حـرف الـواو: باب الواو والدال، الذال وما يليهما

باب الواو والدال وما يليهما

الوداع: ثنية الوداع ذكرت في ثنية.

ودَاعَةُ: مخلاف باليمن عن يمين صنعاءَ.

ودَانُ: بالفتح كأنه فعلان من الود وهو المحبة ثلاثة مواضع: أحدها بين مكة وِالمدينة قرية جامعة من نواحي الفُرع بينها وبين هرشى ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال قريبة من الجحفة وهي لضَمرة وغفار وكِنانة. وقد أكثر نُصيب من ذكرها في شعره فقال لسليمان بن عبد الملك:

أقول لركب قافلـين عـشـيةً

 

قفا ذات أوشال ومولاك قاربُ

قفوا خَتروني عن سليمان إنني

 

لمعروفة من آل ودَانَ راغبُ

فعاجرا فأثنوا بالذي أنت أهلـه

 

ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب

وقرأت بخط كُراع الهُنائي على ظهر كتاب المنضد من تصنيفه قال بعضهم خرجت حاجاً فلما جزتُ بوَدانَ أنشدت:  

أيا صاحب الخيمات من بعد أرْثَـد

 

إلى النخل من ودثَان ما فعلت نُعْمُ

 

فقال لي رجل من أهلها انظز هل ترى نخلاً فقلتُ لا فقال هذا خطأ إنما هو النحل ونحل الوادي جانبه. قال أبو زيد ودان من الجحفة على مرحلة بينها وبين الأبواء على طريق الحاج في غربيها ستة أميال وبها كان في أيام مقامي بالحجاز رئيس للجعفريين أعني جعفر بن أبي طالب ولهم بالفُزع والسائرة ضياع كثيرد عشيرة وبينهم وبين الحسنيين حروب ودماء حتى استولى طائفة من اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم فصاروا حرباً لهم فضعفوا. وينسب إلى ودان المدينة الصعب بن جَثامة بن قيس بن عبد الله بن وهب بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن لَيث بن بكر الليثي الوداني كان ينزلها فنسب إليها وهاجر إلي النبي صلي الله علية وسلم حديثه في أهل الحجاز روى عنه عبد الله بن عباس وشريح بن عبيد الحضرمي ومات في خلافة أبي بكر وودان أيضاً جبل طويل بين فَيد والجبلَين خمسمائة بَدري من أهل تلك البلاد. وودان أيضاً مدينة بأفريقية افتتحها عُقبة بن عامر في سنة 46 أيام معاوية، وينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي إسحاق الوَداني صاحب "الديوان" بصقلية له أدب وشعر ذكره ابن القطاع وأنشد له:

 

من يشتري مني النهار بـلَـيلة

 

لا فرق بين نجومها وصحابـي

دارت على فلك السماء ونحن قد

 

درنا على فـلـك مـن الأداب

دانَ الصباحُ ولا أتـى وكـأنـه

 

شيب أطل على سواد شـبـاب

 

وقال البكري وَدان مدينة في جنوبي إفريقية بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة إفريقية ولها قلعة حصينة وللمدينة دروب وهي مدينتان فيهما قبيلتان من العرب سهميون وحضرميون فتسمى مدينة السهميين دلباك ومدينة الحضرميين بوصى وجامعهما واحد بين الموضعين وبين القبيلتين تنازُعٌ وتنافس يُؤدي بهم ذلك مراراَ إلى الحرب والقتال وعندهم فقهاءُ وقراءُ وشعراءُ وأكثر معيشتهم من التمر ولهم زرع يسير يسقونه بالنضح وبينها وبين مدينة تاجرِفت ثلاثة أيام، والطريق من طرابلس إلى ودان يسير في بلاد هوارة نحو الجنوب في بيوت من شعر وهناك قُريات ومنازل إلى قصر ابن ميمون من عمل طرابلس ثم تسير ثلاثة أيام إلى صنم من حجارة مبني على ربوة يسمى كرزة ومن حواليه من قبائل البربر يقربون له القرابين ويستسقون به إلى اليوم ومنه إلى ودان ثلاثة أيام. وكان عمرو بن العاص بعث إلى ودان بسر بن أبي أرطأة وهو محاصر لطرابلس فافتتحها في سنة 23 ثم نقضوا عهدهم ومنعوا ماكان قد فرضه بسر عليهم فخرج عُقبة بن نافع بعد معارية بن حدَيج إلى المغرب في سنة 46 ومعه بسر بن أبي أرطأة وشريك بن سحيم حتى نزل بغدامس من سرت فخلف عقبة جيشه هناك واستخلف عليهم زهير بن قيس البلَوي ثم سار بنفسه في أربعمائة فارس وأربعمائة بعير بثمانمائة قربة ماءٍ حتى قدم ودان فافتتحها وأخذ ملكها فجدع أنفه فقال لم فعلتَ هذا وقد عاهدتُ المسلمين قال أدباً لك إذا مسست أنفك ذكرتَ فلم تحارب العرب واستخرج منها ما كان بسر فرض عليه وهو ثلثمائة وستون رأساً.


