حـرف الـمـيـم: باب الميم الهاء، الياء وما يليهما

باب الميم الهاء وما يليهما

مَهَاباذ: بالفتح وبعد الألف باءٌ موحدة وآخره ذال معجمة تفسيرها عمارة القمر وأباذ عمارة ولذلك تقول العجم أباذان أي عامر: قرية مشهورة بين قم وأصبهان، ينسب إليها أحمد بن عبد الله المهاباذي النحوي مصنف شرح اللمع أخذه عن عبد القاهر الجرجاني.

مَهايع: كأنه جمع مهيَع وهو الطريق الواضح: قرية كبيرة غناءُ بتهامة بها ناس كثير ومنبر بقرب ساية وواليها من قبل أمير المدينة.

المهجَمُ: بلد وولاية عن أعمال زبيد باليمن بينها وبين زبيد ثلاثة أيام، ويقال لناحيتها خزاز وأكثر أهلها خولان من أعلاها وأسافلها وشمالها بعد السرددِ.

مهجُورٌ : بالجيم: ماء من نواحي المدينة، قال:

بروضة الخُرجَين من مهجور

 

ترَبعَتْ في عازب نـضـير

مهجَرَةَ: بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة يجوز أن يكون اسماً لَبقعة من هَجَر يهجُر إذا تباعد أو من هجر يهجر إذا هذى أو من قولهم هجرت البعير أهجُره هجراً وهو أن تشد حبلاً في رسغ رجله ثم يشد إلى حَقوه، ومهجرة: بلدة في أول أعمال اليمن بينها وبين صَعدةَ عشرون فرسخاً. المَهدية: بالفتح ثم السكون في موضعين: إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن علي قرب سلاَ فأما المهدي ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجُه أحدها أن يكون من المهدي بفتح ميمه ويعني أنه هو مُهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي بضم الميم كقولك المرمي والمكري والملقي ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمت الميم وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية فإن الأصمعي يقول هداه يهديه في الدين هدُى وهداه يهديه هداية إذا دله على الطريق وهدَيت العروسُ فأنا أهديها هِداءً وأهديتُ الهديةَ إهداءً وأهديت الهديَ هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثياً متعدياً فلا يفتقر إلى زيادة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مَضرَب أو مَشرَب إنما المراد موضع الضرب والشرب ومحلهما فكذلك هنا المسمى المراد أنه موضع الهَدي ومحله ويجوز أن يكون المهدي منسوباً إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربي منسوب إلى اسم مكان الضرب والقياس هدَى يهدي والمكان مهدِي بتصحيح الياء كما أن قاضٍ أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخف فقالوا: مهدى كما قالوا مَغْزى فصار مقصوراً لا يحتمل ماتحتمله الياءُ من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياءُ في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها فإن قيل فَهلا فروا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة قُلنا إنما فروا من الثقل ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففروا إلى الأخف لكنهم لما نسبوا إليهما ردوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا: قاضي ومهدي فكسروا الدال التي في مهدي وشددوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضوي ومهدوي ومغزوي إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضي ومغزى لا مطعن للمنصف فيه والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهدي هو اسم المفعول من هدَى يهدي فهو مهدي مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدُوي بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه بوزن مضروب فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياءِ مشددة فكسرت لها الدال فصار مهدي مثل مرمي ومشوي ومقلي، والوجه الثالث أن يكون منسوباً إلى المهد تشبيهاً له بعيسى عليه السلام فإنه تكلم في المهد فضيلة اختص بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب، وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي وبينها وبين القَيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدويةُ إليها تنسب وقد اختطها المهدي، واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداحُ الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فرباه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيداً فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولدُ القداح نفسه في قصص طويلة وقال من صححَ نسبه إنه أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قدم إفريقية فملكها وأقام بالقيروان مدة ثم خط المهدية وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككف على زَند عليها سور عالٍ محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان عليها باب من حديد مُصمتِ مصراع واحد تأنق المهدي في عمله، وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم في سنة 300 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعاً يبني فيه مدينة خوفاً من خارج يخرج عليه وأراد موضعاً حصيناً حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزَنْد فتأملها فوجد فيها راهباً في مغارة فقال له: بم يُعرف هذا الموضع فقال: هذا يسمى جزيرة الخلفاء فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303، وقال أبو عُبيد البكري  كان شروعه فيها سنة 300 وكمل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال، ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محارباً لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرَةَ واستوطنها بعد أبيه مَعد وعمل فيها مصانع واحتفر أبياراً وبنى فيها قصوراً عالية، قال بطليموس مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها اثنتا عشرة درجة من الجدي، وقال أبو عبيد البكري جُعل لمدينتها باباً حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبراً كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام وأهل تلك النواحي يسمونها مَوَاجل ثلثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية مَيانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصب في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها وُيرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضاً من قرية ميانش من الآبار بالدواليب يصب في محبس يجري منه في تلك القناة قال ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسَعُ ثلاثين مركباً على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حرَاس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدونها كما كانت تحبيساً لها، ولما فرغ من إحكام ذلك قال اليوم أمنتُ على الفاطميات يعني بناته وارتحل إليها وأقام بها ثم عمر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كل طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلما استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك وبنيتُ بيني وبينهم سوراً وأبواباً فأنا آمن منهم ليلاً ونهاراً لأني أفرق بينهم وبين أموالهم ليلاً وبينهم وبين حرمهم نهاراً، وشرب أهلها من الآبار والصهاريج ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفْضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقلية جرجي إليها في سنة 543 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعزْ بن باديس وخرج هارباً حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة555إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئاً، وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فن، منهم أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحداد المهدوي القائل:

قالت وأبـدَت صَـفْـحَة

 

كالشمس من تحت القِناع

بعتَ الدفـاتـر وهـيَ آ

 

خِرُما يُباع من المـتـاع

فأجبتـهـا ويدي عـلـى

 

كبدي وهمَتْ بانـصِـداع

لا تعْجبـي فـيمـا رأي

 

تِ ننحنُ في زمن الضياع

 

مَهَرَاتُ: بلد بنجد من أرض مهرَة قرب حضرموت.


المِهْرَاسُ: بكسر أوله وسكون ثانيه وأخره سين مهملة المهراس موضعان أحدهما موضع باليمامة كان من منازل الأعشى وفيه يقول:

شاقتك من قبلة أطلالُها

 

بالسط فالوتْر إلى حاجر

فرُكن مِهْراسَ إلى مارد

 

فقاع منفوحةَ ذي الحائر

 

قالوا كان الأعشى ينزل هذا الشق من اليمامة، والمِهراس حجر مستطيل يتوضأ منه وفي حديث أبي هُريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد أحدكم الوضوء فليفرغ علي يديه من إنائه ثلاثاً فقال له قين الأشجعي فإذا أتينا مهراسكم كيف نصنع أراد بالمهراس هذا الحجر المنقور الذي لا يقله الرجال، والمهراس فيما ذكره المُبرد: ماء بجبل أحد وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم عطش يوم أحد فجاءه علي رضي الله عنه وفي درَقَته ماء من المهراس فعافَهُ وغسل به الدم عن وجهَه، قال عبيد الله الفقير إليه ويجوز أن يكون جاءه بماء من الحجر المنقور المسمى بالمهراس ويجوز أن يكون علماً لهذا الحجر سمي به لثقله لما أنه يقع على الشيء فيهرسه وليس كل حجر منقور مستطيل مهراساً والله أعلم، وقال سُمَديف بن ميمون يذكر حمزة وكان دفن بالمهراس:

لا تُقيلَنَ عبد شمس عـثـاراً

 

واقْطَعَنْ كل رَقلة وغِراس

أقِصهم أيها الخليفة واحسـم

 

عنك بالسيف شأفَة الأرجاس

واذكُرَنْ مقتل الحسـين وزيد

 

وقتيلا بجانب المـهـراس

 

هو حمزة بن عبد المطلب.


