باب النون والباء وما يليهما
النباء: بالضم والمد: موضع بالطائف عن نصر.
نباتى: بالفتح وبعد الألف تاء فوقها نقطتان مقصور وقد يضم أوله عن صاحب كتاب النبات: اسم جبل، قال ساعدة بن جوية الهذلي يصف سحاباً:
لما رأى نعمان حل بكر فيء |
|
عكر كما لبخ البزول الأركب |
فالسدر مختلج وأنزل طافـياً |
|
ما بين عين إلى نباتى الأثأب |
واختلف في هذا الاسم فروي على عدة وجوه روي نباة مثل حصاة ونبات ونباتى روي ذلك كله عن السكري والأثأب: شجر كالأثل أراد نزل الأثأب من رؤوس الجبال مشرفاً على رأس الماء. النباج: بكسر أوله وآخره جيم. قال اللحياني النباج الصوت ورجل نتاج شديد الصوت والنباج الآكام العالية والنباج الغرائر السود والنبيج كان من أطعمة العرب في المجاعة يخاض الوبر باللبن ويجدح ويحتمل غير ذلك فهذا ما اجتهدت أنا فيه ثم وجدت في كتاب لابن خالويه ليس أحد ذكر اشتقاق النباج جمع النباجة يقال نبجت اللبن الحليب إذا جدحته بعود في طرفه شبه فلكة حتى يكرفىء ويصير ثمالاً فيؤكل به التمر يجتحف اجتحافاً قال ولا يفعل ذلك أحد من العرب إلا بنو أسد يقال لبن نبيج ومنبوج واسم ما ينبج به النباجة قال وهذا حرف غريب فانظر رعاك الله إلى هذه الدعوى والتعجرف ثم جاء بما لا يليق أن يكون اسم موضع وانظر إلى ما جئنا به فإن جميعه صالح أن يركب عليه اسم موضع. قال أبو منصور وفي بلاد العرب نباجان أحدهما على طريق البصرة يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد والآخر نباج بني سعد بالقريتين، وقال غيره النباج منزل لحجاج البصرة، وقيل النباج بين مكة والبصرة للكريزيين ونباج آخر بين البصرة واليمامة بينه وبين اليمامة غبان لبكر بن وائل والغب: مسيرة يومين، وقال أبو عبيد الله الشكوني النباج من البصرة على عشرة مراحل وثيتل قريب من النباج وبهما يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل وفيه يقول محرز الضبي.
لقد كان في يوم النباج وثيتل |
|
وشطف وأيام تداركن مجزع |
قال والنباج استنبط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز شقق فيه عيوناً وغرس نخلاً وولده به وساكنه رهطه بنو كريز ومن انضم إليهم من العرب ومن وراء النباج رمال أقوار صغار يمنة وشرة على الطريق والمحجة فيها أحياناً لمن يصعد إلى مكة رمل وقيعان منها قاع بولان والقصيم، قال أعرابي:
ألا حبـذا ريح الألاء، إذا صـرت |
|
به بعد تهـتـان رياح جـنـائب |
أهم ببغض الرمل ثمـت إنـنـي |
|
إلى الله من أن أبغض الرمل تائب |
وإني لمعذور إلى الشوق كلـمـا |
|
بدا لي من نخل النباج العصـائب |
وقيل النباج قرية في بادية البصرة على النصف من طريق البصرة إلى مكة بمنزلة فيد لأهل الكوفة وقد قال البحتري:
إذا جزت صحراء النباج مغربـاً |
|
وجازتك بطحاء السواجير يا سعد |
فقل لبني الضحاك مهلاً فإنـنـي |
|
أنا الأفعوان الصل والضيغم الورد |
والسواجير: نهر منبج فيقتضي ذلك أن يكون النباج بالقرب منها ويبعد أن يريد نباج البصرة وبين منبج وبينها أكثر من مسيرة شهرين، وإليها ينسب يزيد بن سعيد النباجي سمع مالك بن دينار وروى عنه رجاء بن محمد بن رجاء البصري.
نباح: بضم أوله وآخره حاء مهملة بلفظ نباح الكلب، وذو النباح: حزم من
الشربة بأطراف تيمن هضبة من ديار فزارة كذا جاء في كتاب الحازمي.
نباذان: من قرى هراة كذا ذكرت في نوباذان. أخبرنا أبو المظفر السمعاني بمرو
أخبرتنا أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذاني العارفة قراءة عليها بهراة
وذكر حديثاً.
