشة وقبر عروة وأولاده وقبر دحيَةَ الكلبي وقبر عبد الله بن سعد الأنصاري وقبر سارية وأصحابه وقبر مُعاذ بن جبل والمشهور أنه بالأردن وقبر معن بن زائدة والمشهور أنه بسجستان وقبر ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر رُوبيل بن يعقوب وقبر إليسع وقبر يهوذا بن يعقوب وقبر في النون المصري وقبر خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أخو حليمة السعدية وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم الخولاني وهو بغباغب من أعمال دمشق ويقال الخولاني عند داريا وقبر عبد اللهَ بن عبد الرحمن الزهري، وبالقرافة أيضاَ قبر أشهَب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر أبي الثريا وعبد الكريم بن الحسن ومقام في النون النبي وقبر شُقران وقبر الكر وأحمد الروذباري وقبر الزيدي وقبر العبشاءِ وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر زعارة وقبر الشيخ بكار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا وقبور كثيرة من الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء ولو أردنا حصرهم لطال الشرح.


مصقَلاباذ: قرية أظنها بنواحي جُرجان لأن الزمخشري أنشد لعبد القاهر النحوي الجرجاني

يجيء ُمن فضـلةِ وقـتٍ لـه

 

مجيءَ مَن شاب الهوى بالبروع

ثم ترى جِلْـسَةُ مـسـتـوفـز

 

قد شددت أحماله بالـنـسـوع

ما شئت من زهزهة والفَـتـى

 

بمصقلاباذ لسَـقـي الـزروع

 

قال أنشدتُ هذه الأبيات إلى الشريف المكي فقال حقه أن يقول:

قد حزمت أحماله بالنسوع

 

مصقلة: بلد بصقلية في طرف جبل النار.


مصلحكان: بالحاء المهملة وكاف وآخره نرن. محلة بالري. مصلُوق: بالفتح ثم السكون وآخره قاف المصلوق المصدوم وهو اسم. ماءٍ من مياه عريض وعريض قنة منقادة بطرف البئر بئر بنط غاضرة. قال ابن هَرمة:

لم يَنسَ ركبك يوم زال مطـيهـم

 

من ذي الحليف فصبحوا مصلوقا

 

وقال أبو زياد ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق فإذا خرج مصدقُ المدينة يرد أريكة ثم العناقة ثم مدعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطوناً قال ولم يحلفها أحد ويصدق إلى الرنية بني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن كلاب قوم المحلق.


المُصلى: بالضم وتشديد اللام موضع الصلاة وهو: موضع بعينه في عقيق المدينة. قال إبراهيم بن موسى بن صديق:

ليت شعري هل العقيق فسلـغ

 

فقصور الجماء فالعَرصَـتـان

فإلى مسجد الرسول فمـا جـا

 

ز المصلى فجانبي بُطـحـان

فبنو مازن كعـهـدى أم لـي

 

سوا كعهدي في سالف الأزمان

 

وقال شاعر:

طَرِبتُ إلى الحور كالربرب

 

تداعين في البلد المخصـب

عمَرنَ المصلى ودور البلاط

 

وتلك المساكن من يَثـرب

 

مصنَعَةُ بني بداءَ: من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي: وَمصنَعَةُ أيضاَ حسن من حصون بني حُبيش ومصنعة بني قيس من نواحي ذمار: ومصنعة من نواحي سنحان من ذمار أيضاً.


المصنَعتَين: من حصون اليمن ثم من حصون الظاهرين.


مصياب: حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس وبعضهم يقول مصياف.


المُصَيخُ: بضم الميم وفتح الصاد المهملة وياء مثلثة وخاء معجمة يقال له مصيخ بني البَرْشاءِ وهو: بين حَوران والقلت وكانت به وقعة هائلة لخالد على بني تغلب. فقال التغلبي:

يا ليلة ما ليلة الـمـصـيخ

 

وليلة العيش بها الـمـديخ

أرقص عنها عكنان المشيخ

 

 

 

وقد شدَد الياء ضرورة القعقاع بن عمرو فقال:

سائل بنا يوم المصيخ تغلـبـاً

 

وهل عالم شيئأ وآخر جاهل

طَرَقناهمُ فيه طروقاَ فأصبحوا

 

