حـرف الـنـون: باب النون والهاء وما يليهما

باب النون والهاء وما يليهما

نها: بالضم والقصر بلفظ النها بمعنى العقل: قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس.

نهاب: جمع نهب قد تقدم ذكره في الألف في إيهاب. نهاوند: بفتح النون الأولى وتكسر والواو مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام. قال أبو المنذر هشام سميت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام. أي نوح وضعها وإنما اسمها نوح أوند فخففت وقيل نهاوند. وقال حمزة أصلها بنو هاوند فاختصروا منها ومعناه الخير المضاعف. قال بطليموس نهاوند في الإقليم الرابع طولها اثنتان وسبعون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وهي أعتق مدينة في الجبل، وكان فتحها سنة 19 ويقال سنة. 20. وذكر أبو بكر الهذلي عن محمد بن الحسن كانت وقعة نهاوند سنة 21 أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني وقال عمر إن أصبت فالأمير حذيفة بن اليمان ثم جرير بن عبد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم الأشعث بن قيس فقتل النعمان وكان صحابياً فأخذ الراية حذيفة وكان الفتح على يده صلحاً كما ذكرناه في ماه دينار، وقال المبارك بن سعيد عن أبيه قال نهاوند من فتوح أهل الكوفة والدينور من فتوح أهل البصرة فلما كثر الناس بالكوفة احتاجوا إلى أن يرتادوا من النواحي التي صولح على خراجها فصيرت لهم الدينور وعوض أهل البصرة نهاوند لأنها قريبة من أصبهان فصار فضل ما بين خراج الدينور ونهاوند لأهل الكوفة فسميت نهاوند ماه البصرة والدينور ماه الكوفة وذلك في أيام معاوية بن أبي سفيان. قال ابن الفقيه وعلى جبل نهاوند طلسمان وهما صورة سمكة وصورة ثور من ثلج لا يذوبان في شتاء ولا صيف ويقال إنهما للماء لئلا يقل بها فماؤها نصفان نصف إليها ونصف إلى الدينور. وقال في موضع آخر وماء ذلك الجبل ينقسم قسمين قسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في المغرب حتى يسقي رستاقاً يقال له الأشتر. وقال مسعر بن المهلهل أبو دلف وسرنا من همذان إلى نهاوند وبها سمكة وثور من حجر حسنا الصورة يقال إنهما طلسم لبعض الآفات التي كانت بها وبها آثار لبعض الفرس حسنة وفي وسطها حصن عجيب البناء عالي السمك وبها قبور قوم من العرب استشهدوا في صدر الإسلام وماؤها بإجماع العلماء غذي مريء وبها شجر خلاف تعمل منه الصوالجة ليس في شيء من البلدان مثله في صلابته وجودته. قال ابن الفقيه وبنهاوند قصب يتخذ منه ذريرة وهو هذا الحنوط فما دام بنهاوند أو شيء من رساتيقها فهو والخشبة بمنزلة واحدة لا رائحة له فإذا حمل منها وجاوز العقبة التي يقال لها عقبة الركاب فاحت رائحته وزالت الخشبية عنه، وقال عبيد الله الفقير إليه مؤلف الكتاب ومما يصدق هذه الحكاية ما ذكره محمد بن أحمد بن سعيد التميمي في كتاب له ألفه في الطب في مجلدين وسماه حبيب العروس وريحان النفوس قال قصبة الذريرة هي القمحة العراقية وهي ذريرة القصب وقال فيه يحيى بن ماسويه إنه قصب يجلب من ناحية نهار، قال وكذلك قال فيه محمد بن العباس الخشكي قال وأصله قصب ينبت في أجمة في بعض الرساتيق يحيط بها جبال والطريق إليها في عدة عقاب فإذا طال ذلك القصب ترك حتى يجف ثم يقطع عقداً وكعاباً على مقدار عقد ويعبى في جوالقات ويحمل فإن أخذته على عقبة من تلك العقاب مسماة معروفة نخر وتهافت وتكلس جسمه فصار ذريرة وسمي قمحة وأن أسلك على غير تلك العقبة لم يزل على حاله قصباً صلباً وأنابيب وكعاباً صلبة لا ينتفع به ولا يصلح إلا للوقود وهذا من العجائب الفردة، وقال ابن الفقيه يوجد على حافات نهر نهاوند طين أسود للختم وهو أجود ما يكون من الطين وأشده سواداً وتعلكا يزعم أهل الناحية السراطين تخرجه من جوف النهر وتلقيه إلى حافاتة ويقولون إنهم لو حفروا في قرار النهر ما حفروا أو في جوانبه ما وجدوا إلا ما تخرجه السراطين قال وحدثني رجل من أهل الأدب قال رأيت بنهاوند فتى من الكتاب وهو كالساهي فقلت له ما حالك فقال:

يا طول ليلي بنـهـاونـد

 

مفكراً في البث والوجد

فمرة آخذ مـن مـنـية

 

لا تجلب الخير ولا تجدي

ومرة أشدو بصـوت إذا

 

غنيته صاع لي كـبـدي

قد جالت الأيام بي جـولة

 

فصرت منها ببروجـرد

كأنني في خانها مصحف

 

مستوحش في يد مرتـد

الحمد لله على كـل مـا

 

قدر من قبل ومن بعـد

 

وبين همذان ونهاوند أربعة عشر فرسخاً من همذان إلى روذراور سبعة فراسخ وجمع الفرس جموعها بنهاوند قيل مائة وخمسون ألف فارس وقدم عليهم الفيروزان وبلغ ذلك المسلمين فأنفذ عمر عليهم الجيوش وعليهم النعمان بن مقرن فواقعهم فقتل أولى قتيل فأخذ حذيفة بن اليمان رأيته وصار الفتح وذلك أول سنة 19 لسبع سنين من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل كانت سنة 20 والأول أثبت فلم يقم للفرس بعد هذه الوقعة قائم فسماها المسلمون فتح الفتوح. فقال القعقاع بن عمرو المخزومي:

رمى الله من ذم العشيرة سادراً

 

بداهية تبيض منها المـقـادم

فدع عنك لومي لا تلمني فإنني

 

أحوط حريمي والعدو الموائم

فنحن وردنا في نهاوند مـورداً

 

صدرنا به والجمع حران واجم

 

وقال أيضا:

وسائل نهاونداً بنا كيف وقعـنـا

 

وقد أثخنتها في الحروب النوائب

 

وقالأيضا:

ونحن حبسنا في نهاوند خيلـنـا

 

لشد ليال أنتجـت لـلأعـاجـم

فنحن لهم بينا وعصل سجتـهـا

 

غداة نهاوند لإحدى العـظـائم

ملأنا شعاباً في نهاوند مـنـهـم

 

رجالاً وخيلاً أضرمت بالضرائم

وراكضهن الفيرزان على الصفا

 

فلم ينجه منا انفساح المخـارم

 

نهبان: بالفتح فعلان من النهب. قال عزام نهبان يقابلان القدسين وهما جبلان بتهامة يقال لهما نهب الأسفل ونهب الأعلى وهما لمزينة وبني ليث فيهما شقص ونباتهما العرعر والأثرار وهو شجر يتخذ منه القطر كما يتخذ من العرعر وبه قرظ وهما جبلان مرتفعان شاهقان كبيران وفي نهب الأعلى في دوار من الأرض بئر واحدة كبيرة غزيرة الماء عليها مباطخ وبقول ونخلات ويقال لها ذو خيمي وفيه أوشال وفي نهب الأسفل أوشال ويفرق بين هذين الجبلين وقدس وورقان الطريق.


