حـرف الـمـيـم: باب الميم والميم، النون وما يليهما

باب الميم والميم وما يليهما

المَمَالحُ: في ديار كلب فيها روضة ذكر شاهدها في الرياض.

مَمُدودَاباذ: قرية كبيرة قرب الزاب الأعلى بين إربل والموصل وهي من أعمال إربل.

المَمدور: مفعول من المدر وهو حجارة من الطين: موضع في ديار غطفان. قال ابن ميادة الرماح:

ألا حَييا رسماً بذي العـش دارسـا

 

وربعاً بذي الممدور مستعجماً قفرَا

فأعجبُ دارٍ دارُها غـير أنـنـي

 

إذا ما أتيت الدار ترجعني صُفْـرَا

عشية أثني بالرداء على الـحَـشـاَ

 

كأن الحشا من دونها أسعرَت جمرَا

فبهراً لقومي إذ يبيعون مهجـتـي

 

بجارية بهراً لهم بعدهـا بـهـرَا

 

يدعو عليهم أن ينزل بهم ما يبهرَهم كما يقال جدعا وعَقراً.


ممرُوخ: كأنه مفعول من المرخ الشجر الذي يضرب المثل بناره: موضع ببلاد مُزَينة يضاف إليه ذو. قال معن بن أوس المُزَ ني:

وردتُ طريق الجَفر ثم أضلّهـا

 

هواه وقالوا بطنُ ذي البئر أيسَرُ

وأصبحَ سعد حيث أمسَتْ كأنـه

 

برابغة الممروخ زق مُـقـيرُ

فما نوَمَتْ حتى ارتمى بثقالهـا

 

من الليل قصوى لابةَ والمُكَسرُ

 

ممسَى: بالفتح ثم السكون والسين مهملة مقصور: قرية بالمغرب.


ممطِيرُ: مدينة بطبرستان. قال محمد بن أحمد الهمذاني مدينة طبرستان آملُ وهي أكبر مدنها ثم ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر وبين ممطير وآملُ رساتيق وقرى وعمارات كثيرة.


الممنع: بفتح النون وتشديدها: موضع في شعر الحطيئة.


الممهَى: بكسر الميم الأولى وسكون الثانية وفتح الهاء والمَهيُ ترقيق الشفرة والمَهَا بقر الوحش والمَهي إرخاءُ الحبل ونحوه فيصبحُ أن يكون مفعلاً من هذا كله: وهو ماءٌ لبني عبس. قال الأصمعي من مياه بني عميلة بن طريف بن سعد المَمهى وهي في جوف جبل يقال له سُوَاج وهو الذي يقول فيه الراجز:

يا ليتها قد جاوَزَت سُوَاجـا

 

وانفَرَجَ الوادي بها انفراجا

 

وسُوَاج: من أخْيلة الحمى.

باب الميم والنون وما يليهما

مِنىً: بالكسر والتنوين في درج الوادي الذي ينزله الحاجُ ويرمي فيه الجمار من الحرم سمى بذلك لما يُمْنَى به من الدماءِ أي يُراق قال الله تعالى: "من مَني يُمني" القيامة: 37، وقيل لأن آدم عليه السلام تمنى فيها الجنة. قيل منىً من مهبط العقبة إلى محسر وموقف المزدلفة من محسر إلى انصباب الحرم وموقف عرفة في الحل لا في الحرم وهو مذكر مصروف وقد امتَنى القوم إذا أتوا منى عن يونس، وقال ابن الأعرابي أمْنى القوم ومنى الله الشيء قدره وبه سمي منى، وقال ابن شميل سمي منى لأن الكبش مُنِي به أي ذبح، وقال ابن عُيينة أخذ من المنايا، وهي بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسم وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب وعلى رأس منى من نحو مكة عقبة تُرمى عليها الجمرة يوم النحر ومنى شعبان بينهما أزقة والمسجد في الشارع الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهي بين جبلين مطلين عليها وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها لأنها ومكة كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعدَ ما بينهما استضعف هذه العلة وقال هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتاً وتخلو وقتاً وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار وعلى هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسن القزويني. قال البتاري: وسألني يوماً كم يسكنها وسط السنة من الناس قلت عشرون إلى ثلاثين رجلاً قلما تجد فيه مضرباً إلا وفيه امرأة تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علّل. قال فلما لقيتُ الفقيه أبا حامد البغوي بنيسابور حكيتُ له ذلك فقال العلة ما نص به الشيخ أبو الحسن ألا ترى إلى قول الله عز وجل "ثم محلها إلى البيت العتيق" الحج: 33 وقال تعالى: " هدياً بالغ الكعبة " المائدة: 95 وإنما يقع النحر بمنى، وقد ذكر منى الشعراءُ فقال بعضهم:

ولما قضينا من منى كل حاجة

 

ومسَحَ بالأركان من هو ماسحُ

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننـا

 

وسالتْ بأعناق المطي الأباطحُ

 

وقال العرجي:

نَلْبَثُ حولاً كله كـامـلاً

 

لا نلتقي إلا على منهـج

الحج إن حجتْ وماذا منى

 

وأهلُه إن هي لم تحجُج

 

وقال الأصمعي وهو يذكر الجبال التي حول حمى ضرية فقال ومِنى جبل وأنشد:

أتبعتُهم مـقـلَةً إنـسـانُـهـا غَـرِق

 

كالفص في رقرق بالدمع مغـمـور

حتى تواروا بشعف والجِـمـالُ بـهـم

 

عن هضب غول وعن جنبي مِنى زورُ

 

مَنَابضُ: موضع بنواحي الحيرة. قال المسيب بن عَلَس وقيل المتلمس:

ألك الـسـديرُ وبـارق

 

ومنابضْ ولك الخورنَق

والقصرُ من سنـداد ذي

 

الشرفات والنخلُ المنبق

والثعلـبـيةُ كـلُـهـا

 

والبدْو من عانٍ ومطلق

 

مَنَاذِرُ: بالفتح والذال معجمة مكسورة وإن كان عربياً فهو جمع منذر وهو من أنذرته بالأمر أي أعلمته به وقد روي بالضم فيكون من المُفَاعلة كأن كل واحد ينذر الآخر والأصح أنه أعجمي. قال الأزهري مناذر بالفتح: اسم قرية واسم رجل وهو محمد بن مناذر الشاعر وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير وهما بلدتان بنواحي خوزستان مناذر الكبرى ومناذر الصغْرَى أول من كَورَه وحفر نهره أردشير بن بَهمَن الأكبر بن اسفنديار بن كشتَاسب ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبُرد أن محمد بن مُنَاذر الشاعر كان إذا قيل ابن مَناذر بفتح الميم يغضب ويقول أمناذر الكبرى أم مناذر الصغرى وهي كورتان من كور الأهواز إنما هو مُنَاذر على وزن مُفاعل من ناذر يُناذر فهو مُناذر مثل ضاربَ فهو مُضارب، والمناذر ذكر في الفتوح : وأخبار الخوارج. قال أهل السير ووَجهَ عُتبة بن غزوان حين مصر البصرة في سنة 18 سلَمى بن القَين وحرملة بن مُرَيطة كانا من المهاجرين مع النبي صلى الله عليه وسلم وهما من بلعدوية من بني حنظلة ونزلا حدود مَيسان -ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيرى في قصة طويلة، وقال الحصين بن نيار الحنظلي:

ألا صل أتاها أن أهل مـنـاذر

 

شفوا غللاً لو كان للناس زاجرُ

أصابوا لنا فوق الدُلوث بفَيلـق

 

له زجل ترتد منه البـصـائرُ

قتلناهم ما بين نـخـل مـخـطـط

 

وشاطيء دُجيل حيث تخفى السرائرُ

وكانت لهم فيما هنـاك مـقـامـه

 

إلى صيحَة سوت عليها الحـوافـرُ

 