أحاديث في أفناء تلك القبائل

وفيهم إياد والنمور وكلـهـم

 

أصاخ لما قد عزهم للزلازل

 

ومصيخ بهراءَ هو ماء اَخر بالشام وَردَه خالد بن الوليد بعد سُوَى في مسيره إلى الشام وهو بالقُصواني فوجد أهله غازين وقد ساقهم بَغيُهم فقال خالد احملوا عليهم فقام كبيرهم فقال:

ألا يا أَصبحاني قبل جيش أبي بكر

 

لعلى منايانا قريب ومـا نـدرى

 

فضُربت عنقُه واختلط دمه بخمره وغنم أهلها وبعث بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه ثم سار إلى اليرموك، وقال القعقاع يذكر مصيخ بهراءَ:

قطعنا أباليس البلاد بـخَـيلـنـا

 

نريد سُوَى من اَبدات قَـرَاقـر

فلما صَبحنا بالمصـيخ أهَـلـهُ

 

وطار إباري كالطيور النوافـر

أفاقت به بَفراءُ ثم تجـاسـرت

 

بنا العيس نحو الأعجمي القُراقر

 

مَصِيرَة: بالفتح ثم الكسر كأنه فعيلة من المصر وهو الحد بين الشيئين: جزيرة عظيمة في بحر عُمان فيها عدة قرى. المَصيصَةُ: بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح طولها ثمان وستون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس وقال غيره في الرابع طالعها خمس وعشرون درجة من العقرب لها قلب العقرب وجفا الحية والمرزَمَة ولها شركة في كوكب الجوزاء تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وقال أبو عون في زيجه طولها تسع وخمسون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة قال وهي في الإقليم الرابع وهي: مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس وهي الآن بيد ابن ليون وولده بعده منذ أعوام كثيرة وكانت من مشهور ثغور الإسلام قد رابطَ بها الصالحون قديماً وبها بساتين كثيرة يسقيها جيحان وكانت ذات سور وخمسة أبواب وهي مسماة فيما زعم أهل السير باسم الذي عمرها وهو مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه السلام. قال المهلبي ومن خصائص الثغر أنه كانت تُعمل ببلد المصيصة الفِرَاءُ تُحمل إلى الاَفاق وربما بلغ الفَروُ منها ثلاثين ديناراً، والمصّيصة أيضاً قرية من قرى دمشق قرب بيت لِهيا. قال أبو القاسم يزيد بن أبي مريمَ الثقفي المصيصي من أهل مصيصة دمشق ولاه هشام بن عبد الملك عاربة الشحر ولم تكن ولايته محمودة فعزله، وينسب إلى المصيصة كثير في كتاب النسب للسمعاني منهم. أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء السلمي المصيصي الفقيه الشافعي سمع أبا محمد بن أبي نصر بدمشق غير كثير وسمع ببغداد أبا الحسن بن الحِماني وأبا القاسم بن بشران والقاضي أبا الطيب الطبري وعليه تفقه وسمع منه الخطيب وأبو الفتح المقدسي وغيرهما كثير وولد في رجب سنة 400 ه ومات بدمشق سنة 487 وكان فقيهاً مرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب وكان مسنداً في الحديث وكان مولده بمصر، وفي خبر أبي العَمَيطر الخارج بدمشق بإسناد عن عمرو بن عمار إنه لما أخذ أصحاب أبي العميطر المصيصة قرية على باب دمشق دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصيصة فخر أبو العمَيطر ساجداً وهو يقول الحمد لله الني ملكنا الثغر وتوهم بأنهم قد أخذوا المصيصة التي عند طرسوس.


مصيل: من قرى مصر كانوا ممن أعانوا على عمرو بن العاص فسباهم وحملهم إلى المدينة فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على شرط القبط.

 

باب الميم والضاد وما يليهما

 

المضارج: جمع مضرج وهو الأحمر: مواضع معروفة.


المَضاَجعُ: جمع مضجع ويروى بالضم فيكون اسم فاعل منه: اسم موضع أيضاً ذكر في المضجع. قال أبو زياد الكلابي خير بلاد أبي بكر وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع، وقال رجل من بني الحارث بن كعب وهو ينطق بامرأة من بني كلاب:

أرَيتُكَ أن أم الضياءِ نحا بـهـا

 

نواك وحقَ البين ما أنت صانعُ

كلابية حلت بنعـمـان حـلة

 

ضريةُ أدنى ذكرها فالمضاجع

 

المِضاعة: بالكسر: هو ماء.