نهران: من قرى اليمن من ناحية ذمار.


الأنهار وما أضيف إليها مرتباً على حروف المعجم نهر أبا: بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة والقصر: من نواحي بغداد حفره أبا بن الصمغان النبطي.


نهر ابن عمر: نهر بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهو أول من احتفره وذلك أنه لما قدم البصرة عاملاً على العراق من قبل يزيد بن الوليد بن عبد الملك شكا إليه أهل البصرة ملوحة مائهم فكتب بذلك إلى يزيد بن الوليد فكتب إليه إن بلغت النفقة على هذا النهر خراج العراق ما كان في أيدينا فأنفقه عليه فحفر النهر المعروف بابن عمر.


نهر ابن عمير: بالبصرة. منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد الله بن عامر أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر وهو أخوه لأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت السلمية وإلى أمه دجاجة ينسب نهر أم عبد الله.
نهر أبي الأسد: كنية رجل والأسد بفتح السين: أحد شعوب دجلة بين المذار ومطارة في طريق البصرة يصب هناك في دجلة العظمى ومأخذه أيضاً من دجلة قرب نهر دقلة وأبو الأسد أحد قواد المنصور كان وجه إلى البصرة أيام مقام عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس عم المنصور بها فحفر بها النهر المعروف بأبي الأسد وقيل بل أقام على فم النهر لأن السفن لم تدخله لضيقه فوسعه حتى دخلته فنسب إليه وكان محفوراً قبله.


نهر أبي الخصيب: بالبصرة كان مولى لأبي جعفر المنصور أقطعه إياه واسم أبي الخصيب مرزوق.


نهر أبي فطرس: بضم الفاء وسكون الطاء وضم الراء وسين مهملة: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين. قال المهلبي على اثني عشر ميلاً من الرملة في سمت الشمال نهر أبي فطرس ومخرجه من أعين في الجبل المتصل بنابلس وينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف ويافا به كانت وقعة عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس مع بني أمية فقتلهم في سنة 132. فقال إبراهيم مولى قائد العبلي يرثيهم.

أفاض المدامع قتلى كـدا

 

وقتلى بكثوة لم ترمـس

وقتل بوج وبالـلابـتـين

 

بيثرب هم خير ما أنفس

وبالزابيين نفـوس ثـوت

 

وأخرى بنهر أبي فطرس

أولئك قوم أناخت بـهـم

 

نوائب من زمن متعـس

إذا ركبوا زينوا المركبين

 

وإن جلسوا زينة المجلس

هم أضرعوني لريب الزمان

 

وهم ألصقوا الرغم بالمعطس

فما أنس لا أنس قـتـلاهـم

 

ولا عاش بعدهم من نـسـي

 

قال المهلبي وعلى نهر أبي فطرس أوقع أحمد بن طولون بالمعتضد فهزمه قلت إنما كانت الوقعة بموضع يقال له الطواحين بين المعتضد وخمارويه بن أحمد بن طولون قال وعليه أخذ العزيز هفتكين التركي وفلت عساكر الشام عليه وبالقرب منه أوقع القائد فضل بن صالح بأبي تغلب حمدان فقتله ويقال إنه ما التقى عليه عسكران إلا هزم المغربي منهما. وذكر أبو نواس في قصيدته في الخصيب نهر فطرس ولم يضفه إلى كنية فقال:

وأصبحن قد فوزن عن نهر فطرس

 

وهن من البيت الـمـقـدس زور

طوالب بالركبـان غـزة هـاشـم

 

وبالفر ما من حاجهـن شـقـور

 

وقال العبلي:

أبكي على فـتـية رزئتـهـم

 

ما إن لهم في الرجال من خلف

نهر أبي فطرس مـحـلـهـم

 

وصبحوا الزابيين لـلـتـلـف

أشكو إلى الله مـا بـلـيت بـه

 

من فقد تلك الوجوه والشـرف

 

نهر الإجانة: بلفظ الإجانة التي تغسل فيها الثياب بكسر الهمزة وتشديد الجيم وبعد الألف نون. قال عوانة الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب في أهل البصرة فجعل يسألهم رجلاً رجلاً والأحنف لا يتكلم فقال له عمر ألك حاجة فقال بلى يا أمير المؤمنين إن مفاتيح الخير بيد الله وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة نزلنا أرضاً نشاشة لا يجف مرعاها ناحينها من المشرق البحر الأجاج ومن جهة المغرب الفلاة والعجاج فليس لنا زرع ولا ضرع تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مريء النعامة يخرج الرجل الضعيف فيستعذب الماء من فرسخين والمرأة كذلك فتربق ولدها تربق العنز تخاف بادرة العدو وأكل السبع فإلا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا فألحق عمر ذراري أهل البصرة في العطاء وكتب أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهراً فذكر جماعة أهل العلم أن دجلة العوراء وهي دجلة البصرة خوراً والخور طريق للماء لم يحفره أحد تجري الأمطار ويتراجع ماؤها فيه عند المد وينضب في الجزر وكان يحده مما يلي البصرة خور واسع كان يسمى الجاهلية الإجانة وتسميه العرب في الإسلام خزاز على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة ومنه يبتدئ النهر الذي يعرف اليوم بنهر الإجانة فلما أمر عمر أبا موسى بحفر نهر ابتدأ بحفر نهر الإجانة ففأره ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة وكان طول نهر الأبلة أربعة فراسخ ثم انطم منه شيء على قدر فرسخ من البصرة، زياد ابن أبيه والياً على الديوان وبيت المال من عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان فأشار إلى ابن عامر أن ينفذ نهر الأبلة من حيث انضم حتى يبلغ البصرة ويصله بنهر الإجانة فدافع بذلك إلى أن شخص ابن عامر إلى خراسان واستخلف زياداً على حفر أبي موسى على حانه فحفر نهر الأبلة من حيث انضم حتى وصله بالإجانة عند البصرة وولى ذلك ابن أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض بفرسه والماء يكاد يسبقه حتى التقى به فصار نهراً مخرجه من فم نهر الإجانة ومنتهاه إلى الأبلة وهذا إلى الآن على ذلك. وقدم ابن عامر من خراسان فغضب على زياد وقال إنما أردت أن تذهب بذكر النهر دوني فتباعد ما بينهما حتى ماتا وتباعد لسببه ما بين أولادهما. قال يونس بن حبيب فأنا أدركت بين آل زياد وآل عامر تباعداً، وفي كتاب البصرة لأبي يحيى الساجي نهر الجوبرة من أنهار البصرة القديمة وكان ماء دجلة ينتهي إلى فوهة الجوبرة فيستنقع فيه الماء مثل البركة الواسعة فكان أهل البصرة يدنون منه أحياناً ويغسلون ثيابهم وكانت فيه أجاجين وأنقرة وخزف وآلات القصار فلذلك سمي نهر الإجانة. قال أبو اليقظان كان أهل البصرة يشربون قبل حفر الفيض من خليج يأتي من دير جابيل إلى موضع نهر نافذ. قال المدائني لم تزل البصرة على عين ماء لا ماء الإجانة وإليه ينتهي خليج الأبلة حتى كتم الأحنف عمر فكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهراً فأحفر من الإجانة من الموضع الذي يقال له أبكن وكان قد حفره الماء فحفره أبو موسى وعبره إلى البصرة فلما استغنى الناس عنه طموه من البصرة إلى ثبق الحيرة ورسمه قائم إلى اليوم فكانوا يستقون قبل ذلك ماءهم من الأبلة وكان يذهب رسولهم إذا قام المتهجدون من الليل فيأتي بالماء من الغد صلاة العصر.