مِهْرَانُ: بالكسر ثم السكون وراء وآخره نون اسم أعجمي: موضع لنهر السند، قال حمزة وأصله بالفارسية مهران روذ وهو واد يقبل من الشرق آخذاً على جهة الجنوب متوجهاً إلى جهة المغرب حتى يقع في أسفل السند ويصب في بحر فارس وهو نهر عظيم بقدر دجلة تجري فيه السُفُن ويسقي بلاداً كثيرة ويصب في البحر عند الديبل، قال الإصطخري: وبلغني أن مخرج مهران من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون فيظهر مهران بناحية الملتان على حد سَمَندور والرور ثم على المنصورة ثم يقع في البحر شرقي الديبُل وهو نهر كبير عذب جداً ويقال أن فيه تماسيح مثل ما في النيل وهو مثله في الكبر وجريه مثل جريا ويرتفع على وجه الأرض ثم ينضب فيزْرَع عليه مثل ما يزرع بأرض مصر والسندروذ: نهر آخر هناك ذكر في موضعه.


مهرَبَارات: من قرى أصبهان، كان ينزلها محمد بن أحمد بن عبد الله بن جره المهربرتي سمع منه بها قتيبة بن سعيد.


مهرَبانان: بالكسر ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة وبعد الألف نون وآخره نون والمهر بالفارسية له مَعنيان أحدهما هو الشمس ومهر معناه المحبة والشفقة من قرى مرو.


مهْرَبَندقشَاي: والعامة يسمونها بندكشاي بباء موحدة ونون ودال والقاف والشين: قرية على ثلاثة فراسخ من مرو، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشائي.


مهرِجان قذَق: ثلاث كلمات بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء فهذا معناه الشمس أو المحبة والشفقة ثم جيم وبعد الألف نون وهذا معناه النفس أو الروح ثم قاف مفتوحة وقد تضم وذال معجمة وقاف أخرى وأظنه اسم رجل فيكون معناه محبة أو شمس نفس قذق وهي كورة حسنة واسعة ذات مدن وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال عن يمين القاصد من حلوان العراق إلى همذان في تلك الجبال.


مهرِجان: معناه بالفارسية فرح النفس قد يسقط من الكورة المذكورة آنفاً قذق فيقال مهرجان فقط، قال أبو سعد مهرجان قرية بأسفرايين لقبها بذلك كسرى قباذ بن فيروز والد كسرى أنوشروان لحسنها وخضرتها وصحة هوائها، ينسب إليها جماعة من العلماء، منهم أبو بكر محمد بن عبد الله بن مهدي المهرجاني النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن رجاء وعمر بن شبّة وأبا سعيد الأشج وغيرهم روى عنه أبو علي الحافظ وغيره: ومهرجان قرية بين أصبهان وطَبس كبيرة بها جامع وقد خربت.


مهْرَجَمِين: قد ذكرنا معنى مهر ثم جيم مفتوحة وميم مكسورة وياء ساكنة ونون من قرى جرجان. مهْرِقان: بالقاف وآخره نون من قرى الري عن أبي سعد، ينسب إليها خضر أبو عمر المهرقاني الرازي يروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيىٍ بن سعيد القطان وأبي داود الطيالسي وكان صدوقاً روى عنه أبو حاتم الرازي.


مهرَوَان: بالواو وآخره نون: كورة في سهل طبرستان بينها وبين سارية عشرة فراسخ وبها مدينة ذات منبر وكان يكون بها قائدٌ في ألف رجل مسلحة، وقد نسب بهذه النسبة يوسف بن أحمد بن يوسف بن محمد أبو القاسم المهرواني القزاز نزيل بغداد قال شيروَيه قدم علينا همذان في رجب سنة 433 وروى عن ابن زرقَوَيه وأبي أحمد الفرضي وابن مهدي وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المعلم وغيرهم، حدثنا عنه أبو علي الميداني وعبدوس أنه صدوق حسن.


مهرُوبان: الواو ساكنة ثم باء موحدة وآخره نون في موضعين، أحدهما على ساحل البحر بين عبادان وسيراف، بليدة صغيرة رأيتها أنا وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة ونصف وعرضها ثلاثون درجة، وقال أبو سعد: مهروبان ناحية مشتملة على عدة قرى بهمذان، ينسب إليها أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد المهروباني سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي وغيرهما روى عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشُيري وانتَخبَ له الحافظ أبو بكر الخطيب فوائد.


مهرُوذ: آخره ذال معجمة والواو ساكنة من طساسيج سواد بغداد بالجانب الشرقي من استان شاذقباذ وهو نهر عليه قُرَى في طريق خراسان، ولما فرغ المسلمون من المدائن وملكوها ساروا نحو جَلُولاء حتى أتوا مهروذ وعلى المقدمة هاشم بن عتبة بن أبي وَقَاص فجاءه دهقانها وصالحه على جريب من الدراهم على أن لا يقتلوا من أهلها أحداً.


مفرَةُ: بالفتح ثم السكون هكذا يرويه عامة الناس والصحيح مهرَةُ بالتحريك وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه، قال العمراني مهرَةُ: بلاد تُنسب إليها الإبل قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة تنسب إليهم الإبل المهرية وباليمن لهم مخلاف يقال بإسقاط المضاف إليه وبينه وبين عُمانَ نحو شهر وكذلك بينه وبين حضرموت فيما زعم أبو زيد وطول مخلاف مهرة أربع وستون درجة وعرضه سبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة في الإقليم الأول.


مهرِيجان: بكسر الراءِ ثم ياءِ ساكنة وجيم وآخره نون: قرية بمرو، ينسب إليها مَطَر بن العباس بن عبد الله بن الجَهم بن مرة بن عياض المِهريجاني تابعي لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه فدعا له بطول العمر فعاش مائة وخمساً وثلاثين سنة وتوفي بمرو أيام نصر بن سيار ودُفن بمقبرة تنسب إليه ومِهريجان أيضاً قرية بكازرُون من نواحي فارس، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن محمد المهريجاني روى عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن محِمد الوراق سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.


مهرِيجرد: بكسر الميم والراء وسكون الهاءِ والياءِ وكسر الجيم وسكون الراءِ الثانية بعدها دال مهملة: قرية غَناء من كورة تمد وهي من أجل قراها وأعمرها وأكثرها سواداً ومياهاً وأنهاراً.
المُهَزمُ: موضع في قول عدي بن الرقاع:

لمن رسمُ دارِ كالكتاب المنمنم

 

بمنعَرَج الوادي فُوَيقَ المُهَزم

 

مهزور: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم زاي وواو ساكنة وراء قال أبو زيد يقال هَزَرَة يهزِره هَزراً وهو الضرب بالعصا على الظهر والجنب وهو مهزور وهزير والهزير المتقحم في البيع والإغلاءِ وقد هزرتُ له في البيع أي أغلَيتُ: مهزور ومُذينب واديان يسيلان بماءِ المطر خاصة، وقال أبو عبيد مهزور وادي قريظة قالوا لما قدمت اليهود إلى المدينة نزلوا السافلة فاستوبؤوها فبعثوا رائداً لهم حتى أتى العالية بُطْحَان ومهزوراً وهما واديان يهبطان من حرة تنصب منها مياه عذبة فرجع إليهم فقال قد وجدت لكم بلداً نزهاً طيباً وأودية تنصب إلى حرة عذبة ومياهاً طيبة في متأخر الحرة فتحولوا إليها فنزل بنو النضير ومن معهم بطحان ونزلت قريظة وهدل على مهزور فكانت لهم تلاع وماء يسقى سمرات، وفي مهزور اختُصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أهل مهزور فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى، وكانت المدينة أشرفت على الغرق في خلافة عثمان رضي الله عنه من سيل مهزور حتى اتخذ عثمان له ردماً، وجاء أيضاً بماءٍ عظيم مَخُوف في سنة 156 فبعث إليه عبد الصمد بن علي بن عبَد الله بن عباس وهو الأمير يومئذ عبيد الله بن أبي سلمة العمري فخرج وخرج الناس بعد صلاة العصر وقد مَلأ السيل صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم فدلتهم عجوز من أهل العالية على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحضروه فوجلوا للماء مسيلاً ففتحوه فغاض الماءُ منه إلىِ وادي بُطحان، قال أحمد بن جابر ومن مهزور إلى مُذينب شعبة تصب فيها.