وَدَج: بالتحريك والجيم وهو عرق متصل من الرأس إلى المنخر.


ودحَانُ: بالفتح ثم السكون والحاءُ مهملة واخره نون يقال أودحَ الرجل إذ داخ وأقَر بالباطل والذُل وأودَحَت الإبل إذا سمنت: اسم موضع.


الوداءُ: بالفتح وتشديد الدال والمد يجوز أن يكون من قولهم تودّأت عليه الأرض فهي مُودأة إذا غيبته وهذا كما قيل أحصن فهو محصن وأسهب فهو مسهب وأفلج فهو مفلج وليس في الكلام مثله يعني أن اللازم لا يُبنى منه اسم مفعول وان كانت هذه الأسماء قد تكون لازمة الأفعال ومتعدية وكلامه إنما هو في حال كونها لازمة وقياسه مفعل اسم الفاعل وهو موضع ذكر في وداء الوددَاءُ: كأنه جمع ودود: واد واسع يقال له بطن الودداء ويروى بفتح الواو.


وُد: بالضم مصدر المودة. قال ابن موسى ود موضع بتهامة وود لغة في ود اسم صنم كان لقوم نوح علية السلام وكان لقريش صنم يدعونه وُدا والضم قراءة نافع والأكثر على الفتح يذكر فيه.


وَد: بالفتح لغة في الوتد ويجوز أن يكون منقولأعن الفعل الماضي ودَ يَود قيل هو جبل في قول امرىء القيس:

وترى الود إذا ما أشْجذَتْ

 

وتواريه إذا ما تعتكـر

 

وقيل هو جبلى قرب جُفاف الثعلبية، وأما الصنم قال ابن جني همزةُ اد عندنا بدل من واو ود لأيثارهم معنى الوَد المودة كما سموا محباً محبوبا وحبابا وحبيبا والإد الشيء المنكر لأنهم قالوا عبد ود وقالوا وددتُ الرجل أودُه ودا ووداداً وودادة فأكثرُ القراء وهم أبو عمرو وابن كَثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويقوب الحضرمي فإنهم قرأوا ودًا بالفتح وتفرَد نافع بالضم وهو صنم كان لقولى نوح علية السلام وكان لقريش أيضاً صنم اسمه ود يقولون أد أيضاً. قال ابن حبيب ود كان لبني وبرة وكان بدومة الجندَل وكانت سدانته لبني الفرافصة ابن الأحوص الكلبين. قال الشاعر:

 

حَياكِ ود وإنـا لا يحـل لـه

 

لهَوُ النساءِ وإن الدين قد عزما

 