نهر أزى: بالعراق لناس من ثقيف بالزاي والقصر. قال الساجي نهر أزى قديم بالبصرة وبه اتصل نهر الإجانة. قال البلاذري نهر أزى صيدت فيه سمكة يقال لها أزى فسمي بها وعلى نهر أزى أرض حمران التي أقطعه إياها عثمان.


نهر الأزرق: نهر بالثغر بين بهسنا وحصن منصور في طرف بلاد الروم من جهة حلب.


نهر الأسود: نهر قريب من الذي قبله في طرف بلاد المصيصة وطرسوس. نهر الأساورة: بالبصرة وهو الذي عند دار فيل مولى زياد. قال الساجي كان سياه الأسواري على مقدمة يزدجرد ثم بعث به إلى الأهواز لمدد أهلها فنزل الكلتانية وأبو موسى الأشعري محاصر للسوس فلما رأى ظهور الإسلام أرسل إلى أبي موسى إنا أحببنا الدخول في دينكم على أن نقاتل عدوكم من العجم معكم وعلى أنه إن وقع بينكم اختلاف لا نقاتل بعضكم مع بعض وعلى أنه إن قاتلنا العرب منعتمونا منهم وأعنتمونا عليهم وأن ننزل بحيث شئنا من البلدان ونكون فيمن شئنا منكم وعلى أن نلحق لشرف العطاء ويعقد لنا بذلك الأمير الذي بعثكم فكتب بذلك أبو موسى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأجابهم إلى ما التمسوا فخرجوا حتى لحقوا بالمسلمين وشهدوا مع أبي موسى حصار تستر ثم فرض لهم في شرف العطاء فلما صاروا إلى البصرة وسألوا أي الأحياء أقرب نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل بنو تميم فحالفوهم ثم خططت خططهم فنزلوها وحفروا نهرهم المعروف بنهر الأساورة ويقال إن عبد الله بن عامر حفره وأقطعهم إياه فنسب إليهم.


نهر أط: لما استولى خالد بن الوليد على الحيرة ونواحيها أرسل عماله إلى النواحي فكان فيمن أرمل من العمال أط بن أبي أط رجل من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دورقستان فنزل على نهر منها فسمي ذلك النهر به إلى هذه الغاية.


نهر أم حبيب: بالبصرة لأم حبيب بنت زياد أقطعها إياه وكان عليه قصر كثير الأبواب يسمى الهزاردر.


نهر أم عبد الله: بالبصرة منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كريز أمير البصرة في أيام عثمان.


نهر الأمير: بواسط. ينسب إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو قطيعة له ويقال إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس. ونهر الأمير أيضاً بالبصرة حفره المنصور ثم وهبه لابنه جعفر فكان يقال نهر أمير المؤمنين ثم نهر الأمير.


نهر الأيسر: كورة ورستاق بين الأهواز والبصرة.


نهر بريه: بضم الباء الموحدة ثم فتح الراء وياء ساكنة وهاء خالصة: بالبصرة.


نهر بشار: بالبصرة ينزع من الأبلة وله ذكر في الأخبار بالباء والشين معجمه. منسوب إلى بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة بن مسلم وكان أهدى إلى الحجاج فرساً فسبق عليه الخيل فأقطعه سبعمائة جريب وقيل أربعمائة جريب فحفر لها نهراً نسب إليه.


نهر بطاطيا: بالباء الموحدة وطاءين مهملتين وياء وألف. قال أبو بكر أحمد بن علي وأما أنهار الحربية ففيها نهر يحمل من دجيل يقال له نهر بطاطيا أوله أسفل فوهة دجيل بستة فراسخ يجيء إلى بغداد فيمر على عبارة قنطرة باب الأنبار إلى شارع الكبش فينقطع ويتفرع منه أنهر كثيرة كانت تسقي الحربية وما صاقبها.


نهر بلال: بالبصرة منسوب إلى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قاضي البصرة وهو يخترق المدينة. قال البلاذري قال القحذمي كان بلال بن أبي بردة فتق نهر معقل في فيض البصرة وكان قبل ذلك مكسوراً يفيض إلى القبة التي كان زياد يعرض فيها الجند واحتفر بلال نهر بلال وجعل على جنبيه حوانيت ونقل إليها السوق وجعل ذلك ليزيد بن خالد بن عبد الله القسري.


نهر بوق: بضم الباء وسكون الواو والقاف: طسوج من سواد بغداد قرب كلواذى زعموا أن جنوبي بغداد من كلواذى وشماليها من نهر بوق.


نهر بيطر: من نواحي دجيل: كورة عليها عدة قرى تحت حربى.


نهر بيل: بكسر الباء وياء ساكنة ولام لغة في نهر بين طسوج من سواد بغداد متصل بنهر بوق. قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان:

هاك فاشربها خليلـي

 

في مدى الليل الطويل

قهوة من أصل كـرم

 

سبئت من نهـر بـيل

في لسان المرء منهـا

 

مثل طعم الزنجبـيل

قل لمن ينهاك عنـهـا

 

من وضيع أو نـبـيل

أنت دعها وارج أخرى

 

من رحيق السلسبـيل

 

نهر بين: بالنون هو لغة في الذي قبله. ينسب إليه أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو العباس الأكاف النهربيني أخو أبي عبد الله المقري سمع أبا الحسين بن الطيوري وكتب عنه الحافظ أبو القاسم وسكن قرية الحديثة من قرى الغوطة ومات بها سنة 527. وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر ويسمى أيضاً محمد النهربيني المقري قال الحافظ أبو القاسم سمع أبا القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد البيني وأبا عبد الله بن طلحة وأبا الحسين بن الطيوري وذكر لي أنه سمع من أبي الحسين بن النقور ولم أظفر بسماعه منه وسكن دمشق بالمدرسة الأمينية مدة وكتب عنه وكان خيراً يقرأ القرآن ويصلي بالناس في مسجد سوق الغزل المعلق وتوفي في خامس ذي القعدة سنة 530 ودفن بقرية حديثة جرش من غوطة دمشق عند أخيه أحمد وكان فلاحاً بالحديثة.


نهر بط: بفتح الباء الموحدة بلفظ اسم جنس بطة من الطير: هو نهر بالأهواز قيل: كان عنده مراح للبط فقالوا نهر بط كما قالوا دار بطيخ وقيل بل كان يسمى نهر نبط لأنه كان لامرأة نبطية فخفف وقيل نهر بط قال بعضهم:

لا ترجعن إلى الأهواز ثـانـية

 

قعيقعان الذي في جانب السوق

ونهر بط الذي أمسى يؤرقنـي

 

فيه البعوض بلسب غير تشفيق

 

ينسب إليه عبد الجبار بن شيران النهر بطي روى عن سهل الستري روى عنه علي بن عبد الله بن جهضم.


نهر تيرى: بكسر التاء المثناة من فوقها وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور: بلد من نواحي الأهواز حفره أردشير الأصغر بن بابك. ووجدت في بعض كتب الفرس القديمة أن أردشير بهمن بن اسفنديار وهو قديم قرب من زمن داود النبي عليه السلام حفر نهر المصرقان بالأهواز ودجيل الأهواز وأنهار الكور السبع سرق ورامهز: وسوس وجنديسابور ومناذر ونهر تيرى فوهبه لتيرى من ولد جودرز الوزير فسمي به وله ذكر في أخبار الفتوح والخوارج. قال جرير:

ما للفرزدق من عز يلـوذ بـه

 

إلا بني العم في أيديهم الخشـب

سيروا بني العم والأهواز منزلكم

 

ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب

الضاربو النخل لا تنبو مناجلهـم

 

عن العذوق ولا يعييهم الكـرب

 

وقال عبد الصمد بن المعذل يهجو أمراءهم:

دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا

 

وأنقوا الريط واشتملوا القلوصا

بني العند المقيم بنهـر تـيرى

 

لقد نهضت طيوركم نحوسـا

حرام أن يبـيت بـكـم نـزيل

 

فلا يسمى لأمكـم عـروسـا

 

نهر جطى: بفتح الجيم وتشديد الطاء والقصر: نهر بالبصرة عليه قرى ونخل كثير وهو من نواحي شرقي دجلة.