مهزُولٌ : بالفتح وآخره لام اسم المفعول من الهزال اسم واد في أقبال النير بحمى ضرية وقيل واد إلى أصل جبل يقال له ينوف، وقال أبو زياد مهزول واد يتعلق بواديَين فهما شُعبتا مهزول وأنشد:

عُوجا خليلي على الطُلـول

 

بين اللوى وشعبتي مهزول

وما البكا في دارِسٍ محيل

 

قفرٍ وليس اليومَ كالمأهول

 

مهسَاع: بالكسر ثم السكون وسين مهملة مهملٌ عند اللغويين، وهو مخلاف باليمن.


مُهَشمَةُ: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الشين وكسرها، وعن الحفصي مُهشمة بفتح الشين، قال ابن شميل كل غائط من الأرض يكون وطيئاً فهو هشيم والمتهشمة التي يبس كلأها، وقال ابن شميل الأرض إذا لم يصبها مطر ولا نبت فيها تراها مهتشمة ومتهشمة، ومهشمَةُ هذه من قرى اليمامة، قال الحفصي مهشمة قرية ونخل ومحارث لبني عبد الله بن الدئل باليمامة، قال الشاعر:

يارُب بيضاء على مهشَمَه

 

أعجبَها أكلُ البعير النيمه

 

مهفِيروزان: بالفتح ثم السكون وكسر الفاءِ ثم ياءِ ساكنة وراءِ وواو وزاي وآخره نون: قرية على باب شيراز بأرض فارس.


مهور: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراءٍ وهو من هار الجُرف يهور إذا انصدع من خلفه وهو ثابت مكانه واسم المكان مهورَ: موضع ويروى مهواً.


مهيَعة: بالفتح ثم السكون ثم ياءِ مفتوحة وعين مهملة وهو مفعَلة من التهيع وهو الانبساط ومن قال إنه فعيَل فهو مُخطِىء لأنه ليس في كلامهم فَعيَل بفتح أوله وطريقٌ مهيَعٌ واضح وهي الجُحفة وقيل قريب من الجحفة وقد ذكرت الجحفة وهي ميقات أهل الشام.


مَهِينةُ: بالفتح ثم الكسر ثم ياءٍ ساكنة ونون وهاءِ من الهوان من قرى اليمامة.

 

باب الميم والياء وما يليهما

 

مَياسِرُ: قال ابن حبيب مياسر بين الرحبة والسُقيا من بلاد عذرَةَ يقال لها سُقيا الجزل وهي قريب من وادي القرى، قال كُثَير:

نظرتُ وقد حالت بَلاَكِثُ دونهم

 

وبُطنانُ وادي برمَةٍ وظُهورُها

إلى ظُعُنٍ بالنعف نَعفٍ مياسِـرٍ

 

حدتها تواليها ومارت صُدورُها

عليهنَ لعس من ظباء تَـبـالة

 

مذبذبة الخرصان بادٍ نُحُورُهـا

 

ميافارِقين: بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم فاءٍ وبعد الألف راءٌ وقاف مكسورة وياء ونون، قال بعض الشعراء:

فإن يَكُ في كيل اليمامة عُسرة

 

فما كَيلُ ميافارقِين بأعسَـرا

 

وقال كُثيّر:

مشاهد لم يَعفُ التنائي قديمها

 

وأخرى بميافارقين فموزَن

 