قال أبو المنذر هثشم بن محمد كان ود وسُواع ويغوث ويعوق ونسر أصنام قوم نصح وقوم إدريس علية السلام وانتقلت إلى عمرو بن لُحي كما نذكره هنا قال أخبرني أبي عن أول عبادة الأصنام أن آدم لما مات جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه بأرض الهند ويقال للجبل نَوذ وهو أخصب جبل في الأرض يقال أمرعُ من نوذ وأجدبُ من برهوت وبرهوت واد بحضرموت قال فكان بنو شيت يأتون جسد آدم في المغارة ويعظمونه ويرحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل إن لبني شيث دوَاراً يدورون حوله ويعظمونه وليس لكم شيء فنحت لهم صنماً فكان أول من عمله وكان ود وسُواع ويغوث ويعوق ونسر قوماً صالحين ماتوا في شهر فجزع عليهم أقاربُهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنامٍ على صورهم غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحا قالوا نعم فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم فنصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وكانت عملت على عهد يرد بو مهلائيل بن قينان بن أنوس بن شيث بن ادم ثم جاء قرن آخر يعظمونهم أشد تعظيماً من القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن الثالث فقالوا ما عظمَ أولُونا هؤلاءِ إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فبلوهم وعَظُمَ أمرهم واشتد كفرهم فبعث اللّه إليهم إدريس علية السلام وهو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان نبياً فنَهاهم عن عبادتها ودعاهم إلى عبادة الله تعالى فكتَبوه فرفعه اللّه مكاناً علياً ولم يزل أمرهم يشتد فيها. قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ فبعثه الله نبياً وهو يومئذ ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة فدعاهم إلى الله تعالى في نبوته مائة وعشرين سنة فعَصَوْه وكذبوه فأمره الله تعالى أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطبق الأرض كلها وكان بين آدم ونوح ألفا سنة ومائتا سنة فأهبط ماءُ الطوفان هذه الأصنام من جبل نَوْذ إلى الأرض وجعل الماءُ بشدة جريه وعبابهينقلها من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض جُدة ثم نضب الماءُ وبقيت على شط جدة فسفت الريحُ عليها التراب حتى وارتها. قال هشام إذا كان الصنم معمولأ من خشب أو فضة أو ذهب على صورة إنسان فهو صنم وإن كان من حجارة فهو وثن. قال هشام وكان عمرو بن لُحَيّ وهو ربيعة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأزد وهو أخو خزاعة وأمُه فهَيرة بنت الحارث بن مضاض الجرهُمي كان قد غلب على مكة وأخرج منها جُرهماً وتولى سدانتها وكان كاهناً وكان له مولى من الجن يكنى أبا ثمامة فقال عجل المسير والظعن من تهامة بالسعد والسلامة قال خبّر ولا إقامة قال أئت ضف جدة تجد فيها أصناماً معدَة فأوردها تهامة ولا تهب وادع العرب إلى عبادتها تجب. فأتى شط جدَة فاستثارها ثم حملها حتى ورد تهامة وحضر الحج فدعا العرب إلى عبادتها قاطبة فأجابه عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رُفَيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فدفع إليه وَدا فحمله إلى وادي القرى وأقرَه بدومة الجندل وسمى ابنه عبد ودَ فهذا أول من سمى عبد ود ثم سمت العرب به بعده وجعل ابنه عامراً الذي يسمى عامر الأجدار سادنأ له فلم يزل بنوه يسدنونه حتى جاء الإسلام، وحدث هشام عن أبيه قال حدثني مالك بن حارثة الأجحاري أنه رأى وَدا قال وكان أبي يبعثني باللبن إليه فيقول لي اسقِهِ إلهك قال فأشربه قال ثم رأيت خالد بن الوليد كسره جُذاذاً وكان رسول الله علية الصلاة والسلام بعث خالداً من غزوة تبوك لهدمه فحال بينه وبين هدمه بنو عبد ود وبنو عامر الأجدار فقاتلهم حتى قتلهم وهدمه وكسره وكان فيمن قُتل يومئذ رجل من بني عبد ود يقال له قَطَن بن شريح فأقبلت أمه فرأته مقتولا فأشارت تقول:

 

ألا تلك الـمـودة لا تـدوم

 

ولا يبقى على الدهر النعيمُ

ولا يبقى على الحدثان غَفر

 

له أم بـشـاهـقة رؤومُ

 

ثم قالت:

يا جامعاً جامع الأحشاءِ والكبد

 

يا ليت أمك لم تولد ولم تلـد

 

