وقال الوزير - أدام الله أيامة - سراويل يذكر أم يؤنث، ويصرف أم لا؟ فكان الجواب: أن علي بن عيسى حدثنا عن شيخه ابن السرج قال: سألت المبرد فقلت: إذا كان الواحد في صيغة الجمع ما يصنع به في الصرف في مثل شعره هراميل وهذه سراويل وما أشبهه، فقال: ألحقه بالجمع فأمنعه الصرف، لأنه مثله وشبيهه.
قال: وسألت أحمد بن يحيى عن ذلك، فقال: أخبرنا سلمة عن الفراء قال: ألحقه بأحمد فامنعه الصرف في المعرفة، واصرفه في النكرة حتى يكون بين الواحد والجمع فرق.
وسأل فقال: ما واح المناخيب والمناجيب وما حكمهما؟ فكان من الجواب: واحد المناخيب منخاب، يمدح به ويذم، فإذا كان مدحاً فهو مأخوذ من النخب، وهو الاختيار، وإذا كان ذماً فهو مأخوذٌ من النخبة، وهي الاست. قال: وهكذا المنجاب يكون مدحاً وذماً، فإذا كان مدحاً فهو مأخوذٌ من الانتجاب، وهو الاختيار، وإذا كان ذماً فهو مأخوذٌ من النجب، وهو قشر الشجر.
قال: ما معنى قولهم: امرأةٌ عروبٌ؟ فكان من الجواب أن محمد بن يزيد قال - على ما حدثنا به أبو سعيد وابن السراج عنه - إنه من الأضداد، وهي المتحببة إلى زوجها؛ وهي الفاسدة، مأخوذٌ من قولهم: عربت معدته إذا فسدت.
وقال: الضهياء يمد ويقصر؟ فكان من الجواب أن ابن الأعرابي قال: الذي حصلته عن الأعراب أن الضهياء الممدودة هي التي لا تحيض، وأن المقصورة هي الياسمين، وجمع الأول ضهىٌ وجمع المقصور ضهايا.
قال: ما معنى المندلي المطير؟ فكان من الجواب: أن ابن الأعرابي قال: هو مقلوب المطري.
وقال: أنشدني غزلاً، فأنشدته ما حضر في الوقت لأعرابي:
أمر مجنباً عن بيت سلمى |
|
ولم ألمم به وبه الغـلـيل |
أمر مجنباً وهـواي فـيه |
|
وطرفي عنه منكسرٌ كليل |
وقلبي فيه مقتتلٌ فهل لـي |
|
إلىقلبي وقاتله سـبـيل |
وقال: أتحفظ الأبيات التي فيها:
تكفيه فلذة كبدٍ إن ألـم بـهـا |
|
من الشواء ويكفي شربه الغمر |
فأنشده ابن نباتة، وذاك لأني قلت: ما أحفظ إلا هذا البيت شاهداً، وهو لأعشى باهلة يرثي المنتشر:
إني أتتني لسان لا أسـر بـهـا |
|
من علو لا عجبٌ منها ولا سخر |
فبت مرتفعاً للـنـجـم أرقـبـه |
|
حيران ذا حذر لو ينفع الحـذر |
وجاشت النفس لما جاء جمعهـم |
|
وراكبٌ جاء من تثليث معتمـر |
يأتي على الناس لا يلوي على أحدٍ |
|
حتى التقينا وكانت دوننا مضـر |
نعيت من لا تغب الحي جفنـتـه |
|
إذا الكواكب أخطا نوأها المطر |
من ليس في خـيره شـرٌ يكـدره |
|
على الصديق ولا في صفوه كـدر |
طاوي المصير على العزاء منصلت |
|
بالقوم لـيلة لا مـاءٌ ولا شـجـر |
لا تنكر البازل الكوماء ضربـتـه |
|
بالمشرفي إذا ما اجلوذ الـسـفـر |
وتفزع الشول منه حين تبـصـره |
|
حتى تقطع في أعناقها الـجـرر |
لا يصعب الأمر إلا ريث يركـبـه |
|
وكل أمرٍ سوى الفحشاء يأتـمـر |
يكفيه حـزة فـلـذانٍ ألـم بـهـا |
|
من الشواء ويكفي شربه الغـمـر |
لا يتأرى لما في القـدر يرقـبـه |
|
ولا يعض على شرسوفه الصفـر |
لا يغمز الساق من أين ومن وصبٍ |
|
ولا يزال أمام الـقـوم يقـتـفـر |
مهفهفٌ أهضم الكشحين منخـرقٌ |
|
عنه القميص بسير الليل محتـقـر |
عشنا بذلك دهـراً ثـم فـارقـنـا |
|
كذلك الرمح ذو النضلين ينكـسـر |
لا تأمن الناس ممساه ومصبـحـه |
|
من كل أوبٍقال: وإن لم يأت ينتظر |
إما يصبـك عـدوٌ فـي مـنـاوأةٍ |
|
يوماً فقد كنت تستعلي وتنتـصـر |
لو لم تخنه نـفـيلٌ وهـي خـائنةٌ |
|
ألم بالقوم وردٌ مـنـه أو صـدر |
وراد حربٍ شهابٌ يستـضـاء بـه |
|
كما يضيء سواد الطخية القـمـر |
إما سلكت سبيلاً كنت سالـكـهـا |
|
فاذهب فلا يبعدنك الله منـتـشـر |
من ليس فيه إذا قاولـتـه رهـقٌ |
|
وليس فيه إذا ياسـرتـه عـسـر |