مَنَارَةُ الإسكندريةِ: بالفتح وأصله من الإنارة وهي الإشعال حتى يضيء ومنه سميت منارة السراج والمنار الحد بين الأرضين وقد استوفيت خبرها في الإسكندرية. مَنَارَةُ الحوافِرِ: وهي منارة عالية في رستاق همذان في ناحية يقال لها وَنجر في قرية يقال لها أسفَجين قرأت خبرها في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني قال كان سبب بنائها أن سابور بن أردشير الملك قال لهُ منجموه إن ملكك هنا سيزول عنك وإنك ستشقى أعواماً كثيرة حتى تبلغ إلى حد الفقر والمسكنة ثم يعود إليك الملك قال وما علامة عوده قالوا إذا أكلتَ خبزاً من الذهب على مائدة من الحميد فذلك علامة رجوع ملكك فاختر أن يكون ذلك في زمان شبيبتك أو في كبرك. قال فاختار أن يكون في شبيبته وحد له في ذلك حداً فلما بلغ الحدَ اعتزل ملكه وخرج ترفعه أرض وتخفضه أخرى إلى أن صار إلى هذه القرية فتنكر وآجَرَ نفسه من عظيم القرية وكان معه جرَاب فيه تاجه وثياب ملكه فأودَعَه عند الرجل الذي آجر نفسه عنده فكان يحرث له نهاره ويسقي زرعه ليلاً فإذا فرغ من السقي طرد الوحش عن الزرع حتى يصبح فبقي على ذلك سنة فرأى الرجل منه حذقاً ونشاطاً وأمانة في كل ما يأمره به فرغب فيه واسترجع عقل زوجته واستشارها أن يزوجه إحدى بناته وكان له ثلاث بنات فرغبَتْ لرغبته فزوجه ابنته فلما حوَلها إليه كان سابور يعتزلها ولا يقربها فلما أتي على ذلك شهر شكَتْ إلى أبيها فاختلعها منه وبقي سابور يعمل عنده فلما كان بعد حول آخر سأله أن يتزوج ابنته الوسطى ووصف له جمالها وكمالها وعقلها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضاً معتزلاً لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فاختلعها منه فلما حول آخر وهو الثالث سأله أن يزوجه ابنته الصغرى ووصف له جمالها ومعرفتها وكمالها وعقلها وأنها خير أخواتها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضاً معتزلاً لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته أنها معه في أرغد عيش وأسَره فلما سمع سابور بوصفها لأبيها من غير معاملة لهُ معها وحسن صبرها عليه وحسن خدمتها له رق لها قلبه وحن عليها ودنا منها ونام معها فعَلِقَت منه وولدت له ابناً، فلما أتى على سابور أربع سنين أحب رجوع ملكه إليه فاتفق أنه كان في القرية عُرسٌ اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم وكانت امرأة سابور تحمل إليه طعامه في كل يوم ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تصلح له طعاماً ولا حملت إليه شيئاً فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئاً تحمله إليه فلم تجد إلا رغيفاً واحماً من جاورس فحملته إليه فوجدَته يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماءٍ فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية فمدَ إليها سابور المرَ الذي كان يعمل به فجعلت الرغيف عليه فلما وضعه بين يديه كسره فوجده شديد الصفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين وكانوا قد حدوا له الوقت فتأمله فإذا هو قد انقضى فقال لامرأته اعلمي أيتها المرأة أنني سابور وقص عليها قصته ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد ربطه عليه وقال لامرأته قد تم أمري وزال شقائي وصار إلى المنزل الذي كان يسكن فيه وأمرها بأن تخرج له الجراب الذي كان فيه تاجه وثياب ملكه فأخرجته فلبس التاج والثياب فلما رآه أبو الجارية خر ساجداً بين يديه وخاطبه بالملك. قال وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرفهم بما قد امتحن به من الشقاوة وذهاب الملك وأن مدة ذلك كذا وكذا سنة وبين لهم الموضع الذي يوافونه فيه عند انقضاءِ مدة شقائه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها فأخذ مِقْرَعَةً كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له علق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ماذا ترى ففعل ذلك وصبر ساعة ونزل وقال أيها الملك أرى خيلاً كثيرة يتبع بعضها بعضاً فلم يكن بأسرع مما وافت الخيل أرسالاً فكان الفارس إذا رأى مقرعة سابور نزل عن فرسه وسجد حتى اجتمع خلق من أصحابه ووزرائه فجلمى لهم ودخلوا عليه وحيوه بتحية الملوك فلما كان بعد أيام جلس يحدث وزراءه فقال له بعضهم سعدت أيها الملك أخبرْنا ما الذي أفدته في طول هذه المدة فقال ما استفدت إلا بقرةً واحدةً ثم أمرهم بإحضارها وقال من أراد إكرامي فليكرمها فأقبل الوزراء والأساورة يلقون عليها ما عليهم من الثياب والحلى والدراهم والدنانير حتى اجتمع ما لا يُحصى كثرة فقال لأبي المرأة خذ جميع هذا المال لابنتك، وقال له وزير آخر أيها الملك المظفر فما أشد شيء مر  عليك وأصعبُه قال طردُ الوحش بالليل عن الزرع فإنها كانت تُعييني وتُسهرني وتبلغ مني فمن أراد سروري فليصطد لي منها ما قدر لأبني من حوافرها بَنية يبقى ذكرها على ممر الدهر، فتفرق القوم في صيدها فصادوا منها ما لا يبلغه العدد فكان يأمر بقطع حوافرها أولاً فأولاً حتى اجتمع من ذلك تل عظيم فأحضر البنائين وأمرهم أن يبنوا عن ذلك منارة عظيمة يكون ارتفاعها خمسين ذراعاً في استدارة ثلاثين ذراعاً وأن يجعلوها مصمتة بالكلس والحجارة ثم تركب الحوافر حولها منظمة من أسفلها إلى أعلاها مسمرة بالمسامير الحديد ففعل ذلك فصارت كأنها منارة من حوافر فلما فرغ صانعها من بنائها مر بها سابور يتأملها فاستحسنها فقال للذي بناها وهو على رأسها لم ينزل بعد هل كنت تستطيع أن تبني أحسن منها قال نعم قال فهل بنيتَ لأحد مثلها فقال لا قال والله لأتركنك بحيث لايمكنك بناء خيرٍ منها لأحد بعدي وأمر أن لا يمكن من النزول فقال أيها الملك قد كنتُ أرجو منك الحباء والكرامة وإذ فاتني ذلك فلي قبل الملك حاجة ما عليك فيها مَشَقة قال وما هي قال تأمر أن أعطى خشباً لأصنع لنفسي مكاناً آوي إليه لا تمزقني النسور إذا مُت قال أعطوه ما يسأل فأعطي خشباً وكان معه آلة النجارة فعمل لنفسه أجنحة من خشب جعلها مثل الريش وضمَ بعضها إلى بعض وكانت العمارة في قفر ليس بالقرب منه عمارة وإنما بُنيت القرية بقربها بعد ذلك فلما جاء الليل واشتدَ الهواءُ ربط تلك الأجنحة على نفسه وبسطها حتى دخل فيها الريح وألقى نفسه في الهواءِ فحملته الريح حتى ألقته إلى الأرض صحيحاً ولم يُخدَش منه خَدش ونَجا بنفسه. قال والمنارة قائمة في هذه المدة إلى أيامنا هذه مشهورة المكان ولشُعَراءِ همذان فيها أشعار متداولة. قال عبيد الله الفقير إليه أما غيبة سابور من الملك فمشهورة عند الفرس مذكورة في أخبارهم وقد أشرنا في سابور خواست ونيسابور إلى ذلك والله أعلم بصحة ذلك من سُقمه. مَنَارَةُ القُرون: هذه منارة بطريق مكة قرب واقصة كان السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان خرج بنفسه يشيع الحاج في بعض سني ملكه فلما رجع عمل حلقة للصيد فاصطاد شيئاً كثيراً من الوحش فأخذ قرون جميع ذلك وحوافره فبَنى بها منارة هناك كأنه اقتدى بسابور في ذلك وكانت وفاة جلال الدولة هذا في سنة 485 والمنارة باقية إلى الآن مشهورة هناك.


المَنَارَةُ: واحدة المنائر. إقليم المنارة بالأندلس قرب شَذونة، وعن السلفي. أبو محمد عبد اللَّه بن إبراهيم بن سلامة الأنصاري المناري ومنارة من ثغور سرقسطة بالأندلس كان يحضر عندي لسماع الحديث سنة 530بعد رجوعه من الحجاز وذكر لي أنه سمع بالأندلس على أبي الفتح محمد المناري وغيره وذكر أنه قرأ على أبي الوليد يونس بن أبي على الآبُري، وعلي بن محمد المناري صاحب أبي عبد الله المناري وسمع الموطإ وغيره بالمغرب.


مَنَازجِزد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون مناز كرد بالكاف: بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعد في أرمينية وأهله أرمن وروم، وإليه ينسب الوزير أبو نصر المنازي هكذا كان ينسب إلى شطر اسم بلده وكان فاضلاً أديباً جيد الشعر وكان وزيراً لبعض آل مروان ملوك ديار بكر ومات في سنة 433 وهو القائل يصف وادياً ولم أسمع في معناه أحسن منه مَنىً وَجزالة:

وَقَانا لفحَةَ الرمـضـاء وادٍ

 

سقَاهُ مضاعفُ الغيث العميم

نزَلنا دوحهُ فَحنـا عـلـينـا

 

حُنو المرضعات على الفطيم

يباري الشمس أنى واجَهَتنـا

 

فيحجبها ويأذن لـلـنـسـيم

وأرشفنا على ظـمـإ زُلالاً

 

ألذ من المـدامة لـلـنـديم

تروع حَصَاه حاليةَ العـذارى

 

فتُلمس جانب العقد النظـيم

 

ومن مشهور شعره أيضاً:

إني ليعجبنى الزنامى سـحـرة

 

ويروقني بـالـجـاشـرية زير

وأكاد من فرط السرور إذا بـدا

 

ضوءُ الصباح من السرور أطير

وإذا رأيتُ الجو فـي فِـضـيةٍ

 

للغيم في أذيالـهـا تـكـسـيرُ

منقوشةٍ صدر البُزْاة كـأنـهـا

 

فيروزج من فـوقـه بـلُـور

هذا وكم لي بالكنـيسة سـكـرة

 

أنا من بقايا شربها مـخـمـور

باكَرتُها وغصونُهـا مـقـرورة

 

والماءُ ببن فروجها مـذعـورُ

في فتية أنا والنديم ومُـسـمِـع

 

والكاس ثم الدف والطُـنـبـورُ

 

المَنَازِلُ: بالفتح جمع منزل: قرنُ المنازلُ جُبيل قرب مكة يحرم منه حاجيُ نجد.


المَناشِك: بالفتح والشين معجمة مكسورة وكاف: محلة بنيسابور.


المَناصِبُ: قالوا: موضع في تفسير قول الأعلم الهذلي.