ثم أكبت عليه فشهقت شهقة فماتت. وقُتل أيضاً حسان بن مصاد ابن عم الأكيدر صاحب دومة الجندل ثم هدمه خالد رضي الله عنه. قال ابن الكلبي فقلت لمالك بن حارثة صف لي ودا حتى كأني أنظر إليه قال تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال قد دثر عليه أي نُقشَ عليه حُلتان متزر بحُلة ومرتد بأخرى عليه سيف قد تكبَ قسوماً وببن يديه حَربة فيها لواة ووفْضة أي جعبة فيها نبل فهذا حديث ود. وروى عن ابن عباس رضي اللّه عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال رُفعت إلى النار فرأيت عمرو بن لُحَي رجلاً أحمر أزرق قصيراً يجرُ قصبه في النار قلت من هذا فقيل عمرو بن لُحَيّ أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة وحمى الحامي وغير دين إبراهيم علية السلام ودعا العرب إلى عبادة الأوثان فقال أشبَهُ بنيه به قَطَنُ بن عبد العُزَى فوثَبَ قطن وقال يارسول الله أيضرني شبههُ شيئاً قال عليه الصلاة والسلام لا أنت مسلم وهو كافر. هذا كله عن ابن الكلبي وههذا انتقاد وذلك أنهم قالوا إن أول من دعا العرب إلى عبادة الأوثان عمرو بن لُحي وقد ذُكر فيما تقدم أن وَدا سلمه إلى عوف بن عذرة بن زيد اللات وقد ذكرنا في اللات عنه أن زيد اللات سمي باللات التي كانوا يعبدونها فهو أقدمُ من وَد واللًه أعلم.


وَدْعانُ: فَعلاَنً من وَدع َ يَدع ُ من الدعَة لا من الترك فإنه لا يقال وَدعه إنما يقال تركه وان كان قد جاء فإنه دليل في قوله:

 

ليت شعري عن خليلي ما الذي

 

غاله في الحب حتى وَدَعَـه

 

وهو موضع قرب يَنبُع. قال العجاج:

في بيض ودعانَ مكان سِي

 

أي مُستوٍ وهو موصوف بكثرة البيض.


ودقانُ: بالفتح ثم السكون والقاف وبعد الألف نون يجوز أن يكون فعلان من الوفق وهو المطر قليلاً كان أو كثيراً أو من الوثيقة وهي شدة الحر سميت وديقة لأنها ودقَت على كل شيءٍ أي وصلت أو من قولهم وديقة من بقل وعشب وهو موضع ذُكر في "الجمهرة".


الوَدْكاءُ: بالفتح من الودك وهو الدهن من والدسم: رملة أو موضع بعَينه. قال ابن أحمر:

 

أم كنت تَعرت أبياتاً فقد جعلَتْ

 

أطلالُ إلفِك بالودكاء تعتـذر

 

الوديَانُ: أرض بمكة لها ذكر في "المغازي،".الوُلديكُ: بالضم ثم الفتح وياءٍ وكاف بلفظ التصغير: موضع، قال عبيد بن الأبرص:

وهل رام عن عهدي وديك مكانـهُ

 

إلى حيث يفضي سيلُ ذات المساجد

 

باب الواو والذال وما يليهما

 

وذارُ: بالفتح وآخره راء: من قرى سمرقند على أربعة فراسخ منها فيها منارة وجامع وحصن حسن وهي كبيرة كثيرة البساتين والزروع في سهل وجبل ومباخس ووذار وكيسُ من قرى هذا الرستاق لقوم من بني بكر بن وائل يعرفون بالساعية كانت لهم ولاية وضيافات ومساعٍ حسنة. ينسب إليها من المتأخرين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن صالح الخطيب السمرقندي ثم الوذاري مولده بوذار سنة 487، وأبو مزاحم سباع بن النضر بن مَسعدة السكري الوذاري كان له معروف وأفضال سمع يحيى بن معين وعلي بن المديني روى عنه أبو عيسى الترمني ومحمد بن إسحاق الحافظ السمرقندي وغيره توفي سنة 209. ووذار أيضاً قرية بأصبهان.


الودُ: بالفتح وتشديد الذال كذا ضبطه ابن موسى: موضع بتهامة أحسبه جبلاً.


وذْرَةُ: بالفتح ثم السكون والراءِ من أقاليم أكشونية بالأندلس.


وذفنَةُ: بالتحريك. قال ابن الأعرابي الوذَفة بُظارة المرأة والتوذف الإسراع في المشي والتبختر وهو اسم موضع عن ابن دريد.


وَذلانُ: بالفتح ثم السكون وآخره نون: من قرى أصبهان.


وذَنْكاباذ: بفتح أوله وثانيه وسكون النون ومعناه عمارة وَذَنْك من: قرى أصبهان. ينسب إليها محمد بن إبراهيم بن عمر أبو بكر سبط هبة الله الوذنكاباذي المؤدب، ومحمد بن علي بن محمد بن أحمد الوذنكاباذي أبو عبد الله حدث عن ابن الشيخ.