باب الياء والميم وما يليهما
يما: بالفتح ثم التشديد: نهر بالبطيحة جيد السمك.
يمابرت: بالفتح وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مثناة من كبار
قرى أصبهان بها سوق ومنبر وربما أتوا بالفاء مكان الباء.
اليمامة: منقول عن اسم طائر يقال له اليمام واحدته يمامة واختلف فيه فقال
الكسائي اليمام من الحمام التي تكون في البيوت والحمام البري. وقال الأصعي
اليمام ضرب من الحمام بري وأما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري
والفاختة ويجوز أن يكون من أم يؤم إذا قصد ثم غير لأن الحمام يقصد مساكنه
في جميع حالاته والله أعلم. وقال المزار الفقعسي:
إذا خف ماء المزن فيها تيممت |
|
يمامتها أي الـعـداد تـروم |
وقال بعضهم: يمامة كل شيء قطبه يقال الحق بيمامتك وهذا مبلغ اجتهادنا في اشتقاقه ثم وجدت ابن الأنباري قال هو مأخوذ من اليمم واليمم طائر قال ويجوز أن يكون فعالة من يممت الشيء إذا تعمدته ويجوز أن يكون من الأمام من قولك زيد أمامك أي قدامك فأبدلت الهمزة ياء وأدخلت الهاء لأن العرب تقول أمامة وأمام. قال أبو القاسم الزجاجي هذا الوجه الأخير غير مستقيم أن يكون يمامة من أمام وأبدلت الهمزة إذا ياء لأنه ليس بمعروف إبدال الهمزة إذا كانت أولاً ياء وأما الذي حكى أن اليمم طائر فإنما هو اليمام حكى الأصمعي أن الحرب تسمي هذه الدواجن التي في البيوت التي يسميها الناس حماماً اليمام واحدتها يمامة. قال والحمام عند العرب ذات أطواق كالقماري والقطا والفواخت: واليمامة في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة. وفي كتاب العزيزي إنها في الاقليم الثالث وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12 للهجرة وفتحها أمير المسلمين خالد بن الوليد عنوة ثم صولحوا. وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر وتسمى اليمامة جوا والعروض بفتح العين وكان اسمها قديماً جوا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بنطسم. قال أهل السير كانت منازل طسم وجديس اليامة وكانت تدعى جوا وما حولها إلى البحر ومنازل عاد الأولى الأحقاف وهو الرمل ما بين عمان إلى الشحر إلى حضرموت إلى عدن أبين وكانت منازل عبيل يثرب ومساكن أميم برمل عالج وهي أرض وبار ومساكن جرهم بتهائم اليمن ثم لحقوا بمكة ونزلوا على إسماعيل عليه السلام فنشأ معهم وتزوج منهم كما ذكرنا في مكة وكانت منازل العماليق موضع صنعاء اليوم خرجوا فنزلوا حول مكة ولحقت طائفة منهم بالشام وبمصر وتفرقت طائفة منهم في جزيرة العرب إلى العراق والبحرين إلى عمان وقيل إن فراعنة مصر كانوا من العماليق كان منهم فرعون إبراهيم عليه السلام واسمه سنان بن علوان وفرعون يوسف عليه السلام واسمه الريان بن الوليد وفرعون موسى عليه السلام واسمه الوليد بن مصعب وكان ملك الحجاز رجلاً من العماليق يقال له الأرقم وكان الضحاك المعروف عند العجم ببيوراسف من العماليق غلب على ملك العجم بالعراق وهو فيما بين موسى وداود عليه السلام وكان منزله بقرية يقال لها ترس ويقال إنه من الأزد ويقال إن طمساً وجديساً هما من ولد الأزد بن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوا والقرية وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له عمليق بن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم وكان جباراً ظلوماً غشوماً وكانت اليمامة أحسن بلاد الله أرضاً وأكثرها خيراً وشجراً ونخلاً. قالوا وتنازع رجل يقال له قابس وامرأته هزيلة جديسيان في مولود لهما أراد أبوه أخذه فأبت أمه فارتفعا إلى الملك عمليق فقالت المرأة أيها الملك هذا ابني حملته تسعاً. ووضعته رفعاً. وأرضعته شبعاً. ولم أنل منه نفعاً. حتى إذا تمت أوصاله. واستوفى فصاله أراد بعلي أن يأخذه كرهاً ويتركني ولهى، فقال الرجل أيها الملك أعطيتها المهر كاملاً ولم أصب منها طائلاً إلا ولداً خاملاً. فافعل ما كنت فاعلاً على أنني حملته قبل أن تحمله. وكفلت أمه قبل أن تكفله. فقالت أيها الملك حمله خفاً وحملته ثقلاً ووضعه شهوة ووضعته كرهاً. فلما رأى عمليق متانة حجتهما تحير فلم يدر بم يحكم فأمر بالغلام أن يقبض منهما وأن يجعل في غلمانه وقال للمرأة أبغيه ولداً وأجزيه صفداً ولا تنكحي بعد أحداً، فقالت أما النكاح فبالمهر وأما السفاح فبالقهر وما لي فيهما من أمر. فأمر عمليق بالزوج والمرأه أن يباعا ويرد على زوجها خمس ثمنها ويرد على المرأة عشر ثمن زوجها فاسترقا. فقالت هزيلة:
أتينا أخا طسم ليحكـم بـينـنـا |
|
فأظهرحكماً في هزيلة ظالمـا |
لعمري لقد حكمت لا متورعـا |
|
ولا كنت فيما يلزم الحكم حاكماً |
ندمت ولم أندم وأنى بعتـرتـي |
|
وأصبح بعلي في الحكومة نادماً |
فبلغت أبياتها إلى عمليق فأمر أن لا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفترعها قبل زوجها فلقوا من ذلك ذلاًَحتى تزوجت امرأة من جديس يقال لها عفيرة بنت غفار أخت سيد جديس أي الأسود بن غفار وكان جلداً فاتكاً فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والبنات حولها لتحمل إلى عمليق وهن يضربن بمعازفهن ويقلن:
إبدي بعمليق وقومي فاركبي |
|
وبادري الصبح بأمر معجب |
فسوف تلقين الذي لم تطلبي |
|
وما لبكر دونه من مهـرب |
ثم أدخلت على عمليق فافترعها وقيل أنها امتنعت عليه وكانت أيدة فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها فخرجت وقد تقاصرت عليها نفسها فشقت ثوبها من خلفها ودماؤها تسيل على قدميها فمرت بأخيها وهو في جمع من قومه وهي تبكي وتقول:
لا أحـد أذل مـن جــديس |
|
أهكذا يفعل بـالـعـروس |
يرضى بهذا الفعل كط الحر |
|
هذا وقد أعطى وسيق المهر |
لأخذه الموت كذا لنـفـسـه |
|
خير من أن يفعل ذا بعرسه |
فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ورفعها إلى نادي قومها وهي تقول:
أيجمل أن يؤتى إلى فـتـياتـكـم |
|
وأنتم رجال فيكم عـدد الـرمـل |
أيجمل تمشي في الدماء فتاتـكـم |
|
صبيحة زفت في العشاء إلى بعل |
فإن أنتم لم تغضبـوا بـعـد هـذه |
|
فكونوا نساء لا تغب من الكحـل |
ودونكم ثوب العـروس فـإنـمـا |
|
خلقتم لأثواب العروس وللغسـل |
فلو أننا كـنـا رجـالاً وكـنـتـم |
|
نساء لكنا لا نقـر عـلـى الـذل |
فموتوا كراماً أو أميتوا عـدوكـم |
|
وكونوا كنار شب بالحطب الجزل |
وإلا فخلوا بطنهـا وتـحـمـلـوا |
|
إلى بلد قفر وهزل من الـهـزل |
فللموت خير من مقام علـى أذى |
|
وللهزل خير من مقام على ثكـل |
فدبوا إليهم بالصـوارم والـقـنـا |
|
: وكل حسام محدث العهد بالصقل |
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنمـا |
|
يقوم رجال للرجال علـى رجـل |
فيهلك فيها كل وغـل مـواكـل |
|
ويسلم فيها ذو الجلادة والفضـل |
فلما سمعت جديس منها ذلك امتلأوا غضباً ونكسوا حياء وخجلاً فقال أخوها الأسود يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد ولو لا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة فقال له قومه أشر بما ترى فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عدداً ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة فقال لهم قد رأيت أن أصنع للملك طعاماً ثم أدعوه وقومه فإذا جاؤونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم الى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة فنهتهم أخت الأسود بن غفار عن الغدر وقالت نافروهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمم بكم فعصوها فقالت:
لا تغدرن فإن الغدر مـنـقـصة |
|
وكل عيب يرى عيباً وإن صغرا |
إني أخاف عليكم مثل تلـك غـداً |
|
وفي الأمور تدابير لمن نـظـرا |
حشوا شعيراً لهم فينا مـنـاهـدة |
|
فكلكم باسل أرجو له الظـفـرا |
شتان باغ علينـا غـير مـوتـئد |
|
يغشى الظلامة لن تبقي ولن تذرا |
فأجابها أخوها الأسود وقال.