لما رأيتُ القومَ بال عَلياء دون مدَى المَناصب المَنَاصعُ: بالفتح والصاد مهملة والعين مهملة. قال أبوَ منصور قال أبو سعيد المناصع المواضع التي تتخلى فيها النساءُ لبول ولحاجة والواحد مَنْصَع قال وقرأت في حديث أهل الإفك وكان مُتبرز النساء بالمدينة قبل أن سويت الكنف المَناصع وأرى أن المناصع موضع بعينه خارج المدينة كان النساءُ يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب في الجاهلية. قال ثعلب سألت ابن الأعرابي عن المناصع من أي شيء أخذت فلم يعرفه. قال أبو محمد المناصع موضع بالمدينة قال وسمعت أبي قال سألت نوح بن ثعلب عن المناصع أي شيء هي فضحك وقال تلك والله المجالس.


المَنَاصِف: جمع مَنصف وهو الخادم ويجوز أن يكون جمع منصف من الإنصاف ومنصف من النصف أو من المَنصف وهذا من النهار والطريق وكل شيء وسطه وهو واد أو أودية صغار.


المَنَاظِرُ: جمع مَنظرة وهو الموضع الذي يُنظر منه وقد يغلب هذا على المواضع العالية التي يشرف منها على الطريق وغيره، وقال أبو منصور المنظرة في رأس جبل فيه رقيب ينظر العدو ويحرسه منه وهو موضع في البَرية الشامية قربُ عرض وقرب هيت أيضاً، وقال عدي بن الرقاع:

وكأن مُضطَجَعَ امرى أغفى به

 

لقرار عين بعد طول كَرَاهـا

حتى إذا انقشعَتْ ضَبَابةُ نومـه

 

عنه وكانت حاجة فقَضـاهـا

ثم اتَلأب إلى زمـام مـنـاخة

 

كبداء شد بنسْعتيه حـشـاهـا

وغدَت تنازعه الحديد كـأنَـهـا

 

بيدانةٌ أكل السـبـاعُ طَـلاَهـا

حتى إذا يبست وأسحق ضرعُها

 

ورأت بقية شِلوِه فشـجـاهـا

قلقت وعارضها حصان خائض

 

صهل الصهيل وأدبرت فتلاهـا

يتعاوران من الغـبـار مـلاءة

 

بيضاء محدثة هما نسـجـاهـا

تطوي بنا علوا مكانـاً جـاسـياً

 

وإذا السنابك أسهلت نشـراهـا

حتى اصطلى وَهَج المقيظ وخانه

 

أبقى مشاربه وشاب عُـثـاهـا

وثوى القيام على الصوى وتذاكرا

 

ماءَ المناظر قُلْبهـا وأضـاهـا

 

مَنَاعِ: بوزن نَزالِ وحكمه من المنع: اسم هضبة في جبل طيءٍ ويقال المَناعان وهما جبلان.


المَنَاعَةُ: بالفتح وهو مصدر منعُ الشيء مَناعة: اسم جبل في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي:

 

أرى الدهر لا يبقى على حدثانه

 

أبودٌ بأطراف المناعة جَلْعَـد

 

الأبود: الآبد وهو المتوحش والجلعد: الشديد.


مَنَاف: قال أبو المنذر: كان من أصنام العرب صنم يقال له مناف وبه كانت قريش تسمي عبد مناف ولا أدري أين كان ولا من كان نصبه ولم تكن الحيض من النساء يدنون من أصنامهم ولا يتمسحن بها وإنما كانت تقف الواحدة ناحية منها، وفي ذلك يقول بلعاء بن قيس بن عبد الله بن يعمر ويعمر هو الشداخ الليثي:

تركت ابن الحريز على ذمام

 

وصُحبته تلوذ به العَوَافـي

ولم يصرف صدور الخيل إلا

 

صوائح من أيائيم ضعـاف

وقرن قد تركت الطير منـه

 

كمعترَك العوارك من مناف

 

المَناقِبُ: جمع مَنْقَب وهو موضع النقب وهو اسم جبل معترض. قالوا وسمي بذلك لأن فيه ثنايا وطرقاً إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد وإلى الطائف ففيه ثلاثة مناقب وهي عِقاب يقال لإحداها الزلالة وللأخرى قبرَين وللأخرى البيضاء، وقال أبو جوية عابد بن جوية النصري:

ألا أيها الركبُ المخبون هـل لـكـم

 

بأهل الحقيق والمناقـب مـن عـلـم

فقالوا أعَن أهل العقـيق سـألـتـنـا

 

ألي الخيل والأنعام والمجلس الفـخـم

فقلتُ بـلـى إن الـفـؤاد يهـيجـه

 

تذكـرُ أوطـان الأحـبة والـخــدم

ففاضت لما قالوا من العـين عَـبـرة

 

ومن مثل ما قالوا جرى دمع ذي الحلم

فظلـتُ كـأنـي شـارب بـمـدامة

 

عُقار تمشى في المفاصل والـلـحـم

 

وقال عوف بن عبد الله النصري الجذمي من بني جذنيمة بن مالك بن قُعين:

وخذل قومي حضرمي بن عامر

 

وأمرَ الذي أسدى إله الرغائبـا

نهاراً وإدلاج الظـلام كـأنـه

 

أبو مدلج حتى يَحُلوا المناقـبـا

 

وقال أبو جُندب الهذلي أخو أبي خِرَاش:

أقول لأم زنـبـاع أقـيمـي

 

صدور العِيس شَطرَ بني تميم

وغربتُ الدعاء وأين مـنـي

 

أناس بـين مـر وذي يَلـوم

وحي بالمناقب قد حمـوهـا

 

لدى قرانَ حتى بطن ضـيم

 

مَنَاةُ: لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه وأنا أقول فيه ما يَسنَحُ لي فلان وافق الصواب فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب فلعله يكون من المَنَا وهو القدر وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل. قال ومَنَاهُ أي قدره:

ولا تقولنْ لشيء سوف أفعله

 

حتى تبينَ مايمنِي لك الماني

 

أي ما يقدر عليك فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل ويجوز أن يكون من المَنَا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمي به ويجوز أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي ويجوز أن يكون من منوتُ الرجل ومنَيتهُ إذا اختبرته لي أنه الخبير وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء. كقولهم منَاه يَمنيه في قدره يقدره وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته مَنَوَانْ، وهنا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قدَيداً بالمُشَلل على سبعة أميال من المدينة وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحُجون إليه وكان أول من نصبه عمرو بن لُحَي الخزاعي، وقال ابن الكلبي كانت مناة صخرةلهذيل بقدَيد وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة وإليه أضيف زيد مناة وعبد مناة، وقال أبو المنذر هشام بن محمد كان عمرو بن لُحَي واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهُم حتى أخرجهم عن حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهمٍ عنها وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرضاً شديداً فقيل له إن بالبلقاءِ من أرض الشام حَمة إن أتيتها برئتَ فأتاها. فاستحم بها فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال ما هذه فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة فلما صنع عَمرو بن لحي ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمُها كلها مناة وقد كانت العرب تسمي عبد مناة وكان منصوباً على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان إولاد مَعد على بقية من دين إسماعيل وكانت ربيعة فحضر على بقية من دينه ولم يكن أحد أشد إعظاماً له من الأوس والخزرج. قال أبو المنذر وحدث رجل من قريش عن أبي عبيدة عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رئوسهم فإذا نفروا أتوا مناة وحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماماً إلا بذلك فلا عظام الأوس والخزرج يقول عبد العزى بن وديعة المزني أو غيره من العرب.

 

إني حلفتُ يمينَ صدق برةً

 

بمناة عند محل آل الخزرج

 

وكانت العرب جميعاً في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعاً الخزرج فلذلك يقول: بمناة عند محل آل الخرزج: ومناة هذه التي ذكرها الله تعالى في قوله عز وجل: "ومناةَ الثالثةَ الأخرَى" النجم: 20 وكانت لهذيل وخزاعة، وكانت قريش وجميع العرب تعظمها فلم تزل على ذلك حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة في سنة ثمان للهجرة وهو عام الفتح فلما سار من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث علي بن أبي طالب إليها فهدمها وأخذ ما كان لها وأقبل به إلى رسول الله. وكان من جملة ما أخذه سيفان كان الحارث بن أبي شَمر الغساني أهداهما لها أحدهما يسمى مِخذماً والآخر رَسُوباً وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما عَلقمة بن عبدة في شعره فقال:

مظاهر سربالَي حديد عليهما

 

عقيلاً سيوف مخذم ورَسوب

 

فوهبهما النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه فأحدهما يقال له ذو الفقار سيف الإمام علي ويقال إن علياً وجد هذين السيفين في الفلس وهو صنم طيء حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهدمه وقد جرى ذكر ذلك في الفلس على وجهه، وقال ابن حبيب كانت الأنصار وازد شَنُوءة وغيرهم من الأزد يعبدون مناة وكان بِسيفِ البحر سدنته الغطاريف من الأزد. قال الحازمي ومناة أيضاً: موضع بالحجاز قريب من وَدان.