نهر جعفر: نهر قرب البصرة بينها وبين مطارا من الجانب الشرقي رأيته كان لجعفر مولى سلم بن زياد وكان خارجياً ونهر جعفر أيضاً نهر بين واسط ونهر دقلة عليه قرى وهو أحد ذنائب دجلة.


نهر جوبرة: بالبصرة وقد فسرناه في جوبرة.


نهر جور: بضم الجيم وسكون الواو وراء: بين الأهواز وميسان فيما أحسب.


نهر حرب: بالبصرة لحرب بن سلم بن زياد ابن أبيه كان قطيعة لأبيه سلم وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز ادعى أن الأرض التي عليه كانت لأبيه وخاصم فيه حرباً فلما توجه القضاء لعبد الأعلى أتاه حرب فقال خاصتك في هذا النهر وقد ندمت على ذلك وأنت شيخ العشيرة وسيدها فهو لك فقال عبد الأعلى بل هو لك فانصرف حرب بالنهر فجاء عبد الأعلى مواليه فقالوا والله ما أتاك حرب حتى توجه لك القضاء عليه فقال لا والله لا رجعت عما جعلته له أبداً.


نهر حبيب: نسب إلى حبيب بن شهاب الشامي قطيعة من عثمان وقيل من زياد.


نهر حميدة: بالبصرة نسب إلى حميدة أم عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن كريز وهي من بني عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس.


نهر حوريث: بضم الحاء المهملة وسكون الواو وكسر الراء وياء ثم ثاء نهر يأخذ من بحيرة الحدث قرب مرعش ويجري حتى يصب في نهر جيحان.


نهر دبيس: وهو بالبصرة ودبيس مولى لزياد ابن أبيه. قال القحذمي كان زياد لما بلغ بنهر معقل قبته التي كان يعرض فيها الجند ردة إلى مستقبل الجنوب حتى أخرجه إلى أصحاب الصدقة بالجبل فسمي ذلك العطف نهر دبيس برجل قصار كان يقصر عليه الثياب. نهر الدجاج: محلة ببغداد على نهر كان يأخذ من كرخايا قرب الكرخ من الجانب الغربي.


نهر الدير: نهر كبير بين البصرة ومطارا بينه وبين البصر نحو عشرين فرسخاً سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار وهناك بليد حسن وبه يعمل أكثر الغضار الذي بنواحي البصرة. ينسب إليه أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن طاهر بن إبراهيم البصري قاضي نهر الدير كان مشكوراً في أحكامه تفقه على القاضي أبي العباس الجرجاني بالبصرة ثم على أبي بكر الخجندي بأصبهان وسمع الحديث على أبي طاهر القصاري وأبي علي الستري وغيرهما ومولده سنة 458 قاله السلفي.


نهر ذراع: بالعراق وهو ذراع النمري من ربيعة وهو والد هارون بن ذراع.


نهر الذهب: يزعم أهل حلب أنه نهر وادي بطنان الذي يمر ببزاعة وهو الذي يقال له عجائب الدنيا ثلاثة دير الكلب ونهر الذهب وقلعة حلب والعجب فيه أن أوله يباع بالميزان وآخره بالكيل وتفسير ذلك أن أوله يزرع على الحصى كالقطن وسائر الحبوب ثم ينصب إلى بطيحة عظيمة طولها نحو فرسخين في عرض مثل ذلك فيجمد فيصير ملحاً يمتار منه أكثر نواحي الشام ويباع بالكيل.


نهر رفيل: بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير: نهر يصب في دجلة بغداد مأخذه من نهر عيسى وهو الذي عليه قنطرة الشوك ويصب في دجلة عند الجسر منسوب إلى الرفيل واسمه معاذر بن خشيش بن أبرويز بن خشين بن خسروان وإنما سمي معاذر بالرفيل لأنه لما قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليجدد إسلامه وكان قد أسلم على يد سعد بن أبي وقاص ودخل على عمر وعليه ثوب ديباج يسحب على الأرض فقال عمر من ذا الرفيل فصار له اسما علماً وهو جد الوزير رئيس الرؤساء وجد أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمران بن الحسن بن عبيد بن خالد بن الرفيل وكان كثير السماع مات سنة 465 ومولده في شهر ربيع الأول سنة 375.


نهر زاور: بالزاي ثم ألف وواو مفتوحة وراء مهملة: نهر متصل بعكبرا وزاور قرية عنده.


نهر الزط: من الأنهار القديمة بالبطيحة عن نصر.


نهر سابا: بسين مهملة وبعد الألف باء موحدة وألف مقصورة: وهو نهر بتل موزن بالجزيرة.


نهر سابس: بالسين المهملة وبعد الألف باء موحدة وسين أخرى مهملة: فوق واسط بيوم عليه قرى.


نهر سعد: من نواحي الأنبار. لما فتح سعد بن أبي وقاص الأنبار سأله دهاقينها أن يحفر لهم نهراً كانوا سألوا عظيم الفرس حفره لهم فجمع الرجال لذلك فحفروا حتى انتهوا إلى جبل لم يمكنهم شقه فتركوه فلما ولي الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحية وقال لقوامه أنظروا إلى قيمة ما يأكل رجل من الحفارين في اليوم فإن كان وزنه مثل ما يقلع فلا تمتنعوا من الحفر وأنفقوا عليه حتى استتموه فنسب ذلك الجبل إلى الحجاج ونسب النهر إلى سعد بن أبي وقاص.


نهر سعيد: اسم نهر بالبصرة له ذكر في التواريخ: ونهر سعيد أيضاً دون الرقة من ديار مضر ينسب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان وهو الذي يقال له سعيد الخير وكان يظهر نسكاً وكان موضع نهره هذا غيضة ذات سباع فأقطعه إياها الوليد أخوه فحفر النهر وعمر ما هناك.


نهر سلم: بالبصرة منسوب إلى سلم بن عبيد الله بن أبي بكرة.


نهر سمرة: قرية فيها قبر العزير النبي عليه السلام في أرض ميسان والعامة تقول نهر سمرة.


نهر سورا: بالضم ويقال سوراء من نواحي الكوفة وقد ذكرت سورا في موضعها.


نهر شيطان: بالبصرة ينسب إلى مولى لزياد ابن أبيه.


نهر شيلى: بأرض السواد ثم أرض الأنبار وهو شيلى بن فرخ زادان المروزي وولده يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار والذي يقوله غيرهم أنه نسب إلى رجل كان متقبلاً لحفره ثم عرف بنهر زياد ابن أبيه لأنه استحدث حفره. وقيل إن رجلاً يقال له شيلى كانت له عليه مبقلة في أيام المنصور وهذا النهر كان قديماً وقد انطم فأمر المنصور بحفره فلم يستتم حتى توفي فاستتم في خلافة المهدي.