إنا لعمرك لا نـبـدي مـنـاهـضة |
|
نخاف منها صروف الدهر إن ظفرا |
إني زعيم طسم حين تـحـضـرنـا |
|
عند الطعام بضرب يهتك القصـرا |
وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه في الرمل مشهوراً وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم. وقال الأسود بن غفار عند ذلك:
ذوقي ببغيك يا طسم مـجـلـلة |
|
فقد أتيت لعمري أعجب العجب |
إنا أنفنا فلم ننفك نـقـتـلـهـم |
|
والبغي هيج منا سورة الغضب |
فلن تعودوا لبغي بعـدهـا أبـداً |
|
لكن تكونوا بلا أنـف ولا ذنـب |
فلو رعيتم لنا قربـى مـؤكـدة |
|
كنا الأقارب في الأرحام والنسب |
وقال جديلة بن المشمخرالجديسي وكان من سادات جديس:
لقد نهيت أخا طسـم وقـلـت لـه |
|
لا يذهبن بك الأهـواء والـمـرح |
واخش العواقب إن الظلم مهـلـكة |
|
وكل فرحة ظلم عنـدهـا تـرح |
فما أطاع لنـا أمـراً فـنـعـذره |
|
وذو النصيحة عند الأمر ينتـصـح |
فلم يزل ذاك ينمي من فعـالـهـم |
|
حتى استعادو الأمر الغي فافتضحوا |
فباد آخرهم مـن عـنـد أولـهـم |
|
ولم يكن لـهـم رشـد ولا فـلـح |
فنحن بعدهم في الحق نفـعـلـه |
|
نسقى الغبوق إذا شئنا ونصطبح |
فليت طسماً على ما كان إذ فسدوا |
|
كانوا بعافية من بعد ذا صلحـوا |
إذا كنا لهـم عـزا ومـمـنـعة |
|
فينا مقاول تسموا للعلى رجـح |
وهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى لحق بتبع قيل أسعد تبان بن كليكرب بن تبع الأكبر بن شمر يرعش بن أفريقس وقيل بل لحق بحسان بن تبع الحميري وكان بنجران وقيل بالحرم من مكة فاستغاث به وقال نحن عبيدك ورعيتك وقد اعتدى علينا جديس ثم رفع عقيرته ينشده:
أجبني إلى قوم دعوك لغـدرهـم |
|
إلى قتلهم فيهاعليهم لك الـعـذر |
دعونا وكنا آمـنـين لـغـدرهـم |
|
فأهلكنا غدر يشاب بـه مـكـر |
وقالوا أشهدونا مؤنسين لتنعـمـوا |
|
ونقضي حقوقاً من جوار له حجر |
فلما انتهينا للمجـالـس كـلـلـوا |
|
كما كللت أسد مـجـوعة خـزر |
فإنك لم تسمع بـيوم ولـن تـرى |
|
كيوم أباد الحي طسما به المكـر |
أتيناهُم فـي أًزرنـا ونـعـالـنـا |
|
علينا الملاءُ الخضرُ والحُللُ الحمرُ |
فصرنا لحوماً بالعَراء وطـعـمةً |
|
تنازعنا ذئبُ الرثيمة والـنـمـرُ |
فدونك قوم ليس لـلّـه مـنـهـم |
|
ولا لهم منه حجـاب ولا سِـتـرُ |
فأجابه إلى سؤاله ووعده بنصره ثم رأى منه تباطؤاً فقال:
إني طلبت لأوتاري ومَظلِـمـتـي |
|
يا آل حسانَ يال العـز والـكـرم |
المنعمين إذا مـا نـعـمةٌ ذكـرت |
|
الواصلين بلا قُـربـى ولا رحِـم |
وعند حسان نصرٌ إن ظفـرتَ بـه |
|
منه يمينٌ ورأي غير مـقـتـسـم |
إني أتبتك كيمـا أن تـكـون لـنـا |
|
حصناً حصيناً ووِرداً غير مزدحـم |
فارحم أيامى وأيتاماً بـمـهـلـكة |
|
يا خير ماشٍ على ساقٍ وذي قـدم |
إني رأيت جديساً ليس بمـنـعـهـا |
|
من المحارم ما يخشى من النـقَـم |
فسر بخيلك تظفر إن قتـلـتـهـمُ |
|
تشفي الصدور من الأضرار والسقم |
لا تزهدنّ فإن الـقـوم عـنـدهُـمُ |
|
مثل النعاج تراعي زاهر السـلـم |
ومقـربـات خـنـاذيذ مـسـوّمة |
|
تُغشي العيون وأصناف من النعـم |
قال فسار تبع في جبوشه حتى قرب من جوّ فلما كان على مقدار ليلة منها عند جبل هناك قال رياح الطسمي توقف أيها الملك فإن لي أختاً متزوجة في جديس يقال لها يمامة وهي أبصرُ خلق الله على بعد فإنها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وإني أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم فأقام تبع في ذلك الجبل وأمر رجلاً أن يصعد الجبل فينظر ماذا يرى فلما صعد الجبل دخل في رجله شوكة فأكب على رجله يستخرجها فأبصرته اليمامة وكانت زرقاء العين فقالت يا قوم إني أرى على الجبل الفلاني رجلاً وما أظنه إلا عيناً فاحذَروه فقالوا لها ما يصنع فقالت إما يخصف نعلاً أو ينهش كتفاً فكذبوها ثم إنّ رياحاً قال للملك مُر أصحابك ليقطعوا من الشجر أغصاناً ويستتروا بها ليشبهوا على اليمامة وليسيروا كذلك ليلاً فقال تبع أوَ في الليل تبصر مثل النهار قال نعم أيها الملك بصرُها بالليل أنفذ فأمر تبع أصحابه بذلك فقطعوا الشجر وأخذ كل رجل بيده غصناً حتى إذا دنوا من اليمامة ليلاً نظرت اليمامة فقالت يا آل جديس سارت إليكم الشّجراءُ أو جاءتكم أوائل خيل حمير فكذبوها فصبحتهم حمير فهرب الأسود بن غفار في نفر من قومه ومعه أخته فلحق بجبلي طيئ فنزل هناك فيقال إن له هناك بقية. وفي شرح هذه القصة يقول الأعشى:
إذ أبصرَت نظرةً ليست بفـاحـشة |
|
إذ رفّع الآل رأس الكلب فارتفعا |
قالت أرى رجلاً في كفه كـتـف |
|
أو يخصف النعل لهفاً أية صنعـا |
فكذبوها بما قالت فصـبَّـحـهـم |
|
ذو آل حسانَ يزجي السمر والسلمَا |
فاستنزلوا آل جو من منـازلـهـم |
|
وهدّموا شاخص البنيان فاتضعـا |
ولما نزل بجديس ما نزل قالت لهم زرقاءُ اليمامة كيف رأيتم قولي وأنشأت تقول:
خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكـم |
|
فليس ما قد أرى مل الأمر يحتقرُ |
إني أرى شجراً من خلفها بشر |
|
لأمرٍ اجتمع الأقوام والشجـرُ |
وهي من أبيات ركيكة. وفتح تبع حصون اليمامة وامتنع عليه الحصن الذي كانت فيه زرقاءُ اليمامة فصابره تبع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وعلى صاحب الحصن وكان اسمه لا يكلم ثم قال لليمامة ماذا رأيتِ وكيف أنذرت قومك بنا فقالت رأيتُ رجلاً عليه مِسح أسود وهو ينكب على شيء فأخبرتهم أنه ينهش كتفاً أو يخصف نعلاً فقال تبع للرجل ماذا صنعتَ حين صعدتَ الجبل فقال انقطع شراك نعلي ودخلَت شوكة في رجلي فعالجتُ إصلاحها بفمي وعالجت نعلي بيدي قال فأمر تبع بقلع عينيها وقال أحب أن أرى الذي أرى لها هذا النظر فلما قلع عينيها وجد عروقهما كلها محشوة بالإثمد قالوا وكان قال لها أنى لك حدة البصر هذه قالت إني كنتُ آخذ حجراً أسوَد أدقه وأكتحل به فكان يقوّي بصري فيقال إنها أول من اكتحل بالإثمد من العرب قالوا ولما قلع عينيها أمر بصلبها على باب جو وأن تسمى باسمها فسميت باسمها إلى الآن وقال تبع يذكر ذلك:
وسميتُ جوا باليمامة بعـد مـا |
|
تركتُ عيوناً باليمامة هـمـلا |
نزعتُ بها عَيني فتاة بصـيرة |
|
رغاماَ ولم أحفِل بذلك محفـلا |
تركتُ جديساً كالحصيد مطرحاً |
|
وسُقت نساءَ القوم سوقاً معجلا |
أدنتُ جديساً دين طسم بفعلهـا |
|
ولم أكُ لو لا فعلُها ذاك أفعلا |
وقلتُ خذيها يا جديس بأختهـا |
|
وأنت لعمري كنصّ للظلم أولا |
فلا تُدعَ جو ما بقيت باسمـهـا |
|
ولكنها تدعى اليمامة مقـبـلا |
قالوا وخربت اليمامة من يومئذ لأن تبعاً قتل أهلها وسار عنها ولم يخلّف بها أحداً فلم تزل على ذلك حتى كان من حديث عُبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدُّؤل بن حنيفة ما ذكرتُه في حَجر. وممن ينسب إلى اليمامة جُبير بن الحسن من أهل اليمامة قدم الشام ورأى عمر بن عبد العزيز وسمع رجاء بن حَيوَة ويَعَلى بن شدَّاد بن أوس وعطاة ونافعاً وعون بن عبد اللّه بن عُتبة والحسن البصري وروى عنه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ويحيى بن حمزة وعبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي وعِكرمة بن عمار وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وعلي بن الجعد قال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن مُعين عن جبير فقال ليس بشيءٍ وقال أبو حاتم لا أرى بحديثه بأساً قال النساني هو ضعيف.
يم: بالفتح ثم التشديد وهو البحر الذي لا يُدرَك ساحله: وهو ماء بنجد.
اليَمَنُ: بالتحريك. قال الشرقي إنما سميت اليمن لتَيامُنهم إليها. قال ابن
عباس تفرّقت العرب فمن تَيَامَنَ منهم سُميت اليمن ويقال إن الناس كثروا
بمكة فلم تحملهم فالتأمَت بنو يمن إلى اليمن وهي أيمنُ الأرض فسميت بذلك.
قلتُ قولهم تَيامَنَ الناس فسموا اليمن فيه نظر لأن الكعبة مرتعة فلا يمين
لها ولا يسار فإذا كانت اليمن عن يمين قوم كانت عن يسار آخرين وكذلك الجهات
الأربع إلاّ أن يريد بذلك من يستقبل الركن اليماني فإنه أجلها فإذا يصح
واللّه أعلم. وقال الأصمعي اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمَان إلى
نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عَدَن إلى الشِّحر حتى يجتاز عمان فينقطع
من بَينُونة وبينونة بين عمان والبحرين وليست بينونة من اليمن. وقيل حدُّ
اليمن من وراءِ تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر
وعمان إلى عدن أبيَنَ وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله،
والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياءِ النسبة فلا تجتمعان
وقال سيبويه وبعضهم يقول يماني بتشديد الياء. قال أمية بن خلف الهذلي:
يمانيا يظل يشـد كِـيراً |
|
وينفُخُ دائباً لَهَبَ الشواظ |
وقوم يمانيَةٌ ويمانون مثل ثمانية وثمانون وامرأة يمانيَةٌ أيضاً وأيمَنَ الرجلُ ويمَّنَ ويامَن إذا أتى اليمن وكذلك إذا أخذ في مسيره يميناً. قال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمذاني اليمني صفة يمن الخضراء سميت اليمن الخضراءَ لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيفٌ بها من المشرق إلى الجنوب فراجعاً إلي المغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من حدود عمان ويَبرين إلى حدّ ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهُجيرة وتثليث وكُثبَة وجُرَش ومنحدراً في السراة إلى شَعف عَنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حَمِضَةَ وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة. قلت أنا هذا الخط من البحر الهندي إلى البحر اليمني عرضاً في البرّيَّة من الشرق إلى جهة الغرب. قال وأما إحاطة البحر باليمن من ناحية دَما. قلت أنا دَما من أوائل بلاد عمان من جهة الشمال. قال فَطنوى فالجمحة فرأس الفرتك فأطراف جبال اليحمد فما سقط منها وإنقاد إلى ناحية الشحر فالشحر فغُب الخيس فغُب العبب بطن من مهرة فغُب القمر بطن من مهرة بلفظ قمر السماء فغب الغفار بطن من مهرة فالخبرج فالأشفار وفي المنتصف من هذا الساحل شرقياً بين عدن وعمان ويسوف وفد ذكرت في مواضعها. ثم ينعطف البحر على اليمن مغرباً وشمالاً من عدن فيمر بساحل لَحج وأبين وكثيب برامس وهو رباط وبسواحل بني مجيد من المندب فساحل السرة فالعارة فإلى غلافقة ساحل زبيد فكَمَران فالعطية فالجردة إلى مُنْفَهق جابر وهو رأس عزيز كثير الرياح حديدها إلى الشرجة ساحل بلد حَكَم فباحة جازان إلى ساحل عَثرَ فرأس عثر وهو كثير الموج إلى ساحل حَمِضَةَ فهذا ما يحيط باليمن من البحر. وقال أبو سنان اليماني في اليمن ثلاثة وثلاثون منبراً قديمة وأربعون حديثة وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة وُلاة فوالي على الجند ومخاليفها وهي أدناها. وقال الأصمعي أربعة أشياء قد ملأت الدنيا ولا تكون إلاّ باليمن الوَرس والكُندُر والخِطر والعصب. قال وافتخر إبراهيم بن مًخرمة يوماً بين يدي السفّاح باليمن وكان خالد بن صفوان حاضراً فلما أطال عليه قال خالد بن صفوان وبعد فما منكم إلاّ دابغ جلد أو ناسج بُرد أو سائس قرد أو راكب عرد دَل عليكم هُدهُد وغرقتكم جُرذٌ وملكتكم أم ولد فسكت وكأنما ألجمه. قال واجتمع زياد بن عبيد الله الحارثي خال السفّاح بابن هبيرة الفزاري فقال لزياد فممن الرجل فقال من اليمن فقال أخبرني عنها فقال أما جبالها فكروم ووَرس وسهولها بُر وشعير وذُرة فتغير وجه ابن هبيرة وقال أليس أبو اليمن قرداً قال إنما يكنى القرد بولده وهو أبو قيس فيوجب ذلك أن يكون أبا قيس عيلان وكان ابن هبيرة قيسياً قال فاصفر وجهه وعرق جبينه من عظم ما لقيه به. ولليمن أخبار ولبلادها أقاصيص ذُكرت في مواضعها من هذا الكتاب وقد يحن بعض الأعراب إلى اليمن فيقول:
وإني ليُحييني الصبا ويُميتـنـي |
|
إذا ما جرت بعد العشي جَنوب |
وأرتاح للبرق اليماني كأننـي |
|
له حين يبدو في السماء نسيبُ |
وأرتاح أن ألقى غريباً صبـابة |
|
إليه كأني للـغـريب قـريب |
وقال آخر:
أما مِن جَنُوب تذهب الغلَّ ظُـلة |
|
يمانية من نحو ليلى ولا ركـبُ |
يمانون نستوحيهم عن بـلادهـم |
|
على قُلُص يُذمى بأحسنها الجدبُ |
وقال آخر:
خليلي إني قد أرقتُ ونمتمـا |
|
لبرق يمان فاقعدا علـلانـيا |
خليلي لو كنتُ الصحيح وكُنتما |
|
سقيمَين لم أفعل كفعلكما بـيا |
خليلي مدا لي فراشي وارفعا |
|
وِسادي لعلّ النوم يُذْهب ما ببا |
خليليّ طال الليلُ والتبس القذى |
|
بعينَيّ واستأنَست برقاً يمانـيا |
يُمَنّ: بالفتحِ ويروى بالضم ثم السكون ونون: ماء لغطفَان بين بطن قو ورؤاف على الطريق بين تيماء وفيد، وقيل هو ماء لبني صرمة بن مُرّة وسماه بعضهم أمن وينشد قول زُهير:
عفا من آل فاطمة الجواءُ |
|
فيمن فالقوادم فالحِسـاءُ |
وقال:
وليس حَلّتْ بيمنِ أو جُبار |
يَمَني:
بفتح أوله وثانيه وتشديد النون كأنه مضارع منّاه، يُمنيّه وقياسه ضمُ أوله
إلاّ أنه هكذا روي وهي ثنية هرشى من أرض الحجاز على منتصف طريق مكة
والمدينة. روي عن ابن أبي ذئب عن عمران بن قشير عن سالم بن سيلان قال سمعت
عائشة وهي بالبيض من يمنّي بسفْح هرشى وأخذت مروَةً من المرو فقالت وددت
أني هذه المروة قاله الحازمي.
يمؤودُ: بالفتح ثم السكون والواو الأولى مضمومة والثانية ساكنة: واد
بغطفان. قال الشماخ:
طال الثواءُ على رسمٍ بيمؤودِ |
|
حيناً وكل جديد بعده مُودي |
دار الفتاة التي كُنا نقول لها |
|
يا ظبية عطَلاً حُسّانة الجِيدِ |
يُمين:
كأنه تصغير يَمن: حصن في جبل صَبِر من أعمال تَعز استحدثه علي بن زريع.
اليَمِينِين: من حصون اليمن بعُكابس واللّه الموفق والمعين.
يُنابعاتُ: بالضم وبعد الألف باب موحدة وعين غير معجمه وآخره تاءِ مثناه جمع يُنابع مضارع نابع كما نذكره في الذي بعده: موضع وهما موضع واحد تارة يجمع وتارة يفرد وقد ذكر شاهده في نبايع بتقديم النون.
يُنابعُ: بتقديم مضارع نابَعَ يُنابع مثل ضارب يُضارب إذا أوقع كل واحد
الضرب بصاحبه: وهو اسم مكان أو جبل أو واد في بلاد هذيل ويروى فيه نبايع
بتقدم النون وينشد قول أبي ذؤيب بالروايتين:
وكأنها بالجزع جـزع ينـابـع |
|
وألات ذي العرجاءِ نهبٌ مُجمَعُ |
ورواه إسماعيل بن حمّاد بفتح أوله وأما ينابعات فيجوز أن يكون جمع هذا المكان بما حوله على عادتهم وقد مرَ منه كثير فيما تقدّم. وهذا أحد ما ذكره أبو بكر من فوائد الكتاب وقد ذكره في ينابع.
يَنَاصيبُ: أجبُل متحاذيات في ديار بني كلاب أو بني أسد بنجد ويقال بالألف
واللام. وقيل أقْرُن طوال دقاق حُمْر ببن أضاخ وجَبلَةَ بينها وبين أضاخ
أربعة أميال عن نصر قال وبخط أبي الفضل اليناصيب جبال لوَبر من كلاب منها
الحمَّال وماؤها العقيلة.
ينبُعُ: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وعين مهملة بلفظ يَنبعُ
الماء. قال عرام بن الأصبغ السلمي هي عن يمين رَضوى لمن كان منحدراً من
المدينة إلى البحر على ليلة من رَضوى من المدينة على سبع مراحل وهي لبني
حسن بن علي وكان يسكنها الأنصار وجُهينة وليث وفيها عيون عذاب غزيرة
ووِاديها يليَل وبها منبر وهي قرية غنّاءُ وواديها يصب في غيقَةَ. وقال
غيره ينبع حصن به نخيل وماءٌ وزرع وبها وقوف لعلي بن أبي طالب رضي اللّه
عنه يتولاها ولده. وقال ابن دريد ينبع بين مكة والمدينة وقال غيره ينبع من
أرض تهامة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم فلم يلقَ كيداً وهي قريبة من
طريق الحاج الشامي أخذ اسمه من الفعل المضارع لكثرة ينابيعها. وقال الشريف
بن سلمة بن عياش الينبعي عددت بها مائة وسبعين عيناً. وعن جعفر بن محمد قال
أقطع النبي صلى الله عليه وسلم عليُّاً رضي اللّه عنه أربع أرضين الفقيران
وبئر قيس والشجرة وأقطع عمر ينبع وأضاف إليها غيرها. وقال كُثير:
أهاجَتك سلمى أم أجـدَّ بـكُـورُهـا |
|
وحُفّتْ بأنطاكـيً رقـم خـدُورُهـا |
على هاجراتِ الشّول قد حف خطرها |
|
وأسلمَها للظاعـنـات جـفـورُهـا |
قوارض حضني بطن ينبـع غـدوَةَ |
|
قواصد شرقيَ العَناقـيْنِ عِـيرُهـا |
وينسب إليها أبو عبد الله حرملة المدلجي الينبعي له صحبة ورواية عن النبيّ عليه الصلاة والسلام.
يَنْبُغُ: بوزن الذي قبله إلاّ أن غينه معجمه وهو من نبغ إذا ظهر ومنه
النابغة: موضع عن ابن دُريد.
يَنبُوتَةُ: بالفتح ثم السكون والباءُ الموحدة مضمومة والواو ساكنة وتاء
مثناه من فوقها وهو اسم يقع على ضربين من النبت أحدهما الينبوت وهو الخروب
النبطي والآخر شجر عظيم له ثمر مثل الزعرُور أسوَدُ شديد الحلاوة مثل شجر
التفّاح في عظمه. قال أبو حنيفة وهو منزل كان يسلكه حاج واسط قديماً إذا
أرادوا مكة بينه وبين زُبالة نحو من أربعين ميلاً. وينبُوتة من نواحي
اليمامة فيه نخل.
ينجا: واد في قول قيس بن العيزارة:
أبا عامر ما للخوانق أوحشـت |
|
إلى بطن ذي ينجا وفيهنّ أمرُعُ |
يَنْجَلُوس: بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم مفتوحة ولام وآخره سين مهملة: اسم الجبل الذي كان فيه أصحاب الكهف وَهمَ فيه.
يَنخَعُ: بالفتح ثم السكون وخاء معجمه وعين: موضع عن الأديبي.
ينخُوب: بالفتح ثم السكون وآخره باءٌ موحدة: موضع. قال الأعشى:
يا رخَماً قاظ على ينْخـوب |
|
يعجل كف الخارئ المُطيب |
وأنشد ابن الأعرابي لبعضهم فقال:
رأيت إذ ما كنت لست بتـاجـر |
|
ولا ذي زروع حبهنّ كـثـبـر |
وأصبح ينْخوبٌ كـأنّ غـبـاره |
|
براذين خيلِ كلـهـن مُـغِـيرُ |
أتجلين في الجالين أم تصبرين لي |
|
على عيش نجد والكريم صبُورُ |
فبالمصر برغوثٌ وبَق وحَصـبة |
|
وحمى وطاعون وتلك شـرُورُ |
وبالبَدو جُـرع لا يزال كـأنـه |
|
دخان على حد الإكـام يَمـورُ |
ألا إنما الدنيا كما قـال ربـنـا |
|
لأحمد حُـزن مـرة وسـرُورُ |
ينسوعُ: بالفتح ثم السكون والسين مهملة وواو ساكنة وعين مهملة. قال أهل اللغة انتَسعت الإبل إذا تفرقت في مراعيها بالعين والغين. وقال الأصمعي يقال لريح الشمال نسع شُبهت لدقّة مهبها بالنسع المضفور من أدم يُشد به الرحال وهو موضع في طريق البصرة. قال بعضهم:
فلا سقى الله أياماً عنيتُ بهـا |
|
ببطن فَلْج على الينسوع فالعُقدِ |
وهي ينسوعة التي نذكرها بعدها أسقطت الهاءُ فيما أحسب.
ينسوعَةُ: مثل الذي قبله بالعدل أو الاشتقاق وهي هيَ فيما أحسب إلا أن في
هذه اللفظة هاء زائدة. قال أبو منصور ينسوعة القُف منهلة من مناهل طريق مكة
على جادة البصرة بها ركايا عذبة الماء: عند منقطع رمال الدهناءِ بين ماوية
والرياح وقد شربت من مائها. قال أبو عبيد اللّه السكوني الينسوعة موضع في
طريق البصرة بينها وبين النباج مرحلتان نحو البصرة بينهما الخَبراء ويصبح
القاصد منها إلى مكة الأقماع أقماع الدهناء من جانبه الأيسر.
ينشتةُ: بفتح أوله وثانيه وشين معجمه ساكنة وتاءٍ مثناه من فوقها وهاءِ:
بلد بالأندلس من أعمال بلنسية ينبت بها الزعفران مشهورة بنى لك. ينسب إليها
ياسر بن محمد بن أبي سعيد بن عزيز اليحصبي الينشتي سمع وروى ومات سنة 510.
وقال أبو طاهر بن سلفة أنشدني أبو الحسن بن رباح بن أبي القاسم بن عمر بن
أبي رباح الخزرجي الرباحي من قلعة بالأندلس قال أنشدني أمي مريم بنت راشد
بن سليمان اللخمي الينشتي قالت أنشدني أبي وكان كاتب ابن آوى لنفسه:
يا حاسد الأقوام فضلَ يسارهم |
|
لا ترض دأباً لم يزل ممقوتـا |
بالمصر ألفٌ فرق قُوتك قوتُهم |
|
وبه ألوف ليس تملك قـوتـا |
يَنصوب: مكان في قول عدي بن زيد العبادي وكانت لأبيه إبل فبعث بها عدي إلى الحمى فنضب عليه أبوه فردها فلقيها خيل فأخذتها وسار عدي فاستنقذها وقال:
للمثسرَف العود وأكنافـه |
|
ما بين جُمرانَ فينصوب |
خير لها أن خشيتْ حُجرة |
|
من ربها زيد بـن أيوب |
متُكئاً تصرف أبـوابـه |
|
يسعى عليه العبد بالكوب |
ينعَبُ: بأرض مهرة بأقصى اليمن له ذكر في الردة.
يًنقُبُ: موضع عن العمراني.
يَنكًفُ: موضع عنه أيضا.ً يَنكوب: موضع.
ينكِير: بالفتح ثم السكون وكسر الكاف ثم ياء ساكنة وراءِ: هو جبل ثم ينشد:
لقلتُ من الينكير أعذب مشربـا |
|
وأبعد من ريب المنايا من الحشر |
يَن: قرية بفوهستان.
يَنُوفُ: بالفتح وآخره فاء ناف إذا ارتفع: اسم هضبة. وقبل ينوُفا بالقصر عن
أبي عبيدة ورواه أبو حاتم بالتاء كل ذلك في قول امرئ القيس:
كأن دثاراً حلّقَت بلـبـونـه |
|
عقاب ينوفا لا عقاب القواعل |
والقواعل: ما طال من الجبال. قال الأصمعي ولقريط ماء يقال له الحفائر ببطن واد يقال له مهزول إلى أصل علم يقال له ينوف وأنشد:
وجاراه ضِبعانا ينوفَ وذئبـه |
|
وهضبته الطولى بعينيه يومها |
وقال بعض بني عامر:
إذا كنت من جنبي ينوف كِلَيهما |
|
فنادِ بعز إن بـدا أن تـنـاديا |
وقال العامري ينوف جبل لنا وهو جبل منيع وهو جبل أحمر. وقال أبو المجيب ينوف جبل والينوفة ماء وهما مكتنفان ينوفا أحدهما يلي مهب الجنوب من ينوف وهما جميعاً في أصله وهما جميعاً لبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. قال أبو مرخية:
يضيءُ لنا العنابُ إلى ينـوف |
|
إلى هَضب السِنين إلى السواد |
ينوفَةُ: قال الأصمعي الينوفة ماءة في قاع من الأرض هي ماحة الماء تسمى الشبكة وتسمى الغبارة وهي تأتي فم أبي قليب وغيره.
ينوقُ: بالقاف. قال الحازمي: جبل أحمر ضخم منيع لكلاب هكذا وجدته في كتابه
بالقاف.
ينونش: من قرى إفريقية من ساحلها من كورة رُصفة. منها محمد بن ربيع شاعر
مشهور ذكره ابن رشيق في الأنموذج وأورد له هذين البيتين:
نادرة الشرقي في السلك |
|
لو لا بعادي منك لم أبك |
لأن ذلي بعد عز الرضا |
|
ذلة مخلوع من الملـك |