منبَجس: من نواحي اليمامة: قرية لبني العنبَر. منبجٌ : بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم وهو، بلد قديم وما أظنه إلا روميا إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أثياء يقال نَبَجَ الرجل ينبج إذا قعد في النبَجة وهي الأكمة والموضع منبج ويجوز أن يكون قياساً صحيحاً ويقال نبج الكلب ينبج بالجيم مثل نبح ينبح معنى ووزنا والموضع منبج ويجوز أن يكون من النبيج وهو طعام كانت العرب تتخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن فيجدح ويؤكل ويجوز أن يكون من النبج وهو الضراط فأما الأول وهو الأكمة فلا يجوز أن يسمى به لأنه على بسيط من الأرض لا أكمة فيه فلم يبق إلا الوجوه الثلاثة فليختر مختار منها ما أراد:

فقال ثكل وغدر أنت بينهمـا

 

فاختر فما فيهما حظ لمختار

 

وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما غلب على الشام وسماها من به أي أنا أجود فعربت فقيل له منبج والرشيد أول من أفرد العواصم كما ذكرنا في العواصم وجعل مدينتها منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وقال بطليموس مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة طالعها الشولة بيت حياتها تسع درجة من الحوت لها شركة في كف الخضيب وأربعة أجزاء من رأس الغول تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع. قال صاحب الزيج طولها ثلاث وستون درجة ونصف وربع وعرضها خمس وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض كان عليها سور مبنى بالحجارة محكم بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وشربهم من قنى تسيح على وجه الأرض وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة وهي لصاحب حلب في وقتنا ذا، ومنها البحتري وله بها أملاك وقد خرج منها جماعة من الشعراء فأما المبرزون فلا أعرف غير البحتري وإياها عنى المتنبي بقوله:

قيل بمنبـجَ مـثـواه ونـائلـهُ

 

في الأفق يسأل عمن غيره سألا

 

وقال ابن قتيبة في أدب الكُتاب كساء مَنبجاني ولا يقال أنْبَجاني لأنه منسوب إلى منبج وفتحت باؤه في النسب لأنه خرج مخرج منظراني ومخبراني. قال أبو محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض الحديث وقال أنشد أبو العباس المبرد في الكامل في وصف لحيةٍ :

كالأنبجاني مصقولاً عوارضها

 

سوداءُ في لينِ خذ الغادة الرُودِ

 

ولم ينكرذلك وليس في مجيئه مخلفاً للفظ منبج ما يبطل أن يكون منسوباً إليها لأن المنسوب يرد خارجاً عن القياس كثيراً كمروَزي ودرَاوردي ورازي ونحو ذلك. قلت دراوردي هو منسوب إلى درا بجرد، وقرأت بخط ابن العطار منبج بلدة البحتري وأبي فراس وقبلهما وُلد بها عبد الملك بن صالح الهاشمي وكان أجل قريش ولسان بني العباس ومن يُضْرَب به المثل في البلاغة وكان لما دخل الرشيد إلى منبج قال له هنا البلد منزلك قال يا أمير المؤمنين هو لك ولي بك قال كيف بناؤك به فقال دون بناء بلاد أهلي وفوق منازل غيرهم قال كيف صفتها قال طيبة الهواء قليلة الادواء قال كيف ليلها قال سَحرَ كله قال صدقت إنها لطيبة قال بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عن الطيب وهي برة حمراءُ وسنبلة صفراءُ وشجرة خضراءُ في فياف فيح بين قيصوم وشيح فقال الرشيد هذا الكلام والله أحسن من الدر النظيم، ورأيت في كتاب "الفتوح" أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدم عياضاً إلى منبج ثم لحقه صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية فانفذ ذلك، وقال إبراهيم بن المدبر يتشوق إلى منبج وكان قد فارقها وله بها جارية يهواها وكان قد ولي الثغور الجزَريَّة:

وليلة عين المـرج زار خـيالـه

 

فهيج لي شوقاً وجدد أحـزانـي

فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحاً

 

بألمح آماقي وأنظر إنـسـانـي

لعلي أرى أبيات مـنـبـج رؤيةً

 

تسكن من وجدي وتكشف أشجاني

فقصرَ طرفي واستهل بعـبـرة

 

وفَدّيتُ من لو كان يدري لفَدانـي

ومَثّلهُ شوقي إلـيه مـقـابـلـي

 

وناجاه عني بالضمير وناجـانـي

 

وينسب إلى منبج جماعة. منهم عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي سمع بدمشق رحيماً والوليد بن عتبة وهشام بن عمار وهشام بن خالد وعبد الله بن إسحاق الأدْرَمي وغيرهم سمع منه أبو حاتم محمد بن حِبان البُستي وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الإصبع المنبجي وغيرهم وقال ابن حبان إنه صام النهار وقام الليل مرابطاً ثمانين سنة فإرْساله مقبول، ومن منبج إلى حلب يومان ومنها إلى ملطية أربعة أيام وإلى الفرات يوم واحد.


مَنْبَسَةُ: بالفتح ثم السكون وباءٍ موحدة وسين مهملة: مدينة كبيرة بأرض الزنج تَرْفأ إليها المراكب.


مَنْبُوبَة: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وبعد الواو باء أخرى: قرية من قرى مصر أقطعها صالح بن علي شرحبيل بن مديلفة الكلبي لما سود ودعا إلى بني العباس.


منتاب: حصن باليمن من حصون صنعاء.


مُنْتُ أشيون: بالضم ثم السكون وتاء مثناة وبعد الألف شين معجمة وياء تحتها نقطتان وآخره نون: مدينة من أعمال أشبونة بالأندلس. قال العبدري منت اسم جبل تنسب هذه المواضع كلها إليه كما تقول جبل كذا وكذا.


مُنْت أفُوط: بالفاءِ: حصن من نواحي باجة بالأندلس.


مُنْت أنِيَات: بعد الألف نون مكسورة وياء وآخره تاءٍ مثناة: ناحية بسرقسطة.


مُنْت جيل: بالجيم والإمالة والياءِ الساكنة ولام: بلد بالأَندلس. ينسب إليه أحمد بن سعيد الصدفي المُنتجيلي أبو عمرو من أهل الفضل والعلم.


مُنتَخِر: بالضم ثم السكون وتاءٍ مثناة من فوقها وخاءً معجمة مكسورِة مفتعلِ من نخِرَ العظمُ وغيره إذا بلي: موضع بناحية فرْش مَلل منِ مكة على سبع ومن المدينة على ليلة وهو إلى جانب مَثغر.


مُنْت شُون: الشين معجمة وآخره نون: حصن من حصون لاردة بالأندلس قديم بينه وبين لاردة عشرة فراسخ وهو حصين جدَأ تملكه الأفرنج سنة 482.


مُنْت لُون: حصن بالأندلس من نواحي جَيّانَ.


المُنْتَضَى: بالضم ثم السكون وتاءٍ مثناة وضاد معجمة من قولهم انتَضيتُ السيف إذا سللتَه أو من نَضَا الخِضاب إذا نصل: موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب.

 

لمن طلل بالمُنتَضى غير حائل

 

عَفَا بعد عهد من قطار ووابل

 

قال ابن السكيت المنتضى واد بين الفُرع والمدينة، قال كُثَير:

فلما بَلغنَ المنتضى بين غَـيْقة

 

ويَلْيَل مالت فاحْزَألَتْ صدورُها

 

وقال الأصمعي المنتضى أعلى الواديَين.


المُنْتَهَبُ: بالضم على مفتعل من النهب: قرية في طرف سَلْمى أحد جبلي طيىءٍ وتُعدُ في نواحي أجاءٍ وهي لبني سِنبس ويوم المنتهب من أيام طيىءٍ المذكورة وبها بئر يقال لها الحُصَيْلية قال:

لم أر يوماً مثل يوم المنتهب

 

أكثر دَعْوَى سالب ومُستَلَب

 

المُنْتَهِبَةُ: بكسر الهاءِ: صحراءُ فوق متالع فيما بينه وبين المغرب.


منتِشَةُ: بالفتح ثم السكون وكسر التاءِ المثناة من فوقها وياءٍ وشين معجمة: مدينة بالأندلس قديمة من أعمال كورة جيان حصينة مطلة على بساتين وأنهار وعيون وقيل إنها من قرى شاطبة منها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياض المخزومي الأديب المقرىء الشاطبي ثم المنتيشي روى عن أبي الحسن علي بن المبارك المقرىء الواعظ الصوفي المعروف بأبي البساتين روى عنه أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدَبَاغ الحافظ.


مَنْجَانُ: بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون: من قرى أصبهان.


مُنْجِح: بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة اسم الفاعل من أنجح يُنْجح: حبل من حبال بالحاء المهملة بالدهناءِ.


مُنْجَخ: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والخاء معجمة اسم المفعول من نجخ السيل وهو أن ينجخ في سَنَد الوادي فيحذفه في وسط البحر: اسم موضع بعينه قال:

أمن عُقَاب منجخ تمطين

 

المنجَشَانِيةُ: بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وشين معجمة وبعد الألف نون وياءٌ مشددة هو من النجش وهو استثارة الشيء واستخراجه ومنه النجش المنهى عنه في قوله ولا تناجشوا وهو أن يزيد الرجل في السلعة لا رغبة له فيها ولكن يسمعه ذو الرغبة فيزيد، وهو منزل وماء لمن خرج من البصرة يريد مكة، وفي كتاب البصرة للساجي المنجشانية حد كان بين العرب والعجم بظاهر البصرة قبل أن تخط البصرة وبها منظرة مثل العُذَيب تنسب إلى منجش مولى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وبه سميت وهو ما: ومنزل وكانت في الجاهلية مسلحة لقيس بن مسعود، وقال أبو عمرو بن العلاء كان قيس بن مسعود الشيباني على الطف من قبل كسرى فهو اتخذ المنجشانية على ستة أميال من البصرة وجرَت على يد عُضْرُوط له يقال له منجشان فنسبت إليه.