نبارة: في كتاب ابن عبد الحكم ونزل عمرو بن العاص على مدينة طرابلس الغرب
فملك المدينة فكان من بسبرة متحصنين فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس
واسمها نبارة وسبرة السوق القديم فهذا يدل على أن طرابلس اسم الكورة ونبارة
مدينتها.
النباريس: كأنه جمع نبراس وهو السراج. قال السكر؟ النباريس: شباك لبني كليب
وهي الآبار المتقاربة قال ذلك في قول جرير:
هل دعوة من جبال الثلج مسمعة |
|
أهل الإياد وحيا بالـنـبـاريس |
النياع: موضع بين ينبع والمدينة، قال ابن هزمة:
نباع عفا من أهله فالمـشـلـل |
|
إلى البحر لم يأهل له بعد منزل |
فأجزاع كفت فاللوى فقراضـم |
|
تناجى بليل أهله فتحـمـلـوا |
نباع: من أعمال صنعاء حصن بيد ابن الهرش.
نباك: بالكسر وآخره كاف جمع نبكة وهي روابي الرما في الجرعاء والمرأة
اللينة، وقال الأصمعي النبكة ما ارتفع من وجه الأرض وهو موضع نقله الأديبي.
نباك: هو مثل الذي قبله إلا أنه بضم أوله: موضع أوله باليمامة. ذكره الأعشى
فقال:
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر |
|
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا |
فقلت ولم أملك أبكـر بـن وائل |
|
متى كنت فقعاً نابتاً بقصـائصـا |
وقد ملأت بكر ومن لف لفهـا |
|
نباكاً فأحواض الرجا فالنواعصا |
نباكة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء: موضع آخر عنه أيضاً نبالة: بالكسر واللام. قال الحازمي، موضع يمان أو تهام وقيل بضم النون والكاف.
النباوة: بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة. قال ابن الأعرابي النبوة الارتفاع
والنبوة الجفوة. قال أبو قتادة ما كان بالبصرة رجل أعلم من حميد بن هلال
غير أن النباوة أضرت به كأنه أراد أن طلب الرف أضر به ومعناه العلو وكل
مرتفع من الأرض نباوة وهو موضع بالطائف، وفي الحديث خطب النبي صلى الله
عليه وسلم يوماً بالنباوة من الطائف.
نبايع: بالضم وبعد الألف ياء وعين مهملة يجوز فيه وجهان أحدهما أن تكون
النون للمضارعة من بايع يبايع ونحن نبايع ويجوز أن تكون النون أصلية فيكون
من النبع وهو شجر تعمل منه القسي من شجر الجبال أو من نبع الماء ينبع
نبوعاً ونبعاً. قال أبو منصور هو اسم مكان أو جبل أو واد في ديار هذيل ذكره
أبو ذؤيب فقال:
وكأنها بالجزع جـزع نـبـايع |
|
وألات ذي العرجاء نهب مجمع |
وقال البريق بن عياض بن خويلد اللحياني:
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي |
|
بحرم نبايع يوماً أمـارا |
وروي بتقديم الياء وذكر في موضعه، ونبايع ونبايعات موضع واحد وللعرب في ذلك عادة إذا احتاجوا إلى إقامة الوزن يثنون الموضع ويجمعونه وفي هذا الكتاب كثير والدليل على أنهما واحد أن البريق الهذلي يقول في قصيدة يرثي أخاه وكان قد مات بهذا الموضع:
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي |
|
بحزم نبايع يومـاً أمـارا |
مقيماً عند قبر أبي سبـاع |
|
سراة الليل عندك والنهارا |
ذهبت أعوده فوجدت فيها |
|
أواريا روامس والغبـارا |
سقى الرحمن حزم نبايعات |
|
من الجوزاء أنواء غزارا |
نبتل: بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ولام: جبل في ديار طيء، قريب من أجإ وموضع على أرض الشام كذا قال الحازمي.
نبر: بوزن زفر. قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب نبر إلى قارة تسمى ذات النطاق
وجعله نصر بضمتين.
نبر: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديده وراء: من قرى بغداد وهي نبطتة بوزن نفر
وسمر، ولهم شاعر اسمه أبو نصر منصور بن محمد الخباز النبري واسطي قدم بغداد
وكان أمياً وله شعر منه في الخمر.