نهر الصلة: بواسط أمر بحفره المهدي فحفر وأحيا ما عليه من الأراضي وجعلت غلته لصلات أهل الحرمين ونفقتهم. نهر الطابق: محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلائين شرقاً وإنما هو نهر بابك منسوب إلى بابك بن بهرام بن بابك وهو قديم وبابك هو الذي اتخذ العقد الذي عليه قصر عيسى بن علي واحتفر هذا النهر ومأخذه من كرخايا ويصب في نهر عيسى عند دار بطيخ. وقرأت في بعض التواريخ المحدثة قال وفي سنة 488 أحرقت محلة نهر طابق وصارت تلولاً لفتنه كانت بينهم وبين محلة باب الأرحاء.


نهر عبدان: ذكر في عبدان.


نهر عدي بن أرطاة: بالبصرة. كان نهر عدي خوراً من نهر البصرة حتى فتقه عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد العزيز من بثق نهر شيرين جارية أبرويز ولما فرغ عدي من نهره كتب إلى عمر بن عبد العزيز أني احتفرت لأهل البصرة نهراً عذب به مشربهم وجاد، عليهم أموالهم فلم أر لهم على ذلك شكراً فإن أذنت لي قسمت عليهم ما أنفقته عليه فكتب إليه عمر إني لا أحسب أهل البصرة عند حفرك هذا النهر خلوا من رجل يشرب منه يقول الحمد لله وإن الله عز وجل قد رضي بنا شكراً فارض بنا شكراً من حفر نهرك.


نهر العلاء: بالبصرة هو العلاء بن شريك الهذلي من أهل المدينة أهدى إلى عبد الملك شيئاً أعجبه فأقطعه مائة جريب.


نهر عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس: وهي كورة وقرى كثيرة وعمل واسع في غربي بغداد يعرف بهذا الاسم ومأخذه من الفرات عند قنطرة دمما ثم يمر فيسقي طسوج فيروز سابور حتى ينتهي إلى المحول تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة السلام ثم يمر بالياسرية قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنط الشوك وقنطرة الرمان وقنطرة المغيض عند الأرحاء قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي ثم قنطرة بني زريق يصب في دجلة عند قصر عيسى بن علي وكان عند كل قنطرة سوق يعرف بها والآن ليس من ذلك كله غير قنطرة الزباتين وقنطرة البستان وتعرف بقنطرة المحدثين. وهو نهر على متنزهات وبساتين كثيرة. وقد قالت فيه الشعراء فأكثروا فمن ذلك قال الحسن بن علي الشاتاني الموصلي قال لي القاضي نجم الدين ابن السهروردي قاضي الموصل دخل علي شاب من أهل بغداد وأنشدني:

في نهر عيسى والهواء معنبر

 

والماء فضي القميص صقيل

والطير إما هاتف بقـرينـه

 

أو نادب يشكو الفراق ثكول

وعرائس السر التحفن بسندس

 

ورقصن فارتفعت لهن ذيول

 

ثم قال لي اعمل على وزنها ما يشاكلها فعملت:

والغصن مهزوز القوام كأنمـا

 

دارت عليه من الشمال شمولو

الدهر كالليل البهـيم وأنـتـم

 

غرر تنير ظلامه وحـجـول

نبه بني اللذات واهتف فـيهـم

 

بتيقظ إن الـمـقـام قـلـيل

 

وقال أبو الحسن علي بن معتر الواسطي متأخر مات في رمضان سنة 609:

يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما

 

نسبت إلا بتـحـقـيق وإيضـاح

فإنه بك إحياء القـلـوب كـمـا

 

عيسى المسيح بـه إحـياء أرواح

 

نهر الفضل: من نواحي واسط. ينسب إليه عبد الكريم بن سعيد بن أحمد بن سليمان المالكي أبو الفائز المقري النهر فضلي الأصل البغدادي من أهل الرصافة من أبناء الشيوخ الصالحين سمع أباه وأبا المعالي صالح بن شافع وصحب أبا المعالي الصالح وذكره أبو بكر محمد بن المبارك في المعجم شيوخه، ومولده في سنة 489 ومات في ثالث عشر صفر سنة 564.


نهر فيروز: ذكره ابن الكلبي في أنهار العراق وقال هو خادم مولى لثقيف وهو بالبصرة. وقيل فيروز مولى لربيعة بن كلدة الثقفي.


نهر قلا: بضم القاف وتشديد اللام مقصور: من نواحي بغداد ضمنه ابن الحجاج الشاعر فخسر فيه خسارة كثيرة فقال من قطعة:

أمولاي دعوة شـيخ إمـام

 

بشارع عمرو بني مسعدة

ينوح على ماله كيف ضاع

 

في نهر قلا على المصيدة

 

نهر القلائين: جمع قلاء للذي يقلي السمك وغيره: وهي محلة كبيرة ببغداد في شرقي الكرخ أهلها أهل سنة كانت بينهم قديماً وبين أهل الكرخ حروب ذكرت في التواريخ وكان مكانه قبل عمارة بغداد قرية يقال لها ورثال وفي غربية الشونيزية مقبرة الصالحين ببغداد وفي قبليه نهر طابق وكان مأخذ نهر القلائين من كرخايا. وقد نسب المحدثون إليه قوماً منهم أبو البركات عبد الله بن المبارك الأنماطي النهري لأنه من نهر القلائين وكان حافظاً كتباً كثيرة روى عنه جماعة ومات سنة 538 في المحرم.


نهر القندل: كذا ضبطه الساجي بكسر القاف وسكون النون: بالبصرة وقال أرض العرب من أرض نهر الأبلة إلى غربي نهر القندل لم يعمرها العجم.


نهر القورا: طسوج من ناحية الكوفة عليه عدة قرى منها سورا.


نهر الكلب: بسكون اللام كذا ضبطه الحازمي بين بيروت وصيداء من سواحل عواصم الشام.


نهر الكلاب: أول نهر يصب في دجلة ومخرجه من فوق شمشاط من أرض الروم.


نهر كثير: بالبصرة منسوب إلى كثير بن عبد الله السلمي أبي العاج عامل يوسف بن عمر الثقفي على البصرة لأنه احتفره.
نهر ماري: بكسر الراء وسكون الياء: بين بغداد والنعمانية مخرجه من الفرات وعليه قرى كثيرة منها همينيا وفمه عند النيل من أعمال بابل.


نهر المرأة: بالبصرة حفره أردشير الأصغر. قال الساجي صالح خالد بن الوليد عند نزوله البصرة أهل نهر المرأة واسم المرأة طماهيج من رأس الفهرج إلى نهر المرأة فكانت طماهيج هي التي صالحته على عشرة آلاف درهم. وفي كتاب البلاذُري أن خالد بن الوليد أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحاً وصالحه عنه النوشجان بن جسنسماه والمرأة صاحبة القصر كامودزاد بنت نَرسى وهي بنت عم النوشجان وانما سميت المرأة لأن أبا موسى الأشعري قد نزل بها فزودته خبيصاَ فجعل يكثر أن يقول أطعمونا من خبيص المرأة فغلب على اسمها.


نهرُ المَرج: في غربي الاسحاقي قرب تَكريت.