مِنجَل: بالكسر ثم السكون وفتح الجيم ولام والمنجل ما يستنجل من الأرض أي يستخرح وقيل المنجل الماءُ المستنقع: اسم واد في شعر ابن مُقبل:

أخالفَ ربعٌ من كُبيشةَ منجـلا

 

وجرت عليه الريح أخْوَل أخْوَلا

 

والمنجلُ: موضع بغربي صنعاءِ اليمن له ذكر، قال الشنفرى:

أمسي بأطراف الحماط وتـارةً

 

تُنقض رجلي مسبطيا مُعصفَرَا

وأبغي بني صعب بحر ديارهم

 

وسوفَ ألاقيهم إنِ الله يسـرَا

ويوم بذات الرَس أو بطن منجل

 

هنالك نبغي العاصر المتنـورا

 

منجُوران: بالفتح ثم السكون وجيم وواو وراء وآخره نون: قرية بينها وبين بلخ فرسخان.


منجُورُ: أظنها التي قبلها لأنها أيضاً من قرى بلخ. منها علي بن محمد المنجوري أبو الحسن كان من العُباد توفي في ذي القعدة سنة 211 ذكره أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق البلخي في تاريخه،.


المَنجَاةُ: موضع في بلاد هذيل، قال مالك بن خالد الهذلي:

لظَمياءَ دار قد تَعفتْ رسومُها

 

ففاز وبالمنحاة منها مساكنُ

 

منخِر: بكسر أوله وسكون ثانيه والخاءُ معجمة وراءَ منخرا الأنف خَرقاه وللأنف مَنخر ومِنخِر فمن قال منخر فهو اسم جاء على مَفعل على القياس ومن قال مِنخِركما في هذا الاسم قالوا كان في الأصل منخير على مِفعيل فحذفوا المدة كما قالوا منتن وكان في الأصل منتين: وهو هضبة لبني ربيعة بن عبد الله.


مندب: بالفتح ثم السكون وفتح الدال والباء موحلة وهو من ندَبتُ الإنسان لأمر إذا دَعوته إليه والموضع الذي يندب إليه مَندب لأنه من ندبتُه أندُبه سمي بذلك لما كان يندب إليه في عمله وهو اسم ساحل مقابل لزبيد باليمن هو جبل مشرف ندَب بعض الملوك إليه الرجال حتى قدوه بالمعاول لأنه كان حاجزاً ومانعاً للبحر عن أن ينبسط بأرض اليمن فأراد بعض الملوك فيما بلغني أن يغرَق عدوه فقد هذا الجبل وأنفذه إلى أرض اليمن فغلب على بلدان كثيرة وقرىً وأهلكَ أهله وصار منه بحر اليمن الحائل بين أرض اليمن والحبشة والآخذ إلى عَيذاب والقُصَير إلى مقابل قوص من بلد الصعيد وعلى ساحله أيلة وجدَة والقلزم وغير ذلك من البلاد والله أعلم، ووجدت في خبر عبور الحبش وعبورهم مع أبرهة وارياط إلى اليمن أنهم عبروا عند المندبَ وكان يسمى ذا المندب فلما عبروا عنده قالت الحبش دند مديند كلمة معناها هذا الجائع، فقال أهل اليمن ليست ذات مطرب إنما هي مَندَب فغلب عليها.


مند: قرية في مخلاف صداء باليمن من أعمال صنعاءَ.


مندَد: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وهو من ند يَند بكسر النون لأنه لازم فاسم المكان مندِد بكسر الدال قياساً إلا أننا هكذا وجدناه مضبوطاَ في النسخ وهو اسم مكان باليمن كثير الرياح شديدها في قول تميم بن أبي بن مقبل:

عفا الدار من دهماء بعد إقامة

 

عجاجٌ بخلفي مَندَد متنـاوح

 

الخلفان: الناحيتان من قولهم فأس له خلفان.


مندَكؤرُ: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وسكون الكاف وهمزة على واو وراء: مدينة وهي قصبة لُوهُور من نواحي الهند في سمت غزنة.
مندَل: بالفتح أيضأ: بلد بالهند منه يُجلب العود الفائق الذي يقال له المندلي وأنشد فيه:

إذا ما مشَت نادى بما في ثيابها

 

ذكي الشذا والمندَلي المطـير

 

مندُوب: بوزن المفعول من ندبت الميت أو ندبت فلاناً إلى كذا: يوم كانت لهم فيه وقعة. المندى: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الدال والقصر: موضع في شعر علقمة بن عبدة حيث قال:

وناجيةٍ أفنى ركيبَ ضلـوعـهـا

 

وحارِكَـهـا تـهـخـرٌ ودؤوب

فأوردتها مـاءً كـأن جـمَـامَـهُ

 

من الأجنِ حناء معـاً وصـبـيب

ترادى على دمن الحياض فإن تعف

 

فإن المُنـدى رِحـلةٌ فـركـوبُ

 

مِنديس: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال وياء وسين مهمله: من قرى الصعيد في غربي النيل.
منزر: قّرية من قرى اليمن من ناحية سِنحَانَ.


منستير: بضم أوله وفتح ثانيه وسكون السين المهملة وكسر التاء المثناة من فوقها وياءٍ وراءٍ وهو موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية بينه وبين كل واحدة منهما مرحلة وهي خمسة قصور يحيط بها سور واحد يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم. قال البكري: ومن محارس سوسة المذكورة المنستير الذي جاءَ فيه الأثر ويقال إن الذي بَنَى القصر الكبير بالمنستير هرثمة بن أعين سنة 180 وله في يوم عاشوراءَ موسم عظيم ومجمع كبير وبالمنستير البيوت الحجر والطواحين الفارسية ومواجل الماء وهو حصن كبير عالٍ متقن العمل وفي الطبقة الثانية مسجد لا يخلو من شيخ خير فاضل يكون مدار القوم عليه وفيه جماعة من الصالحين المرابطين قد حبسوا أنفسهم فيه منفردين عن الأهل والوطن، وفي قبلته حصن فسيح مزار لنساء ، المرابطات وبها جامع متقن البناء وهو آزاج معقودة كلها وفيه حمامات وغدر وأهل القيروان يتبرعون بحمل الأموال إليهم والصدقات وبقرب المنستير ملاحة يحمل ملحها في المراكب إلى عدة مواضع قال: ومنستير عثمان بينه وبين القيروان ست مراحل وهي قرية كبيرة آهلة بها جامع وفنادق وأسواق وحمامات وبثر لا تنزف وقصر للأول مبني بالصخر كبير وأرباب المنستير قوم من قريش من ولد الربيع بن سليمان وهو اختطه عند دخوله إفريقية وبه عرب وبربر ومنه إلى مدينة باجة ثلاث مراحل. والمنستير في شرق الأندلس بين لَقَنْتَ وقرطاجنّة. كتب إلي بذلك أبو الربيع سليمان بن عبد اللهَ المكي عن أبي القاسم البوصيري عن أبيه.


المنشَارُ: بكسر أوله بلفظ المنشار الذي يشق به الخشب وهو:حصن قريب من الفرات، وقال الحازمي منشار. جبل أظنه نجدياً.


منشِد: بالضم ثم السكون وكسر الشين وقال مهملة بلفظ أنشد يُنشد فهو منشد: موضع بين رَضوَى جبل بني جُهينة وبين الساحل. وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق الفُرع، وإياه أراد معن بن أوس المُزني بقوله بعد ذكر منازل وغيرها:

 

تَعَفتْ مغانيها وخف أنيسُـهـا

 

من أدهم محروس قديم معاهدُه

فمندفع الغُلآن من جنب منشـد

 

فنعفُ الغرابُ خطْبهُ وأساوده

 

ومنشد بلد لبني سعد بن زيد مناة بن تميم ومنشد في بلاد طيىء. قال زيد الخيل وكان يتشوقه وقد حضرَته الوفاة:

سقى اللهَ ما بين القفيل فطابةٍ

 

فما دون أزمام فما فوق منشد

 

منشِم: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الشين المعجمة وميم والنشم شجر الجبال تعمل منه القسيُ وليس هذا منشم بفتح الشي للعطر في قول زُهير:

تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

 

قال أبو عبيدة موضع.


المُتشيةُ: بضم الميم وسكون النون وكسر الشين والياء مشددة لأربع قرى بمصر. احداها من كورة الجيزية من الحبس الجنوبي، وألثانية من عمل قُوص، والثالثة من عمل إخميم يقال لها منشية الصلعاءُ والصلعاء قرية إلى جانبها والرابعة المنشية الكبرى من كورة الدنجاوية.


منصَحٌ : بالفتح ثم السكون وفتح الصاد من قولهم نَصِحَ الغيثُ البلاد إذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فضاء ولا خَلل ومنصح من نَصحَ يَنْصح لموضع حرف الحلق وهو واد بتهامة وراءَ مكة قال امرؤ القيس بن عابس السكوني:

ألا ليت شعري هل أرى الورد مرة

 

يطالب سربا مـوكـلاً بُـغـراز

أمامَ رَعيل أو بروضة مـنـصـح

 

أبادر أنـعـامـا وأجـلَ صـوار

 

وقال ساعدة بن جُؤية الهذلي:

لهن بما بين الأصاغي ومنصح

 

تعاوٍ كما عج الحجيج الملبـد

 

المنصَحية: مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة: ماء لبني الدئل بتهامة. المنصَرَفُ: بالضم وفتح الراءِ: موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد. قال ابن إسحاق: ثم ارتحل من سَجْسج بالروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيَسار وسلك ذات اليمين على النازية يعنى النبي صلى الله عليه وسلم .