وتبرية جاءتك في ثوب فضة |
|
بكف خلاسي القوام وشـيق |
أتت بين طعمي عنبر وسلافة |
|
بأنفاس مسك في شعاع حريق |
كأن حباب المزج في جنباتهـا |
|
كواكب در في سماء عقـيق |
نبرة: بفتح أوله وسكون ثانيه وراء بعدها هاء والنبرة عند العرب ارتفاع الصوت ومنه نبرت الحرف إذاهمزته، ونبرة: إقليم من أعمال ماردة.
نبطاء: بالمد كأنه من أنبطت الماء إذا حفرت حتى تستخرجه: قرية بالبحرين
لبني محارب بن عبد القيس، قال أبو زياد النبطاء هضبة طويلة عريضة لبني نمير
بالشريف من أرض نجد.
نبط: بالفتح ثم السكون والنبط بفتح الباء وهو الماء المستخرج بالحفر ولعل
سكونه للتخفيف في هذا الموضع وهو شعب من شعاب هذيل. فال ساعدة بن جوية:
أضر به ضاح فـنـبـطـا أسـالة |
|
فمر فأعلى على حوزها فخصورها |
ضاح ومر: ونبط مواضع.
نبعة: بالفتح واحدة النبع شجر تعمل منه القسي: جبل بعرفات عند النبيعة. قال
ابن أبي نجيح من عرفات التبة والنبنعة وذات النابت. قال كثير:
أقوى وأقفر من ماوية البـرق |
|
فذو مراخ فقفر العنق فالحرق |
فآكم النعف وحش لا أنيس بـه |
|
إلا القطا فتلاع النبعة العمـق |
ونبعة أيضاً بلد من عمان.
نبق: باسم شجر يضاف إليه ذو فيصير اسم موضع في قول الراعي:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
بذي نبتق زالت بهن الأبـاعـر |
النبك: قرية مليحة بذات الذخائر بين حمص ودمشق في عين عجيبة باردة في الصيف صافية طيبة عذبة يقولون مخرجها من يبرود، وقال الراجز:
أتى بك اليوم وأتى منـك |
|
ركب أناخوا موهناً بالنبك |
ولا أدري أراد هذا الموضع أم غيره.
نبوان: موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال:
لمن الديار تلوح كالوشم |
|
بالجابتين فروضة الحزم |
ولها بذي نبـوان مـنـزلة |
|
قفر سوى الأرواح والرهم |
قال نصر: نبوان ماء نجدي لبني أسد وقيل لبني السيد من ضبة.
النبوك: بالضم والواو ساكنة جمع النبك وهو جمع نبكة وهي الروابي من الرمال
اللينة كما ذكرنا في نباك وهي أرض جرعاء بأحساء هجر.
نبهان: بالفتح ثم السكون وآخره نون فعلان من النباهة: جبل مشرف على حث عبد
الله بن عامر بن كريز عن الأصمعي قال ويتصل به جبل رنقاء إلى حائط عوف.
نبهانية: بالفتح ثم السكون وبعد النون ياء النسبة: قرية ضخمة لبني والبة من
بني أسد.
النبيطاء: بالمد والتصغير وقد ذكرت مكبرة. قيل: جبل بطريق مكة على ثلاثة
أميال من توز.
النبيط: ويقال النميط تصغير النبط أنبطت الماء إذا استخرجته بالحفر وأما
التمنط فهو تصغير النمط وهو الطريقة يقال إلزم هذا النمط والنمط أيضاً
الثياب المصبغة التي تجعل ظهارة للفرش وهي هنا وعساء التبيط أو النميط
معروفة تنبت ضروباً من النبات. ذكرها ذو الزمة فقال:
فأضحت بوعساء النميط كـأنـهـا |
|
ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها |
نبيع: تصغير نبع من نبع الماء ينبع. قال الحازمي: موضع حجازي أظنه قرب المدينة، وقال زهير:
غشيت دياراً بالنبيع فثفـمـد |
|
دوارس قد أقوين من أم معبد |
أربت بها الأرواح كل عشية |
|
فلم يبق إلا آل خيم منـضـد |
النبيعة: والنبعة وذات النابت: من عرفات.
النبيلة: حصن باليمن.