ميافارقين: أشهر مدينة بديار بكر، قالوا سميت بميا بِنتٍ لأنها أول من بناها وفارقين هو الخلاف بالفارسية يقال له بارجين لأنها كانت أحسنت خندقها فسميت بذلك وقيل ما بُني منها بالحجارة فهو بناء أنوشروان بن قباذ وما بُني بالآجر فهو بناءُ أبرويز، قال بطليموس  مدينة ميافارقين طولها أربع وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة داخلة في الإقليم الخامس طالعها الجَبهة بيت حياتها ثلاث درج من العقرب لها شركة في السماك الشامي وحرب في قلب الأسد تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان، وقال صاحب الزيج طول ميافارقين سبع وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة، والذي يعتمد عليه أنها من أبينة الروم لأنها في بلادهم وقد ذكر في ابتداء عمارتها أنه كان في موضع بعضها اليوم قرية عظيمة وكان بها بيعة من عهد المسيح وبقي منها حائط إلى وقتنا هذا قالوا وكان رئيس هذه الولاية رجلاً يقال له ليوطا فتزوج بنت رئيس الجبل الذي هناك يسكنه في زماننا الأكراد الشامية وكانت تسمى مريم فولدت له ثلاثة بنين كان اثنان منهم في خدمة الملك ثيودسيوس اليوناني الذي دار ملكه برومية الكُبرَى وبقي الأصغر وهو مرُوثا فاشتغل بالعلوم حتى فاق أهل عصره فلما مات أبوه جلس في مكانه في رياسة هذه البلاد وأطاعه أهلها وكان ملك الروم مقيماً بدار ملكه برومية وكان تحت حكمه إلى آخر بلاد ديار بكر والجزيرة وكان ملك الفرس حينئذ سابور ذو الأكتاف وكان بينه وبين ملك الروم ثيودسيوس منازعة وحروب مشهورة وكان ثيودسيوس قد تزوج امرأة يقال لها هيلانة من أهل الرها فأولدها قسطنطين الذي بَنَى مدينة قسطنطينية ثم مات ثيودسيوس فملكوا هيلانة إلى أن كبر ابنها قسطنطين فاستولى على الملك برومية الكُبرَى ثم اختار موضع قسطنطينية فعمرها هناك وصارت دار ملك الروم، وبقي مروثا بن ليوطا المقدم ذكره مقيماً بديار بكر مطاعاً في أهلها وكان له همة في عمارة الأديرة والكنائس فبنى منها شيئاً كثيراً فأكثر ما يوجد من ذلك قديم البناء فهو من إنشائه وكان رب ماشية وكان الفرس مجاوريه فكانوا يُغيرون عليه ويأخذون مواشيه فعمد إلى أرض ميافارقين فقطع جميع ما كان حولها من الشوك والشجر وجعله سياجاً على غنمه من اللصوص الذين يسرقون أمواله فيقال إنه كان لملك الفرس بنتْ لها منه منزلة عظيمة فمرضتْ مرضاً أشرفت منه على الهلاك وعجز عن إصلاحها أطباءُ الفرس فأشار عليه بعض أصحابه باستدعاءِ مروثاً لمعالجتها فأرسل إلى قسطنطين ملك الروم يسأله ذلك فأنفذه إليه ووصل إلى المدائن وعالج المرأة فوجدت العافية فسرَ سابور بذلك وقال لمروثا سل حاجتك فسأله الصلح والهُدنة فأجاب إليه وكتب بينه وبين قسطنطين عهداً بالهدنة مدة حياتهما فلما أراد مروثا الرجوع عاود سابور في ذكر حاجة أخرى فقال إنك قتلت خلقاً كثيراً من النصارى وأحب إن تعطينه جميع ما عندك في بلادك من عظام الرهبان والنصارى الذين قتلهم أصحابك فرتب معه الملك من سار في بلاده ليستخرج له ما أحب من ذلك بعد البحث حتى جمع منه شيئاً كثيراً فأخذه معه إلى بلده ودفنها في الموضع الذي اختاره من دياره ومضى إلى قسطنطين وعرفه ما صنع بالهدنة فسر به وقال له سل حاجتك فقال أحب أن يساعدني الملك في بناء موضع في ذلك الدوار الذي جعلتُه لغنمي ويعاونني بجاهه وماله فكتب إلى كل من يجاوره بمساعدته بالمال والنفس ورجع مروثاً إلى دياره فساعده من حوله حتى أعار عوضاً عن الشوك حائطاً كالسور وعمل فيه طاقات كثيرة سدها بالشوك ثم سأل الملك أن يأذن له أن يبني في جانب حائطه حصناً يأمن به غائلة العدو الذي يطرق بلاده فأذن له ذلك فبنى البرج المعروف ببرج الملك وبنى البيعة على رأس التل وكتب اسم الملك على أبنيته ووَشى به قوم إلى الملك قسطنطين وزعموا. أنه فعل ما فعل للعصيان فسير الملك رجلا وقال له: انظر فإن كان بناؤه بيعة وكتب اسمي على ما بناه فَدعهُ بحاله وإلا فانقض جميع ما بناه وعُد فلما رأى اسم الملك على السور رجع وأخبر قسطنطين بذلك فأقره على بنائه وأعجبه ما صنع من كتابة اسم الملك على ما جدده وأنفذ إلى جميع من في تلك الديار من عُماله بمساعدة مروثا على بناء مدينة بحيث بَنى حائطه وأطلق يده في الأموال فعمرها وجعل في كل طاقة من تلك الطيقان التي ذكرنا أنه سدها بالشوك عظام رجل من شهماء النصارى الذين قدم بهم من عند سابور فسميت المدينة مدورصالا ومعناه بالعربية مدينة الشهداءِ فعربت على تطاول الأيام حتى صارت مَيافارقين هكذا ذكروه وان كان بيناللفظتين تبايُن وتباعُد وحصنها مروثا وأحكمها فيقال: إنها إلى وقتنا هذا وهو سنة 620 لم تؤخذ عنوة قط وآمد بالقرب منها وهي أحصن منها وأحسن قد أخذت بالسيف مراراً، قالوا وأمر الملك قسطنطين وزرائه الثلاثة فبنى كل واحد منهم برجاً من أبرجتها فبنى أحدهم برج الرومية والبيعة بالعقبة وبنى الآخر برج الراوية المعروف الآن ببرج علي بن وهب وبيعة كانت تحت التل وهي الآن خراب وأثرها باق مقابل حمام النجارين وبنى الثالث برج باب الربض والبيعة المدورة وكتب على أبراجها اسم الملك وأمه هيلانة وجعل لها ثمانية أبواب منها باب أرزَن ويعرف بباب الخنازير ثم تسير شرقاً إلى باب قلونج وهو بين برج الطبالين وبين برج المرآة ومكتوب عليه اسم الملك وأمه وإنما سمي برج المرآة لأنه كان عليه بين البرجين مرآة عظيمة يشرق نورها إذا طلعت الشمس على ما حولها من الجبال وأثرها باقِ إلى الآن وبعض الضبات والحديد باق إلى الآن ثم عمل بعد ذلك باب الشهوة وهو من برج الملك ثم تسير من جانب الشمال إلى أن تصل إلى البرج الذي فيه الموسومُ بشاهد الحمى وهناك باب آخر وهو من الربض إلى المدينة ومقابل أرزن القبلي نصباً ثم تسير إلى الجانب الشمالي وكان هناك باب الربض بين البرجين ثم تنزل في الغرب إلى القبلة وهناك باب يسمى باب الفرح والغَم لصورتين هناك منقوشتين على الحجارة فصورة الفرح رجل يلعب بيديه وصورة الغم رجل قائم على رأسه صخرة جماد فلذلك لا يبيت أحد في ميافارقين مغموماً إلا النادر والآن يسمى هذا الباب باب القصر العتيق الذي بناه بنو حمدان ثم تسير إلى نحو القبلة إلى أسفل العقبة وهناك باب عند مخرج الماءِ وفي جانب القبلي في السور الكبير باب فتحه سيف الدولة من القصر العتيق وسماه باب الميدان وكان يخرج في الفصيل إلى باب الفرح والغم وليس مقابله في الفصيل باب، وفي برج علي بن وهب في الركن الغربي القبلي في أعلاه صليب منقور كبير يقال إنه مقابل البيت المقدس وعلى بيعة قمامة في البيت المقدس صليب مثل هذا مقابله ويقال إن صانعهما واحد وقيل إنه كان مدة عمارتها حتى كملت ثماني عشرة سنة فإن صح هذا فهو إحدى العجائب لأن مثل تلك العمارة لا يمكن استتمام مثلها إلا في أضعاف هذه السنين وقيل إنه ابتدىء بعمارتها بعد المسيح بثلثمائة سنة وكان ذلك لستمائة وثلاث وعشرين سنة من تاريخ الإسكندر اليوناني وقيل إن أول عمارتها في أيام بطرس الملك في أيام يعقوب النبي عليه السلام وقيل إن مروثا بنى في المدينة ديراً عظيماً على اسم بطرس وبولس اللذين هما في البيعة الكبرى وهو باق إلى زماننا هذا في المحلة المعروفة بزقاق اليهود قرب كنيسة اليهود وفيها جُرن من رخام أسود فيه منطقة زجاج فيها من دم يوشع بن نون وهو شفاء من كل داء وإذا طلي به على البرص أزاله يقال إن مروثاً جاءَ به معه من رومية الكبرى عند عوده من عند الملك، وما زالت ميافارقين بأيدي الروم إلى أيام قباذ بن فيروز ملك الفرس فإنه غزا ديار بكر وربيعة وافتتحها وسبا أهلها ونقلهم إلى بلاده وبنى لهم مدينة بين فارس والأهواز فأسكنهم فيها وجعل اسمها أبزقباذ وقيل هي أرَجان ويقال لها الأستان الأعلى أيضاً، ثم ملك بعده ابنه أنوشروان بن قباذ ثم هرمُز بن أنوشروان ثم أبرويز بن هرمز وكان أبرويز مشتغلاً بلذاته غافلاً عن مملكته فخرج هرقل ملك الروم صاحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فافتتح هذه البلاد وأعادها إلى مملكة الروم وملكها بأسرها ثماني سنين آخرها سنة ثماني عشرة للهجرة، وبعد أن فتحت الشام وجاء طاعون عَمَواس ومات أبو عبيدة بن الجرَاح أنفذ عمر رضي الله عنه عياض بن غنم بجيش كثيف إلى أرض الجزيرة فجعل يفتحها موضعاً موضعاً، ووجدت بعض من يتعاطى علم السير قد ذكر في كتاب صنفه أن خالد بن الوليد والأشتر النخعي سارا إلى ميافارقين في جيش كثيف فنازلاها فيقال إنها فتحت عنوة وقيل صلحاً على خمسين ألف دينار على كل محتلم أربعة دنانير وقيل دينارين وقفيز حنطة ومد زيت ومدّ خل ومدّ عسل وأن يضاف كل من اجتاز بها من المسلمين ثلاثة أيام وجعل للمسلمين بها محلة وقرر أخذ العشر من أمولهم وكان ذلك بعد أخذ آمد، قال وكان المسلمون لما نزلوا عليها نزلوا بمرج هناك على عين ماءٍ فنصبوا رماحهم هناك بالمرج فسمي ذلك الموضع عين البيضة إلى الآن، وإياها عنىالمتنبي في قوله يصف جيشاً: في قوله يصف جيشاً:

 

ولما عرضْتَ الجيش كان بـهـاؤه

 

على الفارس المُرخَى الذؤابة منهمُ

حوالَيه بحر للتـجـافـيف مـائجٌ

 

يَسير به طَود من الـخـيل أيهـمُ

تساوَت به الأقطار حتـى كـأنـه

 

يجمّع أشتات الجـبـال وينـظـمُ

وأدَبَها طولُ القـتـال وطـرفُـه

 