المَنْصَفُ: بالفتح ثم السكون وفتح الصاد والفاء ورواه الحفصي بكسر الصاد وهو من النهار والطريق وكل شيءٍ وسطه وهو واد يسقي بلاد عامر من حنيفة باليمامة ومن ورائه وادي قرقرى.


المنصُليةُ: بضم الميم والصاد والنسبة إلى المنْصُل وهو من أسماء السيف: موضع فيه ملح كثير.


المَنْصُورَةُ: مفعولة من النصر في عدة مواضع منها المنصورة بأرض السند وهي قصبتها مدينة كبيرة كثيرة الخيرات فات جامع كبير سوَاريه ساج ولهم خليج من نهر مهرَان. قال حمزة وَهَمناباذ اصم مدينة من مدُن السند سموها الان منصورة، وقال المسعودي سميت المنصورة بمنصور بن جُمهور عامل بني أمية وهي في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ثلات وتسعون درجة وعرضها من جهة الجنوب اثنتان وعشرون درجة، وقال هشام سميت المنصورة لأن منصور بن جمهور الكلبي بناها فسميت به وكان خرج مخالفاَ لهارون وأقام بالسند، وقال الحسن بن أحمد المهلبي سميت المنصورة لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي بناها في أيام المنصور من بني العباس فسميت به وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي منه في شبه الجزيرة وفي أهلها مُرُوة وصلاح ودين وتجارات وشربهم من نهر يقال له مهران وهي شديدة الحر كثيرة البق بينها وبين الديبلُ ست مراحل وبينها وبين الملتان اثنتا عشرة مرحلة وإلى طوران خمس عشرة مرحلة ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس مراحل وأهلها مسلمون وملكهم قُرَشي يقال إنه من ولد هَبّار بن الأسود تغلب عليها هو وأجداده يتوارثون بها الملك إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس، وليس لهم من الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز ولهم قصب السكر وثمرة على قمر التفاح يسمونها البهلوبة شديدة الحموضة ولهم فاكهة تشبه الخوْخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم الخوخ وأسعارهم رخيصة وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطرى فَي الدرهم درهم وثُلث، ومنها المنصورة: مدينة كانت بالبطيحة عمَرها فيما أحسب مهذب الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر باللهَ وقد خربت ورسومها باقية، ومنها المنصورة وهي مدينة خوارزم القديمة كانت على شرقي جَيحون مقابل الجرجانية ومدينة خوارزم اليوم أخذها الماءُ حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم ويُرْوَى أن النبي صلى الله عليه وسلم رآها ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في خبر لم يحضرني الان، ومنها المنصورة مدينة بقرب القيروان من نواحي إفريقية استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي الخارج بالمغرب سنة 337 وعمَر أسواقها واستوطنها ثم صارت منزلاً للملوك الذين لهم والذين زعموا أنهم علوُيون وملكوا مصر ولم تزل منزلاً لملوك إفريقية من بني باديس حتى خربتها العرب لما دخلت إفريقية وخربت بلادها بُعَيد سنة 442 فكانت هي فيما خربت في ذلك الوقت، وقيل سميت المنصورية بالمنصور بن يوسف بن زيري من مَناد جد بني باديس وأكثر ما يسمون هذه التي بإفريقية خاصة المنصورية بالنسبة، ومنها المنصورة بلدة أنشأها الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب بين دمياط والقاهرة ورابط بها في وجه الأفرنج لما ملكوا دمياط وذلك في سنة 616 ولم يزل بها في عساكر وأعانه أخواه الأشراف والمعظم حش استنقذ دمياط في رجب سنة 618، ومنها المنصورة بلددة باليمن بين الجنَد وبقيل الحمراء كان أول من أسسها -سيف الاسلام طُغتكين بن أيوب وأقام بها إلى أن مات فقال شاعره الأبيُ:

أحسنت في فعالها المنصورَة

 

وأقامت لنا من العدل صورَة

رام تشييدها العزيز فأعـت

 

ه إلى وسط قبره دُستـورَه

 

منضح: بالكسر ثم السكون ثم الضاد معجمة مفتوحة علم .. منقول من نَضَختُ الماء نَضحَاً إذا رششته ويجوز أن يكون من غير ذلك اسم معدن جاهلي بالحجاز عنده جوية عظيمه يجتمع فيها الماء.


المنضحِية: قال الأصمعي: ماءة بتهامة لبني الدئل خاصة. المنطبق: صنم كان للسلف وعك والأشعرين وهو من نحاس يكلمون من جوفه كلاماً لمِ يسمع بمثله فلما كسرت الأصنام وجدوا فيه سيفا فاصطفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه مخذَما قاله ابن حبيب.


منظرة الحلبَةِ: موضع مشرف يُنظر منه وهي منظرة محكمه البنيان في وسط السوق في آخر محلة المأمونية بغداد قرب الحلبة. كان أول من بناها المأمون وكانت في أيامه تشرف على البرية وأما الآن فهي في وسط البلد ثم أمر المستنجد بالله بنقضها وتجديدها على ما هي عليه اليوم جعلت ليجلس فيها الخليفة ويستعرض الجيوش في أيام الأعياد.


منظرة الريحَانِيًينَ: في السوق الذي يباع فيه الريحان والفواكه وتشرف على سوق الصرف، بيغداد. كان أول من استحدثها المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بالله وكان هناك دار لخاتون بباب الغَرَبة ودار للسيدة أخته بنت المقتدي فنقضهما وأضاف إليهما من الريحانين سوق السقط وهو اثنان وعشرون دكاناَ وخان كان خلفه ويعرف بخان عاصم وثلاثة عشر دكاناً من ّورائه وسوق العطارين جميعه وكان عدد دكاكينه ثلاثة وأربعين دكاناً ودكاكين مد الذهب وكانت ستة عشر دكاناً وعدة أرُون من باب الحرم واستأنف الجميع داراً واحدة ذات وجوه أربعة متقابلة وسعة صحنها ستمائة ذراع في وسطها بستان وكان فيها ما يزيد على ستين حُجرة وينتهي إلى باب في الموضع يعرف بدركاه خاتون من باب الحرم وفرغ من بنائها في سنة 507 ثم أوصَلَ المستنجد بهذه الدار منظرة مشرفة على الريحانيين في وسط السوق على باب بدر وهو أحد خواص الخدم وكان قبل ذلك يدعى بباب الخاصة يدخل منه من سمت منزلته ثم سد منذ أيام الطائع وتلك الفتن وكان ابتداء العمل في منظرة الريحانيين سنة 557.


منعجِ: بالفتح ثم السكون وكسر العين والجيم وهو من نعِج يَتعج إذا سمن وقياس المكان فتح العين لفتح عين مضارعه ومجيئه مكسورأ شاذ على أن بعضهم قد رواه بالفتح والمشهور الكسر وهو واد يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج ويدفع في بطن فلج ويوم منعج من أيام العرب لبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم على بني كلاب، قال جرير:

لعمرُك لا أنسى لياليَ منـعـج

 

ولا عاقلاَ إذ منزلُ الحي عاقلُ

 

عاقلٌ : واد دون بطن الرمة وهو يُناوح منعجاً من قدامه وعن يمينه أي يُحاذيه، وقيل منعج واد يصب من الدهناء، وقال بعض الأعراب:

ألم تعلمي يا دار ملحـاءَ أنـه

 

إذا أجدبت أو كان خِصباَ جنابُها

أحب بلاد الله ما بين منـعـج

 

إليَ وسُلمى أن يصوب سحابُها

بلاد بها حل الشباب تميمـتـي

 

وأوَل أرض مَنَ جلدي تُرابُها

 

وقاد أبو زياد الوحيدُ ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد الحارث بن كعب ومنعج جانب الحمى حمى ضرية التي تلي مهب الشمال ومنعج واد لبني أسد كثير المياه وما بين منعج والوحيد بلاد بني عامر لم يخالطها أحد أكثر من مسيرة شهر ولذلك قالت جمل حيث ذهبت الفِزرُ بإبلها:

بني الفزر ماذا تأمرون بهَـجـمة

 

تلائد لم تخلط بحيث نصـابُـهـا

تظل لأبناءِ الـسـبـيل مـنـاخة

 

على الماء يعطى درها ورقابهـا

أقول وقد ولوا بـنـهـب كـأنـه

 

قداميس حوضى رملها وهضابهـا

ألهفي عـلـى يوم كـيوم سُـوَيقة

 

شفى غل أكباد فساغ شـرابُـهـا

فإن لها بالـلـيث حـولَ ضـرية

 

كتائب لا يخفى عليه مصـابـهـا

إذا سمعوا بالفزر قالـوا غـنـيمة

 

وعوذة ذل لا يخاف اغتصابـهـا

بني عامر لا سلمَ للفزر بـعـدهـا

 

ولا أمنَ ما حَنت لسفر ركابـهـا

فكيف اجتلاب الفزر شولي وصبتي

 

أرامل هَزْلَى لا يحل اجتلابـهـا

وأربابها بين الوحـيد ومـنـعـج

 

عُكُوفاً تراءى سربُها وقبـابـهـا

ألم تعلمي يا فزر كم من مُصـابة

 

رهبنا بها الأعداءَ ناب مَنـابـهـا

وكل دلاص ذات نيرَين اُحكـمـت

 

على مرَة العافين يجري حبابـهـا

وأن رب جار قد حـمـينـا وراءه

 

بأسيافنا والحرب يشرَى ذبُابـهـا

 

منغ: بفتح أوله وتشديد ثانيه وغين معجمة وكانت قديماً تعرف بمنْع بالعين المهملة فعربوها وهي قرية كبيرة فيها منبر من نواحي عَزاز من نظر حلب.