المَضجَعُ: بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة. قال أبو زياد الكلابي في نوادره خير بلاد أبي بكر وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع.


المضل: اسم الفاعل من الاضلال ضد الهداية: موضع بالقاع قصبة في أجأ.


المِضمارُ: حصن من حصون اليمن حِمير على ميل ونصف من صنعاء حيث يجري الخيل ذكره في حديث العنسي.


مَضنُونَةُ: كأنه يُضَن بها أي يبخل من أسماء: زمزم ويروى أن عبد المطلب رأى في النوم أن احفرِ المضنونة ضَنابها إلا عنك.


المِضياح: بالكسر كأنه من الموضع الضاحي للشمس أو بن الضيَاح وهو اللبن الخاثر وهو: جبل.


المِضيَاع: في شعر أبي صَخر الهذلي.

وماذا ترجي بـعـد آل مـحـرق

 

عَفا منهم وادي رُهاطَ إلى رُحب

فسُميُ فأعناق الرجيع بَـسـابـس

 

إلى عُنُق المضياع من ذلك السهب

 

المِضيَاعَةُ: قال الأصمعييذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال سُوَاج جبل ثم المضياعة ما بين تلال حُمر قال والمضياعة: جبل يقال له المضياع وهو لبنى هوذَةَ وهو من خير بلاد بني كلاب. المُضَيحُ: بالضم ثم الفتح والياءُ مشددة وحاء مهملة والمضيح اللبن المخثر يصب فوقه ماء حتى يرق. قال القتال:

عفا لفلَف من أهله فالمضيحُ

 

فليس به إلا الثعالب تضبَحُ

 

لفلف والمضيح: جبلان في بلاد هوازن. قال الطرماح:

وليس بأدمان الثنـية مـوقـد

 

ولا نابح من آل ظبيَةَ ينبـح

لئن مر في كرمان ليلي فربما

 

حَلاَ بين تَلي بابل فالمضـيح

 

وقال أبو موسى المضيح جبل بنجد على شط وادي الجريب من ديار ربيعة بن الأضبط بن كلاب كان معقِلاً في الجاهلية في رأسه متحصن وماء وقيل هو هضب وماء في غربي حمى ضرية في ديار هوازن وماء لمحارب بن خَصَفَةَ من أرض اليمن وقيل في قول كثير:

فأصبحنَ باللعباء يرمين بالحصا

 

مدى كل وحشي لهن ومُستَـمِ

مُوازِنةً هضبَ المضيح وآتقتْ

 

جبالَ الحمى والأخشبين بأخرُم

 

إن المضيح والأخشبين مواضع بمصر، وقال أبو زياد ومن مياه وَبر بن الأضبط بن كلاب المضيحُ.


المَضِيقُ: قرية في لحف آرَةَ بين مكة والمدينة أغارت بنو عامر ورئيسهم عَلقمة بن عُلاثة على زيد الخيل الطائي فالتقوا بالمضيق فأسرهم زيد الخيل عن آخرهم وكان فيهم الحطيئة فشكا إليه الضايقة فمنَ عليه فقال الحطيئة:

إلا يكن مـالـي ثـوابـاً فـإنـه

 

سيأتي شيائي زيداً ابن مهـلـهـل

فما نلتنا غدراً ولكن صبـحـتـنـا

 

غداة التقينا في المضيق بـأخـيل

كريم تفادى الخيل من وقـعـاتـه

 

تفادَي خَشاش الطير من وَقْع أجدَل

 

والمضيق فيما قيل موضع مدينة الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة السميدَع بن هوير العمليقي قاتلة جذيمة قالوا وهي بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا على الفرات.


المَضِيقَةُ: موضع في شعر المخبل السعدي حيث قال:

فإن تك نالتنا كلاب بغَـزة

 

فيومُك منهم بالمضيقة أبرَدُ

هُم قتلوا يوم المضيقة مالكاً

 

وشاط بأيديهم لَقيط ومَعبـدُ