يُشير إليها من بعـيد فـتـفـهـمُ

تجاوبه فعلاً وما تسمع الـوحَـى

 

ويسمعها لحظـاً ومـا يتـكـلـمُ

تَجانف عن ذات اليمين كـأنـهـا

 

تَرق لَمـيافـارقـين وتَـرحَـمُ

ولو زَحَمتها بالمَنـاكـب زحـمةَ

 

دَرَتْ أي سُورَيها الضعيفُ المهدمُ

مَيَانِجُ: بالفتح وبعد الألف نون واَخره جيم أعجمي لا أعلم معناه، قال أبو الفضل: موضع بالشام ولست أعرف في أي موضع هو منها، ينسب إليه أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي سمع محمد بن عبد الله السمرقندي بالميانج روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف الدمشقي، وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي يوسف بن القاسم بن يوسف بن الفارس بن سوار أبو بكر الميانجي الشافعي الفقيه قاضي دمشق ولي القضاء بها نيابة عن القاضي أبي الحسن علي بن النعمان قاضي نزار الملقب بالعزيز روى عن أبي خليفة وأبي يعلَى الموصلي وزكرياء بن يحيى الساجي وعبدان الجواليقي ومحمد بن إسحاق السراج ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وذكر جماعة كثيرة روى عنه ابن أخيه أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم وأبو سليمان رزين وذكر جماعة أخرى كثيرة قال بإسناده توفي أبو بكر الميانجي في شعبان سنة375 وكان مولده قبل التسعين ومائتين وكان ثقة نبيلاً مأموناً تلقى علبه عبد الغني بن سعيد المصري الحافط، وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي سمع أبا الحسن الدارقطني وطبقته وحدثنا عنه أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري بمكة، وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي ومات بالميانج كل هذا عن ابن طاهر وقد نسب إلى ميانه ميانجيّ يذكر في موضعه.


مَيَانُ رُوذَان: بالفتح وبعد الألف نون وضم الراء وسكون الواو وذال معجمة وآخره نون هو فارسي معناه وسط الأنهار وهي جزيرة تحت البصرة فيها عبادان يحيط بها دجلة من جانبيها وتصب في البحر الأعظم في موضعين أحدهما يركب فيه الراكب القاصد إلى البحرين وبر العرب والآخر يركب فيه القاصد إلى كيس وبر فارس فهذه الجزيرة مثلثة الشكل من جانبيها دجلة والجانب الثالث البحر الأعظم وفيها نخل وعمارة وقرى من جملتها المُحرزِي التي هي مرفأ سُفُن البحر اليوم. ومَيَان روذان أيضاً ناحية في أقصى ما وراء النهر قرب أوزكَند.

ميانش: بالفتح وتشديد الثاني وبعد الألف نون مكسورة وشين معجمة: قرية من قرى المهدية بإفريقية صغيرة بينها وبين المهدية نصف فرسخ قال لي رجل من أهل المهدية لا يكون فيها اليوم ثلاثون بيتاً وفيها ماءٌ عذب إذا قصر الماءُ بالمهدية استجلبوه منها وذكر أبو عبيد البكري أن المهدي لما بنى المهدية استجلب الماء من ميانش إلى المهدية في قناة صنعها فكان يستقي من آبار مياَنش بالدواليب إلى برك ويخرج من تلك البرك في قناة إلى صهريج في جامع المهدية ويستقي من ذلك الصهريج بالدواليب إلى القصر، ينسب إليها أحمد بن محمد بن سعد الميانشي الأديب ووجدت بخطه كتاب "النقائض بين جرير والفرزدق" وقد كتبه بمصر في سنة 381وقد أتقنه خطاً وضبطاً، ومنها أيضاً عمر بن عبد المجيد بن الحسن المهدي الميانشي نزيل مكة روى عنه مشايخنا مات بمكة فيما بلغني ونسبته إلى المهدية ربما كانت دليلاً على أن ميانش من نواحي إفريقية.

الميان: بالكسر وآخره نون معناه بالفارسية الوسط وعرب بدخول الألف واللام عليه: وهي مواضع كانت بنيسابور فيها قصور آل طاهر بن الحسين. روي أنه قدم أبو محلم عوف بن محلم الشيباني على عبد الله بن طاهر بن الحسين فحادثه فقال له فيما يقول كم سنك فلم يسمع فلما أراد أن يقوم قال عبد الله للحاجب خذ بيده فلما توارى عوف قال له الحاجب: إن الأمير سألك كم سنك فلم تجبه فقال له لم أسمع رُدني إلى الأمير فرده فوقف بين يديه وقال له:

يا ابن الذي دان له المشرقـان

 

طُرا وقد دان له المغـربـان

إنَ الثمـانـين وبُـلـغـتـهـا

 

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وصيرت بيني وبـين الـورَى

 

عنانة من غير جنس العـنـان

وبدلَتني من نشـاط الـفَـتـى

 

وهمهِ هم الدثـور الـهـدان

وأبدَلَتني بـالـقَـوام الـحَـنـا

 

وكنت كالصعدة تحت السِنـان

فهمتُ من أوطار وجدي بـهـا

 

لا بالغواني أين مني الـغَـوان

وما بَقى فيَ لمـسـتَـمـتِـع

 

إلا لساني وبحَسبـي لـسـان

أدعو إلى الـلـه وأثـنـي بـه

 

على الأمير المصعَبي الهِجَان

فقَرًبـانـي بـأبـي أنـتـمـا

 

من وطَني قبل اصفرار البَنان

وقبل مَنـعـاي إلـى نِـسـوة

 

أوطانها حُمرانُ والمَرقَـبـان

سقى قصور الشاذياخ الـحَـيَا

 

قبل وداعي وقصور الـمِـيان

فكم وكم من دَعوة لـي بـهـا

 

ما إن تخطاها صروفُ الزمان

 

فأمره بالإنصراف إلى وطنه وقال له جائزتُك ورزقك يِأتيك في كل عام فلا تتعبن بتكلف المجيء.


مِيَانه: بكسر أوله وقد يفتح وبعد الألف نون والنسبة إليه ميانجي كالذي قبله: وهو بلد باذربيجان معناه بالفارسية الوسط وإنما سمي بذلك لأنه متوسط ببن مراغة وتبريز وأنا رأيتها وهو منها مثل زاوية إحدى المثلثات، وقد نسب إليها القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الميانجي قاضي همذان استشهد بها رحمه الله وولده أبو بكر محمد وولده عين القضاة عبد الله بن محمد كان له فضل وفقهٌ وكان بليغاً شاعراً متكلماً تمالأ عليه أعداء له فقتل صبراً كما ذكرنا في كتابنا "أخبار الأدباء".


المِيَاه: يقال لها بالفارسية الماشية باليمامة قال أبو زياد وللوَعليين وهم آل وَعلَة الجرميون حلفاءُ بني نمير المياه مياه الماشية البئر والبئر إلى أجبال يقال لها المَعَانين.


مِيَاه: بكسر أوله وآخره هاء خالصة جمع ماء وتصغير موَيه والنسبة إليها ما هي: موضع في بلاد عذْرَةَ قرب الشام. ووادي المياه من أكرم ماء بنجد لبني نفيل بن عمرو بن كلاب، قال أعرابي وقيل مجنون ليلى:

ألا لا أرى وادي الـمـياه يثـــيب

 

ولا القلب عن وادي المـياه يطـيب

أحب هـبـوط الـواديين وإنـنـي

 

لمسـتـهـزأ بـالـواديين غـريب

وما عجب موت المحـب صـبـابة

 

ولكن بقاء العـاشـقـين عـجـيب

دعاك الهوى والشوق لما ترنـمـت

 

هتوف الضحى بين الغصون طروب

تجاو بها ورق أغـن لـصـوتـهـا

 

فكل لكـل مـسـعـد ومـجـيب

ألا يا حمام الأيك مـا لـك بـاكـياً

 

أفارقت إلفـاً أم جـفـاك حـبـيب

 

ميبذ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وذال معجمه: بلدة من نواحي أصبهان بها حصن حصين وقيل إنها من نواحي يزد، ينسب إليها من المتأخرين عبد الرشيد بن علي بن محمد أبو محمد المنبذي سمع بأصبهان الكثير وصحب أبا موسى الحافظ وكتب عنه وعن طبقته وقدم بغداد حاجاً فسمع بها من أصحاب ابن بنان وابن الحصر وغيرهم وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سال الملقب بترك وعاد إلى بلده وحدث بها وكان له فهم ومعرفة وفي فضل وتمييز ومات في سنة 658 ببلدة، وقال الإصطخري ومن نواحي كورة إصطخر ميبذ فهي على هذا من نواحي فارس بينها وببن أصبهان فاشنبهت وبين ميبذ وكث مدينة يزد عشرة فراسخ ومن ميبذ إلى عقدة عشرة فراسخ.