المنفَطِرَةُ: من قرى اليمامة.


متفُ: بالفتح ثم السكون وفاءٍ : اسم مدينة فرعون بمصر. قال القضاعي أصلها بلغة القبط مافه فعربت فقيل منف. قال عبد الرحمن بن عبد اللهَ بن عبد الحكم بإسناده أول من سكن مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام بيصر ابن حام بن نوح فسكن منف وهي أول مدينة عمرت بعد الغرق هو وولده وهم ثلاثون نفساً منهم أربعة أولاد قد بلغوا وتزوجوا فبذلك سميت مافه ومعنى مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل منف وهي المرادة بقوله تعالى: "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها" القصص: 15،. قال الهمذاني ذكر لي شيخ صدوق فيما يحكيه قال رأيت بمنف دار فرعون ودرتُ في مجالسها ومساربها وغرفها وصفافها فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور فإن كان قد هندموه ولا حكوا بينه حتى صار في الملامسة بحيث لا يستبين فيه مجمع حجرين ولا ملتقى صخرتين فهذا عجيب وإن كان جميع ذلك حجراً واحداَ نقرته الرجال بالمناقير حتى خرقت تلك المخاريق في مواضعها إنه لأعجبُ وآثار هذه المدينة وحجارة قصورها إلى الاَن ظاهرة بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ وقيل إنه كان فيها أربعة أنهار يختلط ماؤها في موضع سريره ولذلك قال:" أليى لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" الزخرف: 15، وكانت منف أول مدينة بنيت بأرض مصر بعد الطوفان لأن بيصر والد مصر قدم إلى هذه الأرض في ثلاثين نفساً من ولده وولد ولله. قال ابن زولاق وذكر بعضهم أن من مصر لمنف ثلاثين ميلاً كانت بيوتاً متصلة وفيها بيت فرعون قطعة واحدة سقفُه وفرشه وحيطانه حجر واحد أخضر. قلت وسألت بعض عقلاء مصر عن ذلك فصدقه إلا أنه قال يكون مقداره خمسة أذرع في خمسة أذرع حسب، وذكر بعض عقلاء مصر قال دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح عالم مصر وهو جالس على باب كنيسة بمنف فقال أتدري ما مكتوب على باب هذه الكنيسة قلت لا قال مكتوب عليها لا تلوموني على صغرها فإني قد اشتريت كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة قال عثمان بن صالح وعلى باب هذه الكنيسة وكَزَ موسى عليه السلام الرجل فقضى عليه وبها كنيسة الأسقف لا يعرف طولها وعرضها مسقفة بحجر واحد حتى لو أن ملوك الأرض قبل الإسلام وخلفاء الإسلام جعلوا همتهم على أن يعملوا مثلها لما أمكنهم، وبمنف آثار الحكماء. والأنبياء وبها كان منزل يوسف الصديق عليه السلام ومن كان قبله ومنزل فرعون موسى وكانت له عين شمس والفسطاط اليوم بين منف وعين شمس في منتهى جبل المقطم ومنقطعه وكان في قرنة المقطم موضع يسمى المرتب وكان ابن طولون قد بنى عنده مسجدا يعرف به فكان فرعون إذا أراد الركوب في عين شمس إلى منف أوقد صاحب المرقب بمنف فرآه صاحب المرقب الذي على جبل المقطم فيوقد فيه فإذا رأى صاحب عين شمس ذلك الوقود تأهب لمجيئه وكذلك كان يصنع إذا أراد الركوب من منف إلى عين شمس فلذلك سمي الموضع تَنور فرعون.


منفَلُوطُ: بفتح الميم وسكون النون ثم فاء مفتوحة ولام مضمومة وآخره طاء مهملة: بلدة بالصعيد في غربي النيل بينها وبين شاطيء النيل بعد.


منفُوحَةُ: بالفتح كأنه اسم المفعول من نفحَ الطيب بنا فاحَ ونفحت الصبا إذا هبت كأن الريح الطيبة أو الهواء الطيب موجود فيها قالوا بالعرض من اليمامة واد يشقها من أعلاها إلى أسفلها وإلى جانبه منفوحة قرية مشهورة من نواحي اليمامة كان يسكنها الأعشى وبها قبره وهي لبني قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها لم تدخل في صلح مجاعة لما صالح خالد بن الوليد على اليمامة، وقد قيل إنما سميت منفوحة لأن بني قيس بن ثعلبة قدمت اليمامة بعدما نزلها عبيد بن ثعلبة كما ذكرنا في حجر وأنزل حوله بطون حنيفة فقالوا إنك أنزلتنا في ربعك فقال ما من فضل غير أني سأنفحكم فأنزلهم هذه القرية فسميت منفوحة وهو من قولهم نفحَه بشيء أي أعطاه يقال لا تزال لفلان نفحات من المعروف. قال ابن ميادة:

لما أتيتك أرجو فضل نائلَـكـم

 

نفَحْتني نفْحةَ طابت لها العربُ

 

أي طابت لها النفس، وقال الأعشى:

فقاع منفوحة ذي الحائر

 

منفية: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مشددة: هي بلدة مشهورة في ساحل بحر الزنج.


المُنَقى: بالضم وتشديد القاف من نقيت الشيء فهو منْقى أي خالص: طريق للعرب إلى الشام كان في الجاهلية يسكنه أهل تهامة. والمنقى بين أحد والمدينة. قال ابن إسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوص، وقال ابن هَرمَة:

كأني من تذَكر ما ألاقي

 

إذا ما أظلم الليل البهـيمُ

سليم مَل منه أقـربـوه

 

وودعه المداوي والحميمُ

فكم بين الأقارع والمنقى

 

إلى أحد إلى ميقات رِيم

إلى الجَماء من خد أسيلِ

 

عوارضه ومن دل رخيم

 

مَنقَبَاط: بالفتح ثم السكون وفتح القاف وباء موحدة وآخره طاء: قرية على غربي النيل بالصعيد قرب مدينة أسيوط.


المنقدة: قريتان من قرى ذمار يقال لإحداهما المنقدة العليا وللاخرى المنقدة السفلى.


المنقدية: أرض لبني القسيم باليمامة.


مَنقَشلاَغ: بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون الشين المعجمة وآخره غين معجمة: قلعة حصينة في آخر حدود خوارزم وهي بين خوارزم وسقسين ونواحى الروس قرب البحر الذي يصب فيه جيحون وهو بحر طبرستان. قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي وكتب بها إلى ابنه المؤيد وكان قد مضى إلى منقشلاغ:

أيا برقَ نجدٍ هِجتَ شوقي إلى نجـد

 

وأضرمتَ في الأحشاء ثائرة الوجـد

خواوزم نجدِي وهي غـير بـعـيدة

 

وقد حُلئَت عِيسِي برغمي عن الوخد

إذا غازَلَتْ ريحُ الشمـال رياضَـهـا

 

عقيبَ ندَاها خلتها جَـنة الـخـلـد

فلا وَقْدُ قلبي عينُ عينـي نـاشـف

 

ولا عين عيني مُطفىءُ الوَهج والوقد

فيا إخوَتي هل تذكرون أخـاً لـكـم

 

غريباً بمنقَشلاغَ في شدة الـجـهـد

ألام بما أبدى من الشوق نـحـوكـم

 

على أن ما أخفيه أضعاف ما أبـدي

 

وله أيضاً في مدح خوارزم شاه اتسز وكان قد افتتحها:

أرملتَ في شُم منقشلاغَ صاعقةً

 

من الظبى صعقت منها أهاليها

منقَلُ المستعجَلَةِ: على عشرة أميال من صعدَةَ ذكره في حديث العَنسي.


المنقُوشِيَة: من قرى النيل من أرض بابل. منها أبو الخطاب محمد بن جعفر الربعي شاعر جيد قدم بغداد وأصعد منها إلى ناحية الجزيرة فأقام عند الملك الأشرف ابن الملك العادل ملة وتنقلَ في نواحى ديار بكر ومدح ملوكها وهو حي في أيامنا هذه وقد أنشدني من شعره أشياء ضاعت مني.


المُنكَبُ: بالضم ثم الفتح وتشديد الكاف وفتحها وباء موحدة من نكبتُ الشيء فهو منكب كأنك تعطيه منكبك وهو بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال البيرة بينه وبين غرناطة أربعون ميلاً.


منكَثُ: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وثاء مثلثة: بلدة من نواحي أسبيجاب ومَنكث أيضاً قرية من قرى بخارى وكلتاهما بما وراء النهر ومنكث ناحية باليمن حصن بيد عبد علي بن عَوَاض. قال ابن الحائك منكث الحظيين وهم بقية الملوك من آل الصوار ولهم كرم وشرف.


مَنكَثَةُ: بالفتح اسم المكان من نكث ينكثُ وهو أن يحل برمُ الأكسية المنسوجة ثم تُغزل ثانيةَ ومنه نكثَ العهدَ وهو واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن عُلَي.