نهرُ مُرةَ: بالبصرة منسوب إلى مرَة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانت عائشة رضي اللهَ عنها كتبت إلى زياد تستوصله له فأقطعه هذا النهر فنسب إليه. قال ابن الكلبي هو مولى عائشة رضي اللهَ عنها. وقال القَخذَمي نهر مُرة لابن عامر ولي حفره له مرة بن أبي عثمان مولى أبي بكر الصديق فغلب على ذكره، وقال أبو اليقظان وغيره نسب نهر مرة إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق كان سَرِيا سأل عائشة أم المؤمنين أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان كتابه فكتبت إليه بالوصاة به وعنوَنَته إلى زياد بن أبي سفيان من عائشه أم المؤمنين فلما رأى زياد أنها قدمته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وكرم مرة وألطَفَه وقال للناس هذا كتاب أم المؤمنين إلي وفيه كذا وعرضه ليقرأ عُنوانه ثم أقطعه مائة جريب على نهر الأبلة وأمر أن يُحفَر لها نهرٌ فنسب إليه وكان عثمان بن مرة من سراة أهل البصرة.


نهرُ مُطرف: قطيعة من عثمان بن عفان رضي الله عنه للحكم بن أبي العاصي عم عثمان ذكر في أنهار العر اق.


نهرُ مَعقِلٍ : منسوب إلى معقل بن يَسار بن عبد اللهَ بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبد بن ثور بن هذْمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن اد المزني ومُزَينة أم عثمان وأوس ابني عمرِو بن اد صحب النبي علية السلام وهو نهر معروف بالبصرة فمُه عند فَم الإنجانة المقدم ذكره. ذكر الواقدي أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يحفر نهرأ بالبصرة وأن يُجريه على يد مَعقل بن يسار المزني فنسب إليه وتوفي معقل بالبصرة في ولاية عبيد اللهَ بن زياد البصرة لمعاوية. وقال المدائنى والقحذمي كلم المنذر بن الجارود الحبدي معاوية بن أبي سفيان في حفر نهر ثانٍ لنهر الأبلة فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل فقال قوم أجرى فمهُ على يد معقل فنسب إليه وقال قوم بل أجراه زياد على يد عبد الرحمن بن أبي بكرَة أو غيره فلما فرغ منه وأراد فتحه بعث زياد معقل بن يسار ليحضر فتحه تبركأ به لأنه رجل من الصحابة فقال الناس نهر معقل فذكر القحذمي أن زيادأ أعطى رجلاً ألف درهم وقال ابلغ دجلة وسل عن صاحب النهر هذا من هو فإن قال رجل إنه نهر زياد فأعطه الألف فبلغ الرجل دجلة ثم رجع فقال ما لقيت أحداً يقول إلا نهر معقل فقال زياد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاءُ. نهرُ مَكحُولٍ : بالبصرة وهو مكحول بن حاتم الأحمسي ومكحول هو ابن عم شيبان صاحب مقبرة شيبان بن عبد اللَه الذي كان على شرطة زياد ابن أبيه وكان مكحول يقول الشعر في الخيل فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان. وقال القحذمي نهر مكحول منسوب إلى مكحول بن عبد الله السعدي.


نهر المُعَلى: وهو اليوم أشهر وأعظم محلة ببغداد وفيها دار الخلافة المعظمة وهو نهر يدخل من باب بِين وهو باقٍ إلى الان مستمده من الخالص فيسير تحت الأرض حتى يدخل دار الخلافة وهو المسمى بالفردوس. ينسب إلى المعلى بن طريف مولى المهدي وكان من كبار قُوَاد الرشيد جمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد ولي المعلى البصرة وفارس والأهواز واليمامة والبحرين.


نهرُ الملكِ: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى يقال إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية على عدد أيام السنة قيل إن أول من حفره سليمان بن داود علية السلام وقيل إنه حفره الإسكندر لما خرب السواد وكذلك الصراة. وقال أبو بكر أحمد بن علي حفر نهر الملك أقفورشاه بن بلاش وهو الذي قتله أردشير بن بابك وقام مقامه وكان آخر ملوك النبط ملك مائتي سنة.َ نهرُ مُوسَى: كان يأخذ من نهر بين إلى أن يصل إلى قصر المعتضد المعروف بالثريا ويسير إلى منقسم الماءِ فينقسم ثلاثة أنهار فيتخرق محال الجانب الشرقي من بغداد أحدها نهر المعلى وقد ذكر.


نَهْرُ نَاب: بالنون وآخره باء قرب أوَانا من نواحي دُجيل.


نهرُ نافِذ: بالبصرة وهو مولى لعبد اللًه بن عامر كان ولاه حفره فغلب عليه.


نَهرُ يَزيد: بالبصرة منسوب إلى يزيد بن عبد اللهَ الحميري الإباضي: ونهر يزيد بدمشق أيضاً مشهور منسوب إلى يزيد بن أبي سفيان.