ميبر: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وراء: موضع.


ميثاء: بالفتح والمد والثاء مثلثة وهي في اللغة الرملة اللينة. قال الحازمي هي، ناحية شامية.


ميثب: بالكسر ثم السكون وفتح الثاء المثلثة وباء موحدة. قال اللغويون الميثب الأرض السهلة ومنه قول الشاعر يصف نعامة:

قرية عين حين فضت بختمهـا

 

خراشي قيض بين قوز وميثب

 

قال ابن الأعرابي الميثب الجالس والميثب القافز، وقال أبو عمرو الميثب الجدول وقيل الميثب ما ارتفع من الأرض وكله مفعل من وثب والميثب: ماء بنجد لعقيل ثم للمنتفق واسمه معاوية بن عقيل، وقال الأصمعي الميثب ماء لعبادة بالحجاز، وقال غيره ميثب واد من أودية الأعراض التي تسيل من الحجاز في نجد اختلظ فيه عقيل بن كعب وزبيد من اليمن. وميثب مال بالمدينة إحدى صدقات النبي صلى الله عليه وسلم وله فيها سبعة حيطان وكان قد أوصى بها مخيريق اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم وكان أسلم فلما حضرته الوفاة أوصى بها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسماء هذه الحيطان. برقة، وميثب، والصافية، وأعواف، وحسنى، والدلال، ومشربة أم إبراهيم أي غرفتها، وميثب موضع بمكة عند بئر خم وقد ذكر في موضعه.


ميث: بكسر أوله وسكون ثانيه والميثاء الرملة اللينة وجمعها ميث وذو الميث: موضع بعقيق المدينة. قال علي بن أبي جحفل:

أتزعم يوم الميث عمرة أنـنـي

 

لدى البين لم يعزز علي اجتنابها

وأقسم أنسى حب عمرة ما مشت

 

وما لم ترم أجزاع ذي الميث لبها

 

ميثم: بفتح أوله وسكون ثانيه وثاء مثلثة. قال المري وجدت كلاعه وثيمة وهي الجماعة من الحشيش أو الطعام يقال ثم لها أي أجمع لها وميثم: ماء لبني عبادة بنجد اسم مكان الجماعة.


ميجاس: موضع بالأهواز كانت به وقعة للخوارج وأميرهم أبو بلال مزداس بن أدية، قال عمران بن حطان:

وإخوة لهم طابت نـفـوسـهـم

 

بالموت عند التفاف الناس بالناس

والله ما تركوا من منبع لـهـدى

 

ولا رضوا بالهوينا يوم ميجـاس

 

ميدعا: قال ابن أبي العجائز يزيد بن عنبسة بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن. قرية ميدعا من إقليم خولان كانت لجده معاوية بن أبي سفيان.


ميدان: بالفتح ثم السكون أعجمية لا أدري ما أصلها وهو في أربعة مواضع منها: ميدان زياد محلة بنيسابور، ينسب إليها أبو علي الميداني صاحب محمد بن يحيى الذهلي روي عنه الحيري، وأحمد بن محمد الميداني صاحب كتاب الأمثال وابنه سعيد وكانا أديبين لهما تصانيف، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن الميداني انتقل من نيسابور فأقام بهمذان واستوطنها وتزوج من أهلها ومات بها روى عن أهلي بلده وأهل بغداد وغيرهم وأكثر وكان يعد من الحفاظ العارفين بعلم الحديث والورع والدين والصلاح ذكره شيرويه وقال سمعت منه وكان ثقة صدوقاً أحد من عني بهذا الشأن متقياً صافياً لم تر عيناي مثله وسمعت بعض مشايخنا يقول لا تقولوا لأحد حافظاً ما دام هذا الشيخ فيكم يعني الميداني وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول لم ير الميداني مثل نفسه وتوفي في الثامن عشر من صفر سنة 471 ودفن في سراسكبهر: والميدان أيضاً محلة بأصبهان. قال أبو الفضل ينسب إليها أبو الفتح المطهر بن أحمد المفيد ورد ذلك عليه أبو موسى وقال لا أعلم أحداً نسبه هذا النسب. قال أبو موسى: وميدان أسفريس محلة بأصبهان، منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الميداني حدثني عنه والدي وغيره وجعله أبو موسى ثالثاً وشارع الميدان، محلة ببغداد ذكرت في موضعها، ينسب إليها جماعة منهم عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة الميداني وكان يكتب اسمه غنيمة سمع أبا طالب بن يوسف وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما ومات سنة 582، وصدقه بن أبي الحسين الميداني سمع أبا الوقت عبد الأول ومات سنة 608. والميدان محلة ببغداد وهي بشرقي بغداد بباب الأزج، والميدان أيضاً محلة بخوارزم وميدان: مدينة بما وراء النهر في أقصاه قرب إسبيجاب يجتمع بها الغزية للتجارات والصلح.


ميدعان: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وعين مهملة وآخره نون من الدعة والخفض كأنه موضع الدعة اسم، لموضع أظنه باليمن.


ميذق: بالفتح وذال محجمة وقاف خلط اللبن بالماء وكل شيء لا تحصله مذق. ميرتلة: بالكسر جمع بين ساكنين وتاء مثناه من فوقها مضمومة ولام: حصن من أعمال باجة وهو أحمى حصون المغرب وأمنعها من الأبنية القديمة على نهم آنا، ينسب إليه محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن إبراهيم بن غانم بن موسى بن حفص بن مندلة أبو بكر من أهل إشبيلية وأصله من ميرتلة صحب أبا الحجاج الأعلم كثيراً وأخذ عن أبي محمد في خزرج وأبي مروان بن سراج وغيرهما كان أديباً لغوياً شاعراً فصيحاً وقد أخذ عنه وتوفي في عقب شوال سنة 533 ومولده في جمادى الأولى سنة 444.


ميرماهان: بالكسر ثم السكون: من قرى مرو.


ميزده: من قرى أصبهان نزلها محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني أبو الحسن سمع من أبي الشيخ في سنة 369.


ميسارة: بالكسر ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء: مدينة كذا قال العمراني.


ميسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وآخره نون: اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان، وفي هذه الكورة أيضاً قرية فيها قبر عزير النبي عليه السلام مشهور معمور يقوم بخدمته اليهود ولهم عليه وقوف وتأتيه النذور وأنا رأيته، وينسب إليه ميساني وميسناني بنونين وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فتحت ميسان في أيامه ولاها النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب وكان من مهاجرة الحبشة ولم يول عمر أحداً من قوم بني عدي ولاية قط غيره لما كان في نفسه من صلاحة واراد النعمان امرأته معه على الخروج إلى ميسان فأبت عليه فكتب النعمان إلى زوجته:

ألا هل أتى الحسناء أن حليلهـا

 

بميسان يسقى في زجاج وحنتم

إذا شئت غنتني دهاقـين قـرية

 

وصناجة تجثو على حرف منسم

فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني

 

ولا تسقني بالأصغر المتثـلـم

لعل أمير المؤمـنـين يسـوءه

 

تنادمنا في الجوسق المتـهـدم

 

فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم: "حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو" "غافر: 1، 3"، أما بعد فقد بلغني قولك:

لعل أمير المؤمنين يسـوءه

 

تنادمنا في الجوسق المتهدم

 

وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك، فلما قدم عليه قال له والله ما كان من ذلك شيء وما كان إلا فصل من شعر وجدته وما شربتها قط فقال عمر: أظن ذلك ولكن لا تعمل لي عملاً أبداً، وكان بميسان مسكين الدارمي فقال يرثي زياداً:

رأيت زيادة الإسلام ولت

 

جهاراً حين فارقنا زياد

 

فقال الفرزدق:

أمسكين أبكى الله عينك إنـمـا

 

جرى في ضلال دمعها فتحدرا

أتبكي امرأً من آل ميسان كافراً

 

ككسرى على عدانه أو كقيصرا

أقول له لمـا أتـانـي نـعـيه

 

به لا بظبي بالصريمة أعفـرا

 

ميسر: بالفتح ثم السكون وفتح السين وراء وهو من اليسار والغنى أو من اليسار ضد اليمين أو من اليسر ضد العسر: موضع شامي.


ميسون: بفتح أوله وسكون ثانيه وضم السين وآخره نون، قالوا الميس المجون والميس أيضاً التبختر في المشي والميس من أجود الشجر وأصلبه وميسون: اسم بلد واسم أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أيضاً.


ميشار: بكسر أوله وسكون ثانيه وشين معجمه: بلد من نواحي دنباوند كثيرة الخيرات والشجر.


ميشجان: بالكسر ثم السكون وشين معجمه مفتوحة وجيم وآخره نون: من قرى أسفرايين.


ميشة: بالكسر ثم السكون والشين معجمه والنسبة إليها ميشي: من قرى جرجان.


ميطان: بفتح أوله ثم السكون وطاء مهملة وآخره نون من جبال المدينة مقابل الشوران به بئر ماء يقال له ضفة وليس به شيء من النبات وهو لمزينة وسليم وقد روى أهل المغرب غير ذلك وهو خطأ له ذكر في صحيح مسلم، وقال معن بن أوس المزني وكان قد طلق امرأته ثم ندم.

كأن لم يكـن يا أم حـقة قـبـل ذا

 

بميطان مصطاف لنـا ومـرابـع

وإذ نحن في عصر الشباب وقد عسا

 

بنـا الآن إلا أن يعـوض جـازع

فقد أنـكـرتـه أم حـقة حـادثـاً

 

وأنكرها ما شئت والحـب جـارع

ولو آذنتنا أم حـقة إذا نـبـا

 

شرون وإذ لما ترعنا الروائع

لقلنا لها بيني كليلى حـمـيدة

 

كذاك بلا ذم تـرد الـودائع

 

الميطور: من قرى دمشق، قال عرقلة بن جابر بن نمير الدمشقي:

وكم بين أكناف الثغور مـتـيم

 

كئيب غزته أعين وثـغـور

وكم ليلة بالماطرون قطعتهـا

 

ويوم إلى الميطور وهو مطير

 

الميكعان: موضع في بلاد بني مازن بن عمرو بن تميم قال حاجب بن ذبيان:

ولقد أتاني ما يقول مريثد

 

بالميكعين وللكلام نوادي

 

ميغ: بالكسر ثم السكون والغين معجمه: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الفقيه الحنفي كان إماماً زاهداً لم يكن بسمرقند مثله روى عن عبد الله بن محمد بن يعقوب ومحمد بن عمران البخاريين روى عنه أبو سعد الإدريسي ومات سنة 373.


ميغن: بالكسر ثم السكون وغين معجمة ثم نون: من قرى سمرقند، ينسب إليها القاضي أبو حفص عمر بن أبي الحارث الميغني سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسني روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.


ميلاص: من قرى صقلية.


ميلة: بالكسر ثم السكون ولام: مدينة صغيرة بأقصى إفريقية بينها وبين بجاية ثلاثة أيام ليس لها غير المزدرع وهي قليلة الماء بينها وبين قسطنطينية يوم واحد، قال البكري وفي سنة 378 في شوال خرج المنصور بن المهدي من القيروان غازياً لكتامة فلما قرب من ميلة زحف إليها ناوياً على استلام أهلها واستباحتها فخرج إليه النساء والعجائز والأطفال فلما رآهم بكى وأمر ألا يقتل منهم واحد وأمر بهدم سورهم وتسيير من فيها إلى مدينة باغاية فخرجوا بجماعتهم يريدونها وقد حملوا ما خف من أمتعتهم فلقيهم ماكس بن زيري بعسكر فأخذ جميع ما كان معهم وبقيت ميلة خراباً ثم عثرت بعد ذلك وسورت وجعل فيها سوق وحمامات وهي من أصل مدن الزاب في وسطها عين تعرف بعين أبي السباع مجلوبة تحت الأرض من جبل بني ساورت.


الميماس: بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى وآخره سين: هو نهر الرستن وهو العاصي بعينه.


ميمذ: بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى مفتوحة وذال معجمه: اسم جبل، قال الأديبي: وفي الفتوح أن ميمذ مدينة بأذربيجان أو أران كان هشام قد ولى أخاه مسلمة أرمينية فأنفذ إليها جيشاً فصادف العدو بميمذ فلم يناجزه أحد فلما انصرف وعبر باب الأبواب تبعه فكتب إليه هشام بن عبد الملك.

أتتركهم بميمذ قد تراهم

 

وتطلبهم بمنقطع التراب

 

ينسب إليها أبو بكر محمد بن منصور الميمذي روى عنه أبو نصر أحمد المعروف بابن الحداد، قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري:

ومذ تيمت سمر الحسان وأدمهـا

 

فما زلت بالسمر العوالي متيمـا

جدعت لهم أنف الضلال برقـعة

 

تخرمت في غمائها من تخرمـا

لئن كان أمسى في عقرقس أجدعا

 

لمن قبلها أمسى بميمذ أخـرمـا

قطعت بنان الكفر منهم بمـيمـذ

 

وأتبعتها بالروم كفا ومعصـمـا

 

وينسب إلى ميمذ أيضاً، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي الميمذي سمع بدمشق يحيى بن طالب الأكاف وبالبصرة أبا العباس محمد بن حيان المازني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن فريعة الأزدي وأبا خليفة الجمحي وأبا جعفر محمد بن محمد بن حيان الأنصاري وزكرياء الساجي وبالكوفة أبا بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني وجده لأمه موسى بن إسحاق الأنصاري وبمكة أبا بكر بن المنذر وبالجزيرة أبا يعلى الموصلي والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبالقيروان أبا بكر محمد بن عبد السلام بن الحارث الأنصاري وبالإسكندرية محمد بن أحمد بن حماد الإسكندراني وبالرملة أبا العباس بن الوليد بن حماد الرملي وببغداد محمد بن جرير الطبري وبالأهواز عبدان الجواليقي وبالري أحمد بن محمد بن عاصم الرازي وبأردبيل سهل بن داود بن ديزوية الرازي وغير هؤلاء وروى عنه آخرون منهم أبو القاسم هبة الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ذيال وقال الخطيب إبراهيم بن أحمد بن محمد، الميمذي غير ثقة. ميمند: بكسر الميم الأولى وفتح الأخرى ونون ودال مهملة: رستاق بفارس. وبنواحي غزنة أيضاً ميمند وإلى هذه، ينسب الميمندي وزير السلطان محمود بن سبكتكين وهو أبو الحسن علي بن أحمد وقال أبو بكر العيدي يهجوه:

 

يا علي بن أحمد لا اشتياقـا

 

وأنا المرء لا أحب النفاقـا

لم أزل أكره الفراق إلى أن

 

نلته منك فارتضيت الفراقا

حسبنا بالخلاص منك نجاحاً

 

وكفى بالنجاة منك خلاقـا

 

ميمنة: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم ونون: بلدة بين باميان والغور وأظنها الميمند الذي قبله.