المنكَدِرُ: بالضم ثم السكون وهو اسم الفاعل من انكدر عليهم القوم إذا جاؤوا أرسالاً يتبع بعضهم بعضاً وهو طريق يسلك بين الشام واليمامة وقيل طريق من الكوفة إلى اليمامة. قال جَندل بن المثنى الطهَوي يصف إبلا:

يَهوين من أفجه شتى الكُور

 

من مجدل ومَثقب ومنكدر

 

ومثلهم من بصرة ومن هَجر

ومن ثنايا يمَن ومن قـطَـر

 

حتى أتى خوَا على بني سَفر

 

مَنْكِفٌ : بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وآخره فاء هو من نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته أنكفُه نكفاً إذا علا ظَلفاً من الأرض غليظاً لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل وقياسه مَنكف بفتح الكاف على هذا وهو اسم: واد. قال ابن مقبل:

عفَا من سُلَيمى ذو كُلاف فمنكَفُ

 

مبادي الجميع القيظُ والمتصيفُ

 

مَنوَاثُ: بالفتح ثم السكون وآخره ثاة مثلثة: بليدة بسواحل الشام قرب عكةَ. منوَر: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والراء: جبل في قول بشر:

ذو بَحَار فَمنْورُ

 

وقال يزيد بن أبي حارثة:

إني لعَنرُك لا أصالح طـيئاً

 

حتى يغور مكان رُمح مَنْوَر

 

مَنورَقَةُ: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وفتح الراء وقاف: جزيرة عامرة في شرقي الأندلس قرب مَيورَقَةَ إحداهما بالنون والأخرى بالياءِ.


مَنُوفُ: من قرى مصر القديمة لها ذكر في فتوح مصر ويضاف إليها كورة فيقال كورة رمسيس وعنوف وهي من أسفل الأرض من بطن الريف ويقال لكورتها الان المَنُوفية.


مَنُوقان: بالقاف وآخره نون: مدينة بكرمان.


مَنُونيَا: قرية من قرى نهر الملك كانت أولاً مدينة ولها ذكر في أخبار الفرس وهي على شاطىء نهر الملك، ينسب إليها من المتأخرين حَماد بن سعيد أبو عبد اللهَ الضرير المقرىء المَنُوني قدم بغداد وقرأ القرآن ورُوي عنه أناشيد.


منهات: من حصون اليمن قريب من الدملوة.


مُنْهِل: بالضم ثم السكون وكسر الهاءِ اسم المفعول من نَهِلَ يَنْهَل وهو شرب الإبل الأول: اسم ماءٍ في بلاد سليم.


المَنْهَى: بالفتح والقصر كأنه اسم مكان من نهاه ينهاه وهو اسم فم النهر الذي احتفره يوسف الصديق يفضى إلى الفيوم مأخذه من النيل وقد ذكر في الفيوم. قال العمراني المنهى موضع جاءَ في الشعر.


المُنِيبُ: بالضم ثم الكسر ثم ياءٍ ساكنة وباء موحدة يقال للمطر الجَمودِ مُنيبٌ : ماءٌ من مياه بني ضبة بنجد في شرقي الحزيز لغنى.


مُنيح: جبل لبني سعد بالدهناءِ.


مَنِيحَةُ: بالفتح ثم السكر ثم ياءٍ وحاءٍ مهملة واحدة المنايح وهو كالهبة والعطية والمنيحة اسم لشاة يمنحها الرجل صاحبه عارية للبن خاصة والمنيحة: من قرى دمشق بالغوطة، ينسب إليها أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي حدث عن أبي خليد عُتبة بن حماد روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي وبها مشهد يقال إنه قبر سعد بن عُبادة الأنصاري والصحيح أن سعداً مات بالمدينة.


مَنِيذ: بالفتح ثم الكسر ثم باءٍ وذال: موضع بفارس عن العمراني ولعله صحفَه وهو ميبُذ.


مُنِيرَةُ: بالضم ثم الكسرة والباء آخر الحروف والراء. ذكره الزبير في عقيق المدينة.


المُنيطِرَةُ: مصغر بالطاء مهملة: حصن بالشام قريب من طرابلس.


مَنيع: بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحتها وعين مهملة. الجامع المنبعيُ بنيسابور عمره الريس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي وكان كثير المال عظيم الرياسة والنسك وبَنَى غير الجامع مساجد ورباطات ومدارس وسمع الحديث من أبي طاهر الزبادي وأبي بكر بن زيد الصيني وغيرهما روى عنه أبو المظقر عبد المنعم القشيري وغيره ومات بمرو الروذ لثلاث بقين من ذي القعدة سنة 463، وفي نيسابور جماعة نسبوا كذلك وقيل إن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لم يعقب.
المُنِيفُ: بالضم ثم الكسر وياء وفاء وهو من ناف ينيف إذا أشرف وأناف يُنيف لغة وهذا الموضع مأخوذ من اللغة الأولى: موضع قال صخر الغي:

فلما رأى العمقَ قدامَـه

 

ولما رأى عَمَراً والمُنيفا

 

والمُنيف حصن في جبلِ صبر من أعمال تَعِزَّ باليمن. والمُنيف أيضاً فيفُ لحج حصن قرب عدَن.


المُنِيفَةُ: بالضم ثم الكسر وهو من أناف يُنيفُ اللغة الثانية المذكورة قبل: ماء لتميم على فَلْج كان فيه يوم من أيامهم وهو بين نجد واليمامة. قال بعض الشعراء:

أقول لصاحبي والعِيسُ تهوِي

 

بنا بين المُنيفة فالضـمـارِ

تمتغ من شميم عَرَارِ نجـدِ

 

فما بعد العشية من عَـرَار

 

مُنِيم: بالضم ثم الكسر ثم ياءٍ ساكنة من أنامَه يُنيمه اسم فاعل: اسم موضع في شعر الأعشى:

أشْجاك ربعُ منازلٍ ورُسوم

 

بالجزع بين حفَيرة ومُنيمِ

 

منيَمُون: بالفتح ثم السكون وفتح الياء المثناة واخره نون: كورة بمصر ذات قرى وضياع. مَنِين: بالفتح ثم الكسر ثم ياءٍ مثناة ونون أخرى وله معانٍ المنين من الرجال الضعيف والمنين القوي وحبل منين إذا أخلق وتقطَعَ والمنين الغبار والمنين الثوب الخلق ومنين: قرية في جبل سَنير من أعمال الشام وقيل من أعمال دمشق. منها الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن رزقاللَه بن عبيد اللَه وقيل كُنيتُه أبو الحسن ويعرف بابن أبي عمرو الأسود المنيني المقري إمام أهل قرية منين روى عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة وأبي علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري وعلي بن يعقوب وغيرهم روى عنه علي بن الخضر وعبد العزيز الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي وغيرهم وكان من ثقات المسلمين ولم يكن بالشام من يكنى بأبي بكر غيره خوفاَ من المصريين قال عبد العزيز الكناني توفي شيخنا أبو بكر محمد بن رزق اللهَ إمام قرية منين في جمادى الآخرة سنة 426 وكان يحفظ القرآن بالأحرُف وكان يذكر أن مولده سنة 342.


مَنْيونش: بالفتح ثم السكون ثم ياءٍ مضمومة وسكون الواو وكسر النون وشين معجمة: حصن بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد إلأفرنج.


مُنية الاصبغ: في شرقي مصر منسوبة إلى الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخي عمر بن عبد العزيز بن مروان.


مُنية أبي الخُصَيب: بالضم ثم السكون ثم ياءٍ مفتوحة. مدينة كبيرة حسنة كثيرة الأهل والسكن على شاطىء النيل في الصعيد الأدنى قد أنشأ فيها أبو اللمطي أحد الرؤساء بتلك النواحي جامعاً حسناً وفي قبلتها مقام إ براهيم عليه السلام.
مُنية بُولاق: با لإسكندرية.


مُنية الزجاج: بالإسكندرية بها قبر عُتبة بن أبي سفيان بن حرب مات بالاسكندرية والياً على مصر سنة 74 ودفن بهذه المدينة.


منية زفتَا: شمالي مصر عِلى فوهة النهر الذي يؤدي إلى دمياط ومقابلها مُنيَةُ غمر وزِفتا بكسر الزاي والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوقها.


منية شنشِنا: بتكرير النون والشين المعجمة والقصر في شمالي مصر.


منية الشيرَج: بلدة كبيرة طويلة ذات سوق بينها وبين القاهرة فرسخ أو كثر قليلأ على طريق القاصد إلى الإسكندرية.


منيةُ عَحَبَ: بتحريك عجب: جهةٌ بالأندلس. ينسب إليها خلَف بن سعيد المُني المحدث توفي بالأندلس سنة 305.


منية غمر: الغين معجمة والميم ساكنة وراءٌ : شمالي عصر على فوهة النهر المؤدي إلى دمياط ومقابلها مُنية زفتا.


منيةُ القائد: وهو القائد فَضل: في أول الصعيد قبلى الفسطاط بينها وبين مدينة مصر يومان.


منيةَ قُوص: بالقاف وهي ربضُ مدينة قُوص وهو كبير واسع فيه منازل التجار وأرباب الأموال.


مني جَعفَر: جمع مُنية اسم لعدة ضياع في شمالي الفسطاط.


مني : بلفظ مني الرجل: ماءٌ بقرب ضرية في سفح جبل أحمر من جبال بني كلاب ثم للضباب منهم.