نَهرُ يَسَار: منسوب إلى يسار بن مسلم بن عمرو عن الكلبي واعلم أن الأنهار كثيرة لا تحصى وإنما ذكرنا منها ما لا يعرف إلا بذكر النهر من محلة أو قرية أو مدينة أو ما أشبه ذلك. نهرَوانُ: وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون وهي ثلاث نهروانات الأعلى والأوسط والأسفل: وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد وفيها عدة بلاد متوسطة منها إسكاف وجرجرايا والصافية ودير قُنى وغير ذلك وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللهَ عنه مع الخوارج مشهورة. وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب فمن كان من مدُنها نسب إلى مدينة ومن كان من قراها الصغار نسب إلى الكورة. وهو نهر مبتدؤه قرب تامرَا أو حلوان فإني لا أحققه ولم أر أحداً ذكره وهو الآن خراب ومُدُنه وقراه تلال يراها الناس بها والحيطان قائمة وكان سبب خرابه اختلاف السلاطين وقتال بعضهم بعضاً في أيام السلجوقية إذ كان كل من ملك لا يحتفل بالعمارة إذ كان قصده أن يحوصل ويطير وكان أيضاً في ممر العساكر فجلا عنه أهله واستمر خرابه وقد استشأم الملوك أيضاً من تجديد حفر نهره وزعموا أْنه ما شرع فيه أحد إلا مات قبل تمامه وكان قد شرع فيه نهروان الخادم وغيره فمات وبقي على حاله وكان من أجمل نواحي بغداد وأكثرها دخلاً وأحسنها منظراً وأبهاها مخبراً. قال ابن الكلبي وفارس حفرت النهروان وكان اسمه نهروانا أي إن قل ماؤه عطش أهله وإن كثر غرقوا، وقال حمزة الأصبهاني: ويقبل من نواحي أذربيجان إلى جانب العراق وادٍ جَزَار فيسقي قرى كثيرة ثم ينصبُّ ما بقي منه في دجلة أسفل المدائن ولهذا النهر اسمان أحدهما فارسي والاخر سرياني فالفارسي جوروان والسرياني تامرَا فعرب الاسم الفارسي فقيل نهروان والعامة يقولون نهروان بكسر النون على خطأ. وقرأت في كتاب ابن الكلبي في "أنساب البلدان" قال تامرّا ونهروان ابنا جوخي حفرا النهرَين فنُسبا إليهما. وقد ذكر أبو علي التنوخي في نشوراه خبراً في اشتقاق هذه اللفظة لا أرى يوافق لفظ ما ذكره أنه مشتق منه إلا أني ذكرت الخبر بطوله. قال أبو علي حدثني أبو الحسين بن أبي قيراط قال سمعت علي بن عيسى الوزير يحدث دفعات أنه سمع أباه يحدث عن مشايخ أهل العلم بأخبار الفرس وأيامهم قالوا معنى قولهم النهروان ثوَاب العمل قالوا وإنما سمي النهروان بذلك لأن بعض الملوك الأكاسرة قد غلب عليه بعض حاشيته حتى دبر أكثر أمره وترقت منزلته عنده وكان قبل ذلك من قبل صاحب المائدة مرسوماً بإصلاح الألبان والكواميخ وكان صاحب المائدة يتحسر كيف علت منزلة هذا وقد كان تابعاً له وكان قد غلب على الملك وكان مع ذلك الرجل يهودى ساحر حاذق فقال له اليهودي مالي أراك مهموماً فحدثني بأمرك لعل فرَجك عندي فحدثه بأمره فقال له اليهودي إن رددتك إلى منزلتك ما لي عندك فقال أُشاطرك حالي ونعمتي وجميع مالي فتعاهدا على ذلك فقال أظهر وحشةً بيننا واْنك قد صرفتني ظاهراً ففعل ذلك به فسار اليهودي إلى الرجل الغالب على الملك فحدثه وتقرب إليه بما جرى عليه من الرجل الأول ولم يزل يحدثه مدة طويلة حتى أنس به ذلك الرجل فلقيه في بعض الاْيام ومع غلامه غضارة من ذهب فيها شيراز في غاية الطيب يريد أن يقدمه إلى الملك فقال له أرني هذا الشيراز فقال الرجل لغلامه أره إياه فأراه إياه فخاتل الرجل والغلام وأخذ بأعينهما بسحره وطرَح في الشيراز قرطاسا كان فيه سمُ ساعة وغَطا الغلام الغضارة ومضى ليقدمها إذا قدمت المائدة فبادر اليهودي إلى صاحب المائدة الأول وقال قد فرغتُ من القصة وعرَفه ما عمل ووصف له الغضارة وقال له امض الساعة إلى الملك وأخبره فبادر الرجل ووجد المائدة تريد أن تقدَم فقال أيها الملك إن هذا يريد اْن يسمك في هذه الغضارة فإنه قد جعل فيها سمَ ساعة فلا تأكلها وجربها ليصح لك قولي فقال الرجل هذا إليَ وما بنا إلى تجربتها حاجة على حيوان أنا آكل منه فبادر فأكل منها لقمةً فتلِفَ في الحال لأنه لا يعلم بالقصة فقال صاحب المائدة الأول إنما أكل ليتلف أيها الملك لما علم أنك إذا جربته وصح عندك قتلته فقتل هو نفسه بيده واستراح من عقاب توقعه فيه فلم يشك الملك في صحة قوله ورد إليه مرتبته وزاد في إكرامه وعظمته، ومضت السنون على ذلك فاتفق أن عرض للملك علة كان يسهر لأجلها وكان يخرج بالليل ويطوف في صُحُون حجره ودوره و بساتينها ويستمع على أبواب حجر نسائه وغيرها فانتهى ليلة في طوافه إلى حجرة الطباخ وفيها ذلك اليهودي وغلمانه وهو جالس يحدث بعضأصحاب المطبخ ويتشكى إليه ويقول إنه يقصر في حقي وإنما أنا أصلُ نعمته وما هو فيه فقال له المحدث وكيف صرت أصل نعمته فاستكتمه مايحدثه به فضمن له ذلك فحدثه بحديث الشيراز والسم فلما سمع الملك ذلك قامت قيامته وأحضر الموبذ من غد وحدثه بالحديث وشاوره فيما يعمل مما يزيل ذلك عنه إثم ذلك الفعل في مَعاده فأمره بقتل اليهودي وصاحب المائدة والإحسان إلى عقب الذي كان قتل نفسه ثم قال ولايزيل عنك إثم هذا إلا أن تطوف في عملك حتى تنتهي إلى بقعة خراب فتستحدث لها عمارة ونهراً وشرباً فيعيق الناس بذلك في باقي الدهر فتكون كمن أحيا شيئاً عوضاً عمَن أمَاته فيتمحص عنك الإئم فقتل الملك الرجلين وطاف عمله حتى بلغ موضع النهروان وهو صحراءٌ خراب فأجمع رأيه على حفر نهر فيه وأحدث قرى عليه وسماه ثواب العمل لأجل هذه القصة. قلت أنا وقد سألت جماعة من الفرس إذ لم أثق بما أعرفه منها هل بين هذا اللفظ ومسماه توافق فلم يعرفوا ذلك ولعله باللغة الفهلوية. قال ابن الجراح في "تاريخه" في سنة 326 في ذي القعدة أصعد بَجْكم التركي إلى بغداد ليدفع عنها محمد بن رائق مولى محمد الخليفة فبعث أحمد بن عليِ بن سعيد الكوفي من يبثق نهر النهروان إلى عرب دَيالى فلما أشرف عليه بجكم قال يا قوم لقد أحسنوا إلينا وأمر بسفينتين فنُصبتا عليه جسراً فعبر هنيئاً مريئاً ولو ركبه ماكان يصعب ركوبه قال فحدثني أحمد الكاتب بن محمد بن سهل وكان على ديوان فارس في ديوان الخراج وقد تجاذبنا خبر خطاب السواد ومنه النهروانان وعليهما يومئذٍ للسلطان ألف ألف ومائتا ألف دينار فأخرجها الكوفي قال حضرت مجلس الكوفي وقت ولي بجكم وقد كتب إلى عامله عليها جواب كتابه في أمر أعجزه ويلك ولو في قلبك يعني ماء النهروان إلى درب دَيالَى ففعل وعظم أمره المستفحل وبقي البلد خرابأ مدة أربع عشرة سنة حتى فني أهله بالغربة والموت إلى أن قبض اللهَ معز الدولة أبا الحسين أحمد بن بُوَيه الديلمي فسده بعد أن مدَ مراراً فانقلع ووقع الناس منه في شدة فلما قضى اللهَ سدّه عاش اليسير فمن بقي من أهله تراجعوا إليه ثم ذكر ابن الجراح أيضاً في سنة 31 لما ورد ناصر الدولة الحسن بن حمدان إلى بغداد مستولياً على تدبير الأمور بها أطلق عشرين ألف دينار للنفقة على بثق النهروان بالسهلية قال وكنا في هذا الموضع بحضرة ناصر الدولة وجرى ذكر هذا البثق بمحضر من يواخي وكان عبيد اللهَ بن محمد الكَنوَاذاني صاحب "الديوان " حاضراً وخاضوا فيه وفيما يرتفع بإصلاحه من نواحيه وهي النهروانات الثلاثة وجاذَرُ والمدينة العتيقة وشرقي كلوذاى والأهواز فقال الكلواذاني وهو في "الديوان، منذ أربعين سنة هذه بُلدان يرتفع منها للسلطان ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم فقلت: ياهذا ما تفعل ووقع لي أن الحال يصلح والأيام بناصر الدولة تستمر وتدوم ويطالب بهذا المال عند تمام المصلحة هذه النواحي ترتفع على السعر الوافي أصلاً دون هذا المقدار كثيراً فكيف ما يخص السلطان وأكثر ما عرف من ارتفاع هذه النواحي على توسط الأسعار وغلبة المدار ألف ألف دينار ونحو مائتي دينار للسلطان أربعمائة ألف دينار وفي الإقطاعات والتسويغات والإيغارات والمنقولات أربعمائة ألف دينار للسلطان وللتنأة والمزارعين والأكَرَة نحو أربعمائة ألف دينار. فرجع عن هذا القول وقال سَهوتُ هذا الذي قلتَه هو ارتفاع جميع الأصل ثم بطل ما أراده ناصر الدولة بانزعاجه من بغداد ورجوعه إلى الموصل ورجوع الأمر إلى ترون التركي واللهَ المستعان. قلتُ وينسبَ إلى هذه الناحية المعافى بن زكرياءَ بن يحيى بن حميد بن حماد النهرواني أبو الفرج القاضي كان من أعلم أهل زمانه روى عن أبي القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وغيرهما روى عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو القاسم الأزهري وغيرهما ومات سنة 395 ومولده سنة 305. قال أبو عبد اللهَ الحميدي قرأت بخط أبي الفرج المعافى بن زكرياءَ النهرواني القاضي قال حججت سنة فكنت بمنى أيام التشريق إذ سمعت منادياً ينادي يا أبا الفرج فقلت في نفسي لعله يريدني ثم قلت في الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج فلعله يريد غيري فلم أجبه فلما رأى أنه لا يجيبه أحد نادى يا أبا الفرج المعافى فهممتُ أن اجيبه ثم قلت يتفق من يكون اسمه المعافى وكنيته أبو الفرج فلم أجبهفرجع ونادى يا أبا الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني فقلت لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وما أنسب إليه فقلت له ها أنا ذا ما تريد فقال ومن أنت فقلت أبو الفرج المعافى بن زكرياءَ النهرواني قال فلعلك من نهروان الشرق قلت نعم قال نحن نريد نهروان الغرب فعجبت من اتفاق الاسم والكنية واسم الأب وما انسب إليه وعلمت أن بالمغرب موضعاً يعرف بالنهروان غير نهروان العراق. وأبو حكيم إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني البغدادي الفقيه الحنبلي شيخ صالح نزل باب الأزج وله هناك مدرسة منسوبة إليه تفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذاني وكان حسن المعرفة بالفقه والمناظرة تخرج به جماعة وانتفعوا به لخيره وصلاحه سمع أبا الحسن علي بن محمد العَلاف وأبا القاسم علي بن محمد بن بيان وغيرهما وحدث ودرس وأفتى وروى عنه أبو الفرج ابن الجوزي وقال مات في جمادى الاخرة سنة 556 ومولده سنة485.