ميمون: بلفظ الميمون الذي بمعنى المبارك في موضعين أحدهما، نهر من أعمال واسط قصبته الرصافة وكان أول من حفر الميمون وكيلاً لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور يقال له. سعيد بن زيد وكانت فوهته في قرية تسمى قرية ميمون فحولت في أيام الواثق على يد عمر بن الفرج الرخجي إلى موضع آخر وسمي بالميمون لئلا يسقط عنه اسم اليمن. وبئر ميمون بمكة والميمون والزيتون قريتان جليلتان بالصعيد الأدنى قرب الفسطاط على غربي النيل.


ميمة: بالفتح وتكرير الميم: ولاية من نواحي أصبهان تشتمل على عدة قرى ينسب إليها أبو علي الحسن الميمي حدث ببغداد عن أبي علي الحداد في سنة 574 فسمع منه أبو بكر الحازمي وغيره، وأبو الفتوح مسعود بن محمد بن علي المصعبي الميمي سمع المعجم الكبير على فاطمة بنت عبد الله بن أبي بكر بن زيدة.


المينا: بالفتح ثم السكون ونون وآخره مقصور: منزل بين صعدة وعثر من أرض البمن.


مينان: من قرى هراة، منها عمر بن شمر الميناني مات في سنة 278.


ميناو: مدينة بصقلية.


ميناء: بالكسر ثم السكون ونون وألف ممدودة. جبال أبي ميناء بمصر، قال ابن هشام يعدد سرايا النبي صلى الله عليه وسلم وسرية زيد بن حارثة إلى مدين فأصاب سبياً من أهل ميناء وهي السواحل وهي من أوائل نواحي مصر.


مينز: من قرى نسا، ينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المينزي لقيه السلفي وكتب عنه وكان من صلحاء الصوفية قال وسمع معي وعلي كثيراً.


ميوان: من قرى هراة، منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علوية بن النضر التيمي الميواني روى عن محمد بن زكرياء المعقم عن أبي الصلت الهروي عن علي بن موسى الرضا ذكره أبو ذر الهروي وقال هو شيخ ثقة مأمون: ومنوان أيضاً من قرى اليمن.


ميورقة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان وقاف: جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة بالنون كانت قاعدة ملك مجاهد العامري، وينسب إلى ميورقة جماعة، منهم يوسف بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن أبو الحجاجاللخمي الميورقي الأندلسي الفقيه المالكي رحل إلى بغداد وتفقه بها مدة وعلق على الكياء وقدم دمشق سنة 505 قال ابن عساكر وحدثنا بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الخير المبارك بن الحسين الغساني وأبي الغنائم أبي النرسي وأبي الحسين ابن الطيوري وعاد إلى الإسكندرية ودرس بها مدة وانتفع به جماعة، والحسن بن أحمد عبد الله بن موسى بن علون أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه المالكي يعرف بابن العنصري بيورقة سنة 449 سمع ببلده من أبي القاسم عبد الرحمن بن سعيد الفقيه وسمع ببيت المقدس ومكة وبغداد ودمشق ورجع إلى بلده في ذي الحجة سنة 471، ومن ميورقة محمد بن سعدون بن مرجا سعد بن مرجا أبو عامر القرشي العبدري الميورقي الأندلسي الحافظ قال الحافظ أبو القاسم: كان مذهب داود بن علي الظاهري وكان أحفظ شيء لقيته ذكر لي أنه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن بها وسمع بها أبا الفوارس الزينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر ويحيى بن أحمد البيني وأبا الحسين ابن الطيوري وجعفر بن أحمد السراج وغيرهم وكتب عنهم قال وسمعت أبا عامر ذات يوم يقول وقد جرى ذكر مالك بن أنس قال دخل عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوماً وقد مر بعض أقوال أبي عبيد ما كان إلا حماراً مغفلاً لا يعرف الفقه وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء فاجتمعنا يوماً عند أبي القاسم ابن السمرقندي لقراءة الكامل لابن عدي فحكى ابن عدي حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هو قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت له السعدي هو الجوزجاني ثم له إلى كم يحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا فغضب وأخذته الرعدة قال وكان البرداني وابن الخاضبة يحاقوني وآل الأمر إلى أن تقول لي فقال له ابن السرقندي: هذا بذاك وقلت له: نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما فقلت " على وجه الاستهزاء فعلمك إذا إلهام فقال أي والله إلهام فتفرقنا وهجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال كان سيء الاعتقاد يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها بلغني أنه قال يوماً في سوق باب الأزج يوم يكشف عن ساق فضرب على ساقه وقال ساق كساقي هذه، وبلغني أنه قال أهل البدع يحتجون بقوله: "ليس كمثله شيء" "الشورى: 11" أي في الألوهية فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك وقد قال الله تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء" "الأحزاب: 32" أي في الحرمة لا في الصورة وسألته يوماً عن مذهبه في أحاديث الصفات قال اختلف الناس في ذلك فمنهم من تأولها ومنهم من أمسك عن تأولها ومنهم من اعتقد ظاهرها ومذهبي أحد هذه الثلاثة مذاهب وكان يفتي على مذهب داود وبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل قال لا غسل عليه إلا أني فعلت ذلك بأم أبي بكر يعني ابنه وكان بشع الصورة أزرق اللباس يدعي أكثر مما يحسن مات يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 524 ودفن بباب الأزج بمقبرة الفيل كنت إذ ذاك ببغداد ولم أشهده آخر ما ذكره ابن عساكر، وعلي بن أحمد بن عبد العزيز بن طير أبو الحسن الأنصاري الميورقي قدم دمشق وسمع بها. حكى عن أبي محمد غانم بن الوليد المخزومي أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النميري وأبي الحسن علي بن عبد الغني القيرواني غيرهم روى عنه عبد العزيز الكناني وهو من شيوخه أبو بكر الخطيب وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي عمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو محمد بن الأكفاني وقال إنه ثقة وكان عالماً باللغة وسافر من مشق في آخر سنة 463 إلى بغداد وأقام بها ومات سنة 477، وقال الحافظ حدثني أبو غالب الماوردي قال قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة 469 فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده نحواً من سنتين وحضر يوماً عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة وقرأ عليه جزءاً من الحديث وجلس بين يديه وكانعليه ثياب خلقة فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه فقال قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه وهذا يدل على فضل كثير، ثم قال إن أبا الحسن خرج من عندنا إلى عمان ولقيته بمكة في سنة 73 أخبرني أنه ركب من عمان إلى بلاد الزنج وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال لو أردت أن كسب منهم ألوفاً لأمكن ذلك وقد حصل لي منهم نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم ثم إنه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها فلما وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل فمات من وقته وذلك في سنة 474 كذا قال أولاً مات ببغداد وهاهنا بالبصرة، ومن شعر الميورقي قوله:

وسائلة لتعلم كيف حالـي

 

فقلت لها بحال لا تسـر

وقعت إلى زمان ليس فيه

 

إذا فتشت عن أهليه حر

 

ميها: بكسر الميم مقصور: اسم ماء في بلاد هذيل أو جبل.


ميهنة: بالفتح ثم السكون وفتح الهاء والنون: من قرى خابران وهي ناحية بين أبيورد وسرخس قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والتصوف، منهم أبو سعيد أسعد بن أبي سعيد فضل الله بن أبي الخير وأبو الفتح طاهر وكانا من أهل التصوف وبيته وكان أسعد حريصاً على سماع الحديث وطلبه وجمعه فسمع أبا القاسم عبد الكريم القشيري وغيره ذكره أبو سعد في شيوخه وقال ولد في سنة 454 ومات في سنة 507 في رمضان.