النبي: بالفتح وتشديد الياء بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في
اشتقاقه. فقال ابن السكيت هو من أنبأ عن الله فترك همزه قال وإن اتخذته من
النبوة أو النباوة وهو الارتفاع من الأرض أي أنه شرف على سائر الخلق فأصله
غير الهمز وقال في قول أوس بن حجر:
لأصبح رنماً دقاق الحصى |
|
مكان النبي من الكاثـب |
قال: النبي المكان المرتفع والكاثب الرمل المجتمع، وقيل النبي ما نبا من الحجارة إذا نجلتها الحوافر، وقال الكسائي النبي الطريق والأنبياء طرق الهدى، وقال الزجاج القراءة المجتمع عليها في النبيين والأنبياء طرح الهمزة وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما جاء في القرآن من هذا واشتقاقه من نبأ وأنبأ أي أخبر قال والأجود ترك الهمزة لأن الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء فإذا كان من ذوات الياء فجمعه أفعلاء نحو غني وأغنياء ونبي وأنبياء بغير همز فإذا همزت قلت نبي وأنباء كما تقول في الصحيح قال وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل قالوا خميس وأخمساء ونصيب وأنصباء فيجوز أن يكون نبي من أنبأت فما ترك همزه إلا لكثرة الاستعمال ويجوز أن يكون من نبأ ينبوا إذا ارتفع فيكون فعيلاً من الرفعة، وقال أبو بكر ابن الأنباري في الزاهر في قول القطامي:
لما وردن نبياً واستـتـب بـنـا |
|
مسحنفر كخطوط الشيح منسحل |
إن النبي في هذا البيت هو الطريق وقد رد عليه ذلك أبو القاسم الزجاج فقال كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لما وردن نبياً وقد كانت قبل وروده على طريق فكأنه قال لما وردن طريقا وهذا لا معنى إلا أن يكون أراد طريقاً بعينه في مكان مخصوص فيرجع إلى أنه اسم مكان بعينه قيل هو رمل بعينه وقيل هو اسم جبل. قلت يقوي ما ذهب إليه الزجاجي قول عدي بن زيد العبادي:
سقى بطن العقيق إلى أفاق |
|
ففاثور إلى لبب الكثـيب |
فروى قلة الأدحال وبـلاً |
|
ففلجاً فالنبي فذا كـريب |
وفي كتاب نصر النبي بنون مفتوحة وكسر الباء وتشديد الياء: ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنر بن قاسط وقيل بضم النون وفتح الباء قال والنبي أيضاً موضع من وادي ظبي على القبلة منه إلى الهيل واد يأخذ مصعداً من قرب الفرات إلى الأردن وناحية حمص وواد أيضاً بنجد كذا في كتابه وهو عندي مظلم لا يهتدى لقوله ولكن سطرناه كما وجدناه.
النتاءة: بالضم وبعد الألف همزة ثم هاء وهو من النتو، وهو خروج الشيء عن موضعه من غير بينونة: وهو ماء لبني عميلة. قال الحفصي النتاءة نخيلات لبني عطارد ويوم النتاءة من أيام العرب. قال زهير بن أبي سلمى يرثي ابناً له اسمه سالم:
رأت رجلاً لاقى من العيش غبطة |
|
وأخطأه فيها الأمور العـظـائم |
وشب له فيها بنون وتوبعت |
|
سلامة أعوام له وغـنـائم |
فأصبح محبوراً ينطر حوله |
|
بغبطته لـو أن ذلـك دائم |
رأيت من الأيام ما ليس عنده |
|
فقلت تعقنم إنما أنت حالـم |
لعلك يوماً أن تراع بفاجـع |
|
كما راعني يوم النتاءة سالم |
كان ابنه سالم قد لبس بردين وركب فرساً له رائعاً ومر بامرأة فقالت له ما رأيت كاليوم رجلاً ولا بردين ولا فرساً فعثر به الفرس فاندقت عنقه وعنق سالم وانشق البردان، وقال نصر النتاءة جبل بحمى ضرية بين إمرة ومتالع وقيل ماء لغني.
نثرة: موضع. ذكره لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي فقال:
تطاول ليلـى بـالإثـمـدين |
|
إلى الشطبتين إلى نـثـرة |
وقد شيب الرأس قبل المشيب |
|
وفي الحادثات لنا عـبـرة |
كمهـوى عـتـيبة إذ قـاده |
|
حثيث المطي أبـو عـذره |
أبو عذرة كنية الحارث بن نفير بن عبد الحارث الشيباني.