نُهم: بضم النون وسكون الهاءِ. قال أبو المنذر كان لمُزَينةَ صنم يقال له نهم وبه كانت تسمَى عَبدَ نُهم وكان سادن نهم يسمى خُزاعي بن عبد نهم من مزينة ثم من بني عدي فلما سمع بالنبي علية السلام وثار إلى الصنم فكسره وأنشا يقول:

ذهبتُ إلى نُهْم لأذبـح عـنـده

 

عتيرةَ نُسْك كالذي كنتُ أفعَـلُ

فقلتُ لنفسي حين راجعتُ عَقْلَها

 

أهذا إلهٌ أبكُـمٌ لـيس يَعْـقِـلُ

أبيتُ فَديني، اليوم دين محـمـد

 

إله السماءِ الماجد المتفـضّـلُ

 

ثم لحق بالنبي علية الصلاة والسلام وضمن إسلام قومه مزينة وله يقول أيضاً أمية بن الأشكَر:

إذا لقيتَ راعيَين فـي غـنـم

 

أسيدَين يحلِـفـان بـنُـهـم

بينهما أشلاءُ لحم مـقـتـسـم

 

فامض ولا يأخذك باللحم القَرَم

 

نَهُوذُ: بالذال المعجمة: بلد في المغرب من أرض الزاب. ينسب إليها أبو المهاجر دينار بن عبد اللهَ النهوذي الزابي مولى حميلة بنت عقبة الأنصاري أحد أمراءِ العرب في أيام معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي قتل ببلده سنة 63 مع عقبة بن نافع الفهري وربما هي تهوذة.


نهيَا: بالفتح ثم السكون ثم ياءٍ وألف مقصورة: بلدة من نواحي الجيزة من مصر.


نِهْيَا: بكسر النون وسكون ثانيه ثم ياءٍ وألف مقصورة. قال النِهْيُ الغمير حيث يتحير السيل: هو ماءٍ لكلب في طريق الشام. ورأيتُ أنا بين الرصافة القَريتين من طريق دمشق على البرية: بلدة ذات آثار وعمارة وفيها صهاريج كثيرة وليى عندها عين ولا نهر يقال لها نِهيا ذكرها أبو الطيب فقال:

وقد نُزِحَ العَوِيرُ فلا عوير

 

ونِهيا والبُييضة والجفَـار

 

نِهْيَا زَباب: بديار الضِباب بالحجاز ماءان. وفيهما يقول الشاعر:

بنهيَا زَبابٍ نَقْض منها لُبـانَةً

 

فقد مَرَ بأسُ الطير لو تَريانِ

 

نهيُ ابن خالِدٍ : باليمامة وهو مَنهل وفيه من الأرحاءِ رَحا ضأن ورَحا إبل ورحا الخيل. وقال بعض بني أسد:

سألت الرحا أين المبيت فأومأت

 

إليَ الرحا أين لا تَبت بالثعالب

 

يعني بني ثعلبة بن شماس:

فإن الرحا ما دام بالنهي حاضر

 

لمحفوفة باللؤْم من كل جانب

 

نِهْيُ تُرَبَةَ: وهو الأخضرُ ومسيرته طولا ثلاثة أيام وعرضه مسيرة ليوم . قال أبو زياد وفيه يقول القائل:

فإن الأخضرَ الهَمَجيَ رهنَ

 

بما فعلتَ نُفاثَةُ والصَمُوتُ

 

قال أبو زياد النهيُ منتهى سيل الوادي حيث ينتهي فربما صار هناك نهيٌ يشرب به الناس الأشهرُ ماءَ ناقعاً غار في الأرض وربما شربوا به السنة والهمجي لأن به مياهأ تسمَى الهماج.


نهِيُ غُراب: قالَ أبو محمد الأسود الأعرابي في قول جامع بن عمرو بن مرخِيَةَ.

فظل خليلي مستكـينـاً كـأنـه

 

قذىً في مواقي مُقلَتيه بقلـقـل

أقول له مهلاَ ولا مهلَ عـنـده

 

ولا عند جاري دمعة المتـقـيّل

بتأريج ذكرى من أميمة إن نأت

 

وإن تقترب يوماً بها الدار ينجل

وموقدها بالنهي سوق ونـارُهـا

 

بذات المواشي أيما نار مصطلي

 

قال قوله بالنهي أراد نهيَ غُراب وهو نهي قليب بين العَبامة والعُنابة في مستوى الغَوطة والرمة.
نهيُ الأكف: بكسر النون وتُفتح والهاءُ ساكنة والياءُ معربة بوزن ظَبي والأكف جمع كَف وقد ذكر معنى النهي في الذي قبله: وهو موضع في قوله:

وقلتُ تبينْ هل ترى بين ضـارجٍ

 

ونهي الأكف صارخا غير أعجمأ

 

النَهِيبُ: بالفتح ثم اَلكسر وياءٍ ساكنة وباءٍ موحدق كأنه فعيل بمعنى مفعول: موضع.
النهيض: تصغير النّهض وله معان نهضُ البعير مابين الكتف والمنكب والنهض الظلم والنهض العتَب والنهض طريق صاعد في الجبل وجمعه نِهاض والتهَيض: موضع في بلادهم في قول نبهان:

أرادوا جلائي يوم فَيد وقرَبـوا

 

لُحىً ورؤوساً للشهادة ترعَسُ

سيَعلَمُ من ينوِي جلائي أننـي

 

ركبتُ بأكناف النهيض حَبلْبَسُ

 

نَهيةُ: بالفتح ثم الكسر وياءٍ مشددة والنهية الناقة السمينة: موضع عن ابن الأعرابي.


نهَيْ: بالكسر ثم السكون والياءُ معربة: اسم ماءِ.


نهُي: قرية بين اليمامة والبحرين لبني الشعَيراءِ: ونهي الدولة قرية أخرى.