الجزء الأول: من السنة 1800 إلى 1870 - الفصل الخامس: الآداب العربية من السنة 1850 إلى 1870

الفصل الخامس

الآداب العربية من السنة 1850 إلى 1870

كانت حالة الآداب العربية في هذا الطور الثالث كحالة الحدث الذي يدخل في شبابه ويشعر بقوته فيحول أفكاره إلى عالم العلم ومنتدى الآداب وهو إلى ذلك الحد مشغول البال بشواغل أترابه الأحداث لا يجد كبير نفع بأمور العقل والأبحاث العلمية والاتساع في آداب اللغة وأساليب الكتابة.

أما ما امتاز به هذا الطور فإنشاء الجرائد في الشرق. والظاهر أن أول جريدة ظهرت في الممالك المحروسة إنما كانت في أزمير أنشأها المسيو بلاك (Al. Blacque) سنة 1825 ودعاها ببريد أزمير (Le Courrier Smyrne) ثم استدعاه جلالة السلطان محمود الثاني إلى دار السعادة فأنشأ فيها جريدة افرنسية دعاها البشير العثماني (Moniteur Ottoman) سنة 1831 ثم عقبها في السنة التالية بجريدة تركية تدعى (تقويمي وقائع) لكنه مات بعد قليل سنة 1836. وأنشأ السائح الإنكليزي شرشل (Churchill) جريدة أخرى سنة 1843 سمّاها (جريدئي حوادث). أما الصحافة العربية فنشأت أولا في مصر بطبع (الوقائع المصرية) التي صدرت سنة 1828 على عهد محمد علي باشا فظهرت سنين عديدة. وكان ظهورها ثلاث مرات في الأسبوع. ثم توفرت الجرائد في الممالك المحروسة حتى أن سالنامة سنة 1268 (1851 - 1852) المطبوعة في دار السلام عدت منها 11 جريدة في الاستانة العلية و5 في أزمير و4 في مصر Cfr. Journ. As. I) (852 p. 248 اللغات في التركية والفرنسوية والأرمنية واليونانية والعبرانية العربية. وفي تشرين الأول من السنة 1854 أنشأ رزق اللّه حسُّون الحلبي أوَّل جريدة عربية في دار السعادة وسمَّها (مرآة الأحوال) ولعلَّه باشر طبعه في لندن وخلفتها سنة 1857 جريدة السلطنة لمحررها اسكندر أفندي شلهوب. أما سورية فكانت أول جرائدها (حديقة الأخبار) أنشأها فقيد الآداب المتوفى في 26 ت1 سنة 1907 خليل الخوري ظهر أول أعدادها في غرة كانون الثاني من السنة 1858 ولم تزل في الوجود حتى وفاة منشئها فانطفأ سراج حياتها معه. وفي سنة إنشاء حديقة الأخبار ظهرت في مرسيلية جريدة (عطارد) كان يديرها المستشرق كرلتي (Carletti). وأنشئت في أثر تلك النشرات عدة جرائد أخصها (الرائد التونسي) وهي جريدة تونس الرسمية سنة 1860. وفي تموز منها أنشأ الشيخ أحمد فارس الشدياق في الأستانة جريدة الجوائب فبقي فيها إلى السنة 1884 وفي ذلك الوقت أيضاً ظهرت في باريس جريدة البرجيس كان يحررها سليمان الحرائري التونسي. وعقبها في دمشق جريدة سورية الرسمية ظهرت 1865. ثم وليها في مصر جريدة وادي النيل سنة 1867.

وفي تلك الأثناء شرع المرسلون الأمريكيون في بيروت بتحرير جريدة دينية دعوها (النشرة الشهرية) ثم أبدلوها في غرة السنة 1870 بالنشرة الأسبوعية. فكان ذلك داعياً لنشر جريدة كاثوليكية أنشأها الآباء اليسوعيون في السنة نفسها ودعوها (المجمع الفاتيكاني) ثم عقبها (البشير) في أيلول من تلك السنة وكان أولاً على قطع المجلات ثم طبع على قطع الجرائد ولم يزل في اتساع وتحسين حتى صار كما هو اليوم في جملة الصحائف الراقية يصدر ثلاث مرات في الأسبوع.

ورأت السنة 1870 إنشاء جرائد ومجلات أخرى كالزهرة وكانت جريدة أخبارية عني بنشرها الأديب يوسف الشلفون والنحلة للقس لويس صابونجي السرياني وكانت أدبية وعلمية والنجاح كانت إخبارية سياسية أنشأها القس المذكور مع يوسف الشلفون. ثم صارت ملكاً للمرحوم الصقلى خضرا بشراكة الطيب الذكر المطران يوسف الدبس. وفي تلك السنة ذاتها أنشأ المعلم بطرس البستاني وابنه سليم مجلة الجنان وجريدة الجنة فصار لهما رواج.

ومما امتاز به هذا الطور الثالث أيضاً الجمعيات العلمية في الشرق فعقد جمعية آسيوية (إنجمن دانش) في دار السلام نشرت قوانينها وأسماء أعضاءها في المجلة الآسيوية الألمانية (ZDMG. VI 278 - 285) وكذلك أخذ العلماء المصريون يضمون قواهم لنشر الآداب فبهمتهم طبعت في بولاق تآليف معتبرة كالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وأمثال الميداني وإحياء علوم الدين للغزالي والخطط للمقريزي.

ولم تخل سورية من جمعيات علمية نفعت الآداب بأفكارها الراقية ومساعيها بترقية المعارف ومنشوراتها الحسنة. وكانت أولها جمعية أدبية سعى بعقدها بعض مشاهير لبنان في بيروت سنة 1847 فلم تطل مدتها. ثم الجمعية الشرقية التي أنشأت سنة 1850 في دير الآباء اليسوعيين في بيروت. روى جناب يوسف أفندي آليان سركيس أخبارها في (المشرق 12 (1909): 32 - 38) انتظم فيها كثير من أدباء ذلك العهد كالدكتور سوكة والطبيب إبراهيم أفندي ومارون نقاش وفرنسيس مسك وإبراهيم مشاقة وطنوس الشدياق وحبيب اليازجي.

ثم خلفتها سنة 1857 الجمعية السورية وضمت إليها عدداً من الذوات كحسين أفندي بيهم والأمير محمد أمين والوجوه إبراهيم فخري بك وبولس دباس والشيخ ناصيف اليازجي والأدباء بطرس البستاني وسليم رمضان وسليم شحادة والدكتور سوكة وعبد الرحيم بدران وعالي سميث وموسى يوحنا فريج وحنين الخوري ويوسف الشلفون وحبيب الجلخ. ثم اتسعت دائرة أعمالها ونالت من الدولة العلية الرخصة بنشر أبحاثها فنشرت أولاً من حين إلى آخر دون وقت محدد ثم طبعت قوانينها سنة 1868 وصدرت أعمالها في كل شهر بنظام فأرخها سليم أفندي رمضان:

قلت للدهرُ والنجاحُ تبدَّى

 

قمراً في بلادنا السوريَّة

أيَّ يومٍ يتم ذا قـال أرخ

 

يوم فتح الجمعَّية العلميَّة

(1284ه).
وطبعت هذه النشرة خمس سنوات ثم عدل عن طبعها. وقد نفعت تلك الجمعية المعارف والآداب بهمة أعضائها الذين سنذكرهم في تواريخ وفاتهم. وكان مثلهم مؤثراً في غيرهم لا سيما أن أصحاب الأمر وعمال الدول العلية كانوا يقدرون قدرهم وينشطون هممهم وربما شرفوا جمعياتهم الأدبية كأصحاب الدولة فؤاد باشا ويوسف كامل باشا ومصطفى فاضل باشا ومحمد رشدي باشا وأصحاب السعادة قناصل الدول وغيرهم أما المدارس فإنها زادت في هذا الطور ترقياً لا سيما مدارس المرسلين الكاثوليك من ذكور وإناث ومدارس الأميركان لا سيما كليتهم التي علموا فيها اللغات والعلوم وكانت الدروس تلقى فيها أولا بالعربية وطبعوا عدة كتب مدرسية في ضروب العلوم كالطبيعيات والرياضيات والهيئة والكيميا والجغرافيا ثم عدلوا عنها إلى اللغة الإنكليزية لتوفر أسبابها لديهم. وقد أنشئت في هذا الطور مدارس جيدة أخصها المكتب العسكري الذي ترقى بهمة أصحابه ونال الشهرة في أنحاء سورية. والمدرسة الوطنية التي فتحها بطرس البستاني سنة 1863 في بيروت فجارت في تعاليمها بقية مدارس المدينة بمساعي منشئها وولده سليم. وفي السنة 1864 وضع الطيب الذكر غريغوريوس يوسف بطريرك الروم الكاثوليك أساسات المدرسة البطريركية فذاعت شهرتها وأقبل إليها الطلبة من الشام ومصر وقبرس وتخرج فيها كثيرون من الأدباء فنبغوا في المعارف والآداب العربية. ولم يلبث السيد البطريرك أن فتح أيضاً في عين تراز مدرسة اكليريكية لتهذيب طلبة الكهنوت. وفي السنة 1865 أنشأ الروم الأرثذكس مدرسة الثلاثة الأقمار على طرز المدرسة الوطنية. ومن المدارس المارونية المنشأة في ذلك الوقت مدرستان في عرمون أنشأ الواحدة همام مراد سنة 1865 وعرفت بمدرسة مار نيقولا العريمة والأخرى مدرسة المحبة جددها الخوري ميخائيل سباط سنة 1867 أما المطابع فإنها في مدة العشرين السنة أصدرت عدداً لا يحصى من المطبوعات في كل الفنون سواء كان في سورية أو في مصر والهند. وقد ذكرنا تاريخ معظم هذه المطابع في الشرق في أعداد السنين 1900 - 1902. ففي سنة 1852 أخذت مطبعتنا الكاثوليكية تطبع على الحروف بعد طبعها على الحجر. ومما استجد من المطابع في هذا الزمان في بيروت المطبعة السورية التي أنشأها المرحوم خليل أفندي الخوري سنة 1857 وقد وصفنا تاريخها وقائمة مطبوعاتها في المشرق (3 (1900): 998) وفي السنة التالية أحدث الدكتور إبراهيم النجار مطبعة عرفت بعد ذلك بالمطبعة الشرقية (المشرق 3: 1032). وبعدها بثلاث سنوات نال يوسف الشلفون الرخصة بفتح مطبعة دعاها المطبعة العمومية (المشرق 3: 999) فنشر فيها عدة كتب ونشرات وجرائد. ثم ظهرت المطبعة المخلصية سنة 1865 فخدمت الآداب العربية نحو ثماني سنوات (المشرق 3: 1032) وفي السنة نفسها كانت المطبعة السريانية التي نقلت أدواتها بعد قليل إلى الشرفة (المشرق 4 (1901): 89) وكذلك ظهرت وقتئذٍ المطبعة الوطنية لجرجس شاهين (المشرق 4: 86) ثم أنشأ جناب الأديب الفاضل خليل أفندي سركيس مطبعة المعارف سنة 1867 شركةً مع المعلم بطرس البستاني إلى سنة 1874 حيث أنشأ المطبعة الأدبية وكان آخر ما أنشئ من المطابع في هذا الزمان سنة 1869 المطبعة اللبنانية لحنا جرجس الغرزوزي (المشرق 4: 86 - 87) ومطبعة الجمعية الأرثذكسية لجرجس يزبك التي لم تطل مدتها ولم تتجاوز مطبوعاتها ثلاثة أو أربعة كتب دينية وفي هذا الطور نفسه انتشر فن الطباعة العربية في لبنان وكان قبلها منحصراً في مطبعة مار يوحنا الصابغ في الشوير أما مطبعة قزحيا فكانت حروفها سريانية. وأول مطابع لبنان في هذا العهد مطبعة بيت الدين كان الساعي بإدارتها حنا بك أسعد أبي صعب باشر أولاً سنة 1853 ببعض المطبوعات الحجرية ثم طبع على الحروف سنة 1862. ثم ظهرت مطبعة دير طاميش سنة 1858 فوق وادي نهر الكلب (المشرق 4: 473) فاشتغلت عشر سنوات. وأنشأ المرحوم رومانوس يمين سنة 1859 مطبعة أهدن فشاركه في العمل الخوري يوسف الدبس (المشرق 4: 473) ثم ندب المرحوم داود باشا يوسف الشلفون لإنشاء مطبعة لمتصرفية لبنان فأنشئت المطبعة اللبنانية سنة 1863 تولى تدبيرها ملحم النجار ثم نقلها إلى دير القمر سنة 1869. وفي المطبعة اللبنانية طبعت جريدة لبنان الرسمية كان يحررها حبيب أفندي خالد (المشرق 4: 473)  أما الجهات فظهرت فيها أيضاً مطابع أخرى فأنشأ المرحوم حنا الدوماني سنة 1855 في دمشق مطبعة انتقلت بعد ذلك بالشراء إلى حنا الحداد ثم إلى محمد أفندي الحفني. ثم جلبت ولاية سورية الجليلة سنة 1864 مطبعة نشرت فيها جريدتها الرسمية (سورية) مع عدة مطبوعات أخرى (المشرق 879:4) - وأنشأت في الموصل سنة 1856 مطبعة جليلة بإدارة حضرة الآباء الدومنيكان فأدت للدين والعلم والآداب خدماً متعددة ولم تزل إلى زمن الحرب جارية على خطتها (المشرق 5 (1902): 422). وفيها أنشأت أيضاً المطبعة الكلدانية بهمة الأديب الشماس رافائيل مازجي سنة 1863 (المشرق 840:5). وظهرت في كربلاء مطبعة حجرية سنة 1856 طبعت فيها مقامات الشيخ محمود الآلوسي (المشرق 843:5) ثم استحضر المرزا عباس مطبعة أخرى حجرية في بغداد فعرفت بمطبعة كامل التبريزي ونفعت العلوم ببعض المنشورات نحو خمس سنوات (المشرق 843:5 - 844). ثم بطلت تلك المطبعة بظهور مطبعة ولاية بغداد سنة 1869 فأصدرت جريدة الولاية ومطبوعات غيرها (المشرق 843:5) - وكذلك حلب فإن فن الطباعة تجدد فيها في أواسط القرن التاسع عشر. وكان أولاً أحد الفرنج المدعو بلفنطي السرديني نشر بعض المطبوعات الحجرية في الشهباء منها ديوان الفارض سنة 1257 (1841) وكتاب المزامير. ثم اهتم الطيب الأثر المطران يوسف مطر بإنشاء مطبعة على الحروف فطبع فيها منذ السنة 1857 إلى يومنا نحو 50 كتاباً بين كبير وصغير (المشرق 357:3 - 358).

أما أوروبة فكانت فيها الدروس الشرقية لا سيما اللغات السامية على خطتها الشريفة. وكان عدد وافر من تلامذة دي ساسي قد انتشروا في أقطار شتى فبعثوا الهمم لدرس آثار الشرق ولغاته وإحياء دفائنه فعقدت جمعيات جديدة وأنشأت المدارس وتوفرت المطبوعات والخزائن الكتبية. وكانت فرنسة في مقدمة الدول لما كان بينها وبين أقطار الشرق من العلائق والمعاملات وخصوصاً بلاد الجزائر.

ومما ساعد على توفير أسباب الترقي للآداب العربية في هذا الطور الثالث بين نصارى الشرق خاصة بطاركة إجلاء محبون للعلوم وساعون في تنشيطها بين مرءوسيهم فكان يسوس طائفة الروم الكاثوليك الملكيين السيد المفضال مكسيموس مظلوم الذي مع وفرة أشغاله في تدبير بنية أبقى لهم من تآليفه أو ترجمته نيفاً وخمسين كتاباً طبع نحو نصفها في بيروت ورومية والأستانة ومصر وهي في كل ضروب العلوم من لاهوت نظري وأدبي وجدل وأخبار قديسين وعبادة وطقوس وتاريخ وجغرافية وصرف ونحو وطبيعيات. فكان مثال جد ونشاط لم تخمد همته إلا مع خمود أنفاسه في 10 آب سنة 1855 فقال الشيخ ناصيف اليازجي يؤرخه:

مكسيموسُ المظلومُ بطركنا الذي

 

قامت بهِ التقوى ولاح منارُهـا

صرف الحياة بغيرةٍ مشـهـورة

 

يبقى على طول المدى تذكارُها

هو كوكبُ الشرق استقر قرارُه

 

في جنة فتحت لهُ أخـدارُهـا

ولأجله كتب المؤرّخ نـظـمـهُ

 

إن الكواكب في السماء قرارُها

وقام على الطائفة المارونية غبطة البطريرك بولس مسعد سنة 1854 وكان من البارعين في معرفة الأنساب والتاريخ الشرقي والحق القانوني خلف من كل هذه العلوم آثاراً حسنة.

وفي هذه الغضون كان على السريان الكاثوليك البطريرك أغناطيوس بطرس جروة وقد ذكرنا (ص75) بعض ما خلفه من المآثر العلمية. ولما دعاه الله إلى دار الخلود خلفه ذلك الرجل المفضال المبرات أغناطيوس أنطون السمحيري (1853 - 1864) الذي عني بتهذيب أكليروس طائفته في مدرسة الشرفة وفي مدرسة غزير ومدرسة البروباغندا في رومية العظمى فخرج من يلك المدارس رجال أفاضل سنذكرهم في تاريخ وفاتهم.

أما الأرمن الكاثوليك وكان يدبرهم البطريرك غريغوريوس بطرس الثامن منذ السنة 1843 فما كان لينسى تعزيز الآداب في طائفته فاهتم في نماء مدرسة بزمار وتنظيم كهنتها على قوانين خصوصية كما أنه أرسل إلى مدرسة غزير بعض بني جنسه فأنجزوا فيها دروسهم ثم اشتهروا في خدمة المنفوس ولهم تآليف دينية. ثم قام بتدبير الطائفة الأرمنية السيد أنطون حسون سنة 1866. وكان من رجال الفضل والعلم فجرى على مثال سلفه في نشر الآداب بين أبناء أمته. وكذلك الكلدان فإن بطريركهم يوسف أودو (1848 - 1878) سعى في إنماء الآداب في ملته. وهو الذي أنشأ لأبناء طائفته مدرسة اكليريكية في الموصل وأرسل أحداثاً منهم إلى مدارس أخرى فنجحوا.

وقد عرفت الرسالة الأمريكية في هذا العهد بنشاط عظيم اشتهر بينها الدكتور عالي سميث والدكتور طمسن والدكتور فان ديك فانكبوا على درس اللغة العربية حتى أتقنوها. وكان من أثمار اجتهادهم ترجمة الكتاب المقدس باشر فيها سنة 1849 الدكتور سميث بمعاونة المعلم بطرس البستاني فعرب قسماً من كتب موسى ثم توفي سنة 1857 فقام بتعريبها من بعده الدكتور فان ديك ولم يزل يفرغ في إنجاز العمل كنانة جهده حتى انتهى منه سنة 1864 بمساعدة الشيخ ناصيف اليازجي ثم طبع الكتاب سنة 1867. ولم تثبت فيه الأسفار المعروفة بالقانونية الثانوية. وصار لهذه الترجمة رواج كبير حتى أتت من بعدها ترجمة الآباء اليسوعيين بمساعدة المرحوم إبراهيم اليازجي فكانت أضبط نقلاً وأشمل موضوعاً وأبلغ لساناً وأجود طبعاً فصارت تعتبر كالترجمة الرسمية لجميع الكاثوليك الناطقين